دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قالت ان الشعر خازن اسرار حزنها:ست شاى ترفض طباعة منتوجها الشعرى
|
يوسف الجلال: الناس هنا يتقاسمون المعاناة بكل تفاصيلها المذلة هم فى هذا يجمعهم كلهم بلا استثناء قاسم مشترك اسمه شظف العيش ومن هنا وبحسب الافادة التقليدية التى رسخت فى الاذهان كثيرا حتى انها صارت من المسلمات اصبح الابداع يمشى جنبا الى جنب مع المعاناة , فهو طبقا لهذا يبقى وليدها الشرعى واحيانا اللقيط اذا تناوبت المعاناة .. جلست الى رقية احمد يعقوب بائعة شاى تهدى الناس من الشاى الممتاز ما يفك (القريفة) ويعين على التصالح مع صداع الرأس وصدغ الافئدة , طاف بنا قارب الحكى فى بحر متلاطم .. اذن هى دعوة لتشاركونا الابحار. (1) الهدوء يفرض نفسه فرمانا فى افق المكان هو فى هذا لا يقبل القدح فى بنوده او المساس فى ركائزه , جلوسى كان جاء بحثا عن فنجان قهوة فيه من سواد البن وجودته ما يجعله كفيلا بان امنحه سانحة ان يحاصر مكامن الاذى فى (دماغى) , لكن رغبتى فى البن المحروق الذى افترضت فيه صفة الناجعة تلاشت واحتلت ماكنها رغبة التمحيص واستقراء التفاصيل الصامتة بعد ان تنامى الى مداركى ان (رقية) تجيد قرض الشعر بمهارة تفوق اتقانها صناعة الـ(كيف) برغم احترافيتها العالية. (2) همس احد رواد الشارع الذى تجلس فيه رقية لتيبع الناس (بنها المحروق) فى اذنى بتلك الافادة التى طوقت خاصرة الامنيات والاشتهاء فغيرتها واعادتها الى حيث مواضع الالم اللذيذ , هربت انا من جحيم ارهاق العمل الصحفى لكن من همس فى اذنى بالمعلومة لم يدر ان رغبة دواخلى للقهوة تتحرك من كابينة فراق لحظى من ضعظ العمل , لكن مع ذلك سرت فى دواخلى متعة نصف مدهشة ونصف جريئة بان استعين فى مقاومة ارهاق المهنة بمزيد من التوافق. (3) ابتدرت الافاضة فى الحديث من حيث افضى لى به محدثى عن الذى غلبته الدهشة من فعل قرض الشعر رغم مرارات (الكشة) وحصار (ضعاف النفوس) , باغت رقية التى كانت غارقة فى صنع القهوة الى زبائنها حتى اخمص قدميها بقولى :لماذا تكتبين الشعر؟ عدلت فى جلستها وتناولت رشفة من كوب الشاى الذى امامها هنا طاف بخاطرى شريط عام كامل من خبرة الجلوس امام ستات الشاى وتحديدا تذكرت عادتهن فى احتساء الشاى كلما طلب زبون كوبا من الشاى كأنما هذا من باب المجاملة .. تقول رقية انها تكتب الشعر لاحساسها بالملل وقبل ذلك لان الالم يحاصرها من كل الاتجاهات ولهذا فبدلا من ان تبحث عن اذن صاغية ربما لا تجدها افضل لها ان تدفن جبل المعاناة فى الاوراق. (4) تقول رقية التى طلقت التحصيل الاكاديمى باكرا انها لا تقرأ لأحد من الشعراء. هى تبرر ذلك بانها لا تملك الوقت الكافى للاطلاع وجل زمنها تمنحه غير نادمة للوقوف على متطلبات الاسرة الصغيرة التى تتكون من اب واربعة اطفال , وعن سؤالى لها بخصوص ان الشعر يحتاج الى صناعة اجواء رومانسية حالمة او نصف طامحة تقول : على العكس تماما فانا اجد نفسى وحروفى عندما تحاصرنى الاجواء العكرة لان الهدف من كتابة الشعر عندى ان يكون بمثابة متنفس. (5) اعجبتنى كلمة متنفس التى تخرج من فمها مثل (بوخ) الشاى الذى يتمرد على اسوار (الكباية) ليحلق فى الهواء تاركا خيوطه تلهث فى الفضاء .. قلت لها : هل تكتبين الشعر السياسى . لم تعدل هذه المرة من جلستها كما انها لم ترشف من كوب الشاى الذى تمسكه بيدها اليسرى وقالت : لم اجرب هذا النوع من الاشعار لكن الشىء الاكيد ان دواخلى تنضح بالافكار فى هذا المعنى لكنها تنتظر اوان الميلاد , رفعت رأسها لترى ردة فعل افادتها فى دواخلى واسترسلت فى الحديث : الاجواء هنا تحرض على قرض الشعر خصوصا فى ظل المعاناة التى تحاصرنى كبائعة شاى تود فقط من مهنتها ان تحيا على كرامة تامة لا تحتاج فيها الى ان تسأل الناس الحافا منعوها او اعطوها. (6) الافادة التى تبعث على الدهشة والتعحب هى ان محدثتى اجابت بالنفى حين سألتها عن رغبتها فى ان تصدر اشعارها فى ديوان شعر هى فى هذا تقول ان الشعر عندها خازن لاسرارها فكيف تنشر تفاصيل حزنها فى الهواء الطلق .. سألتها اخيرا عن العائد المادى الذى تجنيه من عملها فقالت (كفتيرة الشاى) بالكاد تغطى اجتياجات الاسرة فى مناحى الحياة ومتطلباتها ولا مجال الى اكثر من هذا.
*المصدر: صحيفة الاحداث.. الخرطوم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قالت ان الشعر خازن اسرار حزنها:ست شاى ترفض طباعة منتوجها الشعرى (Re: محمود الدقم)
|
سلامات يا محمود..
Quote: (3) ابتدرت الافاضة فى الحديث من حيث افضى لى به محدثى عن الذى غلبته الدهشة من فعل قرض الشعر رغم مرارات (الكشة) وحصار (ضعاف النفوس) , باغت رقية التى كانت غارقة فى صنع القهوة الى زبائنها حتى اخمص قدميها بقولى :لماذا تكتبين الشعر؟ عدلت فى جلستها وتناولت رشفة من كوب الشاى الذى امامها هنا طاف بخاطرى شريط عام كامل من خبرة الجلوس امام ستات الشاى وتحديدا تذكرت عادتهن فى احتساء الشاى كلما طلب زبون كوبا من الشاى كأنما هذا من باب المجاملة .. تقول رقية انها تكتب الشعر لاحساسها بالملل وقبل ذلك لان الالم يحاصرها من كل الاتجاهات ولهذا فبدلا من ان تبحث عن اذن صاغية ربما لا تجدها افضل لها ان تدفن جبل المعاناة فى الاوراق. (4) تقول رقية التى طلقت التحصيل الاكاديمى باكرا انها لا تقرأ لأحد من الشعراء. هى تبرر ذلك بانها لا تملك الوقت الكافى للاطلاع وجل زمنها تمنحه غير نادمة للوقوف على متطلبات الاسرة الصغيرة التى تتكون من اب واربعة اطفال , وعن سؤالى لها بخصوص ان الشعر يحتاج الى صناعة اجواء رومانسية حالمة او نصف طامحة تقول : على العكس تماما فانا اجد نفسى وحروفى عندما تحاصرنى الاجواء العكرة لان الهدف من كتابة الشعر عندى ان يكون بمثابة متنفس. (5) اعجبتنى كلمة متنفس التى تخرج من فمها مثل (بوخ) الشاى الذى يتمرد على اسوار (الكباية) ليحلق فى الهواء تاركا خيوطه تلهث فى الفضاء .. قلت لها : هل تكتبين الشعر السياسى . لم تعدل هذه المرة من جلستها كما انها لم ترشف من كوب الشاى الذى تمسكه بيدها اليسرى وقالت : لم اجرب هذا النوع من الاشعار لكن الشىء الاكيد ان دواخلى تنضح بالافكار فى هذا المعنى لكنها تنتظر اوان الميلاد , رفعت رأسها لترى ردة فعل افادتها فى دواخلى واسترسلت فى الحديث : الاجواء هنا تحرض على قرض الشعر خصوصا فى ظل المعاناة التى تحاصرنى كبائعة شاى تود فقط من مهنتها ان تحيا على كرامة تامة لا تحتاج فيها الى ان تسأل الناس الحافا منعوها او اعطوها. (6) الافادة التى تبعث على الدهشة والتعحب هى ان محدثتى اجابت بالنفى حين سألتها عن رغبتها فى ان تصدر اشعارها فى ديوان شعر هى فى هذا تقول ان الشعر عندها خازن لاسرارها فكيف تنشر تفاصيل حزنها فى الهواء الطلق .. سألتها اخيرا عن العائد المادى الذى تجنيه من عملها فقالت (كفتيرة الشاى) بالكاد تغطى اجتياجات الاسرة فى مناحى الحياة ومتطلباتها ولا مجال الى اكثر من هذا. |
القومة لهذه المرأة.. والتحية لمن أخبر عنها.. نعشم أن يجيء اليوم الذي يقف فيه شعرها شاهدا على مرحلة تاريخية هامة.. أتمنى أن تكون هي مدونة لذلك الشعر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قالت ان الشعر خازن اسرار حزنها:ست شاى ترفض طباعة منتوجها الشعرى (Re: محمود الدقم)
|
Quote: القومة لهذه المرأة.. والتحية لمن أخبر عنها.. نعشم أن يجيء اليوم الذي يقف فيه شعرها شاهدا على مرحلة تاريخية هامة.. أتمنى أن تكون هي مدونة لذلك الشعر.. |
دكتور الشريف سلامات: وشرفت البوست ونورته.. نعم نتمنى ان تنشر هذه الشاعرة ابداعها.. فمن قلب المعاناة يولد الابداع.. ومن رحم الاحن تولد الكلمات.. وحتما سيكون ديوانها مليء بالاحزان والشهادات الابداعية المرهفة.. اتمنى ان يدعم اعضاء المنتدى وخاصة العضوية النسوية طلبكم وطلبنا.. في ان تنشر هذه الشاعرة محبوسها السجين ..وعشت يا دكتور ياسر..
| |
|
|
|
|
|
|
|