الحاجة فاطمة ...

تبدأ حاجة فاطمة هذا اليوم

حاجة فاطمة

نسال الله لها العافية و طول العمر

تبدأ في اليوم

إعداد وجبة عشاء خاصة

قبل زمن طويل تكون الحاجة فاطمة

قد جهزت كل مدخل تحتاجه لإعداد العشاء

و قبل الطبخ تكون حاجة فاطمة

قد أخرجت تلك الآنية الفضية أو الصينية

التي لا تخرج إلا لعزيز

أو لقريب قد حضر بعد طول غياب

أو لمناسبة خاصة وفي غاية الأهمية

احتفاء بقدوم عرسين

و في هدوء جم تفتح السحارة

و بعناية تختار ما تحتاج من أطباق

و تغسلها جيدا و من ثم

تنشف الآنية بقطعة بيضاء

مثل يديها الطاهرتين الناعمتين

و تضعها جانبا معدة لتصب فيها الطعام

و غالبا تعد أطباقا إضافية

لتوزع على الجيران

و الحبان

و أطفال الجيران

أولا

في لهفة و يسيل لعابهم و ينتظرون

بعد أن اشمت أنوفهم رائحة ما تعد حاجة فاطمة

و قبل أن ينفد صبرهم

يأتيهم طبقان

"صحن رز" غالبا

و صحن لقيمات كبيرات شهيات "مقمرات"

و يأكل حتى يشبع البطان

و في المقابل

تحرم حاجة فاطمة

أولادها استطعام العشاء

إلا بحضور أبناء عمومتهم

و كل من وجد من الطلاب المساكين

الذين يسكنون في الديوان

و قبل تقديم الطعام لأبنائها و من حضر معهم

كانت حاجة فاطمة تبدأ بالدعاء

الذي يخرج من فمها بتوهج

من كبير قلب

لا يحمل إلا حب في خير

حب تنؤ العصبة من الرجال عن حمله

فترفع كلتا يديها

و وجها إلى السماء

و بصوت ملؤه التهدج و الإخلاص

اللهم اجل هذا عام خير

اللهم اهدي فيه العاصي و البار

و استر كل الناس و احمهم من النار

و بعد الدعاء

تدعوا الجميع لتناول الطعام

يسأل احد أبنائها

يا يامة الليلة في شنو ...؟

فترد و قد امتلاءات عينها دمعا

الليلة يا ولدى ... و تنحدر الدموع على خديها

ليلة رأس السنة الهجرية يا ولدى

كل عام و انتم بخير

و ربنا يحفظكم كلكم

يا بركة جاه النبي محمد

"عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم" .
...