أوراق من دفاتر مدرسية !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-09-2010, 08:38 PM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أوراق من دفاتر مدرسية !!

    الورقة الأولى :
    أحاول بجهد شديد مسح آثار الغبشة البيضاء التى تعتلى سطح بشرتى السمراء كل يوم عند خروجى الصباح إلى المدرسة فأمر على مزيرة فى الطريق وأصب بعض الماء على يدىّ وأمسح بهما على ماظهر منى من مفاتن .. اليدين والساقين وتحت الرداء بقليل وأراقب بحذر طرفى الشارع خشية أن يلحظنى أحد أبناء الجيران أو زملائى بالمدرسة فتصبح قصة ورواية وتريقة بكامل طول الإسبوع ، أنا شخصياً أكره التريقة والسخرية من الأخرين ولا أمارسهما رغم أننى رأيت الكثيرين يستعينون بماء الحلق عوضاً عن ما أفعله أنا بماء الزير ، ولقد كانت السخرية والتريقة سائدة فى ذلك الوقت وقد أثرت فى شخصيات الكثيرين من أبناء جيلنا فمنهم من صار معقداً ومنهم من صار إنطوائياً وحتى الذين كانوا يمارسون تلك الدعابات والسخرية أصبحت طابعاً لشخصياتهم فلازمتهم الهزلية طيلة حياتهم و أصبح بعضهم فيمابعد فاكهة الأحياء والمجالس والبعض الآخر طغت الهزلية عليهم أكثر فصاروا كائنات عويرة .

    (عدل بواسطة صلاح أبودية on 11-10-2010, 08:34 AM)

                  

11-09-2010, 08:42 PM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    منذ صغرى ونعومة أظافرى كما يقولون كنت أكره وأمقت الفازلين والجلسرين وكل مشتقات البترولين فكنت أتجنب بكل ما أوتى لدى من مهارات وحيل كنت أتجنب ساعة المسّيح أو المسوح كما تقول حبوبه ستنا وتكون تلك الساعة عادة بعد المغرب بلحظات وقبل العشاء فتجمعنا أمى من على دكة البدلاء وتقوم بإجراء المسح الشامل علينا بخلطة الجلسرين والفازلين بالتناوب فتبدأ بأصغرنا وتنتهى بى وذلك بعد أن أفشل فى الإختباء منها , فأقبل صاغراً على مضض وأشترط بشدة عدم مسح وجهى وتصر هى على مسحه فأغمض عينى وأكشر أنيابى وأشيح بوجهى بعيداً فتجرنى من يدى اليسرى وتتمدد وتتمطى حتى تصل وجهى فلا أفهم أهى مسحته أم خرتته خرتاً وبعد ذلك تبتسم إبتسامة حنونة وتخاطبنى: ياولدى أرحم نفسك شوف جسمك ده إتشقق كيفن ! ولا تخطئ أذنى تمتماتها وهمهماتها بالدعوات الصالحات لى ولإخوتى وهى تحمل عدة المسوح وترفعها فوق سطح الفضيّة بعد أن مسحت يديها ووجها بما تبقى بكفيها من خلطتها السحرية.
    ولا أنسى عندما آوى إلى سريرى قبل النوم أن أقوم بمسح كل آثار الفازلين والجلسرين من على جسدى فبغير ذلك لا أتمكن من النوم أبداً ولعمرى أن هذا هو السبب الأساسى لظهور تلك الغبشة البيضاء كل صباح على سطح بشرتى السمراء !
                  

11-09-2010, 08:50 PM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    أقوم بإنزال الشراب قليلاً وأمسح ما تحته وأحمل حقيبتى من على المزيرة وأتأكد من خلو الشارع من المارة والمتطفلين وأستقيم واقفاً وأدلف إلى وسط شارع المدارس !
    شارع المدارس شارع يمتد بطول ظهر الشعبية جنوب ، بدايةً من شارع الكدرو حتى يلتقى بشارع شمبات مروراً بمحطة حافلات الشعبية وكانت تقع على طرفه معظم مدارس الخرطوم بحرى ومن أشهرها وقتها مدرستى الشعبية جنوب بنين وبنات المزدوجتين وعرفت فيما بعد سبب تلك التسمية الغريبة فقد كان فى كل مدرسة نهرين بمعنى فصلين لكل مرحلة من أولى حتى الفصل السادس وتوجد كذلك مدرسة العمال الثانوية العامة للبنات وتجاورها مدرسة صالحين الثانوية العامة للبنين ومن الجهة الأخرى مدرسة الأميرية (2) والأشهر مدرسة الشعب الثانوية بنين وكان كذلك ملتقىً وملعباً لصغار العشاق ومحترفى فن المشاغلة من الجنسين وسوقاً تباع على جنباته الإحتياجات المدرسية من كتب وأقلام وكراسات والقليل من مستلزمات التجميل التى كانت تنحصر وقتها فى السلاسل والحلقان والخواتم الفضية المغشوشة وبعض ما تشتهى أنفس الصغار من المحدقات مثل العجور والتبش بالشطة والليمون والحلويات مثل السمسمية واللكوم والمبردات كالداندرمة والآيسكريم والمكسرات السودانية الخالصة من فول بمختلف أنواعه مدمس ومقلى وسودانى والتسالى والنبق القونقوليس والجرم بضم الجيم والراء والذى خرج من وقتها ولم يعد حتى الآن.
                  

11-09-2010, 09:03 PM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    أسعى بكل جهدى لإستثمار تلك اللمعة المغشوشة بماء الزير قبل أن تشرق غبشة بشرتى من جديد بعد جفاف ما عليها من ماء فأقتحم أول تجمع من البنات يصادفنى فى الشارع وأبدأ فواصل من الرشاقة وخفة الدم المعهودتين فى تلك الأماكن من ذاك الشارع فأسأل أجملهن : إنت بتقرى فى مدرسة العمال ؟
    فتجاوب بهزة إيجابية من رأسها !! فتجذبها إحداهن من يدها وتحل محلها وتكشر فى وجهى وتصيح بصوت أجش مبحوح : إنت مالك ومالها ؟
    فأرد بوقاحة لم أعهدها فى نفسى : إنتى مالك والسألك منو ؟ عاملة حسك الزّى حس الرجال ده !
    وأعود لصاحبتى فأسألها : إنت إسمك منو ؟
    تفتح فمها لترد فتردعها صاحبتها الحقودة وقد إستشاطت غضباً وتشدها مرة أخرى للإتجاه الآخر حتى أفقدتها توازنها فكادت أن تسقطها على الأرض ، وتحتل مكانها وتخاطبنى مجدداً والشر يتطاير من عينيها الحمراوتين الصغيرتين المزرورتين وقد إزدادت البحة فى صوتها وأصبحت مثل الحشرجة يبدوا أنها تعانى من نزلة برد أو إلتهاب حاد أتمنى أن يقضى عليها لاحقاً : لو ما مشيت من هنا أنا حا ألم فيك شارع المدارس ده كلو !
    يتلموا فيك الكلاب بالله شوف المعتوهه دى.. معقول الزولة دى تكون من ذوات الثدى تلد وترضع أبناءها دى أكيد حا تاكلم !
    أحس بإنكماشة فى جسدى وأرغب فى حك يدىّ فأنظر إليهن فأجد أن الغبشة بدأت تظهر من جديد فأبتعد مكرهاً من كوم البنات وأشير لمن أعجبتنى من بعيد بالتحية فتمد يدها من خلف ظهر صديقتها وتحيينى بأفضل من تحيتى وتتمادى فى إرسال الإشارات وأخيراً إستطاعت أن تفلت من يد صديقتها الحسودة وتهرول ناحيتى بخفة ورشاقة كما الغزال حتى أقتربت منى فصارت قاب قوسين أو أدنى فتسمرت أنا فى مكانى وتنمرت تحسباً لأى مفاجأة غير متوقعة فكم تلقى متخففاً ومتصربعاً مثلى الكفوف على الوجوه ولم يبالى فأسرعت بتغطية يدىّ اللّتين قد تحولتا تماماً لللون الأبيض الأغبش وأسارع بجذب كُمّى القميص حتى كدت أن أمزقهما ... تقترب أكثر منى فأتجمد تماماً ولا أقوى على حراك قدمى فجلست عليهن أو كد أو شُبّه لى ذلك لا أدرى ماذا حدث وهى لا تعير إنتباهاً لما يحدث لى وتخاطبنى هامسة : أنا إسمى ناهد !!
    إنت إسمك منو ؟
    أنا ... يا لتعاستى ويا لشقائى و شلاقتى .. أنا الجابنى هنا شنو ؟ لم أتخيل أن صاحبتى بمثل هذا الجمال ما هذه العيون وما تلكم الحواجب وما هذا اللون العجيب الناعم إنها الخدرة التى يقولونها إنها هى بعينها وما هذه والله بأيام الخدرة أتلعثم وترفض الكلمات الخروج من فمى كما رفض كٌما قميصى تغطية يدى العاريتين المغبشتين!
    تسقط شنطة المدرسة من كتفى وينزلق منها الدكشنرى خارجاً وتلحق به مجلة العربى التى إستلفتها بالأمس من إبنة خالتى نجاة ولم أجد وقتاً لقراءتها فآثرت أن آخذها معى اليوم إلى المدرسة لأقرءها بين الحصص ، أسارع بإدخال المجلة إلى داخل الشنطة وأمسك الدكشنرى بيدى الأخرى فمن الصعب إدخاله مرة أخرى فى الشنطة فأنا أذكر تماماً كم عانيت فى حشره حشراً داخل الشنطة بالأمس !
    تردف : إنت نسيت إسمك ولّ شنو ؟
    أنا ؟
    آى إنت ... إسمك منو ؟
    أنا إسمى .. أنا إسمى صلاح !
    صلاح ؟ إنت صلاح ؟ هى أنا ما بعرفك قبل كده ما إتلاقينا فى عرس قريبتكم فى الشعبية ما متذكرنى ؟
    خلاص بذكّرك بعدين ...
    يااا نساااى !!
    أرجانى جمب دكان عبدالقادر بعد البيوت !!
    وتجفل بنفس الخفة والرشاقة السابقتين عائدة إلى قطيعها تتبعها ضفيرة شعر غليظة وداكنة السواد ضفرت بروية ومزاج وعقد طرفها الأخير ببلتين سماويتين تخبط كتفيها الأيسر مرة فالأيمن مرة وتعود إلى الأيسر تارة أخرى ثم تستقر وسط ظهرها وتستقر كذلك البلبتين بعد أن تتأرجان قليلاً بين لوحتى كتفيها البارزتين .
                  

11-09-2010, 09:52 PM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    وأستفيق .. وينك يا عم ؟ ما عامل فيها شفت ومقددها ؟؟
    مالك إتبلمت زى الدلاهة وإسمك غلبك تقولو ؟
    صوت صديقى عباس وأحس بيده القوية تمسك كتفى بطريقته التى تجبرك على التلوى والجلوس على ركبتيك متوسلاً أن يترك كتفك فقد كانت لعباس يدين مثل الزردية وكانت تضايقى هذه الحركة التى لا فكاك منها وتستفزنى أيما إستفزاز!
    عباس ؟ جيت من وين يا فقرى إنت ؟
    واقف من قبيل وشايفك وعملت نايم .. قلت أشوف آخرك !
    هذه طريقة صديقى العزيز عباس لا يستعجل الأمور ويتمهّل ليس من باب الحكمة ولكن هى هوايته مثل هوايته الثقيلة فى حل مسائل الرياضيات الصعبة وكذلك حفظ لازمات الغناء لبوب مارلى وذلك غير حفظ الأغنيات نفسها فلقد كانت لعباس أذن موسيقية ما صادفنى مثلها قط ، فقد كان يزورنى مرات فى أوقات غريبة جداً ليسمعنى مقطعاً خافتاً لعازف إيقاع فى فرقة جيمس لاست أو صوله لجونيار عازف الجيتار فى فرقة بوب مارلى وهو الذى أخبرنى بإسمه ولا أعرف من أين عرف إسم هذا العازف كما أخبرنى أن نفس هذا العازف قد مات وأن بوب مارلى قد نعاه بأغنية وأخبرنى بإسم الأغنية ولكنى لا أذكرها الآن ، كما كانت له طريقة عجيبة فى محاكاة صوت الباص جيتار فيدخل رأسه فى آخر درج فى ركن الفصل ويصيح ( دو يو فيل ماى لوف) ثم يقلد صوت الباص فى تلك الأغنية الجميلة ونرقص معه نحن بطريقة الجامايكيين فى رقص الريغى ميوزك بعد أن ندرج أسماءنا فى قائمة المهرجلين لذاك اليوم الصاخب من أيام مدرسة الأميرية غير آبهين بمآلات العقاب والجلد نهاية اليوم الدراسى .
                  

11-09-2010, 10:35 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    الجلسرين ده حاجة لا تطاق للمسوح.








    ــــــــــــــــــــــــ
    متابعة للبوست و ايام المدرسة :)
    شكرا صلاح
                  

11-10-2010, 07:56 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: Rihab Khalifa)

    رحاب خليفة
    كل سنة وإنت طيبة
    Quote: الجلسرين ده حاجة لا تطاق للمسوح.
    ــــــــــــــــــــــــ
    متابعة للبوست و ايام المدرسة :)
    شكرا صلاح

    شكلك كده من كارهى الجلسرين !
    شكرا للدعم والتشجيع
                  

11-10-2010, 08:06 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    ما كان يعجبنى فى عباس أكثر هو إتقانه للخط العربى فقد كان ماهراً فى كتابة الخط العربى لدرجة أننا كنّا نستغل تلك الموهبة فى الإجازات بالكتابة على ظهور اللوارى والبكاسى بالمنطقة الصناعية لنوفر بعض مصاريف المدرسة وثمن تذاكر الديسكو والسجاير وبعض الملذات الخفيّة وذلك بعد أن علمنى القليل من تقنيات وفنيات الخط العربى التى كانت كافية لمثل تلك الحوجة ، فكتبنا لناس الليل والهائمين قصتنا والذكريات وعشرة الأيام وعرفنا أن كل البكاسى وقتها كانت حصاداً للغربة وأن أصحاب اللوارى السفرية يمشون على كف القدر ولا يدرون عن المكتوب وأن التكاسة كل ما يشتلوا الأفراح تجى الأقدار تمد إيدا ويؤمنون جميعهم أن القناعة كنز لا يفنى والصبر هو المفتاح الوحيد للفرج ، كما كنّا سوياً نكتب ونخطط ونرسم كل الجرايد الحائطية بالمدرسة .
    أتخلص من يد عباس الزردية وذلك بالإلتفاف دورة كاملة حول نفسى وأستقبله بين يدى ونتبادل السلام بالأحضان ونتحرك سوياً صوب المدرسة بعد أن تبادلنا تخميس سيجارة برنجية أخرجها عباس من شرابه بعد أن لفها بعناية شديدة بقصديره من نفس الماركة حتى تحتفظ بروطوبتها فلا تنشف ولا ننسى أيضاً المرور على المزيرة الأخيرة قبل الدخول إلى المدرسة ولكن هذه المرة لطبطبة شعورنا المخنفسة حتى تنخفض إلى مستوى لا يثير شبهات المدرسين ونتخلص كذلك من الحلى والحلل ونضعها فى جيوب داخلية كنا سلفناً قد طلبنا من كاميليو حياكتها لنا بطريقة مخفية داخل كمر الأردية لإستخدامها لمثل هذه الأغراض !
    كاميليو هو أشهر ترزى أفرنجى في سوق الزنكي ما يعرف حالياً بسعد قشرة وقد عرف وقتها بإجادته لخياطة البناطلين الشارلس تون بمختلف المقاسات ثم بعدها جيب البندقية وكان دكانه مزدحماً طوال العام ويجب أن تحضر قماشك قبل شهر أو إثنين قبل حوجتك له ولقد كان يزين حوائط الدكان بصور جاكسون فايف وجيمس براون وغيرهم من الفنانين الزنوج الأمريكان ووضع في واجهة الدكان صورة اللاعب البرازيلى بيليه محاطة بمتر أصفر طويل مرقم بالأسود لم يكن يستخدمه إلا نادراً وكأنه يخص به زبائن بعينهم .
                  

11-10-2010, 09:20 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    عبر فتحة فى سور المدرسة نقفز سوياَ بمهارة وخفة ورشاقة إلى داخل الحوش ومنه مباشرة بالشباك إلى داخل الفصل ، بتلك الطريقة نكون قد إختصرنا طريقاً طويلاَ حتى الباب الرئيسى وكذلك نكون قد تجنبنا الطابور الصباحى الممل وحركات الوكيل السمجة وطريقته الغبية فى التفتيش ومراجعة أسماء من دفعوا مصاريف درس العصر وأسماء من تغيبوا يوم أمس والأيام السابقة والتهديد والوعيد بالفصل فى حالة تكرار الغياب بدون عذر والتلويح بالعصا وتمريرها على الأرض وفى الهواء بطريقة دائرية حتى تصدر صوتاً كصوت الريح غير مكترثاً ببروز كرشه السمين من تحت القميص أثناء تلويحه بالعصا .
    نقوم بإستبدال كرسيينا المتهالكين بآخرين جديدين نوعاً ما أحضرهما فى اليوم السابق أحد المعلمين لقريبيه ############ين الذين تم نقلهما حديثاً إلى المدرسة ثم نجمع بعض بقايا الطباشير الملون من على الأرض ونبدأ فى ممارسة هوايتنا المحببة بالكتابة والرسم على السبورة ومع دخول أول طالب للفصل نكون قد إنتهينا تماماً من لوحتنا الجديدة ومن ثم ننغمس مع بقية الزملاء فى فواصل من الهرج والمرج .
    معلناً بداية الحصة الأولى يدخل علينا مدرس الرياضيات فنقفز إلى كراسينا ونجر علينا الأدراج وتقفز فى نفس الوقت إلى ذهنى صورة تلك الناهد وتلوح أمام ناظرى تلك العيون والحواجب وتعود تتأرجح أمامى تلك الضفيرة الغليظة السوداء فيزداد قلبى خفقاناً كأنما يقفز إلى خاطرك فجأةً أن بعد غدٍ العيد فيخفق قلبك بطريقة عجيبة وتتسارع دقاته وتتمنى العودة سريعاً إلى المنزل لترى ماذا أحضر لك والداك من هدايا ولعب وتقوم بتجربة الملابس الجديدة وتتجاهل تماماً أن الحذاء الجديد ضيق بعض الشئ خوفاً من فقدانه للأبد لذلك السبب.
    علاقتى بالرياضيات مثل علاقة عم الشيخ خفير مدرسة البنات باللغة الصينية ، وكنت أستثمر زمن حصة الرياضيات الدبل فى قراءة كتب المكتبة الإنجليزية وكنت أفتح درجى بزاوية معينة وأثبته فى ذاك الوضع بعصا صغيرة وأضع كتاب الليتريتشه داخل الدرج وأتصفح بمزاج !!
                  

11-10-2010, 11:25 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    حاولت اليوم أن أمارس هوايتى المحببة فى حصة الرياضيات بقراءة كتاب من كتب الأدب الإنجليزى المقررة علينا هذا العام وما أن فتحت الكتاب حتى قفزت مرة أخرى إلى خاطرى صورة ناهد .. بذلت جهداً مقدراً لأتذكر هل قابلتها قبل الآن كما إدعت أم لا ، كيف يمكن أن أقابل مثلها وأنساه لا أعتقد أننا تقابلنا قبل هذا اليوم فالراجح أنها رأتنى وسألت عنى حتى عرفت إسمى ربما فى ذلك اليوم أو فى يوم آخر ، ولكن لماذا .. لماذا الإهتمام لهذه الدرجة ولم تسأل عنى ؟ هل أعجبتها إلى هذه الدرجة ؟ الحقيقة المؤكدة أننى الذى أعجب بها ولم تفارق خيالى منذ رأيتها هذا الصباح .
    ينزلق الدرج محدثاً جلبة كبيرة ويبدو أن الكل كان منهمكاً فى حل بعض مسائل الجبر التى ملأ بها أستاذ عبيد نعيم السبورة بخطه الردئ وكتابته المائلة التى تجعل السبورة كأنها مثبتة فى الحائط بالمقلوب ، صوت الدرج أحدث دوياً هائلاً فرفع كل من بالفصل رأسه ليرى ماذا يحدث فوجدت حوالى مئتى عين تنظر تجاهى مستفسرة تجاهلت نظرات الإستفسار الغبية التى وجهت لى من زملائى التلاميذ وركزت على نظرات ونظارات أستاذ عبيد نعيم التى وضعها فوق حاجبيه الغزيرين تسمرت عيناى على عينيه وفى نفس الوقت تحرك باقى جسدى ليتدارك موقفى من الدرج والكتاب فكنت أتحرك مثل الثعبان رأسى وعينى ثابتين وجسدى يتحرك أمد يدى باحثاً فى الأرض عن العصا التى كنت أسند بها الدرج فلا أجد العصا ولا أجد كتابى والدرج مقلوباً رأساً على عقب وأستاذ عبيد نعيم يتحرك تجاهى بسرعة البرق فأجده فى لحظة بجانبى وقد أمسك بكتاب الأدب الإنجليزى الذى كنت أطالعه بيده اليسرى وباليد اليمنى يمسك بمسطرة القياس الطويلة وقد تأبطاً شراً وخلته لوهلة أنه سوف ينهال على ضرباً يهذه المسطرة ولكنه فاجأنى بنبرة طيبة متسامحة متسائلة : بتعمل فى شنو يا صلاح ؟؟
    يا صلاح عذبتنى ياخ .. كلام الحب كلو قلتو بس حسابى أنا الماعرفتو ؟؟
    تنطلق الضحكات من جوانب الفصل ويعيد لى الأستاذ كتابى ويضربنى بطرف المسطرة على كتفى ويلتفت بطريقته الهوجاء لناحية الفصل : تضحكوا والله الزول أشطر واحد فيكم بس راسو ناشف وغلبنى عديل كده يلا أجمعوا الكراسات !
    كان أستاذ عبيد نعيم يعتقد جازماً أننى لو إنتبهت للرياضيات وإستوعبتها فبأمكانى المنافسة على أوائل الشهادة وهذا الإعتقاد صارحنى به منذ فترة طويلة بعد أن ذهب وتقصى عن مستواى فى بقية المواد آملاً أن يحفزنى للإهتمام بهذه المادة .. وقد خاب مسعاه !!
                  

