البشير والجبهة الإسلامية (المؤتمر الوطنى) مسؤولان عن انفصال الجنوب ويجب محاسبتهما

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 06:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-17-2010, 05:12 PM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البشير والجبهة الإسلامية (المؤتمر الوطنى) مسؤولان عن انفصال الجنوب ويجب محاسبتهما

    الجبهة الإسلامية القومية مسؤولة عن إنفصال الجنوب (باعتبار ان الإنفصال صار امرا واقعا)..
    الدكتور حسن الترابى مسؤول عن إدخال السودان فى هذا النفق الذى سيؤدى حتما للإنفصال رغم محاولته القفز خارج العربة بعد ان تأكد من خطورة المآل..
    كل الجوقة حول البشير مسؤولون عن ما حدث ويحدث للسودان...
    البشير مواجه بحكم قضائى من محكمة دولية لا يسقط بالتقادم...
    البشير وغلاة حزبه يدركون تماما ان اصرارهم على التشبث بالسلطة هو الذى قاد السودان الى هذا النفق المظلم...
    البشير يعلم انه لن تكون هناك وحدة جاذبة يقبل بها الجنوبيون وحزبه الدينى المتطرف يمسك بزمام الأمور ويصر على توجهه الأحادى..
    لا مخرج ملا مهرب من انفصال الجنوب... ولابد من إلقاء المسؤولية على عاتق البشير وحزبه وتقديمهما لمحاكمة تاريخية داخل وخارج السودان...
    هناك الملايين من السودانيين خارج السودان الذين بامكانهم البدء فى تحريك الاسرة الدولية لمحاصرة نظام البشير حتى لا يواصل فى تدمير ما تبقى من السودان..
    يجب على الأحزاب والمنظمات السودانية ان تنسق فيما بينها لتحديد المسؤوليات والمهام وآليات تنفيذها فى عالم أصبح من الميسور والمتاح التواصل بين هذه الأجسام وتجاوز القيود الحكومية...
    يجب العمل من الآن على محاصرة وعزل البشير ونظامه بكل الوسائل حتى لا ينفرد بما تبقى من الوطن لإقامة دولته الدينية المتطرفة وتتكالب المنظمات الإرهابية نحو السودان لإقامة امبراطورية متطرفة من الإسلاميين والراديكاليين العرب على طول وادى النيل من البحر الأبيض المتوسط حتى البحيرات الكبرى ومن ورائه الصين وروسيا وايران وتركياوالأموال العربية والإسلامية... يجب إسقاط حلمهم بإقامة اندلس افريقية على وادى النيل..

    نورالدين منان
                  

12-18-2010, 10:42 AM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البشير والجبهة الإسلامية (المؤتمر الوطنى) مسؤولان عن انفصال الجنوب ويجب محاسبتهما (Re: Mannan)

    ومقال خطير نقلا عن الإهرام المصرية عن السودان بعد الإنفصال ومسؤولية الإسلاميين فيما يحدث للسودان والسيناريوهات الخطرة...

    المقال:

    رأيت ان انقل لكم المقال أدناه لأهمية الموضوع والأفكار الواردة فيه. للتكرم بالإطلاع والتعليق إن أمكن.
    المقال:


    الســودان الآخــر‏..!‏


    الأهرام –الصفحة الأولى
    السبت 12 من المحرم 1432 هـ 18 ديسمبر 2010 السنة 135العدد 45302


    بقلم: د.عبد المنعم سعيد




    ليس سهلا أن يترك الكاتب مصر في هذه المرحلةالتي تلت الانتخابات العامة الأخيرة وما تلاها من نتائج تحتاج إلي معالجة حكيمةوحصيفة لكي يعتدل الميزان وتسود الحكمة ويقوم النظام السياسي المدني والحديث عليقاعدة من التوافق والاتفاق‏.
    مثل ذلك ليس ألغازا‏,‏ ولا أحجية‏,‏ أو تعاويذ‏,‏ ولكنها السياسة ومناطها اتخاذالقرار بالسرعة الكافية التي تسبق هؤلاء الذين يجمعون صفوفهم مرة أخري لكي يسلمواأعلامهم وبيارقهم لجماعة لا يوجد لديها إلا إحالة بلدان إلي ظلام دامس من الفرقةوالتخلف والصدام مع العالم‏.‏ وهي السياسة التي نجحت في إقامة تحالف مدني سياسياكتسح الانتخابات العامة وأخرج منها ما هو محظور وأبقي فيها ما هو مشروع‏,‏ وأصبحالسؤال هو كيف يستعيد التحالف المدني حيويته مرة أخري ليس فقط في مواجهة جماعاتالفوضي واليأس‏,‏ وجماعة الإخوان المحظورة‏;‏ وإنما أيضا لأن عملية بناء مصرالمستقبل تحتاج لأكثر من قوة سياسية‏,‏ وبالتأكيد لأكثر من الحزب الوطني الديمقراطيمهما كانت الأغلبية التي حصل عليها‏.‏
    كان المفروض أن يكون ذلك موضوعنا‏,‏ ورأبالصدع في التحالف المدني مطلوب وملح‏;‏ ولكن الأحداث حولنا تتحرك بسرعة هائلة‏,‏وهي هذه المرة في السودان لا تصبح بعيدة في دولة أخري ولكنها في قلب مصر ذاتها‏.‏ولا بأس أيضا‏,‏ فيما له صلة بواقعنا‏,‏ أن الدولة الشقيقة مرت بتجربة حكم جماعةالإخوان التي لم تكن محظورة‏,‏ وها هي تترك السودان وهو مقبل علي مستقبل لا يخصهفقط‏,‏ ولكنه يخص المنطقة بأسرها‏,‏ وفي المقدمة منها مصر‏.‏
    ولا يحتاج الإنسانلكثير من المعرفة لكي يعرف أن تاريخ مصر والسودان كان مرتبطا لآجال طويلة ارتباطاعضويا‏.‏ وربما ينبغي أن يترك للمؤرخين الحديث عن هذا الارتباط منذ مملكة كوشالقديمة التي حكمت مصر وطليعة السودان في النوبة معا بين القرنين الثامن والسادسقبل الميلاد‏;‏ حتي الوحدة المصرية السودانية بين عامي‏1821‏ و‏1885,‏ ثم‏1899‏و‏1956,‏ غير الاندماج معا في إطار إمبراطوريات عدة أهمها الخلافة العربية ـالإسلامية‏.‏
    ولكن التاريخ ليس موضوعنا الآن إلا بقدر تأثيره علي مجموعةالخيارات الكبري التي سوف تطرح علي مصر والسودان معا مع مولد تاريخ جديد‏.‏ فليسغائبا عن أحد أن السودان الشقيق مقبل علي تطور بارز خلال الأسابيع المقبلة‏,‏وتحديدا في‏9‏ يناير‏2011,‏ حيث سيتم إجراء الاستفتاء علي حق تقرير المصير لمواطنيجنوب السودان‏,‏ وهو أحد البنود الأساسية في اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعهابين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في نيفاشا في كينياعام‏2005,‏ فقد توافق الطرفان علي منح الجنوبيين الحق في تقرير المصير بالتصويت‏:‏إما لبقاء جنوب السودان ضمن السودان الموحد‏,‏ أو لانفصاله عن السودان في إطار حقتقرير المصير‏,‏ بحيث يفضي الاستقلال إلي دولة جنوبية ذات سيادة‏,‏ وسيكون لهااسمها ونشيدها الوطني وعلمها الخاص وجيشها الخاص وعملتها وسفاراتها في الخارجوعضويتها في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية‏.‏
    الشواهدوالعلامات كلها تقول إن ما فعله الجنوبيون حتي الآن لا يفضي إلا إلي الانفصال‏;‏وهي كلها تقول إن الشماليين بدورهم لم يفعلوا ما كان واجبا عليهم من أجل الوحدة‏.‏وبشكل ما فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد مضت بعيدا من أجل خلق دولة فيالجنوب بكل ما يعنيه ذلك من مصالح وعلاقات دولية وترتيبات نفوذ في الداخل والخارجبحيث يكون صعبا‏,‏ أو في الحقيقة مستحيلا‏,‏ أن يتم التخلي عنه‏.‏ ومنذ البداية كانهناك اتجاه في الشمال خاصة من جانب حركة الإخوان المسلمين للتخلص من الجنوب الذيبدا متسببا في عرقلة الأسلمة الأصولية المتشددة للدولة‏;‏ وهو حلم طالما راودالجماعات الفاشية التي تريد وحدات سياسية نقية صافية لعرق أو دين أو أيديولوجية‏,‏ولا يوجد لديها ما تكرهه أكثر من فكرة التنوع والتعددية من أول الرأي حتي الصفاتالاثنية ليس فقط بين المسلمين وغيرهم بل حتي داخل المسلمين أنفسهم‏.‏
    ولمن لايعرف تتسم السودان بتنوع نادر في مجالات كثيرة‏,‏ فإلي جانب أنها تعتبر الدولةالأكبر في القارة الأفريقية بمساحة تقدر بأكثر من‏2.5‏ مليون كيلو متر مربع‏,‏وتحتل المرتبة العاشرة بين بلدان العالم الأكبر مساحة‏,‏ فيوجد بها نحو‏100‏ لغة‏,‏و‏57‏ إثنية عرقية‏,‏ و‏570‏ قبيلة‏,‏ وتتكون التركيبة الإثنية السودانية من عنصرينأساسيين هما العنصر المحلي الإفريقي‏(52%‏ والعنصر العربي‏(39%),‏ فضلا عنالبجا‏6%‏ والأجانب‏2%‏ والعرقيات الأخري‏1%,‏ وأصبحت التركيبة الاثنية السودانيةتوصف بأنها ذات طابع هجين إفريقي عربي‏.‏ وتعد اللغة العربية هي اللغة الرسمية فيالبلاد‏,‏ مع انتشار لغات أخري هي البجا والنيلية وبعض اللهجات المحلية إضافة إلياللغة الإنجليزية وهي المنتشرة في جنوب البلاد‏.‏ أما بالنسبة للديانة‏,‏ فإن‏70%‏من السكان هم مسلمون سنة‏(‏ في الشمال‏)‏ فيما تصل نسبة المسيحيين إلي‏5%(‏ معظمهمفي الجنوب والخرطوم‏)‏ ويدين‏25%‏ بمعتقدات وثنية‏.‏
    وهكذا لم يكن لدي الشمالصبر علي التنوع الشديد‏,‏ ولا كان لدي الجنوب استعداد للاندماج فيما ليس فيهنصيب‏.‏ ومع انعقاد النية بالسياسة أو الأيديولوجية فإن الواقع الإستراتيجي عليالجنوب المصري المباشر أصبح علي شفا تغير هائل ربما غمت علي رياحه وعواصفه ما كانيجري علي الأرض المصرية من انتخابات أدهشتنا بتجاهل شديد لما يجري وسوف يجري فيالسودان‏.‏
    وحتي تكون الصورة قريبة فإن أشقاءنا في الجنوب يواجهون لحظة ميلادفراغ استراتيجي هائل يولد دوامات من العواصف الطبيعية التي تقلب الأمور في نطاقاستراتيجي كامل رأسا علي عقب‏.‏ والفراغ الاستراتيجي هو حالة من غياب القوةوالجاذبية السياسية أي السلطة التي تحقق التوازن وتدير العلاقات وتنظم حالاتالتحالف والعداء‏.‏ وعندما اختفت الصومال كدولة من القرن الأفريقي لم ينته الأمربتقسيمها بين قبائل وحتي دول فقط‏,‏ ولكنها انتهت إلي محطة للإرهاب والتشددوالقرصنة والجريمة المنظمة وإثارة الحروب الإقليمية والتدخل الدولي بأشكالمختلفة‏.‏ وعندما سقطت الدولة في العراق كان الفراغ هائلا إلي الدرجة التي لم يكنفيها احتلال أمريكي فقط‏,‏ ولكن كان معه علي سبيل الرمز أو الواقع عشرات من الدولالأخري جاءت‏,‏ بينما لعبت إيران دورها بين الشيعة والسنة‏,‏ وجماعة الاستقراروالإرهاب معا‏,‏ لكي لا تقوم للعراق قائمة‏,‏ ومعها تدخلت تركيا علي طريقتهاالخاصة‏,‏ ولم يبق بعد ذلك إلا منطقة تقف في مهب ريح عاتية ولا يعرف أهلها كيفيختارون بين الرمضاء والنار‏.‏
    ما سوف يجري في السودان لن تكون آثاره أقل من كلما سبق‏,‏ وفي إقليم مختلف هذه المرة‏.‏ وربما لن نعرف تحديدا ما الذي سوف يحدث فيشمال السودان بعد الاستفتاء والانفصال‏,‏ فلابد لطرف سياسي ما أن يدفع الثمن حيث لاتوجد وظيفة لسلطة سياسية أكثر أهمية من الحفاظ علي التكامل الإقليمي للدولة الذي هوجوهر الأمن القوي لأي دولة‏.‏ وهي حقيقة للأسف لا توجد في الجوهر السياسي لجماعةالإخوان المسلمين داخل وخارج السودان سواء من ترك منهم الحكم أو من بقي فيه‏.‏ وفيالمقابل فإن أحدا لا يعرف ما الذي سوف يجري في الجنوب بين قبائل متنوعة تعرف السلطةوالدولة لأول مرة وتسيطر عليها حركة سياسية لم يكن التسامح واحدا من فضائلها‏,‏ ولايوجد لديها سوي مورد وحيد للثروة هو النفط الذي يمثل‏98%‏ من دخل الدولة الجديدة‏,‏ومن بعده تفتقد إلي كل شيء آخر‏.‏
    وبالطبع فإننا لن نعرف أبدا الآن ما الذي سوفيجري تحديدا بين دولتي الشمال والجنوب حيث توجد عشرات الأمور المعلقة‏,‏ ويبدوكلاهما جاهزا للوم الآخر علي ما سوف يحققه الانفصال‏.‏ فالشمال الذي سيئن منالعملية الجراحية للانفصال سياسيا واقتصاديا سوف يواجه ضغوطا من نقاط التماس خاصةفي منطقي آبيي المتنازع عليها سكانيا ورعويا ونفطيا‏,‏ ولن يجد في كل الأحوال سببالآلامه إلا ما قام به الجنوبيون من تحالفات أجنبية جعلتهم يحصلون علي ما لا يجبالحصول عليه‏.‏ والجنوب لن يجد معضلة في لوم الشمال علي كل شيء وهو الذي سوف يئن منمشاكل دولة لم توجد لها مقومات حديثة‏,‏ وغابت عنها مقومات قديمة‏,‏ وجاء إليهالاجئوها من كل حدب وصوب‏,‏ وهؤلاء سوف يتساءلون دوما هل تكفي أفراح الاستقلال لكيتسد رمق واقع أليم يعيش في معسكرات الغوث واللجوء ؟‏!.‏
    وما يجعل المسألة كلهاشمالا وجنوبا أكثر تعقيدا مما تبدو عليه من تعقيد أن السودان بلد فقير للغاية‏,‏حيث يحتل السودان الترتيب رقم‏154‏ في دليل التنمية البشرية لعام‏2010‏ الذي يصدرهالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالتطبيق علي‏169‏ دولة‏,‏ وهي بذلك تنتمي إلي فئةالدول ذات التنمية البشرية المنخفضة‏,‏ لتسبق أربع عشرة دولة فقط‏,‏ هي أفغانستانوغينيا وأثيوبيا وسيراليون ومالي وبوركينافاسو وليبريا وتشاد وغينيا بيساو وموزمبيقوبورندي والنيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي‏.‏ وبالنسبة للاقتصادالسوداني‏,‏ يبلغ الناتج المحلي الإجمالي في السودان‏55.9‏ مليار دولار عام‏2009,‏ونصيب الفرد السوداني من الناتج ألفا و‏293‏ دولارا‏,‏ ويشكل البترول‏45%‏ منالناتج القومي في السودان‏.‏
    مثل هذه الدولة الفقيرة المثقلة بآلام الانقساموالانفصال عليها أن تواجه نتائج مذهلة‏,‏ فقد بلغ عدد السكان النازحين داخليا‏4‏ملايين و‏900‏ ألف نسمة‏(‏ يشمل‏2.7‏ مليون من النازحين داخليا في دارفور و‏1.7‏مليون في منطقة الخرطوم الكبري و‏390‏ ألفا في جنوب السودان و‏60‏ ألفا في جنوبكردوفان‏)‏ وتبلغ نسبة انتشار النقص في التغذية‏20%‏ بالنسبة لإجمالي عدد السكان‏,‏وتبلغ نسبة شدة الحرمان من الغذاء‏(‏ متوسط نسبة النقص في الحد الأدني لعناصرالطاقة الغذائية‏)14%.‏ وبالنسبة لمؤشر الصحة‏,‏ يبلغ متوسط العمر المتوقع عندالميلاد‏58.9‏ عام‏.‏ ويبلغ عدد الأطباء‏3‏ لكل‏10‏ آلاف نسمة‏,‏ وتبلغ نسبة وفياتالرضع‏(70‏ لكل ألف من المواليد الأحياء‏)‏ و‏109‏ من دون سن الخامسة و‏304‏ منالإناث الكبار و‏335‏ من الذكور الكبار لكل ألف أيضا‏,‏ وبلغ معدل الوفيات حسبالعمر بفعل الأمراض غير السارية‏(986‏ لكل‏100‏ ألف نسمة‏).‏ كما تبلغ نسبة وفياتالأمهات‏450‏ حالة وفاة لكل‏100‏ ألف ولادة حية‏.‏ وقد وجهت منظمة الصحة العالميةتحذيرا من أن معدل الإصابة بالإيدز يتجه إلي الارتفاع في جنوب السودان‏,‏ وأشارتإلي أن جنوب السودان وجيبوتي سجلا ارتفاعا ملحوظا في معدلات الإصابة بين السكان‏,‏ففي خلال السنوات السبع الأخيرة دخلت كلتا الدولتين المنطقة الحمراء‏,‏ وهو ما يعنيأن المصابين يمثلون‏3%‏ من تعداد السكان‏.‏
    الانفصال والميلاد الجديد لدولتينيحدث في ظل مناخ من الفقر والفاقة والعنف وانتشار السلاح نتيجة الحروب الأهليةالمختلفة في الجنوب والغرب والشرق فضلا عن حروب صغيرة مع تشاد وتوترات إقليمية شتيسوف يصعدها الزلزال السوداني‏,‏ حيث تبدو الأرض لدي كل الجيران قلقة بما لا يحتملزلازلا أو أعاصير جديدة سواء كان الأمر في تشاد أو أوغندا أو إريتريا‏,‏ ولا يمكنتفسير العصبية الأثيوبية غير المفهومة مؤخرا رغم تحسن العلاقات مع مصر إلا من خلالمنظومة الخوف القادمة من رحم انهيار دولة كانت أحد الأعمدة الرئيسية للمنظومةالإستراتيجية لإقليم وادي النيل‏.‏
    نحن إذا أمام معضلة كبري نجد بعضا من صداهافي مصر‏,‏ ولكن الصدي ليس أصواتا مفهومة وإنما هو رجع أصوات مختلطة لا تتمايز فيهاالأصوات ولا الكلمات‏.‏ ومن الجائز بالطبع أن تترك الأمور تجري في أعنتها بحيث تأخذالطبيعة مجراها علي أمل أن ينتصر العقل والحكمة في النهاية بحيث ينجح الطرفانفيجنوب وشمال السودان في تحقيق الانتقال السلمي للسلطة وتقوم دولتان متجاورتانمتعاونتان من أجل مصالحهما المشتركة‏.‏ ومن الجائز أن يستفيد كلاهما مما جري من قبلفي دول انقسمت بعد وحدة لفترة طويلة حتي بات الانقسام مخمليا كما جري فيتشيكوسلوفاكيا‏;‏ وربما لم يكن مخمليا في الاتحاد السوفيتي‏,‏ ولكن فك الارتباطبالدولة العظمي الثانية في العالم حدث في النهاية بطريقة مقبولة‏.‏
    كل ذلكجائز‏,‏ ولكن المراهنة علي هذا السيناريو في ظل مناخ من الفقر والضغوط الداخليةوالخارجية وتصفية حسابات سياسية جاء أوان سداد فواتيرها يجعل هذا الاحتمال نوعا منالتمنيات الطيبة أكثر منه واقعا ملموسا‏.‏ والسيناريو الآخر أن يكون التدخل الدوليثقيلا إلي الدرجة التي تفصل حدود التماس‏,‏ وتحرس الحدود المتنازع عليها حتي يأتيأوان حلها‏,‏ وتقوم بتقسيم المصالح وتسوية مشاكل اللاجئين‏.‏ وباختصار أن يتولد وضعمن الوصاية الدولية ـ حتي لو لم يسمها أحد كذلك ـ يقوم بإجراء عملية الولادةالمتعسرة حتي تصبح ظروف الحياة للمولود ولوالديه مقبولة‏.‏ والسيناريو وارد‏,‏ ولكنتري من الذي عليه في العالم دفع تكاليف باهظة والاقتصاد العالمي علي ما هو عليه‏,‏والولايات المتحدة لا تزال تئن من وطأة الانكماش‏,‏ والصين واليابان وروسيا قدتتحدث عن الدور العالمي ولكن أيا منها ليس علي استعداد لدفع دولار أو التضحيةبجندي‏,‏ وأوروبا وأمريكا بعد تجربة العراق وأفغانستان ليست علي استعداد لدخولأدغال وأحراش سياسية وطبيعية جديدة‏.‏
    هل نضع الأمر كله علي كاهل الجامعةالعربية لكي تدير عملية التحول رغم أن الموارد شحيحة للغاية لدي السيد عمرو موسيالأمين العام لجامعة الدول العربية‏,‏ كما أن الوقت شحيح لأن الجامعة يدها ممتلئةتماما منذ نشأتها بالقضية الفلسطينية‏,‏ وإذا ما فاض منها وقت فإنه يكفي بالكادللمصالحة اللبنانية أو المصالحة الفلسطينية ونوعيات أخري من المصالحات المشرقية‏.‏وفي النهاية ربما لا تكون القضية هي وقت الأمين العام للجامعة‏,‏ وإنما رابضة لديالدول الأعضاء التي لا نعرف عما إذا كانت علي استعداد لإضافة الهم السوداني إليهمومها الخاصة أم أن السلامة تقضي انتظار نتائج أقدار محتومة وقضاء نافذ؟‏!‏
    مصروحدها في الظن هي التي عليها أن تقود الطريق لحل المسألة السودانية‏,‏ وليس في السرأن في الأمر حساسيات‏,‏ ولكن الخيارات صعبة ومصيرية بالمعني الحرفي للكلمة‏.‏ ومصرهنا ليست الدولة المصرية وحدها‏,‏ ولكنها كل القوي المسئولة التي عليها أن تقدمالفكر والسياسة الملائمة للتعامل مع واقع معقد‏.‏ وربما كان علي الإخوان المسلمينمراجعة التجربة السودانية التي تجلت فيها أسباب فشل نظرية الإسلام هو الحل في إدارةالدول ومن بعدها تقديم النصيحة لمن خلطوا الدين بالسياسة‏.‏ وعلي أي الأحوال فقدكان لكل القوي السياسية المصرية روافد سودانية فاقت في فائضها ما كان يفيض منالنيل‏.‏ لقد جاءت لحظة الحقيقة ولا مفر من مواجهتها لأن الهروب والانتظار له ثمنفادح‏.‏
    [email protected]
    __________________
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de