عبد المنعم بلة ...عالم... من اعلام ابوظبى ..يرحل فجاة ..يرحمه الله

Quote: عندما تاتى الاقدارالمقدرة على واحد من البشر ينتبه الناس فجاة الى حقيقة الموت الازلية ويبدا الحزن على الراحل والبكاء وتذكر افضاله وافعاله الحسنة واثر الفجوة التى سيتركها فى مجتمعه ثم يلهمنا الله بفضيلة الصبر لان الموت عظة لنا فى حياتنا الدنيوية كل منا له يومه المقدر والمحدد الذى سوف يرحل فيه وتختلف اساليب الرحيل الا ان الموت او الانتقال الفجائى دائما ما يحدث الصدمة التى يعقبها نوع من الذهول الوقتى وهذا ما حدث لى بالامس عندما تلقيت النبا الحزين من الاخ احمد من الله وانا فى رحلة عمل فى امارة الفجيرة .. لم يكن الفقيد رجلا عاديا مثله مثل بقية البشر الذين لا اثر لهم فى المجتمع بل كان عالما ومثقفا وقارئا ومشاركا وعاملا من الطراز الاول فى اى مجتمع او مكان يتواجد فيه .. فهو رجل مهذب متواضع يتعامل مع البشر بالروح الانسانية التى عرف بها و جلبت له الحب من كل معارفه ومن عمل معهم ومن القى اليهم دروسه او محاضراته اوشاهدوه على التلفاز يشرح ويتحدث فى شتى ضروب العلم .. كانت دراسته للطب المدخل الاساسى للثقافة الدينيةالغزيرة عرف بها و تربى عليها وزاد عليها بالاطلاع على امهات الكتب ودراسة القران بروح العالم الذى يستكشف شيئا جديدا وهو ما جعله يجود لغته العربية ويتقن مداخلها ومخارجها اهلته ليكمون مترجما ممتازا لمعانيه باللغة الانجليزية ترجمة شفوية بقدرات عالية اذهلت مستمعيه ومشاهديه وهو يترجم للعالم الافريقى احمد ديدات .. اضافة لاباجادته اللغة الالمانية التى درسها ليتخصص فى طب المسالك البولية .. ومعرفة اللغات واجادتها لا تتوفر الا لدى القليل من الناس الذين لهم شغف بالعلم واللغات .. وهذا ما ساعده ليكون طبيبا يحمل الروح الانسانية بروح التدين الصوفى السودانى السمح واستطاع توظيفها الى اخرين من ابناء الديانات الاخرى فى شرق اسيا ودخل بسببه الكثير منهم فى دين الاسلام لم يقدم لهم اسلامه بالشعارات ولا بالهتاف المؤذى الفارغ كما يفعل دعاة اليوم فى اجهزة الاعلام.. كان لتميزه فى هذا المجال سببا فى اختياره من وزارة الاوقاف بابوظبى ليكون خطيبا واماما لمسجد البطين الذى يقع بالقرب من منزله ليكون موجها لاصحاب الديانات الاخرى..باللغة الانجليزية والعربية ..فهو الخطيب الوحيد وقتها الذى يلقى خطبة الجمعة باللغة الانجليزية فى مدينة ابوظبى ويهرع اليه المصلون من اماكن بعيدة .. عرف عبد المنعم بله بنشاطه الواسع فى اوساط الجالية السودانية فى ابوظبى وكنا دائما ما نستضيفة ليتحدث فى مواضيع مختلفة منها الطبى والسياسى والاجتماعى وحتى الفنى ولم يرفض يوما واحدا لطلب من اى من الناس ليتحدث فى قضية من قضاياه المتعددة التى يتحدث فيها .. بعد تقاعده عن العمل الرسمى بمستشفى زايد الذى كان يعمل فيه فتح عيادته الخاصة للكل وكان يعالج معظم زبائنه مجانا خاصة ممن لا تسمح ظروفهم دفع تكاليف المعيشة وبعد مدة قليلة قفل العيادة بعد ان ارتفعت قيمة الايجارات وعندما سالته عن السبب الذى جعله يترك مهنته ويتفرغ للمؤسسات الاعلامية والقنوات التلفزيونية قال لى تعلم انا لا استطيع ان اصبح طبيبا خاصا ياخذ امواله واجره من المرضى وهذه ضد طبيعتى لهذا فشلت تجاريا فى التعامل مع العيادة لان الايجار واصبح عاليا وانا لا استطيع اخذ اموال من مرضاى لهذا اثرت الابتعاد عن الوقوع فى الديون مع اصحاب الشقق التى استاجرها وتفرغت للعمل الاعلامى .. وفجاة قال لى عملكم الاعلامى دا انا اكتشفت انه احسن علم لاننى استطيع ان اعطى ما عند ى لكل البشر بالتساوى وهو ما استهوانى ..وتفرغت له .. واتفقنا على خطة عمل اقترحتها عليه بان يسجل برامج جاهزة فى مختلف المواضيع التى تربط ما بين الدين وعلم الطب والمجتمعات وهى من البرامج التى تستهوى الجميع فرحب بالفكرة وهو الرجل الجاد دوما ولكن لم نجد الشركة التى يفترض ان تقوم بالتمويل وظلت الفكرة لديه ينفذها كلما سنحت له قناة من قنوات التلفزيون المختلفة فرصة للتحدث . فى اول مؤتمر يعقد للمغتربين اقترح بله تغيير الاسم الذى يحمل اكثر من معنى الى اسم جهاز العاملين بالخارج وفعلا تم تغيير الاسم الى ان عاد هذا الاسم القبيح مرة اخرى الى الواجهة بعد عام 1990وظل يشارك فى كل مؤتمرا العاملين بالخارج طارحا افكاره وخدماته على السلطة ولا تاخذ بها فقط لانه معارض شرس لها ولافعالها السياسية ولم يياس وظل يشارك فى كل القوافل الطبية التى تذهب للسودان بماله الخاص وجهده الذى لم ينقطع حتى اخر يوم فى حياته

Quote: اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله اللهم آنس في القبر وحشته اللهم ثبّته عند السُّؤال اللهم لقّنه حجّته اللهم باعد القبر عن جنباته اللهم أكفه فتنة القبر اللهم أكفه ضمّة القبر اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار اللهم إن كانت محسناً فزد في إحسانه ، وإن كانت مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته اللهم ألحقه بالشُّهداء اللهم أفتح عليه نافذة من الجّنّة وأجعل قبره روضةً من رياضه إنّا لله وإنّا إليه راجعون

Quote: اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله اللهم آنس في القبر وحشته اللهم ثبّته عند السُّؤال اللهم لقّنه حجّته اللهم باعد القبر عن جنباته اللهم أكفه فتنة القبر اللهم أكفه ضمّة القبر اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار اللهم إن كانت محسناً فزد في إحسانه ، وإن كانت مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته اللهم ألحقه بالشُّهداء اللهم أفتح عليه نافذة من الجّنّة وأجعل قبره روضةً من رياضه إنّا لله وإنّا إليه راجعون

Quote: البروفيسور ( عبد المنعم بلة )، غني عن التعريف ، ولكن لمن لم يعرفه نقدم موجز عن سيرته الذاتية : ـ مدرسة المسالمة الأولية ـ مدرسة أم درمان الأميرية الوسطى ـ مدرسة وادي سيدنا الثانوية ـ جامعة الخرطوم ـ جامعة صوفيا ببلغاريا ـ التخصص الطبي بألمانيا الغربية ـ عمِل متخصصاً في مستشفيات ألمانيا الغربية سابقاً ـ عمل كبير أطباء في مستشفى جلدرن . ـ منذ 1980 عمل في دولة الإمارات العربية المتحدة . ـ رئيس ومؤسس قسم المسالك البولية والأعضاء التناسلية والصحة الجنسية والإنجابية ـ استشاري جرَّاح برتبة رائد ـ حالياً رئيس الأسرة الطبية السودانية في دولة الإمارات العربية المتحدة. - له إسهامات فكرية وله أسفار في الفلسفة والفكر والعقائد باللغة الإنجليزية. - عمل محاضراً في تلفزيون دُبي ، وقدم برامج متسلسلة بالإنجليزية عن الفكر الإسلامي . - خارج عن مؤسسة التقليد ، إلى فضاء الإبداع . لا يشبه أقرانه ولا أهل جيله . (3) منتدى السودان الفكري ينعى للأمة المُفكر العالِم والطبيب الجراح / البروفيسور : عبد المنعم بلـة