|
الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!!
|
كنا نعتقدها غربة، وفي خلسة الزمن المُر استطالت لتصبح هجرة، وكنا نعتبر ها هجرة عن الوطن، وغدر بنا الليل البهيم ليتلو على مسامعنا ملحمة الهجرة عن الذات والغربة في النفس، والركض خلف عمود دخان الوهم، وتسير القافلة لا تلوي على شيء، تبغي ملامسة حدق الشمس او الفناء في ارصفة الايام والليالي، وخلفها نركض وننظر الى الوارء حيث اللحظات المارقة تزرف دموع الشوق وتصلي صلاة العودة الى الرواكيب والقطاطي وبيوت الجواليص، والوطن، لا النجم عزف لنا قيثارته وارسل لنا بطاقات العزاء، ولا شعاع شمس الوصول منحتنا حق اللجوء الى شواطيء الرمال والنخيل، لا بريق في الافق الا صوت الرعد، وجبال الموج العاتية التي علمتنا ان النسيان هو الدواء، والذاكرة هي الداء، والسؤال عن الحبيبه ما هو الا نشيد مشعوذين في ملحمة اغريقية عتيقة، والحرمان الابدي وِرد صوفي اصله في اللحظة ونهايته في العدم، فقط الاستمتاع بصوت البوم في غسق الليل وهو يتزامن مع اوركسترا الضفادع بديل موضوعي لمحبي انين الكمنجة، حتي حضور ميلاد الفجر الذي سيطول ويتطاول وسيستطيل لانه مدعو الى كرنفال الورد والفراش والزهر في رياض الطفولة البائسة،الهاربة عن اسقف الحمام الهادل بين صفاء الحقيقة ومروة الصمت.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: محمود الدقم)
|
يا تري كيف ساتعرف على وجه امي عندما اعود؟ او كيف ستتعرف علي وجهي المتعب؟ الزاد قد استنفد، والكمنجة عشيقتي عز الليل قد طمرتُ جثتها في شواطيء بيروت على عجل والشعر الذي كنت اعشقه هجرني وسافر عبر البحر وتركني العن موج الشتاء، ونديمي في هذه الصحاري النجم الذي بدأ يمارس الابتزاز في احلامي، وكل دليل ظننته ترياق للزمن المر تحول فجأة الى ثعبان بالف رأس ورأس...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: Elmosley)
|
الرجل الفنان أخى محمود سلام كتير ________ * كيف يا ترى ساتعرف على وجه امى عندما اعود؟ * وكيف ستتعرف هى على وجهى المتعب ؟ الأسئلة كثيرة _ قصة طويلة لا يتسع لها المجال . المهم عندما حلقت بى الطائرة من فوق الخرطوم بكيت.... بكيت حقيقه عرفت اننى لن ارجع لزمن طويل ( امريكا بعيده) بكيت... .. توفيت والدتى الساعة( خمسه صباح) فى العام الثانى بعد هجرتى (الجردقه تضايقت جدا . أنا الان احن اليها تمر بذهنى صورتها وهى ( تخمش التراب )من تحت رجلى عند الرحيل . لكن التراب الذى خرجت انا من اجله دفنت فيه. ياسلام ___ تنقلت فى منافى كثيره. اشتعل الشيب واصبحت الأسئلة الكثيرة المحيرة نخاف من نواح الكمنجة ____ تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: احمد العمار)
|
Quote: سرحت بعيدا وتخيلت نفسى انا المتكلم واحسست احساسك فى كل كلمة اصلح الله احوالنا لكى نعود الى بلادنا ونعفى من بقية سنين هذه الغربة . |
العزيز للنفس والهم احمد العمار عاصف الود: عواء الغربة لنا بالخارج تماما مثل فحيح الثعبان في دغل استوائي، وذات العواء لكثيرين لمن هم بالداخل صوت موسيقي رخيم وامنية لا تدانيها امنية، فقط الخروج الى الخارج، هكذا الغربة او الهجرة، قلعة كبيرة من بداخلها يريد الخروج، ومن بخارجها يريد الدخول والتمتع بالاكشاك المتراصة على جنبات الايام مثل اسنان كلاب البادية، لكنها بالنهاية تجربة ثرة، فليرد الله غربتنا الى من نحبهم كانوا احياءا او في قلب التراب، كل الود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: Elmosley)
|
Quote: محمود ابكيتني والله يااااااااااااااااااااااااه |
استاذي الجميل الدكتور الموصلي، المتأنق في بهاءك اعشق الكمنجة التي جعلتك تشرفني في بوستي المتواضع، وانت القمر في سماءك ارجوا ان لا تقول ودالدقم ببالغ، انا لا ابالغ في شيء، بل اقرأ من كتاب المشهد الثقافي السوداني الذي فيه توقعيكم الكبير ممد بحجم الشمس، الدكتور الموصلي تهيم الكلمات في اودية البلاغة فتعجز وتكتفي بقول لك الاحترامات تمشي بقدم وساق الى نهاراتكم الدافئة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: محمود الدقم)
|
يا غرق!!ياجيت حازمه!!
لو ان هناك جائزة في الوفاء من اجل الحب المقدس في هذه الدنيا المليئة بلبلاب المتناقضات، فحتما طائر البطريرق يستحقها وبجدارة متطرفة حد الانسحاق، ليس لانه يضاجع انثاه مرة واحدة من كل عام فحسب، بل لانه في لقياه لها يحاولان معا دحرجة بيضتهماالوحيدة في طول مسارات السنة من الحشائش نحو عش الحب، الميعاد، فان افلحا طالت مدة تأمل كل واحد منهما في عيون الاخر، مستمتعان بنتوف الثلج وهروب السحاب من الشرق الى الغرب، ومغازلة خرير الماء في حضن الجدول، وان سقطت البيضة وتدحرجت، فعليهما ان يزرفا دموع الوداع وللابد، لان التقائهما مرة ثانية ضرب من ضروب الجنون اللذيذ المستحيل، وان كان اللبنانيون وعموم اهل الشام ينافحون النجم بانهم اول من بطش خضم الغربة والهجرة، فنحن السودانين لدينا جوع الى الهجرة وعن الوطن، وهو جوع لا يدانيه الا جوع النار لسيقان القمح اليابسة في حقول الفراغات، الشاعر الفرنسي ارتور رامبو الامرد الذي مزق اوتار كمنجة الشعر نثرا وزهرا وحديقة، ضاقت به شوارع الشانزليزيه فطفق ينقب في ادغال افريقية عن بكارة القافية العذراء، وهو نفس الجنون الشعري الذي جعل شاعرنا الراحل المقيم في مسامنا صلاح احمد ابراهيم يحملق في جبل الاولمب حامدا لله هذا الجمال، وجعلت شاعرنا فضيلي جماع يحتار في (ابندرق الجدادي) وفعائله، اذن دخول الناي تلك الالة الموسيقية الى نهد التاريخ لم يكن عبثا، بل الجوع الابدي في احشاء الناي هو الذي جعله يصدر ذلك الصوت الحزين الذي خطفته اجراس الكنائس والمعابد باكرا كتعويذة مريمية عذرائية وكرتم من ارتام العبادة، ماذا سيضير نجم التبانة لو انه صارح صفوف القافلة المتجهة مثل عباب النمل نحو شفاة الشمس بان التأمل في ابتسامات جماجم الحيوانات النافقة على فخذي الطريق مجرد فلسفة في بوصلة الدروب التايهة في الفجاج الممتد مثل امنية ام تبتسم وهي جالسة على قبر ابنها تنتظره ان يقوم وينهض ويعانقها ويقبلها -بتشديد الباء- وهو متلفحا كفنه وعظامه النخرة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: محمود الدقم)
