|
اطفال الجوع!
|
تحدث كثيرون عن غياب وجبة تلاميذ المدارس ،وبمعنى أصح الافطار الصباحي الذي يتناوله التلاميذ الصغار في المدارس.وذلك على خلفية دراسات وتصريحات متعددة تناولت هذا الموضوع من زوايامختلفة ،والواقع ان الموضوع يستحق أكثر من تسليط الضوء عليه فهويكشف جانبا من المأساة التي تعيشها الكثير من الاسر السودانية،ولايخفى عليكم أن اغلب البيوت تخلت عن وجبة الغداء ودمجتها مع العشاء ،حيث يتناول السودانيون ما تعورف عليه شعبيا" بالغشاء" ويبقى الوضع صعبا عندما يرتبط بالاطفال الذين يحتاجون للغذاء بشكل دائم لانهم في مرحلة بناء ،وعنما "كانت البلد بخيرها" كما يقولون كانت الحكومة ملتزمة بتوفير وجبة غذائية ،سواء في شكل مواد تموينية أم في شكل وجبة فورية يتم تناولها اثناء "فسحة الفطور"ويتذكر الجميع توزيع العدس والفول والسمن والجبنة وغير ذلك من المواد الغذائية ،ولم يكن الفقر يومها يمشي على ساقين! ولم نكن في حاجة لاعتراف وزير الاوقاف بولاية الخرطوم بمعاناة الآف التلاميذ بولاية الخرطوم من الجوع، ومطالبته لوزارة التربية والتعليم "بالالتفات لخطورة الأمر والتعجيل بإغلاق الملف بنهاية العام باستهداف ما لا يقل عن (10) آلاف تلميذ يوميا." لم نكن بحاجة لمثل هذا الاعتراف المقدر ،لأن جوع التلاميذ ليس من الامور السرية وغالبية الاسر السودانية تعاني من "جدولة" مصاريف الفطور اليومية وتحتاج الى ما يشبه الاعجاز لتفادي العجز في هذه الميزانية. ويقول المختصون في الاغذية أن الآباء يعانون من مشكلة امتناع أطفالهم عن تناول وجبة الفطور،ولا تخفى علينا أهمية هذه الوجبة بالنسبة لكل فرد عموما وعند الطفل على وجه الخصوص ، لأنها تزوده بالطاقة التى تمكنه من تتبع الدروس الصباحية ، ونتيجة لهذا الأمتناع يحس الطفل بالجوع الشديد قرب الظهيرة مما يفقده تركيزه ونشاطه ويوتر أعصابه ، ومن ثم فانه من الضرورى اقناع الطفل بتناول هذه الوجبة المهمة وعدم اهمالها لأنه اذا تم اعتياد الطفل على تناولها منذ الصغرستصبح ضرورة فى حياته عند الكبر. ومن محتويات وجبة الأفطار المثالية –كما ينادي الخبراء- التركيز على السكريات المعقدة المتوفرة فى الخبز ، وكذلك على كوب من الحليب. مع الحرص على اعطاء الطفل غذاء متوازن بقية اليوم والذى يجب أن يتضمن العناصر الغذائية من جميع المجموعات الغذائية مثل ( الخبز والحبوب ، الفواكه , الخضروات ، اللحوم ومنتجاتها ، الحليب ومنتجاته ) وذلك لامداده بالطاقة الازمة للقيام بكافة الأنشطة اليومية واذا كان هذا هو الواقع فماهو الحل اذن؟ الخطوة الاولى هي الاعتراف بهذا الواقع المرير،ونأخذ حديث وزير الاوقاف الولائي مأخذ الجد ونعتبره اعترافا حكوميا.ويبقى الحل – بعد ذلك- في التعاون المشترك بين الجهات الحكومية ومنظات المجتمع المدني ،ولتكن البداية بما طرحته منظمة " مجددون السودان" بتدشين مشروع يستهدف تغطية (10) آلاف تلميذ في الفترة القادمة. ويجب ان تدخل جهات اخرى في هذا المشروع ويبقى" العار"ضخما اذا علمنا ان تكلفة الحد الادنى من وجبة التلميذ لاتتجاوز الستين قرشا!
|
|
|
|
|
|