قصة ليلة القبض على فاطمة... وهل تحولت مصحة كوبر مكان للتخلص من الخصوم

Quote: (ليلة القبض على فاطمة)..!! الحلقة الأولى.. حتى هذه اللحظة.. كنت أظن أن هذه القصة – التي سأرويها لكم- هي مجرد خيال مما نشاهده في الأفلام.. هل تذكرون الفيلم الذي لعب بطولته نور الشريف.. ذهب في رحلة اغتراب طويلة وظل يرسل لزوجته المال وهي مقيمة في القاهرة.. وعندما عاد بعد سنوات الغربة وطرق باب الشقة.. فوجئ برجل غريب يخرج بلباس النوم.. ولما انفجر فيه (من أنت؟) .. فإذا به يرى خلفه مباشرة (زوجته!) .. المهم خلاصة القصة أن الزوجة استبدلت زوجها بآخر..وقررا التخلص من المغترب العائد (نور الشريف) فأودعوه مستشفى المجانين.. ولم ينجح في الخروج منه أبداً. الشيطان.. في التفاصيل..!! تختلف التفاصيل .. لكن النتيجة واحدة.. في قصتي هذه.. سيدة مثقفة ومتعلمة متزوجة.. وربة منزل.. تجد نفسها فجأة في أحضان مستشفى المجانين.. في سيناريو عجيب مثير.. لأسباب تتعلق بمستقبل هذه الأسرة.. سنحجب الأسماء – ولن تؤثر على سرد القصة – لكننا سنضع الوقائع كما هي سافرة مفجعة.. (...) سيدة أنيقة المظهر والجوهر.. كانت الزوجة الثانية لمغترب سوداني في دول الخليج.. سافرت معه إلى الاغتراب وظلت معه بضع عشرة عاماً.. أهدت فيها عش الزوجية سبع بنات وابن واحد.. رجعت الأم وأطفالها إلى السودان بينما بقى الزوج مغترباً يكدح لإعالة أسرته..لا داعي لتفاصيل السيرة الذاتية للأسرة.. سأقفز بكم مباشرة إلى (ليلة القبض على فاطمة!)..

Quote: الأم في ذات يوم أسري عادي اشتبكت مع إحدى بناتها... لكن البنت كعادة شباب هذا الزمن كانت مستغرقة في مشاهدة التلفزيون.. البنت زجرت والدتها وأسمعتها بعض الكلمات القاسية قائلة (خلينا في حالنا زهجتينا ـ كرهتينا البيت ده انت ما عندك موضوع غيرنا..) وتطلب منها الابتعاد عنها وتركها في حالها.. لم تحتمل الام المشهد.. ركبها شيطان الغضب..فضربت البنت.. وقالت الأم لبناتها (أنا اقوم بكل واجباتي تجاهكم واجهز لكم كل ما تحتاجون له من اكل وملابس ومصاريف وعلاج وكل ما يجعلكم احسن من غيركم في الجامعة والبيت فهل هذا جزائي ). في تلك الاثناء دخل عليهم أخ بناتها من زوجة أبيهم الأخرى التي طلقها قبل سنوات.. ووجد البنت تبكي.. الشاب قادم لتوه من دولة أوروبية كان يقيم فيها.. سأل الشاب البنت (من فعل بك هذا..؟) قالت له (أمي)..

Quote: في قسم الشرطة..!! لا داعي لاستلهام الدوفع أو محاولة البحث عن السبب الذي جعل الشاب يأخذ البنت إلى قسم الشرطة لتفتح بلاغاً ضد من ؟؟ ضد أمها.. التي ولدتها من بطنها وربتها حتى دخلت الجامعة.. قال الشاب لأخت .. ( نحن في الدول الأوربية نفعل مثل هذا .. إذا تعرضنا للضرب حتى من والدينا..) قسم الشرطة شهد الفاجعة.. البلاغ من البنت ضد أمها .. لكن البلاغ حمل حيثيات مثيرة للغاية.. البنت تتهم أمها بأنها (مجنونة).. أو هكذا كانت نصيحة الشاب لأخته .. أبلغ مستشفى الأمراض النفسية بأن هناك إمرأة مجنونة يجب القبض عليها وايداعها المصحة.. كيف أبلغت المصحة؟ تلك قصة سنعود اليها.. .. لنترك القسم ونذهب الى شقة السيدة في الحي الراقي.. سمعت المرأة طرقاً في الباب.. كعادة أي إمرأة سودانية لم تتوقع الا زائراً من الأهل أو الجيران.. تحت الباب فإذا بها وجهاً لوجه مع القدر العجيب.. أين هي الآن.. تابعوني..

Quote: ليلة القبض على فاطمة..!! عندما تلقت إدارة المستشفي البلاغ شرعت في اجراءاتها ضد المريضة حسب إدعاء ابن زوجها (إين الزوجة الأخرى) الذي كذب على إدارة المستشفى بعدما ذكر أن المرأة والدته.. والحقيقة هي (زوجة أبيه).. واخذوا وصف المنزل كامل من البنت وأخيها من أبيها ..وذهبوا الى المنزل في الحي الأنيق لاحضار الأم بالقوة إلى المستشفى.. عندما وصلوا إلى المنزل طرقوا باب الشقة وفتحت لهم السيدة التي لم تكن تعلم ما يخبأه لها القدر.. قال لها مبعوثو المستشفى نحن نريد (..) (وذكروا اسمها) عندنا بلاغ من زوجها لعلاجها..) قالت لهم (أنا "..." وأنا لست مريضة.. من الذي بلغ عني..) قالوا لها (بعدين تعرفي نحن عايزنك تمشي معانا..) وطبعاً رفضت.. من ذا الذي يذهب برجيله وبكامل قواه العقلية لـ(مستشفى المجانين). ورفضت الذهاب مما اضطرهم لأخذها بالقوة إلى المستشفى. لم تكن السيدة تدري أنها بدأت الدخول إلى القدر المفجع.. وأنها لن ترجع إلى بيتها .. ومضت الآن أكثر من أربعين يوماً.. والسيدة معتقلة في مصحة الأمراض العقلية. في المستشفى خضعت لاجراءات فورية ..و عرضت على الطبيب المعالج.. طبيب الأمراض النفسية والعصبية بالمستشفى.. ولكن ماذا حدث تفاجأ الطبيب أن المريضة بكامل قواها العقلية.. بعد اجراء فحوصات على حالتها فحاول اعطائها علاجات خفيفة عبارة عن (حقن وحبوب). لم تكن الأسباب واضحة لماذا لم يفكر الطبيب في الافراج عنها.. رغم أنها كانت تتكلم بكل (عقل).. وعلى الرغم من يقينه أنها طبيعية 100%... هل وصلته الأوامر؟؟ الله اعلم..

Quote: تم حقنها بالقوة من قبل الممرضات مما أدى إلى ردود فعل عكسية (دوار ودوخه) وتم ابلاغ الطبيب بذلك وأوقف العلاج لخوفه من هذا الاجراء الغير مبرر. اشقاء الأم قاموا بفتح بابلاغ النيابة.. النيابة أرسلت عدة طلبات حضور إلى جميع الأطراف.. المستشفى.. وإلى الطبيب المعالج.. وإلى الشاب العائد من أوروبا.. أخ البنات من الأب.. لكن لم يستجب أحد لطلبات النيابة.. الطبيب المعالج .. كان أخبر أشقاء السيدة المحتجزة في مصحة الأمراض العقلية أن شقيقتهم بحالة جيدة ولا تعاني من أي مرض نفسي وأكد لهم (قبل عيد الأضحى) أنه سيحاول اخراجها من المستشفى لتقضي معهم العيد.. ولكن تفاجأ الجميع أن الطبيب كان ينثر الحديث الرطب في الهواء المجاني الطلق.. جاء عيد الأضحى.. وخرج غالبية المرضي النفسيين إلى زيارة وقضاء العيد مع أهاليهم.. إلا هذه السيدة .. (العاقلة).. كان واضحاً أن (التعليمات) تمنع خروجها ولو للعيد..

Quote: وخلونا نتابع الحلقة الاولى من التحقيق

Quote: الفصري

Quote: بعد أن تكمل نقل بقية الحلقات؛ حبذا لو أوضحت لنا من تقصدون ب "الوزير السابق المتنفذ".

Quote: الحلقة الثالثة لم يعد لها داعي لان السيدة خرجت لاهلها بالسلامة

Quote: الكلام دا تقولوا لزول ما عندو حديدة.

Quote: سبوع تمام و هو لا يجرؤ على الإتيان بالجزء الثاني من الحوار ناهيك عن الثالث .. فتأمل!

Quote: التعليمات.. تمنع ..! تصوروا هذا الحال.. الأسر السودانية في صباح يوم العيد منطلقة فرحة منتشية بالعيد.. وخروف العيد.. والأطفال يلعبون في انتظار (الشية) .. بينما هذه السيدة محتجزة في مصحة الأمراض العقلية .. بكامل عقلها ورشدها.. ولا تستطيع حتى الذهاب لرؤية أطفالها الصغار.. طبيب في المصحة قال أنه لا يستطيع اخراجها فهناك (تعليمات)!! (تعليمات!!) من من ؟؟ من هو المستفيد من سجن الأم في مصحة الأمراض العقلية.. حملت أوراقي وذهبت إلى مصحة الأمراض العقلية.. لزيارة السيدة المحتجزة.. قالت لي أنها تعرضت لغضب أحد أقرباء البنات ( هو رجل متنفذ .. ولديه القدرة على استخدام نفوذه..) الزوج اتصل من الدولة التي يعمل فيها في المهجر وطلب اخراج زوجته من المستشفى.. ولا حياة لمن تنادي.. وهو حالياً يعمل على اخلاء طرفه ليعود لمواجهة الوضع المحزن.. النيابة تواصل مساعيها.. بعد أن فشلت في احضار أي طرف.. أرسلت النيابة – أخيراً – أمر قبض .. للقبض على الطبيب النفسي.. لكن أمر القبض لم ينفذ (هو الآخر..) النيابة أرسلت تطلب من المستشفى (ملف المريضة) .. ولا حياة لمن تنادي.. لا رد.. والدة السيدة المحتجزة في المصحة.. قالت لنا أن ابنتها كانت معها حتى قبل يوم واحد من (ليلة القبض عليها) .. وكانت عادية للغاية.. (كانت معنا حتى المغرب وهي في أحسن حال وتفاجأنا اليوم التالي بأن ادارة المصحة امرت باحضارها والآن نحن في استغراب ودهشة من هذا الحاصل وهي بكامل قواها ..) السيدة المحتجزة عندما زرتها وأنا أحمل أوراقي في المستشفى وأخبرتها بمهمتي الصحفية.. وجدتها في حالة يرثى لها من الحزن والخوف.. قالت لي ( أنا خايفة من المصحة بالليل.. عشان بنوم مع المجانين والمرضى وخايفة يضربني واحد منهم وما معاي زول في الغرفة.. لذلك اضطر أساهر حتى الصباح من شدة الخوف منهم وعايزة اطلع من هنا حفاظاً على حياتي..) غالبتها الدموع.. واكملت لي رسم المشهد المأساوي.. قالت لي (أنا إذا استمريت هنا حا أمرض نفسياً.. عشان الجو كلو جو نفسي وعصبي والعيانين بتكلموا طول اليوم وعندهم تصرفات غريبة جداً وأنا لا حولة لي ولا قوة وهذا حكم القوى على الضعيف..) قبل تسليم هذا التحقيق بيوم واحد.. ذهبت إلى اللواء نور الهدى الشفيع في مكتبها بمصحة الأمراض النفسية..سألتها ما قصة هذه السيدة.. رفضت الاجابة.. قلت لها (هي هذ االسيدة مريضة نفسياً) .. رفضت الإجابة.. قلت لها (هل هي عاقلة؟؟) .. قالت لي ( لن أرد على أسئلتك!!) كل الذي طلبته اللواء نورالهدي اننا لا ننشر التحقيق.. وهذا محال.. ما فائدة صحافة مقطوعة اللسان.. إن لم تخرج الصحافة هذه المرأة المسكينة من معتقلها بمصحة الأمراض العقلية.. فما فائدة السلطة الرابعة.. ونواصل في الحلقة التالية.. ( من هو المتنفذ الذي أصدر تعليمات حبس السيدة في مستشفى الأمراض العقلية..)

Quote: ليلة القبض على فاطمة الحلقة(2)!! السيدة المحتجزة تم اكراهي على تناول العلاج وخشيت من البهدلة ان امتنعت !! سكرتير الوزير: ستدفعوا ثمن تدخلكم !! اللواء نور الهدى ترفض الحديث وتطالب بإذن من المكتب الصحفي شقيق الوزير.. أخي لا دخل له ولكنه غاضب من هذه السيدة . شقيق السيدة المحتجزة : بامكان الوزير اخراج اختي من مستشفى المجانين سناء محمد الحسن ربما تكونوا قد نسيتم بعض تفاصيل الحلقة الاولى من مأساة فاطمة السودانية ..بالطبع هذا ليس اسمها ..الأسماء هنا لا تغير كثيرا فى الواقع ..فاطمة خرجت ذات صباح إلى مدرسة ابنتها الصغرى ..مثلها مثل أى أم مهتمة بمستقبل ابنائها..كانت تحاول مناقشة وضع ابنتها التعليمي مع معلماتها في المدرسة. رن هاتفها المحمول ..المتصل بها أبلغها أن الوزير السابق الذى هو عم ابنائها وصل إلى المنزل .. وأنه ينتظرها ..استأذنت فاطمة من أسرة المدرسة على أمل العودة فى اليوم التالى .. ورجعت الى البيت..لم تجد الوزير فى الدار..بدلا عنه وجدت شرطى فى زى مدنى ..بالخارج توجد عربة أمجاد.. أمجاد وليس اسعافاً طبياً بالرغم أن المهمة من المفترض أن تكون طبية .كان ذلك فريق من (مستشفى المجانين!!) للقبض عليها واحضارها عنوة إلى مصحة الأمراض العقلية والنفسية في كوبر. زج بها في المستشفى.. ويا للهول.. أمسكوا بها جيداً وكبلوها من يديها وقدميها وأدخلوا في جلدها (حقنة).. قالت لي فاطمة انها شعرت بالدوار وكأنها تحلق في سماء عالية.. بل وأحست بأنها تموت في صمت.. ثم أدخلوها الى العنبر.. !! وجدت سيدة المجتمع نفسها تشترك فى عنبر به سبع مجنونات..يتحدثن بلا معنى.. ويصرخن بلا مناسبة.. وأحيانا يتشاجرن ويمسكن بتلابيب بعضهن.. أناء الليل عندما تحدث مشكلة بين المرضى تفر فاطمة الى الخارج فى هذا البرد القارص ..الطبيب يحقنها مرة أخرى ببعض الحقن فاطمة تقول لم يشرح لى الطبيب طبيعة الدواء وعندما رفضت الحقنة هددنى أن الامر يمكن أن يكون بالاكراه الآن فاطمة تقترب من خمسين يوماً و ليلة في هذا الوضع المأساوي .. فاطمة التى تفتقد طفلتها ذات الثلاث سنوات ..تصرخ من الالم وتقول لنا (أليس فيكم رجل رشيد يا أهل بلادى..) . في يوم الجمعة الماضية ..استعنت بالأخ نائب رئيس تحرير التيار الأستاذ عبدالباقى الظافر ..أريد شاهد اثبات لكل خطواتي.. وبصراحة (بيني وبينكم) في بعض المرات أحس بالخطر على نفسي .. وأحاول ان أتقوى برفقة.. سلكنا طريقنا إلى منزل الوزير بضاحية بالخرطوم بحري..الضاحية تعرف الوزير صاحب الاسم الكبير والذى شغل اكثر من منصب مرموق فى عهد الانقاذ ..صاحب طلمبة الوقود يصف لنا موقع البيت الكبير..نحن الان على مرمى حجر من دار الوزير..قبيل نحو ساعة من صلاة الجمعة..مفاجأة من العيار الثقيل.. الوزير كان خارجاً من بيته وفى مواجهتنا تماماً ..ألقى علينا التحية من داخل سيارته ..أشرنا اليه بأيدينا وطلبنا منه التوقف قليلاً لنتحدث معه.. تجاهل الأمر..مضى إلى سبيله ..ليس أمامنا إلا أن نلاحقه ..فعلنا ذلك ..الوزير بحاسته الامنية ادرك اننا لن نستسلم ..اطلق لسيارته العنان ..(وبصراحة سياراتنا لم تكن لتقوى على سرعة سيارته ) فشلنا في اللحاق به..فعدنا الى داره التي خرج منها للتو ..خرجت لنا إحدى بنات البيت طالبة فى مرحلة الاساس .. واستدعت لنا صهر الوزير تحديداً زوج ابنته ..الشاب قابلنا بوجه طلق ..شرحنا له الامر وتركنا مذكرة لسيادة الوزير نطلب شهادته في قضية (فاطمة) .. أضطرننا لتأجيل النشر يوم الأحد الماضي في انتظار رد السيد الوزير.. لكن لا رد.. الوزير استعصم بالصمت..عاودنا الاتصال به هاتفياً ولكنه لم يرد ..اتصلنا بسكرتيره والذى مدنا برقم آخر للوزير .. بعد فترة من الزمن عاود الاتصال بنا..وأخبرنا بلغة تحتشد بالتهديد أن هذا الأمر محظور ..وقال لنا بكل بلهجة تهديد سافرة (ستدفعون الثمن غاليا ...) دفاع عن الوزير..!! شقيق الوزير والذى يعمل مصرفى فى بنك شهير يدافع عن شقيقه الوزير ويؤكد أن الوزير ظل خير معين لزوجة شقيقه المحتجزة ..ويستبعد أن يكون أخوه الوزير رتب لهذا...ولما سألناه لماذا لم يحرك الوزير ساكناً فى الأمر ؟. قال أن الوزير غاضب.. مصدر طلب عدم ذكر اسمه اوضح للتيار ان السيدة فاطمة تبدو صارمة اكثر من اللازم مع بناتها وأنها كادت تعرقل مسيرتهن التعليمية بسبب خوفها على بناتها السبع من الانفلات العام فى الشارع .. اتهام تنفيه السيدة المحتجزة وتقول وتأكيدا على سلامتها تقول أن زوجها ترك لها مهمة الاشراف على البيت ونجحت فى ذلك بامتياز ..وأن علاقتها جيدة مع زوجها.

Quote: في مصحة كوبر.. للمرة الرابعة..!! ذهبنا إلى مصحة كوبر..نبتغى مقابلة السيدة فاطمة المحتجزة ..ما أن ولجنا إلى المبنى ونطقنا باسمها حتى تغيرت أجواء الهدوء..الرجل المسؤول عن المكتب بدأ يدقق فى هويتنا ..طالب ببطاقة شخصية ..كان هذا اجراءاً استثنائياً لا يخضع له جميع النزلاء..بعد اتصالات طلب من موظف الاستقبال مقابلة الضابط المناوب ..السيد الملازم كان فى غفوة نهارية ..حذائه الثقيل فى ناحية وجسده النحيل ممد على أريكة داخل المكتب ..استيقظ الضابط على وقع ضيف ثقيل ..رفض أن يبت فى الامر ورفعه لمستوى أعلى ..الضابط الأقدم رتبة يصل الى المكتب ..هذا الضابط يدرك عمق المأزق ..طلب منا عدم احراجه ..مثل هذه الاحداث ربما يدفع ثمنها الصغار..يتصل برتبة ارفع ثم يحمل لنا الخبر الحزين لن تتمكنوا من مقابلة السيدة فاطمة الا بإذن ..سألته هل مقابلة كل النزلاء تحتاج لمثل الاجراء رد بالنفى ..خرجنا من المكتب بخيبتنا..فى الطريق نحو بوابة الخروج نلمح السيدة فاطمة التى نبحث عنها..ذات القدر الذى وهبنا الوزير على مدخل بيته يهبنا المحتجزة على مدخل الخروج..السيدة فاطمة تجلس مع أمها زميلى الظافر يصر على الحديث معها ..ربما يريد أن يتأكد أنها – لا زالت-فى تمام عقلها ..بعض الناس لا يصدق أن الحكومة يمكن أن تخطىء..السيدة فاطمة وأمها فى حديث أسرى..السيدة فاطمة تطلب من الصحافة أن تتبنى قضيتها....تبدأ فى شرح مأساتها..هنا يلمحها أحد الحراس.. يطلب منها الصمت ومنا الخروج..فى هذه اللحظة والدة فاطمة تصب اللعنات على الوزير الذى تتهمه بتسبيب الأذى الجسيم.. الركن الثالث فى مأساة فاطمة ..مصحة كوبر..المصحة المسئول الاول عنها اللواء نورالهدى الشفيع ..كنا قد تحدثنا عنها فى الحلقة الاولى ..أحد مصادرنا أكد لنا أن سعادة اللواء تحتفل مع بعض زملائها من خريجى الجامعات المصرية .. من المصحة ذهبنا فوراً إلى موقع الاحتفال ..أهل الحفل اصابهم بعض الحرج ويبدو أن القضية كانت قد طرحت على النقاش فى ذات المحفل ..طلبنا من سعادة اللواء أن تدلو برأيها ..الدكتورة نور الهدى توضح انها طبيبة لايمكنها أن تنشر أى معلومات عن مرضاها..كما أنها شرطية لا تتحدث، تحتاج الى اذن من المكتب الصحفى .. سعادة اللواء بدت غاضبة من نشر صورتها فى الحلقة الاولى من التحقيق قالت أنها لن تترك الأمر بهدوء.. وقالت أن مشكلتها معى تحديداً .. وانهت الحوار القصير وتحركت بسيارتها. في المجلس الطبي. شقيق السيدة المحتجزة بالمصحة.. ذهب الى المجلس الطبي لرفع شكوى ضد مصحة كوبر لأنها تحتجز إمرأة عاقلة بل وحقنتها بدواء غير معروف لنا حتى الآن.. المستشار القانوني للمجلس الطبي استمع للشكوى جيداً وطلب بعض المستندات من النيابة. النيابة أرسلت الى مصحة كوبر . لكنها لم تتسلم أي رد.. هل سنتظر المجلس الطبي ؟؟ أليس المدلس مجبراً على متابعة مثل هذه القضايا (الطبية!!) الخطيرة حتى ولو لم تصله شكوى من احد.. فحسب لوائح المجلس ان مجرد (علمه!) من أي وسيلة أو سيط يكفي لتدخله في التحري والتحقيق في أي واقعة تمس الممارسة الطبية.. كل ساعة تمضى ونحن نجمع في معلومات هذا التحقيق .. وكل دقيقة تمضي وأنتم تقرأون هذه السطور.. تظل خلالها (فاطمة) مهيضة الجناح محبوسة في مستشفى المجانين.. بالله عليكم مسؤولية من هذه.. لا تقولوا لي لجنة حقوق الانسان الدولية بجنيف.. تابعوني في الحلقة الثالثة.. رغم تهديد سكرتير الوزير بأننا سندفع الثمن غالياً..

Quote: لا يعقل يا أخي أن تصفوا مستشفى الأمراض النفسية بمستشفى المجانين و المريضات النفسيات بالمجنونات.