الأخ بكري،
أعلمني المحامون بأنه، قام جهاز الأمن بفتح بلاغات جديدة أمام نيابة أمن الدولة تتضمن ذات التهم التي وجهت لأبوذر من قبل ولكن هذه المرة لمقالات أخرى قد كتبها ونشرها أبوذر.
جاء إعلان من نيابة أمن الدولة، إلى إدارة سجن كوبر يفيد بأن هنالك بلاغات جديدة تنتظر أبوذر ليتحرى فيها معه، وهي تخص مقالات أخرى كتبها، حاول المحامون معرفة ما هية التهم الجديدة وما هي عناوين المقالات التي وجهت على أساسها التهم، ولكن لم يأتي رد من نيابة أمن الدولة. أبوذر ينتظر استدعاءه أمام نيابة أمن الدولة للمثول للتحري.
استقراءتي تتجه إلى أن جهاز الأمن يريد كسب الوقت، ويتربص الدوائر لأبوذر إلى أن ينتهي من تكملة مدة سجنه الأول، ثم يبدأ في البلاغات الجديدة الواحد تلو الآخر، وبهذه الطريقة، لن يكون هناك مفر أمام أبوذر لأن يخرج من السجن، فما أن يكمل عقوبة في بلاغ وتهم جديدة حتى تتنظره أخرى، وهكذا دواليك، حتى يقضي عمره كله في السجن بسبب المقالات التي يكتبها.
والذي أعرفه أن أبوذر قد كتب ونشر مئات المقالات، أتمنى أن تجد كلها طريقاً إلى المحاكمة وأن يقوم جهاز الأمن بفتح مئات البلاغات فيها.
ويشرفني ويسعدني أن يكون أبوذر رهين الحبس والتحري، بسبب كتاباته التي تؤرق وتقلق مضاجع جهاز الأمن، وتسبب لهم الكثير من الرعب والهلع، الأمر الذي يجعلهم لا يطيقون فكرة تمتع أبوذر بالحرية خارج السجن أو تنسم عبيرها!. ولكن الذي يجهله جهاز الأمن، أن أبوذر حراً طليقاً في سجنه، ويهنأ بعميق نوم ملء شدقيه، وغيره، كثيرون يحسبهم خوفهم ويسجنهم القلق. يتقلبون في الجمر ويفارق النوم مضاجعهم من فكرة خروج أبوذر من السجن، فهم لا يريدون للمارد أن يخرج من قمقمه ليزعزع عروشهم وليقوض نظامهم الدستوري.
ما يمكنني قوله، هنيئاً لأبوذر بما كتبه، فهذه قناعاته التي نحترمها ونقف إجلالاً واحتراماً لها.
ولك جزيل الشكر،،،،
منى بكري |