مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟.

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 08:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ابوالقاسم ابراهيم الحاج(ابوالقاسم ابراهيم الحاج)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2006, 03:52 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟.


    هذا هو الحوار الذى أجرته صحيفة الشرق الاوسط اللندنية مع الدكتور. حسن عبدالله الترابى .
    وقد تحدث فى موضوعات شتى وأكثرها إثارة تلك التى تعلق ببعض الاحكام التى كانت فى عرف المسلمين من المحسومات فإذا به يثيرها .
    ولم نسمع بالرد العلمى المقنع بل هرع علماء السودان بالاستنجاد بالحاكم لحماية الاسلام من الترابى واستتابته وإلا القتل كفرا!!.

    هلا تفرغ بعض الاحبة ممن له علم من الكتاب او الفقه او الحديث او جميعها لتبيين الغث من السمين فى كلام الدكتور . الترابى؟
    وذلك ليس بقصد مناقشته من اجل المناقشة او الجدل بل لضرورة بيان هذا الامر ممن له به علم إلى االجمهور المسلم فى السودان او كل المسلمين المهتمين بالقضية المثارة. لتعم الفائدة !؟.
    ___________________________________________________________________________________________




    أتينا بالإنقاذ فعاقبنا الله.

    الترابي لـ«الشرق الأوسط»: لعل السجن يكون كفارة عن أخطائنا في الإنقاذ

    يترتب على المرأة والرجل في الشهادة نفس الأحكام وفي بعض الحالات شهادة المرأة أفضل من الرجل * لغة القرآن اختلفت جدا في مصطلحات الناس * الحجاب ستار عام وليس زيا في لبس المرأة



    الترابي

    حوار: إمام محمد إمام

    أثارت الآراء الفقهية والسياسية للدكتور حسن الترابي السياسي السوداني وأحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية فيه، التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة أخيرا ردود فعل واسعة وجدلا كبيرا لم يقتصر على أهل الاختصاص في الفقه والعلوم الشرعية، بل انه امتد إلى الأوساط الثقافية والفكرية والسياسية داخل السودان وخارجه، وأصبح موضوعا لكثير من الحوارات واللقاءات التلفزيونية والمقابلات الصحافية، وشغل غرف الجدل في شبكة الإنترنت. «الشرق الأوسط» حملت كل هذه التساؤلات وغيرها إلى الدكتور الترابي فكان هذا الحوار:

    * أثارت فتاواكم في ما يتعلق بزواج المسلمة من الكتابي (المسيحي أو اليهودي) جدلا كبيرا.. فهل تعني بذلك إجازة زواج المرأة المسلمة وبقاء زوجها على دينه أم تقصد زواجها ابتداء من كتابي؟

    ـ أولا ينبغي أن ينظر إلى هذا الاجتهاد في سياق شأن المرأة عامة، خطابا للمجتمع المسلم، فإن خطاب المجتمع المسلم المعاصر في شأن المرأة ينحط كثيرا عن أحكام قيم الدين ويبعد عن أحكام قيمه الدينية، والمثال فيه أن المسلمين ينأون عن الخوض في مثل هذه الأحكام في زواج بناتهم. ولعل من نافلة القول التذكير بأن رأيي هذا ليس بجديد، فهو رأي قديم، وما كان مجرد خبر، ولكن كان رداً على أعراض كانت تبدو للجاليات المسلمة في أميركا، إذ قدمت إلى أحد المراكز الإسلامية هناك امرأة تريد ان تعتنق الإسلام ولكنها تريد أن تعرف حكم بقائها مع زوجها، الذي ظل على دينه، لكنهم، أي مسؤولو المركز، كانوا بانفعالهم وارتهانهم إلى التقاليد، يوصونها إن هي صدقت بأن تذهب لتقاضي زوجها طلاقا، وبالتالي تخسر ولايتها على الأبناء وتخسر كل تكاليف التقاضي، وهي في أول الخطى نحو الإسلام، وكان ذلك غالبا يصدهن عن اعتناق الإسلام وإشهاره. طبعا قرأت كثيرا في تاريخ الإسلام عندما اضطربت الأحوال بين المسلمين والمشركين، وبين مسلمين موصولين بجماعات غير مسلمة وأيام الردة التي طرأ فيها اضطراب كثير، فقدرت الرأي لما لم أجد في كتاب أو سنة كلمة واحدة تمنع زواج المسلمة من كتابي، فكنت أرى أن يتركوها تسلم فتثبت إيمانها، وكثيرا ما تدعو وتنشط في دعوتها إلى الله، فتجر إلى الإسلام زوجها ومن حوله وهكذا.. وهذا فتح مبين في أسرتها وفي الأُسر الأخرى. وطبعا من الناس مَنْ أثاره هذا فهاجمني وكفرني، وصوره على أنه قضية عرض. ولكن إذا نظرت للأمر بتجرد فإن إسلام الزوجة قد يؤثر إيجابا على الزوج غير المسلم، فيدخل في دين الله، وهو أمر يحتاجه المسلمون في بلاد الغرب. علينا أن نترك للأقليات المسلمة التي تعيش مع الكتابيين، والذين تهمهم هذه القضية أن يقدروا الأمر حق قدره، وأن يزوجوا بناتهم للكتابيين، لعل هؤلاء البنات يأتين بالكتابيين من خلال العلاقة الزوجية إلى الإسلام، أو يصبرن على دينهن، وهناك الحريات نسبيا أوسع، وليتحروا الأحوال عينا والظاهرة عموما، ذلك رأيي في هذه المسألة.

    * أخلص من هذا الرأي أنكم تتحدثون عن جواز بقاء المرأة المسلمة مع زوجها الكتابي.. وليس الزواج من كتابي ابتداء؟

    ـ لا.. كنت تحدثت من قبل عن بقاء المسلمة مع زوجها الكتابي، لكني الآن افتح الأمر لتقدير الأمور جملة ولتقدير عين الزواج، فلا تمنعها آية أصلا في كتاب الله. فلذلك لا أمنعها بتراكم الأقاويل التي عهدناها. فالأقاويل التي عهدناها ركنتنا دائما بأن الإجماع هو إجماع الفقهاء المجتهدين في عصر من العصور. ولذلك نقرأ القرآن فلا نجد ذلك كذلك أصلا، ولذلك ننصرف عنه. وأوصينا بأن نطيع ولي الأمر دائما ولو استلب الحكم منا بالقوة، وهكذا عهودنا كلها. لكن القرآن يصدنا عن كل ذلك صدودا. فنحن لا بد أن نرجع إلى الأصول، الكتاب والسنة، فإن ترك لنا الأمر لكي نقلب فيه، لأنه تركه بوحا هكذا، نقلب فيه ونقول الكلمة عامة أو نقولها خبرا، بعد ذلك نصوب على عين قضية فيه مع هذا التقدير ومع هذه الأحكام العامة. ويقع ما يقع في سبيل الله.

    * أثار حديثكم عن الحجاب جدلا واسعا، باعتبار أنه تغطية الصدر من دون الرأس.. فما حقيقة هذا الأمر؟

    ـ هذه أكاذيب بعض الصحافيين الذين لم يحضروا الندوة التي تحدثت فيها عن بعض قضايا المرأة المسلمة. فهناك كلمات كتبت لم أقلها، فبعض الصحافيين يستهويهم اسم الترابي فينسبون إلي ما لم أقله. فأنا في تلك الندوة ما كنت أتحدث عن أحكام أصلا، بل كنت أتحدث عن أن لغة القرآن نفسها اختلفت جدا في مصطلحات الناس. فالقرآن تحدث عن الحجاب أنه في حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نساء الرسول عليهن أحكام خاصة عن غير النساء وعلى الرسول نفسه أحكام خاصة من دون الرجال المؤمنين. ولكن الحجرة كانت محدودة جدا، ولا يمكن أن يقبل الناس على الرسول يجدون أنسا وتعليما ويريدون الطعام ويأتي إليه غير المؤمنين كذلك وهم غرباء، وهن هكذا قابعات فأجدى أن يكن وراء حجاب وهو ستار فقط، فحتى إذا سألوهن متاعا يسألونهن من وراء ذلك الحجاب. فالحجاب هو ستار عام ليس هو زي في لبس المرأة. فهو حجاب عام قد يتخذ استعارة في اللغة كأن تصف أن بين الناس وبين القرآن حجابا، وقد نشير للذين يلفون القرآن حجابا يلبسونه ولكنهم يحجبون عقولهم وقلوبهم عن معانيه ومغازيه البالغة. قلت في المحاضرة إذا تحدثنا عن زي المرأة لا تتحدثوا عن حجاب والمعركة حول الحجاب والمحتجبة، لكن تحدثوا عن الخمار، تحدثت هكذا بيانا للغة لا الأحكام، قلت لهم الخمر سميت خمرا لأنها تخمر العقل داخل الرأس، والخمار سمي كذلك لأنه يحجب ظاهر الرأس بشعره، والقرآن أوصى النساء أن يضربن على جيوبهن الخمار، الجيب ليس هو الجيب الذي نضع فيه المال فهي جيوب قد تكون فارغة وإذا أدخل فيها موسى ـ عليه السلام ـ اليد خرجت بيضاء لا سمراء كلونه الطبيعي ولون أهله، ولكن أشرت إلى أن المؤمنات يضربن بخمرهن على صدورهن. ولكن ما تحدثت عن أحكام أصلا، فالذي نقل ذلك عني إما سمعه من سامع وما شهد الحديث بنفسه، أو شهد وسمع ولم يدرك ما أقصد بحديثي.

    كنت كذلك في ذات سياقات فقه اللغة أشرح للنساء معنى (الرجال قوامون على النساء)، فقد يحسب الرجال ويحسبن أن ذلك يعني (سيادة على النساء)، فالقيام للقاعد في اللغة معلوم والنساء لسن قاعدات عجزا ولكن قاعدات للولادة أو قاعدات للحضانة، والرجال يقومون بعضلاتهم فيذهبون ويخدمون ويأتون، فالنادل في المطعم الذي يخدمنا يقوم علينا. فالحديث كله كان شرحا لمعاني اللغة ولم يكن أصلا عن الأحكام. ولكن يطير بعض الناس بالأخبار (الترابي أنكر الحجاب)، (الترابي يقول إن الحجاب للصدور فقط) كأني أريد أن يكون كل ما تحت الصدر أي من البطن كله يكون كاشفا ولكن هذا غباء عظيم وتزوير في الروايات عن الناس. ليت الصحافيين فقط يأخذون سماعة الهاتف ويسألونني ليتثبتوا من مثل هذه الأخبار.

    * إذن أنت لا تعترض على غطاء الرأس كجزء من الحجاب؟

    ـ أنا لا أسميه أصلا حجابا، اسميه خمارا، لأن القرآن سماه لنا خمارا وسمى لنا الستار في الغرفة حجابا. في بيتك لو اتخذت حجابا تسميه حجابا وإذا أردت كلمة ستار أو ستارة فلك ذلك أنا هنا أتحدث عن اللغة، وقد تحدثت كثيرا عن الأحكام وأشرت إلى ما لا يحبه أحيانا بعض الرجال، قلت مثلا عندما أشارت الآية إلى (عظوهن) فالموعظة ليست للرجال على النساء، ولكن لكل من حول النساء من رجال ونساء أي المجتمع، أمها وأختها وأبيها وزوجها، فالزوج هو الذي يهجر في المضاجع والمجتمع ينبغي أن يكون له رأي ـ كما في سياق الآية ـ فالمرأة تشتكي لمن هجرها لأن الهجر وقع تجاوبا عن خطأ منها، أم الضرب فليس للزوج أو للرجال ولكن للمجتمع أن يؤذي من يأتي بالفاحشة، وما هو برجم الحجارة ولكنه ضرب الجلد. فالآية التالية مباشرة تخاطب المجتمع (فإن خفتم شقاق بينهما) أي المؤمنين ـ خارج الدائرة البيتية للزوجين ـ (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) كما تمضي الآية، فسياقات القرآن التي نستنبط منها الأحكام ينبغي أن تكون بينة ولا تبتر كأنها أحكام بلا سياق.

    الشهادة كذلك أثارت بعض الناس.

    * كذلك أود أن أقف لدى قضية الشهادة كأنك ساويت في حديثك بين شهادة المرأة وشهادة الرجل؟.. خلافا لما جاء في صريح الآية الكريمة «.. فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى».

    ـ لا تحكم عليّ يا أخي الكريم حتى أكمل حديثي. الآية التي تشير إليها هي ذاتها التي هدتنا في كتابة الديون وأنها إلى أجل، ودعت الكاتب أن يكتب ودعت الشهود أن يشهدوا، وقال الله سبحانه (أن تضل إحداهما) بمعنى ربما تضل إحداهما ولم يقل (ستضل قطعا إحداهما) لو كان ذلك كذلك لاستقر رأينا على الحكم. وفي آية أخرى من ذات القرآن الكريم إذا حضر أحدنا الموت أن نشهد (ذوي عدل منا) ولم يقل (ذكرا وانثيين) ولم يقل (ذوي عدل من الرجال فقط)، ففي مقام الموت النساء يحضرن أكثر من الرجال، فإذا اشرف الموت فالزوجات والبنات والأخوات قد يكن أقرب من الذكور، فالذي ترتب على المرأة والرجل في هذا المقام هي نفس الأحكام أن يؤدوا القسم وإذا عثر على أنهما استحقا إثما نستدعي شهودا آخرين. فعامة الناس لا يعرفون إجراءات الشهادة، فبعضها حمل للشهادة في وثيقة تسمى توثيق العقود، وبعضها أداء للشهادة أمام القاضي، فالقاضي يسمع للشهود. والآن يقوم المحامون، وكلاء الخصومة، يقومون على الشهود، ويأخذ القاضي ويرد معهم حتى يتبين هل يتذكر الشاهد تماما الوقائع التي يشهد بها، وحتى يتبين هل هو جدير بالأمانة وهل ثبت عليه من قبل طعن، وهل له خبرة بالقضية التي يشهد فيها، فالنساء قد يكون منهن متخصصات في القانون، وقد يكون منهن متاجرات أي سيدات أعمال، وقد يكون الشاهد الرجل ليس له في التجارة خبرة ولا في الديون خبرة، فقد يغلب القاضي خبرتها عليه في القضية المعينة. وقد تكون الشاهدة طبيبة نساء وولادة فتعرف عندئذ هل ولد الجنين ميتا أم ولد ثم مات بعد هنيهة وهذه يترتب عليها أشياء، كل القضاة في الدنيا بل كل عاقل هكذا يفعل. فالرسول صلى الله عليه وسلم عند أداء الشهادة يحكم على أداء الشهادة عند الخصوم ولعل بعضهم يكون ألحن بحجته من البعض، فهو لا يعلم إلا الظاهر ويحكم على الظاهر، وقد يقع الظلم على طرف ولكن يوم القيامة تقوم الموازين بالعدل فالرسول صلى الله عليه وسلم ينذر الشهود بهذه الموعظة.

    * هل يمكن أن نخص هذا الحكم بالتجارة فتكون فيها شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين؟

    ـ القرآن لم يقل ستكون ولكن قال (أن تضل إحداهما) ولم يحكم عليها بأنها ستضل قطعا، لكن لأنهن في غالب الأحوال لا يمارسن التجارة، فالله ـ سبحانه ـ لم يكلفهن بذلك ولكنه كلف الرجال أن يخرجوا ويضربوا في الأرض ويأتوا بالأموال لينفقوا عليهن، فالأمر كله يترك للقاضي عند تقدير الشهادة، فإذا تعادل الرجل والمرأة في كل شيء فمن جرب واختبر العمل في المجال المعين تكون شهادته أرجح، وقد يحتاج مجال أن يؤكد أحد الذكور آخر.

    * في سياق موضوعات المرأة وردت قضية إمامة المرأة أي أن تؤم المرأة الرجال، وأنك أجزتها؟

    ـ من الذي حرمها حتى أجيزها أنا، الذي فعل ذلك هو عرفكم واضطهادكم للنساء، وهذا العرف هو الذي فضل لها صلاتها في بيتها فلا تشهد حتى الجماعة التي يؤمها الرجال، فلا يظهرن أصلا، أما إذا قال أحد الناس يجوز لها الإمامة قامت قيامة الرجال. وفي آثار السنة والسيرة لا نجد سوى اثر واحد في (سنن أبي داوود)، والذي شرحه هو ذات الفقيه الذي راجع رأي الفقهاء في إيقاع طلاق الثلاثة مرة واحدة ومخالفة صريح القرآن، لأن صحابيا كبيرا قال ذلك وأخطأ في ذلك، فالآية تقول (الطلاق مرتان) وإن طلقها ثالثة تترتب أحكام. لكن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم عندما وجدا حديث (أبي داوود) أدركا الحق. فالمرأة الصحابية التي أمت لم تؤم أهل بيتها ولكن أهل دارها والدار غير البيت، فهي الدارة أو الدائرة حول البيت ولذلك كان لها مؤذن، فالمرأة لو كانت أعلم منا وأتقى منا وقامت لتصلي فينا إمامة، فنحن عندئذ لا ننظر إلى جمالها ويفتتنا هذا، فنحن لا ننظر إلى شيب الإمام ولحيته، ولكن يستمعون إلى كلامه، فنحن نسمع للنساء في قضايا الحياة وننظر إليهن، فإذا كان السامع الذكر قاضيا وهي مظلومة فهو لا يصوب إلى مظهرها ولكن إلى روايتها، فإذا كان الخطيب أمامنا قوله لا يعني شيئا فما هو إلا لغو، ننظر عندئذ إلى وجهه وشيبه وقد نستقبح وجهه وننصرف عن الكلام لأن المضامين ليس فيها شيء. كذلك في الحكم الذي يسمونه الإمامة الكبرى، فالقرآن كتاب الله لم يسم الحكم إمامة، فقد جعل إبراهيم للناس إماما وما كان حاكما سياسيا لأحد، فالمسلمون باغتراب مصطلحاتهم سموا الحكم إمامة وجعلوها في قريش، وقد جاءت الكلمة في الحديث لأن قريشا كانوا أئمة الناس، كانوا أئمة لكفرهم، وإذ أسلموا صاروا أئمة الإسلام يؤثرون على من حولهم، فهم حول الحرم وحول الأسواق المشهورة، فهذه الكلمة وردت في هذا السياق، ولكن الناس صاروا يستشهدون بأن الأئمة من قريش من شرط الحكم. فالحكم في القرآن هو ولاية الأمر وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كان في سياق المحاداة مع الفرس، فما كانوا سيفلحون لو ولوا ابن عم الشاه الذي مات ولم يولوا ابنته، فهم مجوس ما كانوا سيفلحون لو ولوا أمرهم مجلسا من الذكور، ولكن في تلك الأيام اشتهرت قصتهم لأن الذي خلف الشاه امرأة، فلو صح الحديث فهو يختص بهذا السياق. فما أفلحوا فعلا عندما مضوا على تقاليدهم المجوسية، ولكن أفلحوا عندما أصبحوا مسلمين وصاروا أئمة لغتنا العربية، ومن وراء بلادهم من أصبحوا أئمة الحديث وأئمة القراءات وأئمة التفاسير جزاهم الله خيرا.

    * بعض الأحاديث اشارت صراحة إلى عودة المسيح عليه السلام بينما أنت تنكر هذه العودة. فما دليلك؟

    ـ الأحاديث لا تنسخ آي القرآن، فهي عن فلان عن فلان عن فلان ما وردت بالتواتر القرآني، فالآيات مكتوبة من أول يوم مباشرة من فم الرسول صلى الله عليه وسلم وما كتب الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا سوى القرآن، بل كان ينهى عنه. لكن هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدل القرآن من تلقاء نفسه؟ معاذ الله بل إن القرآن يقول إنه ما كان له أن يبدله وإنه لا يفتري شيئا على الله سبحانه وتعالى. فالآيات بينة في القرآن أن عيسى عليه السلام مبشر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، ولم يقل إنه يأتي أثناء حياته، والقرآن يتحدث عن عيسى وعن سائر الأنبياء أنهم خلوا من بعد هذا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فهو الرسول الخاتم، فالآية جاءت بينة أنه خاتم النبيين الذي يأتيه الوحي وليس خاتم المرسلين فقط. والآية كذلك بينت أن عيسى عليه السلام يوم القيامة يسأل، فالرسل يسألون كما يسأل الذين أرسلوا إليهم، فيرد عيسى عليه السلام أنه عندما توفاه الله ليس مسؤولا عما فعلوا وأنه ما قال لهم ما نسبوه إليه أن يُعبد وأمُه من دون الله ويسبح الله أن يكون ذلك كذلك (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) فليس هو بمسؤول أصلا بعد وفاته.

    والقرآن كذلك ذكر أن الله متوفيه ورافعه كلية من هذا الوجود المشهود، ومطهرك بمعنى محررك تماما فلن ترجع مرة أخرى لتدخل فيه، وبشره بأن الذين اتبعوه هم الذين سيغلبون على بني إسرائيل الذين كفروا به، فالآيات هكذا تتواتر لمن كان له قلب أو القى السمع. لكن جاءتنا بأثر من الثقافة النصرانية التي كانت سائدة بين العرب الأميين، فغالب شهداء النصارى أيام عيسى اختفوا لأنهم كانوا يطاردون ويعذبون ويقتلون فظل مصيرهم مجهولا. ونحن نعلم من القرآن أن عيسى عليه السلام ما صلب أصلا كما ظن أعداؤه، والآخرون ظنوا أنه ما مات أصلا وما توفى الله أجله، فكلمة الوفاة إذا جاءت تعني الموت إذا السياق صرفها إلى الدين أو إلى النوم، كما في سياق توفته الملائكة أو توفاه الله هذا كله يعني استيفاد الأجل في الدنيا حتى ينشأ نشأة أخرى يوم البعث. رغم جلاء الآيات دخلت على المسلمين عقيدة الانتظار. فالناس إذا اضطهدوا وذلوا ينتظرون الآمال حتى إذا كانت واهية، وأنا فسرت بذلك انتظار الإمام لدى إخوتنا الشيعة، فما جعل الله لبشر الخلد، وأظن ـ والله أعلم ـ أن الخليفة العباسي الذي قتل والد الإمام قتل الإمام الثاني عشر ولكنه فعل ذلك سرا، فالناس لم يروا جثمانا وما كفنوه وما صلوا عليه وما حملوه إلى المقابر، فغلب عليهم الرجاء أنه حي، وتوارثوا هذا الظن أو الرجاء عبر القرون. وحتى عند السنة إذا عجزوا ينتظرون المهدي. وإذا درست أحاديث المهدي كلها وقرأت ما كتبه الكاتبون لوجدت أنهم قالوا إنها آمال المستضعفين. فعيسى عندهم يأتي ليقتل الخنزير، فما يجوز لأحد من المسلمين أن يقتل الخنزير إذا كان لأحد من النصارى، ولا أن نكسر صليبه فلا إكراه في الدين. ويمكن فقط بالحسنى أن نقول لهم إن عيسى أحل لكم كثيرا مما حرم على اليهود تأديبا لهم من الله على جنايات ارتكبوها.

    وقد رأيت أصنافا من الذين ادعوا المهدية وعشت مع أحدهم في السجن، وفي السودان ادعى بعضهم ذلك وآخرون في العالم الإسلامي ادعوا ذلك. فالأحاديث تقول يوشك أن ينزل عليكم عيسى ويفعل كذا، فأنا اصرف هذه الروايات إلى أثر الثقافة النصرانية وأنها نسبت خطأ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. بل إننا لنسمع أحاديث في الصحاح تنسب إلى الله سبحانه وتعالى أنه خلق الأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء وخلق السماوات كلها في يومين، وهذا تعلمون بالعقل أنه سخف. فكلمة يوم وأيام (عند ربك) هي أزل كألف سنة والألف سنة ليست (999+1) هذه هي لغة العرب فالألف غاية العدد، ولكن ذلك تجده في صحيح مسلم، فالأيام حقب ممتدة لا ندري مداها أبدا. واليوم السابع لا يتحدث عنه المسلمون ولكنني تحدثت عنه في كتاب «التفسير التوحيدي» لمن شاء أن يرجع إليه، وحتى لا أثقل صحيفتكم بالمثيرات.

    * هذا يقود للحديث عن المهدي المنتظر وإنكارك للأحاديث حوله؟

    ـ هنالك جملة أحاديث كما ذكرت، ولكني أحث المسلمين ألا يقعدوا هكذا كسالى ينتظرون من يملأ لهم الأرض عدلا وهم لا يريدون أن يسعوا ليملأوا شبراً من الأرض عدلاً، فالأرض اليوم كلها في ظلمات من الظلم، وهم لا يعدلون وينتظرون العدل أن يأتي من تلقاء السماء، كأنهم يقولون كما قال اليهود لموسى (إذهب أنت وربك فقاتلا إننا ها هنا قاعدون). أنا أقول للمسلمين انتم كلكم إن شاء الله من المهديين، فأنتم سبع عشرة مرة في اليوم على الأقل، إن لم تزيدوا الصلاة نفلا، تسألون الله أن يهديكم الصراط المستقيم، وهل آيستم أن يستجيب الله لكم فتصبحون مهديين؟ إن فعلتم ذلك فقد تركتم قراءة الصلاة.

    أما الذي يأتي آخر الزمان باسمه والعلامات على ظهره وينتظره المسلمون، فهو انتظار الأماني كما كانت ظنون أهل الكتاب من قبلهم أن الفلاح والصلاح بأمانيهم، وأن يأتي إليكم عيسى مرة أخرى فيصلح لكم الأرض بعد أن أفسدتموها وأنتم تجلسون هكذا وتنظرون، ولا تخافون الله ولكن تخافون السلطان وطاغوت الدول العظمى، فالله هو الأكبر منا جميعا وأحق أن تخشوه، ولا تقولوا كنا مستضعفين في الأرض، كما يقول القرآن ولكن توكلوا على الله فيما تعملون، وانظروا كم سنة مضت منذ أن قيلت هذه الأحاديث، فهل كل هؤلاء الموتى من المسلمين يقولون لله سبحانه وتعالى كنا لا نفعل شيئا وأن المسلمين انحطوا وتخلفوا بعد نهضتهم الأولى لأنهم كانوا ينتظرون بقدر الله أن ينزل عليهم من يصلح بأجله المكتوب، فالمسلمون ليسوا لهم في نهضتهم إلا أن يتوكلوا على الله. لكن يمكن أن تقرأ عن أحاديث المهدية في كتب حديثة جمعتها كلها وطرحتها كلها جملة واحدة، فخلفاء الرسول المهديون هم كل من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم على طريق الهداية إن شاء الله، فهم ليسوا اثنين ولا أربعة يحسبون هكذا ولكن مئات في العلم وفي السياسة وفي كل مجال من مجالات المسلمين.

    * فلنختتم هذا المحور من حديث الفقه والشريعة بسؤال حول القضية التي انسدت فيها الطرق بين الحكومة والحركة الشعبية أن تكون الخرطوم معفية من الشريعة.

    ـ هنا تدخل قضايا السلطان التي يدعها الربانيون والأحبار رغم ما استحفظوا من كتاب الله، وكانوا عليها شهداء، للأقاصرة والأباطرة يحكمون بغير ما أنزل الله، والقرآن عندما يشير إلى أن من لم يحكم بما أُنزل أولئك هم الكافرون فهو لا يشير إلى من يتولى السلطان فقط، فهنا قام فينا ربانيون وأحبار من المسلمين وقالوا إن الربا حلال للضرورات ويقدرها وزير المالية وولي الأمر. ولكن القرآن لم يعذر الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اشتد عليهم الفقر في المدينة أن الربا حلال ولم يبدل الآية أن لكم رؤوس الأموال وإن أكلتم الربا فبينكم وبين الله حرب (إلا أنت يا محمد مستثنى لأنكم فقراء). فاتفاقية نيفاشا ـ كما تعلم ـ نسخت الشريعة وألغتها تماما من الحكم الاتحادي، ولكن لماذا لم تثر ثائرة الذين يدعون اليوم الغضب للشريعة.

    ولكن ترك للولايات الشمالية أن تأخذ من الشريعة ما تأخذ، فالآن العاصمة تريد أن تأخذ من الشريعة ما تأخذ، فنحن عندما مددنا يد السلام للإخوة في الجنوب، لأن دولة الإسلام ومجتمعه قامت منذ أول يوم على مجتمع بعضه مسلم وبعضه غير مسلم، فهذا كان النموذج السني الأول. فهؤلاء لو تركونا نمضي معهم في التفاوض لانتهينا إلى أمر أقوم من هذا الذي انتهوا إليه، فهم اليوم تورطوا في أمر العاصمة وقام حولها جدل، فلا تسألني عن فتوى لمن لم يستفت ولم يسأل حول قضايا الشريعة والدين واللغة إبان التفاوض.

    فالدستور الذي بين أيدينا اليوم ليس فيه شريعة في الحكومة الاتحادية حتى نبحث عن مخرج لمعتمد الخرطوم أو واليها. فالصمت إزاء كل ما يفعل السلطان هي نفس العلة التي أصابت أهل الغرب، فمن الذي أباح الربا للغرب؟ للنهضة وللثورة البرجوازية صاحبة المال التي ساقها كذلك اليهود بتجاربهم المالية يأخذون الربا ويأكلونه ولكنه أباحه مثل هؤلاء بعد أن كان محرما في المسيحية والعياذ بالله.

    * فوز حماس ومن قبلها فوز الإخوان المسلمين في مصر في انتخابات ديمقراطية ألا يعني أن الحركة الإسلامية في السودان قد تسرعت في القفز إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري في يونيو 1989 وكان واضحا من مسار الأحداث أنها كانت الكاسب الأعظم في فترة الحزبية السابقة للانقلاب؟

    ـ الآن تطور المد الإسلامي في المجتمعات المسلمة وتقدم على امتداد الأرض، المجتمعات العربية والغربية والآسيوية والأفريقية، ليس كلها ولكن غالبها. ولكن إذا فتح لهذه الشعوب الطريق كما فتح في فلسطين فستذهب كل هذه النظم مذهب حركة فتح وسيقوم الإسلام. والآن احتار أهل الغرب، الديمقراطية عندهم قيمة عليا ولكن الأعلى منها أن يقوم الإسلام وتبعث حضارته على حساب الحضارة الغربية، فالحضارة قيمة أعلى من الديمقراطية. وهم اليوم يتحدثون بصراحة، أنهم لو كانوا يعلمون أن حماس ستفوز كل هذا الفوز، فهم لم يكونوا يعلمون ولم تكن حماس نفسها تحسب أنها ستفوز كل هذا الفوز حتى في سرها، فالسر كان سيعلم وكانوا سيسدون عليها الأبواب. والإخوان المسلمون في مصر الغرب لم يأذن لهم حتى بشرعية حزب في إطار ديمقراطي، فالإخوان ترشحوا في نصف المقاعد وإذا فازوا جميعا يعرف الآخرون أن الغلبة لغيرهم، ولكنهم ما أن بلغوا العشرات حتى سد الطريق جهارا نهارا.

    وفي الجزائر من قبلنا لما رأى الغرب أن الجولة الأولى قاضية على النظام الماضي بتوجهه وليس فقط بأشخاصه وأن الخلف سيكون بالديمقراطية إسلاميا، والأنبياء كانوا يقولون «إن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلنا به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا»، والرسول صلى الله عليه وسلم جاءته الآيات أن يترك الحرية تغدو بيننا وبينهم لنرى لمن تكون عاقبة الدار، ولكن الذي حدث في الجزائر أن كبتت التجربة ووئدت بالقوة، وكذلك يفعلون في تركيا. وفي السودان الإسلام تقدم أكثر مما تقدم في بلاد أخرى حتى اقترب من السلطة، وتقدم نحو الحكم أكثر من جملة العالم السني، وعندما بلغنا شيئا من إعلان قوانين منسوبة للشريعة آخر أيام نميري جاء بوش الأب وقال لنميري من هؤلاء الذين أتيت بهم إذهب بهم للسجون وقد فعل، فذهبنا مباشرة من القصر للسجن، فنميري عندما رأى المد الشعبي الإسلامي أراد أن يكون له نصيب ينافس به نفوذ حركة الإسلام ففتح فتوحات.. حرم الخمر ومنع الربا نظرا لا عملا، وبدأ يتحدث عن الخلق الإسلامي في أهلية من يتولى منصبا عاما، فجاءته من ثم النذر، فترك خليفة له وذهب بنفسه إليهم ليطمئنهم أن كل أولئك قد سجنوا مرة واحدة.

    ولكنه لما سقط وجاءت الثورة الشعبية التي تعلمها، كذلك لما دخلنا مع السيد الصادق المهدي (قبل أن ينال الإمامة) أتته القوات المسلحة جهارا وقالوا إبعد هؤلاء أو لنقيلنك، وأخبرنا بالأمر وأعلنه بعد ذلك. ونحن أخطأنا فلم نكل الأمر إلى ثورة شعبية تأتي بالإسلام ولكن أوكلناه إلى الجند، ولكن منذ فرعون وجنوده العسكر لا يحبون الشورى بل يحبون الأمر، ولذلك لما تمكنوا في السلطة فتنتهم وارتدوا على عهد الدستور الذي كان ينتقل بالشعب نحو الحرية ونحو الديمقراطية ونحو بسط الحكم الاتحادي، فنحن ما كنا نريد أن نستأثر بالسلطة ونستبد على الناس ونأكل أموالهم فسادا في الحكم أصلا. فنحن نقرأ في القرآن أن الأمة التي أخرجت للناس خير أمة مع موسى عليه السلام لما مكنوا في الأرض التي كرهوا أول مرة دخولها وقالوا لموسى لن ندخلها لأن فيها قوما جبارين، لما مكنوا قال لهم القرآن (لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا)، ثم تعاقبون بقوم أولي بأس شديد ثم ترد لكم الكرة، فإن أفسدتم مرة أخرى ستكون العاقبة قاضية وليتبروا ما علوا تتبيرا، فنحن لم نكن نريد أن تحكم حركة الإسلام باسمها (الجبهة الإسلامية) ولا أن يحكم العسكر ولكن آخرين آثروا ذلك. فأنا أعلم أن هذه الروح العسكرية أفسدت الخلافة الراشدة. وتعلم من تمكنت فيه روح الجندية منذ الجاهلية وتقاليد القيصرية، ولا أذكر الأسماء حتى لا تثور ثائرة مسلمين، فالروح الجاهلية والثقافة الرومانية قضت على تجربة حكم الأمة الراشد في الإسلام ولم تدعه يتطور كما بدأ، فالخلافة الراشدة كانت تنتخب وتحاسب ويساوى بينها وبين سائر المسلمين. هذه أخطأنا فيها وحاسبنا الله عليها بأن أدخلنا السجون، لعل ذلك يكون كفارة لنا في خطأ اجتهادنا إن شاء الله.

    فأنا لا أريد لحركة الإسلام أن تصوب إلى رأس دولة فتقتله لأنها فعلت ذلك وما أجدى شيئا، ولا أريد لحركة الإسلام وثورته أن تكون عاقبتها مثل عاقبة الثورة في الجزائر أو في أفغانستان، فلا بأس بالثورة ولكن بعد الثورة لا ترهب الناس ولا تقتلهم وأن تترك الناس كما تركهم الرسول أن تتعايش وأن تتراضى، كل يعمل على شاكلته ونرى لمن تكون عاقبة الدار هنا والدار الآخرة كذلك، وكل مرة نرجع إلى الناس. ولكنهم إذا استغلظ الاضطهاد والكبت لا بأس بالثورة ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، فآيات الجهاد كلها دفاع وآيات القتال كلها دفاعية. ولكنهم كلهم يتحدثون عن آيات السيف وأنها نسخت كل الآيات وإذا هي خروج عن سياقات القرآن. الحديث كذلك اخرج من سياقه (من بدل دينه فاقتلوه)، كأن من بدل دينه وكان كافرا ودخل الإسلام يقتل ولكن آيات القرآن الحمد لله بينته ـ فالحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنا لا أقول اتركوه فهو بيان للقرآن والأوفق أن تقرأ القرآن في سياقه عندئذ ستجد الحديث هو خير بيان.

    * هذا يدخلنا في اجتهاد لك أن الردة الفكرية لا توجب القتل، وكما تعلم أن في أفغانستان ارتد مواطن عن الإسلام وحكم عليه ثم ترك بحجة أنه مختل، وامتد أثر القصة حتى نحو العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، حيث آوته دولة مثل إيطاليا؟

    ـ آيات القرآن كثيرة جدا من العسير أن نتلوها كلها فالكتابيون نجادلهم بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم، وإننا نؤمن بأنبيائهم ونؤمن بالكتب وان كانت قد بدلت تبديلا، وأن نبرهم إذا لم يبدأونا بقتال وأن نعاملهم سواء وأن نردهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم ونقول لهم نتداعى.

    * ذكرت أكثر من مرة أنه يمكنك حل مشكلة دارفور في جلسة واحدة فما سر هذه الجلسة التي تبخل بها على أهل السودان؟

    ـ إنني لا املك السلاح الذي نضرب به المقاومة الدارفورية ولا أملك المال العام الذي يحتازه ولاة السلطة، ولكني أتحدث عن الموضوعات وخططنا بوصفنا حزبا، ورقة كاملة باللغة العربية والإنجليزية عن كل مسائل الخلاف في دارفور واختصرها لك:

    هنالك نموذج بينهم وبين أهل الجنوب خذ ذات النموذج وطبقه على دارفور، لكنهم لا يرضون لهم ذلك لأنهم من المسلمين وكلهم يتكلمون العربية، عندئذ ستعالج المشاكل كلها.

    نيابة الرئاسة وإقليميا ينسق بين الولايات حتى لا يقسمها المركز ويعلو عليها، وحدودهم القديمة التي كانت تعبرها صادرات الإبل بينهم وبين مصر، وخطهم النسبي في مجالس التشريع التي أصبحت كلها مجالس معينة ليس فيها من خير كثير. ولكن إذا اخذوا حظهم خصموا من حق الأغلبية المطلقة التي احتازها واحتكرها الحزب الحاكم والآن يطالب بها شركاؤه من الجنوب، أي نسبة الـ52%.

    ما وجدت دستورا في العالم يفعل ذلك. كذلك يريدون حظهم في المال العام زائدا شيئا ما لأنهم ظلموا منذ احتلهم الإنجليز لأنهم كانوا يقفون جهارا مع العثمانيين ضدهم وكذلك مع الألمان ضدهم، وبأثر هذه القضية حرموهم من الطرق ومن التعليم وكل وجوه التنمية، وكذلك الوطنيون ورثة الإنجليز فساروا سيرة الإنجليز وفعلوا بهم ذات الشيء، فيريدون حظا أكثر قليلا من المال العام المخصص للولايات.

    اعطوهم ذلك ودعوهم في فترة انتقالية يحكمون أنفسهم حتى الانتخابات التي يتنافس فيها الناس، أحزابا قومية وأحزابا اقليمية، وتحدد من يلي أمر الولاية هنالك ومن يلي أمر السلطة القومية.

    هذا كل ما في الأمر، وهو أمر يسير. فاليوم هنالك مليونان من اللاجئين السودانيين، فالسودان كله حكومة وشعبا لا يدفع لهم دينارا واحدا. فالسودانيون أهلهم محجوبون عنهم والدولة مستنكفة عنهم، ترعاهم المنظمات من تلقاء الغرب والأمم المتحدة. والقوى الأفريقية تقيم في المدن فقط، وتترك كل قارة دارفور ساحة للنهب المسلح ليس بين الجنجويد والمقاومين والجيش السوداني، ولكن أصبح النهب المسلح هو نهج الحياة، والناس يموتون كل يوم لجوءا ومرضا، والتعليم توقف إلا قليلا جدا والصحة تتأخر. يحدث كل هذا ونحن نجلس ننظر في أهل الكراسي يتمتعون بكراسيهم ونؤجل المفاوضات جولة بعد جولة أم نعالج المسألة كما عالجناها مع الجنوب، ونستغني بذلك عن الوجود الأجنبي، لكننا نسمع الصراخ والعويل الذي يتحدث عن تدخل القوى الأجنبية، والأفارقة على رؤوسنا أليسوا أجانب؟! وفي قضية الجنوب آلاف على رؤوسنا والشرطة الدولية وكلابها على رؤوسنا حقيقة، وليس مجازا.

    * ما رأيكم في أحداث تشاد الأخيرة؟

    ـ تشاد دخل عليها جنود، أتراهم نزلوا من السماء أم انبعثوا من الأرض؟ ما هي البلد شرق تشاد؟ هذه بداية، وكيف دخل الرئيس إدريس ديبي نفسه إلى تشاد؟ من كان وراءه ومن دفعه؟ وكيف دخل حاكم تشاد الذي سبق ديبي؟ كلها بداءة لا ينكرها أحد، فالهواتف معلومة والطرق معروفة وكيف ضربوا ومن هم وما هي الوثائق بين أيديهم، فأمر وأمر تشاد بعضهم من بعض وقضية دارفور تجاوزت حتى الإقليم وحتى قارة أفريقيا وأصبحت عالمية ومن الخير أن نسارع لحلها.
                  

04-23-2006, 04:03 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)



                  

04-23-2006, 04:14 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الأستاذ: قرشو.
    لك التحية .
    وشكرا على مرورك الجميل.

    وعلى نثرك لدرر الحكم بالبوست.
    ولكنا ننتظر, منك لتطرح رؤاك الشرعية ,ردا اوتعقيبا .على الموضوع المثار بناء على السند الشرعى , وذلك لإفادة عامة المسلمين .!!.

    وشكرا جزيلا.
                  

04-23-2006, 04:40 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-19-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الأخ ابو القاسم

    لقد هربت وسكتت

    هيئة علماء البورد

    ولن يأتوا اليك

    وعلي راسهم .. الكوز / احمد الريح

    وفرانكلي

    وبنت الأحفاد

    واخونا قرشو
                  

04-23-2006, 05:04 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الأستاذ: أحمد حنين.
    لك التحية .
    شكرا على مرورك الجميل.
    الحق ما قصدت بعلماء البورد المذكورين أعلاهم- وإن كان يشملهم النداء بحسب أنهم من البورد - فإن رأؤا فى انفسهم القدرة على إعمال النصوص وتوضيح ما أشكل على الناس فى القضية المثارة فيا مرحبا بهم.

    ولك الشكر مرة أخرى.
                  

04-23-2006, 05:19 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)


    وتعميما لفائدة السادة القراء ننقل مقال الاستاذ: عادل عبدالعاطى . ورأيه فيما طرح من قضايا إسلامية وأراء الدكتور الترابى. ورؤية عبدالعاطى فى مسألة زواج المسلمة من كتابى.



    Last Update 23 ابريل, 2006 07:45:05 AM

    الفقهاء هم من حرم زواج المرأة المسلمة بالكتابي وليس القرآن أو السنة

    عادل عبد العاطي
    [email protected]

    بعيدا عن فرقعات الترابي الإعلامية؛ فانه من الواضح أن النصوص الإسلامية الحاكمة؛ وهي القرآن وسنة الرسول؛ لم تمنع المرأة المسلمة من الزواج بالكتابي؛ بل فعل ذلك الفقهاء منطلقين من نظرتهم الذكورية الضيقة؛ ومتلاعبين بالنص الديني ومفسرين له على هواهم؛ واصلين لدرجة التزوير والتدليس في هذا الأمر.

    التحريم للكافر أو المشرك:

    يعتمد الفقهاء في تخريجهم بتحريم زواج المرأة المسلمة من الكتابي؛ اي اليهودي والمسيحي؛ علي جملة من الآيات؛ تتحدث كلها عن تحريم زواج المسلمة بالكافر أو المشرك؛ ولا تتحدث عن الكتابي قط؛ وهي نفس نسق الآيات التي تحرم زواج الرجل المسلم من الكافرة أو المشركة؛ وتبيح للمسلم الزواج من كتابية؛ وفي هذا نرى كيف يتلاعب الفقهاء بالنص الديني ويخضعوه لنزواتهم وهواهم؛ بتحريف واضح للكلم عن محله.

    اوضح آية في تحريم زواج المسلمة بالكافر؛ نجدها في سورة الممتحنة؛ والتي تقول فإن عَـِلمْـتُموهُنَّ مؤمناتٍ فلا تَرجِعوهُنَّ إلى الكفار لا هنَّ حِلٌّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ ) الممتحنة/ 10

    إن هذه الآية تتحدث بوضوح عن الكفار؛ وليس فيها إشارة لكتابي؛ وإذا كان الفقهاء متفقون على عدم جواز المسلم بكافرة؛ وإذا كانوا يبيحوا زواج المسلم بالمسيحية واليهودية؛ فان هذا يعني وفقا لهم إن المسيحيين واليهود ليسوا بكفار؛ ولذلك لا يمكن أن تكون هذه الآية مصدرا لتحريم زواج المسلمة بالكتابي - لأنه غير كافر. اللهم إلا إذا رأى الفقهاء أن المسيحية واليهودية غير كافرتان؛ أما المسيحي واليهودي فكافران؛ ولن يكون هذا التخريج لو صدر بغريب على هؤلاء.

    يعتمد الفقهاء في تحليلهم لزواج المسلم من اليهودية والمسيحية؛ على الآية من سورة المائدة التي تقول:
    (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)
    المائدة/4.
    قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: " (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) يعني: والحرائر من الذين أعطوا الكتاب وهم اليهود والنصارى الذين دانوا بما في التوراة والإنجيل من قبلكم أيها المؤمنون بمحمد من العرب وسائر الناس أن تنكحوهن أيضاً ، (إذا آتيتموهن أجورهن) يعني : إذا أعطيتم من نكحتم من محصناتكم ومحصناتهم أجورهن وهي مهورهن " تفسير الطبري 6/104

    يبدو هنا واضحا تحليل زواج المسلم من الكتابية؛ ولكن بعض الفقهاء أرادوا قسر هذه الآية؛ لتبرير تحريمهم التخريجي لزواج المسلمة من الكتابي؛ في تجاهل واضح لأسس التفسير ومقاصد الشرع وأسس المنطق

    فهذه الآية أولا لم يأت بها اي نص بتحريم زواج المسلمة من الكتابي؛ ومن المعلوم إن التحريم لا يأتي إلا بالنص القاطع؛ وفق القاعدة بان "الحلال بين والحرام بين؛ وبينهما أمور مشتبهات؛ فأدروا الحدود بالشبهات" ؛ ومن المعروف أن كل ما لم يحرم ؛ فهو محلل ومشروع؛ وفي ذلك ينظر للآيات التي خاطبت الرسول عندما حرم على نفسه ما حلله الله؛ في الزواج بمطلقة زيد بن حارثة.

    ثانيا فانه وان خاطبت هذه الآية الرجال من المسلمين؛ حسب ظاهر نصها ؛ فأنها يمكن ان تعمم على كل المسلمين؛ رجالا ونساء؛ وذلك لانه في القرآن آيات كثيرة؛ يخاطب فيها القرآن المسلمين بصيغة المذكر (الفرد والجمع) ؛ الا انها تخاطب الجميع // يا ايها الذين آمنوا// الخ

    ولا احسب هنا؛ أن أحدا من هؤلاء الفقهاء؛ سيأتي ليقول إن المرأة المسلمة؛ لا يمكن لها أن تأكل من طعام أهل الكتاب؛ المحلل في الآية أعلاه؛ أو يذهب إلي تحريم أكل المرأة المسلمة لأكل أهل الكتاب؛ اعتمادا على أن المخاطب هنا هم الرجال؛ لأنه في هذه الحالة سيفضح جهله وتحيزه وتحريفه للكلم عن موضعه.

    إذن في مسألة الزواج؛ من البديهي أن نسير على نفس النسق؛ وليس أن نبحث هنا عن تخصيص للرجال فقط؛ ثم نمضي من هذا التخصيص المشتبه فيه؛ لنقفز للتحريم القاطع؛ دون نص ولا بينة.



    ويعتمد الفقهاء في تحريمهم التخريجي لزواج المرأة المسلمة من الكتابي؛ على الآية التي تقول من سورة البقرة:
    (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه وبيين آياته للناس لعلهم يتذكرون) البقرة/221

    ومن الواضح إن هذه الآية تتحدث عن المشركين؛ وليس عن أهل الكتاب؛ وقد ذهب إلى ذلك الإمام الطبري في تفسيره؛ حيث قال:

    "القول في تأويل قوله تعالى : (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) يعني تعالى ذكره بذلك : أن الله قد حرم على المؤمنات أن ينكحن مشركاً كائناً من كان المشرك من أي أصناف الشرك كان ، فلا تنكحوهن أيها المؤمنون منهم فإن ذلك حرام عليكم ، ولَأَنْ تُزَوّجُوهنّ من عبد مؤمن مصدق بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله خير لكم من أن تُزَوّجُوهنّ من حر مشرك ولو شرف نسبه وكرم أصله وإن أعجبكم حسبه ونسبه"

    تفسير الطبري 2/379

    هنا ليس هناك حديث عن الكتابي قط؛ ولكن نجد أن قتادة والزهري؛ حسب الطبري؛ قد ادخلا الكتابيين مع المشركين؛ دون دليل من النص؛ حيث جاء:

    "عن قتادة والزهري في قوله : (ولا تنكحوا المشركين) قال : لا يحل لك أن تنكح يهودياً أو نصرانياً ولا مشركاً من غير أهل دينك"

    المرجع السابق.

    نتسائل هنا من أين اتي قتادة والزهري بهذا التخريج؛ بإضافة اليهودي والمسيحي؛ حيث لم يذكرهما النص؛ أو أليس هذا تقويل للقرآن بما لم يقل؛ وتحريم ما أحل الله؛ وتغيير للكلم عن موضعه؟

    كم نتسائل أيضا؛ الم يراجع قتادة والزهري نفس هذه الآية؛ في شقها الذي يتعلق بالرجال؛ والذي يحرم عليهم المشركات بنفس الألفاظ التي حرم على المؤمنات بها المشركين؛ حيث تقول الآية:

    (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنّ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم..)

    البقرة/221
    هنا نجد إن التحريم ينطبق على الرجال والنساء من المسلمين؛ بعدم زواج المسلمين والمسلمات؛ من المشركين والمشركات؛ وليس في هذه الآية إشارة قط الي الكتابيين؛ اي اليهود والمسيحيين؛ فلماذا حرمهم قتادة والزهري إذن على النساء من المسلمات؟
    قد يقول بعض الفقهاء والمتفقهين؛ أن اليهود والمسيحيين قد غيروا كتبهم؛ وأشركوا بإيمانهم - في حالة المسيحيين - بالثالوث؛ الخ الخ من التخريجات؛ التي تريد أن تجعل من الكتابي كافرا ومشركا؛ بالرغم من النص.
    فليجب إذن هؤلاء؛ كيف يباح زواج المسلم من المسيحية - التي تؤمن بالثالوث- ؛ والتي هي حسب هذا التخريج مشركة أو كافرة؛ والآية أعلاه تحرم بوضوح ؛ الزواج من المشركة؛ونحن نعلم إن كل الفقهاء قد اجتمعوا على جواز زواج المسلم بالكتابية؛ مما يعني إنها ليست مشركة عندهم أو كافرة؟

    فهل الكتابية مؤمنة؛ والكتابي مشرك وكافر؛ وهم يؤمنوا بنفس الشئ؛ أم انه الحشف وسوء الكيل والتزوير والنطق عن الهوى؟

    هل أهل الكتاب كفار؟

    ويعتمد من بقول بكفر أهل الكتاب؛ على الآيات التالية من سورة المائدة؛ ومن سورة البينة: (لقد كفر الذين قالوا : إن الله هو المسيح بن مريم. قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمّه ومن في الأرض جميعاً. ولله ملك السموات والأرض وما بينهما. يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير) المائدة/17

    (لقد كفر الذين قالوا : إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلاّ إله واحد، وإن لم ينتهوا عمّا يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم) المائدة/73

    (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنّم، أولئك هم شر البرية) البيّنة/ 6

    من الواضح إن هذه الآيات تتحدث عن فئات محددة وسط أهل الكتاب؛ وليس عموم أهل الكتاب؛ وإنها تفيد التخصيص وليس التعميم؛ ويبدو ذلك واضحا؛ في الآية من سورة البيّنة؛ والتي تقول "من أهل الكتاب".


    لكن إذا سلمنا جدلا بهذا التفسير الموسع؛ بأن أهل الكتاب كافرون؛ فكيف تبيحون أيها الفقهاء؛ لرجال المسلمين أن يتزوجوا نساءا كافرات- من أهل الكتاب هؤلاء-وهو ما اتفقتم على تحريمه بالإجماع؟

    لقد روي عن الخليفة عمر بن الخطاب انه طلب من المسلمين الذين تزوجوا من الكتابيات أن يطلقوهم؛ كراهية لهن؛ ولكنه رفض إن يحرمهن؛ كما يفعل من يحرمون بدون دليل زواج المسلمة من كتابي دون دليل؛ وفي ذلك قيل:
    "وقال صالح بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة أن حذيفة بن اليمان وطلحة بن عبيد اللَه، والجارود بن المعلى،- وذكر آخرَ- تزوجوا نساء من أهل الكتاب، فقال لهم عمر: طلقوهن، فطلقوا إلا حذيفة. فقال عمر: طلقها. فقال: تشهد أنها حرام. قال: هي جمرة، طلقها. فقال: تشهد أنها حرام؟ فقال: هي جمرة! قال حذيفة: قد علمت أنها جمرة، ولكنها لي حلال. فأبى أن يطلقها، فلما كان بعد طلقها، فقيل له: ألا طلقتها حين أمرك عمر؟ فقال: كرهت أن يظن الناس أني رَكبت أمراً لا ينبغي" ابن قيم الحوزية/ أحكام أهل الذمة / 141

    فاذا كان الخليفة الثاني للرسول الكريم؛ ومن قال عنه الرسول انه إذا كان هناك نبي بعده؛ لكان عمر؛ يتورع عن تحريم ما أحل القران؛ ولا ينطق عن الهوى ولا يحرف الكلم؛ وإنما يظهر الكره للشئ دون أن يحرمه؛ وهو قد سئل عن الأمر عدة مرات؛ فكيف يجرؤ علماء التخريج هنا بالتحريم دون نص ولا بينة؟

    الفقهاء يتبعون هواهم:

    إن نفس هؤلاء الفقهاء؛ الذين رفضوا تحريم المخدرات؛ والتهريب؛ بدعوى أن لا نص يحرمهما؛ مع ما لهما من آثار اجتماعية خطيرة؛ ومع أن المخدرات يمكن أن تقاس على الخمر؛ يسارعوا في كل أمر يتعلق بالمرأة؛ إلي حرمانها من حقوقها؛ وتحريم ما أحل القرآن لها؛ ويعاملوها كالمتاع؛ الأمر الذي جعل بعضهم يفتي بعدم الإنفاق علي الزوجة؛ إذا مرضت مرضا مقعدا؛ ولم يكن في الإمكان "الانتفاع بها" ؛ فيا لهم من تخريجيين؛ لما في هواهم وتحيزهم.

    وذهب بعض هؤلاء؛ ممن يعرفوا أن لا نص في القران أو السنة؛ يحرم زواج المسلمة من الكتابي؛ إلى تخريج أسباب هي في علم الغيب؛ من نوع إن الكتابي قد يمنع المسلمة من الصلاة؛ وقد يؤثر عليها بتغير دينها؛ وعن الاحترام والتقدير؛ وعن العدل والانصاف؛ وعن القوامة والإمامة؛ والكوع والبوع؛ مما لا يتوفر في هذه العلاقة الزوجية؛ الخ الخ.

    نقول لهؤلاء أولا؛ إن قضايا التحريم والتحليل؛ في الشريعة المدرسية؛ لا تخضع للتكهنات والاستنتاجات وحساب الاحتمالات؛ والاستقراء والاستدلال والحدس الخ ؛ وإنما للنصوص القاطعة؛ أو هذا ما يقوله هؤلاء الفقهاء أنفسهم.

    إما إذا أصبح هؤلاء الفقهاء ما بين يوم وليلة؛ من أصحاب النظر العقلي؛ ومنتهج الاستدلال والاستنباط والاستقراء؛ فنقول لهم لم لا تذهبوا بهذا المنهج إلى آخره؛ وتحرموا المخدرات والتهريب مثلا؛ ناهيك عن أن تجيزوا الخروج عن الحاكم الظالم؛ أو تساووا بين المسلم والمسلمة في الشهادة والميراث الخ؛ وغيرها من المطالب الملحة؛ التي تستجيب لنية المشرع؛ ومنهجه التطوري؛ لو كان هؤلاء خالون من الغرض.

    الثابت عندي؛ وعند كل من له نظر؛ انه ليس هناك نص في القران او الحديث؛ يستكره؛ ناهيك عن أن يحرم؛ زواج المسلمة من كتابي؛ وأن كل الآيات التي تعاملت مع هذا الأمر؛ كانت تتحدث عن زواج المسلمة من الكافر أو المشرك.

    في نفس الوقت؛ فان نفس الآيات التي منعت زواج المسلمات من المشركين والكفار؛ قد منعت الشيئ نفسه على الرجال من المسلمين؛ لذلك لا يجوز بالنص والعقل والمنطق؛ ان يباح زواج المسلم من كتابية؛ باعتبار أنها غير مشركة أو كافرة؛ بينما يحرم الأمر نفسه على المسلمة.

    إن القرآن قد كان واضحا في نواهيه ودواعيه؛ في مخاطبة النساء والرجال؛ وفي إلقاء نفس المسؤوليات عليهم؛ فليس من شروط للإسلام أو واجبات ونواهي دينية؛ تفرض على الرجال حصرا دون النساء؛ أو العكس.

    إنني على قناعة راسخة؛ إن تحريم زواج المسلمة من الكتابي؛ إنما هو من تخريج الفقهاء؛ ومن مطهم وتحويرهم للنص؛ بل وأكاد أقول تزويرهم وتدليسهم وتفقيسهم؛ ولن يكون هذا أول تدليس للفقهاء وتفقيس؛ ولا الأخير.


    إن الحل يكمن في أن يعمل كل مسلم ومسلمة صوت العقل؛ لا إن يسمع لصوت الفقيه؛ وان يرجع للأصل؛ لا أن يقلد لمخِّرجِين؛ وان يترك عقلية القطيع؛ ليستمع لصوت الحق والحقيقة.

    والحق في هذا الأمر؛ ليس قطعا بجانب الفقهاء.

    حسن الترابي ومنهج الاستفزاز:

    أما حسن عبد الله الترابي؛ هذا الرجل الحر بائي المتلون؛ فانه إن أصاب في هذه النقطة؛ إلا إن مصداقيته مضروبة عندي في الصميم؛ فالرجل يريد أن يمنح نفسه حق التجديد وحده دون بني البشر؛ ويقول ما يريد؛ في نفس الوقت الذي قتل فيه الأستاذ محمود محمد طه؛ قبل عشرين عاما؛ وهو الذي قال؛ اقل مما قال به الترابي هنا وهناك.

    والرجل بعد هذا وذاك؛ لا يريد تطويرا للوعي الإسلامي؛ وإنما صدمة للآخرين؛ ورجوعا إلى دائرة الضوء؛ والشاهد هو أسلوبه الاستفزازي في الحديث؛ فقد كان الأحرى به؛ لو كان يريد التجديد حقا؛ بدلا من إطلاق التصريحات النارية؛ أن يجلس ويعكف ويكتب ما قال انه يملكه من أدلة؛ ويناقش الناس نقاشا حسنا؛ دون أن يحول الأمر إلى معركة استفزازية ليس فيها من مستفيد.

    أتمنى إلا تجبرني الأيام؛ على الدفاع عن التنين الترابي؛ في مواجهة الحيات الرقطاء التي تربت على صدره سنينا طوالا؛ ولكن إذا ما أراد المهووسون محاكمة شيخهم الذي أتي بالهوس؛ وإذا أراد تلامذة الشيخ النرجسي ان يسقوه من نفس الكأس التي سقاها للشهيد محمود محمد طه؛ فإننا سندافع عن حرية الرأي والفكر؛ لا عن الشيخ الاستفزازي؛ المغموسة يده إلى كاحلها في دماء السودانيين.

    عادل عبد العاطي

    11/4/2006


                  

04-23-2006, 05:26 AM

Osama Ahmed
<aOsama Ahmed
تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الأخ/ ابو القاسم
    سلام
    Quote: الحق ما قصدت بعلماء البورد المذكورين أعلاهم- وإن كان يشملهم النداء بحسب أنهم من البورد - فإن رأؤا فى انفسهم القدرة على إعمال النصوص وتوضيح ما أشكل على الناس فى القضية المثارة فيا مرحبا بهم.

    غاية الأمر هنا ان يأتي كل احد برأي من يثق فيه من العلماء الأجلاء، فان أمر الفتيه غير مطلوق
    للكل ليشرع ، والحق هو ضالة المؤمن.

    Quote: الأستاذ: قرشو.
    لك التحية .
    وشكرا على مرورك الجميل.

    وعلى نثرك لدرر الحكم بالبوست.
    ولكنا ننتظر, منك لتطرح رؤاك الشرعية

    بعيداً عن المزايدات، فلست ولا هم من أهل النظر حتى تكون هناك رؤى شرعيه
    تحياتي
                  

04-23-2006, 05:42 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    Quote: الأخ/ ابو القاسم
    سلام
    Quote: الحق ما قصدت بعلماء البورد المذكورين أعلاهم- وإن كان يشملهم النداء بحسب أنهم من البورد - فإن رأؤا فى انفسهم القدرة على إعمال النصوص وتوضيح ما أشكل على الناس فى القضية المثارة فيا مرحبا بهم.


    غاية الأمر هنا ان يأتي كل احد برأي من يثق فيه من العلماء الأجلاء، فان أمر الفتيه غير مطلوق
    للكل ليشرع ، والحق هو ضالة المؤمن.


    Quote: الأستاذ: قرشو.
    لك التحية .
    وشكرا على مرورك الجميل.

    وعلى نثرك لدرر الحكم بالبوست.
    ولكنا ننتظر, منك لتطرح رؤاك الشرعية


    بعيداً عن المزايدات، فلست ولا هم من أهل النظر حتى تكون هناك رؤى شرعيه
    تحياتي .

    الأستاذ: أسامة أحمد .
    لك التحية
    أرى أنه ليس ثم تناقض بين ما قلته أنا وما رددت على به من كلام !.

    ذلك لأنى دعوت العلماء ومن له علم من الكتاب او الحديث او الفقه , او مجموع كل هذه العلوم ليستطيع ان يدلو به من قول فى الرد على القضية المثارة إتفاقا أو إختلافا. والفيصل هو الدليلالشرعى .

    وإيراد قول العلماء الثقاة بحسب إفادة لهو مطلوب ما دام فى القضية المعنية .

    ولا سبيل فى المزايدة فى مقامنا هذا .
    ولك كثير الشكر على مرورك.
                  

04-23-2006, 05:45 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الأستاذ ابو القاسم

    لك التحية والاحترام

    دعوتك سيدى موجهة لعلماء البورد وانا للاسف لست منهم وليتنى كنت كذلك ...
    وكمسلم عادى جدا اجتهد لاعرف ما يخصنى فى امور دينى ارى اننى لن ازيد عما قاله العلماء السودانيين الذين اصدروا حكمهم عليه وتجد ذلك فى الرابط أدناه :

    الترابى زنديق وعليه أن يتوب الى الله من أقواله

    ومن ناحية اخرى سيدى فالمناظرة تحتاج لتجهيز أدوات التناظر وهنا تنحصر فى الايات والاحاديث الشريفة وهذه ايضا وردت على لسان العلماء أعلاه وتصبح المناظرة عديمة الفائدة ...

    اضافة الى ان الرجل لا يستحق هذا الجهد فاراءه مردودة عليه ...

    لك احترامى وتقديرى اخى لحسن ظنك فى شخصى واعتذر ان خيبت ظنك فى اننى لست كذلك ..

    مع تحياتى لك وللاستاذ احمد الريح
                  

04-23-2006, 06:09 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ..ومن نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون

                  

04-23-2006, 06:23 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الأستاذ ابو القاسم

    لك التحية والاحترام

    دعوتك سيدى موجهة لعلماء البورد وانا للاسف لست منهم وليتنى كنت كذلك ...
    وكمسلم عادى جدا اجتهد لاعرف ما يخصنى فى امور دينى ارى اننى لن ازيد عما قاله العلماء السودانيين الذين اصدروا حكمهم عليه وتجد ذلك فى الرابط أدناه :

    الترابى زنديق وعليه أن يتوب الى الله من أقواله

    ومن ناحية اخرى سيدى فالمناظرة تحتاج لتجهيز أدوات التناظر وهنا تنحصر فى الايات والاحاديث الشريفة وهذه ايضا وردت على لسان العلماء أعلاه وتصبح المناظرة عديمة الفائدة ...

    اضافة الى ان الرجل لا يستحق هذا الجهد فاراءه مردودة عليه ...

    لك احترامى وتقديرى اخى لحسن ظنك فى شخصى واعتذر ان خيبت ظنك فى اننى لست كذلك ..

    مع تحياتى لك وللاستاذ احمد الريح.


    الاستاذ: قرشو.
    لك التحية .
    وشكرا مرة أخرى على مرورك الجميل.
    وسأستفيد كثيرا من هذا الرابط.


    وكثير التحايا للاستاذ: احمد الريح!!!.
                  

04-23-2006, 04:35 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الاخ ابو القاسم

    المشكلة ليست في الترابي ولا في هيسة علماء السودان ولا فقهاء البورد
    باختصار المشكلة ان باب الاجتهاد تم قفله وكثر يحاولون فتحه وتجديده
    بمفاتيح صدئة (اعني اصول الفقه)
    وكل من يتجراء لفتح الباب دون كسر المفتاح سيقع فيما وقع فيه الترابي


    بجيك راجع تاني
                  

04-23-2006, 06:27 PM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    الاستاذ: عمار عبدالله عبدالرحمن.
    لك التحية والاحترام.

    نعم الموضوع لم ينل اهتمامه لأن مثيره هو الدكتور : حسن الترابى. ولا ينبغى ذلك, ولكن أهمية ان تناقش مثل هذه المطروقات من المسائل بدراية وعناية فقهية واسعة حتى لاتكون عاطفة وزراية أو محاكمات جماهيرية على شاكلة القرون الوسطى.

    وماأكثر الفقه الموجود الان إلا من قضايا ومسائل إفتراضية وبنوا عليها الاحكام الفقية وجردوا لها المصنفات الضخمة , وكثير منها كانت غير مقبولة فى عصورها ولكن لما تطاولت الازمنة والحقب أصبحت من مصادر معارفنا المعتمدة .

    ولقد أستمعت إلى محاضرة الدكتور الترابى قبل قليل على فضائية ( الجزيرة مباشر) .
    وكان من ضمن المعقبين او السائلين عضوا بهيئة علماء السودان , تحدث هذا الرجل قائلا: إن الترابى قد سخر من دينكم وأصول الفقه , وهل تعرفون ما معنى الاصول , الاصل هو الشىء الثابت الذى لا يتغير أبدا!.

    لذلك فإن ديننا ثابت ويريد الترابى ان يغير فيه. ولم يكمل حديثه حيث قطع عنه صوت المايك, ولكن إتضح مبلغ علمه من أصول الفقه!؟.

    واهلا بعودتك مرة اخرى.
                  

04-24-2006, 02:16 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-19-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الأخ ابو القاسم

    كما قلت لك لن يجرؤ هؤلاء علي المناظرة

    فما زالت ضربة الشيخ القاضية تدفع بهم للهروب

    في محاضرة الشيخ بجامعة الخرطوم .. كان قد تطرق
    لهذة المواضيع

    انكر الشيخ عذاب القبر
    انكر الشيخ نزول المسيح وعلامات الساعة
    ثبت ارائه حول مساواة المرأة
    ثبت رأئه في نكران حديث الذبابة


    والكثير ولي عودة
                  

04-24-2006, 07:40 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الاستاذ: أحمد حنين.
    لك التحية .
    نعم لقد شاهدت مساء أمس إعادة لتلك المحاضرة على الجزيرة مباشر.
    وأعتقد أن القوم يحتاجون إلى مدد ودعم عاجل من المؤسسات الدينية فى الدول الاسلامية والعربية المجاورة !!؟.

    لان الذين عقبوا على كلامه من شاكلة الذين لا يقام لهم وزنا , هل تصدق ان يقوم فتى يافع لا يكاد يبين مخارجه ويتحدث بإسم أنصار السنة . ؟!.
    ولقد مسح به وبهم الارض هزؤا وسخرية !؟.


    ومثل الذى جاء على جلباب يتبختر عليه , وإن قوله إلا تحريضا وتشنجا وما قدر ان يخاطب الجمع ولا رد بقول مبين على الترابى!!؟.



    يلى ننتظر مناظرة علمية يشفى غليل قوم مؤمنين.

    عندى ليك بوست بإسم : وفأن تبين له ان الامام كافر او إمرأة او خنثى مشكل!!.
    دعوتك فيه على ان نرجع الى الفقه التقليدى ولا نخوضفى......
    ما جيت مالك ؟!.
    مع التحية .
                  

04-24-2006, 09:19 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    فيما أعلنت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن وزارة الداخلية أفرجت الأسبوع الماضي عن الباحث الأزهري متولي إبراهيم بعد نحو ثلاث سنوات من اعتقاله بسبب آرائه الفقهية حيث ظل معتقلاً بموجب قانون الطوارئ بسبب معتقداته الدينية التي سجلها في أبحاثه في علوم القرآن والفقه.
    وسبق للسلطات المصرية القبض على متولي الحاصل على درجتي الليسانس في اللغة العربية والشريعة من جامعة الأزهر عام 2003 وتم إحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا وجرى التحقيق معه بشأن آرائه حول حكم الردة في الإسلام وجواز زواج المسلمة من الكتابي، وتم اعتقاله على الرغم من صدور قرار من النيابة بإخلاء سبيله.


    وهنا شيخ أزهرى تم سنه ثلاثة سنوات ردا على بحوثه فى هذه المسألة .

    المصدر صحيفة الشرق الاوسط .
                  

04-24-2006, 09:30 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    هذه تعليقات القراء فى صحيفة الشرق الاوسط على مطالبة الدعاة السودانيين الدكتور الترابى بالرجوع عن الردة بحسب حكمهم له بها وإلا المحاكمة !1.




    عبد الله محمد غراب /اعلامي، «مصر»، 24/04/2006
    بدلا من رفض آراء الترابي ولومه والإساءة إليه يجب أن نخضع آراءه للنقد والتحليل بمنهج علمي وعقلاني وفقهي دقيق حتى يثبت صحة أو خطأ ما يقوله . ولماذا لا يفتح علماء الأمة الباب للإجتهاد وتجديد الفقه الإسلامي وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة بفعل عوامل تاريخية واجتماعية عديدة ؟ هل المطلوب الآن تنقية الدين الإسلامي مما شابه من تشويهات وتداخلات أحدثتها العادات والأعراف الإجتماعية الضاغطة وما فرضه رجال السياسة باسم الإسلام عبر صراعات طويلة كيفت الدين لخدمة الساسة ضمانا للسيطرة على الجماهير وهو ما يجب أن نتعاطى معه بإيجابية بحيث يعيد علماء الأمة من مختلف التخصصات المعنية تصحيح العديد من تلك المفاهيم الدخيلة على الإسلام حفاظا عليه من التشويه وإن كانت المهمة عسيرة.

    د.طارق محمد، «المملكة العربية السعودية»، 24/04/2006
    أنا لست بعالم في الأمور الفقهية لكي أفتي بأن الترابي على حق أو على باطل. و لكن أعلم جيدا أن الفتنة أشد من القتل و نحن كمسلمين نحتاج أن نتوحد أمام الأمواج العالية التي تواجه أمتنا الإسلامية. هل أصحاب الفكر الإسلامي عالجوا كل المسائل التي تهم الفرد البسيط لكي يتجهوا إلى فتح أبواب تؤدي إلى انقسامات أكثر مما نحن عليه الآن أم هو ظهور الفارس الذي يقول أنني أعلم الموجودين على الأرض بكتاب الله. الغرب يعمل باجتهاد لكي يمتلك زمام المبادرة في جميع مناحي الحياة و أما نحن نتسارع لكي نختلف.

    د. هشام النشواتي,CA، «المملكة العربية السعودية»، 24/04/2006
    التكفير هو نوع من أنواع الإرهاب والعنف، وهو ليس من الإسلام ولا إكراه في الدين والمنطق الرد بالحكمة والموعظة الحسنة.

    عبد العزيز عثمان، «ماليزيا»، 24/04/2006
    إن بعضاً من البشر مبتلى - والعياذ بالله - بمرض يجعله دائماً ما يميل إلى النشاز والشذوذ في أقواله وأفعاله حتى يبني حوله نوعا من الهالة والضجيج فيظل الناس دائما ما يذكرونه بخير أو بشر ، لا يهم عنده ، المهم أن يكون هو حديث المجالس والصحف والإعلام ، وربما هذه المقدمة تكون شارحة للحالة المعروضة أمامنا، نسأل الله العفو والعافية ، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

    عبدالرحمن الحسن، «المملكة العربية السعودية»، 24/04/2006
    الدكتور الترابي مجتهد و مفكر و قد بنى آراءه على فهمه لنصوص الكتاب و السنة و غيرها من أدوات الاجتهاد و قد يكون الرجل مصيبا أو مخطئا و لكن الخطأ الذي لا يحتمل الصواب هو محاولة تكفيره و مصادرة حق المسلمين في التفكير و الاجتهاد و تلك هي آفة و مصيبة المسلمين .

    عمر عدنان، «المملكة العربية السعودية»، 24/04/2006
    إن باب الاجتهاد مفتوح دائما للعلماء وفي كل العصور ولكن الترابي يشكك ولا يجتهد في مسلمات أجمع عليها علماء الأمة قديما وحديثا ويشكك في الأحاديث الثابت صحتها عن رسول الله .

    محمد عبد الرحيم_السعودية_السودان، «المملكة العربية السعودية»، 24/04/2006
    استمعت إلى محاضرة د.الترابي ونختلف معه في كثير مما جاء في هذه المحاضرة بل ونختلف معه في الكثير من أقواله وأفعاله عبر مسيرته الطويلة في الفكر والحكم والسياسة ولكن في ذات الوقت نرفض محاولات التكفير وعودة محاكم الردة والحجر والتفتيش والتنكيل بالخصوم، فالفكر لا يقارع إلا بالفكر والحجة الضعيفة تدحضها تلك التي هي أقوى منها وعلى هؤلاء العلماء أن يصدروا ما يفند أرائه ويبطلها وأن يثبتوا مخالفته بأرائه تلك للإجماع والسنة كل ذلك بالتي هي أحسن ، وإنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ونسأل الله الهداية والمغفرة للجميع.

    محمد عبدالعظيم، «الامارت العربية المتحدة»، 24/04/2006
    حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله كان على الشيخ الترابي أن يطرح هذه الفتاوي على علماء الفقه الإسلامي وهو واحد منهم ويتدارسونها فيما بينهم كعلماء فقه، فإن أجمعوا عليها يتم طرحها على الجمهور بالطريقة التي تجعله يستوعبها. أما طرحها بهذه الطريقة سيسبب فتنة وتفرقة بين المسلمين الذين الغالبية العظمى منهم غير متفقهة ولذا لا يفرقون هذه الفتاوى صحيحة أم لا، كما أن طرحها وإعلان التحدي في صحتها فيه استخفاف بجميع علماء الفقه الإسلامي الذين التقاهم الترابي في كثير من المحافل بل دعاهم لحضور مؤتمرات بالخرطوم كان يترأسها بنفسه. لماذا لم يطرح مثل هذه الفتاوى عليهم حتى يسمع آراءهم فيها. وإلا سيكون فى الأمر ريبة أو شيء في نفس الترابي أراد منها دنيا غير دين . والله أعلم.

    جلال الاحمدي، «اليمن»، 24/04/2006
    سمعت محاضرة الترابي كاملة وليس فيها ما يدعو إلى التكفير الذي أصبح سلاحا بيد البعض يستخدمه تجاة بعض المفكرين تبعا لأهواء شخصية.
                  

04-24-2006, 09:35 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    وهذا هو خبر الصحيفة عن المحاضرة التى القاها الترابى فى جامعة الخرطوم.



    جماعات دينية سودانية تدعو للحجر على الترابي

    80 شخصية سياسية وفكرية تدافع عنه لدى البشير


    الخرطوم: إسماعيل آدم
    أصدرت مجموعات دينية سودانية ودعاة، فتوى، بتكفير الدكتور حسن عبد الله الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، مطالبين بالحجر عليه، اذا رفض العودة عن أفكار اطلقها أخيرا حول «امامة المرأة المسلمة، وزواجها من الكتابي»، وفتاوى أخرى اثارت جدلا واسعا. وقالت «ان الترابي خارج عن اجماع المسلمين». لكن أكثر من 80 شخصية سياسية ومفكرين، رفعوا مذكرة لرئاسة الجمهورية ترفض «محاكمة الفكر وتنامي ظاهرة التكفير»، فى مشهد دفاع عن الترابي.
    أما الأخير فقد مضى في مسلسل فتاويه المثيرة للجدل، مشككا فى محاضرة جديدة قدمها بجامعة الخرطوم في حقيقة «عذاب الجسد في القبر»، و«علامات الساعة المعروفة»، مثل ظهور الدجال ودابة الأرض، وقال إن «الساعة تأتي بغتة حسب الآيات القرآنية». كما دافع بقوة عن فتاويه المعلنة أخيرا، ومنها انكاره لعودة «المسيح» الى الأرض، واعتبار شهادة المرأة كشهادة الرجل، بل افضل منه في بعض الأحيان، في تحد واضح لخصومه. وشكك الترابي في المحاضرة التي حضرها الآلاف من الطلاب ورجال الدين مساء أول من أمس، في «الناسخ والمنسوخ في القرآن». (تفاصيل ص 11)
                  

04-24-2006, 01:49 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    سلامات يابوالقاسم..
    لن يأتيك أحدهم..ولو أتاك إما متهربآ أو ناكرآ..
    ننتظرهم هنا أيضآ لنرى ماقولهم..الكيزان والتبرؤ من الترابى..!!
    وسنظل خلفهم حتى نثبت بطلان مايسمى بحركتهم الإسلاميه
    ومشروعهم الحضارى (الباطل)-بحساب تكفيرهم لعراب ومهندس
    المشروع..
                  

04-25-2006, 06:16 AM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    الاستاذ: أحمد الجيلى.
    لك التحية .
    صدقت والله . إنهم لن يأتوا وكيف يأتون إذا كان كبارهم قد هربوا وتركوا الرجل يخاطب الالاف من الشباب ويستقطبهم , وهم يستنجدون بالحكومة إما قتيلا أو مسجونايريدونه.
                  

04-26-2006, 03:57 PM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)

    وهذا مقال للشيخ: عبدالكريم مطيع الحمداوى. من المملكة المغربية.
    يرد به على قول التراى. وهذا أحسن رد على الترابى حتى الان مما قرأته.
    وهوجدير بالتأمل.

    Last Update 25 ابريل, 2006 09:03:45 AM

    من الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي المرشد العام للحركة الإسلامية المغربية إلى الدكتور حسن الترابي:

    زواج المسلمة من الكتابي حرام ومستحله مرتد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ الأستاذ طارق الجزولي حفظه الله تعالى

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    في إطار حرية الفكر التي تبشرون بها أرجو أن تنشروا هذه الدراسة الموجهة إلى الدكتور الترابي

    عبد الكريم مطيع الحمداوي من المغرب

    عقد الزوجية في الإسلام ليس كعقدها في جميع الديانات الأخرى كتابية أو وثنية أو لادينية، بتميزه عنها جميعها ابتداء واستمرارا وانتهاء.

    ولئن كان هذا العقد في غير الإسلام مجرد اتفاق بين ذكر وأنثى يباركه أو يوثقه بشر سواء كان رجل دين أورجل دولة، فإنه في الإسلام علاقة ربانية ينشئها الله تعالى ويشهد عليها ويأتمن الزوجين عليها ويسألهما ويحاسبهما يوم القيامة بها.

    يقول تعالى:

    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}[[1][1]].

    { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }[[2][2] ].

    { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[[3][3] ]

    { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }[[4][4] ].

    هذه الوشيجة الربانية والعلاقة الإنسانية أبى الله عز وجل إلا أن يصفها بالميثاق الغليظ [[5][5] ]، بقوله:

    { وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }[[6][6] ].

    ومن العجيب أن هذا الوصف " الميثاق الغليظ" لم يطلق في القرآن إلا على معنيين :

    أولهما ميثاق الله عز وجل مع النبيئين وأقوامهم على الإيمان والإسلام بقوله تعالى:

    · {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }[[7][7] ].

    · {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }[[8][8] ].

    أما المعنى الثاني فخاص بالعلاقة الزوجية كما أسلفنا بقوله تعالى:{وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً}[[9][9] ] ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع (فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله)[[10][10] ] ، وقال: (وإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل، ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وبسط يديه وقال: ألا هل بلغت ألا هل بلغت،ثم قال: ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع )[[11][11] ]. فكان من مقتضيات هذا الميثاق لقوته ومتانته وعظم مسؤوليته أن يجري بين الزوجين من الاتحاد والامتزاج وحسن الصحبة والمعاشرة والولاء في الله ما يثقل كاهليهما ويحفظ أسرتهما وذريتهما ويبرئ ذمتهما عند المساءلة بين يدي الله تعالى.

    كذلك أيضا نجد تعظيما آخر من الله عز وجل لهذه العلاقة في سورة الممتحنة، إذ جعلها أحد مَثَلين للولاء والبراء، مَثَل منها ومَثَل من إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه.

    ذلك أن محور هذه السورة الكريمة هو عقيدة الولاء والبراء، افتتحت بتحريم موالاة أعداء الله ومحبتهم بقوله تعالى:

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }[[12][12] ].

    وختمت كذلك بتحريم اتخاذ الكافرين أولياء في قوله تعالى:

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }[[13][13] ].

    وبين دفتي هذه السورة ضرب الله تعالى مَثَلين توضيحيين كاشفين لمدى خطورة هذه العقيدة في أهم مفاصلها، مفصل العلاقة مع الوالدين والقوم، ومفصل العلاقة بين الزوجة وزوجها، داعيا في الحالتين إلى اتخاذ الميثاق مع الله مقدما على أي رابطة أخرى، وحاكما عليها.

    الأول في علاقة إبراهيم بأبيه وقومه إذ يقول تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }[[14][14] ] ، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }[[15][15] ].

    أما المَثَل الثاني ففي العلاقة الزوجية، إذ حرم الله عز وجل المرأة المسلمة على الكافر، بحيث لا تقوم هذه الآصرة حق قيامها إلا من خلال الرجل المسلم ذي أهلية تحمل أمانة الوفاء بهذا الميثاق الغليظ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ }[[16][16] ].

    بهذه الآية الكريمة يكون اشتراط الإسلام في الرجل كي يكون أهلا للزواج من المسلمة ثابتا ثبوتا قطعيا بنص الكتاب. ولئن جادل بعضهم بمحاولة تأويل قوله تعالى{ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }[[17][17] ]، فلا حجة لهم فيما ذهبوا إليه، لأن هذه الآية نفسها تؤكد حكم تحريم زواج المسلمة من الكافر. وما محاولة ضرب آية سورة الممتحنة بآية سورة البقرة إلا من تلبيس الأهواء والغواية، والقول بأن أهل الكتاب ليسوا مشركين دعوى ساقطة لتعارضها مع النقل الصحيح والعقل السليم، وما الداعي إليها إلا كفر بما جاء عن الله تعالى أو خضوع مذل ومداراة سفيهة ومسايرة وتزلف للتجبر الكتابي المعاصر.

    إن الكفر في الشريعة الإسلامية هو تكذيب ما جاء عنه عز وجل بواسطة نبيه - صلى الله عليه وسلم - سواء كان هذا التكذيب جحودا للأسماء والصفات أو الربوبية والألوهية أو إنكارا للنبوة وما نقل عنها صحيحا، أو رفضا للشريعة وتعاليمها، وهو بذلك متضمن للشرك سواء كان الشرك بعبادة الأهواء أو الأشجار أو الأحجار أو الرهبان والأحبار، ويدخل فيه بهذه المعاني كلها اليهودي والنصراني والمشرك واللاديني، فيحرم لذلك على المسلمة الزواج بأي منهم. لاسيما وقد ورد لفظ " الكفار " في آية التحريم من سورة الممتحنة بصيغة الجمع المعرف ب" أل" وهي تفيد الاستغراق ، أي جميع أصناف الكفرة.

    كما أن صريح الكتاب والسنة قد حسم هذا الأمر حسما قاطعا حين وردت النصوص المبينة أن أهل الكتاب كفار ومشركون. فقد قال تعالى:

    {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[[18][18] ].

    {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }[[19][19] ].

    {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ، اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }[[20][20] ].

    هذه الآيات صريحة في أن اليهود والنصارى مشركون، لاسيما عندما عقب على الآية الثالثة بقوله تعالى وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )، وعلى الثانية بقوله: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).

    تبين هذه المعاني كلها وتؤكدها سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد تواتر عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يسمي كل من كان كافرا بالمشرك وكان الكفار في عهده ما بين يهودي ونصراني وعابد وثن ومستشفع به ومنكر للبعث والتكليف.

    كما روى الأعمش وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال: سئل حذيفة عن قول الله عز وجل: )( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ )، هل عبدوهم؟ فقال : لا ، ولكن أحلوا لهم الحرام فاستحلّوه ، وحرموا عليهم الحلال فحرموه .[[21][21] ]

    وروى الترمذي عن عدي بن حاتم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: "ما هذا يا عدي ؟ اطرح عنك هذا الوثن" ، وسمعته يقرأ من سورة براءة : ) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، ثم قال: " أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكن كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلّوه ، وإذا حرّموا عليهم شيئاً حرموه " [[22][22] ].

    وفي رواية البيهقي: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فسمعته يقول اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، قال: قلت يا رسول الله إنهم لم يكونوا يعبدونهم، قال: أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم ) [[23][23] ].

    وتقتضي هذه النصوص القطعية من الكتاب والسنة أن الكفر يتضمن الشرك مبنى ومعنى وشرعا، إذ لو كان غير ذلك لوجب أن يغفر الله عز وجل لأهل الكتاب بمقتضى قوله : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً } [[24][24] ]. وهذا المعنى باطل بطلانا بينا.

    كما أن قوله تعالى{ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }[[25][25] ] يهدم ما ذهب إليه المبطلون لاسيما بتعقيب الله في نهاية الآية بقوله (أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) لأن علة التحريم في المشركين وهي الدعوة إلى النار قائمة في أهل الكتاب أيضا.

    هذه المعاني كلها بينتها السنة النبوية المطهرة ولخصتها قولا وعملا، فقد أخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا "[[26][26] ] وعند عبد الرزاق وابن جرير عن عمر بن الخطاب قال " المسلم يتزوج النصرانية ولا يتزوج النصراني المسلمة "[[27][27] ] وعند عبد بن حميد عن قتادة قال " أحل الله لنا محصنتين محصنة مؤمنة ومحصنة من أهل الكتاب نساؤنا عليهم حرام ونساؤهم لنا حلال " [[28][28] ].

    إن تحريم زواج المسلمة بغير المسلم يعد من المسائل التي لم يختلف عليها المسلمون ، والتي تواتر إجماعهم عليها منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فرق بين بنته زينب وزوجها المشرك ثم ردها إليه بعد إسلامه [[29][29] ]، إلى يومنا هذا، وما ذلك إلا لما فهموه من الكتاب والسنة قطعيا، ولم يشذ عن هذا الحكم إلا شرذمة من ذوي الأهواء والضلال، قدامى ومعاصرين ممن باعوا أنفسهم لغير الله تعالى.

    إن زواج المسلمة بغير المسلم ولو كان جهلا منها لا استحلالا، يؤدي بها إلى الكفر مهما حاذرت وحرصت، لأن مآل هذا الزواج أن يخل بعقيدتها ولاء وبراء.

    ذلك أن الولاء شرعا هو محبة الله ورسوله وطاعتهما ومحبة المسلمين في الله ونصرتهم، والبراء هو بغض من كفر بالله ورسوله وشريعة الإسلام، أو أنكر الرسالة ومرسلها والمرسل بها، أو حارب أهلها، بدليل قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } [[30][30] ].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [[31][31] ].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ } [[32][32] ].

    {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } [[33][33] ]

    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله [[34][34] ].

    وعن عمرو بن الجموح أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من الله وإن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم[[35][35] ]

    وعن عمرو بن الجموح أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحق العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله فقد استحق الولاية من الله [[36][36] ]

    وعن معاذ أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان قال أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وماذا يا رسول الله قال وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك[[37][37] ].

    وعن البراء بن عازب قال كنا جلوسا عند النبي صلى اللهم عليه وسلم فقال أي عرى الإسلام أوسط قالوا الصلاة قال حسنة وما هي بها قالوا الزكاة قال حسنة وما هي بها قالوا صيام رمضان قال حسن وما هو به قالوا الحج قال حسن وما هو به قالوا الجهاد قال حسن وما هو به قال إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله [[38][38] ].

    وعن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون أي عرى الإيمان أوثق؟ قلنا الصلاة، قال: الصلاة حسنة وليست بذلك، قلنا الصيام، فقال مثل ذلك، حتى ذكرنا الجهاد فقال مثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان الحب في الله عز وجل والبغض في الله [[39][39] ]

    وبما أن الزوجة المسلمة في الأصل بفطرتها ومقتضيات دينها تحب زوجها وتواليه وتطيعه وتنصره، فإن كان زوجها كافرا كان ولاؤها ومحبتُها له ونصرتهُا إياه محبةً ضمنيةً للكفر ونصرةً وطاعةً لأعداء ربها ورسوله ومبغضيهما، وهذا يتعارض مع العقيدة السليمة ويهدمها.

    خلاصة ما نصل إليه في هذا المبحث أن زواج المسلمة من غير المسلم، الكتابي[[40][40] ] يهوديا كان أو نصرانيا، والمشرك واللاديني، لا يجوز شرعا، ومحرم بإجماع كل المذاهب الإسلامية على اختلافها، ولا يوجد رأي فقهي واحد يؤيد هذه المسألة، لا في كتب المتأخرين ولا المتقدمين ولا في أقوالهم

    وأن إنكار حكم التحريم هذا يوجب ردة القائل به، لأنه معلوم من الدين بالضرورة، وغير خفي على عامة المسلمين وسوقتهم بله علمائهم وسراتهم، وغني عن البيان التذكير بحكمة هذا التحريم وضرورته لحفظ الأعراض دينا ونسلا ومجتمعا سويا وأمة قوية رائدة، وإن كانت النصوص المحرمة لزواج المسلمة من غير المسلم متضمنة كل هذه المعاني.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1][1] - النساء 1

    [2][2] - الأعراف 189

    [3][3] - الروم 21

    [4][4] - الزمر 6

    [5][5] - الواو والثاء والقاف كلمة تدل على عقد وإحكام، والفعل : وثق به على وزن "ورث" ثقة وموثقا ووثاقة ووثوقا: ائتمنه، والميثاق هو العهد المحكم، والمواثقة المعاهدة، ، وأخذ الله ميثاق النبيئين أخذ العهد عليهم.

    [6][6] - النساء 21

    [7][7] - الأحزاب 7

    [8][8] - النساء 154

    [9][9] - النساء 21

    [10][10] - صحيح مسلم رقم 2137 – ابن ماجه 3065 – الدارمي 1778

    - [11][11] مجمع الزوائد

    [12][12] - الممتحنة 1

    [13][13] - الممتحنة 13

    [14][14] - الممتحنة 4

    [15][15] - الممتحنة 6

    -[16][16] الممتحنة 10

    [17][17] - البقرة 221

    [18][18] - المائدة 73

    [19][19] - المائدة 72

    [20][20] - التوبة30 – 31

    [21][21] - تفسير القرطبي 8/120

    [22][22] - سنن الترمذي رقم 3020

    [23][23] - السنن الكبري للبيهقي 10/116

    [24][24] - النساء 48

    [25][25] - البقرة 221

    [26][26] - حدثنا تميم بن المنتصر أخبرنا إسحاق الأزرقي عن شريك عن أشعث بن سوار عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزوج نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا ثم قال وهذا الخبر وإن كان في إسناده مافيه فالقول به لإجماع الجميع من الأمة عليه كذا قال ابن جرير رحمه الله . تفسير ابن كثير 1/258 ، أقول وصحة معنى هذا الحديث تأتي من موافقته للقرآن عند عرضه عليه كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

    [27][27] - تفسير الطبري 2/278 ، تفسير ابن كثير 1/258

    [28][28] - عون المعبود 8/9، تفسير الطبري 6/108

    [29][29] - المستدرك على الصحيحين 3/25.

    - [30][30] المجادلة 22

    [31][31] - المائدة 51

    [32][32] - آل عمران149

    [33][33] - هود 113

    [34][34] - مصنف ابن أبي شيبة 6/172

    [35][35] - أحمد مسند المكيين 14998- ج 3/430، فتح الباري 1/47، الفردوس بمأثور الخطاب 5/152

    [36][36] - مجمع الزوائد 1/89، رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف.

    [37][37] - أحمد مسند الأنصار 21113، مجمع الزوائد 1/61

    [38][38] - أحمد مسند الكوفيين 17793

    [39][39] - مسند الطيالسي1/101، شعب الإيمان 1/46

    [40][40] - أطلق لفظ" كتابي" على اليهود والنصارى لكونهم كانوا أصحاب كتاب منزل، ولكنهم حرفوه وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وهو ما أشارت إليه الآيتان 30- 31 من سورة التوبة. وإلا فهم في الشرك مع المشركين سواء
                  

04-30-2006, 11:55 PM

ابوالقاسم ابراهيم الحاج
<aابوالقاسم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مناظرة مفتوحة ....... مع علماء البورد!!!!؟؟. (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)








    في حوار للجزيرة نت مع رئيسها
    الرابطة الشرعية بالسودان تتهم الترابي بالكفر


    الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد مع مراسل الجزيرة نت


    عماد عبد الهادي-الخرطوم


    أثارت الأفكار التي أدلى بها المفكر الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي بخصوص ما أسماه تجديد الفكر الإسلامي, ردود فعل جاءت مستنكرة في أغلبها لتلك الأفكار التي اعتبرتها مخالفة لما ثبت عليه رأي أهل السنة والجماعة ورأت فيها استهزاء بالدين والأنبياء.



    فقد ذهب رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد إلى هذا الاتجاه واعتبر أن الترابي حقق لليسار مكاسب كثيرة ما كان يحلم بها مما جعله يعلن موقفه الرافض لمساءلته عن تلك الأفكار والمواقف.



    الجزيرة نت أجرت الحوار التالي مع الأمين الحاج محمد أحمد بخصوص ما أثاره الترابي في طروحاته.




    لماذا أنشأتم الرابطة الشرعية في السودان؟



    لقد اجتمع بعض الإخوة الذين لهم اهتمام بأمر الدعوة والعلم في السودان ورأوا أن السودان يحتاج إلى مرجعية شرعية خاصة فيما يتعلق ببعض النوازل التي تنزل بالمسلمين بصفة عامة والسودانيين بصفة خاصة.



    ولا شك أن هناك هيئة علماء السودان وليس بيننا وبينهم تناقض أو اختلاف لكن من باب تعدد الواجهات. وكما تعلم فإن هيئة علماء السودان هي هيئة حكومية. وبالطبع فإن هنالك أناسا ليست لهم علاقة بهيئة علماء السودان لذلك رأينا أن يكون لهم وعاء يضمهم ويستوعبهم. وهو كما قلنا من باب تعدد الواجهات.



    فالرابطة الشرعية هي مجموعة من العلماء والدعاة والغرض من تجمعهم هو وجود هيئة تحكم في النوازل التي تنزل وتؤثر في أمر الدين في السودان أي إيجاد مرجعية شرعية.


    ألا يمكن أن يكون هناك تناقض بينكم وبين هيئة علماء السودان في مجال الفتوى وأنتم جسمان منفصلان؟ وهل هناك تنسيق بينكم وبينهم؟



    "
    التكفير حكم شرعي لا يستطيع أحد أن يكفر أحدا إلا إذا كفر نفسه أي أتى بسبب من الأسباب التي تكفره
    "
    ليس هناك تنسيق بيننا ولكن كل يصدر الفتوى حسب اجتهاده, وكما تعلم فإن هيئة علماء السودان هي هيئة حكومية تضم إلى جانب العلماء أعضاء ليست لهم علاقة بالفتوى أو الأمور الدينية كالفنانين مثلا.



    لذلك رأينا أن نكون هذه الرابطة حتى لا يحدث تشويش كما أننا نتفق في كثير من الأحيان مع الهيئة في الآراء وقد نختلف في بعضها. وتعدد الواجهات هو أمر مهم لأن بعض الجهات ربما لا توافق على فتوى صادرة من هيئة العلماء ونحن نستطيع أن نملأ هذا الفراغ ولأجله أنشأنا هذه الرابطة.


    أنتم متهمون بأنكم تسعون لتكفير الذين يختلفون معكم مما جعل البعض يطلق عليكم اسم التكفيريين؟



    أقول إن هذه من المسائل العقدية التي لا ينبغي لأي إنسان أن يخوض فيها, وأنا أعتبر هذا الاتهام افتراء, لأنه لا شك في أن تكفير المسلم من أكبر الذنوب ونحن نعلم ذلك وبيننا حديث النبي صلى الله عليه وسلم.



    لكن الناس يخلطون فإن هنالك تكفيرا بدعيا لا ينبغي أن يكون، وهو التكفير بسبب ارتكاب المعاصي كشرب الخمر أو الزنا وغيرها وهي ذنوب كبيرة لكن لا تعدو أن تكون ذنوبا، وطالما أن الشخص الذي يتعامل بها يعلم أنها حرام ويسأل الله أن يغفر له فلا يحل لأحد أن يكفره اللهم إلا إذا استحلها.



    وهناك تكفير ينتج عن عداء شخصي أو آخر ناتج عن الغلو وكل هذا مردود. أما التكفير فهو حكم شرعي ولا يستطيع أحد أن يكفر أحدا إلا إذا كفر نفسه أي أتى بسبب من الأسباب التي تكفره. لذلك فإن وصف هذه الثلة من العلماء بأنهم تكفيريون فيه شيء من الظلم والبهتان.



    تصريحات غير مسبوقة للترابي(الفرنسية)
    هذا الحديث يقودنا إلى آراء الدكتور حسن الترابى. فالبعض يرى أنكم لم تتعاطوا معها رغم أن بعضها كان منذ زمن بعيد؟



    لا أعتقد أن هذا الاتهام فيه نوع من الحقيقة لأنه حتى عندما كان الترابي في السلطة أي في عنفوان سطوته, وعندما استبان لنا انحراف هذا الرجل منذ الستينيات, كنا نتكلم ونبين عبر وسائل كثيرة الانحراف الذي نراه في أقواله.



    ثم بدأنا نكتب وبحمد الله لدي ما يربو على عشرين كتابا ورسالة للرد على هذا الرجل. وقد قابلنا بسبب هذه الردود العديد من المضايقات من الموالين للترابي. الحقيقة أن منهج هذا الرجل مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة, ولا شك أن كل إنسان يخطئ ويصيب, لكن جل أفكاره فيها إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة وفيها رد لأحاديث تلقتها الأمة بالقبول, وفيها تأويلات مغايرة لما عليه أهل الإسلام ورد لإجماع المسلمين, وهذه كلها أسباب تؤدي إلى الكفر.



    فمن أكثر الأسباب التي أكفر بها الترابي إباحته للردة وإنكاره لحد الردة، وهناك أشياء كثيرة جدا لكننا اختصرنا فتوانا على أكثر الأشياء مخالفة لما تعارف عليه أهل الإسلام. بجانب استخفافه بالأنبياء وترديده الدائم وحديثه عن ضلال الرسول عليه الصلاة والسلام.



    ونحن نعتقد أن ما جاء به الترابي فيه مخالفة واضحة وصريحة لما عليه عامة الناس وما هو معلوم من الدين بالضرورة, وأن حكم من أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة أو رد أحاديث تلقتها الأمة بالقبول مثل حديث الذبابة أوجب على نفسه الكفر، ولو لم نعلن كفره سيكون الضرر والخطر المترتب على ذلك أكبر.



    فالآن بدأ الناس يشككون في بعض الأشياء ويسألوننا عن كلام هذا الرجل وهل يمكن أن يعمل به أم لا؟ وهو الآن قد أحدث بأقواله نوعا من الشبهات وسط الذين ليست لديهم معرفة كاملة بالدين.


    ما رأيكم إذن في استسهال الحكومة لآراء الترابي وعدم سؤاله, وهل يعني ذلك أن الأمر يجد قبولا عند بعض قادتها رغم الفتاوى التي صدرت بحقه؟



    هذا أمر يتعلق بالحكومة, والترابي لا شك أنه يعرف أن الحكومة في هذا الوقت قد لا تستطيع أن تحاكمه, ويعرف سطوة الكفار ولجان حقوق الإنسان والتدخل السافر في شؤون المسلمين الداخلية, ويعلم أن في الحكومة من يعتقد أن إدانة الترابي ومحاكمته تعتبر محاكمة للإنقاذ.



    لهذا "
    ما جاء به الترابي يصب في نفس الاتجاه الذي يسير عليه اليساريون من الشيوعيين والجمهوريين بل حتى اليهود والنصارى
    "
    ولأسباب عديدة تجرأ وأصابه شيء من الغرور بأن الحكومة لن تستطيع مساءلته فأطلق آراءه الغريبة هذه. والمهم بالنسبة لنا تبيين الحكم الشرعي في هذه المسألة.


    لماذا لم تلجؤوا إلى القضاء لرفع دعاوى ضد الترابي مادمتم على يقين من أن ما يقوم به كفر؟



    لقد فكر بعض الإخوة في ذلك لكننا كنا نعتقد أننا قمنا بما يمكننا القيام به وهو إصدار الحكم الشرعي وبعد ذلك الحكومة هي التي تتولى ما يترتب على ذلك الحكم.


    ما هي في نظركم نقاط الالتقاء التي جعلت بعض اليسار يحتفي بآراء الترابي الذي وصفكم بالتكفيريين وبنعوت أخرى كثيرة؟



    هذا شيء طبيعي، إن ما جاء به الترابي يصب في نفس الاتجاه الذي يسير عليه هؤلاء اليسار من الشيوعيين والجمهوريين بل حتى اليهود والنصارى. ولا شك أن هذه خدمة عظيمة جدا قدمها الترابي لهؤلاء, والوضع الطبيعي والمنطقي أن يقفوا معه, لأن إبعاد الناس من الدين وجعلهم يشككون فيه لاشك أنها خدمة كبيرة جدا ونحن بدورنا نقول للترابي هنيئا لك بوقوفهم معك ومساندتك.


    يقال الترابي يختار لأحاديثه شريحة معينة وهى طلاب الجامعات لإطلاقها أمامهم باعتبارهم أكثر نضجا من غيرهم فهل سعيتم من جانبكم إلى هذه المنابر لتوضيح الحقيقة أم أنكم اخترتم إصدار الفتاوى والبيانات المنددة؟



    أولا نحن نعلم أن هذا هو منهج الترابي منذ أن كنا في الجامعة, حيث إنه كان يصطفي لهذه الأقوال طلابا معينين، ولقلة علمهم وولائهم له يلقيها عليهم. هذا كان في أول الأمر ولكن واتته الجرأة الآن وأصبح يصرح بهذه الأمور علنا.


    لماذا لم تدعونه إلى مناظرتكم أو على الأقل مجادلته حول هذه الآراء لإثبات الحق ونفي الباطل؟



    لقد طلبنا من الترابي المناظرة وأعلنا ذلك في بعض وسائل الإعلام بل عن طريق شخص موال له, طلب منه الشيخ محمد عبد الكريم عضو الرابطة أن يخبر الترابي أننا نريد معه مناظرة شريطة أن تكون معلنة. ونحن حسب الإمكانات المتواضعة نقوم بتوضيح هذه الأمور وتحذير الشباب وعامة الشعب من التأثر بذلك.


    هل وافق الترابي على المناظرة أم رفض؟





    لم يبلغنا منه أي رد حتى الآن. فمن شروط المناظرة أن تكون هناك أرضية مشتركة بين المتناظرين. ورغم أننا نعلم أنه لا توجد أية أرضية مشتركة بيننا وبينه, فإننا مع ذلك مستعدون للجلوس معه ومحاورته شريطة أن تكون تلك المحاورة معلنة لكافة الناس حتى تستبين الحقيقة.


    على من تقع مسؤولية هذا الانفلات؟





    نحن نحمل الحركة الإسلامية السودانية المسؤولية ونقول إنها هي المسؤول الأول عن هذا التردي.
    ____________


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de