دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز العددي
|
بعد عناء يوم عمل ، مرهق باجندة الاجتماعات ، واقداح العصائر الطازجة ، مبعثرة علي الطاولة ، اخذت اترنح بالكرسي ، الدوار ، كالدرويش ، في حلقة الذكر ، والسائق الهندي الخاص ، علي موعد مع الطائرة ، الي نيودلهي ، الي الهند ، في اجازته السنوية ، كان يوم عمل مرهق ، ودموعي ترقد علي ، اسنة الغصة ، في الحلق ، وانا اودع سائقي الهندي الخاص ، محمد عبدالله ، في مطار ابوظبي الدولي ، ونحن معشر السودانيين ، عجينة من المحنة ، والطيبة ، وقالوا ، الولف كتال ،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
ما أن نري الطائرات ، والمطارات ، والحقائب المحزمة ، والميزان بالقسط ، ميزان الدنيا ، الا وتدب في النفس ، المرهفة ، الي الوجدان ، قشعريرة صاخبة ، الي الاوطان ، الي ديارنا ، في السودان ، الي الاهل ، والاحباب ، قلت لسائفي الخاص بي ، الهندي ، ( محمد عبدالله ) ، وانا اشد علي كتفه ، بعد ان ترقرقت عيناه ، بالدمع السخين ، وحبست انا ، انفاسي ، غصتي ، تطعن كالسهام ، في الحلق ، في لحظة ضعف ، لحظة من هوان الزمن ، قلت له ، اتوقع منك مكالمة ، فور وصولك ، الي ، نيودلهي ،،، هز راسه الي الجنب ، هزتين ، كعادة الهنود ،،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
تنقضي اللحظات ، وتتبلور العلاقات ، في قالب العولمة ، وزمن السيديهات ، والفلاش موموري ، والشبكة العنكبوتية ، بالاقمار الصناعية ، تتحدي الثواني بتبلور ، المعشر باقرب الاشخاص ، وهو السائق الخاص ، محمد عبدالله ، الرجل الصامت ، يسبح في بحور الهدوء ، والطمانينة ، حتي عرفه الجميع ، في السودان ، في اسفاري ، وفي ترحالي ، دائما معي ، يودعني ، ويستقبلني ، عبر المطارات ، في صمت وسكينة ، ذلكم خبر ، محمد عبدالله ، الهندي ، وانا ادخل كهف اهل الكهف ، في الاردن ، عمان ، منطقة ابو علندا ، في ثلاث ايام عمل ، في الاردن ، ودعت سائقي الخاص بي ، في مطار ابوظبي الدولي ، واليوم اودعه ، الي الهند ، وفي مخيلتي ، كهف اهل الكهف ، انهم فتية امنوا بربهم ، فخلدهم القران الكريم ، ورفع ذكرهم ، حتي صاروا قرانا يتلي ، في سورة الكهف تتجلي باروع الاعجاز ، في القران الكريم ، وتشدني لغة الارقام ، ولوغريثم المعاني ، فتسبح بي في عالم من الفهم القويم ، والخواطر ، بتدبر ايات القران الكريم ، وانهم فتية امنوا بربهم ،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
المعجزة الرياضية في سورة الكهف :-
سورة الكهف وهي السورة رقم (18) في ترتيب المصحف الشريف، وقد جاء بسورة الكهف عدد 4 قصص وهي : -
1. قصة أهل الكهف . 2. قصة الرجلين . 3. قصة موسى والعبد . 4. قصة ذو القرنين .
ومن العجيب أن قصة أهل الكهف وهي القصة الأولى جاءت في عدد (18) آية قرآنية حصرا وذلك في قوله تعالى ابتداء من الآية (9) وحتى الآية (26) من سورة الكهف : 1. أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً {9} 2. إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً {10} 3. فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً {11} 4. ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً {12} 5. نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13} 6. وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً {14} 7. هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً {15} 8. وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً {16} 9. وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً {17} 10. وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً {18} 11. وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً {19} 12. إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً {20} 13. وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً {21} 14. سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً {22} 15. وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً {23} 16. إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً {24} 17. وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً {25} 18. قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {26}) الكهف .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
سورة الكهف :- عدد أهل الكهف والإعجاز الرياضي :-
أما عن عدد أهل الكهف والذي جاء فيه قول ربنا سبحانه وتعالى في الآية (22) من سورة الكهف قوله تعالى :- (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً) . وقد جاء بالآية الكريمة عدد (3) إحتمالات في عدد أهل الكهف . . . وهي :-
1. أن عددهم (3) ورابعهم ######هم . 2. أن عددهم (5) وسادسهم ######هم . 3. أن عددهم (7) وثامنهم ######هم .
ونلاحظ في هذه الآية الكريمة . . الإعجاز الرياضي التالي :-
1.الأعداد التي جاءت في الآية الكريمة هي (3) ، (4) ، (5) ، (6) ، ( 7) ، (8) . . . ومجموعها = (33) . 2.عدد كلمات الآية الكريمة يساوي (33) كلمة أيضا (انظر الرابط الأول) . 3.أي أن مجموع الأرقام التي وردت في الآية الكريمة يساوي عدد كلمات الآية الكريمة . أي أن كل كلمة تساوي واحد . . . وهذا ما سوف نستخدمه فيما بعد . ولكن عدد أهل الكهف كيف يمكن استنتاجه من الآية :- 1.عدد اهل الكهف هو العدد الأخير الذي ذكره الله تعالى في الآية (22) (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ٌ) أي أن عددهم = 7 . 2.وبالتالي يكون ######هم هو ثامنهم (8) . 3.وتبدأ قصة أهل الكهف من الآية رقم (9) . 4.أي ان عدد أهل الكهف (7) و######هم (8) . 5.وأول آيات القصة {الآية (9)} و عدد كلماتها = (10) كلمات . . . . 6.الفرق بين ترتيب الآية في القصة وترتيبها في السورة ابتداء من (1) (9) إلى (18) (26) = (8) وهو إشارة إلى صحة الاحتمال الثالث أن عدده (7) وثامنهم ######هم والله أعلم .
*** ملحوظة هامة :- هذا الموضوع منقول من النت . وتم نقله لتعم الفائدة .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
ولكن عدد أهل الكهف كيف يمكن استنتاجه من الآية :- 1.عدد اهل الكهف هو العدد الأخير الذي ذكره الله تعالى في الآية (22) (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ٌ) أي أن عددهم = 7 . 2.وبالتالي يكون ######هم هو ثامنهم (8) . 3.وتبدأ قصة أهل الكهف من الآية رقم (9) . 4.أي ان عدد أهل الكهف (7) و######هم (8) . 5.وأول آيات القصة {الآية (9)} و عدد كلماتها = (10) كلمات . . . . 6.الفرق بين ترتيب الآية في القصة وترتيبها في السورة ابتداء من (1) (9) إلى (18) (26) = (8) وهو إشارة إلى صحة الاحتمال الثالث أن عدده (7) وثامنهم ######هم والله أعلم .
مدة ما لبث أهل الكهف والإعجاز الرياضي :- يقول تعالى في الآية (25) من سورة الكهف : وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً . وكما سبق أن أوضحنا في عمر نوح عليه السلام . . . إليك عزيزي المتابع الآتي : 1.هناك في اللغة "سنة" . . . و"عام" ولا يمكن أن يكون المراد بهما شيء واحد . . . فبالطبع هما شيئين مختلفين . 2.وقلنا أن السنة المقصود بها السنة الميلادية في التاريخ الإفرنجي والنة هي طول المدة التي تستغرقها الأرض لتقطع دورة كاملة في مدارها حول الشمس وتستغرقها في 365.25 يوما . 3.ولذلك هناك في السنين الميلادية نوعان : أ - سنة بسيطة : وهي السنة التي طولها 365 يوما . ب - سنة كبيسة : وهي السنة التي طولها 366 يوما . والسنة البسيطة تأتي لمدة ثلاث سنوات متتالية ثم تأتي السنة الرابعة السنة الكبيسة وذلك نتيجة تجميع 0.25 يوم الفرق كل 4 سنوات لتعطي يوما كاملا لتصبح السنة الكبيسة (366 يوما) . 4. أما العام فهو العام الهجري في التاريخ العربي وهو طول المدة التي يقطع فيها القمر (12) دورة شهرية حول الأرض ، وطول العام 354.367 يوما . 5. وبالتالي يكون الفرق بين السنة والعام 10.89 يوما والعامة يقولون أن الفرق بين السنة والعام = 11 يوما تقريبا . 6. وبفرض أن الفرق بينهما = 11 يوما إذن كل 30 سنة يكون الفارق = 11 × 30 = 330 يوما . 7. وبالتالي يكون الفارق كل 32 سنة = 330 + (2 × 11) = 352 يوما . 8. أي انه طول 32 عاما لا يكتمل فارق =354 يوما (طول العام الهجري) . 9. وبالتالي فإنه فقط يكتمل عام كامل بين التاريخ الميلادي والتاريخ الهجري كل 33 سنة . 10. إذن يكتمل 3 أعوام كل 100 سنة . 11. إذن يكتمل 9 أعوام كل 300 سنة . 12. وهذا هو نص الآية الكريمة : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعا(ً . 13. أي أنهم لبثوا 300 سنة ميلادية . . وهذه المدة تعطي (9) أعوام هجرية زيادة وبالتالي يكون مدة ما لبث أهل الكهف في الكهف = 300 + 9 = 309 عاما قمريا .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
من روائع الرقم 19
عدد سور القرآن 114 سورة، من مضاعفات الرقم 19، وقد تحدى الله تعالى الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن فقال:-
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)، سورة الاسراء ، الاية ( 88 ) ، *** عدد كلمات هذه الآية 19، *** وعدد حروفها 76 من مضاعفات 19، *** وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه الآية هو 19، *** والمجموع هو 114 عدد سور القرآن!!!
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الكلمة وعدد المرات التي ذكرها القرآن الكريم
الدنيا 115 مرة
الآخرة 115 مرة
الملائكة 88 مرة
الشياطين 88 مرة
الحياة 145 مرة
الموت 145 مرة
النفع 50 مرة
الفساد 50 مرة
الناس 368 مرة
الرسل 368
إبليس 11 مرة
الاستعاذة 11 مرة
الإنفاق 73 مرة
الشكر 73 مرة الضالون 17 مرة
الموتى 17 مرة
المسلمون 41 مرة
الجهاد 41 مرة
الذهب 8 مرات
الترف 8 مرات
السحر 60 مرة
الفتنة 60 مرة
الزكاة 32 مرة
البركة 32 مرة
العقل 49 مرة
النور 49 مرة
اللسان 25 مرة
الموعظة 25 مرة
الرغبة 8 مرات
الرهبة 8 مرات
الجهر 16 مرة
العلانية 16 مرة
الشدة 114 مرة
الصبر 114 مرة
محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 4 مرات
الشريعة 4 مرات
الرجل 24 مرة
المرأة 24 مرة
الصلاة 5 مرات
الشهر 12 مرة
اليوم 365 مرة
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
أول آية في القرآن هي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) عدد حروفها هو 19 حرفاً، أول كلمة فيها هي (بسم) وقد تكررت في القرآن كله 134 مرة، وآخركلمة فيها هي (الرحيم) وقد تكررت في القرآن كله 227 مرة، والمذهل أن مجموع تكرار أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية هو 361، وهذا العدد يساوي بالتمام والكمال 19×19.
عدد حروف القاف في سورة (ق) هو 57 حرفاً، من مضاعفات 19، وعدد حروف القاف في سورة الشورى 57 حرفاً كذلك. مع ملاحظة أن كلتا السورتين في مقدمتهما نجد حرف القاف!!! ومجموع حروف القاف في كلتا السورتين هو 57+57=114 بعدد سور القرآن، وكلمة (قرآن) تبدأ بحرف القاف! عدد حروف الياء والسين في سورة (يس) التي هي قلب القرآن هو 285 حرفاً، من مضاعفات الرقم 19.
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الصفحة الرئيسية » الإعجاز في علم الأحياء » الحروف وسورة الإنسانالحروف وسورة الإنسان بقلم وسيم - المشرف العام في موقع الاعجاز العلمي والعددي في الكريم ،،07-04-2009
لقد قدر الله تعالى أن تحمل أحد سور القرآن الكريم اسم "الانسان". في هذه السوره الكريمه يذكر الله سبحان وتعالى خلق الانسان ويبشر بها المؤمنين من عباده بما يننتظرهم من نعيم ومقام رفيع في الحياة الاخره. كما ذكرت في المقالات السابقه فان ظواهر الاعجاز العلمي والعددي في هذه السوره الكريمه متعدده. وتتعلق الكثير من هذه الظواهر بعدد كروموسومات الانسان: فجسم الإنسان بكل أعضائه, خلاياه ،صفاته وحتى تصرفاته يتطور ويعمل وفق الماده الوراثيه الموجوده في كل خليه من خلايا الإنسان. أصل الماده الوراثيه هو الأب والأم وتترتب هذه الماده الوراثيه بسلسله من الحوامض الأمينيه والتي تسمى بكروموسومات (صبغه وراثيه). يبلغ عدد هذه الكروموسومات 46 وهذا العدد تم إكتشافه بواسطة تقنيات المجهر الحديثه في العام 1955 (هذه الكروموسومات مرتبه بشكل 23 زوج).
اسم الجلاله "الله" في هذه السوره يظهر لأول مره في الايه السادسه. وتظهر كلمة "الإنسن" مرتين في هذه السوره وذلك في الآيتين الأولى والثانيه: "هَل أَتى عَلَى الإِنسنِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيـًٔا مَذكورًا ﴿١﴾ إِنّا خَلَقنَا الإِنسنَ مِن نُطفَةٍ أَمشاجٍ نَبتَليهِ فَجَعَلنهُ سَميعًا بَصيرًا ﴿٢﴾"
تمعن هذه الحقائق في النص القرآني:-
عدد الكلمات قبل اسم الجلاله الاول هو 46 كلمه بعدد كروموسومات الانسان.
عدد الحروف قبل اسم الجلاله الاول هو 199. اللافت للنظر هو أن العدد 199 هو العدد الأولي ال 46 في الكون. عدد الحروف مع الحروف المحذوفه (كمثال الألف الخنجريه) وفقاُ للرسم العثماني قبل اسم الجلاله الاول هو 207. هذا العدد هو مضاعف للعدد 23 فهو يساوي 23 ضرب 9. الرقم 9 له أهميه خاصه فالعدد الأولي ال 9 في الكون هو العدد 23. الحرف الاول في كلمة الانسن (وايضاُ في اسم الجلاله) هو حرف الالف. اللافت للنظر هو أن هذا الحرف يتكرر بالضبط 46 مره قبل اسم الجلاله الاول. بالاضافه الى ذلك يتكرر الحرف الاخير في كلمة الانسن: حرف النون بالضبط 23 مره قبل اسم الجلاله الاول بعدد أزواج كروموسومات الانسان (لا نجد مثل هذه الظاهره عندما نتفحص عينات أخرى من 46 كلمه من مواقع أخرى في القرآن الكريم) حرف الالف الأول في كلمتي الانسن في هذه السوره يأتي بالموقع التاسع من الايتين. لاحظ أن الرقم 23 (المساوي لعدد أزواج الكروموسومات) هو العدد الأولي ال 9 في الكون. الاعداد الأوليه هي الأعداد التي لاتقبل القسمه الا على نفسها وعلى واحد مثل الاعداد 2, 3, 5, 7 الخ. اضغط هنا لجدول الارقام الأوليه ال 10,000 الأولى في الكون. حرف النون الاخير في كلمة "الانسن" في كلتا الايتين يأتي بالموقع ال 14 من كل ايه. الرقم 14 له أهميه خاصه فعدد الأعداد الاوليه قبل (أي الأصغر من) العدد 46 (عدد كروموسومات الأنسان) هو 14 عدداً. أود أن أنبه الى أن العدد 46 ذاته ليس عدداً أولياً. حرف الالف, الحرف موضع اهتمامنا هنا, يتكرر في كل سورة الانسان 199 مره. اللافت للنظر هو أن العدد 199 هو العدد الأولي ال 46 في الكون. حرف الالف يتكرر في الايتين الأولى والثانيه (أي الايتان اللتان تحويان لفظتي "الانسن" في السوره) 15 مره. هذا يعني أن هذا الحرف يتكرر في الايات الباقيه 184 مره. هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 46 فهو يساوي حاصل ضرب 46 ب 4. الحرف الاول في الايه الاولى هو الهاء (هل أتى ..) ونجد ان الحرف ال 23 هو ايضا الهاء (..الدهر..). نذهب الى الايه الاخيره ونجد ان اخر حرف هو الالف (..أليما) ونجد ان الحرف ال 23 من الوراء هو الالف أيضاً (..والظلمين..). أي تطابق في الحرف ال23 من بداية السوره ومن نهايتها. العدد 23 هو, مره أخرى, عدد أزواج الكروموسومات عند الانسان (Human haploid chromosome number). الحرف ال 46 في السوره هو حرف الالف في كلمة "خلقنا" (نفس الكلمه التي تسبق كلمة الانسن الثانيه والاخيره في السوره). بالاضافه الى ذلك نجد أن الحرف ال 46 من الوراء ( أي من اخر السوره) هو أيضاً حرف الالف في كلمة "عليما". لاحظ التطابق! حرف الالف في كلمة "خلقنا" (الكلمه التي تسبق كلمة الانسن الثانيه والاخيره في السوره), أي الحرف ال 46 في السوره, هو حرف الالف ال 9 في السوره. أكَرر بأن العدد الأولي ال 9 في الكون هو العدد 23. وكذلك نجد بأن حرف الألف في كلمة "عليما" (الحرف ال 46 من نهاية السوره) هو أيضاً حرف الألف ال 9 من نهاية السوره. لاحظ التطابق والإرتباط بعدد أزواج الكروموسومات. لاحظ أيضاً إرتباط موقع حرف الألف في كلمتي "خلقنا" و "عليما" بالمعاني في الآيتين: فالله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو الذي يسع علمه كل شيئ. وعندما نقوم بعد الحروف التي تُكون كلمة "الانسن" من بداية السوره نجد أن حرف الالف في كلمة "خلقنا" (ال 46 من بداية السوره) هو العدد ال 23 من الحروف التي تُكون كلمة "الانسن". عدد السور في القران الكريم التي تحوي 46 ايه او اكثر هو 50. الرقم 50 له ارتباط ما بعدد الكروموسومات فالسوره التي تحمل الرقم 96 (اي 50 + 46) هي سورة العلق. السوره رقم 50 في القران الكريم هي سورة ق والتي تبدأ بالحرف المُقطع ق. الآيات التي تحوي الحرف ق في سورة الانسان هي الايات 2, 10, 11, 14, 15, 16, 17, 21, 23, 27 و 28 والتي مجموع ارقامها هو 184 اي 46 × 4 (أي مُضاعف كامل للعدد 46). أود أن أذكر بان العدد الاولي ال 9 في الكون هو العدد 23. المثير للانتباه هو أن الايه التاسعه التي تحوي حرف القاف في هذه السوره هي الايه رقم 23. لاحظ التطابق! كلمة "القرآن" تظهر مره واحده في هذه السوره ولاحظ أن هذه الكلمه المميزه تظهر في الآيه رقم 23 "إِنّا نَحنُ نَزَّلنا عَلَيكَ القُرءانَ تَنزيلًا". هذه الآيه مع هذه الكلمه المميزه هي الآيه التاسعه من نهاية السوره. مره أخرى العدد الأولي ال 9 هو العدد 23 ! كلمة "الله" تظهر في الايات ال 6, 9, 11 و 30. عدد حروف هذه الايات الأربعه عدا المكرر هو 23 بعدد أزواج الكروموسومات. إليك عزيزي القارئ ترتيب ظهور هذه الحروف في هذه الآيات الاربعه. :كل حرف يأخذ قيمه عدديه وفقاً اترتيب ظهوره في هذه الايات (إبتداءاً من الايه ال 6 الى ال 30):
عندما نقوم بكتابة كلمة "الانسن" (وققاً للرسم العثماني كما تكتب في المصحف) بواسطة هذه القيم نحصل على المجموع 46 أي عدد كروموسومات الانسان.
حرف الالف له دلاله خاصه فهو الحرف الابجدي الاول. تظهر كلمة الانسن مرتين في هذه السوره: مره في الايه الاولى ومره في الايه الثانيه. الايه الاولى تبدأ ب "هل أتى على الانسن"، في هذه العباره نجد أن حرف الالف جاء بالمواقع ال 3, 9 و 11 مجموع هذه المواقع هو 23. نقوم بالقيام بنفس العمليه الحسابيه لفاتحة الايه الثانيه "انا خلقنا الانسن" لنجد ان حرف الالف جاء بالمواقع 1, 3, 8, 9 و 11. مجموع المواقع هو 32 (لاحظ ان هذا العدد هو معكوس العدد 23). ملاحظه: جمع مواقع حرف الألف هو إسلوب حسابي في مجال الإعجاز العددي كما نراه في العديد من المواقع في القرآن (مثلاً في الآيات الأولى من سورة العلق). حرف الالف يأتي في الايتين الأولى والثانيه (أي الايتان اللتان تحويان لفظتي "الانسن" في السوره) في المواقع التاليه: ال 3, 9, 11, 20, 32, 38, 39, 41, 46, 47, 49, 59, 62, 80 و الموقع ال 85. مجموع هذه المواقع هو 621. هذا العدد هو من مضاعفات العدد 23 و 9. الرقم 9 له أهميه خاصه هنا فالعدد الأولي ال 9 في الكون هو العدد 23.
--------------------------------------------------------------------------------
المراجع: - القرآن الكريم - مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - برنامج Quraan Analysis لإحصاء كلمات وحروف القرآن الكريم - من إعداد حسن محمد الجوهري - ويكيبيديا - الموسوعه الحره - الاعداد الأوليه - صبغي (كروموسوم) - Joe Hin Tjio
إضافة تعليق شارك بسم الله الرحمن الرحيم يٰأَيُّهَا الَّذينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَءامِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ ﴿٢٨﴾ { سورة الحديد }
*** المصدر :- موقع الاعجاز العلمي والعددي في القران الكريم ،،
عزالدين عياس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
أستاذ الفيزياء عضو الأكاديمية الطبية الروسية وكيث مور عالم الأجنة الشهير
دعيت مرة لحضور مؤتمر عقد للإعجاز في موسكو فكرهت في بادئ الأمر أن أحضره لأنه يعقد في بلد كانت هي عاصمة الكفر والإلحاد لأكثر من سبعين سنة وقلت في نفسي: ماذا يعلم هؤلاء الناس عن الله حتي ندعوهم إلي ما نادي به القرآن الكريم؟!.فقيل لي: لابد من الذهاب فإن الدعوة قد وجهت إلينا من قبل الأكاديمية الطبية الروسية.فذهبنا إلي موسكو وفي أثناء استعراض بعض الآيات الكونية وبالتحديد عند قول الله تعالي (يدبر الأمر من السماء إلي الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) السجدة 5 .
وقف أحد العلماء المسلمين وقال: إذا كانت ألف سنة تساوي قدران من الزمان غير متكافئين دل ذلك علي اختلاف السرعة. ثم بدأ يحسب هذه السرعة فقال: ألف سنة..لابد وأن تكون ألف سنة قمرية لأن العرب لم يكونوا يعرفون السنة الشمسية والسنة القمرية اثنا عشر شهراً قمرياً ومدة الشهر القمري هي مدار القمر حول الأرض, وهذا المدار محسوب بدقة بالغة, وهو 2,4 بليون كم .فقال: 2,4 بليون مضروب في 12 -وهو عدد شهور السنة-ثم في ألف سنة,ثم يقسم هذا الناتج علي أربع وعشرين-وهو عدد ساعات اليوم-ثم علي ستين-الدقائق-ثم علي ستين-الثواني-.فتوصل هذا الرجل إلي سرعةأعلي من سرعة الضوء.فوقف أستاذ في الفيزياء- وهو عضو في الإكاديمية الروسية-وهو يقول :لقد كنت كنت أظنني-قبل هذا المؤتمر-من المبرزين في علم الفيزياء,وفي علم الضوء بالذات,فإذا بعلم أكبر من علمي بكثير.ولا أستطيع أن أعتذر عن تقصيري في معرفة هذا العلم إلا أن أعلن أمامكم جميعاً أني( أشهدأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).ثم تبعه في ذلك أربعة من المترجمين,الذين ماتحدثنا معهم علي الإطلاق وإنما كانوا قابعين في غرفهم الزجاجية يترجمون الحديث من العربية إلي الروسية والعكس,فجاءونا يشهدون أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
ليس هذا فحسب وإنما علمنا بعد ذلك أن التلفاز الروسي قد سجل هذه الحلقات وأذاعها كاملة فبلغنا أن أكثر من 37 عالماً من أشهر العلماء الروس قد أسلموا بمجرد مشاهدتهم لهذه الحلقات. ليس هذا فحسب..وإنما كان معنا أيضاًً كيث مور* وهو من أشهر العلماء في علم الأجنة ويعرفه تقريباً كل أطباء العالم,فهو له كتاب يدرس في معظم كليات الطب في العالم وقد ترجم هذا الكتاب لأكثر من 25 لغة فهو صاحب الكتاب الشهير (The Developing Human) .فوقف هذا الرجل في وسط ذلك الجمع قائلاً: "إن التعبيرات القرآنية عن مراحل تكون الجنين في الإنسان لتبلغ من الدقة والشمول مالم يبلغه العلم الحديث, وهذا إن دل علي شئ فإنما يدل علي أن هذا القرآن لايمكن أن يكون إلا كلام الله, وأن محمداً رسول الله"
.فقيل له: هل أنت مسلم؟!؟.قال:لا ولكني أشهد أن القرآن كلام الله وأن محمداً مرسل من عند الله.فقيل له:إذاً فأنت مسلم,قال: أنا تحت ضغوط اجتماعية تحول دون إعلان إسلامي الآن ولكن لاتتعجبوا إذا سمعتم يوماً أن كيث مور قد دخل الإسلام.ولقد وصلنا في العام الماضي أنه قد أعلن إسلامه فعلاً فلله الحمد والمنة.
*** المصدر :- منتديات تداول . VBULLETIN
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
قال تعالى:- {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} ﴿56﴾ سورة النساء
بين الله سبحانه وتعالى أن الجلد هو محل العذاب فربط جل وعلا بين الجلد والإحساس بالألم في الآية الأولى وأنه حينما ينضج الجلد ويحترق ويفقد تركيبه ووظيفته يتلاشى الإحساس بألم العذاب فيستبدل بجلد جديد مكتمل التركيب تام الوظيفة ، تقوم فيه النهايات العصبية - المتخصصة بالإحساس بالحرارة و بآلام الحريق - بأداء دورها ومهمتها ؛ لتجعل هذا الإنسان الكافر بآيات الله تعالى يذوق عذاب الاحتراق بالنار
هذه الآية الكريمة صعقت أستاذ التشريح تاجاتات ثم قال:- أنه حان الوقت لأن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ،
متوازن 03-05-2009 03:43 PM
أستاذ التشريح تاجاتات :-
* بدأت صلتنا بالبرفيسور تاجاتات تاجاسون* عندما عرضنا عليه بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتصلة بمجال تخصصه فى علم التشريح وبعد أن أجاب على تساؤلاتنا قال:- - نحن كذلك يوجد فى كتبنا البوذية المقدسة أوصافاً لأطوار الجنين . - نحن فى شوق لأن نقف على ما جاء فى تلك الكتب . فى لقائنا القادم * فى العام التالى عندما جاء ممتحناً خارجياً لطلاب كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز سألنا عما وعدنا به وفى أمانة علمية جديرة بالاحترام أجاب - أقدم لكم اعتذارى عن معلوماتى السماعية لقد أجبتكم دون أن أتأكد من هذه المعلومات ولكنى بالرجوع الى تلك الكتب لم أجد شيئاً حول ذلك الموضوع . عندئذً قدمنا له محاضرة كان قد أعدها البرفيسور كيث مور أستاذ علم التشريح بجامعة تورنتو بكندا وعنوانها مطابقة علم الاجنة لما فى القرآن والسنة وسألناه هل تعرف البرفيسور مور ؟ - بالطبع إنه من كبار العلماء المشهورين فى هذا التخصص وهو مرجع عالمى وإنى لمندهش مما سجله هنا فى هذه المحاضرة . * ثم سألناه عدداً من الاسئلة فى مجال تخصصه كان من بينها ذلك السؤال المتعلق بالجلد : - هل هناك مرحلة ينعدم عندها الإحساس بألم الحرق ؟؟ - نعم إذا كان الحرق عميقاً ودمر عضو الإحساس بالألم - حسناً ما رأيك إذن أن القرآن الكريم الذى عند تاريخ نزوله على محمد صلي الله عليه وسلم لأكثر من ألف وأربعمائة عام . قد أشار إلى تلك الحقيقة العلمية عندما ذكر الطريقة التى سيعاقب الله به الكافرين يوم القيامة حيث يقول : (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) فالقرآن هنا يقرر أنه عندما ينضج الجلد يخلق الله للكفار جلداً جديداً كى يتجدد إحساسهم بالألم وذلك تأكيد من جانب القرآن على أن الأطراف العصبية التى تجعل الإنسان يشعر بالألم موجودة فى الجلد . - هذا أمر يدعو للدهشة والغرابة حقيقة فتلك معرفة مبكرة جداً عن مراكز الإحساس والأعصاب فى الجلد ولا أدرى كيف ذكر قرآنكم هذا !! - ترى أيمكن أن تكون هذه المعلومات قد استقاها محمد نبى الإسلام من مصدر بشرى ؟ - بالطبع لا ففى ذلك الوقت لم تكن هناك معارف بشرية حول هذا الموضوع . - من أين إذن وكيف عرف ذلك . - المؤكد عندى هو استحالة المصدر البشرى ولكنى أسألكم أنتم من أين تلقى محمد صلي الله عليه وسلم هذه المعلومات الدقيقة . - من عند الله . - الله !! ومن هو الله ؟ وبعد أن شرحنا له المفهوم الأسلامى للفظ الجلالة الأعظم راقته تلك الرؤية وعاد الى بلاده ليحاضر عن هذه الظاهرة القرآنية التى عايشها وتأثر بها حتى جاء موعد المؤتمر الطبى السعودى الثامن واستمع فى الصالة الكبرى التى خصصت للإعجاز على مدى أربعة أيام لكثير من العلماء ولا سيما غير المسلمين يحاضرون عن ظاهرة الإعجاز العلمى وفى ختام جلسات المؤتمر وقف البروفيسور (تاجاتات تاجاسون) يعلن . - بعد هذه الرحلة الممتعة والمثيرة فإنى أؤمن أن كل ما ذكر فى القرآن الكريم يمكن التدليل على صحته بالوسائل العلمية وحيث أن محمداً نبى الإسلام كان أمياً إذن لابد أنه قد تلقى معلومات عن طريق وحى من خالق عليم بكل شئ . وإننى أعتقد أنه حان الوقت لأن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
(ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدى إلى صراط العزيز الحميد)
*البروفيسور تيجاتات تيجاسون رئيس قسم علم التشريح في جامعة شيانك مي ، تايلند وقد أدلى بشهادته بأن هذا الكلام لايمكن أن يصدر من بشر وبعد ذلك نطق بالشهادتين الخلاصة:- قال تعالى :- " إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما "
إن شعور الإنسان بألم الاحتراق يزول بمجرد أن ينضج الجلد الخارجي، وذلك لأن الجلد إذا حرق بالنار وكان الحرق عميقا دمر عضو الإحساس بالاحتراق، ويقول الدكتور سالم الحمود -أستاذ التشريح- : ( إن النهايات الحساسة في الجلد إذا دمرت بالحريق مثلا، فإن الإنسان يفقد إحساسه بالنار، وذلك لأن مركز الألم في المخ لا ينتبه لهذا الألم إلا بوجود النهايات الحساسة، فتأمل قوله تعالى السابق الذي يؤكد نفس الحقيقة ) وكانت الدهشة العجيبة للبروفيسور التاليندي : تاجاتات -وهو من أشهر علماء التشريح- لهذه الآية وبعد دراسته لمعجزات القرآن التي استمرت لمدة سنتين. وقف في أحد المؤتمرات يشرح كيف أن ما وصل إليه العلم الحديث موجود بدقائقه في كتاب الله سبحانه وتعالى. واختتم كلمته قائلا : إن هذا يثبت لي يقينا أن آيات القرآن جاءت لمحمد صلى الله عليه وسلم من الخالق بكل شيء. وأرى أنه قد آن الوقت أن أعلن أنه : لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقد أصبحت مسلما من الآن. *** المصدر :- منتديات تداول . VBULLETIN
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب / آفاق الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم
الفصل الثالث
الرقم الأكثر تميّزاً
ونلخص هذه التناسقات: -
الرقم 7 أول مرة ............ الرقم 7 آخر مرة
عدد السور من السورة الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول القرآن وحتى أول آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول القرآن وحتى آخر آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول السورة الأولى وحتى أول آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من أول السورة الأولى لنهاية الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
وتأمَّل: هل جاءت جميع التوافقات هذه مع الرقم سبعة بالمصادفة العمياء؟ وهذا الإحكام نراه في كلمة من كلمات القرآن، فكيف بنا لو أردنا أن نتدبَّر كلمات القرآن بكامله؟ والسؤال الآن: هل يمكن للمصادفة أن تجعل عدد السور من مضاعفات السبعة، وعدد الآيات من مضاعفات السبعة، في آيات تتحدث عن الرقم سبعة؟؟؟!!
إعجاز في أجمل كلمة...
إنها كلمة (اللــه).... جل جلاله! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً، كدليل على أنه ربّ السماوات السبع.
فلو بحثنا عن أول آية ذُكر فيها اسم (الله) جلّ وعلا نجدها في أول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]، أما آخر آية ذُكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص: 2]، وإلى هذه التوافقات مع الرقم سبعة:
1- إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة (الله) أول مرة، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة (الله) لآخر مرة، لوجدنا 112 سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- ولو عددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا 6223 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً!
3- ولو قمنا بعدّ حروف هاتين الآيتين مجتمعتين لوجدنا 28 حرفاً: من مضاعفات السبعة!!
4- ولو قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في الآيتين (أي الألف واللام والهاء) لوجدنا 14 حرفاً: من مضاعفات السبعة كذلك!!!
الأساس الرياضي لطريقة صفّ الأرقام
إن الله عزّ وجلّ قد رتّب كلمات كتابه بتسلسل محدّد، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التسلسل، لذلك ينبغي دراسة الأرقام التي تعبّر عن هذه الكلمات بحيث نحافظ على تسلسلها. فكما أنه لكل كلمة من كلمات القرآن مَنْزِلة، يجب أن يكون لكل رقم مَنْزِلة أيضاً.
وهذه هي طريقة صفّ الأرقام، وأساس هذه الطريقة معروف في علم الرياضيات فيما يُسمّى بالسلاسل الحسابية العشرية. فنحن عندما نكتب أي عدد يتألف من مراتب أو منازل، فإن كل مرتبة فيه تتضاعف عشر مرات عما يسبقها: آحاد ثم عشرات ثم مئات ثم ألوف... وهكذا. وهذا النظام له أساس قرآني في قوله تعالى عن مضاعفة الأجر: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام: 160].
أسس ومرتكزات الدراسة
سوف نعتمد في فهمنا للإعجاز الرقمي في القرآن على تحليل الكلمات تحليلاً رقمياً وفق قواعد لا يختلف عليها اثنان, لذلك فإن الأساس المعتمد هو الرسم العثماني للمصحف الشريف كما كُتب أول مرة, أي بدون تنقيط أو همزات أو أية إضافات أخرى, فكل ما كتب على زمن الرسول عليه صلوات الله وسلامه، سوف يتم اعتباره, أما الإضافات التي تمّت فيما بعد مثل التنقيط ووضع الهمزة وأحرف المد والشدّة وعلامات الترقيم وغير ذلك من علامات التجويد وعلامات الوقف، فلن يتم إحصاؤها لأنها ليست من أصل القرآن.
وبشكل عام سوف نعتمد القاعدة الآتية لعدّ الحروف:
فكل حرف مرسوم في القرآن نعدّه حرفاً سواءً لُفظ أم لم يُلفظ، وكل حرف غير مرسوم في القرآن لا نحصيه سواءً لُفظ أم لم يُلفظ.
وسوف نعتمد على طريقة صفّ الأرقام دون جمعها، أي نقرأ الأعداد الناتجة كما هي حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى. ونبدأ بما بدأ الله به كتابه، الآية الأولى من الكتاب.
التحليل العددي لأول آية في القرآن
ولكي تتضح أمامنا هذه الطريقة نستعين بأول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]، ونتأمل هذا البناء السّباعي الرائع المعتمد على طريقة صفّ الأرقام.
1 - حروف الآية: لو قمنا بعدّ حروف كل كلمة من كلمات الآية الكريمة: بِسْمِ (3) حروف، اللَّهِ (4) حروف، الرَّحْمَنِ (6) حروف، الرَّحِيمِ (6) حروف. إذا صففنا هذه الأرقام كما هي نجد العدد (6643)، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
2- أول كلمة وآخر كلمة: هنالك تناسب عددي مع الرقم 7 لحروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية. فأول كلمة في الآية هي: (بِسْمِ) وعدد حروفها (3)، أما آخر كلمة في هذه الآية فهي (الرَّحِيمِ) وعدد حروفها (6)، وبصفّ هذين الرقمين نجد العدد (63)، وهو من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً.
3- حروف اسم (الله) في الآية: إذا أخرجنا من كل كلمة ما تحويه من حروف اسم (الله)، أي الألف واللام والهاء، نجد عدداً هو (2240) وهو من مضاعفات الرقم سبعة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ماذا يعني أن تأتي حروف أول آبة من كتاب الله تعالى متناسبة مع الرقم 7؟ ولماذا جاءت حروف أول كلمة وآخر كلمة في هذه الآية بالتناسب مع الرقم 7؟ وما هو الهدف من أن تتوزع حروف اسم (الله) على كلمات الآية بشكل يتناسب مع الرقم 7 كذلك؟
إن هذا التناسق والتوافق مع الرقم سبعة ليس له إلا تفسيراً واحداً وهو أن الله تبارك وتعالى كما نظم كل شيء في خلقه بنظام محكم ليدلنا على أن وراء هذا النظام البديع منظماً حكيماً، كذلك نظم كل شيء في كتابه بنظام محكم ليدلنا على أن وراء هذا النظام العجيب منظّماً عليماً أنزله بعلمه وقدرته!
والآن نشرح هذا المثال مع مزيد من التفصيل:
(بسم الله الرحمن الرحيم) هذه أول آية من كتاب الله تعالى تركبت هذه الآية من أربع كلمات وكل كلمة تركبت من عدد من الأحرف كما يلي:
(بسم) تركبت من 3 أحرف: (ب, س, م) إذاً تأخذ الرقم 3.
(الله) تركبت من 4 أحرف: (أ, ل, ل, هـ) وتأخذ الرقم 4.
(الرحمن) تركبت من 6 أحرف: (ا, ل, ر, ح, م, ن) وتأخذ الرقم 6.
(الرحيم) تركبت من 6 أحرف: (ا, ل, ر, ح, ي, م) وتأخذ الرقم 6.
نقوم الآن بكتابة الآية من جديد وتحت كل كلمة عدد حروفها كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم 3 4 6 6
إذا قرأنا العدد الذي يمثل حروف البسملة مصفوفاً كما هو دون جمعه نجد قيمته هي 6643 وأن هذا العدد من مضاعفات السبعة، أي يقبل القسمة على سبعة كما يلي:
6643 ÷ 7 = 979
وسوف نكتب هذه المعادلة بهذا الشكل تسهيلاً لقراءتها:
6643 = 7 × 949
إن هذا النظام ينطبق على كثير من آيات القرآن, كما ينطبق على كثير من نصوص القرآن (النص القرآن هو مجموعة آيات تؤلف معنى متكاملاً) كما ينطبق على كثير من سور القرآن وربما ينطبق على كامل القرآن, ولكن سنأخذ أمثلة متفرقة على هذا النظام بما يثبت يقيناً أن حروف القرآن قد نظَّمها الله تعالى على هذا الرقم.
ولكن العجيب حقاً أن عدد حروف أول كلمة وآخر كلمة في البسملة هو:
بسم الله الرحمن الرحيم 3 6
إن العدد 63 من مضاعفات السبعة: 63 = 7 × 9
المهندس :- عبد الدائم الكحيل
[email protected]
*** المصدر :- كتاب / آفاق الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم ،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
الحروف وسورة الإنسان
الحروف وسورة الإنسان بقلم وسيم - المشرف العام في 07-04-2009
لقد قدر الله تعالى أن تحمل أحد سور القرآن الكريم اسم "الانسان". في هذه السوره الكريمه يذكر الله سبحان وتعالى خلق الانسان ويبشر بها المؤمنين من عباده بما يننتظرهم من نعيم ومقام رفيع في الحياة الاخره. كما ذكرت في المقالات السابقه فان ظواهر الاعجاز العلمي والعددي في هذه السوره الكريمه متعدده. وتتعلق الكثير من هذه الظواهر بعدد كروموسومات الانسان: فجسم الإنسان بكل أعضائه, خلاياه ،صفاته وحتى تصرفاته يتطور ويعمل وفق الماده الوراثيه الموجوده في كل خليه من خلايا الإنسان. أصل الماده الوراثيه هو الأب والأم وتترتب هذه الماده الوراثيه بسلسله من الحوامض الأمينيه والتي تسمى بكروموسومات (صبغه وراثيه). يبلغ عدد هذه الكروموسومات 46 وهذا العدد تم إكتشافه بواسطة تقنيات المجهر الحديثه في العام 1955 (هذه الكروموسومات مرتبه بشكل 23 زوج). اسم الجلاله "الله" في هذه السوره يظهر لأول مره في الايه السادسه. وتظهر كلمة "الإنسن" مرتين في هذه السوره وذلك في الآيتين الأولى والثانيه:- "هَل أَتى عَلَى الإِنسنِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيْئًا مَذكورًا ﴿١﴾ إِنّا خَلَقنَا الإِنسنَ مِن نُطفَةٍ أَمشاجٍ نَبتَليهِ فَجَعَلنهُ سَميعًا بَصيرًا ﴿٢﴾" تمعن هذه الحقائق في النص القرآني:- عدد الكلمات قبل اسم الجلاله الاول هو 46 كلمه بعدد كروموسومات الانسان. عدد الحروف قبل اسم الجلاله الاول هو 199. اللافت للنظر هو أن العدد 199 هو العدد الأولي ال 46 في الكون. عدد الحروف مع الحروف المحذوفه (كمثال الألف الخنجريه) وفقاُ للرسم العثماني قبل اسم الجلاله الاول هو 207. هذا العدد هو مضاعف للعدد 23 فهو يساوي 23 ضرب 9. الرقم 9 له أهميه خاصه فالعدد الأولي ال 9 في الكون هو العدد 23. الحرف الاول في كلمة الانسن (وايضاُ في اسم الجلاله) هو حرف الالف. اللافت للنظر هو أن هذا الحرف يتكرر بالضبط 46 مره قبل اسم الجلاله الاول. بالاضافه الى ذلك يتكرر الحرف الاخير في كلمة الانسن: حرف النون بالضبط 23 مره قبل اسم الجلاله الاول بعدد أزواج كروموسومات الانسان (لا نجد مثل هذه الظاهره عندما نتفحص عينات أخرى من 46 كلمه من مواقع أخرى في القرآن الكريم) حرف الالف الأول في كلمتي الانسن في هذه السوره يأتي بالموقع التاسع من الايتين. لاحظ أن الرقم 23 (المساوي لعدد أزواج الكروموسومات) هو العدد الأولي ال 9 في الكون. الاعداد الأوليه هي الأعداد التي لاتقبل القسمه الا على نفسها وعلى واحد مثل الاعداد 2, 3, 5, 7 الخ. اضغط هنا لجدول الارقام الأوليه ال 10,000 الأولى في الكون. حرف النون الاخير في كلمة "الانسن" في كلتا الايتين يأتي بالموقع ال 14 من كل ايه. الرقم 14 له أهميه خاصه فعدد الأعداد الاوليه قبل (أي الأصغر من) العدد 46 (عدد كروموسومات الأنسان) هو 14 عدداً. أود أن أنبه الى أن العدد 46 ذاته ليس عدداً أولياً. حرف الالف, الحرف موضع اهتمامنا هنا, يتكرر في كل سورة الانسان 199 مره. اللافت للنظر هو أن العدد 199 هو العدد الأولي ال 46 في الكون. حرف الالف يتكرر في الايتين الأولى والثانيه (أي الايتان اللتان تحويان لفظتي "الانسن" في السوره) 15 مره. هذا يعني أن هذا الحرف يتكرر في الايات الباقيه 184 مره. هذا العدد هو من مضاعفات الرقم 46 فهو يساوي حاصل ضرب 46 ب 4. الحرف الاول في الايه الاولى هو الهاء (هل أتى ..) ونجد ان الحرف ال 23 هو ايضا الهاء (..الدهر..). نذهب الى الايه الاخيره ونجد ان اخر حرف هو الالف (..أليما) ونجد ان الحرف ال 23 من الوراء هو الالف أيضاً (..والظلمين..). أي تطابق في الحرف ال23 من بداية السوره ومن نهايتها. العدد 23 هو, مره أخرى, عدد أزواج الكروموسومات عند الانسان (Human haploid chromosome number). الحرف ال 46 في السوره هو حرف الالف في كلمة "خلقنا" (نفس الكلمه التي تسبق كلمة الانسن الثانيه والاخيره في السوره). بالاضافه الى ذلك نجد أن الحرف ال 46 من الوراء ( أي من اخر السوره) هو أيضاً حرف الالف في كلمة "عليما". لاحظ التطابق! حرف الالف في كلمة "خلقنا" (الكلمه التي تسبق كلمة الانسن الثانيه والاخيره في السوره), أي الحرف ال 46 في السوره, هو حرف الالف ال 9 في السوره. أكَرر بأن العدد الأولي ال 9 في الكون هو العدد 23. وكذلك نجد بأن حرف الألف في كلمة "عليما" (الحرف ال 46 من نهاية السوره) هو أيضاً حرف الألف ال 9 من نهاية السوره. لاحظ التطابق والإرتباط بعدد أزواج الكروموسومات. لاحظ أيضاً إرتباط موقع حرف الألف في كلمتي "خلقنا" و "عليما" بالمعاني في الآيتين: فالله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو الذي يسع علمه كل شيئ. وعندما نقوم بعد الحروف التي تُكون كلمة "الانسن" من بداية السوره نجد أن حرف الالف في كلمة "خلقنا" (ال 46 من بداية السوره) هو العدد ال 23 من الحروف التي تُكون كلمة "الانسن". عدد السور في القران الكريم التي تحوي 46 ايه او اكثر هو 50. الرقم 50 له ارتباط ما بعدد الكروموسومات فالسوره التي تحمل الرقم 96 (اي 50 + 46) هي سورة العلق. السوره رقم 50 في القران الكريم هي سورة ق والتي تبدأ بالحرف المُقطع ق. الآيات التي تحوي الحرف ق في سورة الانسان هي الايات 2, 10, 11, 14, 15, 16, 17, 21, 23, 27 و 28 والتي مجموع ارقامها هو 184 اي 46 × 4 (أي مُضاعف كامل للعدد 46). أود أن أذكر بان العدد الاولي ال 9 في الكون هو العدد 23. المثير للانتباه هو أن الايه التاسعه التي تحوي حرف القاف في هذه السوره هي الايه رقم 23. لاحظ التطابق! كلمة "القرآن" تظهر مره واحده في هذه السوره ولاحظ أن هذه الكلمه المميزه تظهر في الآيه رقم 23 "إِنّا نَحنُ نَزَّلنا عَلَيكَ القُرءانَ تَنزيلًا". هذه الآيه مع هذه الكلمه المميزه هي الآيه التاسعه من نهاية السوره. مره أخرى العدد الأولي ال 9 هو العدد 23 ! كلمة "الله" تظهر في الايات ال 6, 9, 11 و 30. عدد حروف هذه الايات الأربعه عدا المكرر هو 23 بعدد أزواج الكروموسومات. إليك عزيزي القارئ ترتيب ظهور هذه الحروف في هذه الآيات الاربعه. :كل حرف يأخذ قيمه عدديه وفقاً اترتيب ظهوره في هذه الايات (إبتداءاً من الايه ال 6 الى ال 30):
عندما نقوم بكتابة كلمة "الانسن" (وققاً للرسم العثماني كما تكتب في المصحف) بواسطة هذه القيم نحصل على المجموع 46 أي عدد كروموسومات الانسان. حرف الالف له دلاله خاصه فهو الحرف الابجدي الاول. تظهر كلمة الانسن مرتين في هذه السوره: مره في الايه الاولى ومره في الايه الثانيه. الايه الاولى تبدأ ب "هل أتى على الانسن"، في هذه العباره نجد أن حرف الالف جاء بالمواقع ال 3, 9 و 11 مجموع هذه المواقع هو 23. نقوم بالقيام بنفس العمليه الحسابيه لفاتحة الايه الثانيه "انا خلقنا الانسن" لنجد ان حرف الالف جاء بالمواقع 1, 3, 8, 9 و 11. مجموع المواقع هو 32 (لاحظ ان هذا العدد هو معكوس العدد 23). ملاحظه: جمع مواقع حرف الألف هو إسلوب حسابي في مجال الإعجاز العددي كما نراه في العديد من المواقع في القرآن (مثلاً في الآيات الأولى من سورة العلق). حرف الالف يأتي في الايتين الأولى والثانيه (أي الايتان اللتان تحويان لفظتي "الانسن" في السوره) في المواقع التاليه: ال 3, 9, 11, 20, 32, 38, 39, 41, 46, 47, 49, 59, 62, 80 و الموقع ال 85. مجموع هذه المواقع هو 621. هذا العدد هو من مضاعفات العدد 23 و 9. الرقم 9 له أهميه خاصه هنا فالعدد الأولي ال 9 في الكون هو العدد 23.
*** المصدر :- موقع الاعجاز العلمي في القران الكريم ، بقلم وسيم - المشرف العام في 07-04-2009
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
(عدل بواسطة عزالدين عباس الفحل on 07-25-2010, 02:52 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
( وفي السماء رزقكم وما توعدون )
وفي السماء رزقكم وما توعدون بقلم الدكتور: - زغـلول النجـار
يستهل ربنا( تبارك وتعالي) سورة الذاريات بقسم عظيم بأربع من آيات الله في الكون ــ والله تعالي غني عن القسم لعباده ــ بأن وعده لصادق, وأن الدين الإسلامي الذي أنزله علي فترة من الرسل, والذي أتمه وأكمله في بعثة خاتم أنبيائه ورسله صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين لحق واقع....!!! ثم يكرر ربنا( سبحانه وتعالي) القسم بالسماء ذات الحبك علي أن الناس مختلفون في أمر يوم الدين بين مكذب ومصدق, وتستعرض الآيات حال كل من المجموعتين في هذا اليوم العصيب, ثم تعود إلي الاستدلال بآيات الله في كل من الأرض والأنفس والآفاق ومنها قول الحق( تبارك وتعالي): وفي السماء رزقكم وما توعدون ثم يأتي القسم الحاسم الجازم برب السماء والأرض ان هذا كله حق, كما ينطق المنكرون في هذه الحياة الدنيا, وهم يدركون حقيقة ما ينطقون, فلا يجوز لهم أن يشكوا فيه أو أن ينكروه كما لا يشكون في نطقهم الذي ينطقون...!! وبعد ذلك تتحرك بنا السورة إلي عرض شيء من الوقائع التاريخية من قبيل ضرب المثل, واستخلاص العبر, والدعوة إلي إخلاص العبادة لله وحده( بغير شريك ولا شبيه ولامنازع), وذلك من مثل قصص سيدنا إبراهيم( عليه السلام) مع ضيفه وقومه, وسيدنا لوط( عليه السلام) وما حاق بقومه من عذاب, وسيدنا موسي( عليه السلام) وفرعونه الذي أغرقه الله( تعالي) وجنده في اليم, وقوم عاد وطمرهم بالرمال السافية, وقوم ثمود الذن دمروا بالصاعقة, وقوم نوح( عليه السلام) الذين أغرقوا بالطوفان لفسقهم...!! وتعاود السورة الكريمة القسم بالسماء وتوسيع الله المستمر لها, وبالأرض وفرشها وتمهيدها, وخلق كل شيء من زوجين تأكيدا لوحدانية الله( تعالي) المطلقة فوق جميع خلقه..!!! ثم تعرج بنا السورة إلي حقيقة أن كل رسول جاء بالحق من رب العالمين قد اتهمه الكفار من قومه بالسحر أو بالجنون ظلما وطغيانا من عند أنفسهم, وفي ذلك مواساة من رب العباد الذي يطالب خاتم أنبيائه ورسله بالاستمرار في التذكير بالله, والدعوة إلي دينه الحق علي الرغم من كل ذلك, لعل الذكري تنفع المؤمنين. والهدف من هذا الاستعراض المكثف لآيات الله في الكون, والاستعراض الخاطف لقصص عدد من الأمم البائدة هو وصل العباد بخالقهم, وربط قلوبهم بعوالم الغيب, كما يصفها خالق الكون ومبدع الوجود لا كما تتصورها أوهام الغافلين الضالين من الكفار والمشركين. والذي يرتبط قلبه بخالقه, ويؤمن بالغيب, كما أنزله في محكم كتابه, وسنة نبيه, تخطي الدنيا الي الاخرة, دون أن يهمل واجباته في الحياة, ودون أن تشغله التكاليف المادية لهذه الحياة عن إخلاص العبادة لله, وفي مقدمة تلك التكاليف الجري علي المعايش لكسب الرزق الحلال, والذي قد يتخيل البعض أنه يمكن أن يشغل الإنسان عن رسالته الحقيقية في هذه الحياة والتي تتلخص في: عبادة الله( تعالي) بما امر, وحسن القيام بواجب الاستخلاف في الأرض, وهما وجهان لعملة واحدة تمثل رسالة كل من الجن والإنس في هذه الحياة, والتي لخصها ربنا( تبارك وتعالي) في السورة نفسها بقوله( عز من قائل): وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين*. (الذاريات:56 ــ58). هذا وقد تباينت آراء المفسرين في قول الحق( تبارك وتعالي) وفي السماء رزقكم وما توعدون*. بين قائل بالمطر, وقائل بالقرار الإلهي في تقسيم الرزق وتوزيعه بين العباد, وقائل بالثواب والعقاب أو بالجنة والنار, أو بها جميعا ولكن الدراسات الكونية الحديثة قد اضافت بعدا جديدا, فأكدت أن جميع ما يحتاجه الإنسان والحيوان والنبات من الماء, ومن مختلف صور المادة والطاقة إنما ينزل إلي الأرض من السماء بتقدير من الرزاق الحكيم العليم الذي ينزله بقدر معلوم لقوله( عز من قائل): ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن: ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير*( الشوري:27) ولقوله( سبحانه)! وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم*.( الحجر:21) رزق السماء في اللغة العربية :-
(الرزق) في اللغة العربية هو ما ينتفع به من النعم, والجمع( أرزاق), و(الرزق) أيضا هو العطاء الجاري دنيويا كان أم أخرويا, وهو كذلك النصيب المقسوم للإنسان فيصل إلي يده سواء كان مما يصل إلي الجوف ويتغذي به,أو يكتسي ويتزين به, أو يتجمل به من مثل الخلق الحسن والعلم النافع يقال:( رزقه) الله( يرزقه)( رزقا) بكسر الراء,( والمصدر الحقيقي فتح الراء), والإسم يوضع موضع المصدر, و(ارتزق) بمعني أخذ( رزقه), و(الرزقة) ما يعطي دفعة واحدة, وقد تأتي لفظة( الرزق) بمعني( شكر الرزق) من مثل قوله( تعالي): وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون( الواقعة:82) أي تجعلون نصيبكم من النعمة أو شكركم عليها أنكم تكذبون رسالات ربكم. ويقال رجل( مرزوق) أي مجدود( محظوظ), وقد يعتبر كل من المال والولد والجاه والعلم من( الرزق), كما قد يسمي المطر( رزقا), ويمكن أن يحمل( الرزق) علي العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل, وكل ما يخرج من الأرض أو ينزل من السماء, و(الرازق) هو الله تعالي خالق( الرزق) ومعطيه, ومسببه, وموزعه بالقسط, وإن كانت هذه الصفة يمكن أن تستخدم للبشر, أما( الرزاق) فهو اسم من أسماء الله الحسني وصفة من صفاته العليا لا يوصف بها غيره( سبحانه وتعالي). وعن( السماء) فهي اسم مشتق من( السمو) بمعني الارتفاع والعلو, تقول:( سما),( يسمو)( سموا) فهو( سام) بمعني علا, يعلو علوا, فهو عال, أي مرتفع, وذلك لأن السين والميم والواو أصل يدل علي الارتفاع والعلو, يقال:( سموت) و(سميت) بمعني علوت وعليت للتنويه بالرفعة والعلو, وعلي ذلك فإن سماء كل شيء أعلاه, ولذلك قيل لسقف البيت سماء لارتفاعه, وقيل للسحاب سماء لعلوه, واستعير اللفظ للمطر بسبب نزوله من السماء, وللعشب لارتباط منبته بنزول ماء السماء, ومن هنا قيل:( كل ما علاك فأظلك فهو سماء). ولفظة( السماء) في العربية تذكر وتؤنث( وإن كان تذكيرها يعتبر شاذا), وجمعها( سماوات), وهناك صيغ أخري لجمعها ولكنها غريبة. رزق السماء في القرآن الكريم :- ورد الفعل( رزق) بمشتقاته في كتاب الله مائة وثلاثا وعشرين(123) مرة, تنسب الرزق إلي الله تعالي, وإن كان بعضها يشير إلي إمكانية أن يرزق الإنسان غيره من البشر أو يتصدق علي الحيوان, ومنها ما يشير إلي الرزق بمعني ما يطعم وما يشرب, أو بمعني المال, أو العلم, أو الجاه والسلطان, أو الأولاد والبنات والزوجات الصالحات. أو ما تنتجه الأرض من ثمار, أو ما يرزق الله من بهيمة الأنعام, أو من المطرأو من غير ذلك من الثروات الأرضية منها والسماوية, أو من الأرزاق الاخروية من مثل رزق الشهداء عند ربهم, ورزق أهل الجنة في الجنة, وفي ذلك يقول ربنا( تبارك وتعالي): ويعيدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون* ( النحل:73) أي ويعبدون من دون الله من هم ليسوا بسبب في رزق بوجه من الوجوه لا من السماء ولا من الأرض لأنهم لا يستطيعون ذلك أبدا. وفي عطاء كل من الشهداء وغيرهم من أهل الجنة يقول الحق( تبارك وتعالي): ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* (آل عمران:169) أي يفيض الله( تعالي) عليهم من نعمه الأخروية, وذلك من مثل قوله( تعالي): .... ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا*( مريم:62) وتؤكد الآيات القرآنية العديدة أن( الرازق) هو الله( تعالي) لأنه خالق الرزق, ومسببه, ومعطيه, وموزعه بعلمه وحكمته, وقد يستخدم الوصف مجازا للإنسان الذي يكون سببا في وصول الرزق إلي يد غيره, أما( الرزاق) فهو من أسماء الله الحسني, ووصف لا يليق إلا بجلال الله( تعالي), ولا يجوز أن يقال لغيره( سبحانه وتعالي), وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي): إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين* (الذاريات:58) ويقول( عز من قائل):- .... ولله خزائن السماوات والأرض...*( المنافقون:7) ويقول( سبحانه):- قل من يرزقكم من السماء والأرض....* (يونس:31) ويعتب ربنا( تبارك وتعالي) علي الذين ينعمون في رزقه ويكفرونه أو يشركون به غيره فيقول( عز من قائل): أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون*( الطور:37) أما عن لفظة( السماء) فقد وردت في القرآن الكريم في ثلاثمائة وعشرة مواضع, منها مائة وعشرون بالإفراد( السماء), ومائة وتسعون بالجمع( السماوات). والسماء ترد في القرآن الكريم بمعني الغلاف الغازي للأرض بسحبه ورياحه وكسفه, كما ترد بمعني السماء الدنيا التي قد زينها ربنا( تبارك وتعالي) بزينة الكواكب والنجوم والبروج, كما ترد بمعني السماوات السبع. كذلك جاءت الإشارة القرآنية إلي السماوات والأرض وما بينهما في عشرين موضعا من كتاب الله, ويبدو أن المقصود بذلك هو أيضا الغلاف الغازي للأرض بصفة عامة, والجزء الأسفل منه ــ بصفة خاصة ــ وذلك لقول الحق( تبارك وتعالي): ... والسحاب المسخر بين السماء والأرض.....* (البقرة:164) والسحاب يتحرك في نطاق المناخ الذي يحوي أغلب مادة الغلاف الغازي(75% بالكتلة), والقرآن الكريم يشير في أكثر من موقع إلي انزال الماء من السماء, وواضح الأمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب أو النطاق المحتوي علي السحاب, والمعروف علميا بنطاق التغيرات الجوية, والذي يقول فيه ربنا( تبارك وتعالي): (1) الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وأنتم تعلمون*( البقرة:22) (2)...... وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها, وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون*( البقرة:164) (3) وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء..*( الأنعام:99) (4)... وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به....*( الأنفال:11) (5) إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء...*( يونس:24) (6) وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي...*( هود:44) (7)... يرسل السماء عليكم مدرارا...* ( هود:52) والآيات القرآنية بهذا المعني أكثر من أن تحصي في هذا المقام, وكذلك الآيات التي تشير إلي السماء الدنيا وزينتها, وتلك التي تلمح إلي السماوات العلا. آراء المفسرين في تفسير قول الحق( تبارك وتعالي):- وفي السماء رزقكم وما توعدون* ذكر ابن كثير( يرحمه الله) ما نصه: وفي السماء رزقكم, يعني المطر,( وما توعدون) يعني الجنة, قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد. وذكر صاحبا الجلالين( يرحمهما الله):( وفي السماء رزقكم) أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق,( وما توعدون) من الماء والثواب والعقاب أي: مكتوب ذلك في السماء). وذكر صاحب الظلال( يرحمه الله) ما نصه:.. وهي لفتة عجيبة, فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض, حيث يكد فيها الإنسان ويجهد, وينتظر من ورائها الرزق والنصيب, فإن القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلي السماء, إلي الغيب, إلي الله, ليتطلع هناك إلي الرزق المقسوم والحظ المرسوم, أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة, فهي آيات للموقنين, آيات ترد القلب إلي الله ليتطلع إلي الرزق من فضله, وتتخلص من أثقال الأرض وأوهام الحرص, والأسباب الظاهرة للرزق, فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلي المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب. والقلب المؤمن يدرك هذه اللفتة علي حقيقتها, ويفهمها علي وضعها, ويعرف أن المقصود بها ليس هو إهمال الأرض وأسبابها, فهو مكلف بالخلافة فيها وتعميرها, إنما المقصود هو الا يعلق نفسه بها, والا يغفل عن الله في عمارتها, ليعمل في الأرض وهو يتطلع إلي السماء, وليأخذ بالأسباب, وهو يستيقن أنها ليست هي التي ترزقه, فرزقه مقدر في السماء, وما وعده الله لابد أن يكون. بذلك ينطلق قلبه من إسار الأسباب الظاهرة في الأرض, بل يرف بأجنحة من هذه الأسباب إلي ملكوت السماوات, حين يري في الأسباب آيات تدله علي خالق الأسباب, ويعيش موصولا قلبه بالسماء, وقدماه ثابتتان علي الأرض, فهكذا يريد الله لهذا الإنسان, هكذا يريد الله لذلك المخلوق الذي جبله من الطين, ونفخ فيه من روحه فإذا هو مفضل علي كثير من العالمين. والإيمان هو الوسيلة لتحقيق ذلك الوضع الذي يكون فيه الإنسان في أفضل حالاته, لأنه يكون حينئذ في الحالة التي أنشأه الله لها: فطرة الله التي فطر الناس عليها, قبل أن يتناولها الفساد والإنحراف. وبعد هذه اللمسات الثلاث في الأرض والنفس والسماء, يقسم الله سبحانه بذاته العلية علي صدق هذا الحديث كله:( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون. وذكر مخلوف( يرحمه الله):( وفي السماء رزقكم) أي سبب رزقكم وهو المطر, والسماء: السحاب,( وما توعدون) أي وفي السماء مكتوب ما توعدون به من الثواب والعقاب, والبعث والخير والشر. وذكر الصابوني( أمد الله في عمره): أي وفي السماء أسباب رزقكم ومعاشكم, وهو المطر الذي به حياة البلاد والعباد, وما توعدون به من الثواب والعقاب مكتوب كذلك في السماء; قال الصاوي: والآية قصد بها الامتنان والوعد والوعيد. وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم( أثابهم الله): وفي السماء أمر رزقكم وتقدير ما توعدون. رزق السماء في العلوم الكونية من منظور العلوم الكونية يمكن فهم دلالات التعبير القرآني وفي السماء رزقكم وما توعدون. في الأطر التالية:- أولا: في إطار فهم السماء بنطاق التغيرات الجوية: فإن رزق السماء يفهم علي أنه المطر الذي نرتوي به ونروي زروعنا منه, وهو غاز الاوكسجين الذي نتنفسه نحن وجميع الحيوانات, وثاني أكسيد الكربون الذي تتنفسه النباتات وغير ذلك من الغازات النافعة وهنا ينحصر مفهوم السماء بالنطاق الأسفل من نطق الغلاف الغازي للأرض والمعروف باسم نطاق التغيرات الجوية (Thetroposphere), ويمتد من سطح البحر إلي ارتفاع16 كيلو مترا فوق خط الاستواء, ويتناقص سمكه إلي نحو الكيلو مترات العشرة فوق قطبي الأرض, وإلي أقل من ذلك(7 ــ8 كيلو مترات) فوق خطوط العرض الوسطي, وعندما يتحرك الهواء من فوق خط الاستواء في اتجاه القطبين فإنه يهبط فوق هذا المنحني الوسطي, فتزداد سرعته, ويتحرك في اتجاه الشرق بسرعة فائقة تعرف باسم التيار النفاث (TheJetstream) وذلك بتأثير دوران الأرض حول محورها من الغرب إلي الشرق. وتنخفض درجة الحرارة في هذا النطاق مع الأرتفاع باستمرار حتي تصل إلي ستين درجة مئوية تحت الصفر في قمته, وذلك نظرا للابتعاد عن سطح الأرض الذي يمتص47% من أشعة الشمس فترتفع درجة حرارته ويعيد إشعاع تلك الحرارة علي هيئة أشعة تحت حمراء إلي الغلاف الغازي للأرض بمجرد غياب الشمس, ومن هنا تنخفض درجة حرارة نطاق الطقس مع الأرتفاع للبعد عن مصدر الدفء بالنسبة له ألا وهو سطح الأرض. ولولا هذا الانخفاض في درجات حرارة نطاق الطقس لفقدت الأرض مياهها بمجرد اندفاع أبخرة تلك المياه من فوهات البراكين في مرحلة دحو الأرض, ولاستحالت الحياة علي سطحها..!! ويغطي الماء أكثر قليلا من71% من المساحة الكلية للكرة الأرضية, وتقدر كميته بنحو1,36 مليار كيلو متر مكعب( منها97,2% في المحيطات والبحار,2,15% علي هيئة جليد فوق القطبين وحولهما وفوق قمم الجبال,0,65% في المجاري المائية المختلفة من الأنهار, والجداول وغيرها, وفي كل من البحيرات العذبة وخزانات المياه تحت سطح الأرض). وهذا الماء أخرجه ربنا( تبارك وتعالي) أصلا من داخل الأرض ولايزال يخرجه لنا عبر فوهات البراكين, علي هيئة بخار الماء الذي تكثف ولايزال يتكثف في الأجزاء العليا من نطاق التغيرات الجوية, والتي تتميز ببرودتها الشديدة, فعاد إلي الأرض, ولا يزال يعاود دورته بين الأرض والسماء ليجري أنهارا متدفقة, تفيض إلي منخفضات الأرض فتشكلها بحارا ومحيطات, وبحيرات ومستنقعات, وظلت دورة المياه بين الأرض والسماء آية من آيات الله في إبداع الخلق حفظت ماء الأرض من التعفن, ومن الضياع إلي طبقات الجو العليا, وعملت علي تفتيت الصخور, وتسوية سطح الأرض وتمهيده, وتكوين مختلف أنواع التربة, وتركيز العديد من المعادن والصخور الاقتصادية, وخزن المياه تحت السطحية, وكانت من أسس ازدهار الحياة علي الأرض بإذن الله. فماء الأرض يتبخر منه سنويا380,000 كيلو متر مكعب, ينتج أغلبها(320,000 كيلو متر مكعب) من بخر أسطح البحار والمحيطات, والباقي(60,000 كيلو متر مكعب) من سطح اليابسة, وهذا البخار تدفعه الرياح إلي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض حيث يتكثف في السحب ويعود إلي الأرض مطرا طهورا, أو ثلجا, أو بردا, وبدرجة أقل علي هيئة ندي أو ضباب في الأجزاء القريبة من سطح الأرض. وتجري مياه الأمطار علي الأرض في مختلف مجاري المياه لتصب في البحار والمحيطات, كما يترشح جزء منها خلال طبقات الأرض المنفذة ليكون المياه تحت السطحية ذات الحركات الدائبة حيث تشارك في تغذية بعض الأنهار والبحيرات والمستنقعات, وقد تخرج علي سطح الأرض علي هيئة ينابيع, أو ينتهي بها المطاف إلي البحار والمحيطات. وماء المطر يسقط علي البحار والمحيطات بمعدل سنوي يقدر بنحو284,000 كيلو متر مكعب وعلي اليابسة بمعدل سنوي يقدر بنحو96,000 كيلو متر مكعب, والرقم الأخير يزيد بمعدل36,000 كيلو متر مكعب عن معدل البخر من اليابسة, وهو الفرق نفسه بين معدل البخر من أسطح البحار والمحيطات, ومعدل سقوط الأمطار عليها, وتتم دورة المياه حول الأرض بصورة معجزة في كمالها ودقتها, لأنه لولاها لفسد كل ماء الأرض أو تعرض للضياع وترك كوكبنا الأرضي قاحلا, أجرد بلا حياة, تحرقه حرارة الشمس بالنهار, وتجمده برودة الليل كلما غابت الشمس. والماء ضرورة من ضرورات الحياة الأرضية, فبدونه لا يمكن لإنسان, ولا لحيوان, ولا لنبات أن يعيش, فجنين الإنسان يحتوي علي97% من وزنه ماء, وتقل هذه النسبة إلي91% في جسد الطفل الوليد, ثم إلي66% في جسد الفرد البالغ, وتختلف نسبة الماء في كل عضو من أعضاء جسد الإنسان باختلاف وظيفته, فهي في الرئتين90%, وفي الدم82%, وفي خلايا الدماغ70%; والإنسان يمكنه العيش أسابيع عديدة بدون طعام, ولكنه لا يستطيع العيش بدون ماء إلا لفترة محدودة جدا لا تتجاوز بضعة أيام.....!! وذلك لأن الماء يعين الإنسان علي القيام بجميع العمليات الحياتية في جسمه من مثل عمليات الهضم, والتخلص من الفضلات والتنفس وتجديد الدم,ويعين الحيوان في كل ذلك, كما يعين النبات علي الاستفادة بمركبات الأرض بامتصاصها من التربة والقيام بعملية التمثيل الضوئي, والنتح والتنفس. والماء هو المركب الوحيد المعروف لنا في الجزء المدرك من الكون, والذي يوجد في حالاته الثلاث: الصلبة, والسائلة والغازية, وللماء قدرة فائقة علي إذابة العديد من العناصر والمركبات مما جعل منه لازمة من لوازم الحياة, كما له العديد من الخصائص الفزيائية والكيميائية المميزة من مثل قطبيته( الناتجة من أن ذرة الاوكسجين فيه تحمل شحنه سالبة بينما تحمل ذرتا الايدروجين شحنة موجبة) وقدرته الفائقة علي الالتحام والتماسك والتلاصق تجعله أشد السوائل تلاصقا, وأشدها قدرة علي التوتر السطحي بعد الزئبق, وتبدو قدرة الماء الفائقة علي التوتر السطحي في ميله إلي التكور علي هيئة قطرات بدلا من الانتشار أفقيا علي السطح الذي يسكب عليه, كما تبدو في قدرة الماء الفائقة علي تسلق جدران الوعاء الذي يوضع فيه خاصة إذا كان قطر الوعاء صغيرا, وتعرف هذه الخاصية باسم الخاصية الشعرية, وبواسطتها تتحرك السوائل من مثل العصارات الغذائية وما بها من عناصر ومركبات مذابة في الماء من جذور النباتات الي فروعه وأوراقه وزهوره وثماره, وإلي قمته النامية, كما تتحرك الدماء والعصارات الغذائية المختلفة والفضلات في كل من الجهاز الهضمي والأوعية الدموية الدقيقة في أجساد كل من الإنسان والحيوان. وخواص الماء الحرارية خواص متميزة, فالحرارة النوعية للماء تقدر بعشرة أضعاف الحرارة النوعية للحديد, وبخمسة أضعاف الحرارة النوعية لرمال الشواطئ, وكذلك فإن معامل الحرارة الكامنة لكل من تبخر الماء السائل وانصهار الجليد الصلب مرتفعين ارتفاعا ملحوظا مما يعطي للماء مجالا واسعا في جميع العمليات الحياتية. وللماء منحني كثافة فريد ــ لا يشاركه فيه أي من السوائل الأخري ــ فعندما تصل درجة حرارة الماء إلي أربع درجات مئوية يصل إلي أقل حجم له وأعلي كثافة, ولكن اذا انخفضت درجة الحرارة دون ذلك فإن حجم الماء يتمدد وتقل كثافته, وهذا يفسر طفو الجليد علي سطح الماء في البحار والمحيطات, وعدم تجمد الماء أسفل منه مما يتيح فرصة عدم التجمد للكائنات البحرية العديدة التي تعيش في أعماق البحار, فالماء هذا السائل العجيب هو من أعظم صور رزق السماء لأن بدونه لا يمكن للحياة الأرضية أن تكون...!! وكذلك الهواء بما فيه من اوكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء, وغير ذلك من الغازات المهمة وهباءات الغبار وكلها من ضرورات جعل الحياة علي الأرض ممكنة وممتعة. ثانيا: في إطار تفسير السماء بالسماء الدنيا: فإن رزق السماء هو كل صور المادة والطاقة المتولدة في داخل النجوم, من مثل شمسنا والتي تصل إلي الأرض بصور متعددة: فمن الثابت علميا أن النجوم قد تكونت ابتداء من الدخان الكوني الذي نشأ عن انفجار الجرم الابتدائي للكون, مما يؤكد علي وحدة البناء في الكون, وأنها لا تزال تتكون أمام انظار الفلكيين اليوم من دخان السدم, وفي داخل تلك الغيوم الكونية عبر مراحل من النجوم الابتدائية (Prosrars) وذلك بواسطة عدد من الدوامات العاتية التي تعرف باسم دوامات تركيز المادة, والتي تقوم بتكديس المادة وتكثيفها حتي تتجمع الظروف اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي, وانطلاق الطاقة, وانبثاق الضوء فيتحول النجم الابتدائي إلي نجم عادي كشمسنا يعرف باسم( نجم التسلسل الرئيسي) وأغلب النجوم التي تتراءي لنا في صفحة السماء هي من هذا النوع لأن النجم يقضي90% من عمره في هذه المرحلة التي يعتبر فيها النجم فرنا كونيا تتخلق فيه العناصر من نوي ذرات الإيدروجين بعملية الاندماج النووي, وتتميز فترة( نجم النسق الرئيسي) بتعادل قوة الجذب إلي مركز النجم مع قوة دفع مكونات النجم إلي الخارج لتمدده بالحرارة الناتجة عن عملية الاندماج النووي, وبالعزم الزاوي الناتج عن دوراته حول محوره, ويبقي النجم في هذا الطور حتي ينفد وقوده من غازي الايدروجين والهليوم, ف يبدأ بالدخول في مراحل الشيخوخة بالانكدار ثم الخنوس والطمس حتي تنتهي حياة النجم بالانفجار وعودة مادته الي دخان السماء إما مباشرة عن طريق إنفجار العماليق الحمر أو العماليق العظام أو المستعرات العظيمة بمختلف نماذجها, أو بطرق غير مباشرة عبر مرحلة من مراحل وفاة النجوم الفائقة الكتل من مثل النجوم النيوترونية والنجوم الخانسة الكانسة( أو ما يعرف باسم الثقوب السود), والتي يعتقد العلماء بأنها تفقد مادتها بالتدريج إلي دخان السماء عبر مرحلة أشباه النجوم. وباتحاد نوي ذرات الإيدروجين في قلب النجم العادي تتكون نوي ذرات الهليوم, وباتحاد نوي ذرات العنصر الأخير تتكون نوي ذرات البريليوم, وهكذا يتسلسل تخلق العناصر المختلفة في داخل النجوم خاصة النجوم العملاقة أو في أثناء انفجارها, ويؤدي انفجار النجوم إلي عودة ما تكون بداخلها من عناصر إلي دخان السماء لكي يكون مادة لتخلق نجم جديد أو ليصل إلي بعض أجرام السماء في صورة من صور رزق السماء. ومن المشاهد أن عملية الاندماج النووي في داخل النجوم فائقة الكتلة من مثل العماليق والمستعرات العظام تستمر حتي يتحول قلب النجم بالكامل إلي حديد, فتستهلك طاقة النجم لأن ذرة الحديد هي أكثر الذرات تماسكا, وفي انفجار المستعرات العظام تصطدم نيوترونات دخان السماء بنوي الحديد المتطايرة من عملية الانفجار لتبني نوي ذرات أعلي كثافة مثل الفضة, والذهب, واليورانيوم, وغيرها, كما أن إهاب النجم المتفجر من المواد الاقل كثافة ينتقل أيضا إلي دخان السماء بأنفجار واشتعال شديدين وانبعاث موجات راديوية قوية. وتتكون المادة فيما بين النجوم من الغازات والغبار( أي الدخان) المكون من جزيئات وذرات وأيونات, ومن اللبنات الأساسية للمادة ويغلب علي تركيبه الايدروجين, والهليوم, والاوكسجين, والنيتروجين, والكربون, والنيون والصوديوم والبوتاسيوم وبعض العناصر الاثقل, وتقدر المادة بين نجوم مجرتنا ببضعة بلايين المرات قدر كتلة الشمس, وتصل كافة العناصر المتخلقة في الكون إلي الأرض عن طريق تساقط الشهب والنيازك, ويصل إلي الأرص يوميا بين الألف والعشرة آلاف طن من مادة الشهب والنيازك لتجدد إثراء الأرض بالعناصر المختلفة التي تمثل صورة من صور رزق السماء الذي يوزع علي الأرض بتقدير من العزيز الحكيم, ولم يكن لأحد ادراك بها من قبل. ومنذ فترة وجيزة أثبت العلماء أن نجما من نجوم السماء قد تحول إلي كتلة من الألماس تفوق كتلة الأرض عدة مرات, ومن قبيل الفكاهة يذكرون أن هذه الكتلة إذا انفجرت ونزلت إلي الأرض فإن تجارة الألماس سوف تكسد بالقطع. ويقدر ناتج الطاقة الكلية للشمس بنحو3,86*3310 سعر/ ثانية ويعتبر فيض الطاقة الشمسية الواصلة إلي الأرض أكبر من الطاقة التي تستقبلها الأرض من ألمع النجوم بعشرة مليارات ضعف, وأكبر من الطاقة التي تستقبلها الأرض من القمر وهو في طور البدر مليون مرة. وطاقة الشمس من رزق السماء, فبدونها تستحيل الحياة علي الأرض....!! ثالثا:- في إطار تفسير السماء بالسماوات العلا فإن رزق السماء يتمثل في قرار الرزاق ذي القوة المتين, فقد ثبت أن كوننا قد نتج عن عملية انفجار عظيم, وأنه من طبيعة الانفجار أنه يؤدي إلي تناثر المادة وبعثرتها, ولكن انفجارا يؤدي إلي بناء كون بهذه الضخامة في الابعاد, وفي تعدد الاجرام وفي احكام الاحجام, والكتل والمدارات, والحركات والعلاقات المتبادلة من مثل التجاذب, وتبادل المادة فيما بينها هو انفجار لابد, وأن يكون قد تم بتقدير عظيم, من خالق عظيم له من صفات الكمال والجمال والجلال ما مكنه من إبداع هذا الخلق بعلمه وحكمته وقدرته, وهذا الخالق العظيم لابد, وأن يكون مغايرا لكل خلقه فلا يحده المكان, ولا الزمان, ولا تشكله المادة ولا الطاقة, لأنه( تعالي) خالق كل ذلك ومبدعه, هذا الخالق العظيم فوق كل خلقه: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير*( الشوري:11) يدبر أمر هذا الكون في كل صغيرة وكبيرة, ومن ذلك توزيع الأرزاق علي العباد, فمن الأسماء الحسني لهذا الخالق العظيم البارئ المصور نجد اسم( الوهاب) أي صاحب الهبات والعطايا الخالية عن الأعواض والأغراض, كما نجد أسم( الرزاق) أي خالق الأرزاق والمرزوقين, وموصل الأرزاق اليهم وخالق الأسباب التي تمكنهم من التمتع بها. وباقي أسمائه الحسني( سبحانه وتعالي) تحمل شيئا من تلك المعاني والصفات الربانية ومنها:اسم( الفتاح) وهو الذي بيده مفاتيح الغيب والرزق, ومفاتيح كل منغلق ومشكل, واسما( القابض) و(الباسط) ومن معانيهما فيض الرزق حتي لا يبقي طاقة, وبسطه حتي لا يبقي فاقه, كما يقبض القلوب والأرواح ويبسطهما كيف يشاء, واسما( المعز)( المذل) الذي يؤتي الملك من يشاء, وينزعه ممن يشاء, والملك من الرزق, والملك الحقيقي يكمن في الخلاص من ذل الحاجة, وقهر الشهوة, وعبء الجهل, واسم( المقيت) ومن معانيه خالق الأقوات وواهبها. و(الكريم) ومن معانيه المعطاء زيادة علي منتهي الرجاء, و(المجيب) ومن معانيه مقابلة مسألة السائلين بالاجابة و(الواسع) ومن معانيه ذو السعة المطلقة من العلم والخير والاحسان وبسط النعم, و(الودود) ومن معانيه الانعام علي سبيل الابتداء بمحبة ورأفة, و(البر) وهو المحسن المتفضل بكل بر وإحسان, و(مالك الملك) أي صاحب المشيئة النافذة, والإرادة الغالبة. وخلاصة ذلك أن قرار توزيع الأرزاق علي العباد يصدره ربنا( تبارك وتعالي) في علاه فتنزل به الملائكة إلي الأرض تصديقا لقول المصطفي( صلي الله عليه وسلم): إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة, ثم يكون علقة مثل ذلك, ثم يكون مضغة مثل ذلك, ثم يرسل إليه الملك, فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه, وأجله, وعمله, وشقي أو سعيد.... وصدق الله العظيم الذي أنزل من فوق سبع سماوات ومن قبل أربعة عشر قرنا قوله الحق: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} المصدر :- مكنزن الاعجاز العلمي . بقلم الدكتور:- زغـلول النجـار .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
(عدل بواسطة عزالدين عباس الفحل on 07-27-2010, 04:52 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
كل الشكر لاخوتي الاعزاء ، الاخوة :-
1 - وليد عبد اللطيف ، ( الذي ظل علي اتصال دائم بي طيلة اقامتي في الرياض ، والمملكة العربية السعودية ، ) 2- صلاح عباس فقير ، ( كان لي الشرف ان التقيه في المدينة المنورة ، في المسجد النبوي الشريف ، وصلاح عباس فقير دائما يذكرني بعهد الصحابة الكرام ) 3 - عماد احمد ، ( لزحمة الشغل لم اتمكن من سماع صوته ، وله مني خالص التحايا ) ،
*** وكل عام والجميع بخير ، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
يقول ابن كثير في تفسير سورة القدر ،
يخبر الله تعالى أنه أنـزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله، عز وجل: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ [ الدخان: 3 ] وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [ البقرة: 185 ] . قال ابن عباس وغيره:- أنـزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نـزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال تعالى مُعَظِّما لشأن ليلة القدر، التي اختصها بإنـزال القرآن العظيم فيها، فقال: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا القاسم بن الفضل الحُدّاني عن يوسف بن سعد قال: قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال: سَوّدتَ وجوهَ المؤمنين -أو: يا مسود وجوه المؤمنين-فقال: لا تؤنبني، رحمك الله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أريَ بني أمية على منبره، فساءه ذلك، فنـزلت: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ يا محمد، يعني نهرًا في الجنة، ونـزلت: (إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يملكها بعدك بنو أمية يا محمد. قال القاسم: فعددنا فإذا هي ألف شهر، لا تزيد يومًا ولا تنقص يومًا . ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل، وهو ثقة وثقه يحيى القطان وابن مهدي. قال: وشيخه يوسف بن سعد -ويقال: يوسف بن مازن-رجل مجهول، ولا نعرف هذا الحديث، على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه. وقد روى هذا الحديث الحاكم في مستدركه، من طريق القاسم بن الفضل، عن يوسف بن < 8-442 > مازن، به وقول الترمذي: إن يوسف هذا مجهول -فيه نظر؛ فإنه قد روى عنه جماعة، منهم: حماد بن سلمة، وخالد الحذاء، ويونس بن عبيد. وقال فيه يحيى بن معين: هو مشهور، وفي رواية عن ابن معين [قال] هو ثقة. ورواه ابن جرير من طريق القاسم بن الفضل، عن عيسى بن مازن، كذا قال، وهذا يقتضي اضطرابًا في هذا الحديث، والله أعلم. ثم هذا الحديث على كل تقدير منكر جدًا، قال شيخنا الإمام الحافظ الحجة أبو الحجاج المزّي: هو حديث منكر.
قلت: وقول القاسم بن الفضل الحُدّاني إنه حسب مُدّة بني أمية فوجدها ألف شهر لا تزيد يومًا ولا تنقص، ليس بصحيح؛ فإنّ معاويةَ بن أبي سفيان، رضي الله عنه، استقل بالملك حين سَلّم إليه الحسن بن علي الإمرة سنةَ أربعين، واجتمعت البيعة لمعاوية، وسمي ذلك عام الجماعة، ثم استمروا فيها متتابعين بالشام وغيرها، لم تخرج عنهم إلا مدة دولة عبد الله بن الزبير في الحرمين والأهواز وبعض البلاد قريبًا من تسع سنين، لكن لم تَزُل يدهم عن الإمرة بالكلية، بل عن بعض البلاد، إلى أن استلبهم بنو العباس الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فيكون مجموع مدتهم اثنتين وتسعين سنة، وذلك أزيد من ألف شهر، فإن الألف شهر عبارة عن ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر، وكأن القاسم بن الفضل أسقط من مدتهم أيام ابن الزبير، وعلى هذا فتقارب ما قاله الصحة في الحساب، والله أعلم.
ومما يدلّ على ضَعف هذا الحديث أنَّه سِيقَ لذم دولة بني أمية، ولو أريد ذلك لم يكن بهذا السياق؛ فإن تفضيل ليلة القدر على أيامهم لا يدل على ذَم أيامهم، فإنّ ليلة القدر شريفة جدًا، والسورة الكريمة إنما جاءت لمدح ليلة القدر، فكيف تُمدح بتفضيلها على أيام بني أمية التي هي مذمومة، بمقتضى هذا الحديث، وهل هذا إلا كما قال القائل:
ألَـم تَـرَ أنّ السـيف ينقُـصُ قَـدْرُه إذا قِيـل إنّ السـيف أمضَى مِن العَصَا
وقال آخر:
إذا أنــتَ فَضَّلـتَ امـرأ ذا بَرَاعَـة عَـلى نَـاقص كَانَ المديحُ منَ النَّقص
ثم الذي يفهم من ولاية الألف شهر المذكورة في الآية هي أيام بني أمية، والسورة مكية، فكيف يحال على ألف شهر هي دولة بني أمية، ولا يدل عليها لفظ الآية ولا معناها؟! والمنبر إنما صنع بالمدينة بعد مدة من الهجرة، فهذا كله مما يدل على ضعف هذا الحديث ونكارته، والله أعلم .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا مسلم -يعني ابن خالد-عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لَبس السلاح في < 8-443 > سبيل الله ألف شهر، قال: فَعَجب المسلمون من ذلك، قال: فأنـزل الله عز وجل: (إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر .
وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا حَكَّام بن سلم، عن المثنى بن الصباح، عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، ففعل ذلك ألف شهر، فأنـزل الله هذه الآية: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل .
وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا يونس، أخبرنا ابن وهب، حدثني مسلمة بن عُلَيّ، عن علي بن عروة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أربعة من بني إسرائيل، عبدوا الله ثمانين عامًا، لم يَعْصوه طرفة عين: فذكر أيوب، وزكريا، وحزْقيل بن العجوز، ويوشع بن نون -قال: فعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، فأتاه جبريل فقال: يا محمد، عَجِبَتْ أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة، لم يَعْصُوه طرفة عين؛ فقد أنـزل الله خيرًا من ذلك. فقرأ عليه: (إِنَّا أَنـزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك. قال: فَسُرَّ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه .
وقال سفيان الثوري: بَلَغني عن مجاهد: ليلةُ القدر خير من ألف شهر. قال: عَمَلها، صيامها وقيامها خير من ألف شهر. رواه ابن جرير.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر، ليس في تلك الشهور ليلة القدر. وهكذا قال قتادة بن دعامة، والشافعي، وغير واحد.
وقال عمرو بن قيس الملائي: عمل فيها خير من عمل ألف شهر.
وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر -وليس فيها ليلة القدر-هو اختيارُ ابن جرير. وهو الصواب لا ما عداه، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: "رِباطُ ليلة في سبيل الله خَيْر من ألف ليلة فيما سواه من المنازل" . رواه أحمد وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة، ونية صالحة: "أنه يُكتَبُ له عمل سنة، أجر صيامها وقيامها" إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك.
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن أبي قِلابَة، عن أبي هُريرة قال: لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله < 8-444 > عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خَيرَها فقد حُرم" .
ورواه النسائي، من حديث أيوب، به .
ولما كانت ليلة القدر تعدل عبادتها عبادة ألف شهر، ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تَقَدَّم من ذنبه" .
وقوله: (تَنـزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) أي: يكثر تَنـزلُ الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنـزلون مع تنـزل البركة والرحمة، كما يتنـزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحِلَق الذكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له.
وأما الروح فقيل: المراد به هاهنا جبريل، عليه السلام، فيكون من باب عطف الخاص على العام. وقيل: هم ضرب من الملائكة. كما تقدم في سورة "النبأ". والله أعلم.
وقوله: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قال مجاهد: سلام هي من كل أمر.
وقال سعيد بن منصور: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن مجاهد في قوله: (سَلامٌ هِيَ ) قال: هي سالمة، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو يعمل فيها أذى.
وقال قتادة وغيره: تقضى فيها الأمور، وتقدر الآجال والأرزاق، كما قال تعالى: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
وقوله: (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) قال سعيد بن منصور: حدثنا هُشَيْم، عن أبي إسحاق، عن الشعبي في قوله تعالى: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد، حتى يطلع الفجر.
وروى ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأ: "من كل امرئ سلام هي حتى مطلع الفجر".
وروى البيهقي في كتابه "فضائل الأوقات" عن عليٍّ أثرًا غريبًا في نـزول الملائكة، ومرورهم على المصلين ليلة القدر، وحصول البركة للمصلين.
وروى ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار أثرًا غريبًا عجيبًا مطولا جدًا، في تنـزل الملائكة من سدرة المنتهى صحبة جبريل، عليه السلام، إلى الأرض، ودعائهم للمؤمنين والمؤمنات .
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا عمران -يعني القطان-عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هُريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: "إنها ليلة سابعة -أو: تاسعة -وعشرين، وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى" .
< 8-445 >
وقال الأعمش، عن المِنهَال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ ) قال: لا يحدث فيها أمر.
وقال قتادة وابن زيد في قوله: (سَلامٌ هِيَ ) يعني هي خير كلها، ليس فيها شر إلى مطلع الفجر. ويؤيد هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد:
حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح، حدثنا بَقِيَّة، حدثني بَحير بن سعد، عن خالد بن مَعْدَان، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر في العشر البواقي، من قامهن ابتغاء حسبتهن، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر: تسع أو سبع، أو خامسة، أو ثالثة، أو آخر ليلة". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بَلْجَة، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة سجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب يُرمَى به فيها حتى تصبح. وأن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ" .
وهذا إسناد حسن، وفي المتن غرابة، وفي بعض ألفاظه نكارة.
وقال أبو داود الطيالسي، حدثنا زَمْعَة، عن سلمة بن وَهْرام، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: "ليلة سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة، وتصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء" .
وروى ابن أبي عاصم النبيل بإسناده عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني رأيت ليلة القدر فأنسيتها، وهي في العشر الأواخر، من لياليها ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمرًا، لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها" .
فصل
اختلف العلماء: هل كانت ليلة القدر في الأمم السالفة، أو هي من خصائص هذه الأمة؟ على قولين:
قال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري: حدثنا مالك: أنه بلغه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أعمار الناس قبله -أو: ما شاء الله من ذلك-فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر وقد أسند من وجه آخر. < 8-446 > وهذا الذي قاله مالك يقتضي تخصيص هذه الأمة بليلة القدر، وقد نقله صاحب "العُدّة" أحد أئمة الشافعية عن جمهور العلماء، فالله أعلم. وحكى الخطابي عليه الإجماع [ونقله الرافعي جازمًا به عن المذهب] والذي دل عليه الحديث أنها كانت في الأمم الماضين كما هي في أمتنا.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عكرمة بن عمار: حدثني أبو زُمَيل سِمَاك الحَنَفي: حدثني مالك بن مَرْثَد بن عبد الله، حدثني مَرْثَد قال: سألت أبا ذر قلت: كيف سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؟ قال: أنا كنت أسأل الناس عنها، قلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر، أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال: "بل هي في رمضان". قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا، فإذا قبضوا رفعت؟ أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: "بل هي إلى يوم القيامة". قلت: في أي رمضان هي؟ قال: "التمسوها في العشر الأول، والعشر الأواخر". ثم حَدّثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وحَدّث، ثم اهتبلت غفلته قلت: في أي العشرين هي؟ قال: "ابتغوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها". ثم حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم اهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك بحقي عليك لَمَا أخبرتني في أي العشر هي؟ فغضب علي غضبًا لم يغضب مثله منذ صحبته، وقال: "التمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها".
ورواه النسائي عن الفلاس، عن يحيى بن سعيد القطان، به .
ففيه دلالة على ما ذكرناه، وفيه أنها تكون باقية إلى يوم القيامة في كل سنة [بعد النبي صلى الله عليه وسلم] لا كما زعمه بعض طوائف الشيعة من رفعها بالكلية، على ما فهموه من الحديث الذي سنورده بعدُ من قوله، عليه السلام: "فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم"؛ لأن المراد رفعُ عِلْم وقتها عينًا. وفيه دلالة على أنها ليلة القدر يختص وقوعها بشهر رمضان من بين سائر الشهور، لا كما رُوي عن ابن مسعود ومن تابعه من علماء أهل الكوفة، من أنها توجد في جميع السنة، وترجى في جميع الشهور على السواء.
وقد ترجم أبو داود في سننه على هذا فقال: "باب بيان أن ليلة القدر في كل رمضان": حدثنا حُمَيد بن زَنْجُويه النسائي أخبرنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثني موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمر قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر، فقال: "هي في كل رمضان" .
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا داود قال: رواه شعبة وسفيان عن أبي إسحاق فأوقفاه.
وقد حكي عن أبي حنيفة، رحمه الله، رواية أنها ترجى في جميع شهر رمضان. وهو وجه [حكاه] الغزالي، واستغربه الرافعي جدًا.
< 8-447 >
فصل
ثم قد قيل: إنها في أول ليلة من شهر رمضان، يحكى هذا عن أبي رَزِين. وقيل: إنها تقع ليلة سبع عشرة. وروى فيه أبو داود حديثًا مرفوعًا عن ابن مسعود. وروي موقوفًا عليه، وعلى زيد بن أرقم، وعثمان بن أبي العاص.
وهو قول عن محمد بن إدريس الشافعي، ويحكى عن الحسن البصري. ووجهوه بأنها ليلة بدر، وكانت ليلة جمعة هي السابعة عشر من شهر رمضان، وفي صبيحتها كانت وقعة بدر، وهو اليوم الذي قال الله تعالى فيه: يَوْمَ الْفُرْقَانِ [ الأنفال: 41 ] .
وقيل:- ليلة تسع عشرة، يحكى عن علي وابن مسعود أيضًا، رضي الله عنهما. .
وقيل: ليلة إحدى وعشرين؛ لحديث أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [في] العشر الأوَل من رمضان واعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إن الذي تطلب أمامك. فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: [إن] الذي تطلب أمامك. ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان، فقال: "من كان اعتكف معي فليرجع، فإني رأيت ليلة القدر، وإني أنسيتها، وإنها في العشر الأواخر وفي وِتْر، وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء". وكان سقف المسجد جريدًا من النخل، وما نَرى في السماء شيئًا، فجاءت قَزَعَة فَمُطرنا، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديق رؤياه. وفي لفظ: "في صبح إحدى وعشرين" أخرجاه في الصحيحين . قال الشافعي:- وهذا الحديث أصح الروايات. وقيل: ليلة ثلاث وعشرين؛ لحديث عبد الله بن أنيس في "صحيح مسلم" وهو قريب السياق من رواية أبي سعيد، فالله أعلم. وقيل: ليلة أربع وعشرين، قال أبو داود الطيالسي: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجُرَيري، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" إسناده رجاله ثقات. وقال أحمد: حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حَبِيب، عن أبي الخير، عن الصنابحي، عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" . < 8-448 > ابن لهيعة ضعيف. وقد خالفه ما رواه البخاري عن أصبغ، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، بن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي عبد الله الصنابحي قال: أخبرني بلال -مؤذنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم-أنها أول السبع من العشر الأواخر، فهذا الموقوف أصح، والله أعلم. وهكذا رُوي عن ابن مسعود، وابن عباس، وجابر، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن وهب: أنها ليلة أربع وعشرين. وقد تقدم في سورة "البقرة" حديث واثلة بن الأسقع مرفوعًا: "إن القرآن أنـزل ليلة أربع وعشرين". وقيل: تكون ليلة خمس وعشرين؛ لما رواه البخاري، عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى". فَسَّره كثيرون بليالي الأوتار، وهو أظهر وأشهر. وحمله آخرون على الأشفاع كما رواه مسلم عن أبي سعيد، أنه حمله على ذلك. والله أعلم. وقيل:- إنها تكون ليلة سبع وعشرين؛ لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنها ليلة سبع وعشرين". قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان: سمعت عبدة وعاصمًا، عن زِرّ: سألت أبيّ بن كعب قلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول: من يُقِم الحَولَ يُصبْ ليلة القدر. قال: يرحمه الله، لقد علم أنها في شهر رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين. ثم حلف. قلت: وكيف تعلمون ذلك؟ قال: بالعلامة -أو: بالآية-التي أخبرنا بها، تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها، أعني الشمس . وقد رواه مسلم من طريق سفيان بن عيينة وشعبة والأوزاعي، عن عبدة، عن زِرّ، عن أبي، فذكره، وفيه: فقال: والله الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضان -يحلف ما يستثني-والله إني لأعلم أي ليلة القدر هي التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها . وفي الباب عن معاوية، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها ليلة سبع وعشرين. وهو قول طائفة من السلف، وهو الجَادّة من مذهب أحمد بن حنبل، رحمه الله، وهو رواية عن أبي حنيفة أيضًا. وقد حُكِيَ عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن، من قوله: (هِيَ ) لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة، والله أعلم. وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبري، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن قتادة وعاصم: أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس: دعا عمر بن الخطاب < 8-449 > أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فسألهم عن ليلة القدر، فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر. قال ابن عباس: فقلت لعمر: إني لأعلم -أو: إني لأظن-أي ليلة القدر هي؟ فقال عمر: أي ليلة هي؟ [فقلت] سابعة تمضي -أو: سابعة تبقى-من العشر الأواخر. فقال عمر: ومن أين علمت ذلك؟ قال ابن عباس: فقلت: خلق الله سبع سموات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وإن الشهر يدور على سبع، وخلق الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع...لأشياء ذكرها. فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له. وكان قتادة يَزيد عن ابن عباس في قوله: ويأكل من سبع، قال: هو قول الله تعالى: فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا الآية [ عبس: 27 ، 28 ] . وهذا إسناد جيد قوي، ونصٌ غريب جدًا، والله أعلم. وقيل:- إنها تكون في ليلة تسع وعشرين. قال أحمد بن حنبل: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عُمرَ بن عبد الرحمن، عن عبادة بن الصامت: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في رمضان، فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتْر إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، [أو تسع وعشرين] أو في آخر ليلة" . وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود -وهو: أبو داود الطيالسي-حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي ميمونة عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: "إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين، وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى" . تفرد به أحمد، وإسناده لا بأس به. وقيل: إنها تكون في آخر ليلة، لما تقدم من هذا الحديث آنفًا ولما رواه الترمذي والنسائي، من حديث عُيَينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "في تسع يبقين، أو سبع يبقين، أو خمس يبقين، أو ثلاث، أو آخر ليلة". يعني: التمسوا ليلة القدر . < 8-450 > وقال الترمذي: حسن صحيح. وفي المسند من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: "إنها آخر ليلة" . فصل قال [الإمام] الشافعي في هذه الروايات: صدرت من النبي صلى الله عليه وسلم جوابًا للسائل إذ قيل له: ألتمس ليلة القدر في الليلة الفلانية؟ يقول: "نعم". وإنما ليلة القدر ليلة مُعَيَّنة: لا تنتقل. نقله الترمذي عنه بمعناه. وروي عن أبي قِلابَة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر . وهذا الذي حكاه عن أبي قلابة نص عليه مالك، والثوري، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور، والمزني، وأبو بكر بن خُزَيمة، وغيرهم. وهو محكي عن الشافعي -نقله القاضي عنه، وهو الأشبه -والله أعلم. وقد يستأنس لهذا القول بما ثبت في الصحيحين، عن عبد الله بن عُمر: أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان مُتحريها فَلْيَتَحرها في السبع الأواخر" . وفيها أيضًا عن عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَحَرَّوْا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" ولفظه للبخاري. ويحتج للشافعي أنها لا تنتقل، وأنها معينة من الشهر، بما رواه البخاري في صحيحه، عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فَتَلاحى رجلان من المسلمين، فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" . وجه الدلالة منه: أنها لو لم تكن معينة مستمرة التعيين، لما حصل لهم العلم بعينها في كل سنة، إذا لو كانت تنتقل لما علموا تَعيُّنها إلا ذلك العام فقط، اللهم إلا أن يقال: إنه إنما خرج ليعلمهم بها تلك السنة فقط. وقوله: "فتلاحى فلان وفلان فرفعت" : فيه استئناس لما يقال: إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع، وكما جاء في الحديث: "إن العبد ليُحْرَم الرزقَ بالذَّنْبِ يُصِيبه". وقوله: "فرفعت" أي: رفع علم تَعينها لكم، لا أنها رفعت بالكلية من الوجود، كما يقوله < 8-451 > جهلة الشيعة؛ لأنه قد قال بعد هذا: "فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة". وقوله: "وعسى أن يكون خيرًا لكم" يعني: عدم تعيينها لكم، فإنها إذا كانت مبهمة اجتهد طُلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها، فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا علموا عينها فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط. وإنما اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأواخر أكثر. ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله، عز وجل. ثم اعتكف أزواجهُ من بعده. أخرجاه من حديث عائشة . ولهما عن ابن عمر:- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان . وقالت عائشة:- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر. أخرجاه . ولمسلم عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره . وهذا معنى قولها: "وشد المئزر". وقيل: المراد بذلك: اعتزال النساء. ويحتمل أن يكون كناية عن الأمرين، لما رواه الإمام أحمد: حدثنا سُرَيج، حدثنا أبو مَعْشَر، عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي عشر من رمضان شَدَّ مئزره، واعتزل نساءه. انفرد به أحمد . وقد حكي عن مالك، رحمه الله، أن جميع ليالي العشر في تطلب ليلة القدر على السواء، لا يترجح منها ليلة على أخرى: رأيته في شرح الرافعي، رحمه الله. والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم، إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فاعف عني"؛ لما رواه الإمام أحمد: حدثنا يزيد -هو ابن هارون-حدثنا الجريري -وهو سعيد بن إياس-عن عبد الله بن بُريدة، أن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني" . < 8-452 > وقد رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، من طريق كَهْمَس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمْتُ أي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال:- "قولي: اللهم، إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" . وهذا لفظ الترمذي، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: "هذا صحيح على شرط الشيخين" ورواه النسائي أيضًا من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرثَد، عن سليمان بن بُرَيدة عن عائشة قالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" . ذكر أثر غريب ونبأ عجيب، يتعلق بليلة القدر، رواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم، عند تفسير هذه السورة الكريمة فقال: حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن أبي زياد القَطواني، حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا موسى بن سعيد -يعني الراسبي-عن هلال أبي جبلة، عن أبي عبد السلام، عن أبيه، عن كعب أنه قال: إن سدرة المنتهى على حد السماء السابعة، مما يلي الجنة، فهي على حَدّ هواء الدنيا وهواء الآخرة، عُلوها في الجنة، وعروقها وأغصانها من تحت الكرسي، فيها ملائكة لا يعلم عدّتهم إلا الله، عز وجل، يعبدون الله، عز وجل، على أغصانها في كل موضع شعرة منها ملك. ومقام جبريل، عليه السلام، في وسطها، فينادي الله جبريل أن ينـزل في كل ليلة قَدْر مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهى، وليس فيهم ملك إلا قد أعطى الرأفة والرحمة للمؤمنين، فينـزلون على جبريل في ليلة القدر، حين تغرب الشمس، فلا تبقى بقعة في ليلة القدر إلا وعليها ملك، إما ساجد وإما قائم، يدعو للمؤمنين والمؤمنات، إلا أن تكون كنيسة أو بيعة، أو بيت نار أو وثن، أو بعض أماكنكم التي تطرحون فيها الخبَث، أو بيت فيه سكران، أو بيت فيه مُسكر، أو بيت فيه وثن منصوب، أو بيت فيه جرس مُعَلّق، أو مبولة، أو مكان فيه كساحة البيت، فلا يزالون ليلتهم تلك يدعون للمؤمنين والمؤمنات، وجبريل لا يدع أحدًا من المؤمنين إلا صافحه، وعلامة ذلك مَن اقشعر جلدهُ ورقّ قلبه ودَمعَت عيناه، فإن ذلك من مصافحة جبريل. وذكر كعب أنه من قال في ليلة القدر: "لا إله إلا الله"، ثلاث مرات، غَفَر الله له بواحدة، ونجا من النار بواحدة، وأدخله الجنة بواحدة. فقلنا لكعب الأحبار: يا أبا إسحاق، صادقًا؟ فقال كعب وهل يقول: "لا إله إلا الله" في ليلة القدر إلا كل صادق؟ والذي نفسي بيده، إن ليلة القدر لتثقل على الكافر والمنافق، حتى كأنها على ظهره جبل، فلا تزال الملائكة هكذا حتى يطلع الفجر. فأول من يصعد جبريل حتى يكون في وجه الأفق الأعلى من الشمس، فيبسط جناحيه - < 8-453 > وله جناحان أخضران، لا ينشرهما إلا في تلك الساعة-فتصير الشمس لا شعاع لها، ثم يدعو مَلَكًا فيصعد، فيجتمع نور الملائكة ونور جناحي جبريل، فلا تزال الشمس يومها ذلك متحيرة، فيقيم جبريل ومن معه بين الأرض وبين السماء الدنيا يومهم ذلك، في دعاء ورحمة واستغفار للمؤمنين والمؤمنات، ولمن صام رمضان احتسابًا، ودعاء لمن حَدث نفسه إن عاش إلى قابل صام رمضان لله. فإذا أمسوا دخلوا السماء الدنيا، فيجلسون حلقًا [حلقا] فتجتمع إليهم ملائكة سماء الدنيا، فيسألونهم عن رجل رجل، وعن امرأة امرأة فيحدثونهم حتى يقولوا: ماذا فعل فلان؟ وكيف وجدتموه العامَ؟ فيقولون: وجدنا فلانا عام أول في هذه الليلة متعبدًا ووجدناه العام مبتدعًا، ووجدنا فلانا مبتدعًا ووجدناه العام عابدًا قال: فيكفون عن الاستغفار لذلك، ويقبلون على الاستغفار لهذا، ويقولون: وجدنا فلانا وفلانا يذكران الله، ووجدنا فلانًا راكعًا، وفلانًا ساجدًا، ووجدناه تاليا لكتاب الله. قال: فهم كذلك يومهم وليلتهم، حتى يصعدون إلى السماء الثانية، ففي كل سماء يوم وليلة، حتى ينتهوا مكانهم من سدرة المنتهى، فتقول لهم سدرة المنتهى: يا سكاني، حدثوني عن الناس وسموهم لي. فإن لي عليكم حقًا، وإني أحبُّ من أحبَّ الله. فذكر كعب الأحبار أنهم يَعدُون لها، ويحكون لها الرجل والمرأة بأسمائهم وأسماء آبائهم. ثم تقبل الجنة على السدرة فتقول: أخبرني بما أخبرك سكانك من الملائكة. فتخبرها، قال: فتقول الجنة: رحمة الله على فلان، ورحمة الله على فلانة، اللهم عجِّلهم إليَّ، فيبلغ جبريل مكانه قبلهم، فيلهمه الله فيقول: وجدت فلانًا ساجدًا فاغفر له. فيغفر له، فيسمعُ جبريلُ جميعَ حملة العرش فيقولون: رحمة الله على فلان، ورحمة الله على فلانة، ومغفرته لفلان، ويقول يا رب، وجدت عبدك فلانًا الذي وجدته عام أول على السُنَّة والعبادة، ووجدته العام قد أحدث حدثًا وتولى عما أمر به. فيقول الله: يا جبريل، إن تاب فأعتبني قبل أن يموت بثلاث ساعات غفرت له. فيقول جبريل: لك الحمد إلهي، أنت أرحم من جميع خلقك، وأنت أرحم بعبادك من عبادك بأنفسهم، قال: فيرتج العرش وما حوله، والحجب والسموات ومن فيهن، تقول: الحمد لله الرحيم، الحمد لله الرحيم. قال: وذكر كعب أنه من صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان ألا يعصي الله، دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب. آخر تفسير سورة "ليلة القدر" [ولله الحمد والمنة] .
*** المصدر :- تفسير ابن كثير ،،،
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )(2) ، سورة الرعد ،
( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )(2) ، سورة الرعد ،
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها... بقلم الدكتور: زغـلول النجـار
يستهل ربنا( تبارك وتعالي) سورة الرعد بقوله( عز من قائل):-
بسم الله الرحمن الرحيم
( المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لايؤمنون ). ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) (1 )،(2) ، سورة الرعد ، وفي هاتين الآيتين الكريمتين يؤكد ربنا( تبارك وتعالي) أن الوحي بالقرآن الكريم إلي خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم) هو الحق المطلق, المنزل من الله( تعالي), والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وإن كان أكثر الناس لايؤمنون به. والإيمان بالوحي من ركائز الإيمان بالله, ودعائم الإسلام( أي التسليم له تعالي بالطاعة في العبادة) لأن الذي يؤمن بأن الوحي هو كلام الله الخالق يسلم بمحتوي هذا الوحي من أمور الغيب وضوابط السلوك من مثل قواعد العقيدة, وتفاصيل العبادة, ودستور الأخلاق وفقه المعاملات, ومايصاحب ذلك من قصص الأمم السابقة( الذي جاء للعظة والاعتبار), وخطاب للنفس الإنسانية من خالقها وبارئها يهزها من الأعماق هزا, ويرقي بها إلي معارج الله العليا...!! وأول أسس العقيدة الصحيحة هو التوحيد الخالص لله تعالي بغير شريك ولاشبيه ولامنازع, والإيمان بما أنزل من غيب[ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله( بغير تفريق ولاتمييز), وبالقدر خيره وشره( بكل الرضي والتسليم), وبالبعث والحساب والجنة والنار, وبالخلود في حياة قادمة( بغير أدني شك أو ريبة]. وهذا الإيمان الصحيح يستتبع الخضوع الكامل لله( تعالي) بالعبادة والطاعة, وحسن القيام بواجب الاستخلاف في الأرض في غير استعلاء ولاتجبر, والسعي الحثيث لإقامة عدل الله( تعالي) فيها, وكل ذلك من صميم رسالة الإنسان في هذه الحياة, ومن ضرورات تحقيق النجاح فيها: والقرآن الكريم الذي أوحاه ربنا( تبارك وتعالي) إلي خاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم), وتعهد بحفظه كلمة كلمة, وحرفا حرفا, فحفظ علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد, وإلي أن يرث الله( تعالي) الأرض ومن عليها يستدل علي صفائه الرباني, وعلي وحدانية الخالق العظيم, وطلاقة قدرته, وكمال علمه وحكمته بآياته الكريمة ذاتها, ومالها من جمال, وكمال, وصدق, كما يستدل علي ذلك أيضا بعدد من آيات الله الكونية الكبري وفي مقدمتها رفع السماوات بغير عمد يراها الناس...!!! وهو من الأمور الظاهرة للعيان, والشاهدة علي أن للكون إلها خالقا, قادرا, حكيما, عليما, أبدع هذا الكون بعلمه, وحكمته وقدرته, وهو قادر علي إفنائه, وعلي إعادة خلقه من جديد. وعلي الرغم من ذلك فإن أكثر الناس غافلون عن كل هذه الحقائق, ومضيعون أعمارهم في شقاق, ونفاق, وعناد, من أجل الخروج علي منهج الله, واتباع الشهوات المحرمة, والمتع الخاطئة المدمرة, والاستعلاء الكاذب في الأرض, والولوغ في الظلم, وإفساد الحياة..!!! وأغلب المنكرين لدين الله الحق الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين) ينطلقون من غفلتهم هذه لينكروا البعث, والحساب, والجنة, والنار, والخلود في حياة قادمة انطلاقا من كفرهم بالله الخالق, وبملائكته, وكتبه, ورسله, ولايجدون في رفع السماء بغير عمد يرونها آية من الآيات المادية الملموسة التي نشهد له( تعالي) بطلاقة القدرة, وكمال الحكمة, ودقة التدبير..!!! وتستمر الآيات القرآنية في نفس السورة باستعراض عدد غير قليل من آيات الله في الكون لعلها توقظ أصحاب العقول الغافلة, والضمائر الميتة إن كانت لديهم بقية من القدرة علي التفكير السليم, أو التعقل الراجح. فإن أصروا علي كفرهم بالله, وإنكارهم لرسالته الخاتمة, وماتضمنته من أمور غيبية, وفي مقدمتها قضية البعث, فليس من جزاء لهم أقل من الخلود في النار, والاغلال في أعناقهم, إمعانا في إذلالهم جزاء كفرهم وإنكارهم لآيات الله الخالق المقروءة في رسالته الخاتمة والمنظورة في كونه البديع..!!! ورفع السماوات بغير عمد يراها الناس مع ضخامة أبعادها, وتعاظم أجرامها عددا وحجما وكتلة, هو من أوضح الأدلة علي أن هذا الكون الشاسع الاتساع, الدقيق البناء, المحكم الحركة والمنضبط في كل أمر من أموره لايمكن أن يكون نتاج المصادفة المحضة, أو أن يكون قد أوجد نفسه بنفسه, بل لابد له من موجد عظيم له من صفات الكمال والجمال والجلال والقدرة مايغاير صفات خلقه قاطبة: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشوري:11] من أجل ذلك يؤكد القرآن الكريم حقيقة رفع السماوات بغير عمد يراها الناس, وإبقاءها سقفا مرفوعا, وحفظها من الوقوع علي الأرض ومن الزوال إلا بإذن الله, وذلك في عدد من آيات أخري من كتابه العزيز يقول فيها ربنا( تبارك وتعالي): [1] خلق السماوات بغير عمد ترونها.. (لقمان:10) [2] وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون. (الأنبياء:32) [3] ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم (الحج:65) [4] ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره. (الروم:25) [5] إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا (فاطر:41) [6] والسقف المرفوع (الطور:5) [7] والسماء رفعها ووضع الميزان ( الرحمن:7) [8] ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها (النازعات:28,27) [9] أفلا ينظرون إلي الابل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت ( الغاشية:18,17) [10] والسماء ومابناها (الشمس:5) فكيف رفعت السماوات بغير عمد يراها الناس؟ وهل معني الآية الكريمة ان السماء لها عمد غير مرئية أم ليس لها عمد علي الإطلاق؟ هذا ماسوف نفصله في السطور التالية بإذن الله( تعالي) وقبل الدخول في ذلك لابد لنا من شرح لفظ( عمد) في اللغة العربية وفي القرآن الكريم. لفظة( العمد) في اللغة العربية ثبات كواكب المجموعة الشمسية بالتعادل بين قوة الجاذبية والقوة الطاردة المركزية يقال:( عمد) للشيء بمعني قصد له أي( تعمده), و(العمد) و(التعمد) هو قصد الشيء بالنية وهو ضد كل من السهو والخطأ, و(العمد) علي الشيء الاستناد إليه, ويقال:( عمد) الشيء( فانعمد) أي أقامه( بعماد)( يعتمد) عليه, و(عمدت) الشيء إذا أسندته, و(عمدت) الحائط مثله, و(العمود) ماتقام أو تعتمد عليه الخيمة من خشب أو نحوه ويعرف باسم( عمود البيت), وجمعه في القلة( أعمدة), وفي الكثرة( عمد) بفتحتين و(عمد) بضمتين, و(عمود) القوم و(عميدهم) السيد الذي( يعمده) الناس, و(العمدة) بالضم ما( يعتمد) عليه وجمعه( عمد), و(العماد) بالكسر ما( يعتمد) أو هو الأبنية الرفيعة( تذكر وتؤنت) والواحدة( عمادة) ويقال:( اعتمد) علي الشيء بمعني اتكأ عليه, و(اعتمد) عليه في كذا اتكل عليه, وفلان رفيع( العماد) أي هو رفيع عند الاعتماد عليه, ويقال: سطع( عمود) الصبح أي ابتدأ طلوع نوره تشبيها( للعمود) والقلب( العميد) الذي يعمده الحزن, والجسد( العميد) الذي يعمده السقم, وقد( عمد) توجع من حزن أو غضب أو سقم, و(عمد) البعير توجع من عقر ظهره. لفظة( العمد) في القرآن الكريم وردت لفظة( عمد) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع علي النحو التالي: [1] الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها (الرعد:2) [2] خلق السماوات بغير عمد ترونها.. (لقمان:10) [3] نار الله الموقدة. التي تطلع علي الأفئدة. إنها عليهم مؤصدة. في عمد ممدة (الهمزة:6 ــ9) ووردت لفظة( عماد) في موضع واحد يقول فيه ربنا( تبارك وتعالي): ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد. (الفجر:6 ـ8) وجاء الفعل( تعمد) ومشتقاتها في كتاب الله الكريم في ثلاثة مواضع علي النحو التالي: [1] وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ماتعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما (الأحزاب:5) [2] ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما (النساء:93) [3] ومن قتله منكم متعمدا.. (المائدة:95) آراء المفسرين تعددت آراء المفسرين في شرح قوله( تعالي): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها..( الرعد:2) وقوله( عز من قائل): خلق السماوات بغير عمد ترونها.. (لقمان:10) فقال ابن كثير( يرحمه الله): السماء علي الأرض مثل القبة, يعني بلا عمد, وهذا هو اللائق بالسياق, والظاهر من قوله تعالي( ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه) فعلي ذلك يكون قوله:( ترونها) تأكيدا لنفي ذلك, أي هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها, وهذا هو الأكمل في القدرة. كذلك روي ابن كثير عن ابن عباس( رضي الله عنهما) وعن كل من مجاهد والحسن( عليهما رضوان الله) أنهم قالوا: لها عمد ولكن لاتري, فتكون( ترونها) صفة( عمد) أي بغير عمد مرئية( أبو بعمد غير مرئية), وأضاف أن هذا التأويل خلاف الظاهر المتبادر ولذلك ضعفه ابن كثير. وذكر صاحبا تفسير الجلالين( يرحمهما الله): أن( العمد) جمع( عماد) وهو الاسطوانة[ أي أن العمد موجودة ولكنكم لاترونها], وهو صادق أن لا عمد أصلا. وفي تعليقه علي هذا التفسير ذكر كنعان( أمد الله في عمره): قوله: وهو صادق بأن لاعمد لها أصلا هو إشارة إلي الوجه الثاني علي القول بأن( ترونها) صفة لــ( عمد), والضمير عائد إليها والمعني: رفعها خالية عن عمد مرئية, وانتفاء العمد المرئية يحتمل انتفاء الرؤية فقط أي: لها عمد ولكنها غير مرئية, ويحتمل انتفاء العمد والرؤية جميعا أي: لاعمد أصلا كما ذكر الجلال السيوطي( يرحمه الله), وفي قول آخر:( ترونها) مستأنفة, وضميرها يعود لــ( السماوات), والمعني: رفعها بلا عمد أصلا وأنتم ترونها كذلك.. وذكر محمد عبده( رحمه الله) في تفسير قوله( تعالي): والسماء ومابناها مانصه: السماء اسم لما علاك وارتفع فوق رأسك وأنت إنما تتصور عند سماعك لفظ السماء هذا الكون الذي فوقك فيه الشمس والقمر وسائر الكواكب تجري في مجاريها, وتتحرك في مداراتها, هذا هو السماء. وقد بناه الله أي رفعه وجعل كل كوكب من الكواكب منه بمنزلة لبنة من بناء سقف أو قبة أو جدران تحيط بك, وشد هذه الكواكب بعضها إلي بعض برباط الجاذبية العامة, كما تربط أجزاء البناء الواحد بما يوضع بينها مما تتماسك به. وقال صاحب الظلال( يرحمه الله): والسماوات ــ أيا كان مدلولها, وأيا كان مايدركه الناس من لفظها في شتي العصور ــ معروضة علي أنظار, هائلة ــ ولاشك ــ حين يخلو الناس إلي تأملها لحظة, وهي هكذا لاتستند إلي شيء, مرفوعة( بغير عمد) مكشوفة( ترونها).. ما من أحد يقدر علي رفعها بلا عمد ــ أو حتي بعمد ــ إلا الله.. وذكر الغمراوي( يرحمه الله) واعجب معي من إعجاز الأسلوب والمعني معا في قوله تعالي:( بغير عمد ترونها) في كل من خلق السماء ورفعها. فلو قيل( بغير عمد) فحسب لكان ذلك نفيا مطلقا للعمد, مرئية وغير مرئية, والنفي المطلق يخالف الواقع الذي علم الله أنه سيهدي إليه عباده بعد نحو ألف وخمسين عاما من اختتام القرآن, فكأن من الإعجاز المزدوج أن يقيد الله نفي العمد في الخلق والرفع بقوله( ترونها), والضمير المنصوب في( ترونها) يرجع أولا إلي أقرب مذكور وهو( عمد) فيكون المعني: بغير عمد مرئية, أي بعمد من شأنها وفطرتها ألا تري, والفعل المضارع في اللغة يشمل الحال والاستقبال أو هو حال مستمر, لأن القرآن مخاطب به الناس في كل عصر. وإذا أعيد الضمير إلي السماء كان المعني: أن السماء ترونها مخلوقة مرفوعة بغير عمد, وتكون العمد مايعهده الناس في أبنية الأرض, ونفيها بهذا المعني عن السماء المرفوعة أيضا أمر عجيب لايقدر عليه إلا الله وكلا الوجهين مفهوم من التعبير القرآني طبق اللغة, وإن كان الأولي في اللغة هو الوجه الأول الذي يحوي الإعجاز العلمي, وإذن فالوجهان كلاهما مرادان بالتعبير الكريم إذ لامانع من أحدهما والزمخشري فهم المعنيين علي التخيير, وإن أعطي الأولوية للمعني المستفاد من جعل( ترونها) صفة للعمد, أي بغير عمد مرئية, يعني أن عمدها لاتري, وهي إمساكها بقدرته. أما الفخر الرازي فلم يرصد إلا هذا المعني الثاني إذ يقول: إنه رفع السماء بغير عمد ترونها, أي لاعمد في الحقيقة إلا أن تلك العمد هي قدرة الله تعالي وحفظه وتدبيره وإبقاؤه إياها في الحيز الحالي, وإنهم( أي الناس) لايرون ذلك التدبير ولايعرفون كيفية ذلك الإمساك. وأضاف الغمراوي( يرحمه الله) وقد عرف علماء الفلك الحديث كيفية ذلك عن طريق تلك السنة الكونية العجيبة المذهلة: سنة الجاذبية العامة, التي قامت وتقوم بها السماوات والأرض بأمر الله كما قال سبحانه: ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره (الروم:25) وقد بقي من صور التعبير صورة, وهي أن يقال:( بعمد لاترونها) بدلا من( بغير عمد ترونها) في الآيتين الكريمتين, وقد تجنبها القرآن لحكمة بالغة, فلو أنها جاءت فيه هكذا لاتجهت الافكار باديء ذي بدء إلي إثبات عمد في السماء أو للسماء, كالتي يعرفونها فيما يعلون من بنيان, ولأثبت العلم بطلان ذلك, وإن جاز علي أهل العصور قبل, وجل وعز وجه الله أن يلم خطأ مابكتابه من قريب أو بعيد. وذكر الصابوني( أمد الله في عمره) في تفسير قوله تعالي: الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها مانصه: أي خلقها مرتفعة البناء, قائمة بقدرته لاتستند علي شيء حال كونكم تشاهدونها وتنظرونها بغير دعائم, وذلك دليل علي وجود الخالق المبدع الحكيم العمد غير المرئية في العلوم الكونية تشير الدراسات الكونية إلي وجود قوي مستترة, في اللبنات الأولية للمادة وفي كل من الذرات والجزيئات وفي كافة أجرام السماء, تحكم بناء الكون وتمسك بأطرافه إلي أن يشاء الله تعالي فيدمره ويعيد خلق غيره من جديد. ومن القوي التي تعرف عليها العلماء في كل من الأرض والسماء أربع صور, يعتقد بأنها أوجه متعددة لقوة عظمي واحدة تسري في مختلف جنبات الكون لتربطه برباط وثيق وإلا لانفرط عقده وهذه القوي هي: (1) القوة النووية الشديدة وهي القوة التي تقوم بربط الجزيئات الأولية للمادة في داخل نواة الذرة برباط متين من مثل البروتونات, والنيوترونات ولبناتهما الأولية المسماة بالكواركات (QUARKS) بأنواعها المختلفة وأضدادها ((Anti-Quarks كما تقوم بدمج والتحام نوي الذرات مع بعضها البعض في عمليات الاندماج النووي (nuclearfusion) التي تتم في داخل النجوم, كما تتم في العديد من التجارب المختبرية, وهي أشد أنواع القوي الطبيعية المعروفة لنا في الجزء المدرك من الكون ولذا تعرف باسم القوة الشديدة ولكن هذه الشدة البالغة في داخل نواة الذرة تتضاءل عبر المسافات الأكبر ولذلك يكاد دورها يكون محصورا في داخل نوي الذرات, وبين تلك النوي ومثيلاتها, وهذه القوي تحمل علي جسيمات غير مرئية تسمي باسم اللاحمة أو جليون (gluon) لم تكتشف إلا في أواخر السبعينيات من القرن العشرين, وفكرة القنبلة النووية قائمة علي اطلاق هذه القوة التي تربط بين لبنات نواة الذرة, وهذه القوة لازمة لبناء الكون لأنها لو انعدمت لعاد الكون إلي حالته الأولي لحظة الانفجار العظيم حين تحول الجرم الابتدائي الأولي الذي نشأ عن انفجاره كل الكون إلي سحابة من اللبنات الأولية للمادة التي لايربطها رابط, ومن ثم لايمكنها بناء أي من أجرام السماء. (2) القوة النووية الضعيفة: وهي قوة ضعيفة وذات مدي ضعيف للغاية لا يتعدي حدود الذرة وتساوي10 ــ13 من شدة القوة النووية الشديدة, وتقوم بتنظيم عملية تفكك وتحلل بعض الجسيمات الأولية للمادة في داخل الذرة كما يحدث في تحلل العناصر المشعة, وعلي ذلك فهي تتحكم في عملية فناء العناصر حيث إن لكل عنصر أجلا مسمي, وتحمل هذه القوة علي جسيمات إما سالبة أو عديمة الشحنة تسمي البوزونات (bosons). (3) القوة الