همتكم يا شباب.. اقتراح وشكر

Quote: مسودة كتاب الشعبية الباب الأول: تعريف بالشعبية الباب االثاني: معالم من الشعبية الباب االثالث: شخصيات من الشعبية الباب الرابع : كلمة وفاء الباب الخامس: أيام الدراسة والمدارس الباب السادس : ميدان الرابطة الباب السابع: ألعاب زمان الباب الثامن: أدبيـــات الباب التاسع: مواقف وطرائف الباب العاشر: حـــوارات الباب الحادي عشر: مشاريع الباب الثاني عشر: صور

Quote: الحاج حمد: الشعبية الكبارة ولا الشعبية السغارة؟ هكذا كان ينطق بها بعض اهلنا عندما يطوفون فى زيارات الاقارب زمان الاعياد والمآتم والافراح. ما الدنيا؟ الدنيا امكنة عزيزة. ولذيذة. وحكاوى.. صوانى الخبيز فى رحلة التجهيز للعيد فى فرن سوق السيد على/المرغنية. اللمة تحت عامود النور. لعب الاطفال. وصراخهم وزعيقهم. الدافورى وقون المغربية اخير من مية. و" الكضاب ما بنريدو والسكين تقطع ايدو".. والمدارس. وشارع المدارس. وبنات الجيران. والحب. والمظاهرات... عندما وعينا على التقسيم الاجتماعى فى المدينة وكانت الشعبية تحيط بها العمارات والفلل مزح احد الاصدقاء بوصف من علوم الجغرافيا. وصف الشعبية انها تقع فى ظل المطر! وبالطبع يقصد مطر الثروات! ولكن فى الشعبية ثروة ندر ان تشبهها ثروة اخرى. راس مال لا نظير له. الانسان. وللشعبية اسم اخر: بيوت البلك. فهى بنيت من البلوكات الجاهزة. cement blocks التى كانت تصنعها ماكينات مخصصة لهذا الغرض.

Quote: من المشاهير الذين سكنوا الشعبية ابوعركى البخيت وزوجته المذيعة المعروفة والشاعرة عفاف الصادق حمد النيل.. اجروا منزلا يقع شمال شارع كبرى شمبات، فى مربع 9/8/تى. اتذكر ان ابو عركى كان يقود سيارة بنية اللون. اظنها ماركة فورد او شيفروليت. لم يتسنى له الاختلاط الواضح بأهل الحى نسبة لانشغاله ونجوميته ربما.. وكان بعض معلمى البعثة التعليمية المصرية يستأجرون بيوت فى الشعبية لموقعها الاستراتيجى وسهولة الحياة فيها وحداثتها، وفى نفس الوقت شعبيتها ومعقولية اسعار الايجار زمن نميرى. واذكر ان معلمين واسرهم سكنوا جيراننا وصاروا جزءآ من الحى. اولادهم يلعبون معنا الكورة. ونساؤهم يشاركن فى المناسبات، وبناتهم صادقوا بنات الحلة، وتبادلوا معهن الطبخات والهدايا. وكانت اول مرة اذوق طعم الكشرى عندما اهدتنا جارتنا المصرية طبق منه ردآ على هدية والدتى لها.

Quote: الاخ الحاج حمد تحياتى وشكرى على اعجابك بطريقة كتابتى. ولئن كانت جميلة كما تقول، فالفضل يعود الى اساتذتنا فى الشعبية جنوب الابتدائية والاميرية 2 وبحرى الثانوية. والفضل يعود كذلك للمكتبات واكشاك الصحف والكتب فى سوق بحرى وفى الشعبية وفى المؤسسة وفى شارع الكبرى وفى الصافية.. والفضل يعود الى ذلك النظام الذى اخترعه بعض الاذكياء من ابناء الشعبية. نظام التسليف وتبادل المجلات والكتب. وكم شهدت الحيطة بيننا وبين جيراننا من مبادلات، ورحلات ماكوكية لاشباع نهم القراءة والمثاقفة والخيال.. من مجلة الصبيان الى كتب الالغاز وارسين لوبين وكلاسيكيات الادب العربى والادب الاجنبى المترجم للغة العربية.. واذكر ان استاذ اللغة العربية فى بحرى الثانوية منحنى الدرجة الكاملة فى امتحان الانشاء. ولقد تباهيت بهذا زمنا طويلا.. سمعت والعهدة على الراوى ان اغنية (يا جميلة ومستحيلة) للشاعر المعروف محجوب شريف، نظمها فى احدى حسناوات الشعبية شمال. ارجو ان يتطوع احد الاخوة فى الخرطوم لسؤال الاستاذ محجوب شريف عن هذه الرواية.. والحق يقال، الشعبية سكن بها الكثير من ربات الجمال.. والصبايا الحسان. وقد كان التنوع القبلى والعرقى فرصة للتعرف على ملامح السودان وجماليات اهله وبناته..

Quote: إن انسى لا انسى سهولة الحياة وحداثتها فى الشعبية. وديناميكية سوق الشعبية وتنوع بضاعته وخدماته. فى دقائق يمكنك ان تشترى القماش من اى دكان خردوات. دكان احمد اليمانى او دكان فقيرى او دكان الحاج بشير سلمان، وفى دقائق تسلمه الترزى كى يصنع لك جلابية او عراريق او قمصان. وتأتى بعد يومين لاستلام الملابس الجاهزة. ولا انسى العجلاتية. والعم دراج ، وانهماكه فى صيانة العجلات وتأجيرها. وهو وابناؤه يسكنون فى شارع ناس دولة حارس المرمى المعروف. العم بشير سلمان من اهالى شمبات. وهو بالمناسبة والد الشاعر المعروف مبارك بشير، شاعر وردى، (يا نسمة يا جاية من الوطن)، (نلتقيك اليوم يا وطنى لقاء الاوفياء)، وغيرها من درر الغناء السودانى. ولقد كنت معجبآ اشد الاعجاب بالطاحونة، والية عملها. وكنت اسأل صاحبها فى فضول عن كيفية تشغيلها وكيف تطحن العيش والقمح. انا شخصيآ كنت اكون مسرور لو رسلونى لطحن القمح. فهى فرصة لمراقبة هذا الكائن الالى الغريب، الذى يطحن فى جوفه حبيبات القمح السالمة ، ثم يلفظها فى نفثات بيضاء الى كيس مربوط فى خشمه. وكان ملمس الدقيق الناعم، وحرارته، ورائحته، وتخيل رحلة تحوله من غبار ابيض الى قراصة على الصاج، فى صحن دمعة او ملاح اخدر، مما يجعل المرء يفكر فى فلسفة الحياة والموت، وفى الرحلة الى البيت، كان سف الدقيق، وتلوين الوجه به من الاعيب الطفولة ونزقها. ولئن كانت الحياة فى الشعبية جميلة وسهلة، فقد كان بها بعض المنغصات. كل شتاء وربيع كنت امرض مرضآ شديدآ. فقرب الشعبية من النيل والزراعة فى شمبات، وزراعة السكان لاشجار النيم وبعض الحدائق المنزلية، كان سببآ فى مرضى. كنت اعانى من الازمة asthma والحساسية لتحولات الفصول، وحبوب الطلع واللقاح pollen ، وكذلك للكتاحة فى امشير. كنت اغيب عن المدرسة اسابيع وشهور احيانآ بسبب الازمة والربو وحمى الدريس hay fever. ولقد ساهرت باهلى سهرآ كثيرآ. اكيد سوف يكون فى ميزان حسناتهم. لهم الرحمة اجمعين.

Quote: ابناء العم عبد الرحمن عبد ه الذى كان يعمل ضابط استديو فى التلفزيون. وتقريبآ كل اولاده وبناته شاركوا فى برامج الاطفال وغيرها. وهم محسن وعلى وخالد والمرحوم يحيى وعمر واختهم. ولقد استمر عمر عبد الرحمن فى التمثيل وشارك فى عدد من المسلسلات والمسرحيات. وبيتهم يفتح على ميدان الصداقة من الناحية الجنوبية. ووالدتهم الحاجة ستات وكانت امرأة كادحة ومكافحة وطيبة غاية الطيبة. ومن الممثلين فى نفس المربع، مربع 8/9/تى علاء على مختار، الشهير بعلاء محشية. واظنه الان فى هولنده. ولقد شارك فى عدد من المسرحيات التى عرضت على المسرح القومى بامدرمان. وكان شابآ مرحآ وضاجآ بالحياة. كما شارك الاخ كباشى الامين سعد من نفس المربع بالتمثيل فى المسرح والتلفزيون. واتساءل معك عن الاخ ايهاب محمد عثمان فقيرى الذى درس الجامعة فى بلغاريا. ومن المشاهير الذين سكنوا الشعبية الفنان المغنى والباحث فى التراث الشايقى عبد الرحمن بلاص.

Quote: فاطمه الدايه هى فاطمة محمد الحسن. من الشايقية الذين ولدوا وتعلموا فى مصر. شقيقها العميد احمد محمد الحسن. وهو القاضى العسكرى الذى رأس المحكمة العسكرية لمحاكمة عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب الشيوعى، عقب انقلاب 19 يوليو 1971، انقلاب هاشم العطا. وعلى ذكر المرحوم عبد الخالق محجوب والحزب الشيوعى، كان الاستاذ كمال الجزولى مرشح الحزب الشيوعى فى دائرة الشعبية والهجرة فى انتخابات 1986 عقب انتفاضة ابريل. والاستاذ كمال يسكن الهجرة منذ عقود طويلة. كان يسكن بالايجار. واظنه الان بنى بيتآ فى مزرعة السر ادم سابل التى بيعت قطع اراضى سكنية. والسر ادم سابل من اقطاب فريق المريخ ووالد ضابط الشرطة نزار السر الذى كان يتواجد فى الشعبية على الدوام. وعلى ذكر المريخ يجب ان نذكر المرحوم محمد عثمان دلدوم من اقطاب وادارييى المريخ المرموقين، وهو والد طارق واخوته واخواته. بيتهم شمال شارع كبرى شمبات، مقابل منزل العم موسى محمد موسى، والد الاخوة جمال ومعتصم ومعاوية، لاعب الكرة المشهور، وبكرى واخوته واخواته.

Quote: ومن المبدعين الذين سكنوا الشعبية الشاعر المعروف حميد. كان يسكن فى بيت خاله او عمه العم سليمان طه والد الاخوة محمد واحمد وعبد الله والمرحوم عمر سليمان الذى توفى فى عز شبابه له الرحمة. كما سكن الصحفى محجوب موسى، قبل زواجه، فى بيت اخته الخالة عرفة، وزوجها العم الملك العوض. وقتها كان محجوب موسى يعمل فى جريدة الصحافة وذلك قبل ان يهاجر الى الامارات العربية المتحدة فى الثمانينات من القرن الماضى، ويلتحق بجريدة الخليج الظبيانية. وفى نفس شارعهم كان يسكن السياسى المعروف والوزير بعد انتفاضة ابريل 1985، المهندس محمود بشير جماع ، وزير الرى على ما اعتقد. لا يفوتنى ان اذكر ان الشعبية كان يطلق عليها بعض الظرفاء لقب الصين الشعبية! نسبة للانفجار السكانى. فقد كان متوسط الابناء والبنات فى الاسرة الواحدة حوالى 7 افراد. واكثر ما تتضح هذه الصورة فى العصريات حين تمتلئ ميادين كرة القدم بالمتمرنين والمتفرجين وتمتلئ الشوارع بالسابلة، فى الزيارات والمواجبات، والذهاب الى الاسواق والمستشفيات. والتلاميذ والتلميذات فى طريقهم من والى دروس العصر. وربات البيوت والبنات فى طريقهم الى حصص الاقتصاد المنزلى ومحو الامية. والاباء فى طريقهم الى الزوايا والتكايا لاداء الصلوات. او حضور الاجتماعات العامة. فى لجنة التعاون او العون الذاتى او مجالس الاباء والمعلمين.

Quote: على الرغم من سكن اسرتى فى الشعبية شمال إلا أننى درست الابتدائية فى الشعبية جنوب. 6 سنوات فى مدرسة قالوا قوية. وتتوسط عدد من الاحياء. الشعبية جنوب والمزاد والدناقلة شمال والمرغنية والسائح. حتى الصافية البعيدة. سنوات التكوين الاساسى من 7 سنوات الى 13 كانت فى الشعبية جنوب الابتدائية. وهى فى الحق مدرسة متميزة. انا لا ابخس مدرسة الخشب فى الشعبية شمال ولكننى اتحدث عما اعلم. جمعتنا يا قرجة الشعبية جنوب الابتدائية على حقائق اولية. ولد غفير المدرسة يساوى ولد وزير التربية. وهذه حقيقة. فقد درس معنا ولد غفير المدرسة وولد وزير التربية فى زمن مايو. وتلقوا نفس المعاملة ونفس الكراسات والكتب. حاتم ابوه كان وزير التربية. المرحوم محيى الدين صابر. وعماد ابوه كان غفير المدرسة. العم صديق. وفى نفس المدرسة درس معنا تلاميذ على بعد ظلط. كانوا ينتمون الى اسر من الطبقة الوسطى. مدراء بنوك وموظفى دولة ونظار مدارس ثانوية. هل تذكر يا قرجة باسل محجوب زيادة حمور؟ وهشام عمر النور؟ ورشاد عثمان؟ ومحيى الدين واخوه المعاق؟ ونصر الشيخ؟ وجمال عبد القادر عطية الذى كان ابوه مدير شرطة بحرى وقتها؟ هل تذكر ياسر عبد المحمود من اولاد المزاد؟ وعمر عثمان؟ واولاد الناقلة شمال؟ واولاد الديوم؟ ولقد حمانا انتماؤنا للشعبية من غضب بعض التلاميذ الذين كانوا يصبون جام غضبهم على التلاميذ المتفوقين الذين ينتمون الى الطبقة الوسطى! وقد تفننوا فى تبخيس التفوق الاكاديمى. حين كان ينشد الفلكلور الشعبى: الاول عند الله مصور" حولوها الى "الاول ياكل خرا مدور" وحوروا " الطيش ياكل براطيش" الى "الطيش عند الله بعيش". ولقد كنت افكر كثيرآ فى هذه المفارقة. مفارقة ان يتفوق ابناء من الطبقة العاملة، من الكادحين، الذين كسروا احتكار الطبقة الوسطى للتفوق والتعليم الجامعى. ومفارقة ان يحتفى اقرانهم من غير المتفوقين بتفوقهم الى درجة اعفائهم من القسط الدورى من العنف عند ظهور النتيجة!! فقد كان جلد/كسر المتفوقين تقليد راسخ فى المجتمع العاصمى.

Quote: اتحدث عن الحراك الاجتماعى فى الشعبية. والذى ساهم فيه التعليم بصفة اساسية. سوف اضرب مثالا بالشارع الذى فيه بيت ابى. ستة بيوت تفتح على ستة بيوت شمالا وجنوبآ. ومتوسط الابناء والبنات 5 او 6 افراد. وحسب ذاكرتى، تمكنت من رصد المعلومات التالية: الابناء والبنات الذين درسوا جامعة من هذه ال12 بيت كانوا كالاتى: 3 اطباء 3 طبيبات 3 ضباط قوات نظامية 2 مهندسين 1 مبرمج كمبيوتر 1 بيطرى 1 زراعى 16 كليات نظرية (قانون، اداب، تجارة، اقتصاد الخ..) المجموع 30 خريج جامعى من مختلف التخصصات. مع العلم ان معظم الاباء كانوا من الطبقة العاملة، نجارين وكهربجية وسواقين وترزية وميكانيكيين وموظفين صغار فى الخدمة المدنية السودانية.

Quote: اسرة فى الشعبية ساهمت فى الوعى العام والتعليم كثيرآ. ياسين التجانى محمد التجانى خالد التجانى 3 اشقاء ومعلمين درسوا مئات التلاميذ والتلميذات فى المراحل المختلفة فى الشعبية وفى بحرى. بجانب نشاطهم فى العمل العام. محمد التجانى من مؤسسى اتحاد المكفوفين. الى جانب محمد جار النبى وغيرهم. ساهموا فى توعية الناس بقضايا المكفوفين وحقوقهم كبشر كاملى الاهلية الانسانية رغم فقدانهم لحاسة هامة مثل البصر. وكان هذا درسآ مبكرآ فى الانتباه لحقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ورعاية الفئات من ذوى الاحتياجات الخاصة. ولقد كان اتحاد المكفوفين فى المؤسسة خلية نحل تمور بالنشاط الموسيقى والتعليمى والاجتماعى. ياسين التجانى معلم مخضرم وقدير. وفيلسوف. كان كثير التأمل والتفكير. كما كان ناشطآ فى العمل السياسى والشبابى الى جانب مهنيته العالية. ولقد حكت لى طالبات كثيرات كيف كان يدرسهن ويتعامل معهن بانسانية واحترام وتقدير لهن كنساء لهن دور فى المجتمع، ولهن حق فى التعليم وتطوير المهارات والقدرات والحصول على العمل المناسب والمدر للدخل الذى سوف يساهم بدوره فى ترقية حياة اسرهن المكافحة. وكان ياسين التجانى ناشطآ فى اتحاد الشباب السودانى بعد انتفاضة ابريل 1985. وكان قارئآ نهمآ، لا تخلو مكتبته من جديد الكتب فى الفلسفة واللغويات والاجتماع والتعليم والسياسة والرواية. اما خالد التجانى، فقد كان دفعتنا فى الثانوى العام. التحق بمدرستنا بعد ان انتقلت اسرتهم من احدى مدن السودان الى بحرى. فقد كان والدهم موظفآ فى الخدمة المدنية السودانية، ذلك الجيل المنضبط والمتفانى فى عمله والمحافظ على تقاليد الخدمة المدنية فى الاداء الرفيع والنزاهة واحترام المال العام وخدمة المواطنين دون ترفع او تكبر. كان خالد التجانى فى الاميرية 2 شابآ مرحآ وساخرآ، وسريع البديهة. وسرعان ما اندمج فى الوسط الجديد، واختصر شهور من المسافة والشعور بالغربة التى يشعر بها القادمون الجدد الى مدن اخرى وبيئات محتلفة. ثم درس خالد الجامعة فى مصر. وتخرج بامتياز فى احدى فروع العلوم ، والتحق بالمدارس الثانوية معلمآ قديرآ ومشهورآ بالانضباط والصبر والتعامل مع طلابه وطالباته بالندية والاحترام والقدرة الهائلة على شرح اعقد موضوعات العلوم بلغة سهلة وبسيطة ومن الواقع. ولقد طبقت شهرته كاستاذ متخصص وشاطر الافاق. لهم جميعآ التحية والتقدير. فهم بحق ركن من اركان الوعى والتعليم فى الشعبية والتحية لشقيقهم الاصغر ابراهيم التجانى

Quote: الكلاب فى الشعبية. لماذا كان يربى السكان الكلاب؟ رفق بالحيوان وهواية؟ أم وظيفة امنية بوليسية؟ اتذكر كان عندنا كلب جميل. كان هجين بين كلاب سودانية وكلاب بوليسية جلبتها وزارة الداخلية من هولنده فى السبعينات. هذا الكلب الجميل اهداه لنا قريبنا الشاويش الذى كان سائق السيد مدير عام شرطة السودان وقتها. وكان جروآ بهجة للنظر، وكان رفيقآ للاطفال يلعب معهم ويسليهم ببهلوانياته وحيويته. وكبر الجرو ليصير كلبآ مهابآ وحارسآ يقظآ. ففى السبعينات ومع اشتداد الازمة الاقتصادية زمن نميرى، وظهور السكن العشوائى فى بعض انحاء بحرى (كوشة الجبل) وغيرها، تعرضت الشعبية والاحياء المجاورة لهجمات عانى منها السكان فى غياب خدمة بوليس السوارى الذين كانت اصوات حوافر خيولهم فى الشوارع بالليل تبعث الطمأنينة فى المدينة وتحد من زيارات اللصوص العابرين للحيطان! ولهذا كانت الكلاب بديل شعبى وشخصى لخدمة حكومية كان يدفع لها السكان العوائد والضرائب. وكم من كلب وجد مسمومآ، او مقتولا، حسب خطط زوار الليل الذين تكاثروا وتفننوا فى مقارعة خطوب الكلاب الشعبية. وهكذا عاش كلبنا الهجين وقام بدوره خير قيام فى حماية ممتلكاتنا وتأمين ثرواتنا! ولما كان كلبنا كلبآ وسيمآ وفتيآ فقد هامت به كلبات الحلة والشوارع المجاورة. وصار الكلب يتابع شهواته وصار يهاجر الى حدود شمبات لقضاء اوطاره. وبسبب هذا النشاط المحموم عبر السنوات، اصاب الكلب مرض ادى الى اختفاء ضنبه رغم العلاج. وقد كان يعانى فى الصيف معاناة قاسية بسبب اصوله الاوروبية المعتادة على المناخات الباردة. المهم فى الامر ان الكلب فقد ضنبه. وكان ضيوفنا يسألوننا عن سبب اختفاء ضنبه حين يرونه كلبآ جميلا ومختلفآ عن باقى الكلاب، ولكنه بلا ذنب. كنت اقول لهم إن كلبنا هام بكلبة هيامآ شديدآ، وفى احدى نوبات غرامه وحبه لها قطع ذنبه واهداه للكلبة التى سلبت لبه وشغلت قلبه. وقد كان ضيوفى يضحكون من هذا التفسير الرومانسى الذى كان يذكرهم قصة الرسام الهولندى المشهور (فان جوخ) الذى قطع اذنه فى نوبة غرام مجنون واهداها لحبيبته!!!! [URL] [Profile]

Quote: الأخوان عادل محمد عثمان و أمير قناوي نقاش مثمر لمصلحة كتاب الشعبية و الأجمل طريقة مبادلة الآراء.. بالنسبة للصور هناك صور قمت بازالتها في الصفحات الأولى (عدد بسيط من الصور) و ذلك لأنها نزلت من بوست تاني و هي لا تخص بوست الشعبية و قد نبهني الأخ عادل عثمان في ذلك الوقت و سوف اقوم بانزالها مرة أخرى اذا كانت لها أهمية مرتبطة بالمداخلات التي نزلت معها.

Quote: عماد احمد وليد عبد اللطيف تحياتى وتقديرى لكل ما تقومون به من مساهمات فى بوست ومنبر الشعبية وفى بوست بحرى طراوة. هذا المجهود الجماعى لا شك أنه سيؤتى ثماره قريبآ فى شكل كتب ومجلات وصحف ومعارض ودعم مالى وعينى لشعبيتنا الحبيبة. ارجو ان تتاح الفرصة لعضوية ناس من الشعبية لمتابعة الاقتراحات على ارض الواقع.

(عدل بواسطة أمير قناوي on 01-28-2010, 08:22 PM)

Quote: قطع شك كلامك جميل وناس الشعبية مهمين جدا وبالنسبة لي عندي اهم واحد ( هاني ) شقيق (عماد دقلنجى ) ود حلتكم وسبق جلسنا مع بعض وتكلمنا في الكثير وطرح لي بعض الاشياء وهذا لو تم انضامة سوف يكون دفعة كبيرة لانه نشيط ويحب العمل الجماعي .. وينقل لنا كل اخبار الشعبية بالتفصيل

Quote: أخي عادل عثمان عدت لهذه الصفحة وأن أبحث عن صورة أوردتها أنت في مداخلة في الصفحة 26 وكتبت: (الصورة للاخ صلاح حبشى .. وبالمناسبة يا شكوكو مصطفى فى ذلك الزمن كان يعرف بمصطفى فرة ( بكسر ال ف وتشديد ال ر)..). لم أجد تلك الصورة التي ذكرتها . أرجو إنزالها هنا أو في صفحة التحاور حول الكتاب.