|
|
 الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس
|
..راج مصطلح الإنتفاضة المحمية بالسلاح إبان فترة التجمع الوطنى الديمقراطى ، كفكرة وخيار تفتقت به الذاكرة النضالية يومذاك، فى تلك الفترة التى شكلت علامة مائزة فى دروب ومسارات العمل السياسى , ليتموضع من بعد هذا المصطلح فى القاموس السياسى السودانى.والرهان يومذاك على إقتلاع النظام من جذوره عبر الإنتفاضة المغطاة بالعمل المسلح لم يكن خيار قد طرح حتف أنف معطيات الواقع، بل كان خيار يتناغم مع تلك البرهة التاريخية من عمرنا السياسى، ولم يكن خيار يبحث عن مشروعية سياسية ولا أخلاقية، خاصة بعد أن أطبق نظام الإنقاذ على السودان وأغلق كل خيارات النضال السلمى، وضرب مؤسسات المجتمع المدنى عبر الإختراق والتصفية ، ومن خلال محولاته لإستزراع مجتمع مدنى موازى يستند على ذات الجذر الأيديلوجى للنظام، كأحبولة وحيلة وشت فى حينها بالأفق السياسى للنظام، وأكدت بما لا يدع مجال للشك أن النظام الإسلاموى ينتوى إعادة إنتاج كل المجال السياسى والإجتماعى والمدنى وفق تصورات تخصه وحده ووتتناغم فى الأساس مع بنيته الفكرية والمعرفية والسياسية التى لا تؤمن بالمغايرة والإختلاف ، إلا تلك المغايرات التى تضيف للنظام ولا تخصم منه.
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
فى تلك المناخات السياسيه كان الرهان على إقتلاع النظام عبر الإنتفاضة المحمية بالسلاح ، خيار عقلانى لا مناص منه، ويُعبر فى الأن ذاته عن قراءه تتواءم مع المعطيات السياسية فى تلك الفترة. ولكن لظروف موضوعية وذاتية راوح ذلك الرهان مكانه، وقد تمثلت الظروف الموضوعيه فى ضرب النظام لروافع الحراك المدنى من خلال الهجمة الشرسة والمنظمة على المجتمع المدنى بنقاباته وكياناته ومن خلال التضييق على مساحات المناورة السياسية فى الداخل من قبل النظام وأجهزته الأمنية ، وفى ظل تلك الظروف الموضوعية مضاف إليها السيطرة التامة للنظام على الإعلام ومن ثمة إستخدامه لبث التضليل والأكاذيب ، لم يجد التجمع الوطنى الديمقراطى منافذ لبلورة وتسكين خيار الإنتفاضة فى أوساط المجتمع السودانى، ولم يكن للحراك فى الخارج صدى فى الداخل، إلا بين مجاميع هنا وهناك لا تُعبر بشكل دقيق عن إتجاهات الشارع السودانى يومذاك. متبوع كل ذلك بأسباب ذاتية كانت تخص طبيعه تكوين التجمع الوطنى الديمقراطى وتخص بشكل خاص الأحزاب المنضوية تحت رآيته، تمثلت تلك الأسباب الذاتية فى جنوح التجمع الوطنى لتأبيد حالة العمل التحتى فى الداخل وضعف الكادر وضعف التأمين مما جعل بعض الكوادر النوعيه على قلتها وضعف خبرتها مكشوفه وعُرضه للمراقبه والإعتقال المتواصل، بجانب وجود معظم كوادر الصف الأول خارج السودان، متبوع ذلك بضعف العمل الإعلامى المضاد للدعاية الإنقاذية التى نجحت فى تضليل المواطن السودانى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
ومابين صعود خيار الإنتفاضة المحمية بالسلاح فى تسعينات القرن المنصرم وفشله فى مخاطبة المتطلبات ،بقيت ذات القضايا ماثلة على الأرض وبزخم أشد، خاصة بعيد أن جربت بعض أحزاب التجمع الوطنى الديمقراطى خيار التسوية السياسيه مع النظام عبر إتفاقيات ثنائية خارج مظلة التجمع الوطنى فى جيبوتى ونيفاشا، لينضم التجمع الوطنى ذاته إلى ركب الموقعيين عبر إتفاقية القاهرة.
ليخرج الجميع فى جيبوتى والقاهرة ونيفاشا وأبوجا والشرق بدرس واضح المعالم والسمات، خلاصته وفحواه أن هذا النظام إنما يتعامل مع التسويات السياسية كحيله لإطالة أمد بقاءه فى السلطة، وأن هذا النظام لخصائصه الفكريه والسياسية لن يقدم تنازالت تقود لهيكله حقيقيه لموازيين الفعل السياسى، وأن هذا النظام تحركه فى الأساس أشواق رغبويه لبناء دولة إسلاموعربيه تتناقض مع معطيات الواقع السودانى بتنوعه الدينى والعرقى والثقافى والسياسى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
بعد مرور أكثر من عقدين على وأد التجربة الديمقراطية الثالثة من قبل الإسلامويين, ومع إنطفاء جذوة خيار الإنتفاضة المحمية بالسلاح فى أواخر القرن المنصرم , جرت مياه كثيرة تحت جسر الواقع السياسى والإجتماعى فى السودان، وإستجدت معطيات مفصلية فى تأريخ الدولة السودانية , حتمت ضرورة العوده والرهان من جديد على خيار الإنتفاضة المحمية بالسلاح بعد إخضاعه لمنصة تأسيس جديدة تتعامل نقديآ مع هفوات التجربة السابقة وتتجاوز المعضلات التى حالت دون تنزيلها إلى أرض الواقع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
من أبرز المعطيات والمستجدات التى صبغت المشهد السياسى السودانى فى عقابيل إنطفاء جذوة خيار الإنتفاضة المحمية بالسلاح والتى قد تشكل رصيد إيجابى لإعادة ضخ خيار الإنتفاضة المحمية بالسلاح, الإنقسام الشهير الذى ضرب الحركة الإسلامية فى الرابع من رمضان فى 1998, وما تمخض عنه من تمايزات فى صفوف الحركة الإسلامية , أكدت بجلاء الجوهر السياسى والأخلاقى لنظام الإنقاذ, وفتحت وعى المواطن السودانى على كذب الشعارات التى كانت ترفعها الحركة الإسلامية. ولقد أضعف ذلك الإنقسام نظام الإنقاذ من الناحية الفكرية والسياسية والتنظيمية, خاصة بعد خروج بعض الرموز التأريخية للحركة الإسلامية من السلطة وإنحيازهم لخيار إسقاط النظام , وقد تبدت التأثيرات التى ضربت النظام بعد ذلك الإنقسام فى إشتعال أوار الحرب فى دارفور بدعم مباشر من المؤتمر الشعبى لبعض الحركات المسلحة وإختلال التركيبة الإثنية لنظام الإنقاذ بفعل إنحياز معظم أبناء دارفور والمناطق المهمشة الناشطين فى الحركة الإسلامية إلى المؤتمر الشعبى, وقد تبع ذلك ضعف فى الأداء السياسى للنظام تجلى بوضوح فى عدم تناغم الخطاب السياسى داخل النظام , وفشله فى إدارة الأزمات السياسية على مستوى الداخل والخارج. إذا قد يشكل ذلك الإنقسام طاقة دفع جديدة لخيار الإنتفاضة المحمية بالسلاح , وخاصة أن المؤتمر الشعبى قد شارك فى عُدة تفاهمات مع القوى السياسية المعارضة وكان ومازال ضمن الأحزاب النشطة فى تجمع أحزاب جوبا, وحسب مواقفه المعلنه أنه ضد بقاء هذا النظام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
وثانى تلك المعطيات التى قد تمثل رافعه للإنتفاضة المحمية بالسلاح هو إندلاع أزمة دارفور بكل كُلفها الإنسانية والأخلاقية والتى ضيقت فرص المناورة لنظام الإنقاذ خاصة على الصعيد الإقليمى والدولي , وبمخرجاتها(مخرجات أزمة دارفور) السياسية المتمثلة فى بروز الحركات الثورية المسلحة فى دارفور, التى شكلت تحدى حقيقى للنظام على المستوى السياسى والعكسرى,وخاصة بعد أن إستطاعت بعض تلك الحركات المسلحة تنشيط دائرة إشتغالها العسكرى إلى داخل ولايات كردفان، بل وصل نشاطها إلى داخل العمق(الخرطوم) فى سابقة تأريخية تؤكد مدى قوة تلك الحركات وتكشف فى الان ذاته أن هذا النظام ورغم ترسانته الامنية بيد أنه ضعيف للغاية، فى ما يخص هذا المعطى الذى إستجد على المشهد السياسى السودانى والذى يمكن أن يلعب دور حاسم فى إنجاح الإنتفاضة المحمية بالسلاح، خاصة إذا عرفنا أن من أسباب فشل التجربة السابقة للإنتفاضة هو عدم الإهتمام بإصطحاب مكونات الهامش السودانى وعدم الإستفادة من الأدوار التى يمكن أن تلعبها فى إنجاح الإنتفاضة المحمية بالسلاح، وخاصة أن الانتفاضة المحمية بالسلاح بعد إخضاعها لمنصة التأسيس الجديدة لابد من أن تستند على الضغط العسكرى والجماهيرى من الأطراف زحفآ صوب المركز. وببروز هذا المعطى الجديد(الحركات المسلحة فى دارفور)، بالكتلة الجماهيرية التى تمثلها وبقوتها العسكرية الضاربة، قد تلعب دور جوهرى وتأريخى فى إنجاح الضغط العسكرى والجماهيرى من الأطراف.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
...سنواصل فى ما بعدفى المعطيات الاخرى المتمثلة فى إنفصال جنوب السودان
وإلى أى مدى يمكن ان يكون معطى حاسم فى إنضاج الإنتفاضة المحمية بالسلاح
مضاف لذلك سنتطرق لتسونامى التغيير الذى ضرب المنطقة العربية والذى طرح حقائق جديدة
على الارض ابرزها أن هنالك تغيرات جذرية فى العالم العربى لن يكون السودان بأى حال من الأحوال
خارج إطارها....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: Nasr)
|
افتكر يا خالد بحر موضوع ممتاز وبعدين في عدة معطيات علي ارض الواقع
ولو بشوف انو العكس ممكن يكون افضل
الإنتفاضة المحمية بالسلاح
العمل العسكري المسلح المحمي بالعصيان المدني
او الزحف العسكري المغطي بالانتفاضة الشعبية
موضوع ممتاز يا شاب والي الامام
عبدالمجيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإنتفاضة المحمية بالسلاح...العودة إلى منصة التأسيس (Re: Nasr)
|
Quote: ركز معان في حكاية الإنتفاضة السلمية
فها هي قد نجحت في مصر وفي تونس
وكنا قد جربناها بنجاح في أكتوبر 64 ومارس أبريل 1985 |
تشكر على المداخلة ولكن دعنى أختلف معك بعض الشئ
ما حدث فى إكتوبر 64 ومارس ابريل فى 85
يختلف تماما عما سيحدث فى السودان لطبيعة
الانظمة أنذاك (نظامى عبود ونميرى) حيث أنها
أنظمة لم تكت تستند على تصورات عقيدة راسخة لإدارة
الدولة وهو على النقبض مما حدث فى عقابيل إستيلاء
الاسلاميين على السلطة،،حيث قام نظام الانقاذ بضرب كل
مدخلات الثورة السليمة من خلال ضرب مؤسسات المجتمع المدنى
والتعليم والإقتصاد وتفكيك الطبقة الوسطى وإخراج القبيله
من قمقمهاواللعب على وتر الدين والعقيدة...ثانيا ماحدث فى مصر
وتونس فى الاساس هو ثورة وعى وهذا ما لايتوفر فى السودان،،وماحدث فى تونس ومصر
هى مخرجات لمدخلات قام بها النظام التونسى والمصرى ولو تأملت فى ميزانية التعليم مثلا
فى مصر وتونس ستتوصل إلى النتيجة التى جعلت الثورة تندلع..فنظام زين العابدين بن على
وحسن مبارك رغم شموليته إلا أنه كان يستثمر جيدآ فى التعليم والتعليم الجديد هو اول روافع الوعى
أما فى السودان فقد وعى حزب الجماعة مبكرآ أن الاستثمار فى التعليم سيعجل برحيله عاجلآ أم أجلآ...المهم
ان شخصيا ارجح أن يطابق سيناريو الثورة القادمة السيناريو الذى حدث فى ليبيا خاصة ان الواقع بين ليبيا والسودان فقط يختلف فى الدرجة وليس النوع...
تشكر تانى للمداخلة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خالد خليل محمد بحر
Nasr
عبدالمجيد صالح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست