موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-15-2010, 07:01 PM

خالد فهمي
<aخالد فهمي
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك !

    ما هي المحاور الأربعة للموضوع ؟ و هل هناك محاور أخرى ؟

    ما المقصود بالـ(مجتمع السودانـي) ؟

    كيف يكون التماسك ؟

    هل هنالك أمثلة أونماذج واقعية للتماسك المقصود؟

    ما هو التفكك ؟

    هل فعلاً هناك تفكك في المجتمع السوداني يستدعي القلق؟


    ماذا نفعل لإعادة أو للحفاظ على تماسك المجتمع السوداني؟




    ((( ... )))
                  

09-15-2010, 07:07 PM

خالد فهمي
<aخالد فهمي
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: خالد فهمي)

    Quote: ما هي المحاور الأربعة للموضوع ؟ و هل هناك محاور أخرى ؟


    قصدت بها :

    1) المحور الثقافي

    2) المحور الإجتماعي

    3) الحور السياسي

    4) المحور الاقتصادي
                  

09-15-2010, 07:10 PM

سامى عبد الوهاب مكى
<aسامى عبد الوهاب مكى
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: خالد فهمي)

    للأسف يا خالد المجتمع السوداني أصبح بين التفكك والتفكك الشديد..

    مجتمع لا يقبل فيه الواحد منا الأخر سيتفكك..

    مجتمع لا يعترف فيه الواحد منا بوجود الأخر سيتفكك..

    مجتمع لا زال يفكر بعقلية (لوني ولونك) و(جنسي وجنسك) و(شعري وقرقدك)..

    و(قبيلتي وقبيلتك) و(مدينتي وقريتك)..

    وأهم مصطلحاته قاموسه الأن التحقير بـ(أهل العوض) وفيه (ذا اللون الفاتح ########) و(ذو اللون الداكن جاهل ورجعي) ..

    والحق ضائع بين أرجل الجميع سيتفكك..

    أو تحدث المعجزة..
                  

09-16-2010, 06:44 PM

خالد فهمي
<aخالد فهمي
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: سامى عبد الوهاب مكى)

    سامي عبد الوهاب

    سلام عليكم

    Quote: للأسف يا خالد المجتمع السوداني أصبح بين التفكك والتفكك الشديد..

    مجتمع لا يقبل فيه الواحد منا الأخر سيتفكك..

    مجتمع لا يعترف فيه الواحد منا بوجود الأخر سيتفكك..

    مجتمع لا زال يفكر بعقلية (لوني ولونك) و(جنسي وجنسك) و(شعري وقرقدك)..

    و(قبيلتي وقبيلتك) و(مدينتي وقريتك)..

    وأهم مصطلحاته قاموسه الأن التحقير بـ(أهل العوض) وفيه (ذا اللون الفاتح ########) و(ذو اللون الداكن جاهل ورجعي) ..

    والحق ضائع بين أرجل الجميع سيتفكك..

    أو تحدث المعجزة..


    لمست جانب هام جداً ...

    واحدة من المشاكل الخطيرة

    و لكن دعنا لا نتشاءم ونبحث بدقة أكبر ..

    حتى إن لم نجد نحن الدواء فتوصيف الحالة قد يساعد غيرنا

    تقديري
                  

09-15-2010, 07:32 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: خالد فهمي)

    Quote: ما المقصود بالـ(مجتمع السودانـي) ؟

    الاستاذ الجليل خالد فهمي شكرا علي هذه الاشارة النيرة و ارجو ان تتقبل مني هذه المساهمة المطولة و ارجو ان تجد لها صبرا

    المجتمع السوداني هو مجموع الافراد القاطنين في السودان الدولة المعروفة الان بحدودها السياسية و هم اعراق متاينة و اهل ثقافات مختلفة و اصحاب لغات مختلفة لهم سحنات متعددة، اختاروا العيش في مدن مثل جوبا و كوستي و القضارف و الخرطوم و ملكال و بارا و الابيض و كتم و الجنينة و بدأوا في الانصهار و التمازج في كافة القري و المدن و الحلال
    السودانيون في الريف و المدن ياكلون الكسرة و العصيدة و بالرغيف احيانا وحد بينهم الفول ، ملاح البامية مفروكة ، و البامية طبيخ ، كذلك الملوخية ،الرجلة ، الدلكة و الخمرة الدخان و نقش الحناء الجميل قبل الدين و الساسة هم هؤلاء.

    Quote: كيف يكون التماسك ؟


    يكون التماسك باشاعة روح الاحترام للاخر رغم اختلافه الشديد في العرق ، الدين و اللغة و مد جسور السلم و السلام و العدالة حيث ل لا نترك بيننا مغبونا و متظلما بانتهاك ،ان يكون الجميع سواسية امام القانون و لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات و يعشوا اخوة في بلد يحترم بنيه و يعدل بينهم و يحمي حرماتهم و يصون حياتهم


    Quote: ما هو التفكك ؟


    هو ما ينتج عن كل ممارسة تهدم النسيج الموصوف اعلاه بتحويل احد مكوناته لمجموع ضحايا لسياسات عمياء تؤدي في النهاية الي التهميش و الارذال تحت مسميات عرقية و دينية او سياسية ، كان يتم جلد شارب للمريسة او العرقي من مسيحي الجنوب باسم الشريعة الاسلامية( و معلوم انه مسيحي يؤاخي الشمالين في المواطنة التي يجب ان تجيء قبل الدين و انتماءاته غير المسترشدة ببصيرة موثوقة) او مطالبة امرأة ناضجة و متعلمة بلبس لباس معين تعتبره الدولة مقبولا. ما ينتج عن مثل هذه الممارسات الهوجاء من الدولة او القابضين علي زمام البلد و المالكين لمصادر الرزق في البلاد تؤدي الي التفكك و التشرذم و الانقسام


    Quote: هل فعلاً هناك تفكك في المجتمع السوداني يستدعي القلق؟


    نعم هنالك مظاهر تفكك شديد تجلت في عمل الة الحرب العمياء ( الجيش النظامي للمركز) في تقتيل الرافضين لسياسات المركز فيما يتعقل بالحياة الاقتصادية و السياسية و الثقافية لسكان اقاليم بعينها ( مثل الجنوب ، جبال النوبا ، الغرب ، جنوب النيل الازرق و حتي في الشمال )كانت مسرحا لحروب مخجلة تجلت فيها غلواء السلطة و جهالة من اداروها علي مر العصور.
    الان الجنوبيون يتجهون للانفصال و هذا تفكك
    و هنالك قوانين للمشورة الشعبية في جبال النوبا و جنوب النيل الازرق و هذا تفكك
    و هنالك حرب دائرة الان في دار فور احتاج المجتمع الدولي لقول كلمته فيها الي اتهام الرئيس الحالي للبلاد بالضلوع في جرائم حرب ثم اتهامه بالضلوع في ابادة جماعية لاعراق محددة
    اذا كنت من سكان الخرطوم في عماراتها ذات الكهرباء و خدمة المياه انظر حواليك لتجد اهالي دارفور و الجنوب النازحون من بلادهم قسرا يعيشون حياة بائسة في العمارات تحت الانشاء في خيام و عشش مؤسفة و محزنة

    كلها مظاهر تفكك و انحلال و ربنا يستر



    Quote: ماذا نفعل لإعادة أو للحفاظ على تماسك المجتمع السوداني؟


    المطلوب اسقاط النظام الحالي و الاتيان بحكم رشيد، او جعل النظام الحالي ينشط في لملمة الخراب.

    اكرر شكري



    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 09-15-2010, 07:38 PM)

                  

09-15-2010, 09:00 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: طه جعفر)

    Quote: المطلوب اسقاط النظام الحالي و الاتيان بحكم رشيد، او جعل النظام الحالي ينشط في لملمة الخراب.
                  

09-16-2010, 07:10 PM

خالد فهمي
<aخالد فهمي
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: طه جعفر)

    الأخ الكريم طه جعفر

    عاطر التحايا

    لك الشكر الجزيل على المشاركة المساهمة المرتبة .. أتمنى أن أوفق في القراءة ..

    بالنسبة للنقطة الأولى :

    Quote:
    Quote: ما المقصود بالـ(مجتمع السودانـي) ؟

    المجتمع السوداني هو مجموع الافراد القاطنين في السودان الدولة المعروفة الان بحدودها السياسية و هم اعراق متاينة و اهل ثقافات مختلفة و اصحاب لغات مختلفة لهم سحنات متعددة، اختاروا العيش في مدن مثل جوبا و كوستي و القضارف و الخرطوم و ملكال و بارا و الابيض و كتم و الجنينة و بدأوا في الانصهار و التمازج في كافة القري و المدن و الحلال
    السودانيون في الريف و المدن ياكلون الكسرة و العصيدة و بالرغيف احيانا وحد بينهم الفول ، ملاح البامية مفروكة ، و البامية طبيخ ، كذلك الملوخية ،الرجلة ، الدلكة و الخمرة الدخان و نقش الحناء الجميل قبل الدين و الساسة هم هؤلاء.



    فعلاً هذا التعريف العلمي للمجتمع .. ولكن لي تعليق على هذا الوصف العلمي:

    1) أرى أن هذا التوصيف قد غيّب شريحة كبيرة و هامة من المجتمع السوداني وهم (سودانيوا الخارج) أعني كل من يحمل (الجنسية السودانية) غير القاطنين في (السودان الدولة المعروفة).

    2) هل يشمل المجتمع السوداني كل من يعيش في السودان حتى من لا يحمل الجنسية السودانية ( البنغالة والحبش مثلاً)

    3) هل المجتمع السوداني مجتمع واحد أم عدة مجتمعات ؟

    عليه أرى أننا في حاجة لحوار مطول وتوصيف أدق وأكثر تفصيلاً.


    مع فائق الشكر والتقدير
                  

09-17-2010, 07:29 PM

خالد فهمي
<aخالد فهمي
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: خالد فهمي)

    للإطلاع
                  

09-18-2010, 00:06 AM

طه إبراهيم عبد الله

تاريخ التسجيل: 07-24-2010
مجموع المشاركات: 1225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: خالد فهمي)

    الأخ خالد فهمي
    تحية طيبة
    موضوع مهم وجدير بالمتابعة
    هنا مقال قديم بعض الشيء للدكتور هاشم صالح في صحيفة الشرق الأوسط
    المقال ربما يساعد في توسيع دائرة الضوء لموضوع هذا البوست
    آمل ذلك

    لك الود والاحترام
    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=11060&article=510421/leader.asp
                  

09-18-2010, 00:08 AM

طه إبراهيم عبد الله

تاريخ التسجيل: 07-24-2010
مجموع المشاركات: 1225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: طه إبراهيم عبد الله)

    Quote: تفكيك العالم العربي!

    تعتبر منهجية التفكيك إحدى أحدث المنهجيات السائدة حاليا في ساحة الفلسفة والعلوم الإنسانية. وكان رائدها الأول هيدغر قبل جاك دريدا. بل ويمكن القول بأن أستاذها الأكبر هو نيتشه، على الرغم من أنه لم يستخدم هذا المصطلح بالذات. ولكنه كان يقول بأنه لا يستطيع أن يتفلسف إلا وبيده مطرقة لتكسير الأصنام، وكل ما يجله البشر ويعظمونه لمجرد أنه قديم راسخ موروث. ويمكن أن نعود بها إلى ديكارت، الذي كان يقول بما معناه: لكي نبني بيتا جديدا قويا متينا ينبغي أن نهدم البيت القديم المتداعي، على الرغم من أنه عزيز علينا جدا، لأنه بيت الذكريات والآباء والأجداد، ولكن في لحظة من اللحظات لا بد مما ليس منه بد، لن أعود إلى الوراء أكثر من ذلك لكي أخلع على مصطلح التفكيك مشروعية فلسفية. فهذه الأسماء الكبرى تكفي. وبالتالي فانسوا ولو للحظة الإيحاءات السلبية المحيطة بكلمة تفكيك. فالكلمة ذات رصيد ولها مستقبل. يضاف إلى ذلك أن فيها شحنة هائلة من التنفس والحرية. فعندما تطبق علينا التراكمات وتتكاثر لا بد من التفكيك. وهذه هي حالة العرب والمسلمين حاليا. وبالتالي فالتفكيك سوف يفرض نفسه علينا في المرحلة القادمة بصفته مصطلحا استراتيجيا لا يمكن تحاشيه بأي شكل، إذا ما أردنا أن نفهم ما يجري الآن في العالم العربي، وما سيجري في السنوات وربما العقود المقبلة. فالواقع العربي نفسه ينهار ويتفكك من كل النواحي. وبالتالي فأنت لا تستطيع أن تفهم حركة التاريخ الجارية حاليا إلا إذا استخدمت منهجية تفكيكية تكون على مستوى التفكيك الحاصل على أرض الواقع. إنها لمأساة حقيقية أن يكون الواقع العربي أكثر تقدما من حركة الفكر العربي، وأن يكون هذا الفكر مضطرا في كل مرة لأن يلهث وراء الواقع بدلا من أن يسبقه، أو يتقدمه ويشق له الطريق. الألمان كان عندهم مفكرون أفذاذ لا ينتظرون حتى ينهار الواقع الألماني لكي يدلوهم على الطريق. كانوا يستبقون على الانهيارات ويضيئون الظلمات. أقول ذلك وأنا أفكر بشخصيات من نوع كانط، فيخته، هيغل، الخ. في الماضي أو هابرماس في الحاضر. وقل الأمر ذاته عن الفرنسيين والإنكليز وسواهم من الأمم الكبرى، ما عدا العرب. فهل عقمت أرض العرب بالفكر والمفكرين يا ترى؟ ألا يوجد شخص واحد يرى إلى أبعد من أنفه؟ اعذروني للمبالغة من أجل توضيح الصورة. ما يحصل في السودان الآن وما حصل في العراق بالأمس وما سيحصل في كل مكان، ألا يستدعي منا خطابا مسؤولا أبعد وأعمق من الخطاب الصحفي السريع؟ أقول ذلك على الرغم من تفاؤلي بمسيرة العراق بعد أن دفع الثمن الباهظ، ويتهيأ الآن لكي يضمد جراحاته. ولكن المسألة لم تنته بعد، والمصارحة لم تكتمل فصولا بعد. ما الذي يحصل بالضبط حاليا؟ ليس فقط إدانة هذا الرئيس أو ذاك، وإنما انهيار أيديولوجي، وفكر عتيق بأسره. الأيديولوجيا العربية القومجية الأصولية، أيديولوجيا الفضائيات الغوغائية، تنهار أمام أعيننا أيها السادة ولا أحد يرى أو يسمع! لا أحد يستنتج الدروس والعبر. البيت القديم يتهاوى على رؤوسنا وكذلك السقوف والجدران والمثقفون العرب، إلا من رحم ربك، لا يزالون متعلقين بالشعارات البائدة والأصنام! كلما رقعنا مشكلة انفتقت أمامنا مشكلات حتى لم نعد نعرف أين نرقع ولا كيف. أصلا الواقع العربي لم يعد قابلا للترقيع، وإنما تلزمه عملية جراحية في العمق: آخر الدواء الكي كما تقول العرب. وهي عملية قد تستغرق عشرات السنين هذا إذا لم يمت المريض تحتها: أي نحن بالذات. فهناك شعوب انقرضت على مدار التاريخ، لم لا؟ بالطبع لا أعتقد أن العرب سينقرضون في المطلق. ولكن بصيغتهم الحالية هم مرشحون للانقراض حتما: إن يشأ يذهب بكم ويأت بخلق جديد. العالم العربي سيجيء كأحلى وأبهى ما يكون، ولكن بعد تفكيك انغلاقاته المزمنة المتحجرة حتى آخر ذرة، حتى آخر قطرة، حتى آخر حجرة. حركة التاريخ أصبحت الآن واضحة للقاصي والداني. حتى الأعمى يراها، ما عدا ما يدعى بالمثقفين العرب! اللهم إني استثنيت كوكبة مشرقة من مثقفين ومثقفات جريئات لامعات.

    من جنوب السودان إلى شماله، ومن دارفور الجريحة المفجوعة غربا إلى المركز والوسط، ما يموت ليس فقط البشر، الذين لم نعد نستطيع أن نرى حتى وجوههم على شاشات التلفزيون والفضائيات، وإنما هو أيديولوجيا بأسرها تتساقط. إنها أيديولوجيا عنصرية وطائفية، بالعربي الفصيح، ولم تعد صالحة لهذا العصر، ولا مقبولة من الجماعة الدولية المتحضرة. الجنجاويد الأشرار ينبغي أن يحاكموا ويحاسبوا على ما اقترفت أيديهم من جرائم وعمليات اغتصاب. ما يحاكم ليس فقط سيدهم عمر البشير، ولا صدام حسين من قبل، ولا القاعدة وبن لادن، ولا متعصبي إيران وسواها، ما يحاكم، ما سيتفكك وينهار عاجلا أو آجلا، هو بنية عتيقة قديمة رثة عمرها ألف سنة على الأقل. وهذا النظام العتيق بحاجة إلى تفكيك في العمق. الإمبراطورية العثمانية مع كل نظام الملّة الخاص بها تحتضر الآن مرة أخرى، وهذه المرة عن جد. كل الهويات المكبوتة المقموعة من الأمازيغ في المغرب الكبير إلى الأكراد في المشرق الكبير، ومن السنة في إيران إلى الشيعة في العالم العربي، إلى المسيحيين العرب تستيقظ الآن. هذا دون أن أنسى الإباضيين في الجزائر وأماكن أخرى. هذا دون أن أنسى الإحيائيين والمسيحيين في جنوب السودان الخ، كل شيء يتفجر أمام أعيننا، تحت أقدامنا، كالقنابل الموقوتة. كل ما ظنناه ميتا مطموسا منسيا ممنوعا حتى ذكر اسمه ينبثق الآن. وهذا ليس من صنع الاستعمار أيها السادة، هذا جزء من أحشائنا، من تاريخنا، من تراثنا الكبير. تراثنا كتراث بقية الأمم، ليس فقط الوجه وإنما القفا، ليس فقط السلطة وإنما المعارضة، ليس فقط المركز وإنما الهوامش والأطراف. وقد آن الأوان لكي نأخذ هذه الهوامش على محمل الجد، لكي نعاملها كبشر لا كحشرات أو أقليات كما يقولون احتقارا. فهذه الهوامش سواء في دارفور أم غير دارفور ما عادت مستعدة لأن تظل مسحوقة، مداسة، مهانة في إنسانيتها إلى الأبد. هذا ما يحصل الآن في السودان وغير السودان. إنها حركة تاريخية عميقة جارفة لن تتوقف حتى تصل إلى نهاياتها. إنها حركة العصور الحديثة. ومع ذلك فماذا نلاحظ؟ لا أحد مستعد أن يغير منهجيته أو فكره أو عقليته! لا أحد يريد أن يوسع عقله ولو قليلا لكي يستوعب الآخر ويقبل به. النخب العربية المسيطرة تاريخيا لا تزال ترفض منطق العصر والمساواة بين البشر. فكان أن جاءنا هذا القاضي الأرجنتيني أوكامبو لكي يضربنا على رأسنا بالعصا، وينبهنا إلى أن العالم تغير. صح النوم! النظام العربي القديم المضاد لحقوق الإنسان وفلسفة العصور الحديثة لم يعد صالحا للاستمرار. سوف يتفكك وينهار.

    ولكن بعد أن يتفكك كل شيء، بعد أن تحصل المصارحة الكبرى بين كل فئات المجتمع، بعد أن نقبل بالمساواة والمواطنية الحقة بين جميع مكونات الأمة، بعد أن تتنفس احتقانات التاريخ العربي المكبوت، بعدئذ وبعدئذ فقط سوف تبتدئ المرحلة المعاكسة: مرحلة التركيب والبناء والتوحيد. وعندئذ سيكون البناء قويا متينا راسخا لأنه جاء على قواعد صحيحة وأساسات راسخة. عندئذ سوف يبتدئ التاريخ الجديد للعرب.

    الرئيس عمر البشير يدين التدخل الغربي، ويعتبره بمثابة الاستعمار الجديد، ومعه الحق جزئيا فقط. وأنا ضد إهانة كرامته كرئيس دولة عربي وبهذا الشكل الفج. وأتمنى أن يجدوا حلا وسطا معقولا لهذه القصة، وأن تحمي العناية الإلهية السودان العظيم. ولكن سيادته نسي شيئا أساسيا: هو أننا نعيش في عصر العولمة الكونية، التي تفرض نفسها كدين جديد على العالم كله وليس فقط علينا. وينبغي أن نجد صيغة للتصالح معها، لا أن ننتهك قوانينها بشكل صارخ على رؤوس الأشهاد. ولم تعد هناك قضايا داخلية وقضايا خارجية كما يقول الفيلسوف الألماني هابرماس. وإنما كل شيء أصبح قضايا داخلية في هذا العالم، الذي تحول إلى قرية كبيرة واحدة. ويحق للجماعة الدولية المتحضرة أن تتدخل في شؤوننا إذا ما اعتدى أحد الديكتاتوريين على شعبه أو على فئة مهمشة ومحتقرة من شعبه، وأعمل بها تقتيلا وتهجيرا واغتصابا. ثلاثمائة ألف قتيل وأكثر من مليونين ونصف مهجر من منزله ودياره! بالطبع كنا نتمنى لو أن هذه العدالة طبقت في كل مكان، وبالأخص في فلسطين وليس فقط في السودان، لكي تكون ذات مصداقية أكبر. فقادة إسرائيل بحاجة إلى محاكمة أيضا على ما ارتكبوه من جرائم في غزة. ولكن يبقى صحيحا أن العالم تغير، وأن الشعار المطروح الآن هو التالي: واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد ما يتوقف عندما تصبح حياة شعبه في خطر. وهذا هو الوضع في دارفور، التي قد تتحول إلى دارفورات على مد النظر من مشرق العالم العربي إلى مغربه.
                  

09-18-2010, 05:39 PM

خالد فهمي
<aخالد فهمي
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: طه جعفر)

    Quote:
    Quote: كيف يكون التماسك ؟



    يكون التماسك باشاعة روح الاحترام للاخر رغم اختلافه الشديد في العرق ، الدين و اللغة و مد جسور السلم و السلام و العدالة حيث ل لا نترك بيننا مغبونا و متظلما بانتهاك ،ان يكون الجميع سواسية امام القانون و لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات و يعشوا اخوة في بلد يحترم بنيه و يعدل بينهم و يحمي حرماتهم و يصون حياتهم



    أضف إليه :

    التماسك أن تجعل الجميع يعيش مفهوم (الوحدة الواحدة) والتعاضد ضمن كيان واحد ضد أي مهدد داخلي وخارجي, مع وضع خطوط حمراء للحفاظ على هذه الروح.

    ..
                  

09-22-2010, 05:13 PM

خالد فهمي
<aخالد فهمي
تاريخ التسجيل: 08-30-2010
مجموع المشاركات: 994

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موضوع هام للحوار: المجتمع السوداني ما بين التماسك والتفكك ! (Re: خالد فهمي)

    مزيد من الإطلاع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de