|
|
 ابو عركي وعودة الباب الموارب
|
الجديد في هذا العيد هو عودة الفنان الكبير ابو عركي البخيت للاجهزة القوميةبعد مقاطعة امتدت لاكثر من عشرين عاما وبين حفله الذي اقتيد منه الى مكاتب التحقيق وحفله " العيدية" بالمسرح القومي جرت مياه كثيرة من تحت الجسر!
كثيرون كانوا يستنكرون على ابو عركي مقاطعته لاجهزة الاعلام الرسمية ووصل استتنكار البعض الى درجة السخرية منه ومن نضاله ،البعض الاخر كان يقف معه في موقفه ولازال كثيرون يقفون هذا الموقف رغم تنازل صاحبه ومرونته التيى انتهت –او فلنقل- بدأت بحفل المسرح القومي و"الدنيا قبايل عيد ".
شخصيا احترمت موقفه واعتبرته قناعة شخصية خاصة وان ابو عركي كان يردد وفي اكثر من مقابلة شخصية واحيانا عبر الهاتف ان الحرية لا تتجزأ وأن المضايقات التي يتعرض لها الصحافيون تعني له أنه الوقت لم يحن لاتخاذ موقف مغاير من اجهزة الاعلام الرسمية ومع إلحاح الطرف الذي يدعم فك العزلة غير ابوعركي موقفه وبدأ مرحلة تطبيعجديدة مع اجهزة الاعلام واعتقد ان موقفه تجاه الاذاعة تبلور الى علاقة ايجابية قبل فترة طويلة وان لم يأخذ الشكل الاحتفالي الذي اخذه موقفه في التلفزيون.
ظهور ابو عركي البخيت في تلفزيون السودان أول ايام العيد له العديد من الدلالات ،لعل في مقدمتها أن الرجل تأكد بأن الاجيال الجديدة تتشكل وفقا لماهو متاح أمامها ولاتسأل عن الغايبين؟ وبحساب بسيط نجد أن الذين ولدوا في عام 1989تجاوزت اعمارهم العشرين وهؤلاء وكل الذين أتوا من بعدهم لايعرفون شيئا عن كل جيل ابوعركي البخيت من الذين يتواجدونه خلال الاجهزة فما بالك بمن يغيب عنها؟
ويبدو أن ابوعركي قد لمس تحولا الى الافضل في مجال الحريات الامر الذي دفعه الى تغيير وجهة نظره او موقفه الصارم .ولكن يقفز سؤال مهم هنا وهو لماذا حذف التلفزيون الاغنية التي انتقد فيها ابو عركي النظمة الشمولية ونادى بضرورة اعلاء قيمة الحوار بين كافة ابناء الوطن الواحد؟ والذي يترقبه الناس الان هل يعود ابوعركي لخنقه القديم بسب هذا الموقف أم يستمر في نضاله من داخل هذه الاجهزة حتى يتم التطبيع الكامل ويسمع الجمهور "كل المسكوت" عنه عبر الشاشة والمذياع؟
على كل حال إن عودة ابو عركي للغناء عبر التلفزيون لا تعتبر انتصارا للشموللين وهي ليست هزيمة للديمقراطيين وانما رؤية واقعية تنسجم مع المعطيات الموجودة في الواقع، فابو عركي الذي ظهر في التلفزيون لم يخن مبادئه ولم يتنكر لثوابته بل قرر ان يوسع دائرة تأثيره ويصل الى الذين لاستطيعون الوصوال الى قصر الشباب والاطفال او مسرح الجامعة الاهلية واذا حذف احد المسؤلين في التلفزيون احدى اغانيه من تلك السهرة فقد حدث هذا مع وردي من قبل ومع غيره ويجب ان نتعامل مع الموضوع من زاوية " العافية درجات" وان الممنوع اليوم سوف يصبح امرا عاديا في الغد وذلك بفضل الوجود بقوة في كل الساحات والزمن كفيل بهزيمة المتشددين والمتطرفين في كل مكان وماقدمه ابوعركي في سهرة يوم العيد يسد فراغا عريضا كان يملؤه مهرجون عاطلون عن اية موهبة وموقف!
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست