الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 00:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2011, 10:54 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء

    اللغة العربية التي تكلم بها بدو الجزيرة العربية ونواحٍ من اليمن والبحرين والشمال العربي هي لغة مكتوبة، ولكن تاريخ الكتابة بالعربية هو ما لم يتم تناوله بالبحث والاستقصاء، ولهذا فإن مصادرنا عن منابع اللغة العربية تكاد تكون شحيحة إن نحن استثنينا بعض الكتب والمباحث التي تتناول تاريخ العربية. وليس في وسعنا الاعتماد على تلك المراجع التي تأخذ العربية من حيث هي لسان وليس من حيث هي كتابة حرف (أي مكتوبة)، ولكن من الواضح أنها كانت شبيهة تقريباً بالعربية المكتوبة اليوم (على الأقل في حقبة ما قبل الإسلام، وبالتحديد في حقبة إزدهار التجارة في مكة) مع اختفاء التنقيط بطبيعة الحالة، لأن ذلك يستدعي الاعتراف بقوامة اللغة المكتوبة للمراسلات والمكاتبات التجارية والعقود والمفاوضات التي تدخل قريش طرفاً فيها، ونعلم جميعاً أن العرب استخدمت الكتابة في توثيق العقود والمواثيق فيما بينها، ولاشك أنه تم الاتفاق على لغة (أو إملاء) معياري في الكتابة، كما كانت لغة قريش هي اللغة المعيارية في ذلك الوقت. هذا الأمر يقودنا إلى الحديث عن الفارق النوعي بين اللسان والحرف، أو بمعنى آخر: اللغة المكتوبة والمنطوقة، فهل كانت العرب تكتب سماعياً (أي وفقاً للنطق) أم كانت هنالك قواعد إملائية ربما لا تسري على اللفظ؟ ففي عصرنا الحالي هنالك عدة استخدامات للغة العربية وهي ما تسمى باللهجات، ولكن تظل الكتابة الإملائية موحدة وليست مقيسة على السماعي، فأهل الخليج مثلاً ينطقون حرف الكاف جيماً فيقولون (سَمَج) للمدلول الحرفي (سمك)، وأهل مصر ينطقون حرف القاف همزة فيقولون (ألم) للمدلول الحرفي (قلم) ونحن في السودان ننطق حرف الذال زاءًا، فنقول (لزيز) للمدلول الحرفي (لذيذ) لكننا جميعاً نتفق على اللغة الحرف رغم اختلافنا في اللغة اللسان. فإن كُنا في كتابتنا نعتمد على قواعد إملائية تم الاتفاق عليها، فهل كانت هنالك قواعد إملائية للعرب يعتمدون عليها في الكتابة؟ (كثير من أخطاء الإملاء سببها أخطاء النطق في الأصل)

    الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال يبدو صعباً للغاية؛ لاسيما وأننا لا نجد في تاريخ اللغة ما يُمكن الاعتماد عليه من عمليات تقعيد للغة وإملائها. والراجح عندي أن العرب لم تهتم بذلك كثيراً لأنها لم تكن تعتمد على الكتابة كثيراً، فكانت العربية لغة منطوقة أكثر منها مكتوبة، ولكن يبدو أنه كان هنالك ما يُشبه الاتفاق على إملاء قياسي أو معياري يتم استخدامه في المكاتبات العامة؛ لاسيما عقود الصلح والحلف بين القبائل، وكذلك المكاتبات التجارية، ولو أنها كانت على نطاق أضيق قليلاً، يدل على ذلك بعض المخطوطات الموجودة في مكتبة الإسكندرية وفي المتحف البريطاني لنصوص مكتوبة باللغة العربية يرجع تاريخها إلى 213 و 220 ميلادية، في حين ظلت قواعد اللغة سماعية غير خاضعة لقانون نحوي خاص، ولكنها كانت في الغالب قواعد سليقية مكتسبة ومتوارثة دون معرفة قواعدية مدروسة ومؤسسة.

    ونحن إذ نفرق بين اللغة اللسان واللغة الحرف نتذكر مقولة محمد (نبي الإسلام): "نزل القرآن على سبعة أحرف" ورغم إمكانية الطعن في صحة هذا الحديث من أساسه من حيث أنه ربما كان حديثاً مكذوباً عليه، كان الغرض منه التخفيف والتيسير على الأعاجم الداخلين في الإسلام في عهود ما يُسمى بالفتوحات الإسلامية، بحيث يتمكنون من قراءة القرآن دون صعوبة، فهنالك شعوب يستعصي عليها نطق بعض الحروف العربية (العين، الغين، القاف، الضاد، الظاء، الصاد، الحاء، الخاء) إلا أن هذا الحديث يكتسب مصداقيته لدى ما يُسمى بعلم القراءات. وفي حدود علمي فإن علم القراءات ذو اتصال باللغتين اللسانية والحرفية، ففي قوله {{قال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها}} يقرأها بعضهم {{مجريها}} لأنه ينطقها بهذا الشكل، وربما لا يهمنا هذا الأمر في كثير أو قليل، لأن هذه الاختلافات لا تكاد تؤثر عميقاً في المعنى؛ إذ هي في الأصل اختلافات في النطق وليس الكتابة، فنحن في السودان مثلاً ننطق القاف غيناً، ولكننا نكتبها قافاً كما هي.
                  

01-22-2011, 10:56 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    مما تقدم نعرف أنه من الوارد الاختلاف على النطق، ولكننا –بكل تأكيد- نتفق جميعاً في الكتابة الحرفية والنصيّة؛ إذ أننا نلجأ جميعاً إلى قواعد إملائية تحدد لنا طريقة كتابة الأصوات والكلمات ليس حسب نطقها فقط بل وحسب إملائها القواعدي الصحيح، ولهذا فإننا لا نخطئ في كتابة (ليلى) فنكتبها بهذا الشكل (ليلا)، ولا نخطئ في كتابة (ثقة) فنكتبها (ثقت) ولا نخطئ في كتابة (لكن) فنكتبها (لاكن) ولا نخطئ في كتابة (هذا) فنكتبها (هاذا) ولا نخطئ في كتابة (الذي) فنكتبها (اللذي) ولا نخطئ في كتابة (هؤلاء) فنكتبها (هاؤلاء) رغم مخالفة ذلك للسماعية، لأن الإملاء له قواعد محددة وواضحة، ومتفق عليها.

    وعلى هذا فإننا قد نعترف بإمكانية وقوع أخطاء إملائية في كتابة القرآن في العهد المحمدي، إذا اعتمدنا على معرفتنا الإملائية الحالية، لأن علم الإملاء تم تقعيده بعد كتابة القرآن بوقت طويل، ليس هذا وحسب، بل حتى المعرفة بالتشكيل والتنقيط كانت لاحقة على القرآن، ولكن ترى هل ظلت هنالك أخطاء إملائية في القرآن حتى بعد تقعيد علم الإملاء؟ أم تم تجاهل علم الإملاء في كتابة القرآن في العصور الحديثة؟ ولماذا؟

    إن نحن استحضرنا معرفتنا بقواعد الإملاء "العربي" عند قراءة القرآن "العربي" فإننا نقف على كم هائل من الأخطاء الإملائية، وهو ما يُعبّر عنه في كثير من الأحيان باسم (الرسم القرآني) فما هو الرسم القرآني، وما هو الغرض منه، وهل تم بالفعل تقعيد علم إملائي خاص بالقرآن؟

    فمن المعروف في علم الإملاء أنه يستحيل التقاء همزتين حركة الأولى الفتح والثانية السكون ( أَ أْ ) إلا أن تكون الهمزة الأولى همزة استفهام بنفس الحركة كما في قولنا (أأنت من كسر الزجاج؟)، وأنه يتم الاستعاضة عن الهمزتين بحركة مد على الألف ( آ ) فنكتب: "آيات" ولا نكتب "أأيات" أو "ءايات"، ونكتب "آلاء" ولا نكتب "أألاء" أو "ءالاء" ونكتب "آمن" ولا نكتب "أأمن" أو "ءامن" ونكتب "آدم" ولا نكتب "أأدم" أو "ءادم" لكننا نجد في الرسم القرآني (مصحف المدينة) أمراً مختلفاً، فتكتب: (ءايات) و (ءالاء) و (ءامن) و (ءادم).

    ونعلم كذلك أن أداة النداء (يا) منفصلة عن اسم المنادى، فنقول (يا آدم) ولكننا نجدها في القرآن موصولة حيث تتصل الياء بالألف وتوضع همزة بين الحرفين مع المد، وفي قولنا (يا معشر) نجدها في القرآن (يمعشر) مع وضع ألف صغيرة بين الياء والميم. وكذلك نجد القرآن يكتب "الملائكة" برسم مختلف (ملئكة) ولكن بوضع الهمزة أسفل النبرة لا فوقها. ونكتب "مثواكم" لأن أصل الكلمة هي (مثوى) فالواو حرف أصيل، والالف حرف ليّن يمكن إعادته إلى أصله، ولكنها تظل في القرآن على علّتها فترسم النبرة وتوضع ألف صغيرة عليها، وهو ما لم يعرفه الإملاء العربي عموماً، فالنبرة إما للحرف المنقوط كالنون والباء والتاء والثاء والياء وإما للهمزة، ولكن ليست هنالك نبرة للمد.
                  

01-22-2011, 10:57 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    كذلك نقرأ في القرآن كلمات مثل (الحيوة) بوضع ألف صغيرة فوق الواو للدلالة على كلمة (الحياة) وكذلك (الكتب) بوضع ألف صغيرة بين حرفي التاء والباء للدلالة على كلمة (الكتاب) وكذلك نقرأ (السموت) بوضع ألفين صغيرتين على الميم وعلى الواو للدلالة على كلمة (السماوات) ونقرأ (الصلوة) للصلاة و (الزكوة) للزكاة و (النجوة) للنجاة و (الغدوة) للغداة و (الشهدة) للشهادة بوضع ألف صغيرة على الواو في كلٍ منهما، وكذلك نجد القرآن يكتب (أنباء) برسم مغاير في قوله {{يأتيهم أنبؤا}}[الأنعام: 5] ولكن بوضع مد بين الباء والواو المهموزة والتي لا نعلم من أين جاءت، وكذلك كلمة (نبأ) التي جاءت برسم غريب في قوله {{ولقد جاءك من نبإى المرسلين}}[الأنعام: 34] وكذلك كلمة (رأى) جاءت هكذا (رءا) كما في قوله {{فلما رءا القمر بازغاً}}[الأنعام: 77] وكذلك في قوله {{أنهم فيكم شركؤا}}[الأنعام: 94] وهو يقصد (شركاءُ)

    وهنالك العديد من النماذج التي يُمكن ذكرها وإيرادها في مقام الرسم القرآني المخالف للرسم الإملائي المعروف. فلماذا هذا الاختلاف، وهل هو رسم مقدس لا يُمكن تغييره وتبديله، أم هو رسم مقصود؟ وإذا كان الرسم القرآني مقدساً فلماذا تم تنقيط المصحف وفقاً لقواعد التنقيط المكتشفة في عصور تقعيد اللغة والإملاء؟ ولماذا لم يتم تطبيق قواعد الإملاء وفقاً لذلك أيضاً؟

    هنالك أسئلة كثيرة تطرح نفسها، والغرض من طرح مثل هذه الأسئلة هو معرفة إجابة لسؤال آخر: "هل يُمكن استخدام الرسم القرآني في الكتابة الاعتيادية؟" فإن نحن اعتبرنا الرسم القرآني هو الأساس على اعتبار القداسة مثلاً، فهذا يعني أننا نكتب بطريقة خاطئة، وعلى هذا فإنه يتوجب علينا الاقتداء بالرسم القرآني في كتابتنا، لأن تخصيص القرآن برسم وإملاء مغاير للإملاء المعروف يجعلنا نطرح مثل هذه الأسئلة وبالتالي عن إمكانية محاكمة أيّ من الرسم بالآخر. فهل يُمكننا مثلاً تخطئة الرسم القرآني في كلمة مثل (رحمة) التي يرسمها (رحمت) في بعض المواضع، علماً بأنه يرسمها (رحمة) في مواضع أخرى؟ وهل يمكننا تخطئة الرسم القرآني في كلمة (كلمة) التي يرسمها (كلمت) كما في قوله {{وتمت كلمت ربك}}[الأنعام: 115]؟ ثم إلى أيّ مدىً يبلغ إثمنا إن نحن حاولنا التشبه بالرسم القرآني في كتابتنا الاعتيادية؛ لاسيما وأننا نكتب (بسم الله) بهذه الطريقة كما في الرسم القرآني، وليس (باسم الله) كما هو أصح قواعدياً، وكذلك نكتب (رحمن) بهذه الطريقة كما في الرسم القرآني، وليس (الرحمان) كما هو أصح قواعدياً. وإذا كانت القاعدة الإملائية تقول بلزوم رسم الألف بعد واو الجماعة كما في قولنا (باءوا) فلماذا لم تكتب في المصاحف (باءو) بدون الألف؟ ولماذا لا يلتزم المصحف برسم نقطتي الياء في آخر الكلمة كما في (الذي) و (لعلي) و (عندي) و (اتبعوني) و (بريء)؟

    كل ذلك يخلق لدينا تساؤلات مشروعة حول المعيار القواعدي في كتابة العربية، ويجعلنا نتشكك إما في خطأ ما نكتب، وإما في خطأ ما كُتب به القرآن. فإن كُنا نحن المخطئين فلماذا هناك قاعدتين للإملاء بدلاً من قاعدة واحدة للرسم العربي؟ ولماذا لم يكن الرسم القرآني هو الأساس والقاعدة الإملائية المعيارية؟ وإن كان الرسم القرآني مخطئاً، فلماذا لم يتم تعديل هذه الأخطاء حتى الآن؟
                  

01-22-2011, 10:57 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    وعلى صعيد آخر فإن ثمة مقولة تأخذ نصيبها من الحقيقة لدى كثير من العلماء والمفكرين المسلمين مفادها أن تقعيد اللغة جاء وفقاً للقرآن من حيث أن لغته معيارية، وعلى هذا فإنهم يجعلون القرآن حجة على قواعد اللغة وليس العكس، وهذا الأمر وإن كان يبدو في ظاهره صحيحاً، إلا أنه غير ذلك على الإطلاق، فما كانت مثل هذه المقولات إلا محاولة لتبرير الأخطاء الواردة في القرآن والتي لم تكن تتماشى مع لسان العرب. ويجدر بنا أن نفهم أن اللغة العربية قبل الإسلام وقبل كتابة القرآن كانت لغة لها قواعدها الرصينة وأن فصاحة العرب ارتبطت أصلاً بمقدار الاتساق مع هذه القواعد التي لم تكن منصوصة، ولكنها كانت قواعد مفعلة، وما فعله علماء النحو لم يكن اختراعاً لقواعد اللغة بل اكتشافاً لها، وبين الاثنين فارق نوعي كبير وعميق. والحقيقة أننا في الغالب الأعم نكتشف العلوم ولا نخترعها، فعلم الفلك هو اكتشاف لحركة الكواكب وتأثيراتها على المناخ مثلاً، ولكن بالتأكيد فإنه وحتى قبل اكتشاف علم الفلك، فإن الكواكب كانت لها حركتها وتأثيراتها المناخية فعلاً، ولكن كل ما فعله العلماء هو أنهم انتبهوا إلى هذه الحركات الظاهرية، وسجّلوها وخرجوا منها بأساسيات كوّنت ما يُعرف بعلم الفلك، وكذلك الحال في بقية العلوم، ولا يُستثنى من ذلك اللسانيات، فنحن لم نخترع قواعد للغة ولكننا فقط اكتشفنا أن لكل لغة قواعد وتركيبات وحركة صوتية وإعرابية، وهذا بالفعل ما فعله علماء العربية عندما وضعوا قواعد للغة العربية ونحوها، فقواعد اللغة –على هذا- سابقة على القرآن ولا يُمكن أن تكون مستمدة منها بالضرورة، ولهذا فإننا نجد آية الله السيد محمد الباقر الحكيم يقول في كتابه (علوم القرآن): "وقد يُؤخذ القرآن باعتباره نصاً عربياً جارياً وفق اللغة العربية فيكون موضوعاً لعلم إعراب القرآن وعلم البلاغة القرآنية وهما علمان يشرحان مجيء النص القرآني وفق قواعد اللغة العربية في النحو والبلاغة" [ص:20]

    وعلى هذا فإن حجج من يقولون بمرجعية القرآن في تقعيد اللغة تنحسر حتى تقترب من الكذب وعدم الدقة، ولكنها تكتسب مصداقتيها عندهم فقط من حيث هي حجة للخروج من مأزق الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية في القرآن، لأنهم يُؤمنون أن قواعد العربية وضعت بناءً على القرآن باعتباره أفصح كلام عربي مكتوب ومحفوظ، وبإمكاننا –استناداً إلى قواعد اللغة- إثبات خطأ ذلك، لنضع عندها القرآن وقواعد اللغة (الاثنان) في ميزان لا يُمكن المساومة عليه، فإما أن تكون قواعد اللغة صحيحة وبالتالي يكون الخطأ في القرآن، وإما أن يكون القرآن صحيحاً وبالتالي يكون الخطأ في قواعد اللغة، وكلا الأمرين طامة كبرى على أية حال.
                  

01-22-2011, 10:58 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    إن الناظر إلى تاريخ ما يُسمى بعلوم القرآن يجد أنها جاءت كضرورة أوجدتها حالة التوسع ودخول الأعاجم في الإسلام، وبالتالي صعوبة تلقي القرآن والاستفادة منه بالسهولة التي كان العربي يتحصل عليها. وكانت تلك أولى الطعنات التي وجهت إلى ما يُسمى بالإعجاز اللغوي في القرآن، فقد ولّى ذلك العصر الذي كان فيه المسلمون يتفاخرون بما اعتقدوا أنه قرآن فصيح وأنه بليغ إلى الحد الإعجازي، وجاء العصر الذي اضطروا فيه إلى التخلي عن بلاغة النص القرآني في مقابل تفسيره وترجمته للأعاجم الذين لم يكونوا يملكون المقومات اللغوية التي تؤهلهم لاستنباط البلاغة والإعجاز اللغوية في القرآن، بل وأكثر من ذلك فإن شيوع اللحن في العربية عامة وفي القرآن بصورة أخص كانت هي السبب الأول في وضع أساسيات علم النحو، ولهذا فإن أبا الأسود الدؤلي وتلميذه: يحيى بن يعمر العدواني شرعا في وضع أساسيات علم الإعراب والنحو الذي يعرفه العرب ولا يعرفه الأعاجم، وفي ذلك يذكر الذاكرون قصةً مفادها أن الدؤلي سمع أحدهم يقرأ القرآن ويلحن فيه فقرأ {{إن الله بريء من المشركين ورسوله}} بجرم اللام في كلمة (رسوله) وهو ما يُغيّر معنى الجملة رأساً على عقبه، فكان ذلك دافعه للقيام بذلك. وكما قلنا فإن اللغة كانت لها قواعدها المفعلة، والتي خشي أبو الأسود الدؤلي من ضياعها وتعطيلها باختلاط الأعاجم مع العرب، فسارع في كشف هذه القواعد، ولكنه لم يخترع للغة قواعد جديدة بناءً على ما جاء في القرآن، فالقرآن نفسه جاء متفقاً مع ما كانت العرب تلفظ به ولهذا نقرأ {{قرآناً عربياً غير ذي عوج}} فهو إذن مكتوب بالعربية التي كانت معروفة القواعد أصلاً، ولكننا قد نختلف حول ما إذا كان فعلاً غير ذي عوج أم لا، فإننا لا نجد قوله {{أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله}}[الأنعام: 40] من قواعد العربية في شيء إلا أن تكون من شواذها، ولا نعرف أن الشاذ قد يكون أفصح من غير الشاذ، كما أننا لا نرى الفصاحة في قوله {{من عمل منكم سوءاً يجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}}[الأنعام: 54] لأن استخدام (أنه) يجعلنا نعيد الصفة على الذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا وأصلحوا، والمعنى الذي يريده كاتب القرآن لا يستقيم إلا باستخدام (فإنه) لأنه جواب القسم المحذوف والمقدّر، كما أننا نعلم أن (مفتاح) تجمع على (مفاتيح) وليس على (مفاتح) كما في القرآن، ولم يرد على لسان العرب أنهم جمعوا (مفتاح) على (مفاتح)، وكذلك في قوله {{فبهداهم اقتده}}[الأنعام: 90] كذلك من أعاجيب الصيغ اللغوية في القرآن قوله {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما}}[البقرة: 158] فصياغة الجملة ركيكة بل ومربكة للغاية، فعبارة (لا جناح عليه) يستعملها العرب في الغالب للتخفيف والتيسير، وفي المفهوم الديني فإن هذه العبارة تعني (لا إثم عليه) فإن نحن استبدلنا هذه العبارة بمعناها فإننا سوف نكتشف الإرباك في الآية {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا إثم عليه أن يطوّف بهما}} فإذا كان الصفا والمروة شعيرة، فإن الحج لا يتم إلا بالسعي بينهما (وليس الطواف لأن الطواف شيء والسعي شيء آخر) وكان يجب أن يقول {{فمن حج البيت أو اعتمر فلابد أن يسعى بينهما}} وليس (لا جناح عليه) لأن هذه العبارة توحي لنا بأن السعي لن يكون لازماً لأن العبارة –كما قلنا- تستعمل للتخفيف والتيسير، وتصبح الآية وكأننا نقول (زيارة المريض واجبه، ولا جناح على من زار المريض) فهل زيارة المريض واجبة أم هي لا بأس بها؟ وبالمثل، فهل السعي بين الصفا والمروة واجبة، أم لا بأس بها؟ وهذا ما فطن إليه عبد الله بن مسعود، وخالف في قراءته قراءة المسلمين فكان يقرأها هكذا {{فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ألا يطوّف بهما}} لأنه فهم معنى (لا جناح) على أنها للتخفيف والتيسير كما قلنا.

    إننا لنتساءل -في هذا الموضع- حول سبب كتابة القرآن بالعربية إذا كانت الرسالة المحمدية في أصلها موجهة إلى كافة الناس؟ وقد يقول قائل إن اللغة العربية هي أقدر اللغات الحية على احتمال المحتوى والتعبير الدقيق عنه، ولطالما تغنى الناس بثراء اللغة العربية وغناها، ولكننا من معرفتنا عن اللغة العربية نعرف جيداً أن اللغة العربية ليست كذلك على الإطلاق، وإن تكون لغة ثرية فإنها ليست دقيقة، وهذا ما يجعلها غير صالحة لتكون لغة تشريع، كما أن بها عيباً يجعلها غير مناسبة لاحتمال مثل هذه الرسالة وهو: المرونة والمطاطية، فاللغة العربية دوناً عن كثير من لغات العالم الحيّة تتمتع بميزة المرونة واتساع المعاني المعجمية للألفاظ وهذا يجعل من الصعوبة بمكان تحديد معنى الآية بشكل دقيق وقاطع، فعندما نقرا قوله {{قلنا اهبطوا منها جميعاً}} فهل لفظ (اهبطوا) هنا مرادف للنزول من الأعلى إلى الأسفل؟ أم تعني الخروج، أم أنها تعني الدخول كما في قوله {{اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم}} أي ادخلوا مصر؟ وهل (فوق) تعني الأعلى أم تعني الأدنى، كما في قراءتنا {{إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها}} فهل المقصود فما أكبر منها، أم فما أصغر منها؟ فإن كان فهمنا لها (فما أصغر منها) فإن (فوق) في هذا الموضع تعني (أدنى) لأنها تعني (الأكبر في الصغر) وهو أمر غاية في الإرباك، وإن كانت (فما أكبر منها) فإن المعنى لا يستقيم لأن غرض السياق يقتضي الاستشهاد بالأصغر لا بالأكبر، وكأن أحدنا يقول: "أنا رجل متحضر، ولا أمانع في تزويج ابنتي من ميكانيكي أو حتى دكتور" فالمفروض أن تكون الوظيفة التالية على (ميكانيكي) أقل منها لا أكبر، حتى يستقيم المعنى. (مع احترامي الكامل لكل المهن والحِرف)

    وهل (العدل) يعني شيئاً آخر غير العدل (العدالة والقسط)؛ لاسيما إذا قرأنا {{ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}} ما هي الثيمة التي يحملها معنى العدول (=التغيير) في سياق كهذا؟ إن اللغة العربية لغة ليست دقيقة المعنى على الإطلاق، وتلك واحدة من أسباب اختلاف التفاسير والتأويل، وهو ما يُعاني منه المسلمون وعلماء المسلمين على وجه الاخص في تفسير القرآن لاستنباط الأحكام والتشريعات، وهي ليست كالفرنسية مثلاً التي لا تحتوي المترادفات التي تفتح أبواب التأويل على مصراعيها، ولهذا كانت الفرنسية اللغة المثالية لصياغة العقود والاتفاقيات الدولية لأنها واضحة المعنى ولا يُمكن أن يُفسّر فيها نص واحد بأكثر من معنى على الإطلاق.
                  

01-22-2011, 10:58 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    وعلى هامش حديثنا عن الرسم (أو الإملاء) القرآني وإشكالياته، فإنه بخاطري أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى نقطة أراها مهمة، وهي تتعلق بمسألة التدرّج في تأليف القرآن (أو نزوله) كما يقولون، فهذه كانت واحدة من دلائل بشرية النص القرآني؛ إذ لم يأت القرآن دفعة واحدة كما في بقية الكتب المقدسة الأخرى، وهذا ما فطن له أذكياء مكة ممن شككوا في نبوة محمد، وقد تعرض القرآن لهذه المسألة وذكرها ولكنه لم يذكر في مقابلها تبريراً مقنعاً، فنقرأ {{وقال الذين كفروا لولا نُزل عليه القرآن جُملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}}[الفرقان: 32] ولم يكن هذا التساؤل الذكي من أهل مكة ناتجاً من فراغ، ولكن عن معرفة ودراية بما تكون عليه الكتب المقدسة والتي تتنزل على الأنبياء دفعة واحدة، محتوية كافة التشريعات والأحكام والوصايا التي يجب على النبي أن يأمر بها ويدعو إليها، بصرف النظر عن الواقع التاريخي والاجتماعي، وهذا أدعى إلى شمولية النص واحتمال التصديق بأنه نص فوقاني، ولكن قريشاً رأت أن محمداً يُصدر الآيات تلو الآيات في مناسبات مختلفة، مخالفاً بذلك ما تعارف الناس عليه، وما كان عليه الأنبياء من قبله، فكان ذلك سبباً في عدم تصديقهم بنبوته. والحقيقة فإن الإسلام والمؤرخين الإسلاميين وكُتاب السير، حاولوا تشويه الوجه الثقافي والحضاري للعرب في مرحلة ما قبل الإسلام، واعتبار أنهم كانوا يعيشون في جاهلية، وهذا النعت حقيقة لا ينطبق عليهم بالكُلية، وأرى أن ما تقدمت به قريش (بل وسائر الأعراب) من حجج وبراهين على عدم صدق نبوة محمد كانت معتمدة على معرفة ثقافية واسعة وذكية، ولم يأت القرآن بشيء يُثير الدهشة في نفوسهم، إلا أولئك الذين رأوا في الإسلام خلاصاً من حالة الفقر الدنيوية، ورخاءًا في الحياة الآخروية، وأولئك الذين رأوا في الإسلام مصلحة اقتصادية وسياسية فيما بعد. وقد برر محمد عدم نزول القرآن دفعة واحدة بقوله {{لنثبت به فؤادك}} ولا أرى في هذا التبرير وجاهة تذكر إلا إن نحن صدقنا بأن إله محمد لم يشأ أن يثبت فؤاد الأنبياء الذين سبقوه، فأنزل عليهم كُتبهم جُملة واحدة.

    بعد هذه المقدمة التمهيدية، سوف أتكلم باستفاضة عن الرسم القرآني في الجزء الثاني من هذا المقال، وسوف أقدم نماذج لبعض الإشكاليات الإملائية الواردة في القرآن، وكذلك بعض الإشكاليات النحوية والصياغية، لنعرف لماذا رفض الأعراب (أصحاب اللغة السليمة) الاعتراف بنبوة محمد، ولماذا هاجمهم محمد في قرآنه ووصفهم بأنهم أشد كفراً ونفاقاً، وحاول تهميشهم، حتى عندما أسلموا خوفاً من سيوف أتباعه وإتقاء شر السبي الذي كان يتهدد نساءهم وأطفالهم لم يكن لإسلامهم قيمة تذكر كما مع بقية القبائل العربية {{لا تقولوا آمنا وقولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم}} فحيّدهم عن زمرة المؤمنين وجعلهم في خانة المسلمين اسمياً، ليظلوا كذلك مدى التاريخ تماماً كما فعل باليهود، ونعتهم بأبشع النعوت وأقذر الصفات حتى خلق فجوة وجدانية تجاههم مازالت آثارها موجودة حتى اليوم، فأصبحنا لا نعرف عن اليهودي إلا أنه بخيل وشحيح وناكر للجميل وناقض للمواثيق والعهود وحاسد وحاقد، وكل صفة ذميمة يُمكن أن يكون لليهود منها نصيب كبير.
                  

01-22-2011, 11:01 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    عرفنا في بداية هذا المبحث أن اللغة العربية عرفت قواعد كتابية محددة، وذلك بالرجوع إلى المخطوطات المكتوبة بالعربية والتي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام بكثير، ولقد علمنا أن العرب كانت توثق عهودها ومواثيقها كتابياً، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المكاتبات التي كانت بين القبائل العربية وملوك الحيرة، المكاتبات التي كانت بين بني النضر وهوازن قبيل موقعة ذات الرمال، وكتاب بني هاشم إلى الملك أبرهة الحبشي عام الفيل، وكتاب قريش إلى النجاشي الذي يطالبون فيه بإعادة الفارين من المسلمين، وكتاب حلف الفضول، وكتاب مقاطعة بني هاشم، والمكاتبات بين محمد وبين شيوخ قبائل اليمن وعُمان البحرين، فاستلزم ذلك الاعتراف بوجود قواعد كتابية محددة، وقلنا إن الرسم العربي (وليس الخط العربي) لم يكن مختلفاً عن الرسم المستخدم الآن في كثير، إلا إذا استثنينا التنقيط والتشكيل من ضمة وفتحة وسكون وتشديد، فهي -على أية حال- مجرّد رموز تم الاتفاق عليها للتعبير بها عن أصوات محددة في العربية، فنحن قد نرسم كلمة مثل (كتاب) ولكننا لن نستطيع نطق الكلمة بصورة صحيحة إن لم نعرف تشكيل الكلمة، لنعرف ما إذا كانت (كِتَابٌ) أم (كُتّابٌ) ولكننا بالضرورة يُمكننا نطق الكلمات المتشابهة بطريقة صحيحة من خلال السياق، وعندها فإن حاجتنا إلى التشكيل سوف تتضاءل فلو كتبتُ: (قرأت الكتاب) فإننا لست بحاجة لوضع التشكيل لتمييز الألفاظ والكلمات والأصوات، ومنا –الآن- من يستغني عن كتابة التشكيل، ومنا من يستخدمها، واستخدامها أو تركها يعتمد في المقام الأول على السياق ومدى قدرة القارئ على استنباط الكلمة عبر السياق.

    وعرفنا في الجزء الأول من هذا المبحث أن تقعيد اللغة والإملاء تم بدافع الحرص على اللغة وعدم اللحن الناشيء عن اختلاط العرب بالأعاجم، وتأثير ذلك مباشرة في قوام اللغة العربية وقواعدها السماعية. وعرفنا أن ما يُسمى بالإعجاز اللغوي في القرآن انتفى تماماً بمجرد تماس الثقافة العربية مع ثقافات غير عربية، فلم تعد الفصاحة شيئاً قيّماً ونحن نتحدث عن أعاجم أُجبروا على النطق بالعربية باعتبارها الثقافة المستعلية (ثقافة المُستعمر) ومن ثم فإن ارتباط الشعائر الدينية باللغة العربية جعلها تتقاطع مع الثقافات غير العربية، ما أدخل اللحن فيها، وعرفنا أنه بالإمكان الإقرار بوحدة اللغة في مرحلة ما قبل انتشار الإسلام خارج نطاق الجزيرة العربية، وأنه تم اقتراح ما يُسمى بالألسن السبعة في محاولة للتخفيف على الأعاجم الذين دخلوا الإسلام، ولم يتمكنوا من قراءة القرآن بصورة صحيحة، فكان لابد من استيعاب اللغة لتلك الأصوات التي يُمكن أن نسميها (أصوات بديلة) أو أصوات توفيقية، لأن كثيراً من هؤلاء الأعاجم لم يكونوا قادرين على استخدام بعض الأصوات العربية. وهذا أمر وارد، فإننا في الإنكليزية مثلاً لا يُمكن أن نجد الصوت (خ) ونستعيض عنه بالأحرف (kh) كرمز يُشير لهذا الصوت، ولكننا في النطق إنما ننطقها كافاً فنقول (كالد) للدلالة على الاسم (خالد) مثلاً، كما أننا لا نجد الصوت (ع) في الإنكليزية ونستعيض عنه بالصوت (آ) وهو الأقرب من حيث مخارج الحروف، ونرمز فنقول (آدل) للدلالة على الإسم (عادل) كما أننا لا نجد الصوت (غ) في الإنكليزية ونستعيض عنه بالرمز (gh) وتنطق قافاً مُعطشة (ݠ) كما في قولنا (ݠدير) للدلالة على اسم (غدير). وبالإمكان إيراد نماذج وأمثلة كثيرة على مثل هذه الأصوات التوفيقية التي يُضطر إليها مستخدمو اللغة من غير الناطقين بها.
                  

01-22-2011, 11:03 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    المعضلة الأساسية تتمحور حول مشكلة قداسة اللغة العربية والتي استمدت قداستها من قداسة النص القرآني، ولقد تطرقتُ من قبل إلى هذا الأمر في مقال بعنوان (الميتافور الدلالي وقداسة اللغة) وقلنا أن اللغة كائن حي له حركته التي ترتبط بحركة الإنسان (مستخدم اللغة) وبالتالي فإن اللغة غير ثابتة، وهكذا فإننا نرى أن العربية قبل مجيء الإسلام، أي في الفترة التي تسمى بالعصر الجاهلي مجازاً كانت مغايرة للعربية التي ننطق بها الآن، فهنالك بعض الكلمات والعبارات (phrases) التي اندثرت مع مرور الزمن، وتمت الاستعاضة عنها بكلمات أو عبارات أخرى وفقاً للضرورات التاريخية للمجتمع، ولا ننسى أن العامل الديني له تاثيراته المباشرة على اللغة سواء باستحداث أو نفي بعض الألفاظ والكلمات، ولهذا فإننا نجد أن عدداً من أتباع محمد كانوا يسألونه حول ما أشكل عليهم من ألفاظ (وبالتالي معاني) في القرآن، وهذا بحد ذاته ينفي بيان القرآن وفصاحته، لأن اللغة الفصيحة لا تحتاج إلى إيضاح أو شرح، كما أن للدين تأثير حتى على مستوى وضع بعض التصورات الأخلاقية حول بعض الألفاظ المستخدمة لارتباطها بمفاهيم ضد الدين أو غير دينية من أساسه، فلم يكن لكلمة (ربا) عند العرب ذلك التصوّر الأخلاقي السيء قبل مجيء الإسلام، مع ملاحظة أنني أتكلم عن الكلمة وليس عن الفعل، وهكذا فإننا نجد أن اللغة عملية تفاعل مباشرة مع مكونات الحياة الإجتماعية الحيّة، ولهذا نجد أن كلمة مثل كلمة (كافر) في الثقافة العربية قد تغيّرت بعد مجيء الإسلام، إذ لم تكن الكلمة تحمل مدلولات أخلاقية سيئة على الإطلاق، فكانت تشير إلى عملية الزراعة، فالكافر لغة هو المُزارع، ولهذا نقرأ {{كمثل غيث أعجب الكفار نباته}} ولكن تمت عملية إبدال للكلمة والمعنى فأصبح الكافر هو غير المُسلم، وهكذا فإنا اللغة في حركة مستمرة طالما كان المجتمع متحركاً ومتطوراً.

    في هذا الجزء من المبحث، سوف نحاول الإجابة على السؤال المطروح في الجزء الأول (هل ما يُسمى بالرسم القرآني له قواعد ثابتة كالقواعد الإملائية الكتابية الأخرى؟) هذا السؤال يكتسب أهميته من مباشرته، لأننا إذا عرفنا أن ما يُسمى بالرسم القرآني له قواعد ثابتة، فإن هذا من شأنه أن يوضح لنا أن ثمة محاولة للتفريق بين الإملاء الكتابي، وبين الإملاء القرآني لسبب ما، إما لاعتبارات قداسة أو ما شابه، وإما لأسباب يتوجب علينا البحث حولها. وإذا لم تكن هنالك قواعد راسخة للرسم القرآني فهذا يعني أن هنالك أخطاء إملائية واضحة في القرآن تم تجاهلها إما عن قصد أو بدون قصد، وهذا ما يهمنا معرفته في هذا المبحث.

    حسناً، فلنحاول الآن الدخول إلى صلب الموضوع والبحث عن قواعد الرسم القرآني، لنكتشف وجودها أو عدم وجودها، ولكن في البداية أحاول الرد على ما جاء في مبحث الأستاذ إبراهيم بن نبي والذي حاول فيه الإشارة إلى بعض الأساسيات في الرسم القرآني، وتطرقه –مثلاً- لرسم (الميم) في القرآن، وما أسماه بالميم الكاملة والميم الناقصة، وأشار إلى ما أسماه بالميم الناقصة كما وردت في (حم) المذكورة في كل من سورة (فصلت) والشورى، على عكس الميم الكاملة في نفس الكلمة في سورة (غافر) و (الزخرف) و (الدخان) و (الجاثية) والحقيقة أنه ليست هنالك ميم كاملة وميم ناقصة، وهو ما أشكل عليه فهمه، ولكن هنالك أساليب في رسم بعض الحروف في الخط العربي، ولقد حاولت الإشارة في بداية هذا الجزء من المبحث أن أفرق بين الخط وبين الرسم، فالخط هو فن رسم الأحرف، بينما الرسم هو الرمز الحرفي الذي يُشير إلى صوت معين. وبعبارة أخرى فالرسم هو الإملاء، بينما الخط هو طريقة رسم الحروف، فعندما أقول (لؤلؤ) فإنني أفرق بين صحّة الرسم الإملائي لهذه الكلمة، وبين جودة ونوع الخط المستخدم في رسمه، فسواء كتبنا هذه الكلمة بخط النسخ أو الرقعة أو الفارسي او الكوفي أو الثلث (أنواع الخط المختلفة) فإن السؤال حول الإملاء سيكون قائماً: هل رسم الكلمة صحيح أم لا؟

    وما لم ينتبه إليه الأستاذ إبراهيم نبي هو أن هنالك عدة طرق في الخط لرسم الحروف العربية، فحرف الميم في خط النسخ مثلاً له عدة طرق في الرسم: (م) عندما تكون مفردة كما في كلمة (أم) أو (ـم) في آخر الكلمة كما في كلمة (ألم) و (مـ) في بداية الكلمة كما في كلمة (مارد) و (ـمـ) في منتصف الكلمة كما في قولنا (حمد). ولكن قد يأتي ذيل الميم في آخر الكلمة (ـم) أو المنفرد (م) قصيراً او طويلاً وفي كلا الحالتين فهي ميم كاملة، وحرف الكاف مثلاً قد يرسم قائماً او نائماً سواء في بداية الكلمة أو في وسطها، وهذا نجده في قوله {{وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليڪم إخراجهم، أفتؤمنون ببعض الكتـاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك ذلك منڪم إلا خزي في الحياة الدنيا}}[البقرة:85] فإننا إذا نظرنا إلى هذه الكلمات:
    (يأتوكم) رسمت كافاً قائمة
    (الكتاب) رسمت كافاً قائمة
    (تكفرون) رسمت كافاً قائمة
    نجد طريقة رسم حرف الكاف فيها مختلف عن طريقة رسمها في الكلمات التالية:
    (عليڪم) رسمت كافاً نائمة
    (منڪم) رسمت كافا نائمة

    فرُسمت قائمة كما في الأولى، ونائمة كما في الثانية، وهذا الاختلاف هو في الحقيقة هو اختلاف في الخط وليس في الرسم، بمعنى أنه لا يُمكن اعتباره قاعدة إملائية، وإنما طريقة الخط في رسم الحروف، ومن المعلوم أن الخطوط العربية تتفنن في رسم الحروف حسب موقعها من الكلمة، وكذلك فإن لكل حرف عدة طرق في الخطوط العربية لرسمه، وهذا لا يُمكن اعتباره من الرسم الإملائي على الإطلاق، وليس هناك ما يمنع من رسم أي كاف قائمة أو نائمة، إذ لا يخضع ذلك لقاعدة محددة، وإنما لذائقة الخطاط، كما أن المساحة المتاحة تلعب دوراً في طريقة رسم بعض الحروف. وإذا اتفقنا على ذلك فإن النتيجة التي توصل إليها بن نبي تصبح نتيجة خاطئة لأنها قامت على أساس قاعدي خاطئ، فما يُسميه اختلافاً في رسم الميم الناقصة والميم الكاملة هو إنما يدخل في باب اختلاف الخط وليس اختلاف الرسم الإملائي، والحقيقة أن الميم التي نعتها بالميم الناقصة في رسم كلمة (حم) في سورة (فصلت) و (الشورى) ليست ناقصة فهي ليست (مـ) كميم بداية الكلمة، بل هي ميم كاملة. (ولا يوجد شيء اسمه ميم كاملة وميم ناقصة)

    فالأمر ليست متعلقاً بوعي مُحدد كما ألمح الأستاذ بن نبي في مقاله أو مبحثه، لأننا في الأصل لا نملك أدلة كافية تؤكد أن ما يُسمى بمصحف عثمان هو المصحف الذي ألفه محمد (سواء خطه بيده أو أمر أحدهم بفعل ذلك) فلا غضاضة لدينا في التصديق بأنه كان يعرف الكتابة والقراءة، ولكن ثمة شكوك مثارة حول خضوع القرآن للتحريف بالزيادة أو النقصان في عملية جمع المصاحف المتوفرة ذلك الوقت، ومن ثم حرقها واعتماد مصحف واحد هو ما سُمي بمصحف عثمان، ولهذا فإننا نجد بعض أتابع محمد يقولون إن سورة النور –مثلاً- كانت تعادل سورة البقرة من حيث عدد الآيات، فمن السذاجة أن يُدافع البعض عن الرسم القرآني المختلف على صحته تاريخياً، في محاولة لنسبة القداسة والإعجاز إليه، لأنه من الواضح أن القرآن قد تعرض لعملية تزوير كبيرة في عصر من يُسمون بالخلافة الراشدين.
                  

01-22-2011, 11:06 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    والآن دعونا ننظر إلى بعض الكلمات التي جاءت في القرآن مغايرة للإملاء القواعدي المعروف، والتي لا تتعلق بالخط ونوعه، فعندما نقرأ مثلاً قوله:

    {{وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}}[الأنعام:115]
    {{كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}}[يونس:33]
    {{إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون}}[يونس:96]
    {{وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار}}[غافر:6]

    نجد أن كلمة (كلمة) جاءت بالتاء المفتوحة مخالفة بذلك القاعدة الإملائية المعروفة، والتي تفرّق بين التاء المربوطة والمفتوحة، وتقول القاعدة إنه بمقدورنا التفريق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة بنطقها، فإن كل ما يُمكن نطق تائه عند الوقف عنده فهو تاء مفتوحة، وكل ما ينطق هاءًا عند الوقف عليه فهو تاء مربوطة، فإن نحن حاولنا نطق لفظ (كلمة) دون إلحاقها بحرف أو كلمة زائدة، فإننا سوف نلاحظ أن تاءها أصبح هاءًا، فننطقها (كلمه) والأمر ذاته ينطبق في كل الكلمات المنتهية بالتاء المربوطة، مثل: جنة، علبة، وردة، فاكهة، حقيبة، حديقة ... إلخ. وما أن نلحق بها حرفاً ونصل في النطق حتى يظهر صوت التاء:
    (جنةٌ خضراء)
    (علبةٌ صغيرةٌ)
    (وردةٌ يانعةٌ)
    (فاكهةٌ لذيذةٌ)
    (حقيبةٌ يدويةٌ)
    (حديقةٌ جميلةٌ)

    وإذا حاولنا تتبع القراء لمعرفة ما إذا كانت قواعد الرسم القرآني تجيز رسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة دائماً، فإننا لا نجد ذلك مفعلاً، فهنالك مواطن جاءت فيها نفس الكلمة بتاء مربوطة، ونفهم عندها أن ذلك ليس من القاعدة، فالقاعدة قانون لا يُمكن تجاوزه إلا بشواذ نادرة الوقوع، ولكننا نقرأ في المقام ما يلي:
    {{فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين}}[آل عمران:39]
    {{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}}[آل عمران:45]
    {{يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}}[التوبة:74]

    ولنأخذ نموذجاً آخر للتوضيح كذلك:
    {{إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم}}[البقرة:218]
    {{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}}[الأعراف:56]
    {{قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}}[هو:73]
    {{وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها}}[إبراهيم:34]

    فكلمة (رحمة) و (نعمة) هي من الكلمات المنتهية بالتاء المربوطة بناءً على قواعد الإملاء العربي، ولكنها جاءت في الآيات السابقة بالتاء المفتوحة مخالفة بذلك القاعدة، وأيضاً لم نجد في الرسم القرآني قاعدة تجيز رسم كلمة (رحمة) بالتاء المفتوحة دائماً، فنجد أن هنالك آيات أوردت الكلمة وفق القاعدة الإملائية المعروفة، كما في الآيات التالية:
    {{أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}}[البقرة: 157]
    {{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}}[آل عمران: 8]
    {{وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}}[آل عمران: 107]
    {{ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون}}[آل عمران:157]

    ولننظر معاً إلى الآيات التالية:
    {{وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم}}[هود:41]
    {{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}}[النمل:30]

    الأصل أن كلمة (اسم) كلمة منفردة بذاتها بأحرفها الثلاثية الأصيلة، ويأتي حرف الباء مزيداً على الكلمة فيوضح الحرف الزائد قبل أو حرف من الحروف الثلاثة الأصيلة، فنقول (باسم) ولا نقول (بسم) وهو خطأ ساعد الرسم القرآني على شيوعه وانتشاره حتى أصبح كثير منا يكتبها بالطريقة الخاطئة، وهو من آثار اللغة السريانية القديمة والتي هي أصل اللغة العربية والعبرية على حدٍ سواء، فالباء هنا حرف جر زائد وإضافي على كلمة (اسم) وحروف هذه الكلمة كلها أصلية، ولا أعلم كيف أو لماذا يتم حذف الالف عند إلحاق الكلمة بحرف الجر (ب)، ولكن حتى هذا الرسم لم يكن مستنداً على قاعدة إملائية ثابتة، فنجد الرسم القرآني يكتب الكلمة بشكل صحيح في مواضع أخرى كما في قوله:
    {{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة: 74]
    {{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة: 96]
    {{فسبح باسم ربك العظيم}}[الحاقة: 52]
    {{اقرأ باسم ربك الذي خلق}}[العلق:1]
                  

01-22-2011, 11:08 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    ومن غرائب الرسم القرآني حذف الألف فكثيراً ما نجد كلمات تم حذف ألفها والاستعاضة عنها بألف صغيرة مكانها دون أن نعلم الأسباب، وبالإمكان وضع هذه الألف الصغيرة عند الكلمات التي تحتوي على ألف لا ترسم كما تم الاتفاق عليه في الإملاء العربي كما في قولنا (هذا) فإننا ننطق ألفاً بعد حرف الهاء ولا نكتبها، وكذلك (لكن) فمن الممكن أن نرسم ألفاً صغيرة بين اللام والكاف حيث ننطق الألف، ولكن أن يتم حذف الألف الأصلية في الكلمة، فهذا ما لا نعرف سبباً له وما لا يعتمد على قاعدة معينة، فنقرأ في القرآن:
    {{المنفقون}} = (المنافقون)
    {{كتب}} = (كتاب)
    {{الظلمون}} = (الظالمون)
    {{حللاً}} = (حلالاً)
    {{ميثق}} = (ميثاق)
    {{جهدوا}} = (جاهدوا)
    {{ءايت}} = (آيات)
    {{ظلمت}} = (ظلمات)

    ولنقرأ هذه الآيات بشيء من التركيز، علماً بأن الحرف (ـاـ) هو للدلالة على اتصال الحرفين مع وجود ألف صغيرة بينهما كما في الرسم القرآني، فأرجو ألا يختلط عليكم الأمر{{ولا تأكلوا أموـاـلكم بينكم بالبـاـطل وتدلو بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموـاـل الناس بالإثم وأنتم تعلمون () يسئلونك عن الأهلة قل هي موـاـقيت للناس والحج وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبواـبها واتقوا الله لعلكم تفلحون}} نلاحظ في هاتين الآيتين اختفاء الألف في الكلمات التالية:
    (أموالكم) رسمت {{أمولكم}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو واللام
    (بالباطل) رسمت {{بالبطل}} مع وضع ألف صغيرة بين الباء والطاء
    (أموال) رسمت {{أمول}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو واللام
    (مواقيت) رسمت {{موقيت}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو والقاف
    (أبوابها) رسمت {{أبوبها}} مع وضع ألف صغيرة بين الواو والباء

    ولكن في المقابل فإن كلمات مثل (الحكام) و (الناس) لم تحذف منها الألف وبقية على حالها، وهو ما يجعلنا لا نفهم القاعدة التي يحذف بناءً عليها الألف في وسط الكلمة. وإذا تجاوزنا عن الإشكالي الإملائي فيما سبق، فإننا نتكلم عن الإشكال الصياغي في هذه الآية على سبيل المثال، فالآية الثانية تتكلم عن الأهلة (منازل البدر) وتبدأ الآية بقوله {{يسألونك عن الأهلة}} فيأتي الجواب بـ(قل): {{هي مواقيت للناس والحج}} وإلى هنا فإن الإجابة قد تمت، ولكننا نلاحظ أن الإجابة تضمنت إخباراً عن شيء آخر لم يرد في السؤال وذلك بقوله {{وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى، وأتوا البيوت من أبوابها}} فما علاقة آداب الدخول إلى المنازل والبيوت بالسؤال عن الأهلة ومنازل القمر، لاسيما إذا لاحظنا جيداً لحرف الاستئناف (الواو) بعد الإجابة، فهو ما يجعلنا في إرباك حقيقي، ويُشعرنا بأن هنالك إشكالية في الصياغة.

    ولنأخذ مثالاً آخر على إربالك الصياغة، ففي سورة البقرة نقرأ {{ولتجدنهم أحرص الناس على حيوة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يُعمّر ألف سنة}} في هذه الآية إرباك من ناحيتين، فالأولى أن يقول {{أحرص الناس على الحياة}} وليس {{على حياة}} ولا أدري لماذا جاءت كلمة (حياة) بصيغة النكرة في هذا المقام، ثم تتابع الآية في إرباكها الصياغي فيقول {{ومن الذين أشركوا .... }} فماذا يُريد أن يقول محمد بهذه الآية؟

    الاحتمال الأول: إن اليهود أحرص الناس على الحياة أكثر من المشركين فيود أحدهم (أي أحد اليهود) أن يعمر ألف سنة
    الاحتمال الثاني: إن اليهود أحرص الناس على الحياة وهم بذلك يودون أن يُعمروا ألف سنة (وعبارة "ومن المشركين" زائدة)
    الاحتمال الثالث: إن اليهود أحرص الناس على الحياة، وإن من المشركين لمن يود أن يُعمّر ألف سنة؟

    أي هذي الاحتمال يُمكن أن تتضمنه صياغة هذه الآية، وكيف لنا أن نتثبت من ذلك بشكل قطعي؟
                  

01-22-2011, 11:09 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    ولنقرأ كذلك قوله: {{قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين}} هذه الآية بها شرط ولكن جواب الشرط غير وافٍ للشرط فلو قرآنا (من كان عدواً لجبريل) فإننا نتوقع أن تكون الجملة التالية جواباً للشرط السابق، وقد يبدأ جواب الشرط فعلاً بقوله {{فإنه}} ولكن جملة جواب الشرط {{نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى}} لا تقدم أي جواب لذلك الشرط، وكُنا نتوقع أن يكون جواب الشرط مثل: (فإن الله عدو له)، أو ((فإن جبريل ما هو إلا رسول من الله) أو ما شابه مثل هذه الصيغ التي تتم المعنى وتكمله، كما في الآية التالية {{من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين}} رغم أنه كان من المفترض أن يقول {{فإن الله عدو له}} ويكون الضمير المتصل (الهاء) هنا عائد على عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال. ولكن جواب الشرط احتمل (الكافرين) وليس كل الكافرين عدو بالضرورة للملائكة أو الرسل أو جبريل أو ميكال، بل وإن من الكافرين من لا يعرفون ميكال أصلاً. أما قوله {{فإنه نزله على قلبك بإذن الله}} قد تنفع أن تكون جواب شرط لجملة شرط مثل {{إن كنت يا محمد متشككاً في جبريل، فإنه نزله على قلبك مصدقاً لما بين يديه ...}} ومن أجل هذا نرى أن هنالك خللاً واضحاً في هذه الآية.

    ونقرأ في قوله {{ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون}} ووجه الإرباك في هذه الآية هو قوله {{خير}} فلو قرأناها {{ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله لو كانوا يعلمون}} ولكن وقوع كلمة (خير) تجعل جملة (مثوبة من عند الله) مرتبطة بها وكأننا نقول (مثوبة من عند الله خير) وهو ما يجعل الجملتين منفصلتين في المعنى. وحيث أن المعنى المراد في هذه الآية هو أن يقول: ولو أنهم آمنوا لكان خيراً لهم لو كانوا يعلمون، وهنا نجد أن عبارة (لمثوبة من عند الله) جملة زائدة لا محل لها، إلا إن كان المراد أن يقول: أن هذا الخير ما هو إلا مثوبة من عند الله، وعندها تكون صياغة الجملة خاطئة، وكان الأولى أن يقول: (ولو أنهم آمنوا واتقوا لكان خيراً لهم مثوبة من عند الله لو كانوا يعلمون)

    ونقرأ قوله {{وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً () وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}} هذه الآية تربط بين تعدد الزوجات وتأدية أموال اليتامى إليهم وهو ما عبّر عنه القرآن بقوله (تقسطوا في اليتامى) وهو أداء الحق من مال، وهو مما ذكر في الآية السابقة {{وآتوا اليتامى أموالهم}} فكيف يُمكن للزواج من مثنى وثلاث ورباع أن يحل مُشكلة أداء الحق المالي لليتامى؟ وحتى وإن أخذنا القسط في اليتامى على أنه العدل بينهم بقرينة {{فإن خفتم ألا تعدلوا}} رغم أن أكل المال ظلم، والظلم ضد العدل فالخوف من عدم العدل هو في الواقع خوف من الوقوع في الظلم (أي أكل أموال اليتامى)، فكيف للتعدد في الزواج أن يحل هذه المشكلة؟ تقول الآية {{ذلك أدنى ألا تعولوا}} وهو مرتبط بعدم تحقق شرط العدل، فالذي يخاف عدم العدل والقسط فيتوجب عليه أن يتزوّج واحدة أو أن يكتفي بملك اليمين حتى لا يثقل كاهله بالإعالة؛ وأيضاً لم أفهم الرابط بين هذين الأمرين، وهو أمر قد يتجاوز الأمر بالقسط إلى الأمر بالإنفاق من مال اليتيم على اليتيم حتى يبلغ الرشد ويطالب بماله، ولا أدري إن كان الزواج أو حتى عدم الزواج قد يؤثر في هذه المهمة بالفعل.
                  

01-22-2011, 11:12 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    أمثلة أخطاء الصياغة في القرآن كثيرة، ومنها تبدّل ضمير الخطاب في الآية الواحدة، وكذلك اختفاء جواب الشرط أو عدم استيفائه لشروط جملة الشرط، وكذلك الخروج عن المعنى العام بجملة لا علاقة لها بالموضوع، كما في قوله {{قل تعالوا أتل عليكم ما حرّم الله ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً}} فالأمر بالبر بالوالدين لم يكن أحد الأشياء التي حرّم الله علينا، فلماذا يأتي ذكر ذلك في هذا المقام؟ إن هنالك عدداً من التراكيب الجبرية التي تأتي مع بعضها حتى دون المراعاة للنسق العام للآية فدائماً يأتي الأمر بالبر للوالدين بعد النهي عن الشرك، وكذلك عبارة (كن فيكون) وفي بعض المواطن يجب أن تأتي (كن فكان) كما في قوله {{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}} ومثل هذه التراكيب الجبرية تأتي دون مراعاة للصياغة العامة للآية فتحدث الخلل والإرباك، إضافة إلى الأخطاء النحوية كما في قوله: {{فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين}}[آل عمران:39] وشاهدنا من هذه الآية هو قوله (أن الله يُبشرك) والصحيح أن يقول: (إن الله يُبشرك ....) ولعل كاتب القرآن لا يُفرق بين استخدامات (أنّ) و (إنّ) ولو أننا قرأنا قوله: {{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}}[آل عمران:45] ولاحظنا لقوله (إن الله يُبشرك) لوجدنا أنه استخدمها استخداماً صحيحاً، وعندها لا نملك إلا أن نقول إن الآية الأولى خاطئة. ولتوضيح ذلك فإن الفارق الصياغي بين الآيتين يكمن في أن الآية الأولى (نداء) يتضح ذلك من قوله {{فنادته الملائكة}} أما الآية الثانية (قول) أو نقل، ويتضح ذلك من قوله {{إذ قالت الملائكة}} وهذا ما قد يعتمد عليه البعض في التبرير للاستخدام الخاطئ لـ(أنّ)، وقد يستشهد البعض بقولنا: "فناديته أن يا فلان افعل كذا وكذا" والحقيقة أن المقام مختلف تماماً، فالقول المنقول في مثل هذا الكلام يبدأ تماماً من (يا فلان) ولكن في الآية السابقة يبدأ القول المنقول من (إن الله يُبشرك) وهو نقل لاقتباس من آخر وهو ما يستلزم استخدام (إنّ) لأنها تأتي بعد القول وأمثاله. ولهذا فإن الآية الثانية يُمكن فيها استبدال القول بالمناداة ويستقيم المعنى فنقول {{إذ نادت الملائكة أن يا مريم إن الله يُبشرك بغلام}} ونلاحظ هنا أنّ (أنّ) هنا تعمل عمل الربط بين الفعل (نادت) والنقل (إن الله يُبشرك).

    ومن الغرائب أن سورة (إبراهيم) وعدد آياتها (52) آبة لم يرد فيها ذكر لإبراهيم أو قصته، إلا إذا استثنينا الآيات (35 – 37 - 39) التي تناولت لمحات خافتة عن قصته، بينما بقية الآيات من (35 وحتى 41) يُمكن اعتبارها مجرد أدعية، وعلى هذا فإن (45) آية من أصل (52) آية من سورة إبراهيم لم يرد فيها أي ذكر لإبراهيم، وفيما يلي الآيات التي ورد فيها ذكر إبراهيم وقصته في السورة المخصصة له على النحو التالي:
    {{وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}}[35] الصحيح (وجنبني وبني)
    {{ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المُحرم، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من النساء تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}}[37]
    {{الحمد لله الذي وهبني على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء}}[39]

    وكذلك من الأخطاء الإملائية في القرآن استبدال الياء اللينة بالألف المقصورة في كُل المواضع تقريباً، فنقرأ:
    {{الله الذى خلقكم ثم رزقكم}}[الروم:40] الصحيح (الذي)
    {{فما أغنت عنهم آلهتهم التى يدعون من دون الله من شىء}}[هود:101] والصحيح (التي) و (شيء)
    {{بل الله يزكى من يشاء}}[النساء:49] والصحيح (يزكي)

    وجميع الياء اللينة تم استبدالها في الرسم القرآني بالألف المقصورة، وهو خطأ قد لا يقع فيه طالب في المرحلة المتوسطة عرف الفارق بين (ي) و (ى). ومن الأخطاء في القرآن: أخطاء التذكير والتأنيث، كما في الأمثلة الآتية:
    {{قد جاءكم بصائر من ربكم}}[الأنعام:104] والصحيح (وقد جاءتكم بصائر)
    {{هذا بصائر من ربكم}}[الأعراف:203] والصحيح (هذه بصائر)
    {{هذا بصائر للناس}}[الجاثية:20]
    {{وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه}}[النحل:66] والصحيح (مما في بطونها) علماً بأن الآية تكررت في موطن آخر وبصورة صحيحة كما في قوله {{وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها}}[المؤمنون:21]

    كل هذه الأخطاء وأخطاء أخرى كثيرة تجاوزتُ عن كثير منها حتى أتجنب الإطالة، ولكن يتم تمرير كل هذه الأخطاء بقداسة يُلبسها المسلمون على القرآن حتى دون أي تدبر للمعنى، أو محاولة للنقد والمطالبة بالتصحيح، فطالما كانوا مقتنعين بأن القرآن هو كلام الله، فالمنطق يقول إن الله لا يُمكن أن يُخطئ أبداً، حتى ولو كان الخطأ واضحاً وبيّناً فإنهم يلتفون على الحقيقة بتبريرات غير منطقية ولكنها كافية لهم لتقنعهم بصحة ما يعتقدون به.
                  

01-22-2011, 01:52 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    صديقي اللديز* /هشام آدم ..
    سلامات
    كالعاده تكتب بكثافة حتى لا أكاد أصبر على القراءة ..
    و لا أجد من الزمن ما يجعلني أوفيها حقها من النقاش ..
    فبرغم إختلافي الكامل معها لكنها على الأٌقل بذل فيها جهد واضح ..

    و في البداية عاوز أنبهك لنقطتين سريع كده ..
    Quote:
    فعلم الفلك هو اكتشاف لحركة الكواكب وتأثيراتها على المناخ مثلاً، ولكن بالتأكيد فإنه وحتى قبل اكتشاف علم الفلك، فإن الكواكب كانت لها حركتها وتأثيراتها المناخية فعلاً، ولكن كل ما فعله العلماء هو أنهم انتبهوا إلى هذه الحركات الظاهرية، وسجّلوها وخرجوا منها بأساسيات كوّنت ما يُعرف بعلم الفلك

    بالغت يا هشام !!
    مالك هابش العلوم بتاعتنا دي
    الكواكب ماعنده علاقة بالمناخ (بس نجم الشمس هو البيأثر) ..
    معقول بس تختزل لي علم الفلك الجميل بتأثيرات الكواكب بالمناخ !!

    Quote:
    كذلك من أعاجيب الصيغ اللغوية في القرآن قوله {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما}}[البقرة: 158] فصياغة الجملة ركيكة بل ومربكة للغاية، فعبارة (لا جناح عليه) يستعملها العرب في الغالب للتخفيف والتيسير، وفي المفهوم الديني فإن هذه العبارة تعني (لا إثم عليه) فإن نحن استبدلنا هذه العبارة بمعناها فإننا سوف نكتشف الإرباك في الآية

    دي برضو بالغت فيها ..
    فإنت عادة بترجع لكتب التفسير و أسباب النزول ..
    و لو عملت كده كنت حتفهم مناسبتها اللغوية لموضوعها ..
    بدل الإستناد عليها في كلام كتير مبني على سوء فهم ..
    فمن أسباب النزول للواحدي :
    Quote:
    وَقَالَ أنس بن مَالِك : كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة ؛ لأنهما كانا مِنْ مشاعر قريش في الجاهلية ، فتركناه في الإسلام . فأنزل الله تَعَالَى هَذِهِ الآية .
    (أخرجه عبد بن حميد (1226) ، والبخاري 2/195 (1648) و 6/28 (4496) ، ومسلم 4/70 (1278) (264) ، والترمذي (2966) ، وابن خزيمة (2768) ، والطبري في التفسير 2/46 ، والطحاوي في شرح المشكل (3939) و (3940) و (3941) والحاكم 2/270 ، وابن أبي داود في المصاحف (100) ، والبيهقي 5/97.)

    أفتكر كده الآية الكريمة بتبقى واضحة لا لبس فيها و لا ركاكة !!

    بالنسبة لموضوع الرسم القرآني و الإملاء و النحو و تاريخ ذلك كله ..
    ففي البوست ده حسين ملاسي امصع في ضيافة الاديب محسن خالد
    نقاش جميل بين محسن خالد و د.بشرى الفاضل حول النقاط دي ..
    فيه إجابات و آفاق نقاش للكثير مما طرحته أنت هنا ..

    و بالتأكيد كلامك محتاج نقاش مختلف و خاص ..
    بس حاليا خليني أنقل ليك جزء من كلام محسن خالد فيه :
    و علشان تكون في الصورة فالكلام كان حول أن محسن كتب هذه الكلمة (مقرؤوة) ..
    و إحتج د.بشرى بكونها خطأ و أن الصحيح هو (مقروءة) ..
    و تطرق النقاش للرسم الإملائي بالقرآن و علاقته باللغة ..
    Quote:
    مشهادي في هذه المسألة:

    التفاتي الأساسي لهذه الحكاية جاء من موبوءة هذه! كنتُ أتساءل كيف لهم أن يسقطوا صوت الهمز من على واو، يليه رفعٌ، الواو في الرسم به أليق، أي بالرفع؟
    فهذه هي مادَّة الكلمة
    Quote: وَبُؤَت تَوْبُؤُ وَباءةً، إذا كَثُرت أمراضها
    (العين)، الفراهيدي.



    وما الذي خلق في دماغي هذه الانتباهة للتصويت؟ هو القرآن ولا عداه. وأيضاً عرفتُ أنني لن أجد دليلاً على ذلك إلا في القرآن.
    وأعرف أنني إن لم أجده فغوغائية الكثرة وثقافة الصحافة هي الغالبة، هذا الكلام كلّه تم منذ زمن قديم، كما برهنت ببعض المقتبسات أعلاه.


    والإجابة في إطار القرآن، أخصُّ بها أولاً تنبيه الدكتور بشرى لنقطة جوهرية، أقول إنَّه يجهلها جهلاً تامَّاً، وهي أنَّ القرآن كتاب قديم محفوظ كتابة وصوت (معاً). أي أنَّه في هذه المسألة، مثله ومثل حجر رشيد في فك طلاسم الهيروغليفية.
    لأنَّ الدكتور كرّر كلامه كثيراً بخصوص القرآن، في هذا البوست وبوستات ثانية، في سودان فور أوول، ما أزعجني بالفعل وجداً، وكنتُ قد نبهته إليه مراراً وتكراراً، ولا أدري إن كان لا يريد أن ينتبه، أم أنَّ قدراته لا تسمح له بأن ينتبه ولو أراد!؟ لماذا؟ لأنّه قد عَوَّدني دائماً، في حواراتي معه، على أن يتحدث سمبلا وبأم الطلقيت كلّها، وسااكت، بجنس علومه التي يحصل عليها جزافاً هذه، ليحمِّل بعدها شح معارفه وجهله الكامل للقرآن، يحمل ذلك كلّه للقرآن، فتأمّل! وبشجاعة قوامها خفة عجيبة، بالضبط كما فعل سابقاً، بخصوص رسم (خطئاً)، فجاء الدكتور، وشبّعنا من بلا بلا بلا، واستشهدتُ في وجهه بآية (إن قتلهم كان خِطئاً كبيراً)، فعاد إلينا الدكتور، وتاااني فتح علينا طاقات بلا بلا بلا، ومهما صحتُ فيه، يا دكتور، عوووك، يا زوول، الشيء دا فيه لغتان، الفعل دا فعلان، واحد ثلاثي والآخر رباعي. ولااا هماهو! ليشنو؟ مُراغمةً لأستاذه وصديقه بولا، داير يكسر لينا رقبة استشهادات القرآن دي كش.
    أنا هنا لا أدافع عن حُجّية القرآن الحاسمة بوصفه نصاً مقدساً، ولا من منطلق ديني، وإنما دفعي عنه دفعٌ عقلاني، أستطيع الوقوف عليه معرفياً ومنطقياً، من كون القرآن كتابٌ رصين ومتقن وحريف، يجب أن نعفيه من شح معرفة بشرى هذا، هزالٌ جم، وضعفٌ عميم. وما أنا ضد نقد القرآن، ولكنني ضد الحديث عنه بلا دراية ودون حظ من علومه، والعلوم المحيطة بها. فالقرآن من أبلغ ما يوجد في لغة العرب على الإطلاق، وأمتن، وأنصع، ويجب أن نعفيه كذلك من شح معرفة أخينا هشام آدم، الذي قال ما معناه، القرآن ركيك. ركيك عدييل يا هشام!؟ يا النبي نوح.
    قد لا تعجبك منه آياتٌ مضمونياً، أو حتى بلاغياً، ولكن هل هو "ركيك"؟
    هذا، هذا (وترى الأرض هامدةً، فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزتْ وَرَبَت، وأنبتت من كل زوج بهيج)، في ذمتك يا هشام، في شاعر وألا كاتب وألا فيلسوف وألا شيطان ذاتو، قال أسمح وألا أحرف من دا؟ يضحك نهارك يا هشام.


    بأي حال، دعنا هنا، نبيّن أهمية القرآن، بخصوص الكتابة الحديثة فقط، هذه مسألة لها خصوصية أخرى وضخمة بالفعل. لكن شح القراءات والتأمل البسونو كتير! والفهم بالقلبة، من جنس فهم الدكتور هذا لكلامي عن القرآن، ولم يعد يصيبني بالحَيْرة كما الأول، فقد وقع بين يدي من البراهين ما أقنعني تماماً بأنّ هذا ديدنه، وتلك هي قدراته وحظوظه. وهؤلاء الناس نحن قرأنا لهم فيما مضى إبداعاً وأعجبنا، بل وأثّر فينا واستفدنا منه، ولكننا لم نرهم في ساحات سجال معرفي، ولا ميادين منطق وحوار مباشر ومفتوح، كما وفّر لنا هذا الإنترنت فرصة اختبار الأشياء والأفكار والناس والقدرات، والكوك يقلّع في المخاضة، كما جاء في الكوشرثيا.

    لقد انتبهتُ منذ وقت مُبَكّر، لرسم كلمة (يشاءون) في الكتابة المعاصرة والصحافة تحديداً، بينما هي تُكتب هكذا (يَشَآءُون) في القرآن، لدى (ورش)، (حفص)، (شعبة).. إلخ.
    ومع ذلك، في الكتابات المعاصرة تُكتب (يشاءون) بدون مد مع الإبقاء على الهمز. لاحظ لكون رسم القرآن الكلاسيكي يحتفظ بالمد + الهمز مع حركة رفع، ثم يلي ذلك واو (هدفي من الكلام دا شنو؟ إنو بعدين في طريقتي المقترحة، والأصوب تماماً كما أعتقد، لرسم هذه الكلمة وأمثالها من الكلمات، برسم الهمز على الواو، مع إتباعه بواو آخر على طريقة القرآن، فدا بدِّينا المطلوب كله وبالضبط من التصويت، وكذلك يخلصنا من حكاية الإلحاق لمفرد (يشاء، هذا فعل يخص المفرد)، وأراه شيئاً معيباً لدرجة أنه خرّب الذائقة فأصبحت تنطق "بعض" هذه الأفعال على نحو خاطئ تماماً).
    لأنّ قُرَّاء وحُفَّاظ القرآن يقرؤون هكذا (يشاؤون)، ارجع لأي واحد من القراء شئت، بحجم الأعلام مثل الحصري وعبد الباسط والمنشاوي، أو دونهم، أو كما سمعنا من شيوخنا في الخلاوي، وحفظنا بهذه الصورة. ذات النطق والتصويت الصواب والسليم للكلمة، التي تتحدث عن جمع لا مفرد. فالواجب إذاً أن تُكتب هكذا (يشاؤون)، فـ(يشاء) تدل على المفرد، مثلها مثل يقرأ، حين يضيفون لها تركيبة الجمع ويرسمونها هكذا (يقرأ-للمفرد+ـون، لترسم هكذا "يقرأون"، أو يشاء-للمفرد+ـون، لترسم هكذا "يشاءون") هذا خطأ، لدرجة أننا ننطقها الآن خطأ، بالإفراد ونتوهم صحة ذلك، ولولا نطق القرآن الصواب لما انتبهتُ لها ولا شككتُ فيها ولا طاردتها. والصواب هو أن يدل الفعل على الجمع مباشرة مثل تصويته في القرآن، دون إلحاقٍ أو تدرج من مفرد، بالضبط كما يقرأ هذه الأفعال قراء القرآن، (يشاؤون) (هَاؤُمُ اقرؤوا، لتأتي منها، يقرؤون، ليكون إسنادي لها على هذا النحو "مقرؤوة") أي كما حُفِظَت هذه الأصوات على نحوها السليم.

    يرد لدى معظم القواميس تقريباً، باتفاق في هذه المادة
    Quote: قَرَأَهُ يَقْـرَؤُهُ ويَقْـرُؤُهُ، الأَخيرة عن الزجاج، قَرْءاً وقِراءَةً وقُرآناً، الأُولى عن اللحياني، فهو
    مَقْرُوءٌ.
    (لسان العرب)، ابن منظور.



    ما هو هدفي من هذا النقل؟ داير "الصوتين" ديل، بتاع اللحياني وبتاع الزجاج، ثم رسم الهمزة على الواو مع الرفع، صوت المد –بعدها- المرفوع.
    أمَّا لدى قراءات القرآن بخصوص فعل الأمر من هذه المادَّة، فأيضاً فيه إجماع، أعني الصوت وكذلك الرسم، في ذات المادَّة المراد رسمها:
    هَاؤُمُ اقْرَءُواْ كتابيه (رواية حفص)
    هَاؤُمُ اقْرَءُواْ كتابيه (رواية الدوري)
    هَاؤُمُ اقْرَءُواْ كتابيه (رواية شعبة)
    هَاؤُمُ اقْرَءُواْ كتابيه (رواية هشام)
    هَاؤُمُ اقْرَءُواْ كتابيه (رواية ورش)... إلخ


    عند (ورش) تُرسم مثل جميع القراءات، مع ملاحظة أنّ (الواو، من جنس هذا الأزرق: اقْرَءُواْ) في كل رواية ورش له طريقة خاصة يقرأ بها، لا مجال لكتابته، ولا لمعرفته إلا سماعاً، وهذا لب وجوهر أهمية القرآن، أن كلامه محفوظ رسماً وصوتاً. فـ(واو) ورش، حتى في مدخل الآية ذاتها نجده مختلف في النطق، هنا (منُ َاوتيَ كتابه) قاربتُها مقاربةً، يصعب رسمها بالكمبيوتر! وهذا أيضاً من دواعي إعادة رسم القرآن، بطرق الكتابة العصرية، التي هي أحكم مما مضى وأسهل باتجاه التكنولوجيا.
    مسئول، وشئون، إلى الآن هناك من يكتبها بهذه الصورة الخاطئة، والصواب أن تكتب هكذا:
    مسؤول، وشؤون. احتكاماً إلى التصويت ذاته. في الحقيقة مسئول وشئون، بهذه الصورة لا يمكن نطقهما بالأساس، جَرّب وسيتلوّى بوزك إلى أن تقع على الأرض ولن تقدر. فواقع الماضي أننا نقرأُ من رؤوسنا (مسؤول، وشؤون) لا من واقع ما هو مكتوب أمامنا، فغَيّروا الرسم ليوافق النطق. ومن هم هؤلاء الأشخاص المختصون بالتغيير، إنهم من بني آدم مثلي ومثلك، معهم معارف وتأملات نبيهة، ولا أكثر. كما يريد أن يهول الدكتور للأمر ويقول مجمع اللغة بكذا ورهبانية اللغة بالدير الفلاني!
    ومن أين جئنا بهذه الطرق المستحدثة في الكتابة؟ من ذات هذا القرآن، وهو ما سيدلنا إلى طريقة الرسم الصحيحة. أي أنَّ الطرق الحديثة ذاتها في الرسم، لَمَا كان لها وجودٌ لولا وجود القرآن. فالقواميس هنا تخدم بقدر ما، في الاستدلال على أصول الكلام وجذوره وكيفية صنع الصياغات المختلفة منه، ولكن القواميس ذاتها، في حقيقة الأمر، لا تمتلكُ أصواتاً موثقة لهذه الجذور. أي لم يرافقها "سي دي" بتاع أوديو، لنقرأ ونسمع معاً. فلولا القرآن، لما أصبحت العربية من أحكم لغات الدنيا كلها في التصويت، والسبب في ذلك هو القرآن.
    ومعظم لُغويي العربية، هم من البحاثة في علوم القرآن، والعكس أيضاً صحيح. وهي واحدة من اللغات التي تكتب كما تقال، وليست من جنس الإنجليزية المتعبة والمزعجة حقاً. هذه Picture، وإيَّاك ثم إيَّاك أن تقرأها كما هي مكتوبة. وهذه (لانقياقي)، تصويتها مثل كاجي كاجي، كما قرأ أحد زملائنا بالمتوسطة كلمة Language. أنا الآن لا أستطيع أن أكتب كل ما أعرفه من كلمات بالإنجليزية، وأعتمد على الكمبيوتر في تصحيح الإسبيلنغ، حكاية مزعجة بالجد.
    القرآن، بارك الله فيه، رحمنا من هذا العذاب كلّه، لأنَّه حفظ لنا الأصوات، ففي ذلك الزمن القديم لم يكن هنالك الكتاب المسموع، عدا القرآن. ولا يوجد في الدنيا كلها كتابٌ مسموعٌ عمره سبعة عشر قرناً سوى القرآن. واللغة العربية، بارك الله فيها، رحمتنا من هذا العذاب كلّه، لأنّها تُكتب كما تُنْطق.

    الخلاصة:

    هَاؤُمُ اقْرَءُواْ كتابيه (رواية حفص)
    حديثاً يرسمونها هكذا (اقرأوا)، وهذا خطأ، لأنَّ الصوت المحفوظ عبر القرآن يستوجب رسمها هكذا (اقرؤوا) فالهمز ليس على ألف كأنَّما هو موجّه إلى مفرد، وإنَّما على واو.
    إذاً هي ليست (مقروءة) وإنما (مقرؤوة)، فهذا الشاهد يدلك على الموضع الصحيح للهمز، والواو بعده يحفظ صوت الرفع تماماً، كما هو في جميع شواهد القرآن التي أوردتها هنا.
    أمَّا طريقة هذا الرسم (مقروءة) الكلاسيكي، فهو عندي لا يجوز إطلاقاً إلا مع المادة الأخرى (مادة القرء) من الآية 228 سورة البقرة {والمُطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء}، الواو عليه مدٌّ يصعب رسمه بالكمبيوتر.
    والمُراد هو مادَّة {قَرَأَتِ المَرْأةُ قَرْءاً: إذا رَأَتْ دَماً، وأقْرَأَتْ: حاضَتْ، فهي مُقْرِئٌ، وقَعَدَتِ المَرْأةُ أيّامَ إقْرَائها. وتَقَرَّأَ فلانَةَ الدَّمُ: إذا حَرُمَتْ عليها الصَّلاةُ}، المحيط في اللغة.
    فماذا لو شئنا أن نصف هذه المرأة خلاف مُقْرِئٌ؟ ألا نقول إنها (مقروءة)!؟
    فهي امرأة واحدة نزل بها دمُ الحيض، القرء، فهي (مقروءة).
    وهي صحيفة واحدة قُرئت من قِبَل أشخاصٍ كثيرين، فهي (مقرؤوة).
    والسلام ختام

    اسمع الحصري أدناه، شيخ قراء الدنيا المعاصرة، على روحه السلام في الخالدين، وكذلك استزد من غيره، هل يقرأها (اقرأوا) بحيث يظهر الهمز على (ألف) كأنما في خطاب المفرد (اقرأ)؟
    أم (اقرَؤوا)!؟ بحيث يظهر صوت (راء مفتوحة) والهمز على واو!؟
    وراجع كذلك مع أي قارئ تشاء، من سورة (قـ)، أو غيرها، كيف تُقرأ (يشاءون) أم (يشاؤون)!؟
    أي زول عنده فكرة بتاعة لينغويستك أو إبداع معوّل فيها على اللغة العربية تحديداً، وما قرأ قرآن في جهلتو لما دشر، والله ندمان.

    المظلل بالأخضر من عندي للفت الإنتباه ..
    و ماعدا ذلك من أحمر و خلافه فهو كما ورد بمداخلة محسن خالد
    هنا Re: حسين ملاسي امصع في ضيافة الاديب محسن خالد


    كدي يا هشام ..
    شوف الكلام ده لحدي ما أرجع ليك في النقاط المهمة من كلامك ..
    و ياريت لو محسن خالد يكون فاضي شوية علشان يجي يناقشك في مسألة النحو دي
    فهو أقدر على ذلك ..
    بس سريع كده عاوز أعلق على الجزئية الكررتها دي ..
    Quote:
    وعلى هذا فإن حجج من يقولون بمرجعية القرآن في تقعيد اللغة تنحسر حتى تقترب من الكذب وعدم الدقة

    حجية القرآن على اللغة بتنبع من كونه أقدم نص موثق سماعي لللغة ..
    فالقواعد وضعت بعد زمن نزول القرآن بكثير ..
    و ليس هناك نص نحن واثقون من نطقه كما كان فعلا سوى القرآن ..
    و دي طبعا جزئية مستوحاه بس من كلام محسن ..
    و إلا فلدي الكثير من النقاط الخاصة بي في النقاش حول هذه الجزئية ..
    و أرجو إني أتمكن من كتابتها قريبا بشكل جيد


    مودتي
    ___________________
    * حقوق النحت محفوظة لهشام آدم
                  

01-22-2011, 08:24 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمد قرشي عباس)

    هشام ..
    سلامات تاني ..

    Quote:
    ويجدر بنا أن نفهم أن اللغة العربية قبل الإسلام وقبل كتابة القرآن كانت لغة لها قواعدها الرصينة وأن فصاحة العرب ارتبطت أصلاً بمقدار الاتساق مع هذه القواعد التي لم تكن منصوصة، ولكنها كانت قواعد مفعلة، وما فعله علماء النحو لم يكن اختراعاً لقواعد اللغة بل اكتشافاً لها، وبين الاثنين فارق نوعي كبير وعميق. والحقيقة أننا في الغالب الأعم نكتشف العلوم ولا نخترعها


    طبعا كلامك ده مشكل بشدة على مستويين :
    الأول هو إنك إختصرت جدل طويل عريض في فلسفة العلوم حول طبيعة القوانين العلمية و علاقتها بالوعي البشري و كأن المسألة محسومة مسبقا !!
    ياخي ستيفن هوكنز في كتابه الأخير إتبنى تماما نظره سماها Model-Dependant Reality و من أهم مضامينها إننا بنخلق أو بنختار نوع الحقيقة بتاعتنا حسب النموذج البنتبناهو في التفسير و إنه مافي فضل لنموذج على آخر مادام الإتنين بيفسروا المشاهدات !! .. و الكلام في الجزئية دي بيطلع من موضوع البوست فحأتجاوزها و نمسك في التانية الأهم ..
    الثاني هو إنو مافي علاقة بين طريقة صياغة قوانين العلم الطبيعي و قواعد اللغات !! ..
    فقواعد اللغة تتم بإستقراء ناقص ثم يتم إختراع مبررات لها !! .. بينما العلوم تتبع المنهج العلمي الصارم !!
    و معليش حأقتبس من بوست محسن و بشرى كلام لي هناك بيشرح وجهة نظري دي .. و كون أن (الأخطاء) هي جزء لا يتجزأ من صيرورة اللغه (و ده فهم خاص بي أنا براي) ..
    Quote:
    كررت ليك كتير مسألة المعيار في علوم اللغة دي و مقارنتها بالعلوم الطبيعية المضبوطة ..
    و ده ما من فراغ .. لأني بعتقد جازما أنو تسميتها بالعلوم دي هي من باب التجاوز ليس إلا ..
    فهي مثل علم النفس و الإجتماع و السياسة مجرد تنظيرات بشرية لا يحكمها ضابط موضوعي ..
    مبررها في وظيفتها لا في حقيقتها ..
    بمعنى ..
    مثلا : الإملاء وظيفته جسر بين الكتابة و النطق ..
    و لو الناس إتفقت على رسم معين ليوافق صوت معين لكفى !!
    القواعد البتناقشوا فيها دي وضعها بشر بإستقراء ناقص لللغة و غير علمي بتاتا !!

    قول لي ليه :
    لأن اللغة كظاهرة تجد أصلها العلمي في كونها نتاج عن الجهاز العصبي ..
    و ده جهاز حوسبي إحتمالي في جوهره ..
    و ما بيشتغل وفق القواعد الجامدة ( الخوارزميات) ..
    و في إضاءة للحته دي بذكر تجربة أجريت لشبكة عصبية إصطناعية علموها تربط بين صيغة الـ Past و الـ Past Participle لأمثلة كثيرة ..
    و طبعا بتحصل فيها ظاهرة التعلم زيها زي الشبكة العصبية الحية (الدماغ) ..
    و وجدوا أنها بتقوم بنفس الأخطاء و بتمر بنفس منحنى التعلم البعمله طفل صغير ..
    و الخلاصة كانت أن تعلم اللغة لا يتم عبر إستبطان قواعدها ..
    بل إن هذه القواعد زاتها ما هي إلا تمثيل ناقص لسيرورة اللغة نفسها كما تنتج من الجهاز العصبي ..
    ...
    طبيعة اللغة الحية دي هي السبب في قوتها و تطورها و تحولها عبر الزمن للغات مختلفة أخرى ..
    و محاولات حبسها في قواعد مستنبطة من إستقراء لحظة معينة من الإستعمال اللغوي جهد ضائع ..
    ..
    لو قلتوا لي أفتينا في صحة الرسم الإملائي للكلمة المختلفين فيها دي ..
    كنت حأقول ليكم نعمل تجربة نقيس فيها الطاقة البيستهلكها الجهاز العصبي في قراءة و نطق الكلمة ..
    (هناك مركز للقراءة و آخر للنطق .. يرتبطان معا بحزمة ألياف عصبية) .
    و البتدينا طاقة أقل بتكون أصح عندي ..
    لأن مبدأ الطاقة الأقل Least Energy Course هو المبدأ الأسمى في الفيزياء و الكيمياء و الأحياء ..
    و القوانين المضبوطة مفسرة على هداه في المقام الأول ..
    لذا يصح إعتباره فيصلا موضوعيا للخلافات البيزنطية ..
    ..
    و لولا محسن لكنت على عقيدة آينشتين الذي صرح حين إنتقدوه لصعوبة كتابته :
    "تهمني الحقيقة و أترك التذويق للإسكافيين" ( في رأي آينشتين ده بيشملكم إنت و محسن )
    و لولا حرصي على حفظ معهود العرب زمن القرآن للفهم الصحيح له ..
    لما تكلمت سوى باللغات الحية . زي الدارجية دي !!

    بالنسبة للفينومات فهناك 70 فينوم مختلف بكل لغات العالم ..
    و دراستها مربوطة بشكل كبير بعلوم الأعصاب خاصة الفرع الجديد Cognitive Neuroscience
    اللي بدأ فعلا في تفسير الكثير من غوامض نطق اللغات و أسرار تركيب الكلمات من وجهة نظر عصبية ..
    تماما كالطريقة التي إقترحتها عاليه ..

    فتكم بعافية

    من هنا Re: حسين ملاسي امصع في ضيافة الاديب محسن خالد

    Quote:

    عن لي أن أتوسع قليلا حول معارضتي للقواعد اللغوية الجامدة .. إستنادا على الطبيعة البيولوجية لللغة ..

    و إسمح لي أولا بعقد مقارنة بسيطة من تاريخ الفيزياء ..

    فبفيزياء نيوتن كان لكل جسم مسار محدد و موضوعي ..
    يمكن حسابه حتى أدق التفاصيل و التنبؤ به مسبقا ..
    و تسود الحتمية في ميكانيكا حركة الأجسام ..

    أما بالفيزياء الحديثة ( ميكانيكا الكم) ..
    فتسود العلاقات الإحتمالية ..
    و لا يمكن التنبؤ الدقيق بموقع و سرعة الجسيم معا إطلاقا ..
    و كل ما هناك هو تنبؤ بالمواقع المحتملة حسب درجات الإحتمال المختلفة ..

    و ما علاقة ما سبق باللغة و قواعدها و إملائها ؟؟
    حسنا ..
    أزعم أن المرحلة الحالية في دراسة اللغة تشبه تلك المرحلة الغابرة بالفيزياء ..
    حيث يسود وهم أن لللغة حتمية ما ..
    تبيح وضع قواعد صارمة للصحيح و الخطأ ..
    و ذلك بسبب عدم التعمق في إصولها البيولوجية/الفيزيائية بعد ..

    و ما خلصت إليه تأملاتي هو الآتي :
    أن طبيعة ما نسميه خطأ في اللغة ..
    هو بالحقيقة أحد أهم مميزاتها المقصودة بيولوجيا ( الناتجة عن طبيعتها البيولوجية) ..
    فمن المعروف أن الشبكات العصبية ( و هي الأساس النظري لعمل الدماغ) ..
    إحتمالية الطابع و تمتاز بعشوائية شديدة في عملها !!
    و أزعم أن هذا هو السبب الرئيسي في تطور اللغات من لغات سابقة عليها ( اللاتينية/الإنجليزية) ..
    فلو كانت اللغة ناجمة عن إستبطان لمجموعة قواعد صارمة لما تغيرت عبر الزمان بما يكفي لنشوء لغة جديدة ..
    و لا يخفى دور هذا التطور اللغوي في التكيف و البقاء للمجموعات البشرية المختلفة ..

    و تضامين هذه النظرة ..
    حين نجمعها لفكرة أن طبيعة عمل الشبكات العصبية لا تعتمد على الخوارزميات ..
    ( أي لا تعتمد على قواعد واضحة أو برنامج محدد لإنجاز عملها في إنتاج اللغة) ..
    تؤدي للقول بأن التمايزات التي توصم بالخطأ ..
    بسبب من صناعة منهج قواعد ما بتاريخ اللغة ( حين يتحضر شعبها) ..
    ما هي إلا لحظات مهمة من المجال الإحصائي الطبيعي لللغة الصحيح تماما رغم تناقضه الظاهري ..
    فالتطور الثقافي للمجموعة البشرية يستصفي من هذه "الأخطاء" بالممارسة اليومية ماهو مناسب له ..
    ليصبح بعد حين هو المعيار الحاكم .. لحين الإطاحة به من جديد .. في مسلسل التكيف المستمر ..
    و هكذا حتى نصل للغة جديدة تماما ..



    و لو كنت من أنصار نظرية اللغة الأم التي تفرعت عنها كل اللغات (مثلي) ..
    لأدركت كم هي قوية هذه الآلية الإحتمالية !!
    فبها نتجت لغات تبدو لأول وهلة صاعقة الإختلاف قواعديا و إملائيا ..
    و بهذا قد أفسر نتيجة معارض شومسكي بما يحفظ لهما معا صحة وجهتي نظرهما جزئيا ..

    فمن المعروف بالتطور البيولوجي أنه أحيانا تنتج كائنات تفتقد لخصائص أرقى يملكها أسلافها ..
    و ذلك لعدم الحوجة لها بالبيئة الجديدة ..
    مثل العيون لأسماك البحر العميق ( حيث الظلام هو السائد) ..
    أو ظهور زعانف للثديات البحرية (الحيتان و الدلافين)
    و هكذا يمكن للغة البيرانا أن تفقد خاصية مثل الـ Discrete Infinty ..
    دون أن يقدح ذلك في نظرية شومسكي ..
    و يفسر ذلك بسيرورة تطور نجم عن طبيعة اللغة العصبية البيولوجية ..
    نحو التقهقر هذه المرة .. تكيفا مع بيئة ثقافية فقيرة هونا ما ..


    و سعيد حقا بالحوار معك ..
    إذ تعيدني لمجالات معرفية توقفت عن تعاطيها منذ أمد بعيد ..
    ( براك شايف كلامي معسم و ملان فجوات كيف مقارنة بإنتاجي العلمي )

    و لك من الود أجزله ..

    من هنا Re: حسين ملاسي امصع في ضيافة الاديب محسن خالد

    و لسه برجع ليك في موضوع السبع أحرف و القراءات و مسألة الأعراب و لغة قريش المعيارية !!
    كلامك فيهم به ثغرات كثيرة !!

    مودتي
    ________________________________
    ترمه:
    طبعا إنت حتنضم لمحسن و بشرى في وصف آينشتين ..
    يا بتاع القونقليز
                  

01-26-2011, 04:43 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمد قرشي عباس)

    لى الأعلى لحين العودة بـ(مزاج)
                  

01-26-2011, 09:24 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    سلام

    أظن أن قواعد اللغة العربية تم وضعها بناءاً على نطق (الأعراب الأقحاح) لهذه اللغة، المعيار لم يكن القرآن بل كان هو الإعرابي الملتفح بشملته (من المراجع الجابري في بنية العقل العربي إن لم تخني الذاكرة).
                  

01-27-2011, 10:59 AM

عثمان دغيس

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 1696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: الصادق اسماعيل)

    هشام آدم ....!
    تااااااااااااني جيت المولد وبدون عكاز ؟؟!
    هو إنت لسه حي ترزق ؟؟!
    حتجي تقول لي أنا حي وأرزق نفسي براي مش ...!
    عشان انت زول مثقف وملحد وما زينا نحن المواهيم بأننا مخلوقات لله وكده..
    اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء ( الجهلاء ) منا
    تعرف حاجة مريحة خلاص إنو الواحد وصل من زمااااان لقناعة إنك قربة مقددة زي شاشة الرتينة ...!
    مش قد واحد
    ويا ليت قومي يعلمون هذه الحقيقة ويخلوك تنبح براك ...!


    قال ركيك قال
                  

01-27-2011, 06:14 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: عثمان دغيس)

    صديقي اللديز: محمد قرشي عباس
    تحياتي

    في البداية أود أن أعتذر لك عن تأخري في الرد، وما ذلك إلا لأنني أجد صعوبة بالغة في التواصل عبر الإنترنت في الآونة الأخيرة، ولذلك سبب ربما ستعرفه لاحقاً. الأمر الذي أعتبره ظاهرة غريبة هو أن غالبية ردودك على مقالاتي (=بوستاتي) لا تأتي للرد أو التعقيب على هيكل المقال وموضوعه بصورة عامة، بل على بضع نقاط جزئية فيه، وهي التي تصبح –لاحقاً- جوهر الحوار بيننا، دون أن أعلم ما إذا كنتَ تتفق -كُلياً او جزئياً- مع بقية النقاط الأخرى التي لا تتطرق إليها. تبدأ مداخلاتك –في الغالب- بجُمل احترازية، على شاكلة ما يحمل معنى الانتقائية غير المحمودة، والتي تضرب بجذور العنصر الموضوعي في حوارك حول مُجمل الموضوع بصفة عامة.

    ونظراً لأني أثق في مدى إلمامك التام بجانب كبير من العلوم والمعارف، إضافة إلى اطمئناني -شبه الكامل- إلى حُسن نواياك كمُحاور جيّد ومُفيد، فإنني أرغب فعلاً في ألا أفوّت أيّة فرصة للحوار معك؛ لاسيما وأنني أرغب في طرح آرائي بعيداً عن المُسلّمات التي قد تنطلق منها، حتى ولو بدت لك وكأنها مُسلّمات علمية أو معرفية.

    أنا أعتز كثيراً بفكر مُحسن خالد والكثير من آرائه حول بعض المباحث، وهذا لا يعني –بالضرورة- موافقتي الكاملة لكل ما يأتي به أو يراه، وقد نختلف -أنا وهو- في رؤيتنا وتقبلنا لبعض الأفكار والآراء، وللأسف فإنني لم أطلع من قبل على البوست –الذي أوردتَ رابطه مشكوراً- وكان ليُفيد فعلاً في صنع بعض الإضاءات حول موضوع الرسم القرآني، ولكن ما أوردتَه في هذا المقام من كلامه –حسب رأيي- لا يدخل ضمن دائرة بحثي، فالاختلاف حول رسم الهمزات –رغم كونه من صميم اختصاص الإملاء القواعدي- إلا أنه يدخل كذلك ضمن دائرة الخلافات بين مدرستي البصرة والكوفة النحويتين، والتي لا تمت للرسم القرآني بصلة، فمازالت بعض الاتجاهات ترى إمكانية رسم الهمزة في كلمة (اقرأوا) على الألف أو على السطر (اقرءوا) أو على الواو (اقرؤوا) حسب اعتبارنا لها متطرفة أم متوسطة، وكذلك الكلمات المشابهة لها كما في قولنا (بدءوا – بدأوا - بدؤوا) وكلمات مثل: (شئون - شؤن) و (مسئول - مسؤول) والعديد من النماذج الأخرى، ورغم اختلاف طريقة رسم الهمزات في النماذج السابقة؛ إلا أن كثيراً من النحاة يُصحح الطريقتين معاً، وذلك لأسباب كثيرة، ربما تدخلنا في جانب لغوي بعيد كل البعد عمّا رنوت إليه بمقالي (الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء) وهو ما يجعلهم يتحدثون على مستوى الصحيح والأصح، في الوقت الذي أتكلم فيه أنا عن الصحيح والخاطئ، فكلا المدرستين تتفقان على رسم التاء المفتوحة والتاء المربوطة، فكلمة (جنة) لا يُمكن أن ترسم بتاء مفتوحة، وكلمة (نعمة) كذلك، وكذلك في قولنا (باسم) و (بسم) التي يُعتقد أنها من تأثير الثقافة السيريانية القديمة، فليس هنالك أي مُبرر قواعدي لحذف الألف في (بسم) وكذلك (رحمن) علماً بأن الأخيرة تم الاتفاق عليها قواعدياً ما يُعطيها حصانة من النقد، كمافي كلمات مثل (لكن – هذا – هؤلاء .... إلخ)

    كذلك فإنني تطرقتُ في هذا المبحث عن أخطاء لا يشك أحد في أنها أخطاء إملائية لو تم استخدامها خارج الإطار القرآني، وهنا يأتي السؤال الذي يطرحه المقال (لماذا كان التفريق بين الرسم القرآني والرسم الإملائي)؟ ولماذا لم يتم تعديل هذه الأخطاء الإملائية (أو ما يُعتقد أنها كذلك) كما تم التدخل بإضافة التنقيط والتشكيل إلى الرسم القرآني؟ لا أعتقد أن مُحسن خالد أو حتى الدكتور بشرى الفاضل قد يختلفان حول رسم التاء المربوطة والمفتوحة في كلمات مثل (نعمة) و (كلمة) لتكتب (نعمت) و (كلمت)، أو حول رسم الياء المقصورة والألف اللينة في كلمات مثل: (دعوني) و (مشركي) لتكتب (دعونى) و (مشركى).

    وفي آية مثل: {{وقال ربكم أدعوني أستجب لكم}}، وهو مما يدخل في إطار (القراءة الظنيّة) والتي أقوم بإعداد مبحث خاص عنها هذه الأيام، فكيف بالإمكان قراءة هذه الآية؟ هل نقرأها على النحو التالي (لاحظ علامات التنصيص):
    وقال ربكم: "أدعوني" أستجب لكم

    أم نقرأها على النحو التالي:
    وقال ربكم: "أدعوني أستجب لكم"

    هل قوله {{أستجب لكم}} داخل ضمن قوله، أم ضمن فعله؟ بمعنى، هل عبارة {{أستجب لكم}} هي فعل شرطي لازم لـ{{أدعوني}} أم أنه داخل ضمن الكلام نفسه {{أدعوني أستجب لكم}} فتكون الجملة كلها من قوله، ولا يُمكن قراءتها على أنها فعل وردة فعل، أو شرط وجواب شرط. وهل أصاب عندما قال {{أستجب}} أم كان من المفترض أن يقول: {{أستجيب}} فأنا أراها هكذا أصح، وما هي القاعدة النحوية التي يُمكن الاعتماد عليها في مجيء هذه الكلمة بهذا الشكل؟

    أما عن آية {{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما}} فقبل أن أفرد رأيي الشخصي في الأمر، فإنني أحب أن أُعبّر عن دهشتي لمنهجك الانتقائي (لستَ أنتَ بصورة شخصية) في التبرير لبعض ما يبدو بأنه خطأ إملائي أو لغوي أو صياغي في القرآن. ففي الوقت الذي يتجه فيه الكثيرون إلى إسقاط إنجازات المُفسرين القدامى أمثال الطبري وابن كثير وغيرهما من قائمة التفاسير القابلة للأخذ بعين الاعتبار على أساس أنهم لم يوفقوا للوصول إلى جوهر النص القرآني إلا عبر حصيلة ضحلة من المعارف والعلوم، إلا أننا نجد اتجاهاً آخراً شديد الوثوقية بمُنجازات هؤلاء حين لا يكون هنالك بُد من الأخذ بتأويلاتهم. وهذا المنهج -في اعتقادي- هو منهج ميكافيللي يُعلي من شأن المصلحة الشخصية، لدعم وجهات النظر الخاصة، وما يتعلق بها من ذاتية لا تمت للنقد الموضوعي بأي صلة. فمتى يُمكننا الاعتماد على تفاسيرهم، ومتى لا يُمكننا ذلك؟ وهل يُمكن بالفعل اللجوء إليهم في أمور وتجنبهم في أمور أخرى؟

    وعلى العموم، وحتى إذا لجأنا إلى علم (أسباب النزول) –والذي في جانب كبير منه يدعم توجهنا في بشرية القرآن- فإنه لا يُمكننا الوصول إلى النتيجة التي توصلتَ إليها، فحتى لو كانت العرب تستخدم الأصنام في السعي بين الصفا والمروة (وهو معلوم تاريخياً، ولا يحتاج إلى دعم من المُفسرين) فإن الآية لم تشر إلى هذه الأصنام لا من بعيد ولا من قريب، بل أشارت إلى السعي بين الصفا والمروة، وليس بين الصنمين الموضوعين على الصفا والمروة. وتعلم صديقي اللديز أن الكعبة نفسها كانت محاطة بعدد كبير من الأصنام التي كانت قريش والعرب تطوف حولها قبل مجيء الإسلام، ولكننا لم نشهد أيّة آية تخاطب العرب المسلمين حول إمكانية الطواف بمكة دون الخشية من الوقوع في حرج الطواف بالأصنام، لأن هذا يا عزيزي من باب تحصيل الحاصل.

    وعلى صعيد السياق، فالأمر لا يتعلق بما يُحبه العرب، أو بما لا يحبونه، وإنما هو (وهذا هو المفروض) تكليف إلهي واجب التنفيذ حتى دون إبداء التذمر أو التساؤل، وهنالك آيات كثيرة تدل على ذلك. فعندما يقول {{إن الصفا والمروة من شعائر الله}} فهو –إضافة إلى أنه لم يذكر صنمي الصفا والمروة- فإنه ينفي هاجس الإشراك الذي قد يخاف منه العرب المسلمون، ويُحدد الأمر بأنه مختص بالله (من شعائر الله) وإن كنتُ أرى أنه بقوله (إن الصفا والمروة من شعائر الله) هو في حدّ ذاته طمأنة للعرب المسلمين من أن السعي بين الصفا والمروة ليس تقليداً جاهلياً أو شركياً. (مناسك الحج كلها مناسك جاهلية وشركية)

    ويُمكننا تمثيل ذلك على النحو التالي: "دولة دينية قامت على أنقاض دولة علمانية، وجاء مرسوم دستوري يُحدد ضرورة اختيار الحاكم عبر آلية الانتخابات البرلمانية. اعترض (أو تخوّف) بعض المواطنين بحجة أن البرلمانات هي آليات علمانية لا يجب التقيّد بها، أو العمل بها في نظام الحكم الديني. يخرج رئيس الجمهورية ويخاطب الناس: (إن الانتخابات البرلمانية هي وسيلة ديمقراطية لاختيار الحاكم العادل، وعليه فإن إن من أراد الاقتراع فلابد أن يُسجّل اسمه في دائرة الاقتراع)" هكذا يكون الأمر إلزامياً، أما إن قال: "من أراد الاقتراع فلا جناح عليه أن يُسجل اسمه في دائرة الاقتراع" فهذه الصيغة توحي بالتخيير لا بالإلزام. فإذا كان المعنى في الآية هو الإلزام وليس التخيير فإن الأسلوب لا يُعبّر عن ذلك بشكل صريح على الإطلاق، وعندها كان لابد أن يقول: {{فمن حج البيت أو اعتمر فلابد أن يطوّف بهما}} سواء أحب العرب المسلمون ذلك أم لم يحبوه، وسواء تخوّفوا من ذلك أم لا، لأن المقام هنا هو مقام تشريع نُسك. هذا إن نحن تساهلنا حول استخدامه كلمة (طواف) بدلاً من كلمة (سعي) وهو يتكلم عن الصفا والمروة.

    الأمر الأخير، حول علاقة الكواكب بالمناخ وهو ما كان جزئية يسيرة في مُجمل حديثي، ولكن لا أدري ما إذا كنتَ ترغب في احتكار العلم لكَ وحدك أم ماذا بقولك: "مالك هابش العلوم بتاعتنا دي" (وجه ضاحك هازل) وعموماً أحب أن أذكركَ أن الطقس جزء من مكونات المناخ واسعة التأثير، والكواكب لها تأثيرات مناخية وفيزيائية على الأرض وعلى الإنسان، ولقد تناول كل من الفيزيائي (E. K. Bigg) والعالمان ماكسيموف وجوفالوف والفرنسي تريليس ظاهرة تأثير الكواكب في المجموعة الشمسية على الأرض وخاصة فيما يتعلق بالتأثيرات الجيومغناطيسية التي تحدثها هذه الكواكب (أو بعضها) على الأرض لاسيما عندما تكون بعض هذه الكواكب على خط مستقيم بين الشمس والأرض، لاسيما في ظاهرة كوكب الزهرة الذي الذي يُشكل حاجزاً في وجه الرياح الشمسية وتأثيرات ذلك المباشرة على الأرض.

    وعلى أية حال، فسواء أكان ذلك صحيحاً أم غير خاطئاً، فإن ذلك لا يُمكن أن يطعن في صحة الفكرة الأساسية، لأن عدم صحة المثال لا تطعن في صحة الفكرة. فعندما نقول مثلاً: "علم الحساب من العلوم الدقيقة، فأي رقم عندما تتم قسمته على صفر، فإن النتيجة دائماً تكون صفراً" فإن المثال الخاطئ لا يُمكن أن يُعتمد عليه في الطعن بالفكرة الأساسية في أن الحساب من العلوم الدقيقة. فالفكرة الأساسية فيما تناولته، هو أن الكواكب كانت لها حركتها فعلاً حتى قبل اكتشاف الإنسان لما يُعرف بعلم الفلك، فالعلوم لا يُمكن اعتبارها من الاختراعات، ولكنها دائماً تصنف على أنها من الاكتشافات، والاكتشاف شيء والاختراع شيء آخر.
                  

02-05-2011, 11:04 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    الأخ الْعزيز / هشام آدم .
    تحيَّةً أنيقةً لك .
    كيف حالُك يا رجُل ، أرجو أن تكونَ ومَنْ مَعَك بخيرٍ وعافية .
    " واللهِ مُشتاقين وبلْحيل " ، أقولُ مازحًا :
    ماذا عن أسعارِ كيلو السّمك عندكم بالدّمّام ؟ ، ألَمْ يَصِرْ سِعْرُهُ رَخْصًا بعدُ ؟ ، وقد كنتُ قديمًا أودُّ – حينما زُرْتُ الدَّمام– أن نتناولَ معًا ( عدد 3 كيلو بُلطي " حي بَطُن مفتوح " ، كما يقولُ بائعوه منْ قَبيلِ إخوتِنا الْمِصريِّين هُنا بالرّياض ) شُوَاءً ، فما ألَذَّ ذلكَ يا صديقي ، لكنَّنا لم نلتقِ حين وجودي هناك ، فقد كنتُ – كما تعلم - على عَجَلَةٍ من أمري ، ولَكَم اشتقتُ إلى الأوميقا 3 ومكوّناتها ، والَّتي تُزيدُ مُعدَّلَ الذَّكاء ، كما أشارَ من قَبْلُ اختصاصيُّو الأغذية ، هههههه ( فقط أمزح يا أخي ) ، لكن هذا لا يعفيك يا أخي من أن تعزمني في المرّة القادمة على الْبُلْطي وأمثالِه، حينما أصلُ إليكم فالْجايات روابِح ، أو لَرُبَّما هي " أكتر من الرّايحات " كما تنتحي الدّارجةُ من الْقَولِ عندنا هذا الْقَبيلْ .

    وبعدُ ، وجدتُ خيطَكَ هذا ، الَّذي أشَرْتَ إليْهِ بالْبَحْث ، معَ أنِّي كنتُ أطْمَحُ أنْ أجدَ في آخِرِهِ ما اعتمدتَ عليهِ من مراجع التَّحقيقِ والتَّحَري ! ، حتَّى لا يصِفهُ بعضُ النَّاسِ بأنَّهُ رَجْعُ صَدًى لأقوالِ السّابقين.ولكن لا بأس.
    وقد رأيْتُكَ فيه داحِضًا للغةِ الْقرآنِ الْكريم ولِنَحْوِ آيِهْ ، فقلتُ في نفسي لعلّها سانحةٌ جيِّدةٌ أُلقي التّحيَّةَ فيها على صديقي الَّذي لمْ ألْتَقِ به منذُ فترةٍ طويلة - ( بالْمُناسبة : مُنذُ فترةٌ طويلةٌ – بالرّفع أيْضًا يجوز ، وقد أوْمأتُ لك بشرْحِها في في أحَدِ مواضيعِك ، لكنَّكَ غضَضْتَ الطَّرفَ عن إجابتي – لا عليْكَ ، أظُنُّها الْمشاغلُ يا صديقي ) - وأتجاذَبُ معهُ – كما يقولونَ - أطرافَ الْحديثِ ، خاصَّةً في الْجانبِ النّحويِّ الَّذي أشَرْتَ إليْهِ ناقدًا . راجيًا أنْ يَتَّسِعَ صدْرُكَ لما أوَدُّ قَوْلَهُ هُنا، وأنا أعلمُ أنَّه لَنْ يضيقَ حَرَجًا بأقوالي .
    فبسمِ اللهِ أبدأُ ، وعليهِ التُّكلان :
    أوّلا : وكما تعلم يا صديقي هشام ، أنَّ النّاقدَ لنَصٍّ أو لشيءٍ ما في نحوِهِ أوْ وصرفِهِ ولُغتِه ، ينبغي أن يكونَ على درايَةٍ تامَّةٍ ومَصقولةٍ بعلمِ النَّحوِ ومدارسِه وأشعارِ الْعربِ ولغاتِهِم ولَهَجاتِهم ، حتّى لا يَكونَ قَوْلُهُ عُرْضَةً ولُقْمَةً سَهْلَةَ الدّحْضِ من قِبَلِ النَّقَدَةِ والنُّقَّاد والْقُرَّاء أمثالي ، لذا اسمْحْ لي ببعْضِ الملاحظات الَّتي رأيْتُها في مَبْحَثِكَ ، ومِنْ ثَمَّ سأعودُ بعدَها ثانيةً مُوَضِّحًا رُؤيتي فيما جِئْتَ بهِ عَنْ نَحْوِ الآياتِ الْقُرْآنيَّة هُنا.
    وأظُنُّ أنَّ كِلَيْنا يعي ويعلم أنَّ أساطين الْعربِ الْقُدَامى ، والَّذين كانوا أطولَ منَّا باعًا في الْعربيَّةِ ، قد وَجَّهوا سِهَامَهمُ النَّاقدةَ للْقُرْآنِ الْكريم ، فقالوا فيه :
    إنّهُ من * الشِّعر ، وبعضُهم وصفه بأنَّهُ من * أساطيرِ الأوَّلين ، وآخرون قالوا إنَّهُ * أضغاثُ أحلام ، ثُمَّ آخرون قالوا إنَّهُ من * السِّحْر ..!!.
    وما إلى ذلك من أوْصَافِ مَنْ خالفوه مِنْ الْقُدَامى والْفطاحِلِ لُغَةً .
    ولكن لمْ أجدْ أحدًا منهم وصفهُ بالضَّعفِ النَّحوي أوِ باللُّغةِ الرَّكيكة ، وهمُ الْبُلَغاءُ الْفُصَحاء ، أليْسَ في هذا مدعاةٌ للتَّساؤل ؟ ، فهل كان يُعْجِزُهم قولُ ذلك ؟! ، أمْ أنَّهم لم يكونوا على درايةٍ تامَّةٍ بلغتِهِم ؟!.

    وفي بَدْءِ قَوْلي أرى من الأجْدَرِ واللَّائقِ أنْ ننْظُرَ معًا للثّغْرَاتِ النَّحويَّةِ والإملائيَّةِ الْماثلَةِ بما أوردتَّهُ من حديثٍ هُنا تنتقِدُ فيها نَحْوَ الْقُرآنِ الْكريمِ ولُغَتِهْ :


    * قُلْتَ :
    Quote: ( ولكن من الواضح أنها كانت شبيهة تقريب
    Quote: اً
    بالعربية المكتوبة اليوم (على الأقل في حقبة ما قبل الإسلام، وبالتحديد في حقبة إزدهار التجارة في مكة) مع اختفاء التنقيط بطبيعة الحالة، ) .


    قدْ حمَّلْتَ الألفَ ما لا يُطيقُهُ يا صديقي ..!
    فالْخطأُ لديكَ موجودٌ في كلمة ( تقريباً ) ، وفي كلِّ الْكلماتِ الَّتي تنتهي بتنوينِ النَّصْبِ عندك ، وتحديدًا في رسمِ التَّنوينِ على الألف ، والصّحيحُ نحَويًّا يا صديقي – كما أشارَ الْخليلُ بنُ أحمد - أن تضَعَ التَّنوينَ على الْحرفِ السّابقِ للألفِ مُباشرةً ، لأنَّ التَّنوينَ لا يَقْتَرِنُ بالألف وإنَّما يَلْحَقُ بالْحرفِ الَّذي يسبِقُ الألف ، ومن جِهَةٍ أُخْرَى أنَّ التَّنوينَ يُعبِّرُ عنْ نُونٍ ساكنةٍ ، أيْ : ( نْ ) ، والألف يُعبِّرُ عنْ حرفٍ ساكنٍ دائمًا ، أيْ : ( ـاْ ) ، ولا يَجوزُ نحويًّا أن يَجْتَمِعَ ساكنانْ ، وإنْ رأيْتَ كتابًا من الْكُتِبِ الْفِصَاح كُتِبَ فيه تنوينُ النَّصْبِ على الألفْ ، فاعْلَمْ يقينًا أنَّهُ من الْخَطأِ الشّائع ، الَّذي لا يتَّبِع أئمَّتُهُ مَذهبَ الْخليلِ بنِ أحمد في رَسْمِهِم لهذا التَّنوين ، وعن نفسي فإمامي في رسْمِ التَّنوينِ – تنوين الْفتح - على تلك الطّريقة هو الْخليلُ بن أحمد . فهلْ لكَ إمامٌ اتّبعتَهُ في رسمكَ لتنوينِ الْفتحِ أعلاه يا صديقي ؟.
    فالتَّنوينُ موضوعُهُ طويلٌ وجميلٌ ، وأرجو أن أجدَ لهُ منْ الْوقتِ مُتَّسعا .

    * قُلْتَ :
    Quote: (وبالتحديد في حقبة إزدهار التجارة في مكة) مع اختفاء التنقيط بطبيعة الحالة، لأن ذلك يستدعي الاعتراف بقوامة اللغة المكتوبة للمراسلات والمكاتبات التجارية والعقود والمفاوضات التي تدخل قريش طرفاً فيها، ونعلم جميعاً أن العرب استخدمت الكتابة في توثيق العقود والمواثيق فيما بينها، )


    الْخطأُ الْواردُ عندك في كلمةِ (إزدهار ) ، فالصّحيحُ أنْ تكتبَها بهمزةِ وصلٍ لا قَطْعٍ ، فـ ( ازْدِهَار ) مَصْدرٌ للخُماسي ، وكما تعلم يا أخي هشام أنَّ همزةَ مَصْدَرِ الْخُماسيِّ تكونُ وصلًا لا قَطْعًا كما فعلْتَ.

    * قُلْتَ ، والْقَوْلُ هُنا لَك :
    Quote: ( ولكن تاريخ الكتابة بالعربية هو ما لم يتم تناوله بالبحث والاستقصاء ).


    وتحديدًا في كلمة ( تاريخ ) ، وجدتُ أنَّكَ سَهَّلْتَ الْهَمزة ، واتّخَذْتَ نوعًا من التَّسهيلِ يُسمَّى بالإبدال ، وهو أنْ يَجْعَلَ الْكاتبُ في مكانِ ( الْهمزة ) ألفًا ، أو واوًا ، أو ياءً ، كما في : ( الْمُؤْسِـر ، التّأريخ ، جِئْت ) فبعدَ إبدالِ همزتِها تُصبحُ هكذا : ( الْموسر ، التّاريخ ، جيت ).

    * قُلْتَ :
    Quote: ( ونحن في السودان ننطق حرف الذال زاءًا، فنقول (لزيز) للمدلول الحرفي (لذيذ) لكننا جميعاً نتفق على اللغة الحرف رغم اختلافنا في اللغة اللسان. )


    الخطأُ عندَكَ في كلمةِ ( زاءًا ) ، فالْهمزةُ يا صديقي لا تَتَوسّطُ ألِفَيْن ، وكانَ يُمكنُكَ الاكتفاء بالْهمزةِ على السّطرِ مَصْحُوبةً بتنوينِ النَّصْبِ ، هكذا : ( زاءً ) ، دونَ الْحاجةِ إلى أن تُورِدَ ألِفًا بعدَها ، لأنَّه لا يُوضعُ الألف في آخرِ الْكلمةِ الْمُنوَّنة يتنوينِ الْفتحِ إنْ كانتْ قدْ خُتِمَتْ بهمزةٍ قبلَها ألف ، مثل ( سماء ، انتهاء ... إلخ ) .

    * قُلْتَ :
    Quote: ( إذ أننا نلجأ جميعاً إلى قواعد إملائية تحدد لنا طريقة كتابة الأصوات والكلمات ليس حسب نطقها فقط بل وحسب إملائها القواعدي الصحيح، ) .


    كما تعلم فإنَّهُ تُكْسَرُ همزةُ ( إنَّ ) إنْ أتتْ بعدَ ( إذْ ) ، فالشَّرْطُ هُنا مُحقُّ الأركانِ لكنَّكَ وقعتَ في خطأٍ ، كان يجبُ عليكَ تفاديَهُ وتجاوزَهُ ، لأنَّهُ من السُّهولةِ بمكانْ .

    * قُلْتَ :
    Quote: (والالف حرف ليّن يمكن إعادته إلى أصله، ولكنها تظل في القرآن على علّتها فترسم النبرة وتوضع ألف صغيرة عليها، )


    الْخطأ عندك في كلمةِ ( الالف ) ، فالهمزةُ التَّاليةُ لـ : ( أل ) التعريفيَّةِ ، هي همزةُ ( قطع ) وليستْ وصلًا كما أشَرْتَ .

    * قُلْتَ :
    Quote: ( ثم إلى أيّ مدىً يبلغ إثمنا إن نحن حاولنا التشبه بالرسم القرآني في كتابتنا الاعتيادية؛ لاسيما وأننا نكتب (بسم الله) بهذه الطريقة كما في الرسم القرآني ) .


    الْخطأُ عندك في كلمةِ ( مدىً ) ، فالتَّنوينُ لا يكونُ على الألفِ الْمَقصورة ، بل على الْحرفِ السَّابقِ لها ، هكذا : ( مدًى ) ، انْظُرْ – غيْرَ مأمورٍ – إلى قولي أعلاه حَوْلَ تنوينِ الْفتْح ، فقد أبَنْتُ لكَ فيه بعضَ ما رأيْتُهُ خافٍ عنك.

    * قُلْتَ :
    Quote: ( فلماذا هناك قاعدتين للإملاء بدلاً من قاعدة واحدة للرسم العربي؟ ) .


    الْخطأُ في قَوْلِكَ ( قاعدتين ) ، والصّحيحُ أنْ تقولَ : هنالك ( قاعدتان ) ، لأنَّ إعرابها التّفصيلي ، هكذا :
    هُنالك : تتكوّنُ من ( هُنا ) اسم إشارة مبني على السُّكون ، واللام : للبُعد ، والكاف : للخطاب .
    وهنالك : في محلِّ رفعٍ خبر مُقدَّم .
    قاعدتان : مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالألف ، وليسَ منصوبًا بالياء كما بدأ عندك .


    * قُلْتَ :
    Quote: (فقواعد اللغة –على هذا- سابقة على القرآن ولا يُمكن أن تكون مستمدة منها بالضرورة، ) .


    أظُنُّكَ تقصِدُ ( مُستمدةً منه ) ، وليسَ ( منها ) ، فكما تعلم أنَّ الضّميرَ هُنا يعودُ على ( القرآنِ الكريم ) ، وهو من جنسِ التَّذكير ، لا التّأنيث كما أشرتَ ولَحَنْتَ بقولِكَ ذاك.

    صديقي هشام آدم ، لكَ الْمودّة ، وأرجو صادقًا أن تتحرَّى الدِّقَّةَ فيما تكتُب ، كيْ لا تُثبِتَ للْقُرَّاءِ الْحُصَفاءِ ، ولو للَحْظَة : بأنَّ فاقدَ الشَّيءِ ، أبدًا لا يُعطيه ..!.
    هذا ما عَنَّ لي الآن ..
    وسأعودُ – بإذنِ اللهِ ، وأتمنّى أنْ أجدَ زمنًا – لأتحدَّثَ عن نحوِ الآياتِ الَّتي أوردتَّها أنتَ هُنا ، زاعمًا خطأَ نحوِها، وسأُبيِّنُ لكَ ما خُفيَ عنكَ من نَحْوِ الْعربيَّةِ فيها ، فالنَّحْوُ - كما تعلم - بابُهُ واسِعٌ وعظيم ، وعندَ غيْرِ عارفيهِ ليسَ بمُتْلَئْبٍّ ولا بمَأمومِ الْجِهَة .
    فلكَ ولي أقولُ : اللَّهُمَّ يَسِّرْ واغْفِرْ جَمّا .

    ثُمَّ لكَ وللْعابراتِ / يـنَ ، التَّحايا والاحترام والتَّقدير والسّلام .
    وكُنْ بخيرٍ أبدا .


    أخوك دائمًا / محمَّد زين .
    _____________________

    (عدل بواسطة محمَّد زين الشفيع أحمد on 02-05-2011, 11:16 AM)
    (عدل بواسطة محمَّد زين الشفيع أحمد on 02-05-2011, 11:56 AM)

                  

02-07-2011, 01:54 PM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    أُواصِـلُ ما ابتدَرْتُهُ من قَوْلْ :

    * قُلْتَ :
    Quote: (كما أن للدين تأثير حتى على مستوى وضع بعض التصورات الأخلاقية حول بعض الألفاظ المستخدمة لارتباطها بمفاهيم ضد الدين أو غير دينية من أساسه، ) .


    الخطأ الوارد عندك تجده في كلمة ( تأثير ) الَّتي رأيْتُكَ وضعتَها بالرّفع ، والصّحيحُ يا صديقي أنْ تكتبَها بالنّصب هكذا : ( تأثيرًا ) ، لأنَّ موقَعَها الإعرابيَّ في جُملتك اسمُ إنَّ ، وكما تعلم فاسمُ إنَّ يكونُ منصوبًا ، لا مرفوعًا كما بدأَ عندك.

    * قُلتَ ، والْقَولُ هنا لك :
    Quote: (لنضع عندها القرآن وقواعد اللغة (الاثنان) في ميزان لا يُمكن المساومة عليه، )


    الخطأُ عندَكَ في كلمةِ ( الاثنان ) ، والصَّحيحُ أنْ تقولَ ( الاثنينِ ) ، لأنَّ موقعها الإعرابي بجملتِكَ الواردة ( مفعولٌ بهِ منصوب ) ، وكما تعلم فإنَّ المُثنّى يُنْصَبُ بالياءِ بدلًا من الألفِ الَّذي هو للرّفع ، يُحْمَدُ لكَ أنَّكَ وضعتَها بينَ أقواس.


    * قُلْتَ :
    (
    Quote: فالأمر ليست متعلقاً بوعي مُحدد كما ألمح الأستاذ بن نبي في مقاله أو مبحثه، ) .


    * وقُلْتَ :
    Quote: (كبيرة في عصر من يُسمون بالخلافة الراشدين. )


    وتحديدًا في الْكلمتيْنِ الآتيتَيْن : ( ليست) ، و( بالخلافة ) أظُنُّكَ تقصِدُ ( ليس ) دون تاء تأنيث ، وفي الثّانية أظُنُّكَ تقصِدُ : ( الْخُلفاء ) فمثلُ هذه الْكتابات ينبغي فيها التَّروِّي وتَحَرِّي الدِّقّة ، حتّى لا تُحْسَبُ عليْكَ كناقدْ ، فالنَّاقدُ لعلامةٍ إعرابيَّةٍ واحدة من بابِ أوْلَى ألا يَخْلِطَ حرفًا بآخر.

    * قُلْتَ :
    Quote: (وحيث أن المعنى المراد في هذه الآية هو أن يقول: ولو أنهم آمنوا لكان خيراً لهم لو كانوا يعلمون، )


    وجدتُّكَ تفتحُ همزةَ " أنَّ " بعد حيثُ ، وكانَ الأجْدَرُ لكَ أنْ تكسرَها ، لأنَّها أتت بعد حيثُ ، فالصَّحيحُ أنْ تقولَ :( حيثُ إنَّ ) ، وليسَ ( أنَّ ) كما بانَ عندكَ وظهَرْ .


    * قلتَ :
    Quote: ( أو محاولة للنقد والمطالبة بالتصحيح، فطالما كانوا مقتنعين بأن القرآن هو كلام الله، فالمنطق يقول إن الله لا يُمكن أن يُخطئ أبداً، حتى ولو كان الخطأ واضحاً وبيّناً فإنهم يلتفون على الحقيقة بتبريرات غير منطقية ولكنها كافية لهم لتقنعهم بصحة ما يعتقدون به )


    استخدمتَ ( طالما ) بطريقةٍ خاطئة ، أيْ كأنَّكَ تستجدي بها شرطًا ، وفي هذا خطأٌ لا يَغْفِره النَّحويُّون ، أيْ كأنِّي أراك تقول : ( ينتفي الخطأ عن الْقرآن الكريم عند الْمُسلمين شريطة الاقتناع بأنّه كلام الله ) .
    فاستخدامُ طالما ليسَ فيه شرطٌ وليَس لهُ علاقةٌ بالشّرط ، فهيَ كما معروفٌ عنها تتكوَّنُ من الْفعلِ الْماضي الْمبني على الْفتح ( طَالَ ) ، و( ما ) الزّائدة والْكافَّة ، الَّتي تكُفُّ الْفعلَ الماضي عن طلبِ فاعله .
    لاحظ معي استخدامَها الصّحيح ، هكذا في الْمثال أدناه :
    ( طالما طلَبْتُكَ سمكًا ، وقَلَّما أجبتَني ) .
    بمعنى : قد طالَ وكثُرَ طلبي لك عن السّمك ، وقَلَّ أن تُجاوبني عليه بالإيجابِ أوِ الْموافقة .

    ( يعني بالْواضح كِدَة عايز أقول ليك أنتَ رجل بخيل ، كلما أقول ليك ، أعزمني سمك ، تطنِّش ، ههههههه ، فقط أمزحُ يا أخي ).


    لكَ التَّحيَّةُ أخي هشام ، وسأعودُ - بإذنِ اللهِ – مرَّةً أُخرى ، مُتحدِّثًا عنْ بعضِ الأُمورِ الَّتي أراها جديرةً بالتَّعليقِ والنِّقاش في بحْثِكَ كـ ( التَّأنيثِ والتَّذكيرِ في الآياتِ الْقرآنيَّة ) وأضْرَابِِ ذلك ، ومُفنِّدًا أيْضًا حُجَجَكَ حَوْلَ الْجَمْع ( مَفَـاتِح ) ، الَّذي أراكَ جَهِلْتَ أمرَهُ بعدمِ اطِّلاعِكَ عليه ، وأنكرتَ وجودَهُ في الْمعاجم اللُّغويَّة ، وستكونُ لي معكَ بعضُ الْوقفاتِ هُنا ، وهُناك ، حولَ ما أوردتَّهُ من حديثْ.

    واللهُ أعْلَى وأعلم وبالصَّوابِ أحكم ..

    وكُنْ أبدًا بخير .
    أخوك أبدًا / محمَّد زين ..
    _______________________

    (عدل بواسطة محمَّد زين الشفيع أحمد on 02-07-2011, 01:57 PM)

                  

02-07-2011, 05:24 PM

Adam Mousa
<aAdam Mousa
تاريخ التسجيل: 09-15-2007
مجموع المشاركات: 1668

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    اها يا هشام آدم خم وصر جوكـ (ارثوزكسى) اللغه بمفاهيمهم الحنبليه

    موضوع جميل ومبحث قيم ومتابعين معاكـ.. تحياتى لكـ وزواركـ الكرام..
                  

02-08-2011, 04:09 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Adam Mousa)

    صديقي العزيز: محمد زين الشفيع
    تحياتي العاطرة

    أفتقدكَ كثيراً يا عزيزي، ومن الجيّد رؤيتك في هذا المنبر مجدداً، لاسيما بعد غيبتك الطويلة، والتي ظننتُ أنها ستكون بمثابة قرار غير معلن –من ناحيتك- بعدم الكتابة في سودانيزأونلاين، ولكن يبدو أن داء الكتابة في هذا المنبر لا شفاء منه (وجه ضاحك). الحقيقة أنني لست في المنطقة الشرقية الآن؛ إذن لكنتُ قدمت لك دعوة عشاء فاخرة على شاطئ الخليج الفارسي، أو في إحدى مطاعم (فلفة) الشهيرة (أو بالأصح: المناسبة لميزانيتي) ولكن يبدو أن حظك عاثري يا صديقي. وحتى في فترة وجودي هناك، لم أستمتع بوجبة سمك من النوع الذي تشتهيه، فموقفي من المأكولات البحرية لم يتغيّر؛ بخلاف المودة الحديثة التي نشأت بيني وبين أكلة (الجمبري) مؤخراً، بعد أن صارعتُ لسنوات فكرة إمكانية أكل كائن ينظر إليك بعينين مفتوحتين. والحقيقة أنني لم أعد في السعودية على الإطلاق، وهذه قصة طويلة، ربما أقصها عليك في وقت لاحق. وقبل أن أعقب على مداخلتك، أقدم لك أعتذاري البالغ لتأخري في الرد عليك، ولكن لا أستطيع الاتصال بالإنترنت بصورة مستمرة هذه الأيام، ويبدو أنني لن أستطيع التواصل عبر الإنترنت بشكل جيّد ومستمر خلال الفترة القادمة، وذلك لبعض المشاغل الحياتية الطارئة؛ فلك مني كل الاعتذاري يا صديقي.

    بالتأكيد يُشرفني تواجدك في هذا البوست، والذي أردتُ له أن يكون منحصراً في (الإملاء القرآني) أو ما يُسمى بالرسم القرآني، ولا أخفيكَ –يا صديقي- دهشتي الشديدة بالتكنيك الذي استخدمته في التعقيب على هذا المقال (وجه هازل) وهو تكنيك جيّد وفاعل، فقط في حال كنتُ أدعي إطلاق المعرفة بالنحو والبلاغة، على نحو ما يدعيه القرآن. لأنك قد تعلم –يا عزيزي- أن الجُمل المحتوية على كُليات موجبة تفترض الكمال في نفسها، وهو –أي هذا الأسلوب- وإن كان يبدو قوياً وواثقاً من نفسه؛ إلا أنه يحتوي على مخاطر جمّة، أولها أن الوقوع في أقل خطأ ينسف مُجمل النسق. فإذا ادعيتُ أنني رجل صادق، فهذه كُلية موجبة، يُفترض بها أن تؤدي دوراً إيجابياً ليس في نفي الكذب عن نفسي، بل في إثبات الصدق لها. وهو ما يوحي بقدر كبير من الثقة بالنفس والاعتزاز، ولكن إذا استطاع أحدهم أن يثبت لي كذبة ولو صغيرة، فإن ذلك ينسف مُجمل الكُلية الايجابية، فينقلب السحر على الساحر، وتصبح معلومة (صدق هشام آدم) مشكوك فيها بالإطلاق.

    أنا لم أدع الإطلاق أيّ معرفة، ولا أنكر أنني أستفيد من كل شخص أحاوره، سواء أكان يوافقني الرأي، أو كُنا على طرفي نقيض. وربما كانت استفادتي من هذا النوع الأخير أكثر نفعاً وأعظم أثراً. ووجود أخطاء في مقالتي –يا صديقي- لا يُمكن أن يُؤخذ على أنه حجة يُمكن الاعتماد عليها في دفع ما أقول، أو في دحض الحجج التي يُقدمها المقال، لسبب بسيط، هو أنني –إضافة إلى عدم إدعائي الإطلاق- مقر بإنسانيتي القابلة للخطأ أو الإخفاق أو السهو أو الإهمال؛ فأخطاء مثل رسم همزة الوصل كما في كلمة (ازدهار) لا يُمكن اعتبارها من قبيل الأخطاء؛ بل هي في أفضل حالاتها تندرج تحت بند (الهفوات) التي يقع فيها معظمنا سهواً، بدليل عدم إخفاقي في رسم همزات الوصل والقطع في كثير من المواطن في هذا المقال.

    يبدو أنكَ اجتهدتَ كثيراً يا صديقي، وحرصتَ على حصر الأخطاء الموجودة في المقال، وهو أمر لم أكن أتوقعه منك (لا أعني الاجتهاد، فأنا أعلم أنك مجتهد) بل استخدام هذا التكنيك والاعتماد عليه كإثبات أولي في عدم أهليتي لمناقشة الأخطاء الإملائية في القرآن (ناقد الأخطاء الإملائية في القرآن لديه أخطاء إملائية في مقاله) وبهذا ينهار سقف الحجة وينهدم على رأس بانيه؛ أليس كذلك؟ ولكنك ربما لم تلحظ في بحثك الحريص هذا أن عدم تكرار الأخطاء ذاتها له دلالة كان يجب أن تضعها في الحُسبان. فماذا يعني لك أن أخطئ في رسم همزة الوصل في عدد من الكلمات ولا أخطئ في رسمها في كلمات أخرى؟ وماذا يعني لك أن أخطئ في تصريف فعل في موطن، ولا أخطئ فيه في موطن آخر؟ ألم يكن الأجدر بك –يا صديقي- أن تلحظ ذلك، قبل أن أُنبهكَ إليه؟ (هذا فقط من باب حُسن الظن) ولا أشك أنك تلاحظ حرصي على تكرار الخطأ الشائع فيما يخص التنوين، فتجدني ارسمه على الألف وليس على الحرف الذي قبله كما أوردت في ملاحظتك. أمّا هذا فهو عِند محض، الغرض منه إثبات تعمّدي لرسم التنوين على الألف (وجه ضاحك).

    اسمح لي –بهذه المناسبة- أن أسرد عليكَ طرفة حدثت معي عندما كنتُ طالباً في المرحلة المتوسطة (على ما أذكر)، ففي يوم ما تقدمتُ إلى أستاذ الرياضيات بصحيفة مدرسية، كانت عبارة عن معادلة رياضية اجتهدتُ في كتابتها بشكل مرتب ومنظم، ليتم عرضها في الفصل كنموذج مُبسط للمسائل الرياضية وكيفية حلّها. وعندما فتح الأستاذ الصحيفة أعجبته في بادئ الأمر، غير أنه أرشدني إلى وجود خطأ فيها وطلب مني معرفة الخطأ بنفسي. قمت بمراجعة المعادلة الرياضية فاكتشفت عددًا من الأخطاء فيها، ولكنه في الحقيقة لم يكن حتى انتهى لهذه الأخطاء، واكتشفتُ أن الخطأ الذي عناه هو خطأ في كتابة اسمه أسفل الصحيفةّ.

    أريد أن أقول –يا عزيزي- إن كثيراً من الأخطاء الكتابية والإملائية تأتي نتيجة للتسرّع أو اللامبالاة، وليست نتيجة لجهل بالضرورة، ويُدعّم ذلك عدم الوقوع في ذات الأخطاء في كل مرّة؛ وعموماً فإن ما أجريتَه من حصر (يبدو أنه كان دقيقاً) لأخطائي الإملائية دليل إضافي على صحة ما أقوله، فما قيمة بضعة أخطاء، لا تكاد تحصى، في مقال تتجاوز عدد صفحاته (11) صفحة؛ في الوقت الذي لا تكاد تخلو صفحة من القرآن من أخطاء إملائية (بحسب قواعد الإملاء المعروفة) بعدد أصابع الكفين مجتمعتين؟ وليس كخطأ استخدام كلمة (خلافة) في محل كلمة (خلفاء)!!

    عموماً، ومهما كان من الأمر، فهذا المقال يتناول الأخطاء الإملائية في القرآن، أو أخطاء الرسم فيه؛ فأرجو أن ينحصر نقاشنا حول هذه النقطة، وقد سبق أن تناولت موضوع الأخطاء النحوية في القرآن أكثر من مرّة في هذا المنبر، وبإمكاننا التناقش حول هذا الموضوع في بوست منفصل؛ منعاً للخلط والتشعب غير المحمود. وأتمنى أن توضح لنا مداخلتك التالية رأيك حول رسم كلمات مثل (نعمة) و (كلمة) و (رحمة) في القرآن بتاء مفتوحة وليست مربوطة، ومعنى ورود نفس هذه الكلمات برسم صحيح موافق لقواعد الإملاء في مواطن أخرى، وكذلك وحول عدم رسم نقطتي الياء المتطرفة في كلمات مثل: (الذي) و (تدعوني) و (إني) و (مشركي) وما شابهها لتكتب (الذى – تدعونى – إنى – مشركي) وإذا كان تطرف الياء سبباً في حذفهما فما سبب حذف نقطتي الياء في كلمة (شيء) لتكتب (شىء)، وكذلك حول إمكانية حذف الألف في كلمات مثل (كتاب) و (ميثاق) و (ظلمات) لتكتب (كتب) و (ميثق) و (ظلمت)، وكذلك حذف الألف في حرف النداء (يا) وإلحاقها بالمُنادى كما في قولنا (يا معشر الناس) لتكتب (يمعشر الناس) وكذلك (يليتنى) للدلالة على (يا ليتني)، وحذف الألف من ناء المتكلمين كما في قوله (خلقنكم) للدلالة على (خلقناكم) وفي جمع المؤنث السالم كما في (جنت) للدلالة على (جنات) الألف من كلمة (باسم) وأنت تعلم أن هذه الألف ما هي إلا همزة وصل (ب حرف جر + اسم)، وكذلك رأيك في مثل هذه الكلمات: (اسراءيل) و (يـءـوده) ورأيك كذلك في همزة الوسط (أي وسط الكلمة) في حال كان ما قبلها ساكناً، فهل يُمكن أن نكتب (يجـءـرون) و (يسـءـم) بهذه الطريقة؟ (فقط ذكرني إن كنتُ ناسياً أو صححني إن كنتُ مخطئاً: أليست الفتحة –حركة- أقوى من السكون؟) ولماذا –برأيك- قد تحذف ياء أصيلة في كلمة مثل (وادي) و (جواري) كما في قوله {{إنك بالوادِ المقدس طوى}} و {{الجوارِ الكُنس}} واستعاض عنها بالكسر؟ ولماذا –برأيك- يُحذف لام التعريف في كلمة مثل (الليل) كما في قوله (واليل إذا عسعس)؟ ولماذا حذفت نون التوكيد المخففة في قوله {{لنسفعا بالناصية}}[العلق:15] وتم الاستعاضة عنها بالألف؟ فأنت تعلم أن أصل الكلمة هي {{لنسعفن}} مع التخفيف، فهي ليست ألفاً بل نون توكيد. ولماذا حذفت الياء في كلمة (إيلافهم) في قوله {{لإيلـاـف قريش () إلـاـفهم رحلة الشتاء والصيف}}؟ وفي قوله {{سبح اسم ربك الأعلى}}[الأعلى:1] ألم يكن من الأصح أن يقول {{سبح باسم ربك الأعلى}} كما جاء في مواطن كثيرة كما في قوله {{اقرأ باسم ربك الذي خلق}}[العلق:1] {{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة:74] كما أرجو مراجعة اسم العلم (إبراهيم) في القرآن والتي وردت في مواطن كثيرة برسم مختلف فمرة {{إبرهم}} كما في الآية (124) من سورة (البقرة) ومرة {{إبرهيم}} كما في الآية (33) من سورة (آل عمران) فلماذا هذا الاختلاف في اسم العلم، وأيهما أصح؟ لا تقل لي إن كلها صحيحة؛ أزعل منك (وجه ضاحك) ولا تقل لي إنها كـ(إسحاق) فالقرآن كله يرسم الاسم بهذه الطريقة (إسحق) ولم يرسم ألفها ولو لمرة واحدة.

    وبعد ذلك كله؛ إن كانت هنالك قواعد مُثبتة للرسم القرآني بشكل خاص، فأرجو أن تفيدنا: من سنّ هذه القواعد، ولِم كان هذا التفريق بين الرسم القرآني والرسم الإملائي الذي نعتمد عليه (وتعتمد عليه في تصحيح أخطائي الإملائية في هذا المقال)؟ وبمعنى آخر: لماذا نرسم نقطتي الياء المتطرفة، إذا كان الأصح عدم رسمها؟ ولماذا نرسم الألف في جمع المؤنث والمذكر السالم –مثلاً- إذا كان الأصح ألا نرسمها؟ وكيف تفسّر لنا ورود بعض الكلمات موافقة للرسم القرآني تارة، وللرسم الإملائي تارة أخرى؟ كما في الأمثلة التالية:

    {{وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}}[الأنعام:115]
    رسمة بتاء مفتوحة

    {{يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}}[التوبة:74]
    رسمت بتاء مربوطة

    وكذلك في هذين المثالين:
    {{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}}[النمل:30]
    حذفت الألف من كلمة (باسم)

    {{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة: 74]
    أُثبتت الألف في كلمة (باسم)

    وفي الختام أود أن أقول إن ما يختبئ وراء هذا المقال مما أريد قوله هو: أننا لا نملك أدلة جازمة بأن القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه القرآن الذي كان يقرأه محمد في حياته، وإن ما قام به عثمان بن عفان من إحراق لعدد من المصاحف التي كانت متداولة بين أيدي الصحابة يجعلنا نتشكك في هذا الأمر (هذا إن لم نأخذ في عين الاعتبار ما قاله جمع من الصحابة عن اختلاف عدد آيات بعض السور، واختفاء آيات أخرى منه) وهو ما يجعلني أتشكك في مدى إتقان من جمعوا المصحف العثماني، بدلالة وجود أخطاء مُصححة في مواطن أخرى من ذات المصحف، وأن القداسة التي يُلبسها المسلمون للقرآن (باعتباره كلام الله) هو ما حال دون التجرؤ على اعتبار أن ما في هذا المصحف من الأخطاء التي يجب معالجتها. والحقيقة الواضحة –بالنسبة لي- أن الله (حال وجوده) لم يكتب كلاماً بل اوحى بكلام، وأن كتابة المصحف من حيث أنه عمل بشري قابل للخطأ، ولا يصح لنا –بأي حال من الأحوال- ان نلبس قداسة الوحي القرآني على الرسم القرآني.

    تحياتي لك يا عزيزي، وأرجو أن تعذرني إن أطلتُ عليك في المرة القادمة، فبكل صدق لا أعرف متى سوف تتاح لي فرصة أن أتصفح الإنترنت مرّة أخرى، كما لا أعلم يقيناً -إذا وجدت الوقت لتصفح الإنترنت- ما إذا كنتُ سوف أملك ترف تصفح سودانيزأولاين.

    تقبل مني تحياتي لك وللأسرة الكريمة
                  

02-08-2011, 04:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    Quote: اها يا هشام آدم خم وصر جوكـ (ارثوزكسى) اللغه بمفاهيمهم الحنبليه
    العزيز: آدم موسى
    بركة الجات على حبيبنا محمد زين الشفيع، ياني الكان خميت خمّ الجن :)
    ياخ الزول ده صاحبي، وما برضا فيهو .. مالك معانا ياخ!
                  

02-08-2011, 04:46 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    العزيز: محمد زين الشفيع
    تحياتي مُجدداً

    أرجو أن تشمل مداخلتك التالية أيضاً استخدامات القرآن لفعل المقاربة (كاد) ومشتقاتها، فهي تأتي في غالب آيات القرآن بصيغة التوكيد لا المقاربة كما في الآيات التالية:
    {{ يتجرعه ولا يكاد يسيغه}} المعنى (لا يسيغه بالفعل)
    {{ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار}} والمعنى (يٌضيء فعلاً) وإلا لما صحّ تشبه الله بالزيت الذي (يكاد يضيء) ولا يُضيء
    {{ إن الساعة آتية أكاد أخفيها}} والمعنى (أخفاها) فعلاً (وهذه الأخيرة ناقشتها مع الصديق "اللديز" محمد قرشي عباس، ولم أقتنع بالحجج التي ساقها) فأرجو أن تأتي بجديد

    تحياتي
                  

02-08-2011, 10:33 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    اللديز هشام آدم

    سلامات
    بدئا أود الإعتذار إن فهمت من تعليقي حول العلوم إستعلائية ما أو إحتكارا !!
    فقد ظننت أن الوجه الضاحك سوف يفي بإيصال مقصدي الفكاهي البسيط حول تخصصي العلمي و تخصصك الأدبي فقط لا غير !!
    فمن الطبيعي أن جوهر فكرتك حول سبق الظواهر لإكتشافها لا يتعلق بأي مثال مضروب ..
    و إن كنت أحبذ أن تكون أمثلتك من المشهور علميا كظاهرة الجاذبية مثلا التي لازمت البشرية منذ خلقها و حتى الآن كحدث معاش قبيل كل النظريات حولها ..

    بعد ذلك أود تسجيل صوت لوم لما أثرته من كوني لا أعلق على جوهر مقالاتك !!
    فرغم أنني أكرر إعتذاري عن عدم تمكني من الوفاء برد شامل ..
    إلا أن مجمل ردودي المختصرة (هنا و ببوست الحجاب) بها تعلق قوي بجوهر المناقشات !!
    و لا أدري لماذا تتمسك بما أورده من نقاط فرعية أقصد منها تسجيل الحضور لا أكثر و تتجاهل مضامين ما يتعلق بجوهر حديثك ؟؟!!
    فمثلا في موضوع هذا البوست :
    1) تقوم حججك حول الأخطاء الإملائية بإفتراض وجود مسبق لقواعد نحوية و إملائية صحيحة يتم إكتشافها مثل قوانين الفيزياء و بها تجب محاكمة أي نص لغوي ..
    - نبهتك أنه حتى قوانين الفيزياء تخترع و لا تكتشف .. و إستشهدت لك بهوكنز و فلسفته حول Model-dependent Reality .. و هذا في صميم حججك
    - أوردت لك رأيي الخاص حول الأساس العلمي للظاهرة اللغوية و خطل تقعيدها في قواعد Logarithms لمخالفة ذلك لطبيعة عمل الدماغ الذي أنتجها .. و هذا في صميم حججك
    - نبهتك للتباين الكبير بين المنهج العلمي الطبيعي و إسلوب الإستقراء المتبع في تقعيد اللغة مما يبطل حجتك حول إكتشاف القواعد اللغوية (إن سلمت لك جدلا بمسألة الإكتشاف هذه) !!
    2) تتساءل حول عدم تغيير الرسم الإملائي للقرآن خصوصا حال تغيير تشكيله و تنقيطه .. و تسائلت حول ما تراه خطئا نحويا بالقرآن
    - أوردت حوار محسن و د.بشرى حتى ترى أن هذه المسألة مطروحة للنقاش و محسن يرى تغييره خصوصا للأطفال بل يجتهد في رسوم إملائية غير أرثوذكسية حاليا ينكرها عليه د.بشرى .. فلم أكن أركز على طبيعة الخلاف اللغوي حرفيا بينهما بل على مضامين هذا النقاش المتعلقة بالرسم الإملائي .. لأفاجأ بأنك أخذت تناقش القضية نفسها بلا تبصر بمضامينها على سؤالك المحوري !!
    - أوردت كلام محسن الموجه لك بإعتباره أعلم بالنحو و اللغة مني و رجوت أن يأتي لنقاشك فيما أثرته لأن رؤيتي الخاصة كما أوضحتها لا تعترف أصلا بقواعد اللغة كمرجع لتحديد الصحيح من الخطأ إلا إصطلاحا !!
    - نبهت لكون تواتر القرآن السماعي يجعله أرفع مقاما مما إستند عليه قدامى اللغويين في إستقراءهم للغة العرب التي نقلت لهم عبر قرون من الزمان بلا إسناد متواتر.
    فهل ترى كل هذه النقاط بعيدة عن جوهر ما تثيره هنا ؟؟
    إن كان هذا حقا ما تراه فعذرا مرة أخرى و لكن قل لي بربك ماهي النقاط التي تود نقاشها إذن؟؟

    تتبقى مواضيع متفرقه ..
    - موضوعة التناقض الذي تراه في الإستشهاد بالطبري في آية الطواف .. لا أدري كيف ساغ لك ذلك .. فقد إستندت على رواية حديثية وردت بمصادر عدة و لم أقل لك أن الطبري مصيب دوما !! .. أما إذا كنت تشير لنقاشنا حول (أكاد أخفيها) فتأكد أنني لا أخلع قداسة على أحد و إن تبنيت رأيا ما ورد عن شخص ما فذلك لإستحساني له و قد أرجع عنه متى ما رأيت أفضل منه .. و هذا سيقودني لتسجيل رأي جديد هنا حول هذه الآية مستصحبا سياقها ..
    "وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)" سورة طه
    فأعتقد أن الآية بما هي خطاب لموسى عليه السلام تتحدث عن قيام الساعة نفسه و ليس عن ميقات ذلك القيام !! .. فالتأكيد هو حول إتيانها و ليس على زمن ذلك الإتيان .. فيكون المعنى أن التبليغ بأن هناك يوم قيامة يجازى فيه الناس يكاد أن يخفى ليجازى الناس فيه حينها بلا علم مسبق منهم تهديدا و وعيدا لهم .. فاليهود كما هو معروف لم يكونوا يركزون على الفكر الأخروي بل و أنكروه في بعض تاريخهم لذا قد يكون هذا الخطاب لموسى عليه السلام يستصحب وعيدا لليهود لنسيانهم مسألة القيامة هذه !! .. و الآية التي تأتي بعدها تعضد هذه الرؤية .
    - موضوعة الطواف بالصفا و المروة .. أراك إعتمدت على مسألة الأصنام التي لم أوردها بالرواية الحديثية (و إن كانت وردت ببعض الروايات الأخرى) .. بينما المسألة ببساطة هي أن التحرج من تكرار نفس الطقوس في الجاهلية و الإسلام سواء كانت هناك أصنام أم لا واضح بما فيه الكفاية كفهم للآية من وجهة نظر نفسية كتوجيه و رفع حرج و لهذا شبيه في آية القتال عند الشهر الحرام و تبديل القبلة و حكم من مات قبل تحريم الخمر و غيرها .. فلا أدري لم تصر على نقاشها بهذا الإصرار ؟؟!! .. فالآية نزلت زمن عمرة القضاء بعد صلح الحديبية و أحسبك تعلم أن قريشا في الجاهلية كانت تميز نفسها في الحج دون سائر العرب بطقوس خاصة بها (أهل الحمس) .. و كان لكل فريق طقوس أخرى مختلفة .. و أحسب أن الحديث الآتي :
    Quote:
    حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قال عُرْوَةُ: " سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) فَوَاللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ جُنَاحٌ أَنْ لَا يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَالَتْ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنَّ هَذِهِ لَوْ كَانَتْ كَمَا أَوَّلْتَهَا عَلَيْهِ كَانَتْ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَتَطَوَّفَ بِهِمَا، وَلَكِنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي الْأَنْصَارِ، كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا عِنْدَ الْمُشَلَّلِ، فَكَانَ مَنْ أَهَلَّ يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ (ص) عَنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ) ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَقَدْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ أَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَعِلْمٌ مَا كُنْتُ سَمِعْتُهُ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَذْكُرُونَ أَنَّ النَّاسَ إِلَّا مَنْ ذَكَرَتْ عَائِشَةُ مِمَّنْ كَانَ يُهِلُّ بِمَنَاةَ كَانُوا يَطُوفُونَ كُلُّهُمْ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَذْكُرْ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ فِي الْقُرْآنِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا نَطُوفُ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، فَلَمْ يَذْكُرْ الصَّفَا، فَهَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ أَنْ نَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَسْمَعُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي الْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا فِي الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بِالْجَاهِلِيَّةِ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَالَّذِينَ يَطُوفُونَ، ثُمَّ تَحَرَّجُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهِمَا فِي الْإِسْلَامِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالطَّوَافِ بِالْبَيْتِ وَلَمْ يَذْكُرْ الصَّفَا، حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا ذَكَرَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ "

    صحيح البخاري و صحيح مسلم
    يوضح المسألة بشكل أفضل .. فليست المسألة في وجود أصنام بالصفا و المروة بل في ممارسات الأنصار الطقوسية بالحج قبل الإسلام أو في إتباعهم الحرفي للقرآن و سؤالهم للرسول (ص) في ما غمض عليهم من الطقوس المطلوبة منهم بالإسلام .. لذا لا تصح الآن كما أظن أغلب حججك حول هذا الأمر .. اللهم إلا إعتبارك الحج كله طقوسا وثنية بينما نرى نحن أنها وحي بدأ منذ نبي الله إبراهيم عليه السلام ثم دخله التغيير حتى جاء الرسول (ص) لإستعداله .. و هذا خلاف يتصل بخلاف أكبر حول الدين نفسه و لا أظن أنك تود فتحه الآن ..

    - أخيرا .. أسباب النزول تدعم وجهة النظر القائلة بكون أن فهم أي نص مرهون بسياق الخطاب فيه كما تقرر الألسنيات الحديثة و لا أوافقك على كونها تومئ لبشرية القرآن من قريب و لا بعيد !! .. و لكن هذا موضوع آخر .. أليس كذلك؟؟

    ختاما ..
    أكرر إعتذاري و أعدك ألا أتداخل معك لاحقا دون أن أنجز رد وافيا حتى لا نقع في مصيدة اللوم المتبادل ..
    و دمت بخير
                  

02-09-2011, 00:15 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمد قرشي عباس)

    امْحْمد ود الزين ود الشفيع ود احَمَد ..

    قراية لى أول مداخلة ليك ...

    Quote: وكما تعلم يا صديقي هشام ، أنَّ النّاقدَ لنَصٍّ أو لشيءٍ ما في نحوِهِ أوْ وصرفِهِ ولُغتِه ، ينبغي أن يكونَ على درايَةٍ تامَّةٍ ومَصقولةٍ بعلمِ النَّحوِ ومدارسِه


    قطعت علينا تسلسل متعتنا باللغة والنحو ظاطو ... عندك واو ضكر سغيلة خلاس ... وقبل كدا قلنا ليك ما تشكّل ...

    هسى مداخلتك الأولى غلبنى اتمّها ...







    ... المهم ....
                  

02-09-2011, 01:03 PM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    كتب هشام ادم
    Quote: فإن نحن اعتبرنا الرسم القرآني هو الأساس على اعتبار القداسة مثلاً، فهذا يعني أننا نكتب بطريقة خاطئة

    ؟؟؟؟؟؟
                  

02-10-2011, 04:57 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: مدثر صديق)

    الأخْ الْعزيز / د. محمّد قرشي عبّاس ..
    كيف حالُك يا * " دُفعة " .
    فقد فاتني أنْ أُحيِّيك على مداخلاتِكَ ثَرَّةِ الْمعرفة يا دكتور ، وأشكُرُكَ كثيرًا لإيرادِكَ رابطَ الْحوار الَّذي دارَ بينك ، وبينَ الأكرمَيْن د.بُشرى الْفاضل ، والصّديق مُحسن خالد ، وسأُحاوِلُ جاهدًا إكمالَه ، كما أنَّني لاحظتُ أنّ به بعضَ النّقاطِ الَّتي تحتاجُ منِّي التّعليق ، وأرجو أنْ أُوفَّقَ في أنْ أجدَ لها زمنًا ..
    تحيَّتي لك كاملة ..



    __________________
    * ( طبعًا أنا 16 تكنو - من قرابتي في دفعتكم : د. لؤي كامل الطّيّب ، إن شاء الله تكون بتعرفو ؟ لكَ التّقديرُ والاحترام) .
                  

02-10-2011, 05:03 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    اها يا هشام آدم خم وصر جوكـ (ارثوزكسى) اللغه بمفاهيمهم الحنبليه

    أخي الْعزيز الأُستاذ / آدم موسى .
    كيف حالُك يا رَجُل ، وأرجو أن تكون في خيْرٍ ونعمة.
    رأيُكَ محلُّ تقديرٍ واحترامٍ عندي ، ولكن ! ، لوْ عَلِمْتَ الَّذي بيني وبين صديقي هشام آدم ، إذن لَعذرْتني !، فمُناكفتي له ليستْ جديدةً عليهِ ولا عليَّ ، فنحنُ نتناكفُ منذُ أنْ كُنَّا نكتُبُ معًا على الْمنابرِ الْعربيَّةِ الأُخرى قبلَ مَجيئي إلى سودانيز أون لاين ، وكلانا يعلمُ أمرَ هذه الْمناكفةِ جيِّدًا ، ويُؤدّيه بنيَّةٍ صادقةٍ صافية أوْ هكذا أحسبُ الأمرَ من جانبي ، وليستْ سودانيز أون لاين بمحطّتنا الأُولى الَّتي نتجادلُ فيها حوْلَ الأُمورِ النَّحويَّة * يا صديقي ( والْعَفوُ إنِ استخدمتُ قولَ : يا صديقي دونَ استئذانٍ منكَ مُسبقْ ..) ، كما أنَّها ليسَتْ بمعزلٍ عن تلكَ الْمُناكفات ، وإنْ أردتَ أنْ تتأكَّد من صحّةِ الَّذي أوردتُهُ لك ، فأرجو أن تلجَ – غيرَ مأمور – إلى أفْـنيةِ بعضِ فُصُـولِ روايتِـهِ الْمَوْسومةِ بـ ( بين حجرين ) الَّتي وضعَها هُنا منذُ الْعام ( 2007 ) ، فستجد أنَّ لي فيها بعضَ التَّعليقاتِ حَوْلَ نَحْوِها ، انْظُرْ هُنا :

    بين حجرين - رواية

    وهيَ تُقاربُ الطَّريقةَ الَّتي رأيْتَها أنتَ هُنا ، وعن نفسي : فقد عوَّدتُ نفسي ، حين تسْنَحُ لي فُرْصةُ لقاءِ أصدقائي على أيٍّ عملٍ من أعمالِهِم ، أدبيَّةٍ كانتْ أم غير ذلك ، بألا أُجامِلَهم فيما يكتبون ، فإنْ أعجبني النَّصُّ ، قلتُ أعجبني وإن رأيْتُ مواطنَ ضعفٍ فيها أوْضحتُ وأبَنْتُ لهم رؤيتي فيها ( أرجو أن تُلاحظَ مُداخلاتي السّابقة ، رُغمَ قِلَّتِها بهذا الْمنبر ) ، وطبعًا أنا أفعلُ ذلك في حُدودِ معرفتي لا أكثر ، وأستفيدُ كثيرًا من رُدودِ مَنْ أتداخلُ معه ، كما لا ضيرَ عندي أن يُقوِّمَني أحَدٌ ، إنْ رآني حِدْتُ عنِ الصَّوابِ في أقْوَالي :
    كما أنَّني لم أُعنّفْ على صديقي هشام شُكوكَهُ حولَ آيِ الْقُرْآنِ الْكريم ، لأنَّني أُؤمِنُ بالرَّأيِ والرَّأيِ الآخر ، وأيْضًا قد مررتُ بذاتِ التّجربة من قبل وذكرتُها له في " بوست آخر " ، إذ كنتُ - قديمًا - أُخَطِّيءُ الْقرآنَ في كثيرٍ من الْمواضعِ من آيِه ، ولَرُبّما هناك مواضعُ لم يذكرْها هشامٌ في بحثه ، بل عندي كانتْ كثيرةً وجَمَّة ، ولعلّي إن أوردتُ لك هُنا بعضَها ، ستعلم مدى دقّتِها ، ولا أُخفيكَ بأنَّها قد أثقلَتْ كاهلي بالتّفكير فيها وقتئذ ، إلى أنْ علمتُ ما غامَ وغابَ عنّي فيها.
    أمَّا عنِ الْمفاهيم الْحنبليَّة الَّتي أوردتَّها هنا ، فليتني كذلك ، ولكن ! أنا يا أخي آدم ، رجلٌ بكلِّ بساطة يحملُ كثيرًا من التَّناقضات ، إذْ ما أزالُ متصوِّفًا أتلو الْقُرآنَ وأحُجُّ الْبيتَ وأزورُ الرّسولَ في مدينتِه الشّاهقة الْجمال ، وأبكي حين أستمعُ لمدحِ رسولِ الله من أولاد حاج الماحي وأولاد الْبرعي ، وفرقة الصّحوة ، وأستمتعُ كثيرًا حينَ أُردِّدُ أغاني الفنّان محمَّد عثمان حسن وردي ، وعبد الْعزيز مُحمَّد داؤؤد ، ومُعجبٌ بفنِّ الدّوبيت وأشدو بهِ بينَ فينةٍ وأُخرى ، ولم أزلْ أعْصِ اللهَ سَهْوًا وضَعْفا ، في بعضِ الأُمور ، والَّتي قد يراها الْحنبليُّونَ مَعصية .
    وإن كانتِ الْجنَّةُ لأحَدٍ من النّاس فلا أحسبُهُ بتاركي وَالِجًا فيها.
    أمّا إيرادي للملاحظاتِ السّابقة لأخي هشام آدم فهيَ عندي أراها تندرجُ حولَ الصّداقةِ الإنسانيَّةِ الْحقَّة وليستِ الْهشّةَ الْبُنيان والَّتي كثيرًا ما أراها تنبني على " الْمُطايبة " وقول : ( جميلٌ ورائعٌ وسلِمَتْ يَمينُك ، دونَ زيادة ).
    فهذه رؤيَتي في الْملاحظاتِ الَّتي سُقتُها هُنا ، وأرجو بكلِّ صدقٍ ألا يكونَ قد أزعَجَكَ مُؤدَّاها ، وتَيَقَّنْ أنِّي أحترمُ قَوْلَك إنِ اخْتلفَ مع وِجْهةِ نظري أوِ اتّفقْ .
    وأهلًا بكَ دائمًا ومرحبا ..

    أخوك أبدًا / محمَّد زين .
    __________________________
                  

02-10-2011, 05:09 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    Quote: ( أفتقدكَ كثيراً يا عزيزي، ومن الجيّد رؤيتك في هذا المنبر مجدداً، لاسيما بعد غيبتك الطويلة، والتي ظننتُ أنها ستكون بمثابة قرار غير معلن –من ناحيتك- بعدم الكتابة في سودانيزأونلاين، ولكن يبدو أن داء الكتابة في هذا المنبر لا شفاء منه ) (وجه ضاحك)


    أشكُرُكَ يا صديقي و "ما فقدتك شينة " يا عزيزي ، فما تزال تُراودني ذاتُ الْفكرةِ الَّتي أنِفَ ذكرُها منك ، لكنِ الْمنبرُ كما تعلم فإنَّهُ صاحبُ رُواءٍ وَأيْدٍ ، ويَسُحُّ غدقًا بما هو جميل ، لذلك لَمْ تَنْجُ مواضيعُهُ من وَقْعِ أعْيُني كُلَّما سنحَتِ الْفُرَص.

    Quote: (ولا أخفيكَ –يا صديقي- دهشتي الشديدة بالتكنيك الذي استخدمته في التعقيب على هذا المقال (وجه هازل) وهو تكنيك جيّد وفاعل، )


    هههه ، أنا مُستغربٌ منك يا رَجل ، فلماذا تندهشُ يا صديقي ، وكأنَّكَ أوَّلُ مرَّةٍ تتعرَّفُ إليَّ !! ، أنسيتَ مُناكفاتي السّابقة معك ( روايتك بين حجرين مثالًا ) ؟ ، راجعْ رَدِّي على الْعزيز / آدم مُوسى.

    تقولُ :
    Quote: ( أنا لم أدع الإطلاق أيّ معرفة، ولا أنكر أنني أستفيد من كل شخص أحاوره، سواء أكان يوافقني الرأي، أو كُنا على طرفي نقيض. وربما كانت استفادتي من هذا النوع الأخير أكثر نفعاً وأعظم أثراً ) ..


    الَّذي أحارُ لأمرِه ، أنَّكَ تُناقِضُ نفسَكَ بنفسِكَ ، وإنْ كنتَ لا تدّعي الْحقيقة الْمُطلقة كما تقول وتزعُم، إذن فلماذا تستخدم شبهَ الْجُملةِ الْمُكوَّنةِ من الْجار والْمَجرور ( على الإطلاق ) ، وكأنَّكَ تمتلك الْحقيقة الْمُطلقة الَّتي أنكرتَ امتلاكَها ( وجه مُستغرب – فأنتَ تقول في معنى حديثك : أنا لا أدعي الحقيقة المطلقة ، وفي ذاتِ الْوقتِ تستخدم جُملة " على الإطلاق " ) ، ألَيْسَ في ذلك حَجْرٌ على أقوالِ مَنْ يُريدُ مُحاورتِكَ ، بمعنى ألا تَرَى أنَّ فيهِ ادّعاءً للْحقيقةِ الْمُطلقة ؟! ، وكأنَّك تُوصِدُ الْبابَ خلفَكَ ، دونَ أنْ يجدَ الآخرُ مَنفذًا من بعدِكَ ليقولَ رأيَه !.
    وقد رأيْتُ كثيرًا من الْعُلَماءِ حينما يَضَعُ أحدُهم رأيَهُ في مسألةٍ ما ، تجده يقولُ بتواضعٍ جَمّ :
    ( في ظَنّيفي تقديريأنا أحسبُها هكذاالرَّاجحُ عنديأنا لا يُعجبُني هذاأنا أُرَجِّحُ هذا ..... إلْخ ) .

    ولإثباتِ أنَّك تكتبُ شيئًا ومن ثَمَّ تنتقِدُهُ بقولٍ آخر ، انظُرْ معي لأقوالِك أعلاه والَّتي تقولُ فيها بأنّك لا تدّعي الإطلاق في الْمعرفة ، وستجد ما يُناقِضُها من أقوالِكَ الأُخرى هنا :

    يقولُ صديقي هذام آدم :
    1/
    Quote: ( إننا لنتساءل -في هذا الموضع- حول سبب كتابة القرآن بالعربية إذا كانت الرسالة المحمدية في أصلها موجهة إلى كافة الناس؟ وقد يقول قائل إن اللغة العربية هي أقدر اللغات الحية على احتمال المحتوى والتعبير الدقيق عنه، ولطالما تغنى الناس بثراء اللغة العربية وغناها، ولكننا من معرفتنا عن اللغة العربية نعرف جيداً أن اللغة العربية ليست كذلك على الإطلاق، وإن تكون لغة ثرية فإنها ليست دقيقة، ) ..

    ومن ثَمَّ :
    2/
    Quote: (وهل (العدل) يعني شيئاً آخر غير العدل (العدالة والقسط)؛ لاسيما إذا قرأنا {{ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}} ما هي الثيمة التي يحملها معنى العدول (=التغيير) في سياق كهذا؟ إن اللغة العربية لغة ليست دقيقة المعنى على الإطلاق، ) ..


    ومن ثَمَّ :
    3/
    Quote: (، وإنما طريقة الخط في رسم الحروف، ومن المعلوم أن الخطوط العربية تتفنن في رسم الحروف حسب موقعها من الكلمة، وكذلك فإن لكل حرف عدة طرق في الخطوط العربية لرسمه، وهذا لا يُمكن اعتباره من الرسم الإملائي على الإطلاق، ) ..


    فهل في أقوالِكَ مجالٌ لِمَنْ يُريدُ أن يُخالفَك ؟ ، لا أعتقد ! .


    Quote: ( والحقيقة أنني لم أعد في السعودية على الإطلاق، وهذه قصة طويلة، ربما أقصها عليك في وقت لاحق ) ..


    خبر سيِّء يا صديقي ، لذلك هاتفُكَ مُغلق ، أتمنّى لك حظًّا أوفرَ هنا أو هُناك ..
    وأظُنُّ أنَّ الْمُطرب الْهادي الْجبل كان صادقًا حين شَدَا :
    - ( بتفوت ولا حتّى تودّع ساااي ) .


    Quote: فأرجو أن ينحصر نقاشنا حول هذه النقطة، وقد سبق أن تناولت موضوع الأخطاء النحوية في القرآن أكثر من مرّة في هذا المنبر، وبإمكاننا التناقش حول هذا الموضوع في بوست منفصل؛ منعاً للخلط والتشعب غير المحمود. وأتمنى أن توضح لنا مداخلتك التالية رأيك حول رسم كلمات مثل (نعمة) و (كلمة) و (رحمة) في القرآن بتاء مفتوحة وليست مربوطة، ومعنى ورود نفس هذه الكلمات برسم صحيح موافق لقواعد الإملاء في مواطن أخرى، وكذلك وحول عدم رسم نقطتي الياء المتطرفة في كلمات مثل: (الذي) و (تدعوني) و (إني) و (مشركي) وما شابهها لتكتب (الذى – تدعونى – إنى – مشركي) وإذا كان تطرف الياء سبباً في حذفهما فما سبب حذف نقطتي الياء في كلمة (شيء) لتكتب (شىء)، وكذلك حول إمكانية حذف الألف في كلمات مثل (كتاب) و (ميثاق) و (ظلمات) لتكتب (كتب) و (ميثق) و (ظلمت)، وكذلك حذف الألف في حرف النداء (يا) وإلحاقها بالمُنادى كما في قولنا (يا معشر الناس) لتكتب (يمعشر الناس) وكذلك (يليتنى) للدلالة على (يا ليتني)، وحذف الألف من ناء المتكلمين كما في قوله (خلقنكم) للدلالة على (خلقناكم) وفي جمع المؤنث السالم كما في (جنت) للدلالة على (جنات) الألف من كلمة (باسم) وأنت تعلم أن هذه الألف ما هي إلا همزة وصل (ب حرف جر + اسم)، وكذلك رأيك في مثل هذه الكلمات: (اسراءيل) و (يـءـوده) ورأيك كذلك في همزة الوسط (أي وسط الكلمة) في حال كان ما قبلها ساكناً، فهل يُمكن أن نكتب (يجـءـرون) و (يسـءـم) بهذه الطريقة؟ (فقط ذكرني إن كنتُ ناسياً أو صححني إن كنتُ مخطئاً: أليست الفتحة –حركة- أقوى من السكون؟) ولماذا –برأيك- قد تحذف ياء أصيلة في كلمة مثل (وادي) و (جواري) كما في قوله {{إنك بالوادِ المقدس طوى}} و {{الجوارِ الكُنس}} واستعاض عنها بالكسر؟ ولماذا –برأيك- يُحذف لام التعريف في كلمة مثل (الليل) كما في قوله (واليل إذا عسعس)؟ ولماذا حذفت نون التوكيد المخففة في قوله {{لنسفعا بالناصية}}[العلق:15] وتم الاستعاضة عنها بالألف؟ فأنت تعلم أن أصل الكلمة هي {{لنسعفن}} مع التخفيف، فهي ليست ألفاً بل نون توكيد. ولماذا حذفت الياء في كلمة (إيلافهم) في قوله {{لإيلـاـف قريش () إلـاـفهم رحلة الشتاء والصيف}}؟ وفي قوله {{سبح اسم ربك الأعلى}}[الأعلى:1] ألم يكن من الأصح أن يقول {{سبح باسم ربك الأعلى}} كما جاء في مواطن كثيرة كما في قوله {{اقرأ باسم ربك الذي خلق}}[العلق:1] {{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة:74] كما أرجو مراجعة اسم العلم (إبراهيم) في القرآن والتي وردت في مواطن كثيرة برسم مختلف فمرة {{إبرهم}} كما في الآية (124) من سورة (البقرة) ومرة {{إبرهيم}} كما في الآية (33) من سورة (آل عمران) فلماذا هذا الاختلاف في اسم العلم، وأيهما أصح؟ لا تقل لي إن كلها صحيحة؛ أزعل منك (وجه ضاحك) ولا تقل لي إنها كـ(إسحاق) فالقرآن كله يرسم الاسم بهذه الطريقة (إسحق) ولم يرسم ألفها ولو لمرة واحدة.

    وبعد ذلك كله؛ إن كانت هنالك قواعد مُثبتة للرسم القرآني بشكل خاص، فأرجو أن تفيدنا: من سنّ هذه القواعد، ولِم كان هذا التفريق بين الرسم القرآني والرسم الإملائي الذي نعتمد عليه (وتعتمد عليه في تصحيح أخطائي الإملائية في هذا المقال)؟ وبمعنى آخر: لماذا نرسم نقطتي الياء المتطرفة، إذا كان الأصح عدم رسمها؟ ولماذا نرسم الألف في جمع المؤنث والمذكر السالم –مثلاً- إذا كان الأصح ألا نرسمها؟ وكيف تفسّر لنا ورود بعض الكلمات موافقة للرسم القرآني تارة، وللرسم الإملائي تارة أخرى؟ كما في الأمثلة التالية:

    {{وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}}[الأنعام:115]
    رسمة بتاء مفتوحة

    {{يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}}[التوبة:74]
    رسمت بتاء مربوطة

    وكذلك في هذين المثالين:
    {{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}}[النمل:30]
    حذفت الألف من كلمة (باسم)

    {{فسبح باسم ربك العظيم}}[الواقعة: 74]
    أُثبتت الألف في كلمة (باسم)

    وفي الختام أود أن أقول إن ما يختبئ وراء هذا المقال مما أريد قوله هو: أننا لا نملك أدلة جازمة بأن القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه القرآن الذي كان يقرأه محمد في حياته، وإن ما قام به عثمان بن عفان من إحراق لعدد من المصاحف التي كانت متداولة بين أيدي الصحابة يجعلنا نتشكك في هذا الأمر (هذا إن لم نأخذ في عين الاعتبار ما قاله جمع من الصحابة عن اختلاف عدد آيات بعض السور، واختفاء آيات أخرى منه) وهو ما يجعلني أتشكك في مدى إتقان من جمعوا المصحف العثماني، بدلالة وجود أخطاء مُصححة في مواطن أخرى من ذات المصحف، وأن القداسة التي يُلبسها المسلمون للقرآن (باعتباره كلام الله) هو ما حال دون التجرؤ على اعتبار أن ما في هذا المصحف من الأخطاء التي يجب معالجتها. والحقيقة الواضحة –بالنسبة لي- أن الله (حال وجوده) لم يكتب كلاماً بل اوحى بكلام، وأن كتابة المصحف من حيث أنه عمل بشري قابل للخطأ، ولا يصح لنا –بأي حال من الأحوال- ان نلبس قداسة الوحي القرآني على الرسم القرآني.
    أرجو أن تشمل مداخلتك التالية أيضاً استخدامات القرآن لفعل المقاربة (كاد) ومشتقاتها، فهي تأتي في غالب آيات القرآن بصيغة التوكيد لا المقاربة كما في الآيات التالية:
    {{ يتجرعه ولا يكاد يسيغه}} المعنى (لا يسيغه بالفعل)
    {{ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار}} والمعنى (يٌضيء فعلاً) وإلا لما صحّ تشبه الله بالزيت الذي (يكاد يضيء) ولا يُضيء
    {{ إن الساعة آتية أكاد أخفيها}} والمعنى (أخفاها) فعلاً (وهذه الأخيرة ناقشتها مع الصديق "اللديز" محمد قرشي عباس، ولم أقتنع بالحجج التي ساقها) فأرجو أن تأتي بجديد ) .


    أخي هشام آدم ، أقولُ مازحًا :
    كأنَّك تُذكِّرُني الطُّرفة التي كان يتدولَها النّاس قديمًا فيما بينهم ، حينما سألَ أحدُهم فتاةً قد أعجبَهُ جمالُها ، قائلًا :
    - ( ما اسمُ بلدِ الْمليون شهيد ) ..
    فأجابتِ الفتاة أنِ الْجزائر .
    ولمّا جاء تاليًا لها أحدُ الشّباب ، قالَ لهُ السّائل :
    - ( عَدّد الْمليون شهيد ) .
    ههههههه ، أيْ ، لكأنَّكَ تَظُنُّ أنَّك قد طلبتَ منِّي أنْ أعُدَّ لك الْمليون شهيد ، يا صديقي هشام لا تَحْسَبَّنَ أنَّ الأمرَ صَعْبٌ عليَّ إلى هذه الدَّرجة ، الأمرُ أيْسَرُ ممَّا تتوقَّع ، أقولُها بصدق.
    فإنَّهُ وكما أسلفتُ الذِّكْرَ لكَ من قبلُ أنَّ الأسئلةَ الَّتي أوردتّها أنتَ هُنا هي أقلُّ بكثيرٍ من الأسئلةِ الَّتي كنتُ أتوقّفُ عندها قديمًا عند قراءَتي للْقُرآنِ الْكريم ، فقط كنتُ سأحصِرُ قَوْلي هنا على ما جاءَ في مَبْحثِك فقط ، لكنِّي وجدتُكَ تُريدُني أنْ أنشُرَ لك كتابًا بأكمله ، وأنا بالأساسِ عامِلٌ لإنجازهِ – بإذنِ اللهِ - منذُ فترةٍ ليستْ بالْقصيرة ، وأرجو أنْ أُوفَّقَ لإنجازِهِ قريبًا . فالْقناعةُ في ظنِّي لَيْستْ بإيرادِ الْبراهين والْحُجَج وحَسْب ! ، لأنَّها عندَ الْمُطّلعينَ على أقوالِ الْقُدَامى ( شعرًا كانَ أمْ نثرًا ) من السُّهولةِ بمكانٍ وليستْ ببعيدةٍ في الْمعقول كما يُظَنّ ، وإنَّما أراها تتأتَّى من بعدِ الْحِججِ والْبراهين ، بإعْمَالِ الْفكرِ فيما قيلَ وكُتِبَ وأُهْريقَ الْمِدادُ فيه ، ووضعُ ذلكَ كُلّه على ميزانِ التَّعَقُّلِ التَّدبُّرِ دون رقيبٍ بشريّ ، أوْ إجْبارٍ وإكْراهٍ من أحَدْ .
    وأرجو لك التَّوفيقَ في وِجْهِتِكَ الْجديدة الَّتي لم تُخبرْني بها من قبل.

    تحيَّتي لكَ ، وكنْ أبدًا بخير.

    ________________________
    * ( ورَّني جهتك آزول ، فتلفونك يقول : " إنّ الجوّال المطلوب مُغلق ، الرّجاء الاتّصال في وقتٍ لاحق " . أو كما تقول لغة الاتّصالات ) ..
                  

02-10-2011, 05:13 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    Quote: امْحْمد ود الزين ود الشفيع ود احَمَد ..
    قراية لى أول مداخلة ليك ...


    Quote: وكما تعلم يا صديقي هشام ، أنَّ النّاقدَ لنَصٍّ أو لشيءٍ ما في نحوِهِ أوْ وصرفِهِ ولُغتِه ، ينبغي أن يكونَ على درايَةٍ تامَّةٍ ومَصقولةٍ بعلمِ النَّحوِ ومدارسِه

    قطعت علينا تسلسل متعتنا باللغة والنحو ظاطو ... عندك واو ضكر سغيلة خلاس ...

    هسى مداخلتك الأولى غلبنى اتمّها ...



    أهلًا بالأخِ الْعزيز / تَبارك شيخ الدّين جبريل ..

    لكَ التّحايا والتّقديرُ والاحترام .
    أشْكُرُ لكَ فضلَكَ ، وأنتَ إذْ تستقطِع من أزمانِكَ لتُصْلِحَ أمرَ ما كانَ زَارٍ وخَافٍ عنِّي بداعي السَّهْو ، فحرفُ " الْواو " وإنْ بدأ لنا صغيرًا ، لكنَّ أمرَهُ – في تقديري - عظيم ، كيف لا وقد غيَّرَ " الْواوُ " حياةَ سيبويْهِ ، فجعله يَطْلُبُ علمًا لا يلْحَنُ بعدَهُ أبدا ، ومن بعدُ ، أتانا حاملًا لَنا " قُرْآنَ النَّحو " ، وما أجمله من كتاب .

    Quote: ( وقبل كدا قلنا ليك ما تشكّل ... )


    لعلَّكَ طلبتَ شأوًا بعيدًا في الْمَنالْ .
    أشكرُ لك وجودَك هُنا ، ووقَّاكَ ربِّي لأْوَاءَ سنينِهِ الْمُحُشْ ، الَّتي حينَ تَعْكفُ فإنَّها تَجْتَبُّ الذُّرَى وتهشمُ الْعُرَى ..

    كنْ بخيْرٍ أبدًا .

    أخوك / محمَّد زين .
    _____________________
                  

02-11-2011, 04:28 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    صديقي (العزيز): محمد قرشي عباس
    تحياتي

    أرجو ألا تكون قد أخذتَ الأمرعلى محمل الجد، وأرجو ألا يكون ذلك هو ما جعلك تحذف كلمة "صديقي" من استهلاليتك. عموماً فأنا لم أقصد ما ذهبتَ إليه، ولهذا فإنني أقول دائماً إن التحاور على المواقع الإلكترونية لا يفي بالغرض، لأنه لا ينقل إلينا المشاعر الحقيقية لدى المتحاورين، فعلامة الوجه الضاحك المُستخدمة قد تدل على الشماتة كما قد تدل على الهزل، فهي بذلك حمالة أوجه. عموماً لا أقصد الإطالة حول هذه الجزئية.

    أولاً: أجد أن الفكرة قد وصلت بشكل كامل لديك، وهي أن للظواهر وجودها وحركتها قبل اكتشاف قوانينها، وسواء استخدمتُ المثال الصحيح أو الخاطئ فإن الفكرة هي ما يجب أن تكون الفاصل بيننا.

    ثانياً: أمّا عن قولك فيما يتعلق باختراع قوانين الفيزياء لا اكتشافها وعلاقة ذلك بموضوع المقال، فهو غير دقيق، وعليكَ أولاً أن تدحض فرضية أن قواعد اللغة وإملائها موجودة قبل تقعيدها، فسواء أكانت قوانين الفيزياء تخترع ولا تكتشف أم لا، فإننا أمام فرضية (أملكُ لها أدلة وبراهين) تقول إن اللغة لها قوانينها المستقلة حتى قبل تدخل اللغويين والنحويين بتقعيد اللغة سواء باكتشافها أو اختراعها. (عن نفسي أرى أن قواعد الله تكتشف ولا تخترع)

    ثالثاً: هنالك فارق (وأنتَ تعلم ذلك) بين القوانين الفيزيائية وبين إمكانية الاستفادة من هذه القوانين لاختراع مخترعات أو صياغة تطبيقات علمية. وأعتقد أن واحدة من نتائج النسبية العامة لأينشتاين هي كونية القوانين الفيزيائي؛ فالظواهر الطبيعية هي في حقيقتها تطبيقات لقوانين الفيزياء، وربما لا يجدر بنا اعتبار الصياغات الرياضية لمجمل القوانين المنتجة لهذه الظواهر اختراعاً للقوانين الفيزيائية. فسواء استطاع أرخميدس أن يصوغ ظاهرة الطفو بطريقة رياضية أم لم يستطع فإن ظاهرة الطفو تحدث فعلاً بناءً على قوانين فيزيائية مستقلة ومتحررة من الصيغ الرياضية التي تحاول تفسير هذه الظاهرة.

    رابعاً: تتكلّم عن رأيك الشخصي حول الأساس العلمي للظواهر اللغوية وخطل تقعيدها في قواعد، والواقع يقول إن اللغة لها قواعدها فعلاً، وربما كانت هنالك العديد من النظريات اللغوية التي تناولت اللغة من جانب آخر خلاف الجانب الكلاسيكي الذي يتناول قواعد اللغة، وتحدث اللغويون عن مفهوم اللغة المعيارية واللغة الحيوية، وربما من المفيد أن نراجع منتجات وإسهامات فقه اللغة حول هذا الأمر قبل التطوّع بإبداء رأي ربما قد يفتقد إلى الدقة.

    خامساً: أتعجب كثيراً من اعتماد البعض على مقولة (هذا الأمر ليس بشيء جديد وقد تمت مناقشته من قبل) واعتمادها كحجة، فهل كون ما أتطرق إليه أمراً مطروقاً يحول دون مناقشته من قبلي؟ وهل رؤية محسن خالد حول ضرورة تغيير الرسم القرآني لا تعبّر فعلياً عن الأزمة التي يتناولها المقال؟ إننا –يا عزيزي- نتكلم عن الواقع، والواقع يقول إن الرسم القرآني مختلف حالياً عن الإملاء القواعدي وإلى حين يأخذ اللغويون برأي محسن خالد أو غيره ويتم تغيير الرسم القرآني أو الإملائي فإننا سوف نظل أمام حقيقة أن هنالك تناقضاً كبيراً بين الاثنين (الرسم القرآني والإملاء القواعدي) وهو ما يجعل تساؤلاتي في هذا المقال مشروعة ومنطقية.

    سادساً: أمّا عن التواتر السماعي في نقل القرآن فإنه لا يتعلق بالأمر، فالنقل المتواتر لا يعني النقل الإملائي ونقل الرسم (وهو ما يناقشه المقال) وربما تعلم أن هنالك قراءات متعددة قد تصل إلى أكثر من (7) قراءات غالبيتها منقولاً تواتراً ورغم ذلك فهنالك قراءات شاذة، ولكن هل لهذا الأمر علاقة بالرسم القرآني؟ أم أن الرسم القرآني –نفسه- تم نقله تواتراً؟ هذا الأمر لا يصح مناقشته في رأيي دون أخذ حوادث جمع القرآن بعين الاعتبار، لاسيما الخلافات والإشكاليات الكبرى التي اكتنفت هذه العملية؛ لاسيما وأننا نعلم أن هنالك عدداً من المصاحف التي تم حرقها وإلغاؤها.

    سابعاً: أما عن الاستشهاد بالمفسرين الكلاسيكين وعدم الاستشهاد بهم، فإنني لم أعنك بصورة خاصة، ولكن غالباً ما أُفاجأ برفض البعض النقل عن المفسرين الأولين في مواطن، وجرأتهم على النقل عنهم في مواضع أخرى. فكيف لك مثلاً أن تستشهد بأقوال المفسرين حول آية (أكاد أخفيها) مثلاً وفي نفس الوقت ترفض الأخذ عنهم في تفسيرهم لآية مثل (والشمس تجري لمستقر لها) فنقرأ في تفسير الطبري ما يلي حول هذه الآية:
    Quote: وقوله : { والشمس تجري لمستقر لها } يقول تعالى ذكره : والشمس تجري لموضع قرارها , بمعنى : إلى موضع قرارها ; وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر الرواية بذلك : 22288 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا جابر بن نوح , قال : ثنا الأعمش , عن إبراهيم التيمي , عن أبيه , عن أبي ذر الغفاري , قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد , فلما غربت الشمس , قال : " ويا أبا ذر هل تدري أين تذهب الشمس ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم , قال : " فإنها تذهب فتسجد بين يدي ربها , ثم تستأذن بالرجوع فيؤذن لها , وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت , فتطلع من مكانها , وذلك مستقرها " وقال بعضهم في ذلك بما : 22289 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { والشمس تجري لمستقر لها } قال : وقت واحد لا تعدوه وقال آخرون : معنى ذلك : تجري لمجرى لها إلى مقادير مواضعها , بمعنى : أنها تجري إلى أبعد منازلها في الغروب , ثم ترجع ولا تجاوزه. قالوا : وذلك أنها لا تزال تتقدم كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع .
    فهل توافق على تفسير الطبري أن المراد من جريان الشمس لمستقر لها هو ما ذهب إليه؟

    ثامناً: أمّا عن الاعتماد على سبب نزول الآيات، وعلاقة ذلك بالتفسير والتأويل، فإن هذا الأمر إن كان له أن يكون صحيحاً، فهو يعني تعطيل آيات القرآن أو أغلبها، لأن غالبية آيات القرآن نزلت في مناسبات محددة، وإذا كان لنا أن نأخذ القرآن بمناسباته، فهذا بالضرورة يعني ألا نخرج الآيات من سياقها التاريخي، وهو ما يجعلنا نتساءل عن العلاقة بين اللغة كحامل للمعنى، وبين المعنى الذي من المفترض أن يكون متحركاً حتى يُمكن تطبيقه في كل زمان ومكان. فإن كانت آية {{إن الساعة آتية أكاد أخفيها}} نزلت في معرض الحديث عن موسى، فهذا لا يعني أن معنى الآية المحمول قابل للتعميم، فلا أحد حتى الآن يُمكن الجزم بموعد الساعة، سواء أكان هذا الخطاب لموسى وقومه أم لا. وكذلك الأمر للعديد من الآيات، لاسيما المتعلقة بالتشريع. فهل كون آية {{إن الصفا والمروة من شعائر الله}} خطاباً للمسلمين الأوائل بمناسبة محددة، يجعله غير قابل التطبيق والتعميم على المسلمين اليوم؟ ولنقرأ هذه الآية ونتناقش حولها {{.. فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً}}[الأحزاب:37] هذه الآية معلومة فيمن ولِم نزلت، ولكنها تشتمل على تشريع وهو (جواز الزواج من زوجات الأدعياء بعد أن يقضوا منهن وطراً) وربما تعلم الإشكاليات التاريخية حول هذه الحادثة، ولكن ماذا يقول الطبري في تفسير هذه الآية.
    Quote: القول في تأويل قوله تعالى : { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم عتابا من الله له { و } اذكر يا محمد { إذ تقول للذي أنعم الله عليه } بالهداية { وأنعمت عليه } بالعتق , يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أمسك عليك زوجك واتق الله } , وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبته , وهي في حبال مولاه , فألقي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع , فأراد فراقها , فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم زيد , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أمسك عليك زوجك } وهو صلى الله عليه وسلم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها , { واتق الله } وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } يقول : وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها , والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } يقول تعالى ذكره : وتخاف أن يقول الناس : أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها , والله أحق أن تخشاه من الناس . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 21754 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام , وأنعمت عليه أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه } قال : وكان يخفي في نفسه ود أنه طلقها . قال الحسن : ما أنزلت عليه آية كانت أشد عليه منها قوله : { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } ولو كان نبي الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتمها { وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } قال : خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم مقالة الناس . 21755 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش , ابنة عمته , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يريده وعلى الباب ستر من شعر , فرفعت الريح الستر فانكشف , وهي في حجرتها حاسرة , فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ; فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر , فجاء فقال : يا رسول الله , إني أريد أن أفارق صاحبتي , قال : " مالك , أرابك منها شيء ؟ " قال : لا , والله ما رابني منها شيء يا رسول الله , ولا رأيت إلا خيرا , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمسك عليك زوجك واتق الله " , فذلك قول الله تعالى : { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه } تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها . 21756 - حدثني محمد بن موسى الجرشي , قال : ثنا حماد بن زيد , عن ثابت , عن أبي حمزة , قال : نزلت هذه الآية : { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } في زينب بنت جحش . 21757 - حدثنا خلاد بن أسلم , قال : ثنا سفيان بن عيينة , عن علي بن زيد بن جدعان , عن علي بن حسين , قال : كان الله تبارك وتعالى أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أن زينب ستكون من أزواجه , فلما أتاه زيد يشكوها قال : اتق الله وأمسك عليك زوجك , قال الله : { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } . 21758 - حدثني إسحاق بن شاهين , قال : ثنا داود , عن عامر , عن عائشة , قالت : لو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما أوحي إليه من كتاب الله لكتم : { وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } .

    تاسعاً: أما عن الصفا والمروة، وقولك (المسألة ببساطة هي أن التحرج من تكرار نفس الطقوس في الجاهلية الإسلام سواء أكانت هنالك أصنام أم لا) فأرجو أن تتذكر أن مناسك الحج كلها تقريباً كانت تؤدى في الجاهلية، وعندها يكون السؤال: فلماذا إذن كان التحرّج في السعي بين الصفا والمروة دوناً عن بقية المناسك؟ وهل لا يُمكن قراءة قوله {{من شعائر الله}} كافياً لزرع الطمأنينة في قلوب المسلمين؟ ومازلتُ أرى أن الأصج هو قوله {{... أن يسعى بينهما}} وليس {{.. أن يطوّف بهما}} لأن الطواف شيء والسعي شيء آخر.

    مودتي واحترامي
                  

02-11-2011, 05:12 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    العزيز: محمد الزين الشفيع
    تحياتي

    تقول:
    Quote: الَّذي أحارُ لأمرِه ، أنَّكَ تُناقِضُ نفسَكَ بنفسِكَ ، وإنْ كنتَ لا تدّعي الْحقيقة الْمُطلقة كما تقول وتزعُم، إذن فلماذا تستخدم شبهَ الْجُملةِ الْمُكوَّنةِ من الْجار والْمَجرور ( على الإطلاق )
    أولاً يا عزيزي، ليس في الأمر أيّ تناقض. فأنا فعلاً لا أملك الحقيقة الكاملة والمطلقة، ولا أحد يملكها بالمقابل، ولكن عندما أتكلم عن الإطلاق، في قولي (على الإطلاق) فإنني أتكلم عن الإطلاق في رأيي الشخصي الذي أؤمن به حتى ولو بشكل مبدئي. فأنا مثلاً لا أحب الكوسة على الإطلاق؛ فهل لديك أيّ مانع في إطلاق هذه الكراهية إن كان الإطلاق يخصني؟ (وجه ضاحك) وأرجو أن تراجع معي المقال لتقف على الكلمات التي كانت تشير إلى أن ما أفرده من آراء هي أرائي الشخصية، تتنافى مع الإطلاق، ولا أدري لِم لم تنته إليها في قراءتك للمقال:
    Quote: لا نجد في تاريخ اللغة ما يُمكن الاعتماد عليه من عمليات تقعيد للغة وإملائها. والراجح عندي أن العرب لم تهتم بذلك كثيراً لأنها لم تكن تعتمد على الكتابة كثيراً

    Quote: ولكن يبدو أنه كان هنالك ما يُشبه الاتفاق على إملاء قياسي أو معياري يتم استخدامه في المكاتبات العامة

    Quote: والحقيقة أننا في الغالب الأعم نكتشف العلوم ولا نخترعها

    Quote: فهو إذن مكتوب بالعربية التي كانت معروفة القواعد أصلاً، ولكننا قد نختلف حول ما إذا كان فعلاً غير ذي عوج أم لا

    ثم فلننظر إلى عبارة (على الإطلاق) التي تعتبرها مأخذاً عليّ ولنر إن كنتَ تنصفني أم لا
    Quote: وقد يقول قائل إن اللغة العربية هي أقدر اللغات الحية على احتمال المحتوى والتعبير الدقيق عنه، ولطالما تغنى الناس بثراء اللغة العربية وغناها، ولكننا من معرفتنا عن اللغة العربية نعرف جيداً أن اللغة العربية ليست كذلك على الإطلاق
    هذه الجملة تحاول نفي الإطلاق عن ثراء اللغة العربية، فهل تعتقد أنتَ أن العربية لغة ثرية مُطلقاً؟ ثم إن اعتقادي الشخصي بعدم ثراء اللغة العربية ينفي هذا الإطلاق؛ أليس كذلك؟
    Quote: إن اللغة العربية لغة ليست دقيقة المعنى على الإطلاق
    هذه الجملة تحاول نفي الإطلاق عن دقة المعنى في اللغة العربية؛ وهي كسابقتها. فهل ترى أنتَ أن العربية لغة دقيقة مُطلقاً، فهل هي أدق من الفرنسية أو الإنكليزية مثلاً ومن كافة اللغات بشكل مطلق؟ إن واحدة من أدلتي على عدم دقة اللغة العربية هو اختلاف المفسرين في تأويل وتفسير آيات القرآن، فلو كانت العربية دقيقة وواضحة المعنى لم اختلف المفسرون في تفسير الآيات؛ أليس كذلك؟
    Quote: وهذا لا يُمكن اعتباره من الرسم الإملائي على الإطلاق
    هذه الجملة تتكلم عن الفارق بين الرسم الإملائي ونوعية الخطوط العربية، فهل ترى أنتَ أمراً عكس هذا؟ وإن كنتَ توافقني في أن اختلاف رسم الحروف العربية وفقاً لنمط الخط المستعمل لا يعني اختلافاً في الرسم الإملائي؛ أفلا تعتقد معي أن اختلاف نمط الخط لا يعني اختلافاً في الرسم الإملائي على الإطلاق؟

    إنني يا عزيزي، لا أحاول إعجازك في شيء، بل هي محموعة كبيرة من التساؤلات التي أتمنى أن أجد عليها إجابات منطقية وحقيقية، فلا تعتبر أن الأمر نوع من التحدي أو أيّ شيء من هذا القبيل. وأرجو (بالمرّة) أن تناقش معي حول هذه الآية {{ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}}[الأنفال:19] فهل هذه الجملة شرطية (فعل الشرط + جواب الشرط) أم هي جملة خبرية مبنية في الماضية؟ ماذا إن قال أحدنا: "إن تذاكر فقد نجحت"، هل هذه الجملة صحيحة الصياغة في رأيك؟

    أمر آخر (وجه ضاحك ومكّار)
    Quote: يا صديقي هشام لا تَحْسَبَّنَ أنَّ الأمرَ صَعْبٌ عليَّ
    ألا تعتقد أنك أخطأت في استخدام (أنّ) بعد التوكيد، وكان من المفترض أن تقول: "لا تحسبن الأمر صعب عليّ" وذلك كما في قوله {{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً}} فلم يقل: {{ولا تحسبن أن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً}}
    Quote: بإعْمَالِ الْفكرِ فيما قيلَ وأُهْريقَ وكُتِبَ الْمِدادُ فيه
    هي تقصد (أهرق)

    غايتو إنتاااا (وجه هازل)
                  

02-12-2011, 07:47 PM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    صديقي الْعَزيز / هشام آدم .
    أرجو أنْ تكونَ ومَنْ يُشاطرونَكَ الدِّيارَ بخير .
    تقولُ يا صديقي :

    Quote: : بإعْمَالِ الْفكرِ فيما قيلَ وأُهْريقَ وكُتِبَ الْمِدادُ فيه
    هي تقصد (أهرق)


    لا بل أقصِدُ ذاتَ الْفعلِ الْمبني للمجهول ( أُهريقَ ) ، وكما تعلم فالْمِدادُ نائبُ فاعلٍ لذلك الْفعل .
    أمّا ( أهْرَقَ ) الَّتي أتيتَ بها أنتَ ، فهي فعلُ ماضٍ مبني على الْفتح .

    وإن كان لديكَ شَكٌّ لُغَويٌّ في صحَّةِ الْفعلِ ( أُهريقَ ) ، فانظُرْ غيرَ مأمورٍ إلى الْمُعجمينِ التَّالييْن :

    ( 1 ) مُعجمُ لسانِ الْعرب :

    Quote: وأصل أَراقَ أَرْيَقَ، وأَصل يُرِيِقُ يُرْيِقُ، وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ، وإنما قالوا أَنا أُهَرِيقُه
    وفي الحديث: أُهْرِيقَ دَمُهُ؛ وتقدير يُهَرِيقُ، بفتح الهاء، يُهَفْعِلُ، وتقدير مُهَرَاق، بالتحريك، مُهَفْعَل؛ وأما تقدير يُهْرِيق، بالتسكين، فلا يمكن النطق به لأن الهاء والفاء ساكنان، وكذلك تقدير مُهْرَاق، وحكى بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ

    انتهى قَوْلُ لسانِ الْعرب.
    **
    ثمّ انْظُرْ هُنا :
    مُعجمُ الصَّحَّاحِ في اللُّغة :
    Quote: وهَراقَ الماءَ يُهَرِيقهُ بفتح الهاء، هِراقَةً، أي صبَّه.
    وأصله أَراقَ يُريقُ إراقَةً.
    وفيه لغةٌ أخرى: أَهْرَقَ الماءَ يَهْرِقُهُ إهْراقاً.
    وفيه لغة ثالثة: أَهْراقُ يُهْريقُ إهْراقاً، فهو مُهْريقٌ، والشيءُ مُهْراقٌ ومُهَراقٌ أيضاً بالتحريك.
    وفي الحديث: "أهْريقَ دَمُهُ".

    انتهى قوْلُ الصَّحَّاحِ في اللُّغة.

    وإن رأيْتَ غيْرَ الَّذي أتيْتُكَ بهِ هُنا ، فَهَـاتُه !.

    ***
    تقول :
    Quote: ( وأرجو (بالمرّة) أن تناقش معي حول هذه الآية {{ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}}[الأنفال:19] فهل هذه الجملة شرطية (فعل الشرط + جواب الشرط) أم هي جملة خبرية مبنية في الماضية؟


    من الْمَعلومِ والْمعروفِ أنَّهُ يجبُ اقترانُ جوابِ الشّرطِ بالفاءِ إذا كان جوابُ الشّرطِ جُملةً فعليَّةً سُبِقَتْ بـ ( ما ) أو ( قد ) ، أو ( لن ) أو ( حرف السّين ) ، هكذا تكلَّمَتِ الْعربُ ، وجَرَتْ ألْسِنتُهم على هذا الْقَوْل ، فانتبِهْ لأقوالِ الْقُدَامى يا صديقي !.
    وردًّا على تَساؤلِك حَوْلَ الشّرطيَّة ، أقولُ :
    إي ، نعم ، فالْجُملة في هذه الآية شرطيَّة يا صديقي ، فعلُ الشَّرطِ فيها فعلُ مُضارعٍ مَجزوم بحذف النُّون لأنَّهُ من الأفعالِ الْخمسة ، وجواب الشّرط فيها هو الْجُملةُ الْفعليَّة، والْجُملةُ الْفعليَّة في محلِّ جزمٍ لجوابِ الشَّرط.
    وهي مِثْلُها مثل بقيّة الآياتِ الآتية :

    1/ يَقولُ تَعَالَى : ( إنْ تَتُوبَا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قَلُوبُكُمَا ) .
    2/ يَقولُ تَعَالَى : ( منْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أطاعَ الله ) .
    3/ يَقولُ تَعَالَى : ( قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لهُ من قبْل ).

    فالأفعالُ في أُسلوبِ الشَّرط - كما تعلم يا صديقي - تأتي على أربعِ حالات :
    1/ إمَّا أنْ يكونَ الْفعلانِ ( فعلَ الشَّرط – وفعلَ جوابِ الشَّرط ) ماضيَيْن ، مثل :
    ( إنْ عُدْتُم عُدْنا ) ..

    أو :
    2/ أنْ يكون الْفعلانِ ( فعلَ الشَّرط – وفعلَ جوابِ الشَّرط ) مُضارعيْن ، مثل :
    ( إنْ تَعودوا نَعُدْ ) .
    انظُرْ إلى قَوْلِ قديمهم حينَ قال ، أظُنُّهُ قعنب بن أُمِّ صاحب :
    إنْ يَسْمَعوا سُبَّةً طاروا بها فرَحًا عَنِّي **** وما يَسْمَعوا من صالِحٍ دَفَنُوا .

    أو:
    3/ أن يكونَ فعلُ الشَّرطِ ماضيًا وفعلُ جوابِ الشَّرطِ مُضارعًا ، مثل :
    ( مَنْ كانَ يُريدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِه ) .

    أو :
    4/ أن يكونَ فعلُ الشَّرطِ مُضارعًا وفعلُ جوابِ الشَّرطِ مُاضيًا ، انْظُرْ قولَ الْمُصطفى صلوات ربِّي وسلامُهُ عليه :
    ( مَنْ يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ ، فقدْ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهْ ) .

    ولكَ أنْ تنْظُرَ أيْضًا في قوْلِ الشَّاعر :
    إنْ تَصْرِمُونا وَصَلْنَاكم وإنْ تَصِلوا **** مَلأْتُم أنْفُسَ الأعْداءِ إرْهابا .



    Quote: ( ماذا إن قال أحدنا: "إن تذاكر فقد نجحت"، هل هذه الجملة صحيحة الصياغة في رأيك؟ ) .



    في تقديري وعلى حسبِ ما أعلمُهُ في أُسلوبِ الشَّرطِ أنَّ جُملتَكَ صحيحةٌ جدًّا ، ولا غُبارَ عليها ، ويُحَقِّقُ ما أوردتُهُ لك في ( 4 ) ، فَفِعْلُ شرطِ جُمْلَتِكَ فعلُ مُضارع ( تُذاكر ) ، وفعلُ جوابِ شرطها فعلُ ماضي ( نجح ) .
    وأمَّا إنْ كنتَ تبحث عن جزمِ جوابِ الشَّرط ، فاعْلَمْ أنَّ الْجُملةَ الْفعليَّةَ ( نَجَحْتَ ) والَّتي تبدأُ بالْفعلِ الْماضي ( نَجَح ) في مَحلِّ جزمٍ لجوابِ الشَّرط .


    ولكَ التَّحيَّةُ أبدًا .

    أخوك / محمَّد زين .
    _____________________
    * سأُحاولُ في الأيّامِ الْقادمة أن أتحدّثَ لك – كما طلبْتَ - عمَّا أعلمُهُ عنِ الإمْلاءِ الْعربي ، ورسمِ الْقُرْآنِ الْكريمِ على وَجْهِ الدِّقَّةِ والتَّحديد ، وأرجو أنْ أُوَفَّق في أن أجدَ من الأزمانِ مُتَّسعًا ، لأدليَ بدِلائي فيه .
                  

02-12-2011, 10:50 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    Quote: "هل يُمكن استخدام الرسم القرآني في الكتابة الاعتيادية؟

    Thanks Hisham for posing these legitimate questions...

    We need to pose more critical questions in dealing with our heritage, sacred or historical...

    One of the areas I hope you would cover is the importance of using a Contemporary version of Koran... it would be helpful for muslims and non-muslims as well...
    I attempted to do this few years ago in re-writing couple of Ayas in a Contemporary Arabic language however, it was not welcome even by some open-mind Muslims...
    Their argument: You can't change the word of Allah
    My argument: Why not? we did this when we translated to other languages, and it's time to 'translate' it to our current Arabic language...!


    thanks again

    mohamed elgadi

    P.S. I suggest you publish this article in your Blog at the same time you do here... it's easier to follow it on the Blog than Sudaneseonline
                  

02-13-2011, 05:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Mohamed Elgadi)

    صديقي العزيز: محمد زين الشفيع
    تحياتي
    Quote: من الْمَعلومِ والْمعروفِ أنَّهُ يجبُ اقترانُ جوابِ الشّرطِ بالفاءِ إذا كان جوابُ الشّرطِ جُملةً فعليَّةً سُبِقَتْ بـ ( ما ) أو ( قد ) ، أو ( لن ) أو ( حرف السّين ) ، هكذا تكلَّمَتِ الْعربُ ، وجَرَتْ ألْسِنتُهم على هذا الْقَوْل ، فانتبِهْ لأقوالِ الْقُدَامى يا صديقي !.
    وردًّا على تَساؤلِك حَوْلَ الشّرطيَّة ، أقولُ :
    إي ، نعم ، فالْجُملة في هذه الآية شرطيَّة يا صديقي ، فعلُ الشَّرطِ فيها فعلُ مُضارعٍ مَجزوم بحذف النُّون لأنَّهُ من الأفعالِ الْخمسة ، وجواب الشّرط فيها هو الْجُملةُ الْفعليَّة، والْجُملةُ الْفعليَّة في محلِّ جزمٍ لجوابِ الشَّرط.
    ربما تدرك الآن لِم نعتكَ الأخ: موسى آدم بالأرثوذكسي الحنبلي (رغم أن الإمام أحمد بن حنبل كان مناهضاً لمذهب النحاة على ما أتذكر). إن ما تقدمت به من تفسير لهو دليل على ما يُمكن تسميته بـ(سدانة اللغة) التي تكلّم عنها كثير من اللغويين المتأخرين، وربما لم يخطئوا عندما قالوا إن آفة اللغة نحاتها. لاشك لدي في أنكَ نحوي من طراز رفيع، ولكن يا صديقي أنتَ كمن يحرس قبراً للمومياءات؛ فأنتَ –كغيركَ من السدنة- لا تكاد تعترف بحيوية اللغة وحركتها وتطوّرها. تلك كانت أبرز منتجات ما يُسمى بفلسفة اللغة، أنها لا تعترف بجمود اللغة واعتبارها شيئاً صلداً، ومحاولات تأطيرها في قوالب محددة تفتقر إلى المرونة، ولا تعترف بقدرة اللغة على تجاوز التاريخ عبره، وأنها تفهم اللغة كشكل من أشكال التواصل الإنساني (بمعنى أن الإنسان هو من يأثر باللغة وليس العكس) تستفيد من حركة الإنسان وتتأثر به لا كقواعد صلدة منقولة بالتواتر (وهو ما أشار إليه الصديق اللديز: محمد قرشي عباس في إحدى مداخلاته) إن أولى الانتقادات التي توجه إلى هذا الأسلوب القواعدي –بالإضافة إلى عدم اعترافه بحيوية اللغة وتاريخانيتها- هو استحالة الاتفاق على تقعيدها قياساً، فشواذ النحو اللغوي تهدم ركن القياس من الأساس، ولسوء حظ النحاة فإن هذه الشواذ كثيرة للغاية، حتى لا تكاد قاعدة نحوية تخلو منها، وهنا يجدر بنا ملاحظة الفارق النوعي بين القاعدة والقانون، فغالبية النحاة يحلو لهم اعتبار قواعد اللغة قانوناً لا يُمكن خرقه. إنهم –بذلك- يخلعون على اللغة عباءة سلفية، فهم يريدوننا أن نتكلم وأن نكتب كما كانت العرب تكتب وتتكلم قبل آلاف السنين. فلاسفة اللغة يا صديقي يرون أن كل جملة شرطية تقع في الزمان المستقبلي سواء أجاء فعل الشرط في الماضي أو المضارع، فسواء قلت: "إن تذاكر تنجح" أو "إن ذاكرتَ تنجح" فإن الجملة مستقبلية؛ لأن كلا الفعلين لم يحدث بعد، فلا هو ذاكر ولا هو نجح بعد. أما قولنا "إن تذاكر فقد نجحت" فهو من التراثيات اللغوية التي لم تعد مستخدمة. وإن نحن قرأنا {{فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك}}[آل عمران:184] فهي –وما على شاكلتها- في جملة إخبارية وليست شرطية. (مع ملاحظة استخدامه صيغة المذكر في قوله (كُذب) مع أن (الرُسل) مُؤنث، ولقد تم استخدام صيغة المؤنث مع هذه الكلمة من قبل في قوله {{تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات}}[الأعراف:101] وفي مواطن أخرى كثيرة) فالشرط لابد أن يكون مستقبلاً في زمانه، لأنها في الأصل –كما يعتقد فلاسفة اللغة- جُمل احترازية في المستقبل. الجملة الشرطية لابد أن تحتوي على مكافأة أو مقابل (رد فعل) "إذا حصل كذا تحصل على كذا في المقابل" أو "سيحصل كذا في المقابل" أو "لابد أن يحصل كذا في المقابل" وكذلك في النفي "إذا لم يحصل كذا، فلن يحدث كذا" أو "سيحصل كذا" وكذلك الشرط المزدوج، أما الجملة الإخبارية فلا تشترط المكافأة. انظر معي الآية من جديد وحاول أن تعثر على المكافأة المرجوة من جواب الشرط {{إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}}[الأنفال:19] فهل جاء الفتح (في زمان الجملة) أم لا؟ وهل استفتحوا (في زمان الجملة) أم لا؟ إن صياغة الجملة بهذه الصورة لا تكاد توضح ذلك، على عكس الجملة الشرطية المستقبلية.

    إن ارتباط اللغة العربية بالقرآن جعلهما في مأزق كبير، فلم تعد اللغة قادرة على الحركة في محيطها التاريخي كما يجب، وبالتالي لم يعد القرآن قادراً على مواجهة حركة اللغة القسرية داخل التاريخ، فساعد القرآن –بقداسته- على حجز اللغة وحصرها داخل صومعة القداسة ما جعلهما يبدوان خارج التاريخ وحركته. إذا كان القرآن مكتوباً بلغة العرب الأولين فإنه لا وجود لهذه اللغة اليوم، فإن كان القرآن بليغاً فهو كذلك في زمانه وعصره، وإذا كان فصيحاً فهو كذلك فقط في زمانه وعصره، وهذا –لسوء حظ النحاة والقائلين ببلاغة القرآن- هي سنة الحياة وناموسها الأبدي. واقرأ معي هذا المقطع لنتعرّف على معنى حركة اللغة التاريخية:
    Quote: From fairest creatures we desire increase,
    That thereby beauty's rose might never die,
    But as the riper should by time decease,
    His tender heir might bear his memory:
    But thou contracted to thine own bright eyes,
    Feed'st thy light's flame with self-substantial fuel,
    Making a famine where abundance lies,
    Thy self thy foe, to thy sweet self too cruel:
    Thou that art now the world's fresh ornament,
    And only herald to the gaudy spring,
    Within thine own bud buriest thy content,
    And, tender churl, mak'st waste in niggarding:
    Pity the world, or else this glutton be,
    To eat the world's due, by the grave and thee

    هذه واحدة من سونيتات الشاعر الإنكليزي شكسبير، لاحظ إلى الكلمات التي تمّ تلوينها بالأحمر، وهي كلمات من الإنكليزية القديمة والتي لم تعد مستخدمة الآن، ورغم أنه لا يُمكننا أن نقول إن شكسبيراً كان مخطئاً إلا أننا –أيضاً- لا يُمكن أن نصحح هذه الكلمات في هذا العصر، فتلك الكلمات لم يعد لها استخدام أو وجود في الإنكليزية المعاصرة. وهكذا فإن اللغة لها حركتها المتغيّرة، وما يفعله النحاة هو أنهم يحاولون إيقاف حركة التاريخ في محاولة منهم لجعلنا نبدو كائنات متحجرة تتحدث بطريقة اندثرت وبادت مع أصحابها. وإذا أمعنت النظر في العربية قبل الإسلام والعربية بعد الإسلام ستعرف أن اللغة متحررة ومرنة بالفعل، وزاخرة بلغتها الحيوية، فلم يتوجب علينا أن نتكلم –الآن- كما تكلّم العرب قبل آلاف السنين؟ إن هذا يشي بفداحة الربط بين القرآن واللغة وهو ما ناقشته من قبل في مقال آخر بعنوان (اللغة وطابو القداسة)

    تحياتي لكَ مُجدداً، ولنا حديث مطوّل بعد مداخلتك القادمة
                  

02-13-2011, 06:03 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    عزيزي: محمد زين الشفيع

    ربما تتذكر هذه المداخلة من بوست Re: بين حجرين - رواية :
    Quote: جزء من رسالة الماجستير التي أحضرها الآن، تتعلق بمسألة "فلسفة اللغة" استناداً على علم موجود أصلاً هو "فقه اللغة" و "فقه النحو" والمدهش في الموضوع، أن هذا العلم، الذي إن تمّ فسوف يكون من العلوم الممتعة بعكس القواعد اللغوية المعروفة بجمودها. وهو مبحث نحو جعل قواعد اللغة أكثر مرونة مما هي عليه الآن.
    وهو متوافق لما جاء في مداخلتي السابقة

    أرجو أن الأمر قد وصل بشكله الكامل
                  

02-13-2011, 05:19 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Mohamed Elgadi)

    Thank you my dear to this Intelligent comment Indeed, there are attempts to translate the Qur'an into many local dialects and perhaps the most notably attempt is the translation of the Qur'an into Moroccan dialect. In the fact reading the Qur'an in the original language is very difficult, especially on a large number of ordinary people and the illiterates, there are a large number of people who read the Qur'an without understanding the real meanings of which at least partially, here's this link and joy it

                  

02-13-2011, 11:02 PM

محمد قرشي عباس
<aمحمد قرشي عباس
تاريخ التسجيل: 03-19-2010
مجموع المشاركات: 3195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    الصديق العزيز / هشام

    رغم أني وعدتك بعدم الكتابة إلا حين تفرغ لرد شامل لا ينتقى أو يتضمن الأفكار ..
    إلا أن مداخلتك الأخيرة لي تغريني بالعودة لمربع الحوار بين الأصدقاء دون الخوف من سوء الفهم ..
    و مع هذا أحذرك بأن هذه مداخلة عجلى لا تجويد فيها للأسف !!

    حسنا ..
    بالنسبة للفيزياء و القوانين و الظواهر و ماهية التفسير و الرياضيات ..
    Quote:
    هنالك فارق (وأنتَ تعلم ذلك) بين القوانين الفيزيائية وبين إمكانية الاستفادة من هذه القوانين لاختراع مخترعات أو صياغة تطبيقات علمية. وأعتقد أن واحدة من نتائج النسبية العامة لأينشتاين هي كونية القوانين الفيزيائي؛ فالظواهر الطبيعية هي في حقيقتها تطبيقات لقوانين الفيزياء، وربما لا يجدر بنا اعتبار الصياغات الرياضية لمجمل القوانين المنتجة لهذه الظواهر اختراعاً للقوانين الفيزيائية. فسواء استطاع أرخميدس أن يصوغ ظاهرة الطفو بطريقة رياضية أم لم يستطع فإن ظاهرة الطفو تحدث فعلاً بناءً على قوانين فيزيائية مستقلة ومتحررة من الصيغ الرياضية التي تحاول تفسير هذه الظاهرة

    الحقيقة أن إفتراض إتساق القوانين الفيزيائية و شمولها* هو أساس قوي للعلم منذ بدأ
    و ما نسبية آينشتين إلا تطبيق لهذا الفهم في مجال محدد هو لا تغاير Invariance قوانين الحركة مع السرعة (مناط الإسناد) ..
    و لكني مع ذلك أجدك قد وضعت العربة قبل الحصان حين جعلت من ظواهر الطبيعة تطبيقات للقوانين !!!
    ثم أتيت بأمر عجاب حين حررت القوانين عن صيغتها الرياضية لتمنحها نوعا من الوجود الأفلاطوني !!
    فظاهرة الطفو هي مشاهدة في الأساس ..
    تجد تفسيرها في نظريات تركيب المادة (القوة الكهرومغناطيسية تحديدا) و تجد وصفها الدقيق في الصيغة الرياضية التي تتنبأ بالمشاهدات كميا ..
    و كل من الظاهرة و النظريات الفيزيائية (و ليس القوانين) المستخدمة لتفسيرها و الصيغ الرياضية الواصفة لها ..
    أقول لكل منهم وجود شبه مستقل عن الآخر !!
    فمثلا ..
    شروق الشمس و حركتها بالسماء حتى غروبها .. ظاهرة
    و فهم أن الأرض تدور حول الشمس أو بالعكس دوران الشمس حول الأرض .. نظرية حول حركة الأجرام السماوية و مسبباتها
    و الصيغة الرياضية لحركة الأجرام السماوية هي ما يوصف بدقة الظاهرة و النظرية في صورة علاقة بين متغيرات
    فالظاهرة ظلت بلا تغيير منذ القدم و لم يختلف حولها أحد ..
    و النظرية تطورت من مفهوم القبة السماوية الصلدة لنظرية بطليموس مرورا بنظرية الجاذبية لنيوتن و إنتهائا بالنسبية العامة لآينشتين ..
    و لكل من هذه النظريات بإستثناء مفهوم القبة السماوية جهاز رياضي يوصف هذه الحركة و يتيح التنبؤ الدقيق بهذه الحركة السماوية ..
    الطريف في الأمر هو الآتي :
    إستنادا لهوكنز فإن كل هذه النظريات بأجهزتها الرياضية ما هي إلا نماذج للتفسير تتساوى في صحتها !!
    و إختيار إحداها أمر متعلق بالخيار الفلسفي و العملي لا أكثر .. فلا يمكن القول بأن إحداها أكثر حقيقية من الأخريات !!
    سأتجاوز النقاش الفلسفي و العلمي الذي يشرح هذه النتيجة التي تبدو عجيبة جدا لمن لا يتابع فلسفة العلوم بجدية ..
    و أكتفي بالخلاصة التي تهمنا في هذا البوست و التي تقول ..
    بأن ظواهر الطبيعة ليست قطعا تطبيقات لقوانين فيزيائية ما ..
    بل إن القوانين المزعومة هذه ماهي إلا نمذجة لمشاهداتنا ..
    و أن ثباتها المزعوم و شمولها لا يسنده إثبات علمي ما ..
    بل هو محض مسلمة فلسفية مفيدة لممارسة العلم !!
    و لو إطلعت على النقاش العظيم حول مشكلة الإستقراء بفلسفة العلوم لوجدت أن هذه المسألة أمر شائك حقا !!
    و يبدو أن كانط Kant كان محقا حين تحدث عن "الشيء في ذاته" !!
    و ربما لهذا كان يحلو لآينشتين أن يصف نفسه بأنه كانطي الهوى !!

    أما عن قولك ..
    Quote:
    أمّا عن قولك فيما يتعلق باختراع قوانين الفيزياء لا اكتشافها وعلاقة ذلك بموضوع المقال، فهو غير دقيق، وعليكَ أولاً أن تدحض فرضية أن قواعد اللغة وإملائها موجودة قبل تقعيدها، فسواء أكانت قوانين الفيزياء تخترع ولا تكتشف أم لا، فإننا أمام فرضية (أملكُ لها أدلة وبراهين) تقول إن اللغة لها قوانينها المستقلة حتى قبل تدخل اللغويين والنحويين بتقعيد اللغة سواء باكتشافها أو اختراعها. (عن نفسي أرى أن قواعد الله تكتشف ولا تخترع)

    فيبدو لي أنه يدحض بقولك :
    Quote:
    أبرز منتجات ما يُسمى بفلسفة اللغة، أنها لا تعترف بجمود اللغة واعتبارها شيئاً صلداً، ومحاولات تأطيرها في قوالب محددة تفتقر إلى المرونة، ولا تعترف بقدرة اللغة على تجاوز التاريخ عبره، وأنها تفهم اللغة كشكل من أشكال التواصل الإنساني (بمعنى أن الإنسان هو من يأثر باللغة وليس العكس) تستفيد من حركة الإنسان وتتأثر به لا كقواعد صلدة منقولة بالتواتر (وهو ما أشار إليه الصديق اللديز: محمد قرشي عباس في إحدى مداخلاته) إن أولى الانتقادات التي توجه إلى هذا الأسلوب القواعدي –بالإضافة إلى عدم اعترافه بحيوية اللغة وتاريخانيتها- هو استحالة الاتفاق على تقعيدها قياساً، فشواذ النحو اللغوي تهدم ركن القياس من الأساس، ولسوء حظ النحاة فإن هذه الشواذ كثيرة للغاية، حتى لا تكاد قاعدة نحوية تخلو منها، وهنا يجدر بنا ملاحظة الفارق النوعي بين القاعدة والقانون، فغالبية النحاة يحلو لهم اعتبار قواعد اللغة قانوناً لا يُمكن خرقه. إنهم –بذلك- يخلعون على اللغة عباءة سلفية، فهم يريدوننا أن نتكلم وأن نكتب كما كانت العرب تكتب وتتكلم قبل آلاف السنين

    و إلا فأنا أعاني من سوء فهم كبير جدا لمرادك ..
    فمن ناحية تصر على أن لللغة قواعدا و إملائا قبل صياغات النحاة ..
    و من ناحية أخرى تؤكد على أن اللغة كائن حي متطور لا يمكن حصره في قواعد جامدة و تنتقد نفس الإستقراء الذي أشرت أنا لسلبياته آنفا !!
    فأرجو توضيح رأيك لأني أراك تنحو لوجهة نظري التي لا تبيح لك إنتقاد القرآن أو أي نص لغوي قديم أصلا إستنادا على توهم كونية لقوانين ثابته ما لأي لغة !!

    Quote:
    أتعجب كثيراً من اعتماد البعض على مقولة (هذا الأمر ليس بشيء جديد وقد تمت مناقشته من قبل) واعتمادها كحجة، فهل كون ما أتطرق إليه أمراً مطروقاً يحول دون مناقشته من قبلي؟ وهل رؤية محسن خالد حول ضرورة تغيير الرسم القرآني لا تعبّر فعلياً عن الأزمة التي يتناولها المقال؟

    لم أورد قدم هذا النقاش كحجة ضد تناوله و لكن أتوقع منك أن تستصحب النقاش الذي تم فعلا فيه حين تناقشه حتى لا نخترع العجلة من جديد !!
    و إيحائك بكونه أزمة ليس صحيحا في نظري لأن النقاش فيه لم ينقطع لبعده عن خانة القداسة أصلا و لإعتماد القرآن على النقل السماعي في الأساس !!
    أحببت فقط أن أقول أن المؤمنين بالقرآن لا يتحرجون من المطالبة بتغيير الرسم القرآني و إن إختلفت منطلقاتهم عن ما تتمسك به من خطأ في ذلك الرسم ..

    Quote:
    أمّا عن التواتر السماعي في نقل القرآن فإنه لا يتعلق بالأمر، فالنقل المتواتر لا يعني النقل الإملائي ونقل الرسم (وهو ما يناقشه المقال) وربما تعلم أن هنالك قراءات متعددة قد تصل إلى أكثر من (7) قراءات غالبيتها منقولاً تواتراً ورغم ذلك فهنالك قراءات شاذة، ولكن هل لهذا الأمر علاقة بالرسم القرآني؟

    التواتر أوردته أنا لتعضيد الإعتماد على القرآن كمصدر للقياس اللغوي حين صياغة القواعد لعدم التيقن من الشواهد النصوصية الأخرى مثله و مقالك قد تطرق لمسألة الأخطاء النحوية و لم يقتصر على مسألة الرسم القرآني .. أما علاقة الرسم القرآني بالقراءات فهو مثال جيد لطلبي بأن تستصحب تاريخ النقاش في هذه القضايا فهناك رأي وجيه بكون أن خيارات الرسم القرآني التي تبدو مخالفة لعوائد الكتابة قد صيغت خصيصا للإشارة لإختلاف القراءات و هناك بحث بعنوان (أثر اختلاف القراءات القرآنية في الرسم العثماني) أقتبس منه تحت عنوان "أهمية الموضوع" :
    Quote:
    يبين هذا الموضوع مزية القراءات القرآنية، وأن لها أثر في كتابة القرآن الكريم بطريقة يحتمل بها الرسم القراءات المختلفة.
    ...
    يجيب هذا الموضوع عن كثير من التساؤلات حول الحكمة من رسم بعض الكلمات القرآنية بطريقة تختلف عن الرسم الإملائي

    و بإمكاني إقتباس العديد من الأمثلة منه و لكن الشاهد أن هذه المسألة (بغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف معها) بها آراء وجيهة لا يجب نفيها بجرة قلم هكذا .. أليس كذلك؟؟

    أما بقية النقاط (التي أعتقد أنها لا تتعلق بشكل مباشر بموضوع المقال) فرغم أهميتها و ربما لأجل ذلك ..
    فسأتجاوزها الآن حتى أمحصها حقها من النقاش لاحقا إن مد الله في العمر .. لأن كلا منها يحتاج لمداخلة خاصة به !!

    مودتي
    ______________________________________________________________
    * مسألة الشمول هذه تعرضت لهزة قوية حين خرق قانون التناظر بين اليمين و الشمال في تحلل النيوترينو
    و مسألة ثبات القوانين لا تزال مثار جدال عظيم بسبب إشعاع هوكنز و مفارقة المعلومات الضائعة !!
                  

02-15-2011, 05:30 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمد قرشي عباس)

    صديقي العزيز: محمد قرشي عباس
    تحيّة طيّبة

    الحقيقة أنني أخطأتُ في التعبير عن مُرادي، وهذا ما تسبب في سوء الفهم، فأنا لم أقصد أن الظواهر الطبيعية هي تطبيقات للقوانين الفيزيائية بمفهومها الرياضي، وأعتذر لك عن هذا الخطأ غير المقصود، إنما كنتُ أقصد أن أقول: إن الظواهر الطبيعية هي عبارة عن تطبيق عملي للقوانين الفيزيائية التي تم اكتشافها لاحقاً ومن ثم صياغتها في شكل جُمل رياضية. فحركة الأرض والكواكب في مداراتها الإهليجية تعد تطبيقاً عملياً لقوانين الجاذبية التي تم اكتشافها لاحقاً وصياغتها في شكل معادلة رياضية كما في قوانين نيوتن للجذب العام سواء القياسي منه أو الاتجاهي، كما في الصورتين أدناه:

    ولا أعتقد أنه بإمكاننا القول بأن هذه المعادلة الرياضية (وما شابهها) هي بالضرورة الشكل الفعلي للقانون الفيزيائي، لأنني أعتقد أن هذه القوانين الرياضية ما هي إلا شكل رمزي رياضي يحاول وضع تفسيرات للظاهرة الطبيعية، وكان من الممكن استبدال هذه الرموز برموز أخرى في حال كان المُنجز البشري قد اتفق على رموز رياضية أخرى، فاللغة في أصلها اختراع بشري، وبهذا فإن الرموز اللغوية والرياضية اختراعات بشرية، ولكن سواء هذا لا يمنع أن للظواهر الطبيعية قوانينها المستقلة والتي من الممكن التعبير عنها برموز رياضية أخرى فقط في حال تم الاتفاق على هذه الرموز من قبل طائفة مستخدمي اللغة. فلو كانت هنالك كائنات أخرى في هذا الكون الشائع فإنه ليس بمقدرونا أن نفترض أن تصوّراتهم للقوانين الفيزيائي مشابهة ومطابقة لتصوّراتنا، فربما كانت لهم صيغ رياضية مختلفة لتفسير ذات الظاهرة الكونية.

    ما أريد أن أقوله إن الظواهر الطبيعية لها قوانينها المستقلة، وسواء عرفنا هذه القوانين أم لم نعرفها فإن هذا لن يُغيّر من الأمر شيئاً، والصيغ الرياضية ما هي إلا رموز لغوية تحاول إيجاد تفسير لهذه الظواهر، فنيوتن لم يخترع قوانين الجذب، بل اخترع صيغها الرياضية، ولا أرى –وهذا رأي شخصي- أي انفصال بين الظاهرة الطبيعية وبين القوانين، فقوانين الطبيعة هي ذاتها الظواهر الطبيعية، لأن هذه الظواهر –في اعتقادي- تسير وفق قوانين محددة، وهذه القوانين يتم اكتشافها وليس اختراع، فما يتم اختراعه هو الصيغة الرياضية لهذه القوانين وهو ما قد يتم التعبير عنه بطرائق مختلفة.

    أما عن التناقض الظاهري حول قواعد اللغة، فإن هذا الأمر –يا عزيزي- ليس تناقضاً على الإطلاق، فالواقع يقول أن ثمّة قواعد لأي لغة، فالتأنيث والتذكير، والجمع والإفراد، والرفع والنصب يتم بناءً على قواعد سماعية قياسية سابقة، وبتفنيدها تم وضع قواعد اللغة ونحوها، ولكن ما مدى إمكانية اعتبار أن هذه القواعد ثابتة وغير متغيّرة؟ هنالكَ –يا عزيزي- فئة من النحاة يحاولون إثبات القداسة للغة باعتبار أنها شيء لا يُمكن التنظير حوله، وهم ما أُسمّيهم بسلفيّ اللغة والنحو، فهم يُريدوننا أن نكتب العربية وأن نتكلّمها كما تكلّم بها العرب القدماء دون أن يدركوا أن للغة حركتها وحيويتها، وأنا شخصياً من أنصار حيوية اللغة وأن لها حركتها الدائمة والمتغيّرة، والمرتبطة بحركة الإنسان وثقافته وبيئته. ولكن عندما نتكلّم عن حقبة تاريخية محددة من تاريخ اللغة فإننا نعلم تماماً أنها تقوم على قواعد قياسية، وعندما قام النحاة بوضع قواعد للغة فإنهم اعتمدوا على هذه القواعد القياسية أو السماعية، معتمدين في ذلك على كلام العرب من نثر أو شعر، وهذا في حدّ ذاته يدل على أن للغة قواعدها المستقلة التي تم الاعتماد عليها في تقعيد اللغة بصورة منهجية، تماماً كما يتم الاعتماد على المشاهدة في تفسير الظواهر الطبيعية ومن ثم صياغتها في رموز رياضية فكما أن الماء يتبخر دائماً عن تعرضه للحرارة اللازمة، فإن النحاة وجدوا استقرائياً أن العرب كانت تجمع كل اسم علم مذكر عاقل خالٍ من التاء في نهايته جمع مذكر سالم، ولاحظوا أن هنالك ما يُشبه الشروط لجمع الاسم على هذه الصيغة من الجموع. فهنالك –كذلك- شروط طبيعية لا تحدث الظواهر الطبيعية إلا عند توافرها.

    تقول:
    Quote: أحببت فقط أن أقول أن المؤمنين بالقرآن لا يتحرجون من المطالبة بتغيير الرسم القرآني و إن إختلفت منطلقاتهم عن ما تتمسك به من خطأ في ذلك الرسم ..
    ولكن –يا عزيزي- الواقع يقول غير ذلك، وربما ترى في الأمثلة التي أوردتها سواء في المقال أو خلال النقاش ما يثبت عكس ما تذهبُ إليه، فهنالك أخطاء إملائية (أو دعنا نقل) إن هنالك اختلافات كبيرة بين الرسم القرآني والرسم الإملائي القواعدي، ولم يتم تغيير الرسم القرآني لدرء هذا الإرباك، وإليك أمثلة أخرى للإفادة:

    [1] {{ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير (*) يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون}}[المجادلة:8/9] استبدال التاء المربوطة في كلمة (معصية) بتاء مفتوحة

    [2] {{والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ... }}[الحشر:9] حذف الألف في واو الجماعة في كلمة (تبوءوا)

    [3] {{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير}}[الممتحنة:4] تم تذكير الفعل (بدا) والأحق لها التأنيث لأن العداوة مؤنث

    [4] {{يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور}}[الممتحنة:12] تم تذكير الفعل (جاءك) رغم أن المؤمنات مؤنث

    [5] {{وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون}}[البقرة:186] حذفت الياء في الكلمات (عبادي) و (عني) و (فإني) و (الداعي) و (دعاني) و (لي) و (بي)

    [6] {{... علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالـءـن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم ... }}[البقرة:187] طريقة رسم (الآن) مختلفة

    [7] {{ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب}}[البقرة:177] وقوله {{وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها }}[البقرة:189] ليس المعلوم أيهما الصحيح (أن) أم (بأن)

    [8] {{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون}}[البقرة:245] استبدال حرف السين في فعل (يبسط) بحرف الصاد مع رسم حرف سين صغيرة عليها


    أما عن إيرادي لموضوع القراءات فهو كان فقط لتفنيد كلامكَ عن التواتر السماعي في القرآن، وأن هذا التواتر لا يمكن الاتفاق عليه؛ لاسيما إذا وضعنا هذه القراءات في الحُسبان، ولاسيما –كذلك- إن كان هذه القراءات منقولة عن كبار القراء كابن عباس وابن مسعود وغيرهما، مع علمنا المسبق بمدى إلمام هؤلاء بالقرآن. ولا تنس أن عثمان بن عفان قام بجمع المصاحف وإحراقها جميعاً والإبقاء على مصحف واحد (أي قراءة واحدة) وكان لهذا الفعل أن يُوحّد الرسم والقراءة ولكن هذا لم يحدث، أفلا يحق لنا بعد ذلك أن نتساءل حول هذا الأمر، وما علاقة هذا الأمر بالرسم القرآني واختلافه بعد ذلك؟


    تحياتي ومودتي التي تعلم
                  

02-16-2011, 04:06 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    الأخُ الْعَزيز / هشام آدم .
    تَقَـبَّـلِ التَّحايا ، وبعدُ :
    * ( الْمُداخلة دي من أمس بس ما كان عندي نت ، والنت عايز فلوس ، والْفلوس عند الْعروس ، والعروس عايزة المنديل ، إلى ..... هودنا يا هودنا .... إلخ .. إلخ ) ( وجه ضاحك ) .
    * ( أيْضًا ساءني ما أخبرتني به عبر الْهاتف قبلَ يومين عنِ الَّذي صار معك هُنا ، وربّما وإلى وقتٍ قريب كنتُ أظُنُّ ، أو لرُبَّما كنتُ أعتقدُ جازمًا أنَّ مُقارعةَ الْحُجَّة بالْحُجَّة هي الأوْلَى والأصْوَب والأحكم في مثلِ هذه الأُمور !) .( لرُبَّما هو وجه حزين وحائر ومندهش في آن ) .

    * تقول :
    Quote: ( ربما تدرك الآن لِم نعتكَ الأخ: موسى آدم بالأرثوذكسي الحنبلي (رغم أن الإمام أحمد بن حنبل كان مناهضاً لمذهب النحاة على ما أتذكر). إن ما تقدمت به من تفسير لهو دليل على ما يُمكن تسميته بـ(سدانة اللغة) التي تكلّم عنها كثير من اللغويين المتأخرين، وربما لم يخطئوا عندما قالوا إن آفة اللغة نحاتها. لاشك لدي في أنكَ نحوي من طراز رفيع، ولكن يا صديقي أنتَ كمن يحرس قبراً للمومياءات؛ فأنتَ –كغيركَ من السدنة- لا تكاد تعترف بحيوية اللغة وحركتها وتطوّرها. )


    أشكرُكَ على الطِّراز الرَّفيع الَّذي ألْبَستَنيه مادحًا ( ههههههه ) . لكن ! ، أيْضًا أظُنُّني للَحْظةٍ من اللَّحَظاتِ يا هشام تَخَيّلتُ أنِّي مُمْسكٌ بعصايَ الطَّويلة ، ومتربِّعٌ أمامَ مجموعة من الأجسادِ الْمُحنّطة حارسًا ومُدافعًا عن حياضِها ، وأحيانًا أُلَوِّحُ بتلك الْعَصَا مُخبرًا الْعابرينَ ( الْمُشاهدينَ ) عن أسمائها ودلالاتها التّأريخيَّة ( " مالو ياخُويْ ما برضو شُغُل " ، رُبَّما يكونُ عليه أجرٌ ورزقٌ طيِّبٌ وحلالْ . لا ضيَرَ في ذلك) ، " دَحين يا هشام ما بالغْتَ ؟ ، عليك أمان الله بالغتَ جنِسْ بوليغ " .

    لكنْ يا صديقي ! ، وكما قيلَ " فإنَّ آفَـةَ الرَّأيِ الْهَوى " .
    عليهِ أرجو شاكرًا أن تلتزمَ بأدبِ الْحِوار ، وأن تتحاورَ في صُلْبِ الْموضوع بدلًا من أن تزجَّ بالألقابِ والتّشبيهاتِ " الْمجانيَّة " إلى النّاس ، ليَقيني أنَّها من الأساليب الْعاجزة الطّاردة ، والَّتي أرجو أن تَنأَى بنفسِكَ عنها ، فليسَ من طَبعي في الْحِوار ، أنْ أرُدَّ لكَ بوصْفٍ مُماثل ، وفي تقديري وظنِّي ، أنَّهُ لا يُقدِّمُ الْحوارَ قيدَ شِبْر ، ولَرُبَّما يُؤدّي إلى تلاشي أرضيّةَ النّقاشِ الَّتي يستندُ عليها الْمُتحاورون ، وأظُنُّ أنَّنا نُريدُ - معًا - دفعَ الْحوار إلى الأمام ، لا إعادتِه إلى الْوراء . وتذكَّرْ يا صديقي أنَّكَ مَنِ افتتحَ الْحِوارَ وابتدره ، لذا فحافِظْ على هُدوئكَ ولَبَاقتِكَ فيه . ودَعْني أُذكِّرْكَ قُبُلًا بمقولةِ " كانْت " الْقديمة :

    ( تَصَرَّفْ كما لَوْ كنتَ تتمثَّل الإنسانيَّةَ كلَّ مرَّةٍ في شخصِك ، أو في شخصِ أيِّ أحدٍ سواك ، هدفًا لا وسيلة) .

    * تَقول :
    (
    Quote: تلك كانت أبرز منتجات ما يُسمى بفلسفة اللغة، أنها لا تعترف بجمود اللغة واعتبارها شيئاً صلداً، ومحاولات تأطيرها في قوالب محددة تفتقر إلى المرونة، ولا تعترف بقدرة اللغة على تجاوز التاريخ عبره، وأنها تفهم اللغة كشكل من أشكال التواصل الإنساني (بمعنى أن الإنسان هو من يأثر باللغة وليس العكس) تستفيد من حركة الإنسان وتتأثر به لا كقواعد صلدة منقولة بالتواتر (وهو ما أشار إليه الصديق اللديز: محمد قرشي عباس في إحدى مداخلاته) إن أولى الانتقادات التي توجه إلى هذا الأسلوب القواعدي –بالإضافة إلى عدم اعترافه بحيوية اللغة وتاريخانيتها- هو استحالة الاتفاق على تقعيدها قياساً، فشواذ النحو اللغوي تهدم ركن القياس من الأساس، ولسوء حظ النحاة فإن هذه الشواذ كثيرة للغاية، حتى لا تكاد قاعدة نحوية تخلو منها، وهنا يجدر بنا ملاحظة الفارق النوعي بين القاعدة والقانون، فغالبية النحاة يحلو لهم اعتبار قواعد اللغة قانوناً لا يُمكن خرقه. إنهم –بذلك- يخلعون على اللغة عباءة سلفية، فهم يريدوننا أن نتكلم وأن نكتب كما كانت العرب تكتب وتتكلم قبل آلاف السنين. فلاسفة اللغة يا صديقي يرون أن كل جملة شرطية تقع في الزمان المستقبلي سواء أجاء فعل الشرط في الماضي أو المضارع، فسواء قلت: "إن تذاكر تنجح" أو "إن ذاكرتَ تنجح" فإن الجملة مستقبلية؛ لأن كلا الفعلين لم يحدث بعد، فلا هو ذاكر ولا هو نجح بعد. أما قولنا "إن تذاكر فقد نجحت" فهو من التراثيات اللغوية التي لم تعد مستخدمة. وإن نحن قرأنا {{فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك}}[آل عمران:184] فهي –وما على شاكلتها- في جملة إخبارية وليست شرطية.).


    قولُكَ وتوصيفُكَ إيَّايَ يُجافي الْمَنطقَ والْحقائق ، ولوْ كنتُ أنا لا أتّبعُ تَطَوُّرَ اللُّغة ، فهذا يعني أنَّني أكتُبُ الآنَ بما كانَ يكتُبُ بهِ السّابقون ، ولا أتّبعَ الإملاءَ الْحديثَ والرَّاهنَ في كتاباتي ، ولوجدّتني أُعبِّرُ عنِ الْهمزةِ بالدَّائرةِ الْفارغةِ كما حكى لنا الْخليلُ من قَبْلُ أمرَ تطوّرِها ، إلى أنْ صارتْ فيما بعدُ – إنْ علمْتَ أمرَها - جُزْءًا من حرفِ الْعَيْنِ ( ع ) ، ولكنَّني لمْ أفعلْ ذلك ! ، أتدري لماذا ؟ ، لأنَّني مع تَطوُّرِ اللُّغةِ وتطوُّرِ الْكتابة ، وهذا ينسفُ ما أتيتَ بهِ من زَعْم ، ويُوضِّحُ تعاميَكَ عنِ الْواقعِ الَّذي تراه أمامَ أعْيُنِك الآنَ ! ، فأنا رجلٌ واقعي وأعلمُ أنّ اللّغةَ تتغيَّرُ وتتطوَّر مع مرورِ الزّمنِ وستكونُ أكثرُ تطوُّرًا من ذي قَبْل حتّى ولوْ أُريدَ لها التَّوقُّف من قِبَلِ الْكثيرين ، ولديَّ كتاباتٌ في هذا الْجانب كثيرة . وكلُّ دارسٍ لفقهِ اللُّغة يعلم ويعي تلك الْحِقَب والْفترات الَّتي مرَّتْ وتطوّرت عبرها اللُّغة الْعربيَّة منذُ عهدِ ما قبلِ التّأريخ وعلى وجه التَّحديد ( 800 – 300 ق.م ) ، والَّتي كانت تُمثِّلها اللَّهجات ( الثموديَّة – اللحيانية .... إلخ ) ، ومُرورًا بالْعربيَّة الْقديمة والَّتي كانت تشمل فترتها : ( أيام العرب وأمثالهم ) و ( الشعر الجاهلي العربي القديم ) و ( الْقُرآن الْكريم ) و ( الْحديث الشّريف ) ، ثُمَّ مرورًا باللُّغة العربيَّةِ الكلاسيكيَّة ، فالْمُتوسّطة والتّطوّرات الَّتي صاحبتْ تلك الْحقبة ، خاصّةً في أصواتِ بعضِ الْحُروف ( الضّاد والظَّاء ) و ( الْباء ، والْميم ) و ( الْهمزة ، الياء ) ، وكذلك ما حدث في دمج اشتقاق الأفعال ، وتطوُّر لواحق النّسبة ، وظاهرة الإلصاق التَّوهُّمي ونظام الْعودة إلى التّركيبات أو فيما يُعرف بالتَّراكيب التَّجاوريَّة والتَّخلص من الرّوابط الْكثيرة ... إلْخ .. إلخ ..
    ومن ثَمَّ إلى فترةِ اللُّغةِ الْحديثة ... إلْخ .... إلْخ ....
    ولي آراءٌ تَخُصُّني حول هذا التَّطوُّر الَّذي صاحبَ اللُّغة ، ولي عليهِ بعض الْمآخذ من وِجْهةِ نظري ( الْ التَّعريفيّة الَّتي تسبق غير ، .. ) و .... لا داعٍ لأنْ أزُجّ بها هُنا . كما أنّني لستُ ضدّ التطوُّر الْمُنضبط والْمَدروس في اللُّغة من قِبَلِ الْعارفينَ بها !، ولا أحْسَبُهُ يَسلُبُ اللُّغةَ الْقديمةَ رونقَها وأشياءَها ، أبدًا ، بل أراه امتدادًا لجمالِها ، فكما تعلم أنَّ لكُلِّ عصْرٍ ظروفه الَّتي تُحيطُ به.
    وأمَّا عن شرطيَّةَ الْجُملة وزمنها الْمُستقبلي فيتَّضحُ جليًّا أنّك لمْ تَفْهم ما رمَيْتُ لكَ به ! ، وجَهِلْتَ مُؤدَّى حديثي، فيَا صديقي هشام إنَّ الَّذي أحوجُ إلى إدخالِ ( الْفاءِ ) في جوابِ الْجَزَاء – كما يقولُ صديقي سيبويْهِ - أنَّ أصلَ الْجوابِ أن يكون مُستقبلًا ، لأنَّهُ شيءٌ مَضمون له إذا فُعِـلَ الشَّرط ، أو وُجدَ مجزومًا مُلتبسًا بما قبله من الشَّرط ، فـ ( إنْ ) هي الَّتي تربِطُ أحدهما بالآخر ، ثمَّ عرض في الكلام أنْ يُجازَى بالابتداءِ والْخَبَر ، وجعلوه مع ما بعده في مَوْضع الْجَواب ، وذلك في قولِكَ ، مثلًا: إنْ تَزُرني فعندي سَعَة ، وإنْ تأتني فالْمنزلُ لك ، فقدِ اختاروا ( الْفاء ) دونَ ( الْواو ) ، ودونَ ( ثَمَّ ) ، لأنَّ حقَّ الْجَوابِ أن يكونَ عَقيب الشَّرط متّصلًا ، لأنَّهُ بالشَّرطِ يُسْتَوجب ، ومن أجلِ وقوعه يَقَع ، و ( الْفاءُ ) تُوجبُ ذلكَ لأنَّها في الْعَطفِ بعدَ الَّذي قبله ، مُتصلٌ به ، ومن ثَمَّ تركوا ( الْواوَ ) لأنَّها تَدُلُّ على التَّرتيب ، وعَدَلوا عن ( ثُمَّ ) لأنَّ بيْنَها وبيْنَ ما قبلها أكثر من مهلةِ ( الْفاء ) . أمّا ( قد ) فهي كما تعلم تُفيدُ التَّحقيق والتَّوَقُّع ( ضع تحتها خطّين ) ، وكما تعلم يا أخي إنّ الزّمان الْمُستقبلي الَّذي تستنكرُ التّعبيرَ عنه بأدواتِ الْماضي ، موجودٌ ومتناولٌ ومتداولٌ بفقه اللُّغة الَّذي تتحدّث عنه ، ولعلَّك تُلاحظ استخدامات الْفعل الْماضي والْمُضارع ( كانَ - يكونُ ) عند الْجاحظ ، حيثُ يُمكننا أن نستخدمَ الْفعل الْماضي ( كان ) في جُملة منفيّة الْمُضارع للدّلالة على الْماضي ، رُغمَ أنَّ فيها زمانًا مُستقبليًّا ، خُذْ قولَ الْجاحظ ، على سبيل الْمثال :
    " وكانَ ذلكَ منهُ لا يكونُ إلا في آخرها لُقمة " ، لاحظ يا صديقي أنّ جُملة الْجاحظ هُنا - كما أشار بعضُ فقهاءِ اللُّغة – تتركّب أزمنتُها من :
    فعل ماضي ( كانَ ) وتدلّ عل زمان وقوع الحدث ، وكذلك الْجملةُ موجودٌ بها الْفعل المُستقبلي ( يكونُ ) وهو كما تعلم يدُلُّ على الْحاضر ، أيْ زمن تناوله للُّقمة ، وإذا تبيّنتَ الأمرَ جيِّدًا فستجدُ أنَّ نفيَ الْفعل ( يكون ) قد حرفَ دلالته إلى الزّمان الْماضي وليسَ الْمُستقبلي ، فالْماضي والْمُضارع أمرُهما يطول يا صديقي ، فأنا قبلُ أنْ أطّلع على كُتُبِ فقهِ اللُّغة ، كنتُ في حيرةٍ من أمري ، وذلك من طولِ فترة الْفعلِ الْماضي ، ودائمًا أقولُ في نفسي : إذا قلتُ ( أكلتُ لحمًا ) ، قد يكون هذا الأكل قد تمّ وأُنجزَ قبلَ ساعة ، وقد يجوزُ أن يكون قد كان قبلَ ثلاث ساعات ، أربع ، خمس ، ..... ، يوم ، يومين ، سنة ، سنتين ، ............. إلخ ، والْجُملة هي نفس الْجملة ( أكلتُ لحمًا ) ..
    وكنتُ أرى أنّ التّقييم لم يكُ كافيًا باستخدامي لنفس الْجملة رُغم تغيير الأزمان الْماضية ، وكذلك بالنّسبة للأفعال الْمُضارعة ..... " ياخي أنا قرّبتَ أجن ، من هذه التّفاكير النَّحويَّة عنِ الأزمان ، ولمّا قرأتُ كثيرًا من كتُبِ الْفقه وجدتُ أنّ هذا الأمرَ متداولٌ فيها ، فعلمْتُ أنّي لمْ أكُ وحدي .... ياخي نحن مجانين ذاتو ، لكين مفلسّين ، ههههههههههه " ، " وعلى طاري وذكر " الأزمان الْماضية والْمُضارعة ، أرجو أنْ تَحُلَّ هذه الْمسألة ؟ . يقولُ الْجاحظ :
    ( فقدْ يكونُ أنْ يكونَ الرَّجُلُ سليمَ الصَّدْر ) .
    أرجو أنْ تُحدِّدَ لي الزَّمنَ الْمَعْني والْمقصُودَ من هذه الْجُملة على وجه الدّقّـــة ؟ .
    بمعنى : أهيَ في الْماضي ، أمْ الْمُضارع ، أم ماذا ؟.


    * " أوْعَكَ تقوم تتناقض ليْ تاني ، بجيك بي هناك وأعضّيك " ، هسّع في داعي لأنْ تقولَ قولًا ، ينقُضُ آخرُهُ أوَّلَه ، لاحظ لقوْلِك:

    Quote: إن ارتباط اللغة العربية بالقرآن جعلهما في مأزق كبير، فلم تعد اللغة قادرة على الحركة في محيطها التاريخي كما يجب، وبالتالي لم يعد القرآن قادراً على مواجهة حركة اللغة القسرية داخل التاريخ، فساعد القرآن –بقداسته- على حجز اللغة وحصرها داخل صومعة القداسة ما جعلهما يبدوان خارج التاريخ وحركته )


    وقارنه بقولِكَ التَّالي :
    Quote: ( وإذا أمعنت النظر في العربية قبل الإسلام والعربية بعد الإسلام ستعرف أن اللغة متحررة ومرنة بالفعل، وزاخرة بلغتها الحيوية، )


    ألَسْتَ مَنْ يذكر في الاقتباس الأوّل بأنّ اللُّغة الْعربيَّة محصورة ( يعني مُكبّلة بالْقُيُود وماهي مطلوقة عشان تنمو) ، وبُعَيْدَ حينٍ ليسَ بالْبعيد أراك تذكر في الاقتباس الثّاني بأنّ اللُّغة مُتحرِّرة ومرنة ( يعني مطلوقة وليستْ مُكبّلة بقيود ) ؟؟؟؟؟؟
    " زَغللتَ بي عيوني ياخْي " ، ويا أخي وَطِّنْ نفسَك على رأيٍ أوْحد ،أكُنْ لكَ من الشّاكرين ! .


    * وفي مَبْحثِكَ أعلاه ، تقول عن رسمِ الْقُرْآن :
    Quote: (كذلك نقرأ في القرآن كلمات مثل (الحيوة) بوضع ألف صغيرة فوق الواو للدلالة على كلمة (الحياة) وكذلك (الكتب) بوضع ألف صغيرة بين حرفي التاء والباء للدلالة على كلمة (الكتاب) وكذلك نقرأ (السموت) بوضع ألفين صغيرتين على الميم وعلى الواو للدلالة على كلمة (السماوات) ونقرأ (الصلوة) للصلاة و (الزكوة) للزكاة و (النجوة) للنجاة و (الغدوة) للغداة و (الشهدة) للشهادة بوضع ألف صغيرة على الواو في كلٍ منهما، وكذلك نجد القرآن يكتب (أنباء) برسم مغاير في قوله {{يأتيهم أنبؤا}}[الأنعام: 5] ولكن بوضع مد بين الباء والواو المهموزة والتي لا نعلم من أين جاءت، وكذلك كلمة (نبأ) التي جاءت برسم غريب في قوله {{ولقد جاءك من نبإى المرسلين}}[الأنعام: 34] وكذلك كلمة (رأى) جاءت هكذا (رءا) كما في قوله {{فلما رءا القمر بازغاً}}[الأنعام: 77] وكذلك في قوله {{أنهم فيكم شركؤا}}[الأنعام: 94] وهو يقصد (شركاءُ) )


    * وتقولُ أيْضًا :
    (
    Quote: . فهل يُمكننا مثلاً تخطئة الرسم القرآني في كلمة مثل (رحمة) التي يرسمها (رحمت) في بعض المواضع، علماً بأنه يرسمها (رحمة) في مواضع أخرى؟ وهل يمكننا تخطئة الرسم القرآني في كلمة (كلمة) التي يرسمها (كلمت) كما في قوله {{وتمت كلمت ربك}}[الأنعام: 115]؟ ) ..


    الأخ هشام أراكَ تتحدّثُ هنا عن الرّسمِ الْعُثماني ( ألَمْ تِقِفْ عندَ هذه التَّسمية ، أيْ : الْعُثماني ، أرجو أن تضعَ تحتها خَطّين غليظين ، لَرُبَّما تجعلُكَ هذه الكلمة تفهمُ الْمُرادَ منها ) ..
    فالْقُرْآنُ الْكريم أُنزِلَ على مُحمَّدٍ بن عبد اللهِ لَفْظًا ، تلقينًا ، لا كتابةً ( لَفظًا منطوقًا يا هشام وليسَ مكتوبًا ، انتبه لهذه الْمَسألة !! ) ، ولوْ أرادَ اللهُ تعالى أن يأتي بهِ مكتوبًا إلى رسولِهِ لفعلَ ذلك ، ولسلّمه – عبرَ جبريل - إلى رسوله الْكريم ( هاند بايْ هاند – اللَّهُمّ صفحًا ) ، أتدري لماذا ؟! ، ففي اختلافِ الْقراءات حِكمة ، سأُحاولُ شرحها لكَ لاحقًا من منظوري لا من مَنْظُورِ أحدٍ آخر ، وقد قامَ الصَّحابة في فترةٍ لاحقة بتدوينه على جريدِ النَّخلِ واللِّخاف وجُلودِ الْحيوانات ، ومن قبلِ هذا كانوا يحفظونَهُ في صُدُورِهم ( نساءً ورجالا ، ... إلْخ ) مُشافهةً بالتَّواترِ عن رسولِ الله ، وبما أنَّ الرّسمَ الَّذي كُتِبَ به الْقرآنُ الْكريم عُثمانيٌّ ، عُثماني ، عُثماني ، عُثمانيٌّ يا هشام ، فهذا يعني أنَّ الرَّسمَ لم يكنْ مُنزلًا من عندِ اللهِ تعالَى ، بل كانَ في عهدِ الصّحابة ، ويُمثّلُ اجتهادَهم وإملاءَهم في تلكَ الْفترة ، فهل تَعُدُّ كتابة ( الصّلاة ) بـ ( الصلوة – مع وجود ألفٍ صغيرة ) من الْخَطأ ، هذا يعني أنَّك استندتَ إلى الإملاءَ الْحديث ، أيْ إملاءَ الْيَوْم ، لتُحاكمَ به إملاءَ الأمس ، كما أشارَ الإخوة مِنْ قَبْل ، فالقرآنُ سابقٌ لما تُعورِفَ عليهِ الْيوم من إملاءٍ حديث ، وفي تقديري ليسَ مَنطقيًّا أنْ تُحاكم نصًّا قديمًا بما اصطُلِحُ بهِ الْيوم من إملاء ، إذْ لا يتأتّى أنْ تُحاكمَهُ بمفاهيم الْعصرِ الْحديث في الإملاء ، أرجو أنْ تُفكِّرَ جيِّدًا فيما ذكرتُهُ لك ، فهذا قد ينسحبُ على مُناقشة شرائعِ السّابقين ومُحاكمتها بمفاهيمِ الْيوم ، وهذا أراهُ ليس من الْمنطقي أبدًا ، وسأُوافيك لاحقًا برؤيتي حولَ هذه النّقطة.

    * تقول :

    Quote: جزء من رسالة الماجستير التي أحضرها الآن، تتعلق بمسألة "فلسفة اللغة" استناداً على علم موجود أصلاً هو "فقه اللغة" و "فقه النحو" والمدهش في الموضوع، أن هذا العلم، الذي إن تمّ فسوف يكون من العلوم الممتعة بعكس القواعد اللغوية المعروفة بجمودها. وهو مبحث نحو جعل قواعد اللغة أكثر مرونة مما هي عليه الآن.
    وهو متوافق لما جاء في مداخلتي السابقة



    أرجو أن تكونَ قد فرغتَ من بحثِ درجةِ الْماجستير الَّذي ذكرتَهُ لي قديمًا في مُداخلتِك أعلاه ، وأظُنَّني باركتُه لكَ مِنْ قَبْل يا صديقي ، وأرجو أنْ تُوفّقَ لإنجازِ الْمزيد . لكن ! وبكلِّ أسف أنا لا أهتمّ ولا أكترث كثيرًا للشّهادات الْعلميَّة في الْحوار ، ويُهمّني فقط ثقافة الْفرد الَّذي أمامي وإلْمامه ، ووعيه وإدراكه لما يكتبُهُ ويتحاورُ به مع الآخرين ، ( وبحكمِ أنّك في قاهرةِ الْمُعز ، أقولُ لك على طريقةِ إخوتنا الْمصريّين : " ما تهدّدنيش بالشّهادات ياقَدَعْ ، ههههههههه ، واللهِ أمزح ) .فالثّقافةُ والإلْمام هما في نظري الأبقى والأعْلى منطقًا بينَ الْمُتحاورين ، ليسَ غيرُ ...

    * وتقولُ أيضًا في مُداخلتِكَ الَّتي جلبتَها لي من أرشيف مكتبتِك :

    Quote: ( ومن ناحية أخرى فإن العلم الذي يختص بدراسة حركة أواخر الكلمات فهو علم "الصرف" وكما قلتَ فإنني مهمل جداً حيال وضع التشكيل المناسب على أواخر الكلمات، إلا تلك التي يواتيني فيها المزاج.
    لديك ملاحظات جميلة ورائعة فعلاً ... أرجو ألا تبخل بها عليّ أيها العزيز ... ) ..


    أشكرُ لكَ فضلَكَ وأنتَ إذْ تشكرني على تلك الْمُلاحظات ، لكن ! ، من أقوالِكَ أعلاه ألا تُلاحظ أنَّك تخلطُ بين علمِ ( النَّحو ) و علمِ ( الصّرف ) ، وقد وجدتُكَ تسنِدُ تعريفَ علمِ النَّحوِ إلى علمِ الصَّرف ، فمن جانبي سأعتبرُ قولَكَ من بابِ الْهَفَوات ، لا أكثر.

    ثُمَّ لكَ التَّحيَّة أبدًا .

    ولَرُبَّما عُدْتُ ثانيةً ... * رُبَّما ، وأظُنُّ أنَّ " الْخَوَّاجات " قد صدقوا حين قالوا :
    Money talks & some times walks

    كُنْ بخيْر .
    أخوك / محمَّد زين .
    _______________
    * ( جَيْبي خَاوٍ ، وأراهُ أخْوَى من فُؤادِ أُمِّ موسى ) .
    * ( النّجمةُ الْحمراءُ الَّتي في مُفتَتَحِ قولي ذاتُ ارتباطٍ وثيقٍ بالَّتي في الْختام ) .

    (عدل بواسطة محمَّد زين الشفيع أحمد on 02-16-2011, 07:52 AM)

                  

02-16-2011, 10:23 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    What is this
    ????????????????????????

    da....
                  

02-16-2011, 10:29 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Kostawi)

    يا هشام آدم
    هل أنت هشام آدم
    ولا هشام آدم آخر.......

    لو هشام آدم بتاعنا

    F you
                  

02-16-2011, 11:33 AM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Kostawi)

                  

02-16-2011, 11:51 AM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Kostawi)

    الأخ هشام ادم
    تحية طيبة وكفارة على ما حدث( كفارة بتاعت السودانيين العاديين عشان ما اجي واحد يشبكنا ده ملحد وده حبة بقرش)

    حقيقة استمتعت بحوارك ونقاشك مع الاخ محمد زين وانا من مناصريه بالواضح كده على الرغم من تحفظي على الجدل القائم بشأن (مواكبة وعصرنة اللغة).
    اما قولك يا صديقي هشام
    Quote: فتلك الكلمات لم يعد لها استخدام أو وجود في الإنكليزية المعاصرة

    كنت اردد ولفترة من الزمن ما ذكرته انت اعلاه ولكني وجدت ان هذه الكلمات مستعملة ولو بنطاق ضيق داخل الجزيرة البريطانية تحديدا . وهذا الكلام ابنيه على مبحث لي بجامعة ساسكس قدمته عن (لغة شكسبير - هل انقرضت؟ وكيف تمت عصرنتها) حيث ذكرت ان العودة لاستعمال تلك الكلمات تحديدا تمت عندما بدأ نفر من المسلمين ترجمة القرآن للانجليزية. ودللت على وجودها واحتمالية عودتها بشكل كامل على بقائها في المعاجم اللغوية حتى الآن واستخدامها في الافلا- المسسلاسات التلفزيونية وعند عرض المسرحيات لشكسبير نفسه ، حيث يوجد تدوير للغة ولكنه على نطاق ضيق ولكنه موجود.(معليش جبنا ليكم الانجليزي هنا لكن يدي اكلتني )


    تحياتي لكل من شارك في هذا البوست.
    اسامة
                  

02-16-2011, 07:43 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Kostawi)

    Is this message true sent by Kostawi, i.e. haggam?

    mohamed elgadi
                  

02-18-2011, 10:01 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: Mohamed Elgadi)

    العزيز: محمد زين الشفيع
    تحيّاتي

    لا أدري لِم ضاق صدركَ بمُداخلتي الأخيرة لك، عموماً أنا أعتذر لكَ عمّا اعتبرته توصيفاً لا يليق، وانحرافاً عن صُلب الموضوع، ولكن اعلم فقط أنني لم أقصد الإساءة إليكَ إطلاقاً، وأرجو ألا يكون ذلك سبباً في إلزامي بوضع وجه ضاحك بعد كُل جملة قد تظن بها السوء من قبلي. عموماً أُكرر لكَ أسفي. أمّا عن كلاسيكية النحو وتطوّره فأنا –كذلكَ- لم أقصد ما ذهبتَ إليه، ففلاسفة اللغة يختلفون في رؤيتهم للنحو عن رؤية النحاة له، فعندما نحاول إعراب جملة مثل (سقطَ القلم) فإننا ربما لن نتفق على إعرابها، فقد يقول أحدنا إن سقط فعل ماض مبني على الفتح، والقلم فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخرها. وقد يقول الآخر إن سقط فعل ماض مبني على الفتح فعلاً، ولكن القلم لا يُمكن إعرابه كفاعل، لأنه في الحقيقة لم يسقط بل تم إسقاطه من قبل فاعل متخفٍ في الجملة، فالقلم لا يسقط من تلقاء نفسه فربما أسقطه أحدهم أو أسقطته حركة الهواء أو أو أو .. ولكن لا يُمكن القول بجواز تحرّك شيء دون قوّة خارجية إنطلاقاً من معرفتنا بمبادئ الفيزياء الأولية، فإعراب القلم على ذلك مفعول به مرفوع لأنه حلّ محل الفاعل المستتر. ومذلك ذلك إعراب جملة مثل (مات الرجل)، وهنا ندخل في إشكاليات تعريفنا للفاعل، فهل الفاعل مستتر أم أن الفاعل هو الفعل نفسه مثلاً، فهل بإمكاننا إعراب (الرجل) في الجملة السابقة على أنه فاعل لأنه قام بالفعل من حيث أنه هو الذي مات أم أن ثمة فاعل تسبب في موته؟ في مثل هذه الحالات يا عزيزي يتضح لنا النحوي الكلاسيكي والنحوي الحداثوي، وهذا ما قصدته عندما تكلّمتُ عن هذا الأمر، فالنحاة الكلاسيكيون لا يُجوّزون أن يكون المفعول به مرفوعاً، ولهذا فإنهم يُعربون (الرجل) و (القلم) فاعلاً لاتصاف الفاعل بالفعل.

    أمّا عن سؤالك عن قول الجاحظ:
    Quote: ( فقدْ يكونُ أنْ يكونَ الرَّجُلُ سليمَ الصَّدْر ) .
    أرجو أنْ تُحدِّدَ لي الزَّمنَ الْمَعْني والْمقصُودَ من هذه الْجُملة على وجه الدّقّـــة ؟ .
    بمعنى : أهيَ في الْماضي ، أمْ الْمُضارع ، أم ماذا ؟.
    فعني أنا شخصياً أرى أنّ (يكون) الأولى ليس زمانية بل هي توكيدية أو تحقيقية، وكأن المعنى (فقد يصح) وتكون الجملة على ذلك كالآتي: فقد يصح أن يكون الرجل سليم الصدر، وأما (يكون) الثانية فهي توقيفية أي كائناً حال كونه في أي حال أو وقت. والمعنى أنه قد يُعقل، أو يصح أن يكون الرجل (في أي وقت) سليم الصدر.

    أمّا عن رصدكَ لما ظهر لكَ على أنه تناقض حول قولي:
    Quote: إن ارتباط اللغة العربية بالقرآن جعلهما في مأزق كبير، فلم تعد اللغة قادرة على الحركة في محيطها التاريخي كما يجب، وبالتالي لم يعد القرآن قادراً على مواجهة حركة اللغة القسرية داخل التاريخ، فساعد القرآن –بقداسته- على حجز اللغة وحصرها داخل صومعة القداسة ما جعلهما يبدوان خارج التاريخ وحركته )
    وقولي:
    Quote: ( وإذا أمعنت النظر في العربية قبل الإسلام والعربية بعد الإسلام ستعرف أن اللغة متحررة ومرنة بالفعل، وزاخرة بلغتها الحيوية، )
    فأرى أنكَ تتسرّع قليلاً في الحكم على ما تراه متناقضاً في كلامي، كتسرّعك في الحكم على تناقضي في استخدام (على الإطلاق)، فأنا يا عزيزي حصرت حصر اللغة بارتباطها بالقرآن (أي قبل الإسلام) وهو ما وردَ في المقتبس الأول، ولكنها لم تكن كذلك قبل الإسلام وهو ما وردَ في الاقتباس الثاني، فأين التناقض في ذلك؟

    أمّا عن قولك:
    Quote: فالْقُرْآنُ الْكريم أُنزِلَ على مُحمَّدٍ بن عبد اللهِ لَفْظًا ، تلقينًا ، لا كتابةً ( لَفظًا منطوقًا يا هشام وليسَ مكتوبًا ، انتبه لهذه الْمَسألة !! ) ، ولوْ أرادَ اللهُ تعالى أن يأتي بهِ مكتوبًا إلى رسولِهِ لفعلَ ذلك
    فالحقيقة إن هنالك اختلافاً كبيراً حول صور الوحي نفسه، ولكن دعنا من هذا الأمر الآن، أنا لم افترض على الإطلاق أن يكون القرآن قد (نزل) مكتوباً، هذا إجحاف في حقي، وأرجو أن تدلني (من مقالي) على ما يُفيد هذا الفهم الخاطئ والمغلوط، أنا –يا عزيزي- أتساءل بشكل واضح: "لماذا لم يتم تصحيح الأخطاء الإملائية في القرآن حتى هذه اللحظة"، ولقد أوضحت هذا المقصد من قبل وقلت حرفياً:
    Quote: "وعلى هذا فإننا قد نعترف بإمكانية وقوع أخطاء إملائية في كتابة القرآن في العهد المحمدي، إذا اعتمدنا على معرفتنا الإملائية الحالية، لأن علم الإملاء تم تقعيده بعد كتابة القرآن بوقت طويل، ليس هذا وحسب، بل حتى المعرفة بالتشكيل والتنقيط كانت لاحقة على القرآن، ولكن ترى هل ظلت هنالك أخطاء إملائية في القرآن حتى بعد تقعيد علم الإملاء؟ أم تم تجاهل علم الإملاء في كتابة القرآن في العصور الحديثة؟ ولماذا؟"
    وقلتُ كذلك:
    Quote: "كل ذلك يخلق لدينا تساؤلات مشروعة حول المعيار القواعدي في كتابة العربية، ويجعلنا نتشكك إما في خطأ ما نكتب، وإما في خطأ ما كُتب به القرآن. فإن كُنا نحن المخطئين فلماذا هناك قاعدتين للإملاء بدلاً من قاعدة واحدة للرسم العربي؟ ولماذا لم يكن الرسم القرآني هو الأساس والقاعدة الإملائية المعيارية؟ وإن كان الرسم القرآني مخطئاً، فلماذا لم يتم تعديل هذه الأخطاء حتى الآن؟"
    إذاً –يا عزيزي- أنا لم أزعم أن هنالك خطأ وارد في كتابة القرآن حال (نزوله) على اعتبار أنه (نزل) مكتوباً، بل أتساءل عن عدم تصحيح هذه الأخطاء بعد تقعيد اللغة والإملاء.

    وتقول:
    Quote: فهل تَعُدُّ كتابة ( الصّلاة ) بـ ( الصلوة – مع وجود ألفٍ صغيرة ) من الْخَطأ ، هذا يعني أنَّك استندتَ إلى الإملاءَ الْحديث ، أيْ إملاءَ الْيَوْم ، لتُحاكمَ به إملاءَ الأمس ، كما أشارَ الإخوة مِنْ قَبْل ، فالقرآنُ سابقٌ لما تُعورِفَ عليهِ الْيوم من إملاءٍ حديث ، وفي تقديري ليسَ مَنطقيًّا أنْ تُحاكم نصًّا قديمًا بما اصطُلِحُ بهِ الْيوم من إملاء ، إذْ لا يتأتّى أنْ تُحاكمَهُ بمفاهيم الْعصرِ الْحديث في الإملاء
    هنالك فترة سابقة على القرآن، وهي فترة عرفت قواعداً متفقاً عليها في الإملاء، ولقد أوضحتُ ذلك في المقال مستنداً على ما تم اكتشافه من مخطوطات عربية قديمة يعود عمرها إلى ما قبل الإسلام بفترة قديمة، وعموماً فإن عدم قدرتنا على محاكمة النص القديم بقواعد حديثة يدل على أن القرآن قد يكون نصاً تاريخياً، وإذا حاولنا أن نجعل القرآن يتحرك ضمن عجلة التاريخ فهذا –يا عزيزي- يُلزمنا بمواكبة فهمنا الحديث للقضايا الإملائية، وبالتالي كتابة القرآن الآن بفهمنا الحالي للإملاء، وإلا لظل القرآن كتاباً تاريخياً مثله مثل أيّ مخطوط تاريخي أو أثري عتيق، فإذا كان القرآن صالحاً لكل زمان ومكان فإنه يتوجب علينا أن نعيد النظر في الكتابة القرآنية بما يتوافق مع رؤيتنا العصرية.

    تحياتي لكَ يا عزيزي
                  

02-18-2011, 10:02 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء (Re: هشام آدم)

    الأخ: أسامة محمد
    تحيّاتي

    أشكركَ على هذه الإضافة الثرة، وأرجو أن تتفضل علينا بإيراد ولو جزء من مبحثك عن لغة شكسبير للفائدة

    مودتي الفائقة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de