دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هذا النبي الذي سخروا منه..
|
قالوا فيه ما قالوا، والناس أعداء ما جهلوا.. ألا فليعرفوه، ولينظروا في أخلاقه، وأوصافه، فشفاء الجهل العلم (1).
د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
أعظم رجل في التاريخ: محمد عبد الله صلى الله عليه وسلم.
ومن حسن تقدير الله لهذه الأمة أن جعله رسولها، فلها الفخر بهذا الشرف.. ومن المؤسف:
- أن من الناس من لا يستشعر عظمته.
- ومنهم من لا يكترث بحقوقه الواجبة على الأمة، من: محبة، واتباع، وأدب.
- وقد أهمل تعليم الصغار صفاته الخُلُقية والخَلْقية؛ فأطفالنا ينشئون وهم لا يعرفون عن نبيهم إلا: اسمه وشيئا من نسبه، وهجرته من مكة إلى المدينة. أما صفاته البدنية، وأخلاقه، ومقامه، وحقوقه، وجوانب سيرته فلا خبر لهم بها. وهذا تقصير منا..!!
نحن نحتاج إلى أن نتعرف على كل صغيرة وكبيرة في حياته، من لدن مولده إلى وفاته.. ينبغي أن ننظر إليه: مربيا، وقدوة، وقائدا، ورسولا، وسيدا ذا مقام رفيع، وقلب رحيم، ونفس زكية، وأدب جم، وصبر جميل. من حقه علينا أن ندرس كل جوانب حياته، ونعلم أطفالنا وأزواجنا وأهلينا: من هو رسول الله ؟.
وأداء لبعض هذا الحق، سنخصص هذا الحديث عن صفاته عليه السلام الخَلقية والخُلقية:
* * *
إنه محمد بن عبد الله ؛ ومحمد معناه: المحمود في كل صفاته.
أخرج البخاري في التاريخ الصغير عن أبي طالب:
وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
وقد كان اسمه أحمد كما جاءت تسميته في الكتب السابقة، قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام:
- {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}.
وتسميته محمدًا وقعت في القرآن؛ سمي محمدا:
- لأن ربه حمده قبل أن يحمده الناس، وفي الآخرة يحمد ربه فيشفعه فيحمده الناس.
- ولأنه خص بسورة الحمد، وبلواء الحمد، وبالمقام المحمود.
- وشرع له الحمد بعد الأكل، والشرب، والدعاء، وبعد القدوم من السفر.
وسميت أمته الحمادين، فجمعت له معاني الحمد وأنواعه...
* * *
وأما عن صفاته الخَلقية:
- فهو أبيض، ليس شديد البياض أمهقا، بل مشربا بحمرة، والعرب تسمي الأسمر سمرة خفيفة أبيضا مشرب بحمرة، قال أبو طالب:
وأبيضُ يستسقى الغمام بوجهه *** ثمالُ اليتامى عصمةٌ للأرامل
- ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد.
- بعيد ما بين المنكبين.
- شديد سواد الشعر، ليس بالجعد القطط؛ وهو الشعر الذي يلتف على بعضه، ولا بالسبط؛ وهو الشعر المسترسل الناعم شديد النعومة، وإنما بين ذلك، يبلغ شحمة أذنيه، وقيل: "منكبيه".. يفرقها فرقتين من وسط الرأس، وفي شعر رأسه ولحيته شعيرات بيض لا تبلغ العشرون.
- مليح، وجهه مثل القمر في استدارته وجماله، ومثل الشمس في إشراقه، إذا سر يستنير ويتهلل وتنفرج أساريره.
- واسع الفم، والعرب تمدح بذلك وتذم بصغر الفم، جميل العينين قال جابر: "أشكل العينين" رواه مسلم قيل أشكل العينين: "أي طويل شق العينين"، وقيل: "حمرة في بياض العينين".
- يداه رحبتان كبيرتان واسعتان لينة الملمس كالحرير، يقول أنس: "ما مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم". متفق عليه
- قدماه غليظتان لينة الملمس، فكان يجمع في بدنه وأطرافه بين لين الملمس وقوة العظام.
- يداه باردتان، لهما رائحة المسك، يقول أبو جحيفة: "قام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، فأخذت بيده فوضعتهما على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك"رواه البخاري.
* وعن جابر بن سمرة: "مسح رسول الله خدي فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار"مسلم كان عرقه أطيب من ريح المسك، قال أنس: " كأن عرقه اللؤلؤ " مسلم.
* ويقول وائل بن حجر: " لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده، فأتعرقه بعد في يدي وإنه لأطيب رائحة من المسك". الطبراني والبيقهي.
- وجمعت أم سليم من عرق النبي صلى الله عليه وسلم فجعلته في طيبها.
- وعن أنس: " كان رسول الله صلى الله إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد منه رائحة المسك فيقال: مر رسول الله ". أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح.
- قال أنس: " ما شممت عنبرا قط، ولا مسكا، ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله" رواه مسلم
- ساقاه بيضاء، تبرقان لمعانا.
- إبطه أبيض، من تعاهده نفسه بالنظافة والتجمل.
- إذا مشى يسرع، كأنما ينحدر من أعلى، لا يستطيع أحد أن يلحق به.
* * *
أما عن صفاته الخُلقية:
- فقد كان أجود الناس، أجود بالخير من الريح المرسلة.
- ما عرض عليه أمران إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما.
- أشد حياء من العذراء في خدرها.
- ما عاب طعاما قط؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.
- إذا تكلم تكلم ثلاثا، بتمهل، لا يسرع ولا يسترسل، لو عد العاد حديثه لأحصاه.
- لا يحب النميمة ويقول لأصحابه: " لا يبلغني أحد عن أحد شيئا، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".
- أشجع الناس، وأحسنهم خلقا، قال أنس: "خدمت رسول الله عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط. ولا لشيء فعلته: لم فعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟". مسلم
- ما عاب شيئا قط.
- ما سئل شيئا فقال: "لا". يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
- يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى.
- يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله.
- يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.
- يسلم على الأطفال ويداعبهم.
- يجيب دعوة: الحر، والعبد، والأمة، والمسكين، ويعود المرضى.
- ما التقم أحد أذنه، يريد كلامه، فينحّي رأسه قبله.
- يبدأ من لقيه بالسلام.
- خير الناس لأهله يصبر عليهم، ويغض الطرف عن أخطائهم، ويعينهم في أمور البيت، يخصف نعله، ويخيط ثوبه.
- يأتيه الصغير، فيأخذ بيده يريد أن يحدثه في أمر، فيذهب معه حيث شاء.
- يجالس الفقراء.
- يجلس حيث انتهى به المجلس.
- يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه.
- وقاره عجب، لا يضحك إلا تبسما، ولا يتكلم إلا عند الحاجة، بكلام يعد يحوي جوامع الكلم، حسن السمت.
- إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.
- لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا سخابا، بالأسواق، ولا لعانا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
- لا يقابل أحدا بشيء يكرهه، وإنما يقول: (ما بال أقوام ).
- لا يغضب ولا ينتقم لنفسه، إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى، فينتقم لله.
- ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.
- لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر:
* دخل في فتح مكة إلى الحرم خاشعا مستكينا، ذقنه يكاد يمس ظهر راحلته من الذلة لله تعالى والشكر له.. لم يدخل متكبرا، متجبرا، مفتخرا، شامتا.
* وقف أمامه رجل وهو يطوف بالبيت، فأخذته رعدة، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض، فقال له رسول الله: "هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ".
- كان زاهدا في الدنيا:
* يضطجع على الحصير، ويرضى باليسير، وسادته من أدم حشوها ليف.
* يمر الشهر وليس له طعام إلا التمر.. يتلوى من الجوع ما يجد ما يملأ بطنه، فما شبع ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى فارق الدنيا.
- كان رحيما بأمته، أعطاه الله دعوة مستجابة، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة، قال:
* ( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ) [البخاري]؛ ولذا قال تعالى عنه: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
* * *
نحن اليوم في غاية الحاجة إلى تدارس سيرته، ولو مرة في الأسبوع:
نجلس في البيت مع الزوجة والأبناء.. نقرأ إحدى كتب السير المعتمدة مثل:
- تهذيب سيرة ابن هشام.
- البداية والنهاية لابن كثير.
- الشمائل المحمدية للترمذي.
- فقه السيرة للغزالي.
- السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري.
وغيرها.. لابد أن نحرص على مثل هذه الحلقات في بيوتنا، إن أردنا أن نتزكى ونربي أبناءنا وأزواجنا، فهذه من أحسن وسائل التربية، وهو السلاح الذي نواجه به الغثاء الذي يتصدر وسائل الإعلام:
- فبه نحفظ أبناءنا من الانسلاخ، والانسياق وراء زخارف: الكفر، والفسق، والشهوات.
- وبه نغرس في قلوبهم محبة رسول الله، والفخر به،
- والتعلق بسنته، وتقليده في العادات والعبادات.
فمن غير المعقول أن تكون سيرة هذا الرجل العظيم، الذي ما حفظ لنا القرآن والسنة والتاريخ سيرة إنسان، مثلما حفظ سيرته، بين أيدينا ثم نهمله وننصرف عنه!.
إن ذلك لغفلة معيبة..!!.
[مراجع: فتح الباري 6/544ـ 578، مسلم الفضائل، البداية والنهاية].
وفى امان الله
لا اله الا الله
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هذا النبي الذي سخروا منه.. (Re: bint_alahfad)
|
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحمد لله الذي أنعم علينا وتفضل فجعلنا من أمته خير أمة اخرجت للناس اللهم صل وسلم عليه بما يليق بكرمك وفضلك وبمقامه عندك وارزقنا حسن اتباعه والتأسي به في كل حركة وسكون ما استطعنا اللهم آته الوسيلة والفضيلة و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته آمين. _______________ رب اشرح لي صدري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا النبي الذي سخروا منه.. (Re: bint_alahfad)
|
اللهم صلى وسلم على سيدننا محمد سيد ولد آدم ، المبعوث رحمة للعالمين ، والمخصوص بالشفاعة يوم الدين ، والمكرّم بالمزايا الكرام ، والخصائص العظام الذى جعله ربه عز وجل خير الخيرة ، واشهد الشاهدين ، وسيد الاولين والاخرين ، الشافع والمشفع ، والمبشر ، صاحب اللواء والكوثر ، والوسيلة والفضيلة والمقام المحمود وعلى اله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هذا النبي الذي سخروا منه.. (Re: bashir adam abdalla)
|
قبس من نور الهجرة
إذا كان لكلّ أمّة من الأمم لحظات مصيرية في تاريخها لا يمكن أن تنساها أبدا.. فليس لأمة الإسلام -بعد انبلاج فجر الوحي فى غار حراء حينما نطق أمين السماء لأمين الأرض بهذه الكلمة الخالدة "اقرأ" -من حدث أهم من حادث الهجرة الذي لم يكن نقطة تحوّل لأمتنا فحسب.. بل للبشرية بأسرها..
تلك النقطة التحوّلية التي تحوّل فيها المسلمون من مجموعة صابئة مضطهدة معذبة مطاردة في شعاب مكة إلى مواطنين من الدرجة الأولى.. أصحاب دولة لها كيانها المعتبر.. وتحوّل الرسول صلى الله عليه وسلم من "صابئ متمرد على دين قومه" كما كان يطلق عليه كفار مكة عليهم لعنة الله.. إلى رئيس دولة تأتمر بأمره.. وتنتهى بنهيه.. ولتتكون أول دويلة إسلامية تحكم بشريعة السماء، وتتخذ من المسجد مقرّا لحكمها.. وليكون فيها كتاب الله عز وجل وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هما المرجع الأول والأخير لتدبير كل ما دقّ وجلّ من شئونها..
ومن الفضول تكرار ذكر أحداث الهجرة التى لا تخفى على أحد من المسلمين وإنّما من اللائق بنا الإنتفاع أو الإعتبار بما جعله الله فيها من العبر والدروس درسا واحدا ينتفع به من خلال كلمة قالها أحد المشاركين فى بيعة العقبة الثانية والتى كانت هى التمهيد لهذه الهجرة المباركة..
عندما همّ الأنصار رضي الله عنهم بمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم.. فأخذ أسعد بن زرارة رضي الله عنه بأيديهم قائلا " رويداً آل يثرب.. إنّا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله.. وأنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم ،وأن تعضّكم السيوف.. فإمّا تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله ،وإمّا تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله " وفى رواية "فيه معاداة الأبيض والأسود، والأحمر والأصفر وعلى أن ترميكم العرب عن قوس واحدة"
| |
|
|
|
|
|
|
|