حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2010, 04:10 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان

    الشابة التي أجرى معها الصحفي التاج عثمان حواراً في صحيفة الرأي العام، وجدت نفسها في ملجأ المايقوما.هي في هذا الحوار أطلقت على نفسها مسمى (لقيطة) .أجد نفسي لا أحب أن يطلق الناس هذه الكلمة التي هي نفسها تقع في الجانب الآخر القاسي من مجتمعناعلى من قسى عليهم مجتمعنا المتخلف في معظمه. وكما نطلق مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصةعلى المعوقين وهذا عين الصواب ، أعتقد أنه من الضروري البحث عن مصطلح على الأقل يكون محايداًُ في وصف أمثال هؤلاء الاطفال.ترى ما هو الاسم الذي اطلقه محجوب شريف عليهم في الاغنية الرائعة التي غنتها الفنانة المبدعة نانسي عجاج؟
    لابد أنهم يتامى المجتمع الأبوي القاسي.

    إلى الحوار الذي صاغه الصحفي التاج عثمان في عدد اليوم بالرأي العام ويبدو أن للحوار بقية.


    المأساة العريضة التي تعيشها امرأة (لقيطة)، تقطن بأحد احياء العاصمة، هزني بعنف وأثار شهيتي الصحفية لمثل هذه القضايا (المغلقة) بغلاف سميك من السرية والكتمان.. اتصلت بها هاتفياً فارشدتني على عنوانها.. فانطلقت صباح الجمعة الماضية الى المنزل.. استقبلتني خارج المنزل مرحبة امرأة في نهاية الثلاثينيات، ولكن ملامح وجهها تنم عن انها أكبر من ذلك بكثير.. تعيش لوحدها مع طفلها وطفلتها الصغيرين.. داخل جزء صغير من منزل مؤجر يحتوي على غرفة واحدة وحوش صغير لا يتسع سوى لسريرين.. همت بالقيام بواجب الضيافة فطلبت منها الجلوس.. ومن ثم أمطرتها بوابل من الاسئلة والاستفسارات.. ومن خلال اجاباتها الصريحة والشجاعة تكونت قصة تصلح ان تكون سيناريو لمسلسل اجتماعي كشفت لي عن مأساتها ومأساة مئات (اللقيطات) اللائي يعانين لوحدهن في صمت خاصة عندما يكبرن فيتفاجأن انهن (مقطوعات من شجرة) لا أب ولا أم، ولا أهل ولا أزواج.. اللقيطة الشجاعة ترسل من خلال سردها لتفاصيل حياتها اشارات واضحة للمجتمع وتكشف حجم المعاناة والمأساة التي تحيط باللقطاء من الجنسين وما يتعرضون له من ويلات، واهانة، وذل من البعض الذين يقومون بتبنيهم.. فلندعها تحكي وتسرد التفاصيل الموجعة والمؤلمة بنفسها.. وبعد القراءة سوف تصابون بالدهشة والاستغراب والالم لفداحة الأحداث، ومأساوية التفاصيل..
    ......
    المايقوما.. الأبيض.. المايقوما
    عثر علىَّ أحد المارة في الشارع وعمري يوم واحد فقط، وتم ايداعي بدار المايقوما بالسجانة، أمضيت بها أشهر قليلة، وذات يوم جاءت امرأة وتبنتني فانتقلت للعيش معها بمدينة الأبيض.. وبالطبع وقتها لم أكن ادرك وأعي ما يدور حولي، ولا اتذكر شيئاً عن الأحداث التي احاطت بي في حياتي الأولى.. ترعرت مع تلك المرأة، وعندما بلغت السنتين اعتقدت انها والدتي، وكنت اناديها (أمي).. كان وضعها المادي لا بأس به، تقيم في منزل كبير مع والدها، والذي كنت اناديه (جدي).. عندما اخذتني من الملجأ، علمت لاحقاً ان عمرها كان فوق الخمسين عاماً، وهي غير متزوجة.. كانت تعاملني بقسوة، وكثيراً ما تضربني لاتفه الأسباب بسير ماكينة الخياطة.. وكنت اتناول طعامي لوحدي، مما جعلني اتساءل وقتها: لماذا أتناول الطعام لوحدي؟ ولماذا يمنعاني: أمي وجدي تناول الطعام معهما في صينية واحدة؟ سؤال سكن دواخل عقلي الصغير، ولم يجد له اجابة إلاّ بعد حين.
    عندما بلغت الرابعة ادخلتني والدتي بالتبني روضة قريبة من المنزل.. وذات يوم وعقب عودتي منها لحظت امتلاء المنزل برجال ونساء كثيرين، كانت النسوة يبكين، لكن لحداثة عمري لم ادرك سبب بكائهن.. وظللت اذهب للروضة ورغم انني لحظت غياب أمي، إلاّ انني اعتقدت انها في سفر.. وبعد أيام اخذني جدي وركبنا القطار الى الخرطوم، وسلمني لدار المايقوما بالسجانة وعندما هم بالانصراف تعلقت به وانا أبكي بحرقة، قائلة: «لماذا اخذتني يا جدي من أمي؟ أنا عايزة أمي.. عايزة أمي.. وبعد انصرافه اخبرتني المسؤولة من دار المايقوما قائلة: «أمك ماتت، ووالدها - جدي - رجل كبير في السن لا يستطيع رعايتك لوحده، ولذلك أتى بك للاقامة معنا بالدار».. وبما انني كنت صغيرة فقد اذعنت للأمر الواقع، وبقيت بالدار.
    كشف المستور
    بعد وفاة أمي بالأبيض، مكثت في دار المايقوما بالسجانة ليومين، وفي اليوم الثالث، أخبرتني مشرفة الدار ان احدى النساء جاءت لتأخذني لاعيش معها بمنزلها.. فذهبت معها وكانت تسكن في منزل بالايجار بأحد أحياء الخرطوم القريبة من دار المايقوما، يقيم معها شقيقها وهو رجل كبير في العمر.. وكانت تعمل في تجارة الحناء، والقفاف ومكانس (مقاشيش) السعف، واحياناً كانت تسافر للشمالية لجلب السعف من هناك.. وللحقيقة كانت أمي الثانية بالتبني تعاملني معاملة (كويسة) وادخلتني مدرسة الأساس، وكانت تطعمني وتلبسني جيداً كابنتها تماماً، خلاف أمي الأولى بالأبيض - رحمها الله -.
    تدرجت في المدرسة حتى وصلت الصف الخامس، فطلبت مني أمي، ذات يوم التحدث معي على انفراد، فادخلتني غرفتها، وقالت لي:
    (أنا لست أمك.. احضرتك من دار المايقوما وقمت بتربيتك.. انت لقيطة عثر عليك بالشارع، ولا يعرف أحد والدتك ووالدك الحقيقيين).
    وقع علىَّ ما قالته المرأة التي كنت اعتقد أنها أمي الحقيقية كالصاعقة، لدرجة انني أصبحت عاجزة عن الكلام.. وبعد انصرافها حبست نفسي داخل الغرفة، أبكي، وأبكي بحرقة متساءلة: أين أمي يا ترى؟ ولماذا تركتني في الشارع ولم ترعاني كما تفعل بقية الامهات مع اطفالهن؟!.. وبالطبع عقلي كان أصغر من الاجابة على هذا التساؤل.. ومن هول الصدمة رفضت الذهاب للمدرسة لمدة عام دراسي كامل.. كنت اعتقد ان الخبر الصاعقة الذي قذفت به المرأة في وجهي سوف ينتشر وسط زميلاتي بالمدرسة، ولذلك قررت عدم مواصلة دراستي.. إلاّ أنني نجحت في التغلب على الصدمة، فعدت العام الجديد لمواصلة دراستي رغم احساسي بالذل والهوان لأنني اجهل أمي وابي وللعثور علىّ بالشارع.
    بعدها استخرجت والدتي بالتبني جنسية، وبطاقة شخصية بالاسم الذي اطلقته علىَّ دار المايقوما، وبالطبع كان اسم والدي اسماً (وهمياً)، فلا أحد يعرف مكانه ولا اسمه بالطبع.. وكما ذكرت فإن والدتي بالتبني كانت تسافر كثيراً للولاية الشمالية لجلب الحناء والسعف لصناعة (القفاف) و(المقاشيش) وبيعها.. في غيابها كنت انتقل للاقامة مع ابناء وبنات شقيقتها بمنزلهم المجاور لمنزلها.. كانوا يعاملونني معاملة قاسية اذ يجبرونني على غسل ملابسهم والأواني المنزلية، ونظافة المنزل، وتفريغ بالوعة الحمام، التي قصمت ظهري.. وعندما اخرج للمدرسة في الصباح كانوا لا يعطونني حق الفطور كما كانت تفعل خالتهم - والدتي بالتبني - ولذلك كنت لا اتناول وجبة الافطار بالمدرسة، وعندما يشتد بي الجوع كنت اتناول فضلات سندويتشات زميلاتي في غفلة منهن.. وكان ابناء وبنات شقيقة والدتي بالتبني يرفضون غسل ملابسي مع ملابسهم، ولا يعطوني الصابون لغسلها، ولذلك كنت اغمسها في الماء فقط بدون صابون.. وعندما تعود أمي من الشمالية، كنت اشكو لها معاملتهم القاسية معى في غيابها، إلاّ أنها كانت لاتأبه ولا تصدق.. وعندما توفيت والدتهم - شقيقة والدتي بالتبني - اضطرت خالتهم للانتقال للعيش معهم إذ أن والدهم متوفي منذ العام 1980م.. وفي منزلهم أصبحت معاملتهم لي أكثر قسوة، وكانوا عندما يفقدون شيئاً بالمنزل يتهمونني بسرقته.. وكانت البنات يضربنني لاتفه الأسباب، ويمنعوني الأكل معهم في صينية واحدة، بل كنت انتظر حتى يفرغوا من طعامهم فأحمل الصينية للمطبخ واتناول فضلات طعامهم!! (هنا اخذت تبكي بكاء متواصلاً موجعاً) فتركتها فترة لتهدأ، وبعد ان مسحت دموعها واصلت قائلة:
    ظللت اقيم معهم برفقة والدتي بالتبني، وكنت اذهب للمدرسة دون حل الواجبات المدرسية، ودون استذكار دروسي.. كيف استذكر دروسي وانا اعمل بالمنزل منذ حضوري من المدرسة وحتى المساء؟!!. ولذلك عندما جلست لامتحان شهادة الاساس كانت نتيجتي (رسوب)، وهي نتيجة طبيعية للظروف الصعبة والمعاملة القاسية التي اعاني منها.
    العمل بالمصنع
    بمرور السنين أصبحت والدتي بالتبني متقدمة في السن، وغير قادرة على التجارة وبالتالي أصبحت بلا دخل، فاضطررت للعمل بأحد المصانع بالخرطوم.. كان باص المصنع الذي يحمل العمال والعاملات، يأتي في الخامسة والنصف صباحاً، ويعود بنا من المصنع في السادسة مساء.. كنت ادخل المنزل منهكة متعبة فيجبروني على غسل الاطباق التي تكون مكومة بالمطبخ، رغم تعبي.. كنت اتقاضى من عملي بالمصنع (175) جنيهاً في الشهر، انفق منها على طعامي واحتياجاتي القليلة المتواضعة.. وتحت إلحاح وضغوط بنات شقيقتها بأنني شخص غير مرغوب فيه بالمنزل، قامت والدتي بالتبني بارسالي لاحدى قريباتها بأحد احياء العاصمة الجنوبية الكبيرة، للعمل معها، وهي امرأة طاعنة في السن، لديها ولدان وبنتان قالت لها انني قريبتها ولم تخبرها بحقيقتي انني (لقيطة).. وبعد انتقالي للعيش معها تركت العمل بالمصنع، لأن باص الترحيل لا يأتي للحي البعيد الذي انتقلت إليه، أصبحت أعمل معها (خادمة) بالمنزل، اقوم بجميع الاعمال المنزلية، بدون أجر، فقط مقابل الطعام والمأوى.. وللحق المرأة قريبة والدتي بالتبني كانت تعاملني معاملة حسنة، وكذلك ولديها وبنتيها، ولم يكونوا يعلمون انني لقيطة، بل يعتقدون انني قريبة والدتي بالتبني.. وظللت معهم سنتان، بعدها قررت والدتي ارجاعي لمنزلها لتقدمها في السن حسب قولها.. وكانت بنات شقيقتها المتوفاة يعاملنني بقسوة وفظاظة أكثر، رغم انني اقوم بخدمة خالتهم، حمام ونظافة..
    العودة لدار المايقوما
    لم احتمل ولم أطق المعاملة القاسية التي كنت اجدها بالمنزل من بنات شقيقة والدتي، وذات مرة طلبت من احدى صديقات والدتي البحث عن عمل لي، فالحقتني بالعمل بدار اطفال المايقوما.. انها سخرية القدر.. عدت مرة ثالثة للملجأ ولكن هذه المرة كعاملة، المرأة صديقة والدتي التي الحقتني للعمل بالدار لم تكن تعرف انني لقيطة.. عملت بالدار في نظافة الاطفال واطعامهم والعناية بهم، وكنت اتقاضى (200) جنيه في الشهر، وكنت اعمل ورديتين من السابعة صباحاً وحتى الثامنة والنصف مساءً.. العاملون في الدار كانوا يعرفون أنني خريجة دار المايقوما، وأنني لقيطة، وبعد سنتين قضيتهما بالدار، تم تعيين مدير جديد، فاصر ان اعمل ثلاث ورديات، من الثامنة والنصف صباحاً حتى السابعة صباحاً اليوم التالي، فاخبرت والدتي بذلك، إلاّ ان أبناء شقيقها رفضوا ذلك واشاروا لها انني لا أعمل بل ارغب المبيت خارج المنزل مع الرجال الغرباء!!.. ذلك الاتهام ابكاني فقررت ترك العمل بدار المايقوما، قطعاً للقيل والقال.. وذات يوم زارت والدتي بالتبني احدى الجارات، فعرضت علىًّ العمل عاملة باحدى المدارس الخاصة، فوافقت على الفور وظللت اعمل بالمدرسة ثلاث سنوات، كنت اتقاضي (200) جنيه في الشهر.

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 07-20-2010, 04:17 PM)

                  

07-20-2010, 04:23 PM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    د. بشرى،
    تركتني بين رغبة عارمة في المتابعة وأشد منها في العزوف،
    مثل هذا الحوار يصيبني بالدوار،
    صدِّقني ، يصيبني بالدوار.
    شكرا يا إنسان.
                  

07-20-2010, 11:06 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    الدكتور بشري فاضل ، الكاتب الملهم، الانسان الذي عندما اتذكر مشاركتي له في نفس الوطن افرح بهذه المواطنة الباهظة التكاليف.
    الحبيب محمد المرتضي .. تحية اليك و شوق.
    و عبركما الي الصحفي الذي كتب الحكاية.
    هذه القصة هي اعظم ما يمكن ان يكون من كتابة، هي ارفع ادب لانها تقول للناس من انتم و كيف انتم، لا يكفي هذه الشابة مشاعر التضامن منا و لا يكيفها نهر من الدموع، ما يبرأ جراحها ليس في مقدورنا، ما يبرأ جراحها ليس في مقدور احد... هو وعد يقطعه المجتمع علي نفسه بالتسامح ، اشاعة الحب و نشر القبول و الاعتراف بالخطأ و الايمان بالنقد و التصحيح
    اب الانسانية الماهتما غاندي اطلق علي امثالها ابناء الله... و كان يضعهم في مقام السيد المسيح و اب البشر سيدنا ادم في لغة بسيطة بالهندي الفصيح كان يقول في مخاطاباته علي الهواء في اجواء بومبي المشحونة بروائح النضال ضد المستعمر
    من منكم يعرف لسيدنا المسيح ابا
    من منكم يعرف لسيدنا ادم ابا
    هم ابناء الله
    اذا كنتم لا تعرفون ابائهم فلا تسمونهم (لقطاء) هم ابناء الله ... او ابناء الحب ... ابناء الانسان



    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 07-20-2010, 11:09 PM)
    (عدل بواسطة طه جعفر on 07-20-2010, 11:14 PM)

                  

07-21-2010, 08:47 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: طه جعفر)

    عزيزي طه جعفر
    رائع هذا القول الذي اوردته للمهاتما غاندي: ابناء الإنسان.يروق لي أن نطلق مسمى أخي في الإنسانية أو أختي في الإنسانية على أي من هؤلاء الذين يقع عليهم الظلم الهائل منذ مولدهم.القصة التي حكيتها عن والدك بليغة ولابد أنه استقى الكثير من الحكمة.
    مثل هذه الدور التي تاوي أخوتنا في الإنسانية هي أكثر المؤسسات احتياجاً للدعم المادي والمعرفي بحيث يتم رفدها بأرفع التربويين قدرة في بلادنا.
    أشكرك على ما أغدفت علي من ثناء لكن في حالة هذا البوست فالشكر يجب أن يتوجه نحو من أجرى الحوار وهو التاج عثمان.
                  

07-20-2010, 11:16 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    عزيزي الأستاذ محمّد المرتضى
    يصيبك بالدوار لأنك إنسان تحس بمواجع أمثال هذه الفئة من مجتمعنا ولا حيلة لديك لفعل شيء علماً بأنه لو أتيحت لك موارد، كنت بحثت عن كوادر مدرّبه لا تجعل الحبل على الغارب لكل ّ من هو غير مؤهّل لتقديم الرعاية الإنسانية كي يتعامل مع هذه الفئة من مجتمعنا التي تقاسي بأكثر من غيرها ,
    لقد عانت منذ الضربة الأولى التي تفتحت فيها أعينهم على الحياة من ظلم ذوي القربى؛ ومن بعد من ضعف المؤسسات وظلم المقتربين لتقديم مساعدة ربما بسبب جهل هؤلاء أو رعونتهم.
    ومن ناحية اخرى فمثل هذه الشخصيات تنطوي أيضاً على سايكلوجيا معقدة للغاية بحيث لا نستطيع البصم على كل ما يقولون.
    شكراً لمرورك وحضورك.
                  

07-20-2010, 11:54 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    الدكتور بشري الفاضل ارجو ان تسمح بالتداخل عبر هذا الخيط

    جرت العادة عند اهلنا ان يتقدم والد العريس ، عمه ، خاله او اي شخص آخر. ان يتقدم بقول كلمة امام اهل العروس في معرض طلبهم للقرب من الاسرة المعنية. قال ابي في حضوري يوما ما " يا جماعة ربنا ما بجيب طينة و يسويها و ينفخ فيها و يقول كون، ربنا عشان يخلق الناس يتدبر امرأة و رجل و يمضي امره بالخلق، التيسير من علامات الاذن اذا ما في ما يمنع نحنا دايرين بتكم فلانة لولدنا فلان، اذا قبلتم نقرأ الفاتحة و اذا كان من رفض .. يكون لانها غير ميسورة .. سنتمتع بكرم ضيافتكم و نتونس". اه

    يتجسد امر الله في الخلق بميلاد الطفل، الخلق عيال الله، اندهش جدا من قوة سلطان العادة امام هذه التمثيلية المتدينة التي اوصت بالرفق بالحيوان، كرمت بني ادم في البر و البحر.. و لا يستطيع الممثلين فيها و المخرج من استيعاب حاجة انسان للاحترام فقط لانسانيته


    طه جعفر
                  

07-21-2010, 04:10 AM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: طه جعفر)

    طه الودود،
    بصدق محض أقول لك إني أهرب من مجرد مطالعة هذه الحالات لأسباب
    عدة أهمها صعوبة معالجة وضع كهذا في مجتمعنا ، وأقول (مجتمعنا)
    لأن الكثير من المجتمعات في العالم تخطت مسألة الأب الحقيقي
    منذ مدة وأصبح الشخص لايهمه كثيرا معرفة أبيه بل يهتم بنجاحه
    في حياته رغم أن (الفضول) يكون الدافع للمعرفة لاغير. الصعوبة
    تكمن ايضا في أن مثل السيدة التي نحن بصددها تتبنى قيم المجتمع
    الذي ولدت فيه ، كشئ طبيعي ، ومن ثم تزيد من حجم مأساتها ولو أنها
    لم تهتم لأمر لم تشارك فيه أصلا لما كانت هنالك مشكلة ، وبعض المشكلة
    هنا ناشئ عن غياب الأم والأب وهذا قاسم مشترك بينها وبين اليتامى من زواج شرعي
    الذين فقدوا الوالدين لأي سبب في مجتمعات فقيرة.
    رغم ذلك يا طه لما أقرأ موضوع زي الجابو بشرى دا ما بعرف أودِّي وشي وين،
    سمِّه عجزا أو هروبا أو خجلا لكن في النهايه أحس بمزيج من الخجل والحزن
    والغضب والجبن مع استراق النظر من كوة صغيرة أحاول منها تحسس كيف يمكنني
    المساعدة.
                  

07-21-2010, 02:39 PM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    Quote: اذا كنتم لا تعرفون ابائهم فلا تسمونهم (لقطاء) هم ابناء الله ... او ابناء الحب ... ابناء الانسان

    شكرا طه على نقل ذلك عن المهاتما.
                  

07-21-2010, 03:10 PM

نور الدين عثمان
<aنور الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 1390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    اخوى كدى ان نسالك اولا بكاء الرجال عيب ولاما عيب وكان ماعيب النخلى الدموع ينزلو ياخى انت ابكيت
    قلوبنا قبل العيون ... ربنا يلطف بيها بس
                  

07-21-2010, 07:06 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: نور الدين عثمان)

    الحبيب محمد المرتضي ..مولانا ابن الاستاذ
    ما يجب فعله قد تم
    قال احد الاحباب هنا في البورد و اعتقد انه الاستاذ الحبيب محمد امين
    the opposite of love is not hatred it is indifference
    انت تهتم، انت تحب و ستفعل ان شاء الله خيرا كثيرا يا محمد المرتضي
    جميعنا سيفعل الكثير من اجل وطن انساني و كريم

    نحن في الشدة بـأس يتجلي
    و في الافق نمد الشمل اهلا
    ليس في شرعتنا عبد و مولي



    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 07-21-2010, 07:07 PM)

                  

07-21-2010, 08:10 PM

الطيب برير يوسف
<aالطيب برير يوسف
تاريخ التسجيل: 02-23-2004
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: طه جعفر)

    آآآآآآآآآخ يا صاحبي
    قلبي موجع
                  

07-21-2010, 08:45 PM

الطيب برير يوسف
<aالطيب برير يوسف
تاريخ التسجيل: 02-23-2004
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: الطيب برير يوسف)

    نعم يا صاحبي قلبي موجع
    تذكرت أمرًا مماثلاً..
    لكن الضحية وقتذاك كانت صبيًا..
    وكنا صبية في الخامسة عشر
    الأب ألحقه به إلحاق مذنب..
    يتعطّف عليه بالقمة والكسوة
    ويضن عليه بالاسم..
    يعافه الناس معافاة المُعدي
    وينظرون إلى عطف والده عليه بغضب واحتقار يجلدون به وجهه
    مصحوبًا بعبارات التقريع..
    لم يجدوا من كل الأسماء "الكريمة" على وفرتها ما يناسب هذا المسكين
    فاستلوا له من قاموس المغامز اسم "العنطج"..
    تقبّل الاسم دون أن يردده..
    لكنه كان يستجيب بالالتفات إقرارًا بالقبول لمن يناديه به عطفًا أو سخرية
    هو إلى البلاهة أقرب لو نظرت إليه في سكوته المديد
    تضيق عليه الدنيا..
    فيغيب أيامًا..
    يعود فإذا الأشياء كما هي تنتظره دون تغيير..
    فيلبس من الناس كسوة اسمه "العنطج"
    لا يشعرون بأدنى إحساس بالأذية..
    فصمته ممسحة..
    وبلاهته مخزن لاحتقارهم المنزلق من الأب إلى الابن بلا مسوغ..
    يوم العيد..
    أي والله يوم العيد..
    دخلت أبارك العيد على والده..
    كان معي أخي وابن عمي..
    كان الابن يرقد على فراش مغطى بكفنه..
    بعض الماء مندلق تحت العنقريب..
    ليس ثمة رائحة لحنوط..
    لا أحد يبكي أو ينوح
    في وجه والده أسًى لم يبلغ مبلغ الحزن الذي نعرفه عند الموت المشاع
    قال بصوت خفيض:
    "دا محمد مات قبل شوية"..
    كره له اسم العنطج الآن.. لكنه لم يكافح من أجل سلخ ذلك من لسان الآخرين قبل الموت
    بكيت بحزن كامل غير منقوص.. يا صاحبي
    حملناه..
    كان الوقت بعد الظهيرة..
    أربعة لم نزد.. ولم يتبعنا أحد
    صلّينا على روح رجعت إلى ربّها..
    صلاة مخنوق بعبرة يُتم كريه..

    (عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 07-21-2010, 08:52 PM)

                  

07-21-2010, 08:46 PM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: الطيب برير يوسف)

    د. بشرى ،
    لم يغب عنا ونحن نكتب أن التاج هو من أجرى الحوار الكرباج،
    سياط تجلد كل منا وتعرينا وتتركنا عرايا أمام مرايا وحسب.



    إنا لله وإنا إليه راجعون.
                  

07-21-2010, 09:06 PM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    مؤلم هذا البوست والاكثر إيلام ما جاء في حديث برير , ما يدفع بك سيدي الدكتور بشرى أن تفتح بوستاً منفصلاً عن معاملة هؤلاء الذين لا ذنب لهم , وهم ضحايا بلا شك , الحقيقة ليس عندي ما اقول بجد بوست مؤلم مؤلم مؤلم .













    ...............................................................حجر.
                  

07-21-2010, 09:08 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    عزيزي نور الدين عثمان
    ابك يا صاحبي ابك ، عسى أن يذهب الدمع على مثل هذه المواجع بعضاً من سلوك جمهرة لا يستهان بقدرها من مجتمعنا القاسي.
                  

07-21-2010, 10:04 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    عزيزي الجار العزيز الطيب برير
    نعم حرمك هذا الحوار المرير من الاستمرار في تحرير عدد "الأربعاء الثقافي الاسبوعي" كما ذكرت لي عبر الهاتف لكنه كان باعثاً لهذه الحكاية المؤلمة هي الأخرى؛ حكاية محمد الذي أطلقوا عليه هذا اللقب القاسي (العنطج) المستلف من فاقد زراعة البصل.
    قصة موت وحياة محمد مؤثرة وأدعوك بما تملك من قدرات شرد مصحوبة بالشعرية لأن تسقّها لنا عملاً منفصلاً يحكي عن هذه العزلة المقيتة التي ضربها سكان بلدة بحالها، بفعل الإرث المتحجر القلب على من لا ذنب له.
    .
    ___________________
    تستبد بي دعوة لمن يستطيع لو امكن تغذية هذا البوست من اليو تيوب بأغنية (ما ذنبي) التي كتب كلماتها محجوب شريف وغنتها نانسي عجاج.من هو ملحنها؟ هل هو ضياء ميرغني؟
                  

07-21-2010, 10:30 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    عزيزي الرفاعي
    نعم سيرة مؤلمة ومؤثرة.
    استنطق التاج عثمان هذه الشابة التي كابدت حياة تعيسة .المنسيون في زوايا مجتمعنا غير المنظم لهم حكايات يعجز عن وصفها أكثر الكتاب دربة. نحن من بلد موجوع .
                  

07-22-2010, 03:20 AM

محمد المرتضى حامد
<aمحمد المرتضى حامد
تاريخ التسجيل: 08-14-2006
مجموع المشاركات: 10832

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

                  

07-22-2010, 08:22 AM

م. سيد احمد قدورة
<aم. سيد احمد قدورة
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    بالطبع انه امر مؤلم حقا
    ما ذنب هذه المسكينه
                  

07-22-2010, 08:39 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: م. سيد احمد قدورة)

    عزيزي الأستاذ محمد المرتضى
    ألف شكر على الاستجابة السريعة
                  

07-22-2010, 08:44 AM

محمد علي شقدي
<aمحمد علي شقدي
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 2730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد المرتضى حامد)

    تحملت أسرته أذى لسان كاشفي الحال وشئ من نظرات من حولهم توحي اليهم ان سركم في ايدي امينة على النقل بتصرف اصروا علي وجود ابن بنتهم بينهم سموه وحيد فكانت نصف مأساه هم هزموا الخوف في انفسهممن يجيرهم منا
    وحيد يعلب مع كوته من الشفع اعيننا الغبيه لا تنظر الا اليه وصوت نتاج عقل البيئه يردد ود 00000 لا تكتمل الا والحرام يتلبسنا نفعل ما شئنا وما شاْء الله لنا منه نلحقه بالعار 00000
    لمحه من واقع حقيقي عايشته

    --------------------------------------------

    رغم الألم سعادتي بكل من كتب هنا منبعها الامل في غدا بكم افضل

    (عدل بواسطة محمد علي شقدي on 07-22-2010, 04:31 PM)

                  

07-22-2010, 12:00 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: محمد علي شقدي)

    عزيزي محمد على شقدي
    نعم يتلبسنا. نفعل ما( شئنا) وما (شاء) الله كما قلت
    الأسرة تلك لم توفق في اطلاق اسم وحيد على ابنها هذا.كان يمكن للأسماء المركبة الطويلة أن تغنيهم من الحرج الاجتماعي وقد وصلوا هذه المرحلة المتقدمة بالقبول وكان يمكنهم أن يرحلوا من المنطقة ولو لعقد على الاقل.

    __________________

    الأعزاء القراء
    أعتذر عن الخطاالنحوي في العنوان، فالصحيح (من هم والداها)
                  

07-22-2010, 12:34 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    آآهههههههههههههههههههههههههههه



    الهي لا تمتحنى ,, لاننى بلاشك راسب ,,
                  

07-22-2010, 01:02 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    عزيزي
    م. سيد احمد قدورة
    نعم ما ذنبها ما ذنبهم. أو قل ما جريرتها؟ ما جريرتهم؟
    ابتدر الشاعر الفذ محجوب شريف قصيدته التي غنتها نانسي عجاج بالعبارة نفسها حين صاح بصوت طفل يتعلم المشي : ما ذنبي؟


    عزيزي عمّار عبدالله
    لا.لا تتحدث عن الرسوب. أنت لا حيلة لك إزاء هذه التركيبة المعقدة من علاقات المجتمع التي تحتاج لمؤسسات تربوية حكومية فاعلة ومراكز بحوث وقبل ذلك ميزانية معتبرة لتخفيف ضررها الذي هو في نهاية التحليل ثقافي -اجتماعي يخفت صوته ويخف مع الزمن.قيادات المجتمع الفاعلة والحكومات يقع عليها عبء التسريع في إيجاد حل.
                  

07-22-2010, 02:00 PM

سيف الدين عوض
<aسيف الدين عوض
تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    يا الله ...

    مؤلم جداً ....تحملت فوق طاقتها ...

    نحتاج ثورة لتغيير مسلمات مجتمع ...
                  

07-22-2010, 02:26 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: سيف الدين عوض)

    عزيزي سيف عوض
    مسلمات المجتمع يقيناً ستحدث فيها هزة تغيرها للافضل .خذ عندك تكوين جمعيات مختلفة بالجامعات لمساندة إخوتهم في الإنسانية .تجويد عمل الموجود منها والدعوة لجمعيات جديدة بقدر عددالجامعات و الكليات والمعاهد العليا.
    الوصول للإعلام وتقديم برامج مدروسة بعناية لا تكون مضجرة ولا تنقطع.
    إنشاء صندوق على نطاق الوطن للعناية بالشابات قبل الشباب وسط هذه الفئة ومعلوم أن الشابات تقع عليهن مصائب اخرى ما أن يخرجن من شرنقة اليتم الأولى نحو اليفاعة والشباب، فالمجتمع القاسي يكشر في مواجهتهن أنيابه بلا رحمة.
    كل معضلة في السودان توجد لها حلول .وعقول السودانيين الرصينة المنصفة الحقانية موجودة في كل مكان داخل وخارج السودان . لكن هذه العقول والغرادات مهمشمة كرصيد بليونير قروي بفعل (التفرقة السياسية)التي هي في نظري أشد وبالاً على المجتمع من التفرقة العنصرية وكلاهما بائس. وكل تفرقة بائسة.
                  

07-22-2010, 03:11 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    جنا ... ابن المدينة الشرعي
    في تجوالها وجدت حباً علي الرصيف، كان حبا راغبا و جديدا، الاجواء حول العلاقة الجسدية المثمرة هي مناخ تسببت فيه امطار عرضية و مستعجلة هبت بعدها نسمات طروبة. كانا يتجول جوار جولاتها في النهار الذي تلون بالوان السحب، سماء زرقاء نسي الغبار تكتيحها بلونه الاغبر، سماء صافية شمسها غاضبة لان السحاب كان يغازلها بفتور، نشر السحاب لونيه الرمادي و الابيض بجسارة فانزوت الشمس، ضجت السيارات بالقرب منهما بضجيج المغادرة المستعجل، خلت الشوارع من المارة و هدأ المكان فتجاورت جولاتهما و اقتربت اكثر، احتميا بظلال الفراندة التي طالما طردا من تحتها في ايام المدينة العادية، ربما يعود سبب الطرد الدائم الي اتساخمها الشديد. الجميع لا يعلمون انها تتضايق من الاتساخ و لا تحبه. انهمار المطر الغزير حوّل سطح الفراندة المعدني الي دش حنين و خاص، لوح الصابون الذي نسيه غاسل العربات ترك باب المغامرة مفتوحا.
    اخذت اللوح و تبادلت معه نظرات متجاورة و اليفة تماما كجولاتهما. تعرت عن اثمالها فظهر جمال مؤقت علي جسدها الذي يسكنه العذاب و الحرمان، اغتسلت بالصابون همت بغسل ملابسها، عدلت رأيها لان قطعة الصابون كانت صغيرة، نادته قائلة: يا فردة ما تديها موية و صابون!!
    استجاب و تعري عن ملابسه فانشكف جمال مؤقت جدا و محدود في جسده المنحول. اغتسلا و تبادلا الحب، احست بانغراس النطف و الامشاج في داخلها.
    نسيته، لان جولاتهما لم تعد متجاورة. اتمت حملها، و لدته علي الرصيف بمعاونة صديقتها العجوز التي انهكها التسول و جردها من كل شيء عدا تجاربها في مساعدة الامهات قبل الحروب.
    احبت ابنها و درت له اللبن المخلوط بالبنزين ، عوادم السيارات ، الغبار المتواتر و الفقر الدائم. لم تفكر في تسميته لانها اكتفت بكلمة الجنا، اعتقد الجميع أن اسمه هو ( جنا) فالتصق الاسم به التصاق الفقر و العذاب بهما معا. كان( جنا) ابن المدينة الشرعي يحمل في جسده بصمة من عذابها المستمر، التشققات في جلده الجاف تشبه الشوارع المتسخة، الغوفة النابتة علي رأسه تشبه اكوام الخراب و الحطام و الاوساخ النابتة علي وجه المدينة كشجرة مجنونة.
    ميلاده كان حادثا مهما في حياتها لانه قد وهبها اسما جديدا (ام جنا) و هو غير الاسم الذي نسيته من تكرار الانسطال. عشيقها اثناء تلك المطرة وجد ميتا و قطعة القماش المبتلة بالبنزين تملأ فمه بالغضب. اسفت علي موته اسفا شديدا لانه يذكرها بامسية كانت فيها نظيفة ، عارية ، مبردة بمياه مجانية من الاعلي و متفدئة بجسد حميم.
    كبر (جنا) و ماتت امه التي لم تاكل و لم تشرب كما هو مطلوب فقالت المدينة:

    ماتت سغيرة و جاهلة لا اكلت و لا شربت!!؟
    ماتت سغيرة و جاهلة لا اكلت و لا شربت!!؟

    كررت المدينة كلماتها التي اصبحت... مقالة.. لان (ام جنا) ماتت عاضّةً علي قطعة القماش المتسخة المبللة بالنزين الذي جف ليخلف الاخاديد علي شفافها اليائسة من انكشاف البلاء.
    عاش (جنا) رغم الموت الذي يهدد جولاته التي يجاورها العذاب و الركض.
    مرت علي( جنا) كشات كثيرة يقوم بها الاريرات الكابسين.. عرف انهم الاريرات.. لان الجميع يقولون اريرا كَبَس.. اريرا كَبَس... و يركضون فيفلتون!
    كان عندما يراهم يتردد النداء .. اريرا كَبَس.. اريرا كَبَس ... اريرا كَبَس. في ذهنه فيركض و يفلت و ينجو من خطر هو لا يعرفه تماما.
    هو فقط يغادر الي طرق اخري هم ليسو بها، ينجو لانه لا يعرفون المكان و يجهلونه.

    الكشة الاخير كانت مدهشة و غريبة !!؟
    ( جنا) اكمل عامه السادس عشر فصار طويلا و سريعا لكنه لم يستطع الافلات منهم، امسكوا به و زجوا به في دفار عدواني، ثم الي مكان كبير فيه نوع غريب من الاريرات بملابس خضراء و قبعات خضراء ، اخرين بملابس غيراء مبرقعة بلون بني و قبعات بنفس اللون.. اندهش جنا من احذيتهم الضخمة و رباطها الاطول من اللازم ، استغرب للحزام الكبير ذو النهاية المعدنية الذي يلبسه الجميع فيحز وسط الواحد منهم فيبدو كجوال محشو بالقمامة.
    المكان فضاء كبير تنتشر به غرف و مبان اخري قبيحة و كثير من الضجيج ، يحمل هؤلاء الاريرارت قطع سلاح شادهد مثلها مرة في السينما.
    لم يتكلموا معه كثيرا لان جنا لا يعرف كلامهم
    صرفت له ملابس نظيفة و خضراء و قبعة و حزام و حذاء كبير برباط اطول من اللزوم
    اعطي الطعام بصورة منتظمة
    اجري له كشف طبي ربما للمرة الاولي في حياته و كان لائقاً
    تشاغل في احيان كثيرة بالنجوم التي ترصع اك########م الغريبةو تلك الخطوط الحمراء القصيرة المنقوشة علي ياقاتهم فترتسم علي اثر ذلك في وحهه ابتسامة مسطولة و باهتة.
    استمرت اقامته في المكان الكبير لعدة ايام تعلم فيها
    قيام راقدا
    انتباه..........
    صفا.........
    تمام.........
    تمام يا افندم...........
    رمي قرانيت..........
    ضرب نار............
    حمل السلاح و تعلم استعماله. تم تسفيره الي هناك و اتخذ البؤس لونا اخر، تعرف اليهم و عرفهم و عرفوه و عرفوا انه لا يعرف شيئا عن هذه الامور و كل الامور الاخري.
    في ذلك المكان وجد نساء يشبهن امه كثيرا فعرف من اين جاءت (ام جنا)




    كنت قد نشرت هذه الكتابة السردية هنا في سودانيزاولاين في بوست مستقل، اردت الاسهام بها هنا في حضرة القاص و الشاعر الفذ الدكتور بشري الفاضل الذي تعلمنا منه الكثير
    الكلمة التي حذفها النظام هي their shoulders


    طه جعفر

    (عدل بواسطة طه جعفر on 07-22-2010, 03:17 PM)

                  

07-22-2010, 03:59 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: طه جعفر)

    عزيزي طه جعفر
    لم أطلع على هذه القصة في حينه.لقد طابق خيالك قصصاً واقعية عديدة فأطفال الشوارع الذين لا ماوى لهم أصبح لديهم جيل ثانٍ قي الشوارع أيضاً .حكى لي شاب من مدني قصة لطفل أمه تعيش في الشارع.وفي الخرطوم حكايات مماثلة.حكايات مؤثرة والحلول المتقطعة ليست حلولاً .
    في (قصيدة تربوية)لكارولينكو حكى هذا المربي السوفيتي أيام الثورة البلشفية كيف أن قادة الثورة وقتها عهدوا له بتربية أطفال الشوارع من الجنسين وكيف عانى وهو المدرس السابق إلى أن توصل إلى طرق تربوية جعلت من هؤلاء الأطفال الفاقد التربوي السابق مهندسين واطباء ومهنيين فككوا وصنعوا طائرة وغير ذلك.
    الآن يعود أطفال الشوارع لروسيا من جديد بعد ثمانين سنة لكن في شكل عصابات خطرة يعتدون على المارة ويتهجمون عليهم ليلاً .
    الهومليس في بلدنا مقدور عليهم بتخطيط حازم علمي ومثابر ومستمر.
    أشكرك على هذه الكتابة.
                  

07-22-2010, 03:28 PM

معتصم ود الجمام
<aمعتصم ود الجمام
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 3261

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    الى الجميع عزيز التحايا

    واقع ظالم ومؤلم ... ولكن
    من التقارير التلفزيونية نجد ان الدولة في الغرب اذا كانت الام مدمنة للمخدرات
    وتعرض حياة اطفالها للخطر فالدولة تقوم بحماية الاطفال من خطر الام لذلك تبعدها
    عنهم والحكايات كثيرة ... هناك في الغرب لو فكرت في تبني قطة ( كديســة ) ستقوم
    ادارة ما بدراسة وضعك الاجتماعي والاقتصادي وربماالسلوكي لتتاكد تلك الجهة من اهليتك
    وقدرتك علي حماية تلك الكديسة التي ستقوم تلك الجهة الما بتسجيل الزيارة تلو الزيارة
    للتاكد من حال تلك الكديسة .... هذه قطة فما بالك بطفلة انسان لحم ودم وروح ومشاعر
    ككل الاشياء في وطني تتم المسائل ( روكه ساكت وهبتلي وامسك لي واقطع ليك ) دون دراسة
    دون تنظيم ودون تفكير ( كمان لم القصة تكون بتخص لقيط وود حرام) هذا ليس تفكيري حيكون
    الوضع ابشع وعدم الترتيب والاهتمام يكون مضاعف ... ما اقصده ان المؤسسات المسئولة عن
    هولاء الاطفال او تلك الجهات غير مؤهلة تماما لعمل اي شي تجاه هولاء الاطفال
    وأن هذا هو المحزن حقا دولة بحالها لا تستطيع تدبير حال عدد من الاطفال

    وشكرا
                  

07-23-2010, 03:58 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: معتصم ود الجمام)

    عزيزي معتصم ودالجمام
    هناك دراسات جامعية علمية عن هذه الشرائح من المجتمع إطلعت على بعضها حين كنت أعمل بجامعة الخرطوم ولاشك أن عدد هذه الدراسات ازداد الآن وفي مختلف الجامعات.المؤسسات القائمة تفتقر إلى التمويل الكافي ولو طال بعض العاملين فيها الإحالة للصالح العام فستحتاج لكوادر مدربة لا يكون أهل الولاء من شروط الترشيح لجذبها للعمل في هذه المرافق الهامة.
    العقول السودانية المهنية في مختلف المجالات موجودة .وهي عقول تتسم بالمرونة بحيث يمكنها تقديم العون الكافي لو توفرت الموارد المالية المذكورة.
    الغرب أيضاً لديه مشاكله في التعامل مع هذه الشرائح. ليست كل تجارب الغرب مما يصلح لحالاتنا.نحن لدينا إرث سابق من المعاملات الشفوقةلا يمكنني أن اصدق أن عقدين من الرعونة الشموليه قد قامت بمحسه من الوجود.
    إنني متفائل بقدوم أجيال جديدة تصنع الحياة الجديدة في بلادنا، وستكون حياة لائقة لشعبنا.
                  

07-23-2010, 07:08 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    Quote: أطلقت على نفسها مسمى (لقيطة) .أجد نفسي لا أحب أن يطلق الناس
    هذه الكلمة التي هي نفسها تقع في الجانب الآخر القاسي من مجتمعنا
    على من قسى عليهم مجتمعنا المتخلف في معظمه.
    وكما نطلق مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصةعلى المعوقين وهذا عين الصواب
    أعتقد أنه من الضروري البحث عن مصطلح على الأقل يكون محايداًُ في وصف
    أمثال هؤلاء الاطفال.ترى ما هو الاسم الذي اطلقه محجوب شريف عليهم
    في الاغنية الرائعة التي غنتها الفنانة المبدعة نانسي عجاج؟
    لابد أنهم يتامى المجتمع الأبوي القاسي


    أهلآ دكتور بشرى
    أوافقك الرأي في ان التسمية ( لقيطة) تضفي على الظلم
    الواقع عليهم ظلم أخر مضاعف ، وأؤيد البحث عن تسمية
    ذات ابعاد انسانية قد تسهم بقدر ما في رفع بعض الظلم عنهم

    من ضمن الموضوعات الأول التي كتبتها هنا وأظن في 2003
    وكان البوست الثالث تقريبآ لي كان بعنوان
    ( أطفال الخطأ الرومانسي )
    ناقشت فيه الموضوع وحدث فيه تداخل وتفاعل كبير
    قابع الآن في مكتبتي ، قد اضع رابطه هنا

    القضية مؤلمة وابعادها وتداعياتها أشد ايلامآ
    ارجو ان يتوفر لها بحث وحلول وخطط تصب في مجرى إنصافهم
    قبل مواساتهم وايجاد أسر بديلة مؤهلة ومستوعبة القضية
    وليس كمثل تلك الأسر في القصة أعلاه ، التي لم يكن لها إستعداد
    نفسي للتبني والمساعدة بما يرضي الله والضمير الإنساني
                  

07-23-2010, 08:19 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: أبو ساندرا)

    عزيزي الاستاذ ابو ساندرا
    كونك ابتدرت مشاركاتك في هذا المنبر في بواكير البوستات بالحديث عن (أطفال الخطأ الرومانسي) فهذا مما يدل على نزعة إنسانية نتمنى أن يستفيد منها ومن أمثالها وطننا.
    ليتها كانت أخطاء وليتها رومانسية.بعض هؤلاء جاءوا إلى الدنيامن أمهات غرر بهن وغالبيتهن غير مستعدات للأمومة.
    هذه الشريحة تحتاج لما ذكرته من رعاية وأهم بند في هذه الرعاية هي أن تستند إلى العلم فقبول هؤلاء الأطفال في المجمتع وتقبلهم لأنفسهم يحتاج لقدرات متخصصين في الدراسات النفسية والدراسات ذات الصلة.وبالإضافة لما تقدم فالرعاية يجب أن تتسم بالاستمرارية وهذا أمر نادر الحدوث في السودان.
                  

07-23-2010, 05:52 PM

أشرف البنا
<aأشرف البنا
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 928

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    العزيز د. بشرى ...
    تحية و إحترام و كثير الأشواق ...
    بحثت عن حد للخطيئة ...
    متى تبدأ و أين تنتهي ...
    هل عندما يبذر ذلك ( الحيوان ) بذرة البؤس و يتوارى غير عابئ بما سيحدث ...
    أما حينما تستسلم تلك الآثمة غير مكترثة بما سيؤل إليه حالها و هي تحمل ثمرة الخطيئة و تتوارى عن الأنظار حتى لا تبدو عليها سمات الخطيئة ...
    أم بلحظة الإثم الأكبر حينما يلقى هذا القادم البريء من كل إثم و فجور على قارعة الطريق تتقاذفه الأقدار فإما يسلم من نهش و إفتراس الكلاب و الهرر أو يصبح مادة تسكت جوع السباع حتى يحين موعد إلتهام ضحية جديدة لنزوة عابرة فاجرة ...
    فإن سلم من الهلاك بانياب الحيوان فهو سيقع فريسة لسياط بني جلدته من البشر ( إبن الحرام ) ... عذبوه فهكذا فعل أبواه ناقصا الشرف و الإنسانية ... اقهروه إبن الزنا فهو لن يأتي بخير ... أليس إبن زنا ؟؟؟
    ما أظلمك أيها الإنسان ... ما أطغاك أيها المستتر تحت رداء الإنسانية فتحمل وازرة وزر أخرى .... ما أقبحك أيها المتجمل ظاهراً المتعفن دواخلاً
    إلى متى تظل هذه الظاهرة تتنامى ؟؟؟
    أوقفوها ....
    يسروا زواج الشباب ...
    حاربوا من جعلوا الشعب جائعاً ليس بقادر على قضاء حوئجه الغريزية بما يضمن سلامة المجتمع من الضحايا و من لم يرتضوا أن يكونوا لقطاء إلا لأن من تسببوا في وجودهم هان عليهم أن يلقوا بفلذة أكبادهم لفتك المجهول و هوان الزمن ...
    المشكلة تتفاقم و لا بد من حل لأن مشاعر الألم التي شعر بها كل من مر بهذا البوست لا تكفي ...
    فأين المفر و كيف السلامة و الخلاص ؟؟؟
                  

07-24-2010, 02:27 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: أشرف البنا)

    عزيزي الدكتور أشرف البنا
    تحياتي لك وللأسرة الكريمة
    كثير الأشواق
    نعم الرأي هو ما قلت
    Quote: مشاعر الألم التي شعر بها كل من مر بهذا البوست لا تكفي ...
    فأين المفر و كيف السلامة و الخلاص ؟؟؟

    لا يمكن القضاء على هذه الممارسات كلياً كما تعلم لكن يمكن تخفيف أضرارها بأكبر قدر ممكن بتعاون منظمات أهلية مع مؤسسات حكومية ومؤسسات أبحاث .الأمر يحتاج لمعالجة افضل من المعالجات الحالية وأسباب القصور معلومة للجميع.
    انتم -معشر الاطباء- تتحلون بقدر واسع من الرؤى بحكم طبيعة عملكم لمعالجة هذا الأمر .الأمل في بلادنا معقود على الأجيال الصاعدة حين يتاح لها القرار السياسي الصائب وحين تحصل على الموارد.
                  

07-24-2010, 04:27 PM

بهاء الدين سليمان
<aبهاء الدين سليمان
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 1095

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    الدكتور بشري
    تاثرت جداً بهذه القصة ففيها من المرارات ما فيها ووالله يتاسف الفرد منا ان تكون هذه المعانة بسبب لحظة شهوة لا تتعدى دقائقة معدودة ويكون مصيرها هذه النكبة الطويلة
    الشكر للطرح
    نزل اليوم بصحيفة الراي العام
    الجزء الثاني
    عندما تتزوج اللقيطة
    فكرة الزواج لم تخطر على بالي إطلاقاً، لكنني فعلتها غصبا عني، إذ كنت ارفض الزواج جملة وتفصيلا.. قد تتساءلون: كيف تزوجت؟ ومن ذاك الرجل الذي يقبل الزواج من «لقيطة» عثر عليها بأحد الأزقة، وتم إيداعها ملجأ اللقطاء، أو كما يسمونه الآن «دار مجهولي الأبوين»، أو «فاقدي السند».. فالتسمية لا تفرق معنا، ولا تعني لنا شيئاً نحن اللقطاء.. سمونا كما تشاءون: لقطاء، مجهولو أبوين، مجهولو نسب، فاقدو سند.. هذا لا يهم، المهم مصير هؤلاء الاطفال عند الكبر، ومحاولتنا الزواج وتكوين أسرة، وما يكتنف هذه الخطوة من مشاكل وتعقيدات لا يمكنكم تخيلها، خاصة إذا كان الزوج ليس لقيطاً، ومقطوعاً من شجرة مثلي، لا حسب، ولا نسب.. بل من عائلة معروفة لا غبار عليها.. هذا بالضبط ما حدث لي.. فدعوني أحكي لكم تفاصيل زواجي، او بعبارة أصح مأساة زواجي التي قلبت حياتي رأسا على عقب، رغم انها مقلوبة أصلا:
    «كان لدي صديقة مخلصة وعزيزة، وهي ليست لقيطة مثلي، بل تعيش مع أسرتها، وتعلم سري وحقيقتي وهي الإنسانة الوحيدة التي وقفت معي في مصيبتي، تعلقت بي واصبحت صديقتي وأهلي، وأختي، وأمي.. كانت تقطن مع عائلتها بأحد أحياء الخرطوم الجنوبية تدعى «ن».. ذات مرة وأنا معها بمنزلهم، شاهدني شقيقها، فأعجب بي، وصارح شقيقته «صديقتي «ن» برغبته في الإقتران بي، فأخبرتني.. هنا إنتفضت وكأن تياراً كهربائياً صقعني، وقلت لها:
    * ألا تعرفين حقيقتي؟ وهل هناك رجل يقبل الزواج من فتاة «لقيطة»، مجهولة الاب والام، لا أهل لها ولا أقارب ولا تعرف حتى قبيلتها.. لا .. لا لن أقبل الزواج إطلاقا، سواء من شقيقك أو غيره، فهذا قدرنا نحن اللقيطات.
    *قالت لي صديقتي «ن»: أخبرته بحقيقتك ولا يزال مصمما على الزواج بك.
    * وعندما قابلته قلت له: نحن اللقيطات محرم علينا الزواج بأمر المجتمع.. أرجوك دعني لحالي وهمومي، فأنت تنحدر من أسرة معروفة، وبالطبع أهلك لن يباركوا مثل هذا الزواج، زواجك من لقيطة.
    إلا أنه كان عازماً على الإقتران بي على سنة الله ورسوله، لكنني كنت أرفض مجرد الحديث عن الموضوع.. (هنا إنسالت الدموع غزيرة من عينيها وأخذت تبكي وتنتحب، فتوقفت عن ملاحقتها بالاسئلة حتى هدأت، وجفت دموعها، ثم واصلت سرد مأساتها مع الزواج:
    بعد ذلك أخذت أتساءل بيني وبين نفسي: لماذا أرفض الزواج؟
    هل كتب علينا نحن اللقيطات عدم الزواج، وإنجاب أبناء، وتكوين عائلاتنا الخاصة؟ أليس هذا حقنا كسائر الفتيات؟ ما ذنبنا إذا خرجنا لهذه الدنيا بخطيئة لم نرتكبها نحن ولا ذنب لنا فيها بل آبائنا وأمهاتنا «مجهولو الهوية» الذين لا نعرف عنهم شيئاً، بل أنهم تسببوا في هذه الثمرة الحرام، ثم قذفوا بنا في بحر متلاطم، عميق، من المحن والمآسي والويلات، والمحن!!!
    رفض وإصرار
    ولكن تحت إلحاح وإصرار شقيق صديقتي «ن» الذي قال لي ذات مرة أثناء محاولاته العديدة لإثنائي عن فكرة رفض الزواج، قال:
    «أعلم انك لقيطة، ولكن لا ذنب لك، أما أهلي فأنا كفيل بهم ولا تهمني معارضتهم الزواج، فأنا مصر على الزواج بك..
    - قلت له: تكفيني المشاكل والمحن التي تحيط بي حالياً، ولا أرغب في المزيد، فدعوني من هذا الزواج.. أرجوكم..
    وتحت إصراره وإلحاحه وافقت أخيراً على الزواج منه، رغم معارضة أهله الذين علموا بحقيقتي عن طريق بنات شقيقة أمي الثانية بالتبني، الذين قالوا لأهله: أنها لقيطة، عثر عليها في الشارع، وتعمل معنا خادمة بالمنزل».. ورغما عن تهديد أهله بمقاطعته إذا أصر على الزواج بي، إلا انه لم يأبه لذلك، واتخذ قراره الحاسم.. الزواج بي.
    أولى المشاكل والعقبات التي وقفت في طريق زواجنا، مشكلة «ولي الأمر» فتوجهنا للمحكمة الشرعية وقلت للقاضي:
    «أنا لقيطة» مقطوعة من شجرة.. لا أب، ولا ام، ولا أهل، ولا ولي أمر لا أعرف حتى قبيلتي التي انحدر منها.. وكان معي شقيق زوجي، بينما قاطع أهله عقد القران، وبما أنني بلا ولي أمر، كان وكيلي في عقد الزواج خالي «شقيق أمي الثانية بالتبني»، وتم العقد بالمحكمة الشرعية، وكان وكيل زوجي شقيقه، بجانب شاهد ثالث، وتم العقد داخل المحكمة أمام القاضي الشرعي بدون اي مراسيم للزواج.
    وفاة أمي بالتبني
    وفي اليوم التالي مباشرة لعقد الزواج توفيت أمي الثانية بالتبني بسكتة قلبية، وكانت تعاني من ضيق في الشرايين، وضغط الدم، ومكثت في منزلها قرابة الخمسة شهور بعد عقد القران، لم أذهب أو اختلى بزوجي طيلة تلك الشهور، رغم اننا متزوجان على سنة الله ورسوله بعدها حضر خالي «شقيق أمي الثانية بالتبني» والذي كان وكيلي في عقد الزواج فأخبرني قائلاً: سوف نقيم لك مأدبة غداء صغيرة لتكملة وإشهار الزواج.. وكانت المأدبة مختصرة، لم يحضرها أهل زوجي بالطبع.. بعدها إنتقلت مع زوجي في منزل إيجار باحد احياء جنوب الخرطوم.. وقامت بعض صديقات أمي الثانية بالتبني - رحمة الله عليها - بتأسيس المنزل، فاشتروا لي دولاباً، وثلاجة، وأواني منزلية للمطبخ ، وبوتجاز، وأنبوبة غاز، بينما أحضرت لي امرأة أخرى كراسي جلوس وتربيزة، وابنة اختها احضرت عدداً من الاسرة والمراتب.. واخيرا أصبحنا لوحدنا أنا وزوجي داخل عش الزوجية.
    وأنا أدخل المنزل لأول مرة مع زوجي إعتقدت ان كل المشاكل والمحن التي تعرضت لها منذ ولادتي، قد تلاشت تماماً.. إعتقدت إنني مقبلة على حياة وردية، وان زوجي سيكون لي زوجاً، وأباً وأهلاً.. لكن هيهات، فقد كنت متوهمة.. حاولت التواصل مع أهل زوجي، وقمت بزيارتهم بمنزلهم بعد الزواج، رغم مقاطعتهم لي ولشقيقهم، إلا انهم قابلوني بفظاظة كشخص غير مرغوب فيه، فتوقفت عن زيارتهم نهائيا، وأصبحت لا أعرف عنهم شيئاً.
    ملاحقة أهل الزوج
    بعد إنتقالي للعيش مع زوجي لوحدنا بمنزل إيجار بأحد الاحياء الجنوبية، لاحقني أهل زوجي ولم يتركونني لحالي، إذ أخذوا يحرضون زوجي:
    (أنت من أسرة كريمة، وود قبائل فكيف تتزوج وتعيش مع (لقيطة) لا أصل لها ولا فصل؟!!).
    كان زوجي ينقل إلى ما يقوله أهله عني، ورغما عن ذلك ظل متمسكاً بي.. وعندما حملت بطفلتي «...» لم يقف معي أحد طيلة فترة الحمل.. كنت وحيدة يا أستاذ «أخذت تبكي هنا».. وولدت بعملية قيصرية باحدي مستشفيات الخرطوم الحكومية، كان يرافقني زوجي وصديقتي الوفية التي حدثتكم عنها من قبل، وهي من أسرة كبيرة، وقفت معي وساندتني في كل محني.. ثم عدت للمنزل أحمل طفلة حلوة «شرعية» وليست «لقيطة».. سبحان الله.. كانت الدنيا لا تكاد تسعني من الفرح.. وأثناء فترة «النفاس» كنت وحدي أيضا، وأقوم بخدمة نفسي بنفسي بجانب خدمة طفلتي، وزوجي رغم انني مازلت في مرحلة ما بعد الولادة: ضعيفة، منهكة القوى ولكن ماذا أفعل ، فهذا قدري ان أخرج للحياة بدون أب ولا ام ولا أهل!!!
    كنت أعتقد أن ولادة طفلتي سوف تجعل زوجي أكثر قرباً وتمسكاً بي، ولكنني فوجئت بتغير معاملته لي بعد الولادة مباشرة، فأصبح يعاملني بقسوة، ولا يترك لي مصاريف رغم انني «نفساء» أحتاج باستمرار الى غذاء خاص، حتى هزل جسمي.. واشفقت علىَّ بعض النسوة من جاراتي، وكن لا يعرفن حقيقتي، حيث انني قلت لهم انني من الولايات ولا أهل لي بالخرطوم، وأسأل الله ان يغفر لي بسبب هذه «الكذبة البيضاء».. فأصبحن يقدمن لي اللبن، ومديدة البلح، والأطعمة.
    عاصفة قادمة
    وبعد ان أصبح عمر طفلتي «55» يوماً، طلب أهل زوجي ان يطلقني وإستلام الطفلة مني ليقوموا بتربيتها.. تصوروا مدى هذه القسوة، يريدون أخذ طفلتي مني.. وذات يوم قال لي زوجي:
    (أنا عايز ابنتي لتقوم بتربيتها والدتي، لأن ذلك أفضل لها من تربيتك، لأنك سوف تربيها تربية شوارع!!!)..
    حقيقة صدمني ما أفصح به زوجي وتيقنت وقتها انها أول خطوة في إنفصالي عن زوجي، لكوني أعلم ان أهله يملأون رأسه بهذه الأفكار.. وتأكد لي أنني مقدمة على عاصفة عاتية يمكن أن تطيح بحياتي وحياة طفلتي.. فقلت له:
    (لن أسلمك طفلتي.. فالقانون لا يعطيك لها).
    ومنذ تلك اللحظة إنقطع عن زيارتي ورؤية طفلته، وتوقف عن سداد إيجار المنزل «150» جنيهاً شهريا، فقامت صديقتي (الوفية) شقيقة زوجي بإخبار صديقه بما حدث بيننا، فذهب له ووبخه على تصرفاته معي، قائلاً: له أمام صديقتي:
    عندما وافقت على الزواج بها كنت تعلم انها «لقيطة» وليس لها أهل غيرك.. فلماذا تعاملها مثل هذه المعاملة دون سبب سوى أنها (لقيطة)؟.. فقال له زوجي:
    (سوف تعود حياتنا كما كانت، بشرط أن تذهب للسكن معي بمنزل الأسرة مع شقيقاتي).
    ورغم علمي ان موافقتي على هذا الشرط سوف يجعل من حياتي جحيما لا يطاق ، إلاّ انني وافقت، لم يكن أمامي حل آخر، إذا كان لدي أهل أو أقارب كنت سألجأ لهم، ولكن أنا وحيدة في هذه الدنيا، ليس لدي سوى الله سبحانه وتعالى.. فاستجبت مكرهة، وغادرنا منزل الإيجار، للسكن مع أهل زوجي بمنزلهم بأحد أحياء الخرطوم الجنوبية، وليتني لم استجب لشرط زوجي وانتقل معه للعيش بمنزل أسرته.
    *ويتبع
                  

07-24-2010, 04:55 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: بهاء الدين سليمان)

    عزيزي بهاء الدين سليمان
    شكراً باسم التاج عثمان على إنزال الجزء الثاني. كنت قد قرأته صباح اليوم في الصحيفة ورأيت ان حبكته منحازة لهذه الشابة (يتيمةالمجتمع) ، دون أن نسمع رواية الطرف الآخر الزوج.هذا الجزء الثاني يضعف موقفها أكثر فالشخصية الغائبة (الزوج) في الحكاية ما سمعنا رأيها علماً بأن ذلك الشاب، تزوجها على الرغم من مقاطعة الأهل.في هذه الحالة يجب على الكاتب التاج عثمان البحث عن الزوج وسماع الجانب الآخر من الحكاية. لماذا اصبح يعنفها هكذا ويهجرها بعد أن كان تزوجها وحمدنا له صنيعه ذياك الجسور؟
    في الأسبوع المقبل ربما يتم السرد لنصل إلى الكيفية التي وصلت بها إلى ذلك البيت الضيق الذي يشبه الزنزانة ، وكيف تعيش وتربي طفليها وحدها.
    نعم هذه القصة كما قلت فيها من المرارات ما فيها. وبلدنا تمور أحشاؤه الباطنية بالآلاف من أمثالها.
                  

07-25-2010, 08:35 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار مؤلم مع شابة كبرت دون أن تعرف من هم والديها-أجراه التاج عثمان (Re: Bushra Elfadil)

    مشكلة المنظمات والجمعيات الأهلية المدنية في بلادنا المعتنية بشرائح مثل الأطفال الذين لا ماوى لهم (أطفال الشوارع) وغيرها، تتمثل في كونها منظمات وجمعيات تعاني من شح الموارد، فلحاف مواردها يقصر عن أطراف أمانيها ولذا فأولى خطوات تعثرها تتمثل في عدم الاستمرارية.أجيال المشردين تتلاحق بما يقطع أنفاس هذه المنظمات فتكف عن أفعالها المجيدة ثم ما تلبث أن تعاود الكرة من جديد.
    أما السعي الحكومي فيشوبه دائماً قصر النظر فالمؤسسات تعج بالمسؤولين الكبار بمن فيهم الوزراء والشوارع تعج بالمشردين بمن فيهم يتامى المجتمع.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de