دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Sandooq ! - أو عن سودنة الأمريكان
|
ضحكت كثيرا عندما وجدت أن زميلتنا الأمريكية (Lecette) قد وضعت مبلغا من المال فى مظروف وكتبت عليه بالإنجليزى (صندوق) !
كنا ، منذ زمان ، قد أنشأنا (صندوق أو ختة) يجمع زملاءنا السودانيين والمصريين بالمكتب، يصرفه أحدنا كل أسبوعين، وأستطعنا فى دورته الثانية ، بعد تقديم (Proposal) مقنع شمل (Terms & conditions) ضم مجموعة من الأمريكان .
يذكرنى فعل (Lecette) هذا كثيرا بالنكتة فى شريط النكات إياه (بتدوروا العوض) !
ويبدو أن هذا ما يحدث بالفعل ، فبعد سنوات من وجودنا بأمريكا لم نتأمرك قيد أنملة ، وإنما نقوم بسودنة من حولنا من أمريكان ببطء ولكن بفاعلية مدهشة .أكلوا معنا الكسرة وملاح الشرموط (تندر زملاؤنا المصريين كثيرا على هذه الكلمة ، ونقلوا للأمريكان ما ظنوا أنه معناها فى اللهجة المصرية ، بيد أن هذا لم يمنع الأخيرين والأولين من الإستمتاع به) ، وتلذذوا بالفول والفسيخ ، وشربوا الحلومر والكركدى ، بل أنهم صاروا يرصدون مناسباتنا والأيام التى نجلب فيها الطعام للمكتب فتلك الأيام بالنسبة لهم (خريف أبو السعن) . قلت لمديرتنا مرة وقد طلبت منى (تظبيط) طبق من طعام جلبناه :
Would you like lentil soup , Flafil or etc
وعددت لها الخيارات الموجودة ، باذلا مجهودا خرافيا لتوضيح ماهى الطعمية وكيف تصنع سلطة الأسود ، آملا أن ينتهى مجهودى بأن تختار شيئا ما . فقالت :
Little bit of everything, you know that I love everything you bring guys
ولا يقتصر الأمر على الطعام فقط ، بل أن (Lecette) و(Dawn) شاركننا صيام بعض الأيام فى رمضان تضامنا ، ووضعت(Dawn) – المسيحية الملتزمة- الحجاب عندما شاركتنا المائدة الرمضانية التى أقامتها المؤسسة لعملائها من المسلمين ! وقد أعجبت (Lecette) بالقنقليز الذى وصلنى من السودان ، رغم محاولتها (أكل) البذرة فى المرة الأولى ، وبعد التوجيهات السامية من شخصى تعلمت أن تأكل ال(White matrial) وتبصق ال(Black seed).
ولعل (اللا قابلية على الأمركة ) هذه هى حال الجيل الأول من السودانيين بأمريكا بأكمله ، وأعنى بالجيل الأول المهاجرين الذين جاءوا لأمريكا وليس السودانيين الذين ولدوا وترعرعوا وبالتالى تأمركوا هنا . فالسودانيون عصيون على الأمركة تماما ، فهم يعيشون هنا بال (Terms & conditions) السودانية ذاتها . يأكلون الكسرة والقراصة والويكة والفسيخ ويسفون السعوط ولو وجد بعضهم (عرقى) لشربوه رغم ما تنوء به أرفف المحلات من أشكال وألوان من هذه الأشياء .وليس دون شراء السعوط هنا مصاعب ، فما عليك إلا أن تتصل برقم ما ، تمليهم معلومات (الcredit card ) ، فيأتيك السعوط مشحونا على ما تختاره من (Fedex) أو (DHL) !
وقد تمكنت السودانيات بقدرة مدهشة من تطويع الكثير من المنتجات الأمريكية لغرض صناعة الأطعمة السودانية ، فال (sour cream) لصنع النعيمية و( all purpose flour) للقراصة والكسرة على حد سواء ، وإذا كنت عزابيا (مقطعا) كحالنا فلك فى بقالة الأمانة فى (sky line) بفيرجينيا خير سلوان ، فالطعمية الجاهزة وبرطمانات الفسيخ (كتلك التى كانت فى كافتريا العاملين) موجودة ، غير أنك يجب أن تسعى إليها باكرا فى أيام السبت وإلا لن تجد لها أثرا .
كما إبتعد جل السودانيين عن الدخول فى النظام الإقتصادى بداعى الربا ، فقضوا معظم حياتهم بأمريكا فى بيوت الإيجار و لوثوا الهواء بالعربات القديمة (أم ألفين دولار) فى نقيض تام لما يفعله جيراننا من الأحباش ، فما أن تطأ قدم أحدهم التراب الأمريكى حتى تظن أن جده قد شارك فى حرب التحرير ، تجده يعمل (كاشيرا) أو (valet parking) ويقود سيارة لا يقودها فى السودان (ودالجبل) نفسه ! وربما كان هذا سببا فى التناقص المستمر لحصتنا فى اللوترى وتزايدها المستمر لجيراننا فى الشرق .
أختم هذه الخاطرة ، والتى أوحى بها إلى أكل (Lecette) للقنقليز ، بذكر زميلنا فى المكتب (Ken) ، فقد كان أكثر الناس تسودنا وإلتقاطا لكلماتنا السودانية ، وهو من أطيب الأمريكان البيض الذين قابلتهم فى حياتى . فمن باب السودنة علمناه مثلا أن نقوم (بحضنه) عند السلام بحرارة سودانية أصيلة لا يعنى بأى حال أنه Gay !
و(Ken) يلتقط ما يسمعه من جمل فى سياقاتها المختلفة بذكاء ويحفظها ليستعملها عند الحاجة ، فتمر أحيانا عليه فتسأله (how are you today ؟ فيجيب بلسان سودانى مبين ( زى الزفت) ، ويقابلك فى الممر فيهتف ( قروش كتيرة مشكلة كبيرة!)
بل أن زميلة لنا سألته مرة وقد رأته يهم بمغادرة مكتبه ( Ken , where are you going) فاجاب بسودانية طليقة مادا يده فى إتجا ه الحمام : ( ماشى أبول) !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Sandooq ! - أو عن سودنة الأمريكان (Re: عزان سعيد)
|
جارتنا بتحب الفول حب عجيب . شاركتنا فطور رمضان . وكنا نضحك لمان كانت هى تستعجل للفطور . يوم راحت تتكلم عن ال TOTAL CARBOHYDRATE فى النعيمية وخافت يكون فى FAT كتير فى النعيمية .. الشىء التانى حلفت عديل وقالت الحلو مر ده ما ممكن يكون خالى من الكحول كلوكلو . وكانت زعلانه اخر يوم فى رمضان . الناس ديل فيهم ناس حبوبين . ... تحياتى د / عزان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Sandooq ! - أو عن سودنة الأمريكان (Re: Osman Musa)
|
عزان .. وحشتنا تداعياتك الجميلة
عندي زميلي مرة اكل معاي ملوخية لمًن خفًت عليهو ياخي نحنا المتعودين عليها ديل لما الواحد يتقل فيها بتوجع ليهو بطنه !! وحياتك هو اكلها زي الترتيب و ما وقف الا لمن خلصًت كلها لووول و اللذيذ في الامر انه تاني يوم كان ( OFF ) و انا جيت من الصباح لما عرفت انه مافيش نططت عيوني في نص رأسي قلت خلاص بعد شوية بجوا يعكشوني يقولوا لي سممتي الولد .. بس الحمدلله الموضوع مرً بسلام و كل مرة يسألني : No more green things
غايتو نقدر نقول فيهم ناس حلوين و مجازفين خلاص
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Sandooq ! - أو عن سودنة الأمريكان (Re: ALGARADABI)
|
د\عزان تحياتي و احترامي. ولك الشكر علي البوست الجميل..
استطعام الاميركيين و اعجابهم بطعامنا و شرابنا,شئ جميل و مفيد,وهو تبادل ثقافي راقي..و ليس بالضرورة سودنتهم او امركتنا!! كيف سوف اكون من بيئة مختلفة عنه, و ثقافة مغايرة له,ان قدمت له نفس ما ياكل في بيته و يشرب هو تنوع و تبادل بعيدا عن الانسلاخ اوالانغماس. الشديدين... مثلا انا في تكساس..ليس مطلوبا مني أن البس طاقية راعي البقر و البوت ذو الرقبة الطويلة..و الحزام الجلدي العريض...!! ولكن اميركا بلد قامت علي التوع الثقافي, و العرقي... و اللغوي... وهذا لا يعني ان نتقوقع في ذاتنا و مجموعاتنا الصغيرة, وننسي أننا نعيش في كيان كبير له متطلباته و سبل حياته المختلفة.. اتقان اللفة ومعرفة كيفية سير المؤسسة الاميركية اليومية, كيفية أن نشارك في مؤسسات المجتمع المدني و السياسي والاجتماعي... هو من معينات الحياة هنا
وقد ذكرت أنت انهم اقامو (افطار جمــــــــــــــــاعي ) للمسلمين في مؤسستهم,هو شئ جميل وليس انهم تسودنو و لكنهم تفاعلو مع الاخر و احترمو مشاعره و مقدساته...و علينا أن نبادلهم بالمثل..
لك كل الاحترام و التقدير.....
| |
|
|
|
|
|
|
|