|
عثمان ميرغنى يخاطب الرئيس .. رغم القسم المغلظ
|
عجائب العتبانى يتحدث عن الاحتفال بالانقاذ والمهندس عثمان ميرغى يذكرالرئيس بالحقيقة القائمة
العدد رقم: 574 2007-06-23 حديث المدينة سيدي الرئيس..!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2007-06-23 بريد إلكتروني: [email protected] لا خير فينا إن لم نقلها لكم.. ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.. رغم القسم المغلَّظ المبثوث على كل موجات الأثير الفضائي والمكتوب والمسموع.. ها هي القوات الأجنبية على الأبواب.. حركة ونشاط كبير في جميع أروقة الأمم المتحدة في السودان للإعداد لاستقبال أكثر من عشرين ألف جندي.. ليسوا وحدهم، بل معهم ارتال من الآليات وجيوش من الشركات المسؤولة عن تغذيتهم وعن صيانة آلياتهم وعن توفير متطلباتهم الأخرى.. كل هؤلاء سيحلون في دارفور، والخرطوم أيضا.وإذا كان وجود عشرة آلاف جندي اممي، حسب اتفاق السلام الشامل في (نيفاشا)، أغلق شوارع الخرطوم بالسيارات البيضاء التي تحمل علامات الأمم لمتحدة.. وأغرق فنادقها وشققها المفروشة بطوفان الأممين من كل فج عميق.. وانتشرت المتاريس الأسمنتية في شارع (عبيد ختم) والشوارع الرئيسية الأخرى لحماية دور الأمم المتحدة وفروعها.. وشُطر مطار الخرطوم الى مطارين.. مطار الخرطوم الدولي.. ومطار الخرطوم الأممي.. فكيف بضعف هذا العدد من الأممين القادمين تحت أى اسم.. هجين؟؟. الواقع، يا سيدي الرئيس، أننا الآن دولة تحت الوصاية.. محجور عليها أمميا.. تحرس مواطنيها كتائب أجنبية.. ولربما يأتي يوم نحتاج فيه الى تأشيرة دخول (اممية) إذا أردنا زيارة دارفور.. أو لربما ينتشر الحال شمالا أيضا.. اذا اتضح ان هناك من المواطنين من يحتاج الى قوة أممية لتحميه من عنفوان حكومته.. ومع هذا كله فالمشكلة ليس في قوات أجنبية تأتي أو لا تأتي.. ولا في لعبة المفردات اللفظية في (عملية) أو (قوات) هجين.. بل في أن كل مفردات الواقع الذي جر هذا الحال لا تزال على حالها لم تتغير.. في العقلية (الهجين) التي أنجبت هذه المصائب، ومع ذلك تسيطر وتحكم.. تحرسها عافية الدولة.. وعنفوان بطشها. نفس السياسات.. بذات الرجال.. الذين صنعوا النكبات هم الآن يقودون العمل بذات العقل والمنهج.. ألا يعني ذلك أن الليالي القادمات حبلى بالكوارث يلدن كل عجيب؟.. كثيرون جدا.. ياسيدي الرئيس.. يخطئون ويظنون أن هذه البلاد يحكمها فكر واحد.. والحقيقة أنه يحكمها عقل رجل واحد.. يحيط به ثلة من الرجال.. يدورون بين المناصب وكأن الله أورثهم هذه البلاد.. تحميهم حصانة فوق القانون.. وقداسة تنظيمية وفكرية تجعلهم في مقام من لا يُسأل عن ما يفعل.. باسم التنظيم أو الدين أو أي دستور غير مكتوب هم في النهاية قادة لا يرتقي لمقامهم الا التبجيل من العفويين السذج.. والنفاق من الانتهازيين، مجاهدي المصالح الذين يبيعون الآيات والأحاديث الشريفة عند الطلب لتبرير أي طلب. أو مجاهدي الفتاوي.. الذين يهرعون خفافا الى القصر محتجين وناصحين.. عندما يسمعون بمقدم (فنانة) عربية الى الخرطوم.. ويقدمون الفتاوي المبطنة بالوعيد والتهديد.. لكنهم ما ذهبوا يوما واحدا الى القصر ولا حتى مقر (محلية) الخرطوم للاحتجاج ضد فساد أو اهدار حرمة مال عام. إنهم ما جاءوكم حتى لتقديم فتوى كيف تبرون أو تكفرون عن قسمكم المغلَّظ ضد القوات الأجنبية.. حتى تطوع المهندس الدكتور لام أكول وزير الخارجية وأفتاهم أن القسم (عاطفي) لا يوجب الكفارة!!..
|
|
|
|
|
|