|
طيران الفيل : عندما استيقظ سفاحو دارفور للون !!
|
طيران الفيل :عندما اسيقظ سفاحو دارفور ..للون !! فتحي البحيري أمدرمان يناير 2007 *** على أيام الراحل الزبير محمد صالح ، تحكي النكتة أن معلماً (يريد أن يعيش) طلب من تلاميذه الإتيان بأمثلة لمخلوقات (تطير) فتصايح التلاميذ استاذ استاذ استااااذ ووقعوا في أسماء الحشرات والطيور إلا أحدهم فإنه أجاب بذكاء وقاد : (الفيل يا أستاذ) فما كان من المعلم إلا ان صاح غاضباً : أمتخلف أنت؟؟ كيف يطير الفيل يا غبي ؟؟؟ وامسك بالقلم ليدون اسم التلميذ البليد : مااسمك ؟؟ أجاب التمليذ : هيثم الزبير محمد صالح فما كان من وجه المعلم المسكين إلا أن امتقع وتغيرت نبرات صوته وتلعثم : اجلس يا بني ، ممتاز ، إجابة صحيحة 100% . فصاح تمليذ آخر : لكن يا أستاذ الفيل لا يطير !!! فنهره المعلم : لا . إما أن الفيل يطير وإما أنني انا الذي سيطير ، اجلس يا بني . اجلس أيها الشعب الصابر الأبي ، فماذا يفعل الآن البشير الذي لا زال يريد أن يعيش و يسير سوى أن يقول لك أن ما تم تقديمه من تنازلات لا يتعدى مسألة (لون قبعات القوات الأممية) وليس القبعات ولا القوات !! والحمد لله – على كل حال – أن جعل هنالك لونا ً يصلح مبررا ً للسقوط العُمَري الأخير . فليس هناك مصلحة وطنية تذكر في تنفيذ الطلاق الذي وجب على إحدى الزوجتين أو كلاهما ولا في قيادة (الأخ الرئيس) لمقاومة جهادية رعناء ضد القوات الأممية التي دخلت طلائعها بالفعل الآن إلى دارفور . فلنصدق مختارين أخانا الرئيس المسكين لا لشيء إلا لذات الدوافع الإنسانية التي تكون قد حدت بالتلاميذ تمرير (جرسة) المعلم المسكين في النكتة المحكية آنفاً . علينا أن لا (نتفلسف) أكثر من اللازم في تشغيل شريط أحداث الأشهر الماضية فيما يتعلق بالقوات الأممية ومواقف قوى الداخل منها والتجريم والتخوين الذي حدث لكل من كان مستيقظاً للون قبلهم . علينا أن لا نضحك سراً ولا علانية ً على منظر رئيسنا وهو يزعم أن توني بلير مثلاً كان حاله مثل حال الغسال يوم الوقفة ولا مسيرة الغباء التي لم يكن مقصوداً منها رفض القوات الأممية بقدر ما كان مقصودا منها التزامن (الفضيحة) مع مسيرة القوى الوطنية الحية ضد سياسات النظام الخرقاء وتعرية ً لالتزامه الزائف بدستور وتحول ديمقراطي ... نعم إنهم يخافون المساكين الذين خرجوا آنذاك لإعلان وفاة النظام أكثر من خشيتهم لألوان القبعات الأممية أياً كانت .. علينا أن لا نتذكر في هذه الاستيقاظة المتأخرة للون أن أمر القوات الأممية – وإن جاءت بغير قبعات حتى – مرهون بـ(صناعة) طمأنينة لملايين المواطنين السودانيين الذين (صنع) لهم سفاحو الخرطوم رعباً لا يكادون معه يتخيلون أبناء جلدتهم محلاً للطمأنينة مطلقا ً . وعلينا عند قراءة/كتابة هذا المقال أن لا نتساءل لماذا اختارت عبقرية النكتة المرحوم الزبير رمزا ً للسلطة وهو نائب رئيس دون (نفس هذا الرئيس) ولا أن نربط ذلك بموت الزبير وحياة البشير ولا باستيقاظة البشير (المباركة) هذه للون فليس ثمة مصلحة وطنية في كل ذلك . علينا – حقيقة – أن نقول مع الليالي والأيام : ثم ماذا ...؟؟؟
|
|
|
|
|
|