غازى سليمان أم غازى صلاح الدين!

Quote: بعد الإنفصال الوحدويون في الجنوب.. هل يُعتبرون (خونة)؟! فتح الرحمن شبارقة ذات حوار، قال غازي سليمان، المحامي والقيادي السابق بالحركة الشعبية إنه سيحل قطاع الشمال بالحركة في حال حدوث الإنفصال. وزاد في حواره مع (الرأي العام) بعد أن نظر إلى مصحف موضوع بعناية على مكتبه: (إذا وقع الإنفصال ستبقى القيادة والريادة للدستور الاسلامي ولن يكون هناك مبرر آخر لأي أفكار علمانية في الشمال لأننا كلنا مسلمون وعلينا ان نطبق الشريعة بحذافيرها وهو ما يجعل كل داعٍ للعلمانية في الشمال، خارجاً عن الدين وعن الاجماع الوطني في السودان)!!. لا أدري على وجه الدقة لماذا تذكرت هذا الحديث عن مستقبل الشماليين بالحركة، فيما كنت أنتوي الوقوف على مستقبل الوحدويين الجنوبيين بعد الإنفصال.. لكن، ورغم أن الصورة تبدو معكوسة للوهلة الأولى بين شماليي الحركة ووحدويي الجنوب، إلاَّ أن هناك سلكاً ناظماً ومقاربة تبدو منطقية بين مستقبل كليهما، مستقبل ما زالت الأقدار تخبئه لحين الإفصاح عنه بعد الـ (105) أيام التي تفصل عن موعد الإستفتاء. السؤال الذي قد يكسب سائله هنا إستياء البعض هو: هل سيُنظر إلى الوحدويين الجنوبيين بعد الإنفصال بإعتبارهم خونة من جهة كونهم حلفاء ودعاة وحدة مع دولة أجنبية - من غير المستبعد أن تكون معادية- على حساب وحدة الجنوب؟! والإجابة على هذا السؤال تختلف بإختلاف الزاوية التي ينظر منها المجيب. فهي (لا) برأي بعضهم، و(نعم) برأي آخرين طالبوا في حديثهم مع (الرأي العام) بإخفاء أسمائهم، لكنهم لم يخفوا توجسهم من تداعيات ما بعد الإنفصال خاصة على من كانوا من دعاة الوحدة التي باتت تنطلق موخراً إما في المكان الخطأ في الخرطوم، أوعلى نحوٍ خجول بالجنوب. فالذي يدعو الى الوحدة هذه الأيام في الجنوب، يعتبر خائناً -على ذمة رئيس الحركة الشعبية التغير الديمقراطي د.لام أكول. لكن، قبل ذلك فإن ثمة سؤالاً يلح في طرح نفسه إبتداءً عن من هم الوحدويون في الجنوب الآن؟.. فالبعض - ومن فرط تشاؤمه- لا يكاد يرى جنوبياً وحدوياً بالعين المجردة. لكن من هم أقل تشاؤماً، يحصون بعد تنحية قادة قطاع الشمال جانباً، من الحركة الشعبية على الأقل وزير النفط لوال دينق الذي جاهر موخراً بوحدويته فجلب له ذلك إنتقاد البعض في الجنوب، وضغوط آخرين في الحركة صمت على إثرها عن الحديث المباح مفسحاً قنوات التعبير إلى أصحاب الأصوات الإنفصالية الجهيرة. في المقابل، فإن قيادات ومنسوبي قطاع الجنوب في المؤتمر الوطني يعتبرون حسب حديث رئيس القطاع بالحزب، أقنس لوكودو وحدويين بالكامل. أقنس، ومن واقع ما تعرض له قطاعها على أيام الإنتخابات في الجنوب، لم تستبعد التضييق عليهم بعد الإستفتاء، خاصة وأن قادة الحركة يروجون إلى أن قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني يعمل على إنفاذ أجندة الجلابة، فيما ينفذون هم أجندات تتعلق بالمواطن الجنوبي. وفي مقدمة قيادات الجنوب بالمؤتمر الوطني يأتي بالطبع علي تميم فرتاك ورياك قاي وألسون مناني مقايا وداك دوب بيشوب وأقنس لوكودو وقيادات جنوبية أخرى من ذات الوزن السياسي أو أخف قليلاً، يقفون في مقدمة الداعمين لوحدة البلاد وربما المتأثرين بوقوع الإنفصال. قيادات جنوبية أخرى لا هي مع الحركة ولا هي مع الحكومة ولكنها مع الوحدة غير أنها تدعو إليها بصوت خفيض خشية أن يُضاروا في الوضع الجديد إن هم نشطوا في الدعوة لوحدة بحاجة إلى معجزة سياسية حقيقية. يضيف البعض إلى من هم في عداد الوحدويين بالجنوب، المسلمين منهم في الأحزاب الأخرى وخارجها من قبيل عبد الله دينق نيال وموسى المك كور وغيرهما. إلاَّ أن القس جشوا داو ديو -رئيس مفوضية حقوق غير المسلمين - قال لـ (الرأي العام) إنه ليس بالضرورة أن كل القيادات الجنوبية المسلمة مع الوحدة، فمنهم من يدعم الإنفصال كذلك. وأستبعد جشوا أن يتم النظر للجنوبيين الوحدويين بعد الإنفصال بإعتبارهم خونة، وقال إن القبيلة والأسرة والعشيرة في الجنوب أقوى من أي إنتماء سياسي أو آراء وأفكار وحدوية أو إنفصالية. وبالتالي فإن القبيلة ستحتضن أبناءها الداعين للوحدة إذا حدث الإنفصال وستوفر لهم الحماية بالضرورة. الناظر في الآونة الآخيرة للحراك السياسي في الجنوب، يلحظ بوضوح أن هنالك هجرة للإلتحاق بالحركة الشعبية من قيادات جنوبية أكلت كثيراً في موائد الإنقاذ، ثم أدارت لها ظهرها موخراً دون أن تغسل يدها بحثاً عن وضع يُعتقد أنه أفضل تحت سقف الحركة الشعبية التي سيؤول إليها الوضع في الجنوب بالكامل، أو آل بالفعل. وهو ما جعل الكثيرين يغازلون الحركة بتصريحات إنفصالية صارخة ليخطبوا ودها وما تجود به من وظائف بعد أن تغيرت موازين القوى بالجنوب. أو على الأقل حتى لا يُضاروا بسبب مواقفهم الوحدوية في السابق عندما كانوا يقاتلون الحركة وهم يتخندقون مع المؤتمر الوطني. ويبدو أن العديد من الأحزاب الجنوبية لها قابلية عالية على التنقل بين المواقف والمباديء والحراك في إتجاه المصلحة دون أن تشعر بحرج سياسي. حدث ذلك عندما إنضم بعضها للإنقاذ، وقبل ذلك كانت أحزاب سانو والأحرار وجبهة الجنوب التي يرأسها أبيل ألير قد حلت نفسها وذابت في مايو ثم خرجت من عباءتها بعد الإنتفاضة. وبالتالي فهي أحزاب لها قدرة عالية على التكيف مع معطيات الواقع ورياحه وحدة كانت أم إنفصالاً وهو تكيف جعلهم ينزعون ثياب الوحدة القديمة ويتدثرون بثياب إنفصالية تربك من يُنظر إليها. تماماً كما يرتبك من يرى مستشار رئيس الجمهورية بونا ملوال وهو يشكل حضوراً لافتاً في أغلب المحافل الوحدوية رغم أنه رئيس المنبر الديمقراطي لجنوب السودان وهو منبر لا يخفي إنفصاليته. وليس الخوف وحده على مستقبلهم الشخصي هو ما جعل البعض يتحسب للإنفصال بأن لا يدعو للوحدة بل يستعجله بالدعوة إليه، وإنما يذهب عالمون ببواطن الأمور في الجنوب إلى رضوخ بعض القيادات الجنوبية لإبتزاز الحركة فأصبحوا أكثر إنفصالية من صقورها كما آل إليه الحال مع رئيس حزب سانو توبي مادوت وجوزيف بول شان الذي كان والسلطان ضيو مطوك من أبرز الكوادر الإنقاذية فيما مضى. لكن مضى زمان، وجاء آخر أصبح يتحدث فيه البعض عن إمكانية إعلان الإستقلال من داخل برلمان على غرار ما حدث في 19ديسمبر من العام1955م عندما أُعلن إستقلال السودان من داخل برلمانه. ورغم الفروق الناصعة بين الإستقلال والإنفصال إلا أنه من الملاحظ أن الإتحاديين الذين كانوا دعاة الوحدة مع مصر كانوا أكبر المستفيدين من الإستقلال فجاءوا إلى سدة الحكم على حساب حزب الأمة الذي كان موقفه محسوماً منذ البداية مع الإستقلال، وهو الأمر الذي ربما جعل وحدويي الجنوب هم أول من يقطفون ثمار الإنفصال. ومهما يكن من أمر، فإن علو صوت الإنفصاليين هذه الأيام خاصة ذلك المنبعث بقوة من داخل الحركة الشعبية هو عين الخيانة - برأي البعض- من جهة أنها قاتلت بشراسة لوحدة البلاد على أسس جديدة كما تقول، وإستغلت لذلك بنادق حملها الكثيرون في جبال النوبة والنيل الأزرق ومناطق أخرى من البلاد لا ناقة لهم في الإنفصال، ولا جمل. وبالتالي فإن النظرة بعين التخوين - إن كان لا بد منها- يُمكن أن تستقر عند هؤلاء لا أؤلئك الداعين لوحدة نصت إتفاقية السلام الشامل على إعطائها الأولوية قبل أن ترتب الحركة أولوياتها موخراً بمزاج إنفصالي خالص.

Quote: الزول دا برمي قدام ...يعني لوفوت ركشة الحركة الشعبية بيحصل باص المؤتمر الوطني ..العفش داخل الباص على مسؤولية صاحبه !! الأيام دي في غازي سليمان وغازي صلاح ...ومع الوتر والأمن فرفور وغندور ومندور..... تسلم جني من الطمام و وسيء الأسقام