" Aj tom Ko Chutty Nahy Ye , Chal Tom ko Kedar Jaiga Sadeeq " Chutty Hey Baba, Chutty Dharoor He
حوار ظل يتكرر ليومين على التوالى بينى و بين الناطور الهندى فى البناية حيث أسكن و أسرتى الكريمة فى إمارة عجمان ، القصة و ما فيها أن هذا الصديق ، يعرف أن الدنيا عيد و الإحتفالات فى كل مكان و لازم تكون الناس كلها فى إجازة ، و يستغرب جدا حين يرانى مشنط فى اليونيفورم المعتاد و مارق على الدوام و الدوام لله كما تعلمون فيبادر بى أسئلتو التعسفية الفوق ديك ؟
الدنيا أربحاء و عقاب شهر و حامدين شاكرين لى فضلو مو ناكرين ، قبضنا الدراهم و بعتنا المراسيل و إستعاد أبو النوم كامل المساحات الفاضية داخل الجيب و أعلن إستقلال دولته من البرلمان بعد طرد الغزاة الإحتلاليين من فصيلة الدراهم و الدولارات ، و مافى أيتها عوجة تب ، لا بايتة لا مقيلة و لله الحمد ، فقبايل الخميس هنا مبشرة بالكثير المثير فى هذه الأرض المضيافة ، الثانى من ديسمبر هو يوم العيد الوطنى لدولة الأمارات العربية ، ففى مثل هذا اليوم قبل39 سنة ، تم لقادة هذا البلد الكريم إنشاء دولتهم الفتية بإتحاد إماراتهم السبعة فى عقد واحد على أسس العدل و المساواة و النظام و دولة القانون.
لا يمكن لأحد المقارنة و لو حاول ما حاول بين ما كان عليه الحال قبل 39 سنة و بين اليوم ، ففى خلال أقل من نصف قرن من الزمان تمكن الإماراتيون بصمت من إنشاء حضارة و دولة تضاهى أغنى و أحدث و أجمل دول العالم و إنتقلوا ببلادهم من مجرد صحراء مقفرة إلى جنة يانعة خضراء و دولة حديثة متقدمة و مقصد للعالمين من كل صوب و حدب لما تتميز به من رخاء العيش و توفر فرص العمل و نهضة عمرانية و تكنلوجية لافتة و مجتمع متنوع و منفتح على بعضه البعض يتعايش فيه كل أصناف البشر من كل أنحاء المعمورة.
يوم الثانى من ديسمبر مناسبة مبهجة للجميع فى دار زايد الخير ، الناس يتنافسون فى إبداء الفرحة و الزينة و يتبادلون التهانى بينهم حتى لتخال أن الجميع هنا إماراتيون من حملة الجواز و خلاصة القيد الإماراتية ، ولكنه الإعتراف بالفضل و الفرصة لتوجيه الشكر لهذا الشعب الكريم المضياف على إستقباله لكل أصناف البشر من الكادحين الذى توسموا الخير فوجدوه فى هذه البلاد ، فى طريقى للعمل صباح اليوم ، و أنا أستمع لإذاعة الرابعة من عجمان ، وجدتنى مستمتعاً بحق بأغنية وطنية ظللت تتردد عبر مذياع السيارة ، و تقول:
إمـــــــاراتى صـــــــــــــباح الخيـــــــــــــــــــر صبـــــاح الخيــــــــــــر يا فــــــــــــــــــلة عطـــــــــــــــــيناكى الغلا و الحــــــــــــب عطيتيـــــــــــــــــــــــــنا الهــــــــــــنا كــــــــلـــــــه إمـــــــاراتى إمـــــــاراتى إمـــــــاراتى صـــــــــــــباح الخيـــــــــــــــــــر
هل يعنى إستمتاعى بهذه الأغنية أننى منتمٍ لوطن غير وطنى ؟ ، هل سرقت غربتى أولويتى حتى أصبحت أرد الأغانى الوطنية للأخرين ، كيف يمكن أن تثير وطنيتى أغنية ليست لمحمد وردى أو عثمان حسين أو محمد الأمين و مصطفى و أبو عركى البخيت ، ولكن بينى و بين نفسى لا زلت مستمتعا بالكلمات الجميلة و اللحن العميق ، و لا أتردد أبداً فى إكبار حب الإماراتيون لبلادهم و عشقهم لوطنهم و لقادتهم و غيرتهم على هويتهم الوطنية ، و عملهم الدؤوب من أجل حاضرهم و غدهم و مستقبل أبنائهم من بعدهم ، ليس فى هذا إنتقاص لسودانويتى أو حبى للسودان وطنى الذى أحب و أعشق ، و لكنه العرفان و حسب.
تطالعك السيارات المزينة و المزركشة بالألوان الباهية و الأعلام المرفرفة فى الطريق ، و كل الطرقات مزينة باللوحات و الإعلانات الوطنية عن العيد الوطنى وصور القادة و الشيوخ منصوبة فى كل مكان ، حتى أماكن العمل و المكاتب الحكومية و الخاصة تزداد بهاء و زينة فى مثل هذا اليوم إحتفاءاً و فرحاً بالعيد الوطنى ، العروض فى كل مكان و الهدايا توزع فى المحلات التجارية و المولات و البرامج الترفيهية المبهجة للأسر و الأطفال.
عند مدخل المبنى حيث أعمل طالعتنى الألوان الحمراء و الخضراء و البيضاء و السوداء المكونة لعلم الدولة منشورة بكل عناية حول كاونترات الإستقبال و الزهور المنتقاة من ذات الألوان منسقة بمجهود كبير لتكحل العيون أينما إستقر بها النظر ، البخور الخليجى العبق يفوح من زوايا المكان ليعطر الأنفاس بسحره الخليجى اللطيف لتستقبلك طفلة حسناء ترتدى عباءة خيطت بألوان العلم و تهديك زهرة أو راية يدوية صغيرة أو برنيطة للرأس تزهو بشعارات الدولة الوطنية.
لست أدرى لماذا و فى هذه اللحظة بالذات تذكرت يوم واحد/واحد عندنا فى السودان حيث يصعد الشماسة و المارة المحتفلون فوق ذلك الشبيه بالكبرى و الواقع عند شارع الغابة بالخرطوم يتصيدون السيارات و المارة ليرشقونهم بالبيض الفاسد و الطماطم المفجخة و ما تحلل من الفاكهة و الخضروات ؟
.....
12-01-2010, 09:08 AM
الوليد عمر
الوليد عمر
تاريخ التسجيل: 01-07-2010
مجموع المشاركات: 327
Quote: لست أدرى لماذا و فى هذه اللحظة بالذات تذكرت يوم واحد/واحد عندنا فى السودان حيث يصعد الشماسة و المارة المحتفلون فوق ذلك الشبيه بالكبرى و الواقع عند شارع الغابة بالخرطوم يتصيدون السيارات و المارة ليرشقونهم بالبيض الفاسد و الطماطم المفجخة و ما تحلل من الفاكهة و الخضروات ؟
فرق شاااااااسع .. والله غالب ..
12-02-2010, 05:37 AM
الوليد عمر
الوليد عمر
تاريخ التسجيل: 01-07-2010
مجموع المشاركات: 327
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة