تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي علي حامد علي البحيري(فتحي البحيري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2006, 08:51 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه

    http://www.d-a.org.uk/opinion/ali_awad3.htm







    <mcg />على العوض<mcl />




























     
     

    على العوض - هولندا

     

     



    اضاءة

     
     

     




    حملت قلمى أمام إصرار بعض
    الأصدقاء لكتابة تجربتى داخل ما عرف فى السودان " باسم بيوت
    الأشباح " اماكن التعذيب السرية التى إبتكرها نظام الجبهة القومية الإسلامية
    فى السودان ... رغم أنها تتواضع فى مشقتها وعنائها أمام الكثير من التجارب
    التى خاضها العشرات من شباب السودان فى صبر وشجاعة وصلابة ارعبت حتى جلاديهم
    وفى مقدمة هؤلاء الشباب الشهيد الدكتور على فضل احمد   "سيد الشهداء" ورفاقه
    الذين واجهوا آلة التعذيب الجهنمية وعيونهم معلقة بسماء الوطن دون أن يرمش
    لهم جفن او يخبوا لهم حلم...   فاحلامهم باقية كمنارات هدى للسودانيين من أجل
    هزيمة الفاشية وبناء وطن ديمقراطى ومتسامح وخالٍ من التعصب وضيق الأفق.




    الليلة
    الظلماء



    فى ليلة30 يونيو من العام الف
    وتسعمائة وتسعة وثمانون نفذت الجبهة الإسلامية انقلابها العسكرى وقطعت الطريق
    امام التطور الديمقراطى لبلدنا واوصدت كل النوافذ امام الحل السلمى لقضايا
    الوطن والذى لاحت تباشيره فيما عرف بإتفاقية الميرغنى – قرتق ونقلت الصراع
    السياسى فى بلادنا لدائرة العنف الشريرة.     واجه شعبنا الانقلاب العسكرى
    بالمقاومة الصامتة والمقاطعة الشاملة وادرك بحسه العالى ومنذ الوهلة الاولى
    حقيقة الانقلاب والقوى السياسية التى تقف خلفه. رغم محاولة قادة الانقلاب
    التستر خلف شعارات قومية وابتداع مسرحية إعتقال الدكتور حسن عبدالله الترابى
    زعيم الجبهة القومية الإسلامية فى السودان أسوة بزعماء الاحزاب السياسية
    السودانية وقادة الحركة النقابية السودانية.



    فرسم عمر البشير قائد الانقلاب
    المشئوم لوحة داكنة السواد مصبوغة بالوان الكذب والخديعة، سمة لازمت نظامه
    حتى يومنا هذا.



    بدأت المقاومة للانقلاب تتصاعد
    تدريجياً والهمس يتحول الى هتاف وأخذت تلوح فى الأفق تباشير العصيان المدنى
    والاضراب السياسى وكالعادة كانت النقابات راس الرمح فى المقاومة فبادرت نقابة
    أطباء السودان بتنفيذ اضرابها الشجاع والذى أفقد السلطة صوابها فبدت كأنها
    ثور فى مستودع الخزف فشنت حملة هستيرية لإعتقال الالاف من النقابيين
    والسياسين والطلاب  وبدأ الهمس يدور فى الشارع السودانى عن عمليات تعذيب
    يتعرض لها المعتقلين وبصفة خاصة الاطباء وسادت حالة من الترقب والقلق
    والانتظار.
                         




    حفلة
    التشريفة



    فى ليلة الرابع من ديسمبر من
    نفس العام دوى طرق عنيف على باب منزلنا أزعج كل الاسرة مما حدا بوالدى الذى
    تجاوز الستين عاما لان يسرع الخطى ليستجلى الامر. عاد والدهشة والحزن يكسوان
    وجهه فما توقع ان يعيش ليرى تلك اللحظة... العديد من العسكرين فى زيهم المدنى
    مدججين بالسلاح يحاصرون منزله الذى سكب العرق والجهد من اجل تشييده ليكون دار
    أمان له واسرته والاهل والاصدقاء.
                                    



        
    فتقدم نحوى ونظرى لى فى صمت 
    وشفقة فاسرعت نحو باب المنزل فقدم لى احدهم نفسه " عمر الحاج رائد بامن
    السودان" وقال لى بلهجة صارمة مطلوب حضورك لمبنى جهاز الامن، تتطلعت حوله
    فشاهدت رجاله منتشرين على طول الطريق مزودين بالسلاح والحقد، فتردد داخلى
    السؤال والذى ربما راود الكثيرين عند إعتقالهم هل يحتاج اعتقال مواطنين
    سودانيين لا يحملون سوى افكار لكتيبة مدججة بالعتاد الحربى.؟ وأيقنت ساعتها
    أن الدولة الفاشية ستقام فى السودان على اجساد الشعب السودانى وكرامته.
                                  



    أمرت بركوب العربة دون أن يسمح
    لى بتغيير ملابسى او أخذ اى من إحتياجاتى الضرورية وجلست فى ركن من أرضية
    العربة يحيط بى رجال القوة الأمنية شاهرين السلاح فى وجهي وعلامات الزهو
    والانتصار تكسو وجوههم، فسبحت فى بحر متلاطم من الأفكار والتصورات والتخيلات
    وجالت بخاطرى صور الاهل والاصدقاء والحبيبة والقيت نظرة على الحى الذى  تجولت
    فى أزقته ولعبت فى شوارعه، الحى الذى أرضعنى لبن العشق للوطن واهله فالطريق
    مجهول والمصير يكتنفه الغموض . أسرعت العربة تنهب الأرض وتسابق خيوط الفجر
    وتتدثر بالظلام. توقفت العربة أمام العديد من المنازل وبنفس الطريقة
    الهمجيةواللاإنسانية كان ينتزع محمد الحاج ورجاله الشباب من وسط ذويهم وكانت
    حصيلة الهجمة الشريرة ثلاثة معتقلين من حي السجانة السيد جعفر بكرى على موظف
    بادارة المحاكم، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم أعمال حرة، وشخصى ومعتقل من حي
    اللاماب هو السيد الشيخ الخضر الموظف بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي  ولا
    تزال مطبوعة فى ذاكرتى صورة والدته  وهى تطارد العربة ولمسافة طويلة تودع
    إبنها وتواسيه بنظرات الام الرءوم.  وعندما اوشكت العربة على دخول المكان
    الذى قصدته طلب منا تحت تهديد السلاح والركل والضرب الإنبطاح على أرضية
    العربة نفذنا الامر بصعوبة ووضع الجلادين ارجلهم المثقلة بالاحذية الثقيلة
    على رقابنا، ثم توقفت العربة وسط ضجيج من الجلادين والذين تزايدت اعدادهم
    واسرعوا بعصب اعيننا بعنف وقسوة بقطع من القماش، وبدأت "حفلة التشريفة"
    بالضرب بالسياط والتى إنهالت على أى موضع من الجسم والصفع المتواصل والاهانة
    والالفاظ النابية التى يزخر بها قاموس نظام الجبهة القومية الإسلامية. وبعد
    أن خيم الإعياء والإرهاق علينا بدأ الفصل الثانى من الحفل تمرين رياضى عنيف "
    فوق – تحت " حيث طلب منا الجلوس على امشاط الارجل والوقوف بشكل سريع ومنتظم
    مع الضرب المتواصل بالسياط واعقاب البنادق تزداد الضربات فى حالة التوقف او
    العجز عن الاداء فدخلت فى حالة من الاغماء مع فقدان القدرة على التميز بين
    الاشياء
    .




    لحظات
    الاعدام



    تسللت أشعة الشمس من خلال
    العصابة المشدوده علي عيني وهى ترسم دوائر سوداء وحمراء وقرمزية. وقبل أن
    افيق من الكابوس واستعيد قدرتى على التمييز بكاملها جذبنى احد الجلادين من
    ذراعى بقوة حتى ظننتها قد فارقت باقى الجسد وتحت وابل من الصفعات والركلات
    والاهانات تم وضعى فى مكان عالٍ معصوب العينين وقال لي احدالجلادين: لقد صدر
    عليك الحكم بالاعدام شنقاً حتى الموت ولقد اعددنا هذه المشنقة التى تقف عليها
    للتنفيذ وطلب منى اداء الشهادة، لحظتها شعرت أن النهاية قد دنت فطافت امامى
    الاف الصور ودارت بخاطرى الاسئلة مابين الممكن واللامعقول وتمثلت لى قناعة
    وخاطرة أن السودان واهله يستحقون كل تضحية فإرتسمت على وجهى إبتسامه عريضة
    فصفعنى احد الجلادين طالباً منى اداء الشـهادة فــنطقتها صادقـا.



    "اشهدالااله
    الاالله وان محمــدرسـول الله
    "



    لكنه ضحك ضحكة خبيثة وردد
    الشهادة خلفى بطريقة تهكمية، ولا اعلم حتى الآن ان قصد النيل منى ام من
    الشهادة ام من كلينا.



     
    وعم صمت ثقيل على المكان
    وانتظرت أن يتدلى حبل المشنقة حول عنقى لينهى هذه المهزلة فالموت فى بعض
    اللحظات يكون الخيار الافضل، وتعمد الجلادون إن يطول الانتظار وياله من
    إنتظار، وفجأة إنهالت العشرات من السياط تلهب جسدى المثخن بالجراح وكانت
    اللسعات تمزق جميع اطراف الجسد بلاإستثناء وكنت أشعر بان الجلادين يتعمدون
    ضربى فى الاماكن التى يشعرون انها تؤلمنى اكثر من غيرها وسط هذه الضربات
    المتواصلة والسريعة صاح احد الجلادين لقد حكم عليه بالموت بالرصاص وليس شنقاً
    وجذبنى بعنف رافعاً يداى على حائط وسمعت صوت قرقعة السلاح لكن ثمة شك قد تسرب
    لنفسى بشأن جدية مهزلتهم وصدق حدسى فقد تحولت الرصاصات المرتقبة لسياط تنهك
    الجسد المنهك أصلاً حتى سقطت على الارض فاقد الوعى.




    اجتماع داخل
    الزنزانة



    أطبق الصمت على المكان وأًسدل
    الستار على فصل من فصول المأساة وسادت بعض من الطمأنينة المكان فحاولت رفع
    العصابة عن عينى لأعرف ما يدور حولى واتحسس موقعى ولكن قبل إن تكتمل المحاولة
    كانت عشرات من الاكف قد طبعت على وجهى فى حركات قوية وسريعة ومتتالية مع سيل
    من الشتائم البذيئة كالعادة وبعد برهة من الوقت سمعت صوت اغلاق الباب ومن
    خلفه طلب منا الجلادون رفع العصابة فوجدت نفسى وآخرين جلهم من المهتمين
    بالعمل السياسى والنقابى، الباشمهندس هاشم محمد احمد نقيب المنهدسين، د.
    حمودة فتح الرحمن المدير الطبى لمدينة كوستى دكتور نصر محمود حسين صيدلى،
    السيد عبدالمنعم محمد صالح ضابط أدارى، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم اعمال حرة،
    المهندس ابراهيم نصرالدين مهندس بالادارة المركزية، السيد على الماحى السخى
    نقابى عمالى، السيد قاسم حمدالله مفتش زراعى، السيد الشيخ خضر اقتصادى بوزارة
    المالية، السيد جعفر بكرى على موظف بادارة المحاكم المدنية في زنزانة مساحتها
    (3
    X3)
    مفترشين الارض المتسخة بالزيوت والغبار واجساد الجميع مضرجة بالدماء والعرق.
    نظرنا الى بعضنا البعض محاولين التماسك وتحدث قاسم حمدالله بصوت خافت ولكنه
    جرئ حول كيفية مواجهة هذا التعذيب واقترح الدخول فى معركة ومقاومة الجلادين
    مهما كان الثمن وكان رأى د. حمودة فتح الرحمن، على الماحى السخى، هاشم محمد
    احمد التريث والتحمل والخروج باقل الخسائر الممكنة وساد هذا الرأى وبدأت رحلة
    التحمل الرهيبة والطويلة وقبل ان يُختم الاجتماع دوى طرق عنيف على باب
    الزنزانة ودخل الجلادون مقنعى الوجوه وبكامل اسلحتهم وطلبوا منا عدم النوم
    والانتظار وقوفاً حتى اليوم التالى. كان الامر شاقاً بعد الارهاق المتواصل لا
    سيما لكبار السن والمرضى من المعتقلين فأصبحنا نتحايل على الامر بالجلوس
    بالتناوب بعد إنشغال الجلادين بامورهم الخاصة وما اكثرها الى ان انقضى الليل
    وكم كان ليلاً طويلا وحزيناً واغلقت الزنزانة فتنفسنا الصعداء وحاولنا سرقة
    القليل من الراحة للجسد المنهك والعقل المضطرب ولكن الطرق المتواصل على باب
    الزنزانة من الخارج بواسطة الجلادين بهدف مواصلة التعذيب بدد هذا الحلم
    المستحيل
    .




    الاستجواب
    الجماعى



    أدمن الجلادون مسلسل التعذيب
    والاساءات املين الحصول على اقصى ما يستطيعون من ارهاقنا معنوياً ومادياً
    فبعد حملة من الاهانات والصفع والضرب بالسياط بداوا فى إستجوابنا ونحن معصوبى
    الاعين، اشتمل الاستجواب على الاسم، العمر، المهنة، مكان العمل، طبيعة العمل
    والانتماء السياسى ولقد لاحظت ان كلمة طبيب التى كانت ترد عن تعريف البعض
    لإنفسهم تثير غضب الجلادين فيضاعفون من وتيرة

    التعذيب وحاول احدهم
    تحقير الاطباء ومهنتهم قائلاً " انتو قايلين الطب شنو ما كتابين كتاب المرض
    والدواء ونحن قريناهم وما دايرين تانى اطباء فى السودان

    ...!"



    وبعد التحقيق الجماعى غادر
    الجلادون الزنزانة واغلقوا بابها فتنفسنا الصعداء ورفعنا العصابة عن اعيننا
    وبدأنا التداول حول كيفية مواجهة التحقيق وقدم الذين عركتهم المعتقلات
    والاستجوابات امثال القائد النقابى على الماحى السخى خبراتهم وتجاربهم وقدموا
    النصيحة بمواجهة الاستجواب ببرود شديد وعدم الاستجابة للاستفزاز والتمسك
    بالاقوال وتفادى عنصر المفاجأة التى  يعتمد عليها المحقق. هذه المعينات
    الاسعافية افادتنا كثبراً واستنهضت فينا روح الثقة بالنفس والقدرة على مواحهة
    الصعاب
    .




    كسر جدار
    الصمت



    بعد اليوم الرابع للاعتقال
    بدأنا فى ترتيب الاوضاع الداخلية للزنزانه للخروج من حالة الترقب والقلق
    والتكيف مع البيئة الجديدة واضعين فى الاعتبار أن اقامتنا فيها ستطول فحددنا
    فى اولويانتا ضرورة معرفة الموقع واسماء الجلادين واشكالهم وقيادتهم الحقيقية
    ورتبهم العسكرية.



    كانت اصوات حركة القطارات
    واصوات الحراسات العسكرية الليلية اول دليل ومؤشر على ان الموقع قرب القيادة
    العامة لقوات الشعب المسلحة. وكنا فى سبيل انجاز هذا الواجب نستفيد قدر
    المستطاع من مواعيد الخروج لدورة المياه والتى كانت تتم مرة واحدة فقط فى
    اليوم خلال الفترة الصباحية وتحت الحراسة المشددة والضرب المتواصل بالسياط من
    والى دورة المياه مع الطرق المتواصل على ابواب دورة المياه بغرض الاستعجال
    وتشتيت الذهن. كل هذه المعاملة الوحشية واللا إنسانية كانت توحى لنا بإن
    تأمين الموقع كان مسألة بالغة الاهمية بالنسبة للجلادين وقياداتهم مما زاد من
    اصرارنا على معرفة الموقع. وهكذا الانسان الذى يملك فكرة دائماً تسكنه روح
    العناد والمثابرة خاصة فى اوضاع التحدى و الاوضاع الغير طبيعية. وبعد طول
    إجتهاد وربط بين الإشياء واستغلال الثقوب بباب الزنزانة ودورة المياه تم
    تحديد الموقع ومعرفة المكان وهو مقر لجنة الإنتخابات للعام 1986 بالخرطوم 
    وإكتشفنا وجود معتقلين آخرين بنفس  المقر وذلك من خلال تحركهم من والى دورات
    المياه المصحوب بالضرب والاهانات. وكان هذا اول انتصار على آلة التعذيب
    الجهنمية ومن الملاحظات التى كانت مسار تعليق ونقاش المعتقلين أن الجبهة
    القومية الإسلامية لم تكتف  بالاعتداء على الديمقراطية ممثلة فى الاحزاب
    والنقابات والحريات العامة والافراد بل شمل ايضا مواقع الديمقراطية وتحويلها
    الى مراكز للاعتقال والتعذيب مثل مقر لجنة الانتخابات ودار نقابة المحامين
    السودانيين. ومواصلة لكسر حالة الانتظار وجو الكآبة ابتدع بعض المعتقلين لعبة
    السيجة بعد أن تم جمع الحصى من اركان الزنزانة وتنظيفها من آثار الزيوت
    والغبار. وبدأت تسود فى الزنزانةروح التحدى والبطولة وتخيم علينا روح
    المنافسة، فتمسكنا بالحصى واصبحت عزيزة علينا، حافظنا عليها بكل الطرق حتى لا
    يصادرها اعداء اللهو البرى ولقد علق احدنا "وهكذا الشيوعيون ينتزعون
    الابتسامة من فم التماسيح وينسجون الامل وسط الاشباح" وتلطيفاً للحياة داخل
    الزنزانة وجعلها اقل الآماً وعذاباً شرعنا فى حملة أبادة للباعوض من داخل
    الزنزانة، هذا الباعوض الذى تحالف مع الجلادين  وانابة عنهم فى بعض الاوقات
    فى تعذيبنا وحرماننا ولو من قليلا من استعادة الانفاس لمواجهة القادم المجهول
    أجهضها الجلادون محذرين قائلين أن الباعوض جزء من العهدة بالزنزانة يجب
    المحافظة عليها وتسليمها كاملة العدد عند تمام الصباح وفى حالة فقدان باعوضة
    سيتم تنفيذ حد السرقة على الجميع
    !!!




    تواصل مسلسل
    التعذيب



    حالة من الحزن تخيم على
    الزنزانة والمعتقلين يتوسدون اذرعهم سابحين فى ذكرياتهم وافكارهم وانا اراجع
    مسيرة حياتى واتأمل، اتأمل هولاء الرجال المفترشين الارض من خيرة ابناء
    السودان قدموا عصارة حياتهم للشعب والوطن ولم ينلوا سوىالاعتقال والتشـريد
    والتعذيب وفجأة انفتح باب الزنزانة بقوة واقتحمها احد الجلادون ويدعى بـدران 
    "اسم حركى" وهو فى حالة غير طبيعية كاشفاً عن وجهه وإنهال علينا بالشتائم
    المقزعة والاساءة الجارحة والركل والضرب بالسياط ولم يستثنى حتي كبار السن
    والمرضى. وقام بإختيارى والزميل ابراهيم نصرالدين لممارسه هوايته فى
    الاستمتاع بتعذيب الآخرين وطلب منى خلع القميص الذى ارتديه والانبطاح على
    الارض وبدأ فى تمزيق ظهرى بالسياط حتى سالت الدماء، ثم قام بصفعى بتواصل حتى
    تقهقرت الى الحائط وواصل ضرب رأسى على الحائط، ثم تحول الى الزميل ابراهيم
    نصرالدين وأذاقه من نفس الوان التعذيب، وارغم الزميل قاسم حمدالله على صب
    جردل من الماء البارد على الزملاءعبدالمنعم عبدالرحيم وعبدالمنعم محمد صالح
    بعد ان اجبرهما على خلع ملابسهما وقام بجلدهما بالسياط وخرج مهدداً ومتوعداً
    بالمزيد من التعذيب، وسادت حالة من الغضب على المعتقلين، وإنتابتنى حالة من
    القرف ودار برأسى الكثير من الاسئلة، لماذا كل هذا الصبر والتحمل؟ أليس
    الدخول فى معركة حاسمة هوالخيار ألافضل؟ ماذايريد هؤلاء الناس؟  وفى منتصف
    الليل أصيب الزميل جعفر بكرى بمغص حاد يصعب معه الانتظار حتى مواعيد الخروج
    لدورة المياه فى الصباح فهب المعتقلون لمساعدته وعُثر على كيس نايلون أستخدمه
    الزميل جعفر لقضاء حاجته.




    الجلاد
    بدران



    ظل الجلادون طوال فترة التعذيب
    يستخدمون أسماء حركية "بدران، نوح، نبيل، جكس، محمد الحاج، عوض ...الخ وقد
    ساهموا جميعاً وبنشاط فى تنفيذ عمليات التعذيب ولكن حالة هذا البدران كانت
    مختلفة، اوصافه قمحى اللون، اجعد الشعر الثغ اللسان يدعى انه من أبناء كسلا
    بشرق السودان سلوكه ينم عن نفس مريضة ومعقدة كان يعامل المعتقلين بقسوة
    ويتلذذ بتعذيبهم والاساءة لهم قاموسه لا يحتوى الا على الالفاظ البذيئة
    والساقطة وظل يفخر بإنه يعمل بجهاز الامن منذ أن كان طالباً بالمرحلة
    الثانوية العامة، ولقد كنت طوال فترة التعذيب هدفاً له ضاعف لى جرعات التعذيب
    والاساءة، حاولت قدر المستطاع أن اجد تفسير لهذا الاستهداف ولكن دون جدوى.




    المحاضرة



    فى اليوم السابع للاعتقال وفى
    حوالى الساعة السادسة مساءاً تم اخراجنا جميعاً من الزنزانة للاستحمام فى
    درجة عالية من البرودة وسط إستهزاء الجلادين وإساءاتهم وإستعدادهم غير
    الطبيعى الامر الذى اشعرنا بإن شخصية هامة قادمة للزنزانة. ولم يدم إنتظارنا
    طويلاً إذا دخل علينا نقيب بزيه العسكرى بصحبة مجموعة من الجلادين المزودين
    بالاسلحة والرشاشات والقي علينا محاضرة عن السودان والوطنية وإختراقات
    الإستخبارات الاجنبية للاحزاب وشتم الديمقراطية ثم هددنا وتوعدنا بالتصفية
    الجسدية وخرج وخلفه خرجت  مجموعات الجلادين
    .



    وفى منتصف الليل دوى طرق
    متواصل على باب الزنزانة وامُرنا بعصب أعيننا  والوقوف على الحائط وقام أحد
    الجلادين بقراءة مجموعة من أسماء المعتقلين وهم هاشم محمد احمد، د. حموده فتح
    الرحمن، قاسم حمدالله، عبدالمنعم محمد صالح، عبدالمنعم عبدالرحيم، حعفر بكرى
    على، ابراهيم نصرالدين، الشيخ خضر، وامرهم وهو يتقدمهم بالخروج من الزنزانة
    متماسكىِ الأيدى معصوبى الأعين وهكذا رحلوا الى المجهول، ثم اُغلق باب
    الزنزانة علينا. أصابنى ومن تبقى معى من المعتقلين الاحباط والحزن والقلق على
    مصير من قاسمونا أحلك لحظات العمر وأتعس أيام الحياة. وفى صباح اليوم التالى
    دخل علينا الجلادون "يبشروننا" بان رفاقنا قد تم اعدامهم بمعسكر الشجرة
    وعلينا أن نستعد لدورنا القادم لامحالة، ثم خرجوا بعد أن قدموا وجبتهم
    اليومية والمكونة من الضرب والاهانات. دخلنا فى نقاش هامس حول رواية وادعاءات
    الجلادون وتم الاتفاق بيننا على تجاوز جوء الاحباط والتمسك بالامل.
                              




    الزائرون
    الجدد



    الزنزانة تتسربل بالظلام ومن
    تبقى من المعتقلين يتجاذبون اطراف الحديث عن الممكن والمستحيل والامل واللا
    امل وفجأة انفتح باب الزنزانة وتخيلتُ ان الجلادين قادمون لسحبنا لساحات
    الاعدام ولكنهم دخلوا علينا ملثمين يقودون معتقلين جدد معصوبى الاعين يبدو
    عليهم التعب والارهاق وأثار التعذيب ثم خرج الجلادون بعد أن قاموا بتحذيرنا
    من الدخول فى حديث مع الزوارالجدد. تعرفناعلىالزائرين،محمدالنورالسيد رجل
    أعمال،صلاح طه مفتش بالتعاون،محمود كمير عامل بالمسبك المركزى، عوص الكريم
    محمد احمد مهندس واحد قيادات أنتفاضه مارس أبريل، وشرعنا فى التخفيف على
    ضيوفنا وتضميد الجراح ورفع الروح المعنوية وتحدثنا اليهم عن أساليب وطرق
    الجلادين  وعكسنا لهم تجربتنا التى تجاوزت الثمانية ايام بلياليها الطوال
    وحدثنا المعتقلون الجدد عن طرق اعتقالهم واساليب تعذيبهم وتداولنا الاخبار
    بالخارج والتطورات والاحتمالات وكان زميلنا المهندس عوض الكريم ملئ بالتفاؤل
    ومُصر على أن خلاصنا بات قاب قوسين أوادنى، أضفى الزائرون الجدد جوء من المرح
    والتفائل على الزنزانة خاصة زميلنا محمد نور السيد الذى أستمال بعض الجلادين
    بالوعود المالية والخدمات السخية مما أضعف نفوس الجلادين وما أضعفها، الامر
    الذى أدى الى أنفراجة سمحت بدخول علب السجائر مما مكن الزملاء على الماحى
    السخى وعوض الكريم محمد احمد من صنع ادوات للعبه الشطرنج من قصاصات علب
    السجائر ودارت بينهما رحى منافسات كان يعلو فيها الصوت أحياناً مما يستدعى
    تدخلنا. وهكذا إنتصر المعتقلون رغم أنف البندقية والحراسات المشدده وادوات
    التعذيب وإنتزعوا الاغنية الباسمه واللعب الشيق الجميل.




    الترحيل إلى
    المجهول



    إنطوت صفحات العام 1989 وأشرقت
    شمس العام 1990 فقام المعتقلون بتنظيف الزنزانة وتبادلوا التهانى والامنيات
    بعام سعيد للجميع والوطن وأضاء الزميل عوض الكريم  عوداً من  الثقاب  فى عتمة
    الظلام... وهكذا كان احتفالنا بالعام الجديد رغم الواقفين خلف الابواب مدججين
    بالسلاح والحقد والشرور.  وفى منتصف الليل والجميع يفترشون الارض ويتوسدون
    اذرعهم أنطلقت الصيحات خلف باب الزنزانة مع الطرق المتواصل على بابها كالعادة
    تطالبنا بالنهوض وعصب أعيننا والاستعداد لساحة الاعدام، وقفنا متشابكى
    الايادى معصوبى الاعين  وخرجنا بقيادة احد الجلادين وبمساعدتهم صعدنا الى
    عربة وامُرنا بالانبطاح على أرضية العربة وتمت تغطيتنا بمشمعات سميكة وقال
    احدهم فى تهكم أنها شحنة يمكن السفر بها الى مناطق العمليات العسكرية،
    وإنطلقت العربة إلى المجهول، وبعد حوالى نصف الساعة من السير المتواصل توقفت
    العربة وتم إنزالنا بنفس الطريقة المهينة متشابكى الايدى، معصوبى الاعين،
    تنهال السياط علينا من كل جانب مصحوبةً بالشتائم ، وتم حشرنا فى زنزانة أخرى
    اقل حجماً من السابقة وإكتشفنا لاحقاً أن الموقع الجديد يقع بالقرب من سيتى
    بنك وإن بالموقع عددة زنازين مزدحمة بالمعتقلين ودارت نفس ماكينة التعذيب
    والاهانات والاساءات والارهاق النفسى والبدنى  مما أدى الى أصابة الزميل محمد
    النور السيد بمضاعفات منعته من القدرة على الوقوف والحركة وتنفيذ الاوامر وظل
    يطالب بعرضه على الطبيب بصورة دائمه فإضطر الجلادين الى أخذه معصوب العينين
    الى شخص يدعى انه طبيب أخذ يستفسره عن الاعراض التى تصيبه دون أن ينزع  عنه
    العصابة او يكشف عليه وذلك حسب رواية الزميل محمد النور السيد  واعيد
    للزنزانة دون أن يتلقى اى علاج وباشر زميلنا محمود كمير وكان اصغر المعتقلين
    سناً رعايته ومساعدته والاهتمام به، وهكذا تحول حتى الاطباء الموالين لنظام
    الجبهة الاسلامية القومية الى جلادين يمارسون التعذيب إسوة بزملائهم فى أجهزة
    الامن ويمتنعون عن تقديم العلاج للمرضى متجاهلين قسم المهنة واخلاقها
    .



    الصمت
    الرهيب



    توقفت عجلةالحياة
    تماماً،إنقطعت اصوات العربات أحاديث المارة، ضحكات الاطفال، إنقطع الحبل
    السرى الذى يربطنا بالناس فيمنحنا القوة والقدرة والامل، ماذا حدث بالخارج؟
    وماذا يحدث للناس؟. انهكنا التفكير وطالت تكهناتنا، هل حقاً تحققت نبوة
    الزميل عوض الكريم وإنجلى هذا الكابوس وسنخرج مرفوعي الرؤوس نعانق الاهل
    والاصدقاء والحبيبة؟
                      



    حتى الجلادون تأمروا علينا هذا
    اليوم فلم يقدموا لنا وجبتهم اليومية المكونة من الضرب والاهآنات، ليتهم
    يأتون فدوماً نلتفط الاخبار والمعلومات من أفواه الجلادين، وبعد طول إنتظار 
    وقلق دخل علينا الجلادون وبشرونا بالقبض على كل الكادر المختفى للحزب الشيوعى
    بعد فرض حظر التجوال فى مسرحية ما أسموه التعداد السكانى. سيطر علينا الاحباط
    فتدثرنا بالصمت والغضب رغم علمنا بإن حديث الجلادين دائماً يسعى للنيل من
    روحنا المعنوية.




    الطلقة
    الطائشة



    الزنزانة تنعم بالهدوء والظلام
    والمعتقلون ينظفون بإياديهم الارض التى يتوسدونها سابحين مع أفكارهم والامل
    يتسرب عبر كوة صغيرة دوى صوت طلق نارى زلزل أركان المعتقل ومزق سكون الليل
    فهب المعتقلون لإستجلاء الامر عبر ثقوب باب الزنزانة ولكن دون جدوى ودارت
    الحوارات الهامسة بينهم وإحتمالات التصفية والتى ظل شبحها يخيم على الجميع،
    وفى اليوم التالى  إدعى الجلادون بانهم قاموا بتصفية احد المعتقلين أثناء
    محاولته للفرار وأطلقوا علينا سيل من التحذيرات والشتائم البذيئة، عرفنا فيما
    بعد ومن احد الجلادين بإن  الرصاصة إنطلقت عن طريق الخطأ من احد الحراس وهو
    يقوم بتنظيف سلاحه بإستهتار ودون مبالاه الا إن الرصاصةالطائشة لم تصب احد.
           
                   




    رعب وإنكسار



    الايام تتعاقب فى رتابة وحزن
    والتعذيب اصح غير ذى جدوى فتكراره علمنا كيفية تجاوزه وكيف تصبح مشاعرنا
    ومقاومتنا له أكثر ثقلاً من وطأته فنرجح كفة الحياة علي كفة الطغيان والقهر
    وبدون مقدمات أقتحم الجلادون الزنزانة وهم فى حالة من الرعب والارتباك.
    حاولوا تبرير تصرفاتهم معنا وما قاموا به من تعذيب وسوء معاملة بأنه كان
    تنفيذا لأوامر عليا لا دخل لهم فيها وإنهم يتمنون خروجنا اليوم قبل الغد،
    وإنهم ليسوا كما جاء بجريدة الميدان السرية لسان حال الحزب الشيوعى قتلة
    ومحترفى تعذيب. دوى إسم الميدان كبلسم شافى لكل الجراح والآلآم وتفتحت ملايين
    الأزاهير وتأكد لنا إن الحركة الثورية السودانية لم تنس إبناءها داخل بيوت
    الاشباح وإن المعلومات والاخبار تتسرب رغم البندقية والقضبان والسجان، فتفجرت
    فينا طاقات جبارة كافية لتحمل الصعاب والسير فى دروب الآلآم والمشاق، وقرأنا
    فى عيون جلادينا الخوف والرعب والانكسار.




    نهاية
    المطاف



    بعد إنقضاء أربعين يوماً من
    الاعتقال والتعذيب تم إستدعائى وإقتيادى معصوب العينين إلى ضابط التحقيق ودون
    أن يزيل العصابة من عينيى بدأ التحقيق  معىالإسم،العمر، مكان السكن، الإنتماء
    السياسى. تساءلت داخل نفسى كبف يسمح ضابط سودانى لنفسه التحقيق مع معتقل بهذه
    الطريقة؟ وأي مؤسسة عسكرية يشرفها إنتماء مثل هولاء الضباط لها؟ وزاد إيمانى
    بإن الرعب وعدم الثقة بالنفس هما السمة المشتركة لجلادى النظام  أجبت على
    الإسئلة بنفس الإجابات السابقة والتى لم ترضى المحقق فإتهمنى بإننى عضو قيادى
    بالحزب الشيوعى بالنيل الابيض فادركت بان هذا الجهاز ورغم الامكانيات المادية
    والبشرية المتاحة له مصاب بمرض الأنيميا المعلوماتية، ثم هددنى وتوعدنى بمزيد
    من التعذيب وتم إرجاعى الى الزنزانة وإستدعاء آخرين وُجهت لهم تهم مختلفة.
    قضيت الليلة فى حالة من الترقب والانتظار المميت للإنتقام ومعاودة عجلة
    التعذيب ولم تجدِ محاولة الزميل على الماحى السخى وقفشاته وشعاره الدائم "دي
    كلو يبقى حكاوى" من إنتزاعى من هذه الحالة، وفى منتصف الليل تم ترحيلنا
    معصوبى الاعين ودون تحديد للوجهة ولكن كل الدلائل كانت تشير الى سجن كوبر وهو
    الحلم الذى ظل يراودنا طوال فترة الاعتقال والتعذيب وعند مدخل السجن اُطلق
    سراح أعيننا فكانت الفرحة طاغية والمشاعر مضطربة وعانق ضحايا التعذيب بعضهم
    البعض فلقد إنتصروا على آلة التعذيب الجهنمية.



     
     

    فهرس الرأي
    الآخر


    الصفحة
    الرئيسية

     
     




    (عدل بواسطة فتحي البحيري on 07-26-2006, 08:53 AM)

                  

07-26-2006, 09:36 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)


    التحـــــــــيه والتجــــــلــــــه والتقــــــدير للاستاذ على العوض

    والخــــــزى والعــــــار للانقـــاذ ومشـــايعيها الذين انعدم فيهم حس الانسانيه والشهامه والرجوله السودانيه .

    الذين مازالوا يدافعون عن الانقاذ هم فى الحقيقه يدافعون عن ذواتهم المريضه ونفوسهم الشائهه فما حدث لعلى العوض ولكثيرين من المفترض ان يدان من قبل كل انسان ذو فطره سليمه وان يطالب مع الجميع بمحاكمة هؤلاء ومحاسبتهم وكشفهم على الملأ
                  

07-26-2006, 04:33 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)

    Quote:
    بعد إنقضاء أربعين يوماً من
    الاعتقال والتعذيب تم إستدعائى وإقتيادى معصوب العينين إلى ضابط التحقيق ودون أن يزيل العصابة من عينيى بدأ التحقيق معىالإسم،العمر، مكان السكن، الإنتماء لسياسى. تساءلت داخل نفسى كبف يسمح ضابط سودانى لنفسه التحقيق مع معتقل بهذه الطريقة؟ وأي مؤسسة عسكرية يشرفها إنتماء مثل هولاء الضباط لها؟ وزاد إيمانى بإن الرعب وعدم الثقة بالنفس هما السمة المشتركة لجلادى النظام أجبت على الإسئلة بنفس الإجابات السابقة والتى لم ترضى المحقق فإتهمنى بإننى عضو قيادى
    بالحزب الشيوعى بالنيل الابيض فادركت بان هذا الجهاز ورغم الامكانيات المادية والبشرية المتاحة له مصاب بمرض الأنيميا المعلوماتية، ثم هددنى وتوعدنى بمزيد من التعذيب وتم إرجاعى الى الزنزانة وإستدعاء آخرين وُجهت لهم تهم مختلفة.
    قضيت الليلة فى حالة من الترقب والانتظار المميت للإنتقام ومعاودة عجلة
    التعذيب ولم تجدِ محاولة الزميل على الماحى السخى وقفشاته وشعاره الدائم "دي كلو يبقى حكاوى" من إنتزاعى من هذه الحالة، وفى منتصف الليل تم ترحيلنا معصوبى الاعين ودون تحديد للوجهة ولكن كل الدلائل كانت تشير الى سجن كوبر وهو الحلم الذى ظل يراودنا طوال فترة الاعتقال والتعذيب وعند مدخل السجن اُطلق سراح أعيننا فكانت الفرحة طاغية والمشاعر مضطربة وعانق ضحايا التعذيب بعضهم البعض فلقد إنتصروا على آلة التعذيب الجهنمية.Unquote

    Ali Alawad is a gifted writer... he managed to pick up many small things that usually people under such hoorific circumstances forget...
    One thing, I envied him with that he had only to live 40 days in such conditions... I, along with my group had to spend 4 months in Citibank...

    I always will remeber the wisdom words of the late Ali Almahi Alsakhi "
    كلو يبقى حكاوى
    Whenever I face any difficulty times, recall his wise words...


    mohamed elgadi
    http://ghosthouses.blogspot.com
                  

07-26-2006, 04:50 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)

    تحية تجلة للمناضل الصلب علي عوض
    أول من بادر بتكوين رابطة لضحايا التعذيب
    والذي لم يتردد في الكتابة عن تفاصيل ماجرى له
    حتى تعرف الجيال القادمة أي جريمة إرتكبها أدعياء التدين المجرمين

    هذا هو الوقت المناسب لنشر وكشف فظائع حكم الجبهة الإسلامية
    وتجاوزاتها
    الطريق إلى هزيمة الجبهة الإسلامية تعبده الكشف عن مخازيهم وجرائمهم التي يندي
    لها جبين كل وطني حر

    أفتحوا ملفات بيوت الأشباح وعمليات التعذيب الوحشي التي تمت فيها
    افتحوا ملفات الإغتيالات التي طالت عدد من المناضلين
    افتحوا ملف المجزرة التي تمت لضباط حركة رمضان 1990
    افتحوا ملفات الفساد المستشري ونهب المال العام والتفريط في مؤسسات الدولة لصالح الطفيليين
    افتحوا ملفات المفصولين من الخدمة المدنية والعسكرية وإحلال المحازيب وأهل الولاء محلهم
    طالبوا بالتحقيق في حالات التصفية بإسقاط الطائرات
    طالبوا بالتحقيق في قصف القرى الآمنة في الجنوب ودارفور بسلاح الطيران
    طالبوا بالتحقيق في القصور التي إنتشرت في قلب العاصمة بأسماء قادة النظام


    وتطول قائمة المخازي والتجاوزات والفساد
                  

07-26-2006, 05:18 PM

abdalla elshaikh
<aabdalla elshaikh
تاريخ التسجيل: 03-29-2006
مجموع المشاركات: 4001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: أبو ساندرا)

    ألأخ أبوساندرا
    أحي معك ألأخ علي ألعوض علي هذه ألـمبادرة..فالـمجموعة ألحاكمة تحاول أن تتـملص عن كل هذه ألجرائم..بل هنالك قطيع كبير من أفراد
    هذا ألشعب قد إنطلت عليهم هذه ألحيلة..ولقد تناقشت مع ألعديد منهم هنا حيث أقيم[أمريكا]..فوجدت بعضهم ينكر هذه ألحقيقة لأنه كان أصلا يشتغل بالجهاز والبعض ألآخر ينكرهالجهله بطبيعةألأشياء.
    من جانبي سأفضح ماإستطعت إليه سبيلا في ألبوست..[ألقاهرة..أو بوابة هذا النزيف]
                  

07-26-2006, 11:02 PM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: abdalla elshaikh)

    رأيت المتـفـق على إنحداره من طبقة الأنبياء لأول مرة عام 2001 .

    إنتظرناه طويلاً فـدخل علينا بقامة ببنية بادية النحول و طلعة عليها
    آثار المهجر و الإجهاد الناجم عن دوام ما بعد الظهر في مصنع شقي .

    إتخذ مكانه في دائرة سجال و سرعان ما تكشف لي أن جمرة ذهن العابر
    لأهـوال بيت الاشباح فـقاهرة المعز فالمصنع الهولندي هي الأكثر
    إتـقـاداً في تـنور السجال.

    عليه رضوان السماء علي العوض وأهله ورفاقه في ذلك المعتقـل
    ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً ً نهشـت آنياب
    السلطة الهيكل المحكوم عليه كما كل هيكل بالفـنـاء لكنها أخفـقـت في هدم قلعة الروح .



    ـــــــــــــــــــــ
    أعتذر عن التعديل الثلاثي

    (عدل بواسطة Osman M Salih on 07-27-2006, 00:56 AM)
    (عدل بواسطة Osman M Salih on 07-27-2006, 01:15 AM)
    (عدل بواسطة Osman M Salih on 07-27-2006, 03:47 AM)

                  

07-27-2006, 03:39 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: Osman M Salih)

    Quote: عليه رضوان السماء علي العوض وأهله ورفاقه في ذلك المعتقـل
    ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً


    up
    mohamed elgadi
    http://ghosthouses.blogspot.com
                  

07-27-2006, 08:40 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)

    UP
                  

07-27-2006, 09:46 PM

Elmuez

تاريخ التسجيل: 06-18-2005
مجموع المشاركات: 3488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)

    خالص التقدير و الأمنيات لعلي العوض و رفاقه,

    عش نضـال الشعب السـوداني و صمـود أبنائه و بناته,

    العدل و القصاص .. عـاجلا أم آجـلا.
                  

07-31-2006, 09:42 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: Elmuez)

    +
                  

07-31-2006, 12:23 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)

    عبدالله الشيخ
    ياعزيزي يحاولون التملص من جرائم العصر ، لكن هيهات
    فذاكرتنا مازالت متقدة
    وفي البال فظائعهم جميعها

    أفضحهم وسنتابعك في بوست القاهرة المقروء
    ومن غيرك جدير بالتوثيق ؟
                  

08-02-2006, 08:55 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: أبو ساندرا)

    شكرا يا صديقي ابو ساندرا
    مثابرتك وحميتك وإصرارك
    لن ينجو المجرمون بما اقترفوا أبدا
                  

08-06-2006, 07:25 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)

    الاخ بركات التحايا

    ارجو تقديم الشكروالتقدير للاخ البحيرى وكل المتداخلبن فى البوست فالكلمة الطيبة تشفى الجراح وتوقدالامل والمجرمين والقتلة مصيرهم المحاكم وان طال الانتظار كما ارجو الاطلاع على هذة المساهمةالتى تم نشرها فى صفحة الميدان كما اتمنى ان اجد الوقت للكتابة عن بعض حالات التعذيب ونبداء بنساء تحت التعذيب ولنطلق حملة للتضامن مع ضحايا التعذيب والحروب وكل الانتهاكات ويمكن الاستعانة بتجارب منظمة العفو الدولية وبمكن الحديث عن ذلك فيما بعد

    ____________________________________


    الأخ / فتحي البحيري
    السطور أعلاه وصلتني من صديقي المناضل علي عوض عبر الإيميل
    الجزء الثاني من رسالة علي عوض عملت بها بوست عن واقعة
    تعذيب المواطنة عائشة النسيم الطاهر
    فتابع معنا
                  

08-08-2006, 02:46 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: أبو ساندرا)

    الشكرا كاملاً لك يا صديقي وللمناضل الجسور على العوض


    Quote: ولنطلق حملة للتضامن مع ضحايا التعذيب والحروب وكل الانتهاكات



    Quote: والمجرمين والقتلة مصيرهم المحاكم وان طال الانتظار


    ومعا عبر كل نافذة ممكنة لمحاصرة الأوغاد
                  

08-09-2006, 06:22 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: فتحي البحيري)

    التعذيب والسخف الذىتعرض له المناضل الخلوق على العوض لم يمس ذره من روحه بل زاده ايمانا وقوه وتهذيبا وتجردا حللت ضيفا لاقل من شهر على شقه "ضحاياالتعذيب" بارض الغولف لصداقه تجمعنى بعبدالمكرم وعبدالله الشيخ فلاحظت ان على العوض كان اكثر ساكنى الشقه انشغالا بغيره ,يطبخ الطعام ،ينظف ،قليل الحديث والحياء لدرجه انى كنت استحى ان انظر الى وجه كى لا اتخيل كيف يجرؤ انسان مهما بلغت قسوته من تعذيب هذا الرجل الراقى.التحيه لعلى العوض فى منفاه البعيد بهولنده واقول لك ما قاله الخليفه العادل عمر بن الخطاب لابى ذر الغفارى عندما امره البقاء بالشام بعد خلافه مع معاويه اذ قال له " بئس بلد ليس به امثالك" وياعلى بئس السودان ان كان لا يحترم مثلك.

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 08-09-2006, 06:25 AM)

                  

08-09-2006, 08:46 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحية للمناضل على العوض ... ودعوة لكل ضحايا التعذيب .. أن يحذوا حذوه (Re: احمد الامين احمد)

    Quote: وياعلى بئس السودان ان كان لا يحترم مثلك.


    صدقت يا صاحبي
    وإن الحد الأدنى من الاحترام لا يكون إلا بالقصاص العادل
    شكرا جزيلا أخ أحمد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de