|
|
|
 Re: من هنا.. من تحت الأرض..اكتب حديثاً مطحوناً... (Re: محمد يوسف الزين)
|
ماذا يكون عن الكتابة من تحت الأرض!
تحت الأرض أو بالاحرى تحت القشرة الأرضية الأولى التي نعرف ، والتي للأمانة لم نحاول استكشاف ما نملك منها حينما استلمنا صك منزلنا من الحكومة! ، ليس أبعد من امتار كانت معدودة ضربتها ايدي العمال - حيث دفنوا الكثير من عرقهم مع أساسات منزلنا كذكرى لتلك لملحمة التي كانت بين جيبي وعرقهم..ملحمة المعاول الشهيرة في بيتنا- .
باعتنا الحكومة جزءاً من سطح الأرض ، ولم تبع لنا أرضاً..والا فمن يمتلك الباطن! -لقد استخلفنا الله سبحانه تعالى على الأرض _ الباطن: اقصد من يمتلك باطن الارض مع النمل وهو في صفوفه الطويلة التي تبتلعها الأرض من تحتنا؟! لم نعرف في الارض التي نسكن عليها (ولا استطيع التصرف في ارض غيرها بالطبع) حاجة سوى تمرير مخلفاتنا البشرية وصرفنا الغير صحي! ، حيث تحمله عنا أرضنا في انهار جوفية ، ولفظة "النهر" لفظة مثيرة للشجون ولكنها حينما تقترن بالـ جوف تصبح غامضة!
وجوف الأرض يقرر الآن مصير بلادنا أكثر من سطحها حيث البشر والشجر ، حينما لعبت اصابع طامعة في باطنه (وليس للجوف باطن) وأخرجت البترول الذي يقسّم الآن الجنوب والشمال -أو هكذا نظن-
ما علينا..
تحت الأرض هو مصطلح اخترعه الأدباء الذين يــكتبون تحت تأثير الجوع (أو يدّعون) في وصف الناس الذين وضعتهم حسابات لقمة العيش العصية وظلم اصحاب الترف والشهوات تحت الأرض ، حيث تفيض انهار جوفية من الحزن والتعاسة.
اذاً أدب الانيميا من تحت الأرض ، وليس مقالي هذا
****
تعودت في الألف عام الأخيرة التي عشتها أن أتأمل فقط من خلال الظلام (حيث كثيراً ما تصيبني الأنوار بالعمى) ، حدث ذلك بعد أن نسيت طبيعة الصور التي كانت تدخل الى عقلي في قروني الأولى أيام الطفولة ، قاتل الله الظلام الذي "خـرّب" عقلي وحولني الى "معالج" واحد بلغة الكمبيوتر يعمل في الظلام.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: من هنا.. من تحت الأرض..اكتب حديثاً مطحوناً... (Re: محمد يوسف الزين)
|
نمت علاقة حب غريبة لا أجد لها سبباً مقنعاً بيني وبين حافلات "مايو"* ، واصدقكم القول.. أنني لا أجد سبباً مقنعاً لعلاقة الحب الغريبة هذه ، فقد تحولت هوايتي التي اكتشفتها فجأة وهي ركوب حافلات "مايو" الى علاقة عشق وهوى ، وأجدني في حيرة من هذه الظاهرة تماماً كحيرتي عندما اكتشفنا أنا وزوجتي محبة ابني ذو السبعة أشهر لقارورة "بيبسي" فارغة! ، يحبها هذا المخلوق الصغير حباً جماً فاحتفظنا بها لاسكاته عندما ينفجر بالبكاء حينما تنتهي حيلنا ، فيحضنها في بلاهة وود غريب! ، اتمنى أن تكون جينات "السذاجة" هي التي نقلها مني ، وليست اختها التي تحمل الاحباط والتأمل الأسود ، حيث النظر كله في الظلام..تحت الأرض.
نواصــــــــل
* "مايو": حي شعبي جنوب الخرطوم يسكنه نسبة كبيرة جداً من البشر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هنا.. من تحت الأرض..اكتب حديثاً مطحوناً... (Re: محمد يوسف الزين)
|
عندما تعيش مع أمة كاملة كلها ترجو الآخرة ولا شئ غيرها، فترة من الزمن! حينها تكون فلسفتك أكثر عمقاً ، ولا يوجد ما هو أعمق من أقوال الصوفية لأننا ربما نقيس أحياناً عمقهم بحسابات ابتعاده عن سطح الأرض سمواً نحو الأعلى ،
كذلك سكان "تحت الأرض" (مع اختلاف اتجاه العمق نحو الأسفل) ، حيث الابتعاد عن الشهوات التي تتناثر على السطح.
في حافلة "مايو" لا توجد تلك الأمراض التي تجتاحنا نحن الطبقة الوسطى (توسطها كان حتمي بين طبقة عالية جداً وبين طبقة أخرى مطحونة ،والتوسط يا سادتي "خشم بيوت" ، لذلك كان لابد من توسط رغم ابتعاده عن اصل المصطلح الذي لا حاجة لنا في شرحه)! ، هناك أدب للزحام بين أمة من البشر تحمل نفس الوجوه التي يغشاك احساس عند النظر اليها أن ثمة مطاردة تجري - حتى في لحظات سكونها - ، مطاردة تحسها مع شرود النظرات والايدي الخشنة.
اعتقدت منذ زمن أن من أقوى اوبئتنا فتكـاً ذلك الوباء الذي يسمى وهـمُ الاغتناء!..حيث النظر دائماً للأعلى وحيث لم يتطوع أحدنا للنظر الى تحت قليلاً.
شموخ غريب تحمله تلك الوجوه (والله لا أقول الا ما شعرت به) ، بدأت علاقتي تلك حينما اكتشفت أحد الحافلات التي تختصر لي بعض المال والكثير من الزمن ، ومن طول علاقتي مع المواصلات (أركب المواصلات منذ القرن الرابع عشر) تعودت على أدبيات معينة ، ولم أستطع أن اصدق أن هناك حياة أخرى غير التي عشتها ، في البداية كنت كتلك الحشرة الشهيرة التي تسكن حركتها وتقلب ظهرها الى اسفل حينما تحس بالخطر وتدعي الموت ، ثم لم ألبث أن لاحظت أن حجم الاختلاف بيننا وبينهم (وهم ليسوا الآخر ، ربما نحن الآخر) ، اختلاف كبير الى درجة لن تصدقها ،
أقول لك أن:
- لا أحد يعلق بعشوائية
- لا أحد يدفع أقل من قيمة التذكرة..ابداً ، وبالتالي لا أحد يقول أنه لا يملك حق التذكرة! ، الكل يملك حق التذكرة.
- لا أحد يعتدي بأي نوع من العنف لا بالنظرة ولا باللفظ على أي أحد.
- لا أحد يعلق على الحكومة واشارات مرورها وبوليس حركتها!
- لا أحد يعترض على الزحام داخل الحافلة ، فلك ما لك من الامتعة التي يمكن أن ترميها على ارجلنا أو رؤسنا ، خذ ما شئت من خراج الأرض ، ان كان ديك (ذكر الدجاج) حي أو قطعة حديد أو كيس خبز او "شوال" لا أحد يهتم بالذي بداخله الا صاحبه.. وضعه أينما تريد ، ما دام جارك قد وجد مساحة وضع فيها مؤخرته. وأخرى اتكأ بها ظهره.
نواصـــــــل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هنا.. من تحت الأرض..اكتب حديثاً مطحوناً... (Re: محمد يوسف الزين)
|
ما فاجأني حقاً أن هذا المكان هو الوحيد الذي تطبق فيه المقولة الاشهر والتي ظللنا نقرأها فقط دون أن نراها أمامنا (تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين) هذا القانون (كافيار القوانين الذي لم اتذوقه) ، لم أعتقد يوماً أنه يمكن أن يكون هذا القانون الانساني القادم من رحم فلسفة البرولتاريا والثورة البلشفية وكرة القدم الامريكية وزينب بتاعت الطعمية في هذه البلاد!، عندما وجدته فقط في بلادي عند هؤلاء القوم الحكماء ، أنا الذي عشت جل حياتي بين أمة تعبد الفضول وترضع حشر مناخيرها ونظراتها من ثدي امهاتها..فرحت ، استمتعت باكتشافي البديع ، تمنيت أن يكون عندي شعر بوب مارلي ، تمنيت أن اخيط أي شئ يمكن أن يخاط والبسه ، تمنيت أن "اسفْ" سفة كبيييرة من السعوط واضعها في شلوفتي السفلى ثم ابصق على نفسي ، تمنيت أن اطبق كل ما يمكن تطبيقه من ثورات النفس الخرطومية والتي تنتهي غالباً بنظرة غبية الى الآخرين من حولك وزفرة غير ذات معنى ،
لا يوجد مكان يمكن أن استمتع فيه بحريتي -وأنا اخالط الناس- كهذه الـ ربع ساعة! حافلة ، ولكن في النهاية بدأت انفاسي تهدأ ولان فؤادي وسكن وبدأ التواصل الانساني! حيث استدعى عقلي تأمله الأسود ، تحت وقع النظرات الشاردة والجباه الشامخة ، صحيح أن هناك الكثير من الاحترام الذي شعرت به وأنا في وسط هذه الأمة العظيمة التي تحترم الوقت والعمل وتعرف كيف تدفع حق التذكرة كاملة غير منقوصة من دون كذب أو تدليس أو سرقة ، صحيح ان هناك الكثير من الاحترام الذي شعرت به (والله) اتجاه هذه الأمة التي أجزم أنها لم تتذوق طعم مكيفات الهواء التي تملأ المكاتب والسيارات في العاصمة ، أمة لم تجلس سنيناً طويلة تقرأ الصحف في انتظار فرصة عمل ، أمة نزع الله عنها الغيبة والنميمة والفضول والحسد وكثرة الكلام ، أمة لا يهمها مقدار تعليمها ولا يهمها ابعاد الطموح وأطواله ولا يهمها حتى الحس الانساني الدافئ ومن المؤكد أنها لاتهمها فترة "حصاد اليوم" على قناة الجزيرة..بقدر ما يهمها الحد الأدنى من العيش بكثير من الكرامة ولا تتصور العكس!
نواصــــــــــل..
هذا كان مراسلكم.. من تحت الأرض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هنا.. من تحت الأرض..اكتب حديثاً مطحوناً... (Re: محمد يوسف الزين)
|
أخونا محمد يوسف الزين
من الواضح إنك أديب متمكن وهذه الونسه هي أقرب للقصه القصيره أو كتابه الخواطر
عموماً ستجدني قريب من كل ما تكتب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكراً لسؤالك عن تلك البوستات
لكن ناس تساهيل ضربوا الطناش وعاملين رايحين
لكن سنظل خلفهم حتى نصل للحقيقه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هنا.. من تحت الأرض..اكتب حديثاً مطحوناً... (Re: محمد يوسف الزين)
|
خاطرة مطحونة مقتطعة..
لطالما احترمت جداً حيوان الخلد وقدرت اسلوب حياته..
وعندما تشرفت بالانتماء للقبيلة حيوانات الخلد النبيلة بعد قبولك لشرط الرضى بمقسومك من الحياة..توقفت عن الاسئلة الرعناء ،
أن تعيش تحت الأرض تحفر في غير هدى..تحفر وأنت أعمى لا ترى كأي خلدٍ نبيل ،
في طريقك وأنت تزيح التراب من أمامك بلا كلل أو ملل تبني بيتاً وتنتظر قليلاً..تتذكر أنك جائع وتحتاج الى الطعام ،
تحفر وتحفر وتمضي حافراً ..الى ااااا أن تجد وجبتك..
حسناً..جزرة أو فجلة أو بصلة لايهم..نبتة من النباتات اللحمية أولية الجذور او دودة ضلت طريقها لا يهم..،
المهم أنها دورة الحياة تحت الأرض..حيث لا يراك أحد ليسخر من لهثك البدائي..!
تندهش عندما يقودك الحفر الى الخارج ، فوق الأرض! ، حيث الصخب والألوان ، تتذكر أنك أعمى ..!
تتغرب ..
فتعود باحثاً عن بيتك الذي بنيت..حفراً.
وحفراً..باحثاً
وفي طريق العودة (عودة منزوعة الملل)تهتدي الى بيتك فتنتظر فيه قليلاً..لتكتشف أنك جائع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من هنا.. من تحت الأرض..اكتب حديثاً مطحوناً... (Re: محمد يوسف الزين)
|
Quote:
(تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين) هذا القانون (كافيار القوانين الذي لم اتذوقه)
|
العزيز أخي/ محمد يوسف الزين
سلامات
حافلة مايو
ابو آدم
والحزام
ياخي شهيتنا طين الأرض الحنون..
والناس المتمددة بسماء الأرض
الناس الذين يحلقون في الفضاءات الجميلة بعيدا عن قيود الأسمنت المسمومة..
التجلة لهم..
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
| |
محمد يوسف الزين
فدياس نجم الدين
Abdlaziz Eisa
Maawya Hussein
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست