جوبا مالك عليا .... اروع ما كتبه حسين خوجلي ( ومن لا يفهم .. لازم يفهم )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2011, 04:19 PM

صلاح غريبة
<aصلاح غريبة
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جوبا مالك عليا .... اروع ما كتبه حسين خوجلي ( ومن لا يفهم .. لازم يفهم )

    (مشاهــدات على الهــــواء في يــــوم الشهـــــود والجــــُرح الكبيــــر)
    كانت جوبا أمس الأول قلِقة ومترقّبة الجيش والأمن في كل الأمكنة من المطار حتى بيت الضيافة الذي أعدَّ خصيصاً لاستقبال الدولة الوليدة وليس لنا نحن أحبابها.*كلّ من أعرف من الأخوة الجنوبيين كان يسألني بإلحاح وتطلُّع تُرى ماذا يودُّ الرئيس أن يقول في هذه اللحظة التاريخية الحرِجة والاستفتاء قد بقيت منه أيام تُعدّ أنفاسها بالساعات.*
    الإجابة التي راقت لي أنني مثلكم تماماً؛ وما المسؤول أعلم من السائل، فأنتم تنتظرونها هنا ولكني أنا أتيت من الخرطوم إلى جوبا لأسمعها منه طازجة وكفاحاً كما يقول السادة المتصوفة!!
    ويبدو أن القلق قد نقله الساسة والمتنفِّذون في الحركة لقياداتهم الوسيطة والقاعدية ولذلك حرص المستقبلون للأخ الرئيس والوفد المرافق أن يصطفوا في غير «كثافة» ولكن بتنظيم أقوى ما فيه قبل النظرات والهتاف، اللافتات الورقية التي كتبوا عليها مفردة الانفصال باللغة العربية والانجليزية وذات العبارة كانت على «فنائل الدعاية» و«الكابات» التي أحكمت على الصدور والرؤوس.
    باختصار تحوّل الشعار من (إيد بتعمل.. إيد بتنتج.. إيد بتهتف للسلام)، إلى (إيد بتفصل وإيد بتقسِم وإيد بتحمل للسلاح)، وما أقسى الفرق ما بين سلاح حماية الوطن وسلاح نحرِه وتقسيمه أو بالحرِي تمزيقه إلى أشلاء عاجلاً أو آجلاً.
    *أغلب الوجوه والقيادات التي قابلتنا هي ذات الوجوه التي عملت يوماً لصالح السودان الواحد بنصف قلب. وكان السؤال يتقافز من عينَيَّ دهشة ولا أنطقه وكانوا يجيبون بابتسامة ذات مغزى ولا يردون، كأنما الغابة كانت فقيهاً شيعياً يُدرِّس الناس فقه (التّقية)
    < اللقاء الذي سبق المخاطبة ما بين البشير وسلفاكير، كان قصيراً ولا يعلم أحد ما قيل فيه، أقبل بعده الرجلان بعد أن قدمهما (عريف الاحتفال) بتقدُمة حارة ومحسوبة كانت فوق «عربي جوبا» بدرجة وأدنى من عربي الخرطوم بدرجتين، ولكنه كان حديثاً مفهوماً وملغوماً، حاول به المقدِّم أن يستدرج الرئيس أو يقوده بألا يقول إلا ما يرضيهم!!
    < قدم الكوماندر سلفاكير، السيد رئيس الجمهورية بكلمات قلائل كانت أهم جملة فيها: لقد استنكر بعض الناس زيارة البشير للجنوب وقد بقيت أيام قلائل من الاستفتاء، فقلت لهم إن البشير هو رئيس السودان ويحق له أن يزور الجنوب اليوم أو حتى أثناء الاستفتاء أو بعده).
    وللحقيقة فقد كانت بداية موفّقة لرجل مخابرات «قديم» وعريق ومخبوء تحت لسانه وجنانه خاصة وأنه أضاف بأنه لا يعرف ماذا سيقول الرئيس ولكن على أي حال هذه بلاده وهذا شعبه فيمكنه أن يقول ما يريد وجلس..
    < وكان لطيفاً أن رئيس حكومة الجنوب قد نهض معلِّلاً حديثه بأنه قد قام مضطراً لأنه رأى أن مايكرفونات القنوات قد سدّت عليه وجوه الضيوف وأخفت وجهه عنهم.
    < وبعدها ضجّت القاعة بالضحك حين قال الرئيس وهو ينهض بعد تقديمه (إذا كان سلفاكير على طوله قد نهض خوف ألا يراه الناس فمن باب أولى أن أنهض أنا).
    < وفعلاً فقد كان حديث الرئيس المشير عمر البشير مفاجئاً لسلفاكير ولقيادات الجنوب وللوفد المرافق له (وللميديا) التي اهتمت بالحديث، بل أنه جاء مفاجئاً للعالم كله..
    < صحيح أن الرجل قد تحدث مرتين؛ مرةً للرسميين ومرة ثانية لقيادات المجتمع المدني، إلا أن الرئيس كان كعادته (قارِي لوحو) تماماً فلم يغيّر في الخطابين إلا المداخل، فالأول كان تذكيراً بأهمية السلام المستدام ذلك الذي سعت له الإنقاذ منذ يومها الأول وفي بيانها الأول وفي مؤتمرات الحوار الوطني الأولى وباعدادها برنامجاً استراتيجياً يوفي بالالتزامات ويجيب على التساؤلات.
    وقد عدّد سعادته كل الجولات التي تلت كينيا وأبوجا وفرانكفورت وحتى نيفاشا حيث كان اتفاق السلام (المثير للجدل) منذ أن وقع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومثير الجدل هذه منّا!! وليست (من المنصّة)!!
    < من الأسرار التي كشفها الرئيس لأول مرة، بأنه كان قائداً للجيش في غرب النوير وكان الدكتور رياك مشار قائداً للحركة وعندما التقيا الآن تحدّثا عن المعارك المشتركة (والدُّواس) وقد ركزت الكاميرات على وجه رياك مشار الذي بدا في كامل لياقته وأناقته (كأنه عريس المحفل).. وأضاف الرئيس أن أشهر مقالب رياك أنه أطلق علينا جحافل المواطنين الذين كانوا بطرفه للجيش، حيث كانت المناطق محاصرة أيام الجفاف والتصحُّر بداء الجوع والكالازار، فاضطر البشير أن يقتسم معهم (تموين) الجيش وعندما نفد المخزون أضطر أن يستلف الغذاء والدواء من السوق (بالآجل).. وحمّل فواتيره للقيادة العامة والتي رفضت بدورها دفعها وقد تعلّلت (منو القال ليك تستلف) فقال وكيف لا أستلف وأنا أرى أهلي من الجنوبيين يموتون جوعاً ومرضاً وضجّت القاعة بتصفيق حار وارتياح.
    < إلتفت نحوي أحد الصحافيين الخبثاء الظرفاء هامساً ومتسائلاً: (ترى ما هي تلك الجهة التي دفعت فواتير البشير التي رفضتها القيادة العامة؟)!!.
    < وقبل أن أجيبه، أجاب البشير بنفسه قائلاً بأنه كان قائداً للمنطقة العسكرية يوم الإثنين ويوم الجمعة كان قائداً للجيش ورئيساً لمجلس الثورة.. (يعني باختصار من الميدان إلى القصر الجمهوري)، ولأن في قلب كل سوداني (إنقلابيٌّ صغير) فقد كاد الجميع أن يهتفوا لصالح العبارة السالفة الذكر والتفت نحوي الزميل (كده المعنى واضح)!!!
    < ومن الأسرار التي تبرع بها الرئيس أن أثيوبيا هي أول من دبّرت أول لقاء ما بين الحركة الشعبية والنظام الجديد.
    < وقد هاجم البشير الإعلام والصحافة والقنوات الفضائية وقال بأننا مثلما (خيّبنا أملها) وأملهم في الانتخابات الفائتة حين ظنّوا بأنهم سيملأون صفحاتهم وقنواتهم بأخبار القتل والدمار والحرائق، فإننا أيضاً سنخيّب ظنّهم مرةً ثانية عند إعلان نتيجة الاستفتاء مهما كانت النتيجة للوحدة أو للانفصال (لأن الشعب السوداني شعب معلّم ومتحضّر) رأيت بعد (المقولة) المنددة رؤساء تحرير الصحف السودانية وأهل الإذاعة والتلفزيون وقد تحسسوا أقلامهم ونظروا شذراً لبعضهم البعض.. ولكنهم تجاوزوا (القرصة) باعتبار أن الرئيس كان يعني (الإعلام الخارجي؟)!!!
    < (قَطَعنا) على طريقة همس المدينة حين رأينا القيادات الجنوبية التي جاءت معنا من الخرطوم على الطائرة الرئاسية، حين شاهدناهم وهم يحاورون في صوت خفيض المغادرين من المؤتمر الوطني والمنضمّين للحركة بمقولة.. (الجماعة قاعدين يوفّقوا في أوضاعهم)!!!
    < صافحت الأمين العام للحركة الرفيق باقان أموم تحت تعليق (قلنا نصافحك يا كوماندر فربما لا نلتقي)!!
    فردّ علىَّ بسرعة (كيف لا نلتقي يا أستاذ وأيه المانع؟).. ولم تكن العبارة الأولى سؤالاً، كما لم تكن الثانية إجابة.. وافترقنا.
    < في (الغداء الأخير) بعد كلمة الأخ الرئيس جاءنا الأخ سلفاكير بنفسه مرحِّباً ومتسائلاً عن حالنا، وقال لي والأخ أحمد البلال: (ماذا ستكتبون عن هذه الزيارة؟).
    فقلت له ممازحاً: سنكتب عن اتحاد وشيك بين دولتين يوقِّعه البشير وسلفاكير.. وقد ضحك الرجل باختصار وتدارك نفسه بوجه طيِّبٍ وغامض في لحظة واحدة ومضى وهو رجل يجيد فن العلاقات العامة بامتياز.
    < كان بيت القصيد في زيارة الأخ الرئيس (الزيارة نفسها والزمان والمكان)..
    < وكان (مسك الختام) أن يكشف الرئيس عن نتيجة المباراة قبل (صفارة الحكم) حين قال بلا مواربة بأنهم سيظلون أبداً مع الوحدة التي توصلت لها أوروبا بعد طول احتراب.. ولكنهم سيؤيدون حكومة الجنوب القادمة ولن يقيموا في الخرطوم سرادقاً للعزاء بل أنهم سيكونون من أوائل المهنئين.
    < وأضاف الرئيس بأنه يعلم بأن الدولة الوليدة ستحتاج لدعم لوجستي وخبرات واستشارات والسودان الكبير أولى من الجميع بأن يقوم بذلك بلا منٍ ولا أذى.
    < وتتوالى البشريات..
    1. ستكون الحدود ناعمة لا حائط ولا أسلاك شائكة لأن هنالك علائق أسرية وثقافية واقتصادية واجتماعية على مدى مئات السنين.
    2. سنحمي كل جنوبي بالشمال بالمؤسسات وليس بالتعهُّدات الشخصية مثل ما يحمي الجنوب الشماليين.
    3. كل ممتلكات الجنوبيين ومنازلهم هي لهم ومحمية بالقانون وإشاعة مصادرتها (مجرد إدعاءات سماسرة).
    4. وضحك الجميع حين قال الرئيس ولو قُدّر لنا أن نصادر سنصادر قصر الدكتور رياك قاي بالمهندسين وليس بيوت الفقراء.
    < أقرَّ الرئيس أن هنالك خلافات وصمت ولكنه أضاف خلافات مقدور عليها حول أبياي والحدود والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وهي لا تعني شيئاً بالنسبة لشركاء استطاعوا أن يوقفوا حرباً ضروساً استمرت لخمسين عاماً.
    < ومهما اصطبرنا على هذا التعقيدات فهي لن تُعيد الحرب من جديد.. لأن الاتفاقية صُنعت لكي ترفرف رايات السلام والتي اخترناها حتى بالانفصال المر على خيار الوحدة بالحرب.
    < اختارت الحركة ممثلي المجتمع المدني بعناية دكتور تكنوقراطي وامرأة ناشطة ورجل دين، والأخير شكر الرئيس وقال أنه ظلّ يدعو له لأن شجاعته وحدها كانت وراء توقيع الاتفاقية التي أوقفت الحرب، وأضاف بعبارة ذكية بأن الحدود تصنعها دائماً السياسة ولكن الأديان ومحبة الله ليس لها حدود ولا أقطار ولذلك سيظل هو راعياً لكنيسته في جنوب السودان وفي شماله، ظل السودان دولة واحدة أو صار دولتين.
    < من أميز الرُتب والقيادات العسكرية العليا التي كانت في رفقة الرئيس، الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع (الذي ظل محافظاً على نشاطه وحيويته منذ البيان الأول إلى اليوم)، والفريق أول بكري حسن صالح وزير شؤون الرئاسة والذي رشحه طول صبره وقامته ونظرته للأمور من علٍ، أن يصمد أمام كل عواصف التغيير التي اكتسحت سنين الإنقاذ (بجانب حزب الجيش وحلفه الخفي).
    < وكان هنالك الفريق محمد عطا المولى مدير الأمن والمخابرات الوطني بهدوئه المطمئن وصمته المخيف ودهائه المهني الاحترافي وهو يبتسم في اختصار في وجه الجميع.
    < وكان الخليفة الفريق طه عثمان مدير مكتب الرئيس ودينمو الرحلة يتنقّل ما بين الرئيس وضيوفه والفُرقاء متحدثاً ومختلياً وهامساً ومبلّغاً بمجهود يسع عصبة من الرجال.. وحين تسأله عمّاذا قال وماذا بلغ، يتبسم ويراوغ في أدب وهي موهبة موروثة ومكتسبة عند كل أسباط الختمية.
    < أما الوجود الرامز للمهندس إبراهيم محمود بأدبه الجم وإطلالته (الأدروبية) الذكية، فقد كان يعني أن الداخلية موجودة هنا وهناك بأحاديث الجنسية والهوية والتداخل والباسبورت (والذي يُقال سراً وجهراً).
    < الدكتورة أميرة الفاضل وزيرة الضمان الاجتماعي والمشردين والفقراء والمساكين (والمجلودات)، كانت هناك، فكان الثوب بعراقته والعقل بانفتاحه.. كانت ترد عليّ بتواضع: الدكتوراه ليس بعد ولكن بقِيت عليها وريقات منعتنا عنها انتقادات الصحف!!
    < الأستاذة رجاء حسن خليفة المستشارة ورسولة النساء للإنقاذ، عندما رأيتها هناك رأيت الإنقاذ الأولى بكل بساطتها وزهدها.
    < قلت للمهندس عبد الله مسار ممازحاً: مبارك الفاضل رجع لمراحو إنت المقعّدك شنو؟
    فردّ ضاحكاً: مبارك يا أستاذ ما رجع لي حزبو، مبارك رجع لبيتو..
    < الدكتور بابكر نهار المستشار وصاحب حزب الأمة (الفلاني) ما يزال يغريك بأن تعرفه عن كثب لا أن تعرف حزبه.
    < كان في الرحلة الصحافي أحمد البلال (ابن الاتحاديين بالوكالة والصحافة بالأصالة)، مثلما كان في الرحلة دكتور أحمد بلال (ابن الاتحاديين بالأصالة والفصاحة بالوكالة).. بيد أنه لا يمارس فصاحته هذه الأيام لأن اتحادي (الدقير) و(اتحاد الميرغني) لا يُغريان بركوب المنابر أو الاعتراف فهل يغريه هذا بحزب وسطي رمادي؟
    < ظل مولانا العالم الشيخ إسماعيل عثمان زعيم أنصار السنة طوال الرحلة في جوار صديقنا الصحافي أحمد البلال وهما يتناقشان في حرارة ولم أعرف في آخر الأمر النتيجة (من الذي جنَّد الآخر؟).
    < ومن (الحرس القديم) رافق البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الرئيس (ببدلة بيچ) وابتسامة رضى بيضاء. ورغم الجراح فقد أرجعته عشرة أعوام إلى الوراء (طبعاً البدلة والابتسامة ويوم الزيارة) مع أنه وحدوي غير مُستتر وبدرجة مستشار.
    < الأستاذ المستشار بونا ملوال والذي جلّله المشيب بالوقار والتجربة، كان في الصف الأول في لقاء سلفا والبشير.. بونا ملوال بعمره وتجربته، قلبه مع الدولة الجديدة وعقله مع السودان الواحد المعتدل، ولكن بالله عليكم يا ولاة الأمر في جوبا والخرطوم دعوهُ ينتقل وينتقد أنَّى شاء فهو من كبار هذا السودان الذي أصبح كباره يعدَّون على أصابع اليد الواحدة.
    < كان معنا الأستاذ صاحب الدراسات الأزهرية علي تميم فرتاك الجنوبيّ الوحيد الذي أستطيع أن أقطع جازماً بعدم عودته لحيّ الملكية أو دنقر شوفو من جديد.
    < كان أيضاً معنا الدبلوماسيّ والأب قبريال روريج الذي ما يزال يتدبَّر في مقولة ما لله لله وما لقيصر لقيصر. وكانت معنا الأستاذة أقينس لوكودو التي وجدت في الإنقاذ ما لم تجده جنوبية ولا شمالية من قبلها ولا من بعدها. وكان معنا شيخ بيش الاقتصادي والإداري والمسلم والوطني اللطيف.. وكان معنا فدوى سواي وكان معنا جاك بيتر معتمد الخرطوم الأسبق في أول الإنقاذ والمواطن الصالح في نُضجها.
    < كان هناك الأخ (محمد مركزو كوكو) بالمجلس الوطني (أخطر نيّاش) في الميدان، وأكثر الجميع في الوفد هدوءاً وترقُّباً.
    < ومن الهدايا الجليلة التي أهدتها الشرطة السودانية للقصر الجمهوري الفريق عصمت أحمد بابكر المدير التنفيذي برئاسة الجمهورية الذي يمنحك بوقار وتواضع (ود البلد) اليقين بأن الخدمة العامة ما تزال بخير وكذلك (البوليس العلامتو الغيره).
    < شكراً للأستاذ عماد سيد أحمد الصحافي والإعلامي الذي دخل المكتب الصحفي للسيد الرئيس بمهنيته وأدبه وتواضعه وعفّة يده ولسانه فقط، الذي أتاح لنا فرصة أن نشهد عياناً بياناً (يوم أن بكت جوبا نهاراً على كتف السودان الواحد الجميل الذي اغتالته أطماع النُّخب المزيفة حين سوَّقت للبؤساء بصراخها ووعيدها ودولاراتها السهلة منفستو الانقسام البائس).
    < شكراً للأخوة رؤساء التحرير مصطفى أبو العزائم ومحمد لطيف وأحمد البلال والباقر أحمد عبد الله وفتح الرحمن النحاس والطاهر حسن التوم ومحمد عبد القادر ونجم الدين محمد أحمد، فقد رأيتهم حزانى وهم يستمعون وهم يتأملون وهم يغادرون.. يبكون من الداخل بكاء الثاكلات في هذا اليوم الحزين من تاريخ السودان ويدعون الاحتمال.
    < قد يتساءل متسائل وله الحق المشروع في ذلك، ولماذا عدّدتَ يا هذا كل هؤلاء؟ والإجابة ليست سهلة ولكن المحاولة فيها تقتضي البوح بأن الجرح الكبير يستحق الشهود.
    < أخطر ما شدني ولحظته أن هذه الرحلة الفريدة كيفاً وكماً وغرابة وتقييماً لم يشهدها ولا نجم واحد من الذين شهدوا نيفاشا وبصموا عليها وتابعوها وقرروا فيها نظراً وعملاً وسهراً (ومنصور خالد كما كان يداعب الراحل عمر الحاج موسى) هل كان الأمر مصادفة أم قصداً لست أدري ولكن إن كان هذا أو ذاك فإن المشهد والشخوص والاختيار والغياب يستحق التدبر والنظر والتحليل. (ما دامت كل الحقيقة قد أصبحت في ذمة التاريخ)
    ً< صحيح أن الأخ الرئيس تحدث بواقعية الموقف وعقلانية الوضع السياسي الراهن وبكلمات لا بد أن يقولها لأنها لا بد أن تُقال..
    < ولكن الذين حدَّقوا فيه ملياً ورأوه بأعين المشاعر الصادقات، رأوا في عينيه كل الضعف الشجاع للفارس الوحدوي المطعون بجراح اللحظة وهو يعود القهقرى من رقعة حبيبة أعطاها زهرة شبابه وأحلام عمره وتطلعاته. العودة من وطن ما تخيّلته الأزمنة والأمكنة إلا واحداً موحّداً وشامخاً وقادراً على التجاوز واحتمال الآخر واحتمال الألوان لخلق بستان أممي يسير فيه العالم مزهوّاً بالتجربة المثمرة لصالح الإنسان والإنسانية.
    < إن يوم جوبا الأخير لم يكن هزيمة لأحد ولم يكن أيضاً انتصاراً لأحد، ولكنه كان انتكاسةً لفضائل التعارف التي بشّرت بها السموات الشعوب والقبائل وسقطت فيها القوى السياسية في السودان سقوطاً مجلجلاً سارت بأحدوثته الركبان..
    < وأخيراً جداً جرجرنا أرجلنا وتآزرنا على رحلة العودة بالضحك المبكي والحكايات السلوان.. وحين بادرتنا أرض الشمال من نافذة النهار.. كانت الطائرة
    تنزل
    تنزل
    تنزل
    كالدمعة على خدِّ الخرطوم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de