60% من ضحاياه أطفال ....التسمم الدوائي...Disaster

Quote: التسمم الدوائي من أكبر المشاكل الصحية القائمة عالمياً والأكثر شيوعاً بين كل طبقات المجتمع وتشير الاحصائيات الى ان أكثر من (60%) من حالات التسمم تحدث للاطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وتمثل الادوية أكثر من (50%) من مجموع أسباب الاصابات التسممية في جميع انحاء العالم. وفي الفترة الماضية كانت (10%) من حالات التسمم الواردة الى الاعلام الدوائي بمستشفى الخرطوم التعليمي هي حالات تسمم بالادوية، وبالرغم من هذه النسب المرتفعة في الحالات إلاّ أنه لا يوجد مركز لعلاج حالات التسمم بالسودان وحتى ان مضادات التسمم غير متوافرة.. فما هي اسباب وأنواع التسمم الدوائي؟ (الرأي العام) وقفت على هذه القضية المهمة والتي تتعلق بحياة وصحة المواطنين عبر هذا التحقيق.. ---- خطر البنادول يعد التسمم بالادوية والمواد المنزلية من أكبر المشاكل الصحية القائمة عالمياً والأكثر شيوعاً بين كل طبقات المجتمع وفئات الأعمار. فحوادث التسمم تشمل الاطفال واليافعين والشباب والكهول، ويحدث التسمم اما عرضاً أو بالخطأ، وبمحاولة الانتحار أو بالتعرض لمواد كيميائية في مكان العمل أو المنزل. وتشير الاحصائيات الى ان أكثر من (60%) من حالات التسمم تحدث للاطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ويعزى ذلك الى ان الاطفال من سن الخامسة يميزون ويستكشفون أية مادة باحد الطرق الثلاثة التالية: (التذوق والشم واللمس)، كما تشير الاحصائيات أيضاً إلى أن البنادول أو دواء (الاسيتومينوفن) المستخدم للصداع والألم هما أكثر الادوية شيوعاً في التسمم عند الاطفال، وكذلك تعد المنظفات المنزلية من المواد المسببة للتسمم، فالتسمم عبارة عن أية مادة (طبيعية أو مصنعة) تحدث اضراراً داخل الجسم او خارجه وهنالك أمور عدة على ضوئها تعرف مدى سُميّة أية مادة، منها نوعية المادة نفسها اذ ليس كل المواد سامة، والجرعة أو المقدار الذي يتلقاه المريض من المادة والوقت منذ تعاطي المادة (اي كم من الوقت مضى على تناول المادة)، فعلى ضوئه تتحدد نوعية العلاج المتبع في حالة التسمم بالاضافة الى عمر الشخص ووزنه، لأن الجرعة قد تكون سامة للطفل وليست كذلك للكبير او لوزن معين، كذلك من المهم معرفة ما اذا كان التسمم عن قصد او خطأ والاعراض المصاحبة قد تكون شديدة او بسيطة ومعرفة ما اذا كان يستخدم ادوية لمرض ما لأن بعض التسمم يكون من تداخل الادوية او استخدام عدة ادوية. أنواع التسمم يصنف التسمم الى نوعين، الأول: تسمم مزمن يحدث نتيجة التعرض المستمر للادوية والكيماويات بكميات ولفترة طويلة كما في حالات التسمم الصناعي او حالات الادمان على المخدرات والمنومات وبعض الادوية الاخرى التي تؤخذ خلال فترة طويلة بكميات معتدلة، والثاني: التسمم الحاد ويحدث في الغالب نتيجة تعاطي الدواء عن طريق الفم بجرعات عالية وتمثل الادوية أكثر من (50%) من مجموع الاصابات التسممية في جميع انحاء العالم. وحسب تقارير طبية فان الدواء يعد سلاحاً ذو حدين، فهو دواء شافٍ لمرض ما إذا تم تناوله في حدود الجرعة المقررة. أما اذا زادت كمية الدواء عن الجرعة العلاجية عن طريق الخطأ أو القصد فان هذا الدواء يكون سماً في الجسم ويجب اتباع طرق علاجية معينة للتخلص من السم او معالجة الحالة. وهناك ما يعرف بالحدود الدوائية لكل دواء ما، أي أن الدواء في جرعته المحددة يكون علاجاً للمرض، فإذا زادت الجرعة يكون تركيز الدواء في الدم عالياً وبهذا يحدث التسمم ويسمى حد التسمم، واذا نقصت الجرعة عن المطلوب لحدوث التأثير الدوائي فان تركيز الدواء في هـذه الحالة يكون أقل من المطلوب وهو ما يعرف بالحد الأقل من العلاج. أسباب التسمم الأدوية وبغض النظر عن مصادرها الطبيعية أو الصناعية هي مواد خاصة وفي غاية الأهمية، حيث انها تتعلق بالانسان وصحته وكثير من المواطنين استسهلوا موضوع تناولها دون الرجوع الى الطبيب واعتمد عدد منهم على تجارب شخصية لاشخاص تناولوا من دواء معين، وقد يلجأ البعض الى استشارة الصيدلاني الذي يكون في كثير من الاحيان مجرد (بائع)، فالادوية اذا استخدمت بشكل خاطيء ومخالف للتعليمات تشكل خطراً كبيراً على صحة الانسان، كذلك فإن حالات الانتحار عن طريق تعاطي الادوية شائع ومعروف منذ زمن. ويرى خبراء في مجال الادوية ان من اسباب التسمم وجود أنواع مختلفة من الادوية في المساكن وكثرة تداولها وعدم حفظها في مكانها الصحيح، مثل صيدلية المنزل، أو في مكان آمن ومغلق لا يصل إليه الاطفال. من الاخطاء وصف الادوية بالحلوى للاطفال، حيث يتناول الطفل الدواء كأنه حلوى. وأشاروا الى ان أهم المجموعات الدوائية التي تسبب التسمم عند تعاطيها بالجرعات العالية او اخذها خطأ أو انتحاراً هي أدوية الجهاز العصبي المركزي والمسكنات ومضادات الحمى وأدوية الجهاز الدوري والمخفضة للسكر والمانعة للحمل والمرخية للعضلات. أعراض جانبية البروفيسور كامل أحمد - اختصاصي الباطنية - يقول هنالك اعراض جانبية كثيرة تظهر على الشخص عند استخدامه للدواء من أول مرة أو عند زيادة الجرعة او نقصانها وتظهر هذه الآثار بعدة اشكال كاصفرار في العيون أو حدوث قيء وتكون حالة التسمم خطرة في حالة تناول كميات كبيرة من البنادول بقصد الانتحار فهو يسبب الفشل الكلوي ويؤثر على الكبد.. فالتسمم بالادوية موجود في السودان ولكن الأكثر شيوعاً التسمم بالصبغة. ويرى د. أحمد يوسف - نائب اختصاصي باطنية - ان أكثر الفئات عرضة للتسمم هم الاطفال من عمر (3 - 5) سنوات ويعزى ذلك الى ان الاطفال خلال تلك السنوات لديهم حب استطلاع ورغبة في التعرف على الاجسام والاشياء التي حولهم ومن ضمنها الادوية وان حالات التسمم بالادوية تزداد خلال فترة الاعياد لانشغال الامهات بنظافة المنزل وترك الاطفال بمفردهم دون اشراف. كذلك هنالك حالات للتسمم بالمنظفات المنزلية أو بالمواد المستخدمة في الوقود داخل المنزل كالجاز والجازولين والسنر. ويضيف: المراهقون من عمر (13 - 18) سنة عرضة لحالات التسمم بالأدوية بقصد الانتحار بتناول جرعات زائدة من البنادول، فتناول (12) جراماً من البنادول يؤثر على الكبد ويسبب الفشل الكلوي وفي بعض الاحيان يؤدي الى الوفاة، ومثل تلك الحالات يجب التعامل معها بحذر ويتم حجز المريض بالمستشفى لان الاعراض قد تكون (اعراض تسمم) لا تظهر إلاّ بعد ثلاثة أيام، ولكن في ذات الاتجاه هنالك أدوية لها تأثيرات في الحال ويحتاج المريض بعد شفائه عرضه على اختصاصي نفسي لمعالجة مشكلته النفسية التي دعته للانتحار، فعموماً لتفادي التسمم بالادوية يؤكد د. أحمد على ضرورة مراجعة الطبيب مع عدم اخذ الدواء دون تشخيص ومراقبة ومتابعة الابناء في المنزل. مضادات التسمم وفي مستشفى الخرطوم التعليمي قالت الدكتورة طاهرة عبد الرحيم: إن اي دواء له جرعة عادية وسامة ومميتة وهنالك حالات تسمم طويلة المدى ومن الصعب تشخصيها وعلاجها، أما الحالات الحرجة فتأتي الى الطواريء وتظهر عليها اعراض وتعمل لها اسعافات أولية من بينها غسيل المعدة إذا كان المريض تناول الدواء في مدة أقل من (4) ساعات، أما اذا زاد الزمن عن ذلك فتتم معالجة الاعراض بعد عمل الفحوصات المطلوبة واذا كانت المادة السامة لها مضاد نعطي المضاد وفي أغلب الاحيان هذه المضادات غير متوافرة وشحيحة جداً. وتضيف: بالرغم من ان حالات التسمم الدوائي موزعة بين المستشفيات إلاّ أن (10%) من الحالات الواردة للاعلام الدوائي بمستشفى الخرطوم هي حالات تسمم دوائي، في الفترة الماضية دخلت حوادث الطواريء والاصابات لذا هنالك حاجة لمركز لعلاج حالات التسمم الدوائي بالولاية مشيرة الى وجود مجهودات في السابق لكن لم تكلل بالنجاح.