|
فى مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عامٍ حللتُ ضيفاً على هذه الفانية
|
فى مثل هذا اليوم منذ ثلاثين عامٍ حللت ضيفاً على هذه الدنيا الفانية بعد رحلةٍ لم أكن أتبيَّن ملامحها أو أتذكر تفاصيلها أو أشعر فيها بالرهق أو النصب أو الوصب,انها رحلة الحياة التى كُتبت على صفحات الأزل دستوراً للبقاء على أرض الى حين. رغم انى لا أحتفل بهذا اليوم بطريقة العصر المألوفة ولكنه يمثل لى شرفةً أطلُّ منها للوراء الوراء واستشرف منها لقوافل الأحلام القادمات ,اذن هو حلقة الوصل بين الماضى والمستقبل . فى هذا اليوم تتجرد الذكرى من ثيابها وتأخذنى الى غرفتها بعد ان تغلق الباب دون النسيان لتتراءى أمامى ذكريات الطفولة ,كل أفراحى واتراحى, جماعاتٍ وفرادى,فيشد يدى أول قرار اتخذنه ,وتبتسم فى وجهى اول قصة حب عشتها ,وتمر فى حياءٍ شديد اول قصيدة كتبتها وتلطم خدى اول خطيئة ارتكبتها, وبأتى مدبراً اول فشل فى حياتى فيأتى مقبلاً اول نجاح فى حياتى,و..و..وكثير جدا من الزخم الحسى والنفسى ,فما اجمل الجلوس الى النفس على طاولة (جرد الحساب)الذى يطول ويطول فلا تخرجنى منه الا هذه الرسالة الهافية التىتقولكل سنة وانت حبيبى ...كم اتمنى ان اصل اليك قبل هذه الرسالة البطيئة). وهنا اخرج من سُكرٍ الى سُكرِ فألقى على الذكرى العارية بعض ثيابها وأخرج نصف عارٍ لست آبه لأغتسل فى بحيرة الشفق ,وأتوضأ بابريق الأمل لأُصلى فى عيْنَىْ حبيبتى. كل سنة وحبيتى طيبة وانا طيب وانتم طيبون
|
|
|
|
|
|