|
|
 سودانيز أون لاين .. العوَج في العُود
|
السلام عليكم ورحمة الله،
كُنت ككثيرين غيري من قُراء سودانيز أون لاين في رحلة سنوات أحاول كثيراً أن أكون جزءاً من هذا البورد .. جذبني في ذلك الوقت كتابات كثيرين .. وكثيرهم قد تركوا البورد .. ومعظمهم تركوا الكتابة عُنوةً أو كسلاً أو تم إيقافهم لأسباب رُبما بما فيها التعدي على قوانيين ولوائح البورد .. أو رُبما إيقاف تعسفي لسوء فهم .. أو غيره ..
فكانت في تلك السنوات أقصى غاياتي أن أصير جزءاً من هذا الكيان الأسفيري النشّط إجتماعياً وثقافياً وفكرياً .. فكان ذلك وكُنت أنا أنقع نفسي في مياه هذا البحر العميق .. وأستنشق هواء الكلمات .. وأتنفس عن طريق حُروف يضعها كيبوردي في شكل ردود على أمواج هذا البحر .. وكُنت أتمنى وأنا أخُط موضوعاً ما بعد مراجعته مرات عِدة وقبل إضافته كُنت أتردد في إضافته كعادة كُل أعضاء سودانيز أون لاين في بداياتهم .. فهو كان أقرب للخوف من إمتحان مصيري .. فمعلوم أن المواضيع الأوّل هي من تُحدد إتجاهات وطريقة تفكير ومدي ثقل ثقافة الكاتب أو العضو الجديد .. وغالباً رُبما هو بوست أو بوستين يكفيّّنك تماماً لأن تأخذ إنطباعاً رُبما حقيقياً عن ذلك العضو .. أو تِلك العضو ..
وهكذا .. مضت رحلة الأيام والشهور .. والسنيين .. وأنا أكتُب .. وأقرأ .. وأرُد .. وعاصرت أيام عاصفات في هذا المنبر .. وأتخذت قرارات بيني وبين نفسي .. بخصوص المشاركات .. ونوعيتها .. بعد أن مررت بتجارب مُرة كثيرة .. أحياناً كثيرة .. حتى وصلت ذات مرة بتأطيري في فِرقة سياسية بعينها كانت وما زالت يأخذها كُثُرٌ بإنها عارٌ وكانت كأنها شتيمة بعد ما علمت لاحقاً من إستكشافاتي في هذا البورد الذي بدى لي غريباً حينها .. بأن ينسب لك أحدهم غصباً بأنك تنتمي للحزب الفلاني أو لغيره .. فهي كانت كما فهمت لاحقاً كعبارات تهديدية ولتخويف الشخص من مواصلة الكتابة رُبما .. أو حتى أن "يحرد" المنبر كما فعلت حينها وقررت التخلي عن الكتابة أشهُر معدودات ..
وعلِّمت فيما بعد .. أن أولئك الأعضاء الذين كانوا يقسمون الناس هُم أنفسهم غارقون حتى آذانهم في تقسيمات قد قسمها لهم آخرون .. لكنهم كانوا يفعلون ذلك حينها بإستمتاع .. وكأنما خازن النار أو الجنة يُقسَِم الناس عليهما .. وكأنما هُما تحت إرادته .. كان كعمل إستفزازي .. فيحاول أن يصوّرك في أبشع صورة أمام الجميع ..
لا علينا فتلك أيام قد خلت ..المُهم إنني تعلمت دروساً في عينها .. أن أبتعد عن بعض الكتابات بعينها حتى أتجنب الدخول في معارك أنا في غنى عنها ..
|
|
  
|
|
|
|
عبداللطيف محجوب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست