|
Re: تصريحات الصادق باسقاط الحكومة .. فرقعات إعلامية جوفاء فطيرة و تدل على الخواء (Re: Frankly)
|
أحلام المعارضة.. التاريخ لن يعيد نفسه بقلم سامية علي
عجبت جداً لمطالبات ما يسمى بقوى الاجماع الوطني بتنحي الحكومة الحالية وقيام حكومة جديدة ومطالبتهم بعقد مؤتمر دستوري يناقش شكل الحكومة الجديدة ويتصدى للقضايا الملحة.. وتهديدهم بالانخراط (مباشرة) في عمل سياسي لازالة النظام حال رفضه الاذعان لهذه المطالبات.! ومصدر العجب ان هذه الاحزاب التي فشلت كثيراً حينما كانت في سدة الحكم وتأزمت مشكلات البلاد إبان حكمها لم تستطع حلها.. فكانت الحروب تشتعل في الجنوب وامتدت الى مناطق بالشمال حتى كادت تصل للخرطوم بينما انشغلت الاحزاب المشاركة في الحكم بالمناصب الدستورية والتشاكس حول كراسي السلطة فكاد ينفرط عقد الامن الداخلي. ووصل حال البلاد الى درجة قصوى من التردي الاقتصادي وفقد المواطن السوداني ابسط مقومات الحياة وقوت يومه.. فاختفت سلع ضرورية كالخبز والسكر وارتفعت الاسعار بصورة جنونية. وبنت الصادق التي تطالب الحكومة بالتنحي اذا لم تستجب لمطالب حزبها نسيت او تناست تلك الحالة المتردية التي كان يعيشها الشعب السوداني ابان حكم ابيها وصل بهم الحال شرب الشاي بالبلح لان سلعة السكر غير متوافرة!! سلعة السكر التي تعتبر للمواطن السوداني (الاغبش) في ذلك الوقت من الضروريات الملحة لانه لا يجد البديل فتوفر الفواكه مثل التفاح والعنب التي تمتلئ بها الاسواق الآن كانت ضرباً من الاحلام إبان حكم الصادق! فهل تريد بنت زعيم الامة وغيرها من الاحزاب ان تعيد للشعب السوداني تلك الايام «الخوالي» الخالية من ابسط مقومات الحياة ناهيك عن العيش الكريم والرفاه الذي يتمتع به الشعب السوداني اليوم. فان ظنت تلك الاحزاب ان الشعب السوداني سينسى يوماً العذابات التي ذاقها خلال حكمهم نقول لهم هيهات.. فتلك الايام نقشت على ذاكرة شعب السودان كالنقش على الحجر فلن ينساها ابداً ولن يرضى ان يكرر التاريخ نفسه. فهو ذات الشعب الابي الذي تريد ان تحتمي به تلك الاحزاب لازالة هذا النظام حينما اعلنت في اجتماعها الذي شهد توترات ومشادات كلامية فيما بينها واعلنت فيه «بانها تسعى لازالة الحكومة عبر وسائل النضال السلمية بتحريك الشارع اذا لم تستجب لمطالبهم». فكيف ضمنت ان يستجيب لها الشعب الذي جوعته يوماً ما وسلبت ارادته واشعرته بعدم الامان حينما كانت تتصارع «تلك الاحزاب» على كراسي الحكم والسلطة ولم تهتم بعيشه وأمنه وتركت التمرد يعيث فساداً في الجنوب وكاد يطيح بالسلطة في الخرطوم حينما قاربت جيوشه الوصول لعاصمة السودان. فكيف لهذه الاحزاب ان تسعى لازالة الحكومة الحالية وتطالب بتشكيل حكومة سمتها حكومة قومية لتعيد ذات السيناريو.. فكيف يرضى الشعب السوداني ان يرجع للمربع الاول .. مربع الفقر وانفراط عقد الامن. فهو الآن يعيش رفاهية الحياة الكريمة فالاسواق الآن مليئة بالسلع الضرورية وسلع رفاهية العيش الكريم وتحسن الاقتصاد بشكل لافت شهد له المراقبون بالخارج قبل الداخل مما جذب المستثمرين الاجانب فكانت المصانع التي نرى افتتاحاتها يوماً بعد يوم والمشروعات الكبري مثل سد مروي واستقرار الكهرباء التي امتدت لكل ربوع السودان بينما كان في ذلك العهد ينحصر التيار الكهربائي في مدن بعينها وسمته التذبذب بل الانقطاع لساعات طويلة.. هذا اضافة الى استخراج البترول الذي كان أثره واضحاً لشعب السودان فاختفت تلك الصفوف بمحطات الوقود.. وتوافرت وسائل المواصلات بشكل لافت وصارت الطرق تنوء بالمركبات العامة والخاصة حتى صار أكثر من (70%) من الاسر تمتلك عربات خاصة.. وامتدت الطرق القومية التي تربط مدن السودان شماله شرقه وغربه وجنوبه فضلاً عن الطرق التي انشئت وأعيد تأهيلها بالخرطوم والمدن الأخرى.. ثم الكباري والجسور والمستشفيات التي ما أن يمر عام حتى تتصدر احتفالات البلاد بافتتاح العديد منها. فكيف لحزب الصادق الذي لم ينجز (1%) من تلك الانجازات ان يجرؤ باتفاق مع احزاب اخري ان يفكر في ازالة هذا النظام الذي عرف بتلك الانجازات.. كيف لهذه الاحزاب ان تقوم بهذا الفعل تجاه حكومة أتت بشرعية انتخابية اختارها هذا الشعب الذي تريد احزاب المعارضة ان تحتمي به للانقلاب على الحكومة، كيف لها ان تقوم بذلك وسمتها الاساسية الخلاف وهي تسمى نفسها قوى الاجماع الوطني ولم تجتمع يوماً واحداً على قول أو فعل الحق تجاه هذا الشعب الأبي.. فهي دوماً في حالة خلاف وشقاق والشاهد على ذلك المشادات والتوترات التي حدثت خلال اجتماعها الذي قررت فيه الاطاحة بالحكومة والملاسنات والاتهامات التي تبودلت خلال الاجتماع ومغادرة بعض زعماء الاحزاب الاجتماع!! فكيف لهذه الاحزاب التي ما ان اجتمعت حتي شب بينها خلاف كيف لها ان تحكم السودان وتزعم انما احق بحلحلة مشكلات البلاد وهي التي عجزت عن حل مشكلاتها. ومن أين أتت هذه الاحزاب بفرية ان الحكومة ستفقد شرعيتها حال وقوع الانفصال؟! فهل نص دستور البلاد على ذلك ام أقرت اتفاقية السلام هذا الامر؟ أم ان هذه الاحزاب تريد فقط ان تجد لها مبرراً للوصول إلى السلطة التي كثيراً ما سعت لها وبنت آمالاً عراضاً ولكنها فشلت وتبددت احلامها سراباً. الغريب في الأمر ان القضايا الملحة التي زعمت تلك الاحزاب أنها تريد التصدى لها فشلت في حسمها ابان حكمها للبلاد.. بينما الآن تسير خطوات حلها بصورة أسرع سواء في جانب حل المشكلات العالقة بين الشريكين والاتفاق على عدم العودة للحرب والتعايش السلمي بين الشمال والجنوب اذا حدث انفصال.. كما ان سلام دارفور ايضاً يسير بصورة طيبة فحركات دارفور بدأت تتجه نحو التفاوض واخرها حركة العدل والمساواة التي اعلنت استعدادها للتفاوض وتم حسم الحركات المتفلتة مثل حركة مناوي فقوى الاجماع التي لم تجتمع إلا على الباطل عليها ان تراجع مواقفها فالحكومة اقوى من ان تهزها شرذمة حزبية.
| |
|
|
|
|