|
وماذا سيضير موج البحر لو انه صرخ ذلك الشتاء التركي الاسطنبولي في وجه الرصيف الرخامي طالبا منه ان يغازل زبد البحر برفق بالقرب من السفنية الغارقة مثل معلم خرافي تلك السفنية التي اطاحت بها الامواج ذات مساء تنكر القمر لجبال مرمر؟ انها غربة السوداني على حائط مبكي الوحدة والانفرادية المهولة والمحرابية التي استطالت حتى امست خلوة ، هي تلك الاحلام-الاوهام- التي تردد قول نزار قباني في بكائية كربلائية (اشتقت اليك فعلمني ان لا اشتاق-علمني كيف اقص جذور هواك من الاعماق -علمني كيف تموت الدمعة في الاحدق-علمني كيف يموت الحب وتنتحر الاشواق) عزله المهاجر السوداني في نفسه اولا وفي بيته ثانيا وفي وطنه ثالثا، ماهي الا محاولة يائسة من تلك المحاولات الانتحارية التي تجعله وهو مسمرا في قاربه بصمت وبرود ويقود قاربه الخشبي الابنوسي نحو الشلال المختل طبيعيا بسرعة لا معقولة اطلاقا، والسابلة حذاء الشاطي يصرخون في شفقة وحزن ممض،بين من هو ممسك رأسه بين يديه، ومن يتمردق على الحصى محتجا ولسان حالهم ومقالهم ينادي،ان ارجع الينا، بينما هو سادر عنهم متجه وبشبق جنوني نحو الشلال رافعا اصبعيه المبتورين في شكل علامة الرقم سبعة، علامة النصر وهو يحفر في صميم فؤاده المنكسر مقولة الشاعر اسماعين حسن (يا غِرق يا جيت حازما) والمسافة بين راس القارب وراس الشلال ربما تكون يوما، او اسبوعا، او شهرا، او ثلاثين سنة، او تابوتا، كم هو هذا الغريب الذي نفض له طائر البوم خبر وفاة والدته او والده، ليحزن بعض يوما ثم يمسح دمعتين ساخنتين حرقتا خده، قبل ان تتوسده ايقاعات البحث عن شهرزاد الغربة؟ كم غريب هذا الزول الذي كتبت له ابنته (ان ارجع وعد لي يا ابي، ياحبيبي وتاج روحي وعصير ايامي، بعد ان تركتني نقطة ماء في بطني امي، وهأنذا فتاة طويلة القوام مثل شجرة الصنوبر المقدسية وعلى اعتاب الزواج، فتعالي وانثر ارز الفرح على راسي ورأس فارس احلامي!!) فكان الانتحار البدني هو المرسال الذي بعثه اليها، ليحيل فرحها الوحيد الذي كانت تنتظره الى جحيم مقيم؟؟ عرش الوهم المنبت على تلة الانتظار المرتوي من قيعة السراب، ما هو الا نعيق البوم في مساء تقدل فيه الذئب يتفقد الدجاج، الايام تمضي ونحن نمضي والموت ينتظر، والحزن يعزف على الكمنجة نشيد الخواتم
*اضاءة كنت قد كتبتها لسودانايل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: محمود الدقم)
|
الاستاذ عثمان موسي قبل ان تنسحب خيوط الليل تاركا للفجر ان يعزف نشيد الصبح القومي اسمح لي باهداءك هذه القصة القصيرة جدا من اصل ثلاث قصص قصيره كتبتها مؤخرا في صحيفة ايلاف الالكترونية اللندنية ارجو ان تنال اعجابك(م).
الطريق الى قبرص
انسل القارب من بين صخور الشاطيء نحو الماء البارد كتمساح استوائي يفض عذرية الموج الهاديء غير عابيء بسدنة الليل في الامتدادات المهيبة والانجم المبعثرة كحبات خرز في كف شيخ عراف مسن،كانت الساعة تشير الى الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل بتوقيت بيروت، اربعة عشرة رجلا وسبع نسوة، قبرص جنة الشمس الدافئة والامان والطمأنينة، او قاع البحر والديجور، من منطقة الاشرفية ببيروت الشرقية تسلل الفان (الحافلة)، قعقعة الرصاص تسود المكان، الظلام اميرا على الفراغ، متاريس المليشيات المسلحة كالفطر البري منتشرة تسد الطرقات والازقة والحواري ومداخل الطرقات، القناصة في جنون يبحثون عن فريسة يمارسون فيها الموت المجاني، العمارات، البيوتات، اسقف المحلات، تعبق من دواخلها روائح الحريق او اللهب، الافق كان شاحبا كوجه شحاذ منهك، القمر شبه مستيقظ نصفه يطل على مساءات بيروت ونصفه الاخر احتجب خلف سحب الحزن الرمادية، والنجوم سادرة في الفضاء لا تلوي على شيء، القنابل تمزق بكارة الصمت من هنيهية لاخرى، سيارة الاسعاف (الفان) تنطلق بنا نحو الجانب الاخر من المقتلة، بداخلها كنا، اربعة عشرة رجلا وسبع نسوة، المكان مكتظا مثل سبيطة بلح، مثل قندول زرة، مثل منحلة نحل، مثل هم في قلب مراهقة، قبرص هناك خلف الشمس المقاهي تنضح حيوية، الليل له ألقه، السهر حتى تنعس النجوم وتتكيء على كتف الفجر.
مسح شاهين دمعة اندلقت على خده، قبل خمس ايام القى النظرة الاخيرة على جثة حسين ابن عمه المسجية في مشرحة المستشفى، مات فجأة اثر نوبة قلبية لم تمهله طويلا ذهبت بشبابه الى ما خلف الدنيا، حيث الراحة الابدية، (لا تحزن يارفيق.. الموت ما هو الا سكون للحركة، تَرُجل فرد في القافلة لا يعني نهاية الكرنفال) الهام الفلسطينية وهي طبطب على كتف شاهين في مشرحة المستشفى، (شو بِنا يا رفيق، خييك بالنهاية شهيد كان معنا في صلب القضية، كان ضاحكا في وجه القذائف بمحور مدينة صور جنوب لبنان، لا يعبأ الموت، تبرع بدمه كان شهما اي والله..) كان كلام الهام يتنزل عليه من بعيد كانه منبعث من قعر بئر الالم والحضور.
لولا لطف الله لاطلق قناصة طريق المتحف النار بلا رحمة علينا كم هي محظوظة سيارة الاسعاف اللعينة،( فان) الهروب الاكبر من موت بالرصاص الى مصير مجهول،مصير ابتر نكرة كقناع لاعب بهلواني في حديقة اطفال، (انت لعنة يا ابوالهول) انحرف الفان -الحافلة- تحت جسر البريبر في اللحظة القاتلة من الزمن المستقطع من اعمارنا، (انها بركات الامام ابا عبدالله الحسين) هتف ابوعلي العراقي النجفي لخَلاصنا، وتناسى المسكين اننا في اجواء الحرب الاهلية اللبنانية، عايزة ماء، عايزة ماء، عايزة ويس.....، ربت شاهين على كتف (مايا) التي كلما داهمها الخوف تهرب الى الشراب كي تستكين اهديء يا بنت الحلال.......، ساد الصمت حيناً،ثم بدأ الهرج والضجر يعم الحافلة (الفان) فالتفت اليهم المعلم دعيبس: بادرهم - اصمتو يا اولاد ال(.......) وبعد برهة اتم علي دعبس اللبناني صاحب مشروع الهروب الكبير من لبنان الى قبرص، (اصمتو يا اولاد الحلال، هلق بتحس فينا الدوريات العسكرية او المليشيات وبطخونا بالنار، ثم موجها حديثه الى الشوفير -السائق- ابوالهول الفلسطيني من فين بدك تروح هلق -الان-؟ -(راح بنكفي من جوى بنروح على طريق البربير بالقرب من مستشفى المقاصد الاسلامي، وبعدين حد تعاونية صبرا بننطر -نتنظر- شوي بس بتمرق سيارة تاكسي بضوء مرتين معناه الطريق سالكة ساعتا بنروح دوغري الى منطقة بئر حسن، وبعد ذلك الى جسر السلطان ابراهيم، هناك في حاجز تابع للمخابرات السورية، بس ما تخاف، اصحابنا ديل اصحابنا اهم شيء الله يرضى عليك انتبه لي على الاربعة كيلو.
في احد المنازل المهجورة وتحت الارض بين انقاض البنايات التي مضغها الرصاص، انسللنا اثنين اثنين، عباس وعبدالرسول المصري، معتز وعمر (ابضنين)، عمك ادم وفتحي (الملقب بحمار النوم)، فدوى الفلسطينية و ابو علي العراقي، الهام و ادروب، انا ومجاهد مولانا، عادل ومولودي الجزائري، وهكذا نزلنا كانت اصوات قذائف الهاون تنطلق من جبل الشوف تجاه بكفيا في بيروت الشرقية، بينما لعلعات الرصاص تبدو قريبا منا، ربما في منقطة عين الرمانة والشياح، الحد الفاصل بين بيروت الشرقية والغربية، اخذ دعيبس يعيد في تعدادنا، واحد، اثنين، تلاتى، اربع، خمس، لييك انتا اقعُد هوون ما بدنا حكي يا عمي. نظر شاهين الى ساعته البلورية حول معصمه كانت تشير الى الثانية بعد منتصف الليل بتوقيت بيروت، ثم حدق في التاريخ فكان الرابع عشر من حزيران عام 1982م ثم دوى انفجار ضخم
*جزء من قصة قصيرة بعنوان (الطريق الى قبرص) من ضمن مجموعتنا (درب النمل) مخطوط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: محمود الدقم)
|
الاخ عثمان موسي لك كل الود وانت تزين البوست بحضورك المميز:
الجامبو حدقتُ في المراة كعادتي منتصف كل ليلة قمرية عندما يتقاطع برج الجدي مع العذراء، ويا لهول ما رايت صورتها للمرة الخامسة بعد الالف في اسبوع واحد، وهي تتلفح ثوب ثلجي ابيض، وثغرها يشي بابتسامة مجروحة مثل وتر كمنجة مبتور، ناولتني تفاحة من البلاسيتك من بين خلايا المرايا المحدبة، تهندمتُ وسكبتُ عطر ون مان شو على وجهي الممزوع اللحم ، وارتديت بذلتي الصفراء مع قميص احمر ثم ربطتُ ربطة العنق وابتسامة جانيية تعلو بقايا عظام الخدين، فبدوت مثل جنتلمان. اندفعت خارجا، ليستقبلني نسيم الليل البارد، سكان العمارة اطلو برؤوسهم وبصدورهم الشبة عارية، وهم يهتفون باعلى صوت، لا ترسم الزهرة على حدق الليل، لا تعزف مقطوعة الحزن على سفمونية العتة، حذار من وطاويط التأمل، نظرتُ اليهم بلؤم وانتصفت الشارع العام، لا شيء سوى القطط الضالة والكلاب، وبراميل القمامة الكبيرة وهي تغازل عفن اكياس النفا يات الطافحة مثل بهق جلدي، مثل بثر في ظهر اجرب، وسيارة شرطه تسير على مهل كأنها سلحفاة دب فيها مرض الخرف، على يميني يمتد الطريق عبر بيوت القرميد المتراصة مثل اسنان كلاب البادية حتى ينتهي بمخفر للشرطة، وعلى يساري تتكيء مصانع الخشب والحديد الصلب مع بعضها البعض، كنسوة في مأتم جنائزي، حتى ينتهي بي الطريق نحو المطار، وسلكتُ اليسار، في البوابة الرئيسية للمطار اهداني رجال الامن مسدسا ضخما محشوا بجماجم عيال، وابتسمو لي ابتسامة ابليسية، دلفتُ نحو الداخل، اهمهم باغنية قديمة مطلعها: (اعزف لي حزنا صيفي ودع القمر يرقص حذاء الشمس). حدقتُ في الشاشة الضخمة الكبرى داخل صالة المغادرة ، كانت تبرق بالوان مختلفة زرقاء، ، بيضاء، رمادية، ايذانا بمواعيد رحلات الطائرات، تماما مثل حديقة جن، قهقهتُ بصمت مدوي ثم دلفتُ وحدجت رواد الصالة الضخمة كانوا يبتسمون لي في حب ابله قبل ان اخطوا نحو طائرة الجامبو الضخمة الميممة نحو الغرب، رجل الامن يراقبني من على البعد ويشير الى بأن تقدم فالطريق سالكة، ابتسمتُ له وانا ارسم بابهامي وسبابتي اشارة النصر، مدرج المطار كان كبيرا وبدا لي بعيدا، صرخت في وجهي سائقة البص المكتنزة الجثة الذي يقل الركاب من خشم الصالة الى سلالام الطائرة: اصعد يا ملاك الحلم، اصعد!!! ابتسمت لها وانا اشير نحو دراجة هوائية نكاية لها بانها بديلي الموضوعي، ووصلتُ اخيرا سلالام الطائرة، تحسستُ المسدس الضخم من بين ثنايا ملابسي كان يطل براسه وهو مضطرب ترقص الجماجم بداخله محرضة ان انهي المسألة ودعنا نعود الى حديقة اللعب واللهو اللذيذ، انتظرتُ قليلا حتى استوى الجميع بالداخل، ام تعانق طفلها، واخرون يصفون حقائبهم على سقف المقصورة الطويلة الممتدة مثل امل الاحمق، واخر يقرأ في الانجيل، وانا اتبسم، ثم طفقتُ امسح نوافذ الطائرة بقعر المسدس، نافذة تلو الاخرى، واحدة تلو الاخرى، حتى وجدت نفسي امسح زجاج كابينة القيادة الامامية فرأني الكابتن هكذا على عينك يا راجل، وفجأة اخخخخخ هجم على الكابتن ودوت صافرات سيارات الشرطة، وانهمرت سيارات الاسعاف مثل المطر، والصحافة، وانا ابتسم مثل مضيف الطائرة، واعادوني بهدؤ من جديد الى غرفتي في مستشفى الامراض العقلية والنفسية، وفي الليلة التي تليها حدقت في المراة كعادتي منتصف كل ليلة قمرية عندما يتاقطع برج الجدي مع العذراء، وجاءتني صورتها من جديد.
*ايلاف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الليلُ ونُواح الكمنجة- دعوة لمن يهمه الامر!!!! (Re: محمود الدقم)
|
الاخ عثمان موسي لك كل الود وانت تزين البوست بحضورك المميز:
الجامبو حدقتُ في المراة كعادتي منتصف كل ليلة قمرية عندما يتقاطع برج الجدي مع العذراء، ويا لهول ما رايت صورتها للمرة الخامسة بعد الالف في اسبوع واحد، وهي تتلفح ثوب ثلجي ابيض، وثغرها يشي بابتسامة مجروحة مثل وتر كمنجة مبتور، ناولتني تفاحة من البلاسيتك من بين خلايا المرايا المحدبة، تهندمتُ وسكبتُ عطر ون مان شو على وجهي الممزوع اللحم ، وارتديت بذلتي الصفراء مع قميص احمر ثم ربطتُ ربطة العنق وابتسامة جانيية تعلو بقايا عظام الخدين، فبدوت مثل جنتلمان. اندفعت خارجا، ليستقبلني نسيم الليل البارد، سكان العمارة اطلو برؤوسهم وبصدورهم الشبة عارية، وهم يهتفون باعلى صوت، لا ترسم الزهرة على حدق الليل، لا تعزف مقطوعة الحزن على سفمونية العتة، حذار من وطاويط التأمل، نظرتُ اليهم بلؤم وانتصفت الشارع العام، لا شيء سوى القطط الضالة والكلاب، وبراميل القمامة الكبيرة وهي تغازل عفن اكياس النفا يات الطافحة مثل بهق جلدي، مثل بثر في ظهر اجرب، وسيارة شرطه تسير على مهل كأنها سلحفاة دب فيها مرض الخرف، على يميني يمتد الطريق عبر بيوت القرميد المتراصة مثل اسنان كلاب البادية حتى ينتهي بمخفر للشرطة، وعلى يساري تتكيء مصانع الخشب والحديد الصلب مع بعضها البعض، كنسوة في مأتم جنائزي، حتى ينتهي بي الطريق نحو المطار، وسلكتُ اليسار، في البوابة الرئيسية للمطار اهداني رجال الامن مسدسا ضخما محشوا بجماجم عيال، وابتسمو لي ابتسامة ابليسية، دلفتُ نحو الداخل، اهمهم باغنية قديمة مطلعها: (اعزف لي حزنا صيفي ودع القمر يرقص حذاء الشمس). حدقتُ في الشاشة الضخمة الكبرى داخل صالة المغادرة ، كانت تبرق بالوان مختلفة زرقاء، ، بيضاء، رمادية، ايذانا بمواعيد رحلات الطائرات، تماما مثل حديقة جن، قهقهتُ بصمت مدوي ثم دلفتُ وحدجت رواد الصالة الضخمة كانوا يبتسمون لي في حب ابله قبل ان اخطوا نحو طائرة الجامبو الضخمة الميممة نحو الغرب، رجل الامن يراقبني من على البعد ويشير الى بأن تقدم فالطريق سالكة، ابتسمتُ له وانا ارسم بابهامي وسبابتي اشارة النصر، مدرج المطار كان كبيرا وبدا لي بعيدا، صرخت في وجهي سائقة البص المكتنزة الجثة الذي يقل الركاب من خشم الصالة الى سلالام الطائرة: اصعد يا ملاك الحلم، اصعد!!! ابتسمت لها وانا اشير نحو دراجة هوائية نكاية لها بانها بديلي الموضوعي، ووصلتُ اخيرا سلالام الطائرة، تحسستُ المسدس الضخم من بين ثنايا ملابسي كان يطل براسه وهو مضطرب ترقص الجماجم بداخله محرضة ان انهي المسألة ودعنا نعود الى حديقة اللعب واللهو اللذيذ، انتظرتُ قليلا حتى استوى الجميع بالداخل، ام تعانق طفلها، واخرون يصفون حقائبهم على سقف المقصورة الطويلة الممتدة مثل امل الاحمق، واخر يقرأ في الانجيل، وانا اتبسم، ثم طفقتُ امسح نوافذ الطائرة بقعر المسدس، نافذة تلو الاخرى، واحدة تلو الاخرى، حتى وجدت نفسي امسح زجاج كابينة القيادة الامامية فرأني الكابتن هكذا على عينك يا راجل، وفجأة اخخخخخ هجم على الكابتن ودوت صافرات سيارات الشرطة، وانهمرت سيارات الاسعاف مثل المطر، والصحافة، وانا ابتسم مثل مضيف الطائرة، واعادوني بهدؤ من جديد الى غرفتي في مستشفى الامراض العقلية والنفسية، وفي الليلة التي تليها حدقت في المراة كعادتي منتصف كل ليلة قمرية عندما يتاقطع برج الجدي مع العذراء، وجاءتني صورتها من جديد.
*ايلاف.
| |
|
|
|
|
|
|
|