|
السر خلف انضمام فرنسا وغيرها مع االدنمرك
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منَّ على من شاء من عباده بتوفيقه لنصرته , وخذل من شاء منهم بركونه إلى أعداء ملته , والصلاة والسلام على من لا خير إلا في طاعته ولا فلاح إلا في الانتصار لسنته , وعلى آله وصحابته ومن سار على هداه إلى يوم يلقاه . أما بعد
فلقد آتت غرسة الغيرة أكلها واستوت على سوقها فأغاظ الله بها الكافرين ولله الحمد على ذلك كله إذ هدانا لهذا الخير وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
ثم يا أيها الأكارم :
تعلمون أن الغرب الكافر إنما تحالف بينه لأنه يرانا الخطر الحقيقي الذي يهدده ولهذا فهو قد رسم لنفسه خططا يتخلص فيها مما يتوقعه منا من هجمات .
وتعلمون أن تلك الأمم الكافرة تعتبر المادة هي الأساس لكل شيء فلها يحيون ولأجلها يموتون .
وتعلمون أيضا أنهم يرون أن مافي أيدينا من الخير الذي جعله الله مخزونا في بلداننا والثروة المكنوزة في أراضينا حقا من حقوقهم وأننا همج رعاع لا نقدر على تصريف أمورنا وأننا أعراب يكفينا اليسير من العيش وإلا فهم سادته وقادته.
وأمور أخرى ليس هذا أوان حصرها .
لكنه لفت نظري اليوم وأنا أتابع الأحداث بلحظاتها وأرقب الوضع بتفاصيله أنه دخل علينا في الخط دولا تسمى زورا بالعظمى وهي أحقر من أن تذكر لتفاهة ماتعتقده من فكر منحط وسياسة انتقائية.
نعم لقد دخلت دول كفرنسا الحرية وغيرها ولعل القصد من هذا ظاهر لا يكاد يخفى على كل متابع وهو تفريق كلمتنا وإضعاف نار الغيرة في قلوبنا ولكي تكثر الظباء علينا فلا ندري مانصيد.
إن دخول فرنسا وغيرها في هذه اللعبة القذرة والمعركة الخاسرة بحول الله وقوته يراد منه شيء خطير وهو :
أن المسلم الغيور إذا طُلبت منه مقاطعة المنتجات الدنماركية والنرويجية والفرنسية والألمانية والهولندية وما سيقتحم الغمار بعد ذلك من الدول الأوربية أو النصرانية الحاقدة وربما المتعاطفة معها كالدول البوذية فلا شك أنه ربما يضعف عنده الحماس ويحس بشيء من الحرج والضيق ويصعب عليه الاستمرار كونه تكاثر عليه الأمر أو ربما لايجد بديلا في الأسواق فيكون الغرب الكافر بهذا انتصر في المعركة من عدة جوانب :
1 = أنه تحقق له ما أراد من السخرية بدين المسلمين ورسولهم صلى الله عليه وسلم .
2 = أنه حطم معنويات المسلمين وأرغم أنوفهم وأجبرهم على خياره هو لا خيارهم هم .
3 = أنه زرع في الغيورين من المسلمين أن خيار المقاطعة والذي هو سلاح الشعوب المسلمة الفعال و القوي والوحيد خيار فاشل لا يؤتي ثماره بل لربما مارس علينا هذا الأسلوب مستقبلا لإذلالنا.
ولهذا فالذي أراه _ وقد أكون مخطئا في هذا _ أن تتظافر جهودنا في مقاطعة من كان السبب في هذه الجريمة مع رصد كل ما يمارسه الكفار في الدول الأخرى من استفزاز لمشاعرنا , وأن نقاطع وبقوة ,ونتواصى وبعزيمة على توحيد الصف وعدم التراخي مهما كلف الأمر وأن نتوحد في سيرنا هذا تحت راية العلماء العاملين الذين لهم دورهم المشكور والمبارك بإذن الله لكي نصدر عن رأي واحد يكون فيه إشعار لعدونا بجديتنا وحزمنا وأن صفنا لايمكن أن يخترقه كيدهم ومكرهم الكبَّار .
فإذا ذاقت الدنيمارك والنرويج نار الحصار الاقتصادي وعلمت مغبة فعلها وفساد ما أقحمت نفسها فيه واستسلمت لكل مطالب الأمة وشروطها التفتنا إلى الخونة الذين كانوا يريدون توهين عزيمتنا وتهوين كرامتنا فعملنا معهم كما عملنا مع سابقيهم وهكذا .
ولكن ( العزيمة العزيمة يا أمة الإسلام ).
وحذار حذار من التشرذم والضعف فوالله ما أتانا العدو إلا من تفرقنا .
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
هذا ما رغبت التنويه له والتنبيه عليه ولعل الله أن يكلل الجهود بالنجاح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه الشيخ سليمان بن أحمد الدويش
وفى امان الله
لا اله الا الله
|
|
|
|
|
|