أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-14-2010, 01:30 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب



    (1)

    كانت الأشجار مغطاة برهق السنوات، أعلاها تسكن غربان، وأسفلها أفاعي. وكان الصباح بعيدا جدا. كانت الأشياء مطموسة في ذهن سائق الشاحنة وهو يرقد أسفل الشجرة يسترخي على وسادة من حجر. كان يسترجع ذكريات قديمة وخواطر جديدة عن أشياء في ذهنه المشتت. عن تلك الديار البعيدة التي جاء منها. بعيدة هي في الجغرافية. بقياسات من صنع الناس. قريبة هي في القلب. ذلك القلب الموجوع المفطور على حب وطن بعيد، قريب.

                  

07-14-2010, 01:33 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (2)

    يسترجع غفلته عن الصلوات، منذ سنوات هو لم يصل أبدا. لم يصل لأن روحه كانت تحوّم في عوالم بعيدة. وكان جسده تعبا. نعم يعلم جيدا أن الليل يطول. النهار يطول. لكن الساعات تمضي سراعا ليجد نفسه غارقا في براكين وحمم في منامات نادرا ما تطول، يستيقظ فزعا ليدرك أن ذلك الحلم ربما كان حقيقة. حقيقة غير مدركة. أو معاشة بشكل آخر في عالم غير هذا الذي خلق فيه.
                  

07-14-2010, 01:36 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (3)

    لكنه على أية حال ليس مهتما إن كان يحلم أم يعيش الواقع. ما الفرق بينهما كلاهما أضغاث. كلاهما حقيقة. ليس هو خبير بالفلسفة وليس هو من أصحاب الحكمة. لم يكن جده شيخ قبيلة ولا حاكما ولا ثريا. ولم يسمع سيرته تتردد على لسان أحد. هو الآخر كمثل جده بل "أضل" إنسان عادي جدا. عادي بمقاييس الحياة التي تفتل حبالها لمن أرادت .
                  

07-14-2010, 01:45 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (4)

    ينفض الغبار عن ثيابه، عن جلبابه الذي بإمكانه أن يذكِّر دماغه المغسول بالحزن، بأيام من الطفولة الغابرة. باللعب البريء. أو بتلك اللعنة التي رسمت دربها فجأة دون مقدمات. ساعة كان عليه أن يهرب. أو يبحث عن ملاذ آخر.
    كان صوت يناديه من وراء الظلمة. لا يهتم بمن هو المنادي. لا جنسه. ولا جنسيته. ولا لونه. فقط كان يرى في الصوت خلاصا يمكن أن ينقذه من هذا السجن.
    كان الصوت يقول له: "من هنا يوجد الباب فحاول الخروج سريعا قبل حلول الليل"
    "لكن الحرا...."
    "سسس .. نائمون"
    "تعني أنهم في غفلة"
    عليه ألا يطيل الكلام. ألا يبالغ في وصف الأشياء. أن يوجز. ويسرع في إتباع الصوت. هذا ما قاله القلب. القلب الصغير البريء؟ صوت الضمير الصغير، الذي صغّر جدا مع الأيام.
    قبل أن تشرق الشمس يكون قد وجد نفسه في صحراء ممتدة. وسط شجيرات شوكية متناثرة وهناك كانت سيارة في انتظاره. هي بالوصف الدقيق.. شاحنة كالتي يعمل سائقا لها اليوم في مهجره. كالتي عليه أن يحرص على صيانتها ومراجعة تفاصيل حياتها بدقة، لأنها إن ماتت.. مات.. وتوقف الراتب الشهري وتوقفت حياة أسرة كاملة تنتظر هناك في ذلك البلد البعيد، القريب، الغامض.
                  

07-14-2010, 02:02 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (5)

    إشارة..
    قال المقدسي في كتابه المسمى (كشف الاستار في حكم الطيور والازهار) في صفة (غراب البين): هو غراب أسود ينوح نوح الحزين المصاب، وينعق بين الخلان والاحباب، اذا رأى شملا مجتمعا نادى بشتاته، وان شاهد ربعاً عامراً أنذر بخرابه.
    إشارة..
    كانت العرب تتشاءم من الغراب فاذا سمعوا نعيقه اعتقدوا انه سيحدث فراق لاحد الاحبة ومن هنا جاءت التسمية "غراب البين" اي غراب الفراق.
    إشارة..
    البين هو الموت، والمعروف أن الغراب أول من دلنا على كيفية دفن الموتى، فاعتبره البعض نذير شؤم.
    إشارة..
    قال تعالى: " فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوأة أخيه, قال: يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي "
    إشارة..
    الغربان تؤمن بفطرتها التى وهبها لها الله عز وجل أن الكثرة تغلب الشجاعة والقوة. نعم فالغربان طيور ضعيفة بالمقارنة بأعدائها من الصقور والبوم والتى تنشط ليلا وتفترسها لهذا فتعيش الغربان فى تجمعات كبيرة ترهب بها أعدائها من الطيور الأخرى حيث تبدأ الغربان بإصدار نعيقها المرتفع المستمر قبل غروب الشمس لتتجمع من جميع الاتجاهات وتبدأ كل جماعة أو كل مجثم بالسكون والاستعداد للنوم داخل أعشاشه.
    ***
                  

07-14-2010, 02:07 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (6)

    يتحسس الحجر يجد باردا، كان الطقس شتويا. في هذه المدينة التي جاءها قبل عشر سنوات على أقل تقدير. هو شخصيا لا يهتم بعد الأيام والسنوات. فهاهي تمضي دون حساب. لأنه لو حسب لضاع. وهو في كل الأحوال يعد نفسه بين الضائعين، دون أدنى تعريف لمعنى هذه الكلمة.
    هو أيضا ليس لغويا. أو صاحب خبرات في اللغة. هو بفطرته يتحسس علاقته مع المفردات كتحسس حجر بارد.
    ينهض. يجد نفسه تراوده بأن يصلي ركعتين للخالق. ركعتين طويلتين إلى أن تشرق شمس اليوم الجديد. قبل أن يصعد إلى الشاحنة ويواصل الرحلة. وقبل ان يتأكد أن الأكياس البلاستيكية تغطي الشحنة الخلفية بشكل جيد.
                  

07-14-2010, 02:15 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (7)

    قبل أن يشرع في الوضوء من قنينة الماء المعلبة، يشعر بشيء ما في أسفل كعب قدمه. يطل عليه. ينظر بخفت دون أن يديم النظر. كان ثمة دم أحمر يتدفق. جرح قديم عاد للاشتعال مجددا. وليس لديه الآن من أدوات التطبيب سوى الصبر. يكيله بالتراب البارد. وينتظر للحظات ثم يزيح الرمل. فيرى الدم وقد زاد نزيفا.
    هو وحده، وليس هناك من أحد هناك سوى العربات التي تسرق الطريق البري بهوادة، لكن لا أحد مستعد لأن يتوقف هنا. الجريمة. الموت. كل شيء سيخيف من يفكر في الوقوف من أجل عون إنسان مقطوع في هذا المكان. الناس تخاف. لكن هناك شجعان سأنتظر أحدهم، يقول لنفسه، وهو غير متأكد من طبيعة العون الذي يبحث عنه.
    يقرر الصلاة حتى لو أغرقه الدم ومات. يقرر الخوض في بحر الروح. في المجهول. هو لا يخاف الموت. وإذا كان الموت سيأتي فلن يموت بسبب هذا الجرح. هذا الدم المجهول السبب. ويكبّر. ويبدأ في قراءة الفاتحة.
                  

07-14-2010, 02:25 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (8)

    هل جربتم الموت؟ الآن .. سيكون عليكم أن تجربوه. كان يكلم نفسه بضمير الجمع الغائب. ويسأل روحه عن كيف مضت حياته طوال السنين التي خلت. كيف نسى نفسه. كيف نسي الله؟! كيف بات كالبعير يمشي ولا يدري إلى أين مقصده؟ كيف طاردته الهموم دون أن يحفل بها؟ كيف أصبح هو مايكل الآخر. الذي لا يتمنى. لأن مجرد لحظة صفاء، تأمل صغير مع الذات كفيلة بأن تشعره بالخجل أمام نفسه، أنه ليس هو الذي كان يتمنى. أنه مايكل غير الذي كان يود أن يكونه.
    وبغض النظر عن سيرة جد لا تفاصيل واضحة حولها، فهو يدرك أن والده كان مقاتلا جسورا. يدرك ذلك من خلال أحاديث متناثرة مشبعة بلغة الفخر والزهو من قبل عمة طويلة نحيلة، تقضي الليالي في تلاوة الإنجيل، بصوت عال، وهي تتذكر من حين لآخر ساعة تغلق الكتاب. سيرة الأخ الذي قتل في ليلة واحدة ألف من جنود الأعداء. ألف هو رقم تقريبي لأن الجدة دقيقة دائما. وعندما استفسرها قالت:
    "ربما هم قليل بعشرة أو تسعة .. هو على الأقل قتل ألف إلا عشرة من الرجال"
    كانت المعارك تدور في الليل. وغالبا ما يختبئ جنود العدو في خنادق حفروها تحت الأرض، يفوهون بنادقهم برصاص يمضي في الفراغ الليلي الموحش، المغلف بأشجار المانجو، لكن لا أحد كان يدري أين تمضي الرصاصة التي خرجت.
                  

07-14-2010, 02:37 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (9)

    كان أبوك يتمشى بين الأحراش، ولم تكن لديه بندقية، مثلما لم يكن يعلم أي قضية تشغل الجيشين المتعاركين. سمع الكثيرين يتحدثون عن الحرب. يقولون إنها حصدت قوم كثير، لكن لأي سبب. لم يكن يعلم. ولم يشغله العلم.
    ".. هكذا هو أبوك يا مايكل.. كان عنيدا.. لا يهمه أن يعرف.. المهم بالنسبة له أن يعيش لحظته.. وبعدها ينسى كل ما جرى.."
    يكاد يسمع رنين صداها الآن؛ وهو يصلي بصوت مرتفع.. ساعة يبدأ في تلاوة القرآن.. تكاد آياته تزاحم صوت عمته وهي تتلو في الليل كلمات المسيح.
    ".. لا أعتقد أن أباك كان يجد متعة في القتل.. فقد كانت متعته الحقيقة في أن يجرّب.. أن يجرب أي شيء لم يجربه من قبل.. ولهذا أبادهم جميعا هؤلاء الألف إلا عشرة من الرجال.."
    ودون أن تمضي في رواية ما حدث بالضبط، تكون قد غفت.. وعاشت في أحلامها ومضت بعيدا في عوالم أخرى.. قبل أن تشرق شمس الحي العشوائي في أطراف المدينة.. قبل أن تكون قد أنهت الحلم الأخير لهذا الليل الطويل.. بقطار مزدحم بالمسافرين من الداخل ومن عل.. قطار يسير بدخان يتصاعد إلى السماء. يقف أخيرا عند محطته الأخيرة وعلى الجميع أن يغادروا إلا هي.. سيكون عليها أن تبكي طويلا قبل أن تفهم السبب. والذي سيظل مجهولا بالنسبة لها. لكن في هذه الليلة وفوق حجر بارد كان مايكل قد رآها تجلس في مقصورة القيادة، كانت هي من ساق القطار إلى محطته الأخيرة.
                  

07-14-2010, 02:58 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (10)

    أحيانا تكون الصلاة خلاصا من العالم الأرضي. وهذا الشعور كان قد امتلك مايكل، فقد بدت شمس ذلك اليوم وكأنها لن تشرق. وهل كان يصلي حقيقة أم يفكر في الماضي. ما جرى قبل خمس عشرة سنة أو أكثر بقليل؟ ليس هو متأكد تماما. الأمر الوحيد والحقيقي بالنسبة له في هذه اللحظة أنه كمن يطير فوق الأرض. يطير بدمه الذي تجمد وتوقف دون أن يحسه.
    والأمر الثاني الذي رآه حقيقة أخرى في دماغه الذي بدا يصفو قليلا قليلا. أنه هو إنسان.. إنسان لابد له أن يصنع حياته، وأن يخلع الأمس بأي شكل كان. لأن الرضا الصادق أن تكون أنت. لا أن تجعل الأيام تتحكم في مسارك. كانت كلماته تتداخل مع آيات القرآن ومع رغبات قديمة بأن يكون له قيمة في هذا العالم. أن يشعر بنفسه أنه فاعل ومؤثر. كيف وأين؟ كانت الإجابة صعبة.
    أنت الآن سائق شاحنة في هذه الجبال الوعرة، بين هذه الطرق البرية، بين أناس لا رحمة لهم. قانونهم الطاعة وإلا الموت. كيف ستتصرف إذن إن حاولت الهرب. ولأي مكان ستهرب. إلى تلك الأسرة التي غابت عنك ملامحها. العمة والأخ وشقيقك الصغير الذي لا تعرف كيف باتت ملامحه، وهل أصبح رجلا بالفعل أم لا، وأمك المريضة المتهالكة.
    يحدث نفسه بقسوة وعنف لم يشعر به من قبل، لأن الرضا الذي سرى في عروقه غسله من درن الطيبة، وعليه أن يتحول بعد قليل إلى إنسان مغامر جسور، عليه أن يقتل عشرة من الرجال على الأقل. لا يحتاج إلى ذلك الرقم القديم ليصبح جسورا كوالده.
    والداك كان يعيش في الأساطير التي صنعتها عمتك، وأنت الآن تعيش في الواقع الذي صنعتك أنت بنفسك وعليك أن تواجهه بقوة.
    كان قد هاتفه قد رنّ. الهاتف الحقيقي.. الجوال الذي في جيب بنطاله. يأخذه ويرد على محدثه الملا الشيخ الكبير الذي يعيش تحت رحمته، والذي سيقبض منه راتب آخر الشهر.
                  

07-14-2010, 03:08 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (11)

    "نعم سيدي الشيخ"
    يقولها، ويتوقف مع نفسه.. يلومها على الخوف على الجبن. ويقول لها "لتكوني شجاعة... يجب أن تبلغه بقرارك الآن.."
    لكنه لم يكن متأكدا من قراره، هل هو شجاع بما يكفي ليخبره بأنه قرر أن يترك العمل معه؟ والأهم هل هو شجاع ليخبره أن كشيخ وهو كتلميذ وعامل متواضع يتاجران بالحرام.
    "سيدي.. لقد غسل الله قلبي في هذا الفجر"
    "قلبك لم يتسخ أبدا أيها الملا الأسود"
    يضحك الشيخ الملا الكبير، وهو يقول ما قال، قبل أن يتحدث بعدها بكلام قاطع:
    "عدت لتصلي إذن.. كنت أعلم ذلك أن الله سوف يهديك.. ولهذا لم أكلمك من قبل في أمر الصلاة"
    "سيدي.. الأمر لا يتعلق بهذا الموضوع.. أعرف سعة صدرك وحلمك..
    قبل أن يكمل يكون قد فكّر هل هو صادق في هذين الوصفين...
    لكنه لا يواصل التفكير، يكمل:
    ".... أعرف سيدي أنك تحبني وتريد لي الخير وأن خيركم كثير.. لكنني قررت..."
    يقول لنفسه بتشوش وارتباك.. "هل أخبره بقرار لم أحدده بعد.. هل أنا فعلا شجاع بما يكفي لتحمل النتيجة.. هؤلاء الملالاي لا أمان لهم.."
                  

07-14-2010, 03:16 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا مايكل - فصول من سيرة الغراب (مشروع روائي) - أهداء للاستفتاء المرتقب (Re: عماد البليك)

    (12)

    الذين حاولوا من قبل أن يفعلوا مثلما فعل، وممن علم بخبرهم، كان مصيرهم الموت. لأن الملا الكبير يعلم تماما أن من يخرج عن القانون الذي صنعه هو لابد أن يتبع قانون غيره. وأقرب الغير هم الأعداء هؤلاء الجنود "الكفار" المتربصون في كل فجوة من الجبل.
    كان نصار السامرائي أقربهم إلى الذكاء، ساعة قرر أن يخبر الملا الكبير بأنه يرغب في أن يكون جاسوسا لدى الأعداء.. لكن الملا لا يمكن خداعه.. جعله يمضي إلى منتصف الطريق إليهم وأمر رجاله في الليل فقبضوا عليه بين الجبال وقتلوه وجاءوا بجثته وعرضها الملا أمام الملأ وهو يقول: "هذا مصير من أراد خداعنا.. نرحم من لا يصلي ولا يصوم ومن يزني.. ولكن لا نرحم من يظن أنه يغشنا"
    "الملأ شخص لا يمكن أن تفهم طريقة تفكيره.. والمغامرة معه رجس من عمل الشيطان"، قال مايكل لنفسه وهو يرتجف قبل أن يرد على الهاتف أخيرا قائلا:
    "سمعا وطاعة يا سيدي الشيخ.. الشحنة ستسلم قبل الظهر بإذن الله"
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de