|
الزول عندما يكون كفيلاً
|
مدخل : الغِنى في الغربة وطن ، و الفقر في الوطن غربة
****
في منتصف سبعينيات القرن الماضي .. أتى معي للرياض .. .زول أخو إخوان ..
تفرقتْ بنا السبل ... سبيل يختلف عن سبيل .. جاعلاً من الرياض مركزاً للانطلاق .. لأوروبا و أمريكا .. فقد غاب عن ذاكرتي قليلاً و إن لم تغب محبته في قلبي .. بعد عقد من الزمان التقينا .. كان شخصاً مختلفاً .. شكلاً و بعض المضمون .. و بعض المضمون هذه لم تكن من سجيته أن يغيرها .. و لكن دواعي ( جنسيته السعودية ) التي أكتسبها قد أمْلتْ عليه أن تعلو سجيته بعض مظاهر جلافة بدو نجد .. و لكن معدنه الأصلي ظل يبرق كما كان في أيامنا الخوالي .. كجذوة نار خامدة تحت الرماد. سألني : ما أخدتَ الجنسية ؟ قلت له : مع الاعتذار لك .. لو غيرت جنسيتي السودانية أحس بأنو حيسلخو جلدي كلو .. ما بقدر إتصور واحد يقول لى شي غير : يا زول .. و يا جنا ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: ابو جهينة)
|
صديقي ربنا فتحها عليه بالواسع جداً .. (ربما دعوة أمه ليل نهار طالت شريحة أرزاقه ..) صار تاجراً يقضي الصيف في الريفيرا .. و الشتاء في أزمير بتركيا .. و يكب الزوغة إلى القاهرة كلما شاهد دلع إحدى الممثلات الجديدات تدلق غنجاً و دلالاً في إحدى تلك الأفلام الهابطة .. ثم أنشأ مؤسسة تجارية .. و إستقدم لمؤسسته عدداً من العمال من شرق آسيا .. أم صديقي هذا ..... قلبها رهيف و ما بستحمل .. لا الحقارة و لا الظلم و لا البخل .. تخاف و لا تنام الليل إن ظنتْ أنها قد أخطأتْ في حق إنسان .. فهي سليلة رجال كان المسيد و لا زال هو عنوان الأسرة و تعويذتها .. و يتوارى حاتم الطائي خجلاً بفرسه المذبوحة لضيوفه أمام كرم هؤلاء الفطاحل .. إمرأة بنت بلد أصيلة .... نوعها في طريقه إلى الزوال ليدخل موسوعة الديناصور و الماموث. العيب عندها أن تنادي زوجها بإسمه المجرد .. فتقول له يا أبو فلان .. لم تجلس و لو لمرة واحدة قبل أن يجلس .. تعتبرها قلة أدب و عدم ترباية و لم تمد يدها قبله في الصحن الماهل بقائمة طعامنا ( اللايوقة ) ... فهذا في قاموسها عدم توقير ... تحافظ منذ زمن ما بعد دخلتها على ( تدليك ) زوجها و تمسيح جسده الماكن بالزيت و هي تحوقل و تبسمل و تقرأ أوراداً حفظتها من والدها زول المسيد .. حتى بعد أن وهن منه العظم و أشياء أخرى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: ابو جهينة)
|
ثروة إبنها الحديثة التي هبطتْ عليه كما دعوة ليلة القدر المستجابة ، لم تغير طباعها .. بل زاد كرمها على كرمها القديم ... و إنبهلتْ يدها ... كرم جعل هؤلاء العمال يطمعون في كفيلهم ( الزول ) المشرف على العمال .. كان أول الغيث .. فهو من بني جلدة العمال ... تدلله الحاجة كثيراً .. و تقول كلما تراه : الخالق الناطق ( أسِّقْ )* سعدية أختي .. الفرق بس في شعرو السبيبي دة .. تناوله ما تطالها يدها من الريالات التي تجدها على طاولة إبنها .. و تدس له ما طاب من الطعام في أكياس النايلون .. و حتى لا يعكر مزاجها بأي شيء في هذه الغربة الجافة .. فقد تركها إبنها على سجيتها .. و حتى لا تجدد مبرراً لمعاودة نية الرجوع للسودان .. فهي كثيرة المرض و أحياناً التمارض إن غضبتْ.
*** ترجمة : أسِّقْ : الحفيد
( نواصل ) ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: Rihab Khalifa)
|
بمكر و دهاء معروف عنهم.. إستغل الآسيوي نقطة ضعف الحاجة ... و صار يكيل لها الدعوات .... متسرْبلاً بمسوح الطاعة .. يهرول إن نادته .. لا يوليها ظهره بل يرجع القهقرى إلى الوراء كلما أراد الإنسحاب من أمامها .. مطأطي الرأس .. كسير العينين. كلما رآها إنحنى يقبل يدها .. فتقول و هي تسحب يدها المحاطة بسبحتها : تسلم يا يابا .. جنس فعايلك دي جنيات الزمن دة ما بيعرفوها .. ثم تمسح على شعره السبيبي .. و تلقمه بضع ريالات تحتفظ به في حرز مكين بين طيات جلباباها ... و عندما عرف أنه قد أمسك بتلابيب ثقتها .. جاءها يوماً متجهماً .. عابس الوجه ... و لم ينحني كعادته عند رؤيتها .. و لكنه بحركة مسرحية .. إستقبل الجدار و جعله حائط مبكى و إنخرط في عويل و بكاء .. الحاجة مذهولة تواسيه و تقول : سجمي مالك .. ولدي ضربك ؟ أنا عارفة إيدو الطرشا دي .. فقال بعد أن أمطرته بسيل من التساؤلات : بابا و ماما في حادث .. مستشفى في يبغى فلوس كتير .. أنا لازم روح .. واسَتْه بكلمات موغلة في السودانية تجعل الثكلى تستغفر و تثوب إلى رشدها.. و لكنه لم يستوعب غير : ما يهمك .. أنا بكلم ليك ولدي. حاول إبنها مستميتاً أن يصرفها عن تبني أمور عماله و خاصة مثل هذه المواضيع .. عندما لم ينفع معها توسلاته .. إستدعى الرجل و قال له : خليهم يرسلوا لينا تقرير المستشفى و تكاليف العلاج .. فصاحت أمه : إستغفرتك يا مالك روحي .. زول مسلم زيك ما بتصدقو ؟ ما فاضل علا تخليهو يحلف على المصحف. ربنا فتحا عليك يا ولدي .. ساعدو الله يباركك .. لا يستطيع أن يرفض لها طلباً .. و على مضض قدم مساعدة للرجل و تذكرة سفر ذهابا و إياباً و هو يثق في قرارة نفسه بأن الرجل يكذب و أنه مجرد Home Sick
*** ( نواصل ) ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
Quote: بمكر و دهاء معروف عنهم.. إستغل الآسيوي نقطة ضعف الحاجة ... و صار يكيل لها الدعوات .... متسرْبلاً بمسوح الطاعة .. يهرول إن نادته .. |
ياخي بعض منا فاقهم تملقاً. ابوجهينةبالله خليك ممسك بنار الحرف حتي تحترق خيمة الجهل ونسكن في العراء وعيًًاً يسربل شموس المعرفة .
دمت ياصديقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: ابو جهينة)
|
الأخ الأستاذ أبا جهينة السلام عليكم ورحمة الله لأن هذه القصة جميلة وأسلوب الكتابة جذاب فمن قرأها -مثلي- من قبل في غير هذا البوست فسيذكرها وسيذكر كاتبها!! وسيعلم أنك هنا في هذا البوست ناقل لها!! شكرا لنقلك هذا الجمال وشكرا لكاتبها الأستاذ جلال داوود فقد سطرها عام 2006م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
Quote: و على مضض قدم مساعدة للرجل و تذكرة سفر ذهابا و إياباً و هو يثق في قرارة نفسه بأن الرجل يكذب و أنه مجرد Home Sick
( نواصل ) .... |
Quote: و على مضض قدم مساعدة للرجل و تذكرة سفر ذهابا و إياباً و هو يثق في قرارة نفسه بأن الرجل يكذب و أنه مجرد Home Sick
( يستتبع ) .... |
Quote: و على مضض قدم مساعدة للرجل و تذكرة سفر ذهابا و إياباً و هو يثق في قرارة نفسه بأن الرجل يكذب و أنه مجرد Home Sick ***( نواصل ) .... |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
Mohamed E. Seliaman
سلام و تحية
أولا : الثمرة ال تحتانية دي أينعت شديد و فات أوان قطافها ( وجه قاطف لونين )
ثانيا : أشهد إنك مش متابع و بس ، و لكن راصد و كأنك تملك مرصد فلكي مش كمبيوتر و كيبورد. إنا لله ...
كما لا يفوتني أن أشكر الأخ جلال داود على تكرمه بالسماح لنا بإعادة نشر السرد هذا هنا مواصلة لما إنقطع من حبال التفكير و السرد في هذه الغربة العجفاء الصماء. و لا يفوتنا أيضا أن نشكرك على المتابعة اللصيقة
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
Quote: الأخ الأستاذ أبا جهينة السلام عليكم ورحمة الله لأن هذه القصة جميلة وأسلوب الكتابة جذاب فمن قرأها -مثلي- من قبل في غير هذا البوست فسيذكرها وسيذكر كاتبها!! وسيعلم أنك هنا في هذا البوست ناقل لها!! شكرا لنقلك هذا الجمال وشكرا لكاتبها الأستاذ جلال داوود فقد سطرها عام 2006م |
الحبشي ده جادي ..
أو اللذي يكتب بإسم الحبشي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: السيد أحمد إبراهيم)
|
السيد
سلام كبير
الحبشي ده جادي
طبعا ما جادي هو يقصد أن الحكاية كتبتها و لم أكملها منذ عام 2006
هو يعرف إنو جلال داود هو أبو جهينة و أبو جهينة هو جلال داود ، بس الراجل مفنجل عويناتو كويس جدا في المنبر لا تفوته شاردة أو واردة
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
الاخ Mohamed E. Seliama
تحياتي
Quote: شكرا لنقلك هذا الجمال وشكرا لكاتبها الأستاذ جلال داوود فقد سطرها عام 2006م |
توضيح :-
كاتب القصة جلال الدين داوود هو ابوجهينة بالمنبر كاتب مميز ورئيس لجنة بورداب الرياض و وكثيرون ربما فات عليهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: ابو جهينة)
|
Quote: لم تجلس و لو لمرة واحدة قبل أن يجلس .. تعتبرها قلة أدب و عدم ترباية و لم تمد يدها قبله في الصحن الماهل بقائمة طعامنا ( اللايوقة ) ... فهذا في قاموسها عدم توقير ... تحافظ منذ زمن ما بعد دخلتها على ( تدليك ) زوجها و تمسيح جسده الماكن بالزيت و هي تحوقل و تبسمل و تقرأ أوراداً حفظتها من والدها زول المسيد .. حتى بعد أن وهن منه العظم و أشياء أخرى .. |
الحبيب ابو جهينة مسكاقمي
ياخي والله ذكرتني بحبوبتي يومريم اسمان
اما عنوان البوست شدني اليه اعتقادا منك انت بتتكلم عن صديقي خليل عيسى الحلفاوي المتسعود
شكرا وحنتابع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزول عندما يكون كفيلاً (Re: عصام دهب)
|
وقف الابن حائرا أمام تقمص أمه شخصية ( مدير شئون العاملين ) بالنسبة لعماله ، و شخصية (المشرفة على شئون منزله) ، و رغم طيبتها و كرمها ، إلا أن شخصيتها الطاغية و القوية ، بالإضافة إلى أنها ترغب في إيجاد سبب لكي تحرد و تعود للوطن ، كل هذا جعل إبنها يقف متفرجا أحيانا و أحيانا منتقدا لها بطريقة خجولة خوف ثورتها. يحكي لي و الغضب و الحيرة على : دة كلو كوم ، و حكاية السباك كوم تاني. السباك البنغالي عمل مشاكل مع رفاقتو في السكن ، و ضرب واحد و جاط الأوضة و حماهم النوم ، تاني يوم ناديتو و قلت ليهو ( ربط عفشك إنت هنا حتعمل لينا جريمة ) ، أها جبت جواز السفر و إتصلت من البيت بزول في مكتب خدمات عشان يعمل ليهو خروج نهائي ، و إتصلت عشان الحجز و كلمت المحاسب يديهو مستحقاتو . أها الحاجة قالت لي و هي متحفزة : عاوز تسفر منو؟ السباك. السباك ال غيّر لي الحمام أب كرسي و عملو لي مقعد عربي؟ ربنا يوفقو دنيا و آخرة ، مما غيرالحمام داك أنا إرتحت. ياهو ذاتو. مسفرو مالك؟ ما بتخاف الله؟ ولا عشان ربنا سبّب رزقو منك؟ الجنا دة ما يسافر. لازم يسافر و إلا حيعمل لينا جريمة و نبقى في مشكلة كبيرة. ثم واصل إبنها : أها ، طلعت من الغرفة و سبت الوالدة مبوزة ، و قلت للأولاد في البيت لو جا المندوب من مكتب الخدمات أدوه جواز سفر البنغالي و جوا الجواز في قروش تدوها ليهو برضو. بإختصار ، قامت الحاجة بأخذ جواز السفر و أعطته للسباك مع تمنياتها له بهروب آمن و كفيل ضامن ، زاغ العامل و غاب عن الأنظار و معه الباسبورت و دفتر إقامته و كامل حقوقه مع بعض المفقودات من مسكن العمال. زولنا تردد كثيرا في التبليغ عن هروب العامل خوفا من أن يصرح بأن الجواز أعطته له الحاجة.
يستتبع و نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|