11-10-2010, 01:14 PM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    من الصعب جداً أن تنظر للأستاذ عبيد نعيم دون أن تبتسم أو تضحك فمنظره يذكرك تماماً بالممثل المصرى إسماعيل يس وحتى طريقة كلامه مع إختلاف اللهجة المخلوطة بالدارجى فما أن تبدأ حصته حتى تتحول بعد مرور عشرة دقائق إلى مسرحية هزلية تقدم على مسرح الفصل بطلها الأستاذ عبيد نعيم ويشاركه التمثيل الكثير من الهزليين من الفصل ولقد تعب مشاغبى الفصل من وضع علامة الحبر على قميصه الكاروهات لمعرفة كم من القمصان الكاروهات يمتلك .
    وضع علامة من الحبر السائل على قمصان المعلمين كانت إحدى الطرق لمعرفة هل قام المعلم بتغيير الملابس التى حضر بها يوم أمس أم لا ؟ فكان بعض التلاميذ المتخصصين فى هذه الحركة يضعون بمهارة يحسدون عليها علامة أو نقطة من الحبر السائل على ظهر قميص المعلم أثناء تحركه فى الفصل جئتة وذهاباً وبهذه العلامة يعرفون فى اليوم التالى إن كان قد غيّر ملابسه أو لبسها لليوم الثانى أو الثالث على التوالى .
                  

11-10-2010, 01:37 PM

Mohammed Awad
<aMohammed Awad
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 3441

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    سرد ممتع
    معك الى ان يكمل الجلسرين زاتو
                  

11-11-2010, 09:29 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: Mohammed Awad)

    Quote: سرد ممتع
    معك الى ان يكمل الجلسرين زاتو

    طبنجة !
    كيف حالك وكل سنة وإنت طيب
    شكراً لمرورك
                  

11-11-2010, 10:17 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: صلاح أبودية)

    تحياتي يا جنابو

    متابعك

    و وقفت طويلا هنا

    وضع علامة من الحبر السائل على قمصان المعلمين كانت إحدى الطرق لمعرفة هل قام المعلم بتغيير الملابس التى حضر بها يوم أمس أم لا ؟ فكان بعض التلاميذ المتخصصين فى هذه الحركة يضعون بمهارة يحسدون عليها علامة أو نقطة من الحبر السائل على ظهر قميص المعلم أثناء تحركه فى الفصل جئتة وذهاباً وبهذه العلامة يعرفون فى اليوم التالى إن كان قد غيّر ملابسه أو لبسها لليوم الثانى أو الثالث على التوالى .

    بعض الطالبات قامن بنفس الحركة دي معاي ( سامحهن الله ) بوظن لي بنطلون أبيض كنت معجب بيهو شديد

    واصل يا صلاح
                  

11-11-2010, 11:24 AM

صلاح أبودية
<aصلاح أبودية
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4557

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق من دفاتر مدرسية !! (Re: ابو جهينة)

    أبوجهينة
    كيف حالك
    شرفنى وأسعدنى مرورك الكريم

    Quote: بعض الطالبات قامن بنفس الحركة دي معاي ( سامحهن الله ) بوظن لي بنطلون أبيض كنت معجب بيهو شديد

    شقاوة زمان البريئة
    تعال شوف هسى الطالبات بعملن فى شنو!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de