هل تعود مصر والسودان (الشمال) «حتة واحدة»؟ فؤاد مطر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2010, 05:32 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل تعود مصر والسودان (الشمال) «حتة واحدة»؟ فؤاد مطر

    Quote: هل تعود مصر والسودان (الشمال) «حتة واحدة»؟
    فؤاد مطر
    الاثنيـن 21 محـرم 1432 هـ 27 ديسمبر 2010 العدد 11717
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    لم يجد الرئيسان حسني مبارك ومعمر القذافي ما يقولانه في اجتماعهما في الخرطوم يوم الثلاثاء 21 ديسمبر (كانون الأول) 2010 مع الشقيقين الشمالي (الرئيس عمر البشير) والجنوبي (سلفا كير) وبحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سوى التعبير عن الأسف لصدمة ستقع وتتمثل، في حال لم تحدث صحوة في الربع الساعة الأخير الذي يسبق الاستفتاء يوم 9 يناير (كانون الثاني) 2011، في أن الجنوب جنوب والشمال شمال وأن لا مجال للتوحد بينهما.

    مشهد اللقاء الخماسي في حد ذاته يؤشر إلى أن حال القادة الخمسة كان كما لو أنهم في منزل فقيد رفيع الشأن وأن التشاور بينهم هو حول كيفية التشييع، فضلا عن أن هذا الجمع العسكري الأصول في حالة من الخجل للصدمة الآتية، وكيف أنهم غير قادرين على حسم المصير بحيث استبقاء الجنوب شريكا دائما للشمال، وهو ليس بالأمر المنطقي إذا كان الحكم بثقافتين ووجهين وخصوصيتين. والأهم من ذلك إذا كان رئيس السودان إسلاميا ونائبه الأول مسيحيا، وأنه في حال ألمت بالرئيس مصيبة تعيقه عن ممارسة مسؤولياته، فإن مَن هو الأول سيكون حكما الرئيس ولن يرتضي جلد هذه أو ذاك، كما أن ديوان الرئاسة سيأخذ شخصية رئيسه. وللمرء أن يتصور مثل هذا المشهد.

    منذ البداية كان واضحا كل الوضوح أن الخلطة الجنوبية - الشمالية السحرية ليست مناسبة. بل إن التوقيع من جانب الطرفين على تلك الاتفاقات المبهرة كان إيذانا بأن اللذين طالما تحاربا واستنزفت حربهما موارد بلد هي في الأصل شحيحة ولا تتحمل إنفاق مليون دولار صبيحة كل يوم على حرب عبثية، إنما كانا عمليا يوقعان على وثيقة الهجر في الحد الأدنى والطلاق في الحد الأقصى، وأن ما توافقا على اعتباره فترة انتقالية لعل الصدر لا يعود على الضيق الذي هو عليه، لم يكن بهدف العيش تحت مظلة السودان الموحد وإنما كانت الفترة، إذا جاز القول، فترة انتقال الجنوبي إلى خياره وهو الانفصال، وأما الشمالي فإنها فترة تحضير إجابات عملية يرد بها على الشامتين به الذين يشيرون بالأصابع إلى «إنقاذه» للسودان، وكيف أن الذين جاءوا رافعين شعار «الإنقاذ» واستمروا متمسكين بهذه الصفة لحكمهم وصلوا إلى منعطف بالغ الخطورة وهو أنهم يحتاجون إلى من ينقذهم. ومن هنا فإن إطلالة الثنائي الأكثر تأثرا بالمصير السوداني (الرئيس مبارك والرئيس القذافي) لم يحضرا للنجدة ولا حتى لتعويم النظام بجناحيه الشمالي والجنوبي، وإنما الدافع إلى الحضور هو كيف ستكون عليه الأحوال بعد أن يرى النظامان المصري والليبي أنهما أمام سودان لم يحافظ عليه أهل الحكم في الشمال ورفاقهم أهل التمرد في الجنوب فحق تشبيههم بالأندلسيين الذين بكوا كالنساء مُلكا لم يحافظوا عليه كالرجال.

    والقول بأن التوقيع على اتفاقات السلام والمرحلة الانتقالية كان توقيعا ليس من أجل السلام المستقر وإنما السلام - التهدئة الذي في ظله يرتب الطرف المتطلع إلى الهجر نفسه، وقد أنجز الترتيبات أفضل ترتيب، بدءا بإنشاء مصانع صغيرة بأمل أن تكبر، ومنها مصنع لإنتاج البيرة المحرمة لدى الشريك «الإنقاذي»، مرورا بإنشاء مكاتب خارجية بأمل أن تصبح سفارات، وصولا إلى وضع العلم والنشيد الرسمي، والمصرف المركزي، وخارطة طريق العلاقات التي تصل إلى إسرائيل بتشجيع من مراكز قوى في الكونغرس الأميركي وفي دواوين بعض الحكومات الأوروبية.

    وطوال الفترة الانتقالية انشغل الطرفان بالنفط الموعود، وخصوصا بعد الترويج بأن السودان سيصبح عضوا في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مع أن هذه الفترة هي كما المألوف لتأهيل الشعبين من أجل حالة تتآلف خلالها القلوب ويعالج فيها أهل السلطة ساحات السودان الملأى بالفقر والفواجع الاجتماعية. ولقد أدى الاهتمام بالكنز النفطي إلى أن الطرفين ابتعدا أكثر عن واجبات التأهيل، وازدهرت في ظل هذا الوضع التنظيرات التي ترجح الانفصال الحاصل أصلا، على الانصهار الكامل في الكيان الموحد. وإزاء ذلك لم يبقَ أمام الأشقاء العرب سوى الدعاء بالسلامة لشقيقهم السوداني الذي ستجرى له على الأرجح عملية كتلك التي طالما برع فيها بعض الأطباء السعوديين، وهي فصل التوائم، مع الأخذ في الاعتبار أن العملية السودانية أقل تعقيدا، لأن الالتصاق لونا وثقافة ودينا وتقاليد وخلاف ذلك، ليس متينا إلى درجة تحتاج إلى الجراح الحاذق.

    بعد ثلاث ساعات من اللقاء، انفض اللقاء بـ«نعي أخوي» بالغ الرقة، وكان عبارة عن بيان تضمن عبارتين لافتتين: الأولى «إن القمة الخماسية بحثت مستقبل العلاقة بين شمال السودان وجنوبه، وأكدت أن الروابط العضوية بين الشمال والجنوب التي تدعمها اعتبارات التاريخ والجغرافيا والثقافة والقيم الاجتماعية والمصالح المشتركة تستوجب من الأطراف كافة العمل على تدعيم واستمرار هذه الوشائج في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبصرف النظر عن نتيجة الاستفتاء». والعبارة الثانية هي «إن المشاركين في القمة شددوا على احترامهم لإرادة شعب جنوب السودان في البقاء في إطار السودان الموحد أو الانفصال السلمي...». ونلاحظ أن البيان اعتبر القمة «خماسية» أي أنه سلفا افترض السودان دولتين، دولة يترأسها البشير، ودولة يترأسها سلفا كير. ولم يقل إنها قمة رباعية يتمثل فيها السودان بالرئيس ونائبه الأول.

    خلاصة القول: ضاع السودان يا... زول (أي يا أخ بالتعبير السوداني الشعبي)، وهكذا يكون ختامها انفصالا على ما لا نتمنى. وأما بعد مراسم التشييع فإن عضوية جنوب السودان، في حال قضي الأمر، في الجامعة العربية ستكون أمرا يحفر ندما في الوجدان، خصوصا إذا جاء يوم بعد ربع قرن من الآن ورأينا أن الحل الجنوبي سيتبعه الحل الغربي الدارفوري وربما بعد ذلك الحل الشرقي. وبذلك يستصغر شأن شبه القارة التي اسمها السودان. وقد نسمع بعد حين أصواتا تطالب بعودة السودان (الشمال) إلى مصر وتحت انبعاث شعار وهتافات: مصر والسودان حتة واحدة. والله أعلم.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de