|
|
 هل يخاف الشعب من المعارضة أكثر من الحكومة؟
|
بالنسبة للشعب من هي المعارضة؟
قبل أن ندلف إلى هذا السؤال دعوني أذكر لكم شيئآ صغيرآ, فهنا في بريطانيا حيث أقيم يستفيد الناس من أخطائهم ويحبون من يهدوا لهم عيوبهم, فالإنتقاد من أجل الإصلاح هو ما يصبوا إليه الشعب وليس الإنتقاد من أجل الإنتقاد أو الحقد أو التشفي, لذا عندما يفشل أمر ما (ولو لمرة واحدة) لا ينتظر النقاد تجربة الأمر في المرة الثانية وإنما يناقشون الأمر من كل الأوجه الحمالة حتى تظهر مواضع التقصير ويتم تجنبها في المرة القادمة, وهنا يبرز دور النقد البناء والفعال الذي عندما يأتي صادقآ تكون النتيجة مجزية ومربحة, مثال لذلك: خاض فريق كرة قدم الإنجليزي أحد الماتشات مع فريق أوربي وخسر 5|0, إذا ترك الأمر عند ذلك الحد سيلعب نفس الفريق مرة أخرى ويخسر ربما بنتيجة أسوأ من سابقتها, لكن إذا أعطي إهتمام خاص لذلك الفريق مع المناقشة الدقيقة لكل تفاصيل المباراة وإجتذاب النقد البناء الموضوعي لمعرفة نقاط الضعف, مواضع القصور, ما كان يمكن عمله,,وهلم جرا, بالتأكيد سيخرج هذا الفريق بتجارب عملية بعد كشف موضع الجرح وما يتوجب علاجه دون تأخير وإلا البتر سيكون المصير المؤسف, من هنا وطالما ولجنا في مثال عملي نستخلص من هذا الحديث أن موضع القصور كان يجب أن يعالج منذ الوهلة الأولى بالنسبة للمظاهرات (أو إن أراد البعض تسميتها بمسيرات) في السودان, فقد حرصت منذ البدء ألا أتداخل في هذا الشأن بين المتظاهرين والحكومة حتى لا أظهر بموقف المثبط للعزائم, وتابعت بكثب النداءات المختلفة والمختلطة لمسيرات تنتقل من تاريخ إلى آخر إلى أن فاجئني أحد الردود أمس الأول بأن المظاهرة المخطط لها اليوم هي (للجلابة) أما الأخرى المقررة في 27 مارس هي (لأهل الهامش) والكثير من التناقضات والإختلافات, بل إمتد الأمر إلى طلب بيانات المتظاهرين في الإيميلات دون تصديق بأن أجهزة الأمن يمكنها إختراق تلك الإيميلات بل والسعي خلف أصحابها, من هنا وطالما أن هذه المظاهرة الأخيرة التي إنعقدت بتاريخ اليوم 21 مارس لم يكتب لها النجاح كسابقاتها, أعتقد أنه قد آن الأوان للنظر في كل التجارب السابقة لمعرفة مكامن القصور التي لم تحرك الشارع, وبرغم تفهمي أن بعض التحركات تحتويها أجهزة الأمن قبل إنطلاقها لذا تم إحباطها لكن في رأيي أن هذا ليس بحجة أو ذريعة لعدم خروج المواطنين إلى الشارع, فالشرطة والأمن يحتويان المظاهرة الصغيرة ولا يستطيعان التحكم في خروج الشارع العريض.
من هنا وبعد هذا النقد الذي آمل أن يكون بناء, دعونا نطرح بعض تلك الأسئلة الدائرة في أذهان الكثيرين.
- من هم الذين يريدون إخراج الشارع العريض؟
- لماذا لم يخرج الشارع في مظاهرات مليونية كما قدر لها؟
- ما هي الوسائل المستخدمة لدعوة الشعب للخروج؟ وهل تصل فعلآ للشعب؟
- هل يخاف الشعب من المعارضة أكثر من الحكومة؟ ولماذا؟
- ما هو البديل المطروح للشعب حتى يخرج بكثافة إلى الشارع؟
- هل تريدون للشعب الخروج فقط لأن الدول المجاورة قد خرجت؟
- هل سيطبق البديل الشريعة أم كيف تريد أن تحكم السودان؟
- هل يتفق الجميع أن السواد الأعظم من الشعب غير رافض للشريعة؟
- هل نادت الأحزاب المعارضة الشعب بالخروج؟
- هل صدر المعارضة رحب ومتقبل للنقد الآن أو إذا إستلمت الحكم؟
- هل هنالك وعود تقدمها المعارضة للشعب لتحسين الأوضاع؟
- عندما توافق أحزاب المعارضة بالحوار مع الحكومة كيف يخرج الشعب ولماذا؟
- بالنسبة للشعب, من هي المعارضة؟ هل هي موقع سودانيز أونلاين؟
- لماذا لم يرفض أي حزب سوداني بالشريعة كحكم للبلاد؟
- هل من يريدون الشعب أن يخرج ينشدون بالفعل وطنآ يسع الجميع أم الإنتقام؟
- هل يخاف الشعب من ديكتاتورية المعارضة عند إستلام الحكم؟
على شاكلة هذه العينة من الأسئلة والرد بموضوعية تستطيع المعارضة إمتلاك قلب الشارع للإطاحة بالنظام, لكن (الديكتاتورية) هي إحدى الخصائص التي لا تشجع على الخروج إلى التظاهرات, فإذا كان الجميع يعتقدون في توصيل أصواتهم المطالبة بالخروج عبر هذا المنبر هذا أمر يستوجب نقاشه في إطار السؤال المتعلق به (أعلاه) لمعرفة إذا كان الجميع بالفعل يستخدمون النت أم لا, أما إذا إفترضنا أن هنالك عدد لا بأس به قارئ للمنبر بإستمرار ويؤيد الخروج هل بالفعل سيخرج عند قرائته لأكثر من بوست تطالب بإقصاء الفنان (عصام محمد نور) في أمريكا لأنه أتى بكاميرات تصوير تتبع لتلفزيون السودان؟ هل يعقل هذا؟ هل فكرنا بجماهير هذا الفنان أو ذاك؟ هل فكرنا بأن الرسالة المستوحاة من هكذا تسلط وجبروت ترسل ذبذبات وإشارات سالبة للغاية في حق المعارضة؟
نعم هذا ما يهابه الشعب, وهذا هو النقد البناء الذي أتحدث عنه, كل الشتائم والغبائن والسباب في هذا المنبر تضر بأي مصداقية وتجعل الجميع يحسبون ألف حساب قبل أن يخرجوا, أنا متأكد بل على كامل الإقتناع أن الكثيرين جدآ مكتوين تحت هذه الحكومة ويريدونها أن تذهب اليوم قبل الغد, ولكن الناس في حاجة إلى إجابات وليس فقط: أخرجوا..أخرجوا..أخرجوا !
|
|
  
|
|
|
|
ASHRAF MUSTAFA
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست