العام 1983 صالة فاخرة في مدينة لندن مجموعة من علية القوم يجتمعون تحت أضواء خافتة وموسيقي حالمة يرتشفون أكواب الشمبانية الفاخرة ويتناوبون الخطب عن المجاعات في العالم وعن جمع الأموال للمساعدة في تقليل حدة الفقر والجوع، يقتحم الصالة طبيب غاضب وهو يصطحب طفلآ يرتدي أثمالآ نحيف القوام يكاد يلفظ أنفاسه من الضعف والهزال. يرفع (Clive Owen) زجاجة شمبانية ويخاطب القوم المندهشين كيف يتأتي لكم أن تحتفلوا بشرب شمبانية تكلفة الزجاجة خمسون جنيه(إسترليني) بينما يحتوي معسكر اللأجئين عندي في إثيوبيا 30 ألف لاجئ يعانون من الهزال والجوع والعطش وأمراض الملاريا وفقر الدم والإسهالات والجفاف.كانت صدمة مروعة لقوم كانوا يسكتون ضمائرهم بجنيهات يرمونها تبرعا ليناموا هانئين بعد مشاهدة أخبار الحروب والمجاعات في العالم الثالث تبكي القلوب فقد صار الموت مجسم أمامهم بعد أن كان صورة يمكنهم أغلاقها بتكة ريموت كنترول. تبكي (Angelina Jolie) الأرستقراطية الحالمة وتعرف حينها أن ما تعيشه من سلام وسكينة وإستقرار أسري ما هو إلا كذبة كشفها طفل بائس .. كانت هذه هي بداية فلم الممثلة الأمريكية Engelina الجديد (BEYOND BORDERS)وشاركها في الأداء الممثل الإنجليزي Clive Owen فلم مليئ بالعاطفة يطرق بشدة علي الضمائر النائمة في حوار ذكي بارع ولقطات مليئة بالألم صور الفلم في عدة دول أثيوبيا، كمبوديا والبوسنا. تحمل الأجزاء التي صورت في أثيوبيا قمة الروعة في الأداء وتجسيد المآسي إبان المجاعة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي إقتبس المخرج قصة تلك الصورة الشهيرة للطفل الذي كان النسر الجارح ينتظره بصبر ليلفظ أنفاسه حتي ينعم بوجبة شهية وبإختلاف الواقع الذي حدث للطفل الحقيقي حينئذ نجد البطلة هنا توقف الشاحنات التي تقلها- محملة بمساعدات أصرت أن تحملها بنفسها لأثيوبيا من حر مالها- لتطرد النسر وتقوم بإنقاذ الطفل . النسر يحاول الإنقضاض عل الطفل.
صورة الطفل أو ما تبقي من إنسان. بعد التجربة التي عايشتها علي الطبيعة ومشاهدة الموت يصير هاجسها إنقاذ ضحايا المجاعات والحروب وتتخلل الأحداث قصة حب عنيفة بين أنجلينا وكليف تتبعه وهي المرأة المتزوجة حول العالم مأخوذة بإنسانيته وتصل قمة المأساة حينما تذهب للبوسنة محاولة إتقاذه من برثان العصابات المسلحة التي قامت بإختطافه طلبا للفدية وتنجح بإصرار المحب في الوصول إليه وتهرب معه يتبعهم رجال العصابات فتدوس برجلها علي لغم أرضي وحينما تراه قادما نحوها تفضل سحب رجلها من اللغم لينفجر عليها مضحية بحياتها لأجل إنقاذه.. يناقش الفلم بصورة مباشرة وقوية دور السياسة العالمية القذر في عالم المنظمات الغير حكومية. يتخلل الفلم موسيقة تصويرية منتقاة بعناية لتبرز المشاهد المصاحبة. قمة التناقض الذي يبرز الجمال الخارق لأنجلينا حين تشاهد نساء في هيئة هياكل عظمية بائسة وهي تتوسطهم والضد يكشف الضد ويا له من تناقض فج يؤلم بحق.. تذكرت وأنا أشاهد الفلم تبرع الأمير طلال بن عبد العزيز بعشرة ملايين دولار لضحايا مباني نيويورك وليتهم أخذوها منه فقد رفض عمدة المدينة حينها تقبل تبرعه يا تري أين كان هؤلاء وأطفال السودان وأثيوبيا يموتون وهم يحفرون بيوت النمل بحثا عن ما يسد رمقهم؟؟ متي يا رب تستيقظ ضمائرنا.
مراويد .. صديقي اللدود.. إنت المصحيك لي أسة شنو سقد؟؟
الفلم حقيقي رأئع ويستحق المشاهدة وأنا قفذت في السرد يا صديقي علي الكثير من أحداثه فلا تبتئس أخوك شايقي نجيض..أن شاء الله بعد ده تحضرو.
الأخ عاصم.. الذي حدث أن الطفل توفي لأن المصور كيفن كارتر تركه وذهب لحاله وحينما ذاع الأمر رغم فوزه بالجائزة الفخمة ورغم أثر الصورة في تدفق المساعدات حينها إلا أن الرجل إنتحر خجلآ .
العزيز مانديلا.. أذكر مرة حضرت فلم في سنماء مترو في القاهرة للسويدي (أنجمير بيرقمان) وكل قصة الفلم حوار بين شخصين أرقي ما يكون الحوار مع إعتماد الفلاش باك والموسيقي التصويرية والفلم رائع بحق (لا أذكر إسمه طال الأمد) المهم بعد مرور ساعة بدينا نسمع هتافات (أدونا فلوسنا سيما أونطا فلم ما فيهوش ستات) حاول تكوسو( دي في دي) أخير ليك..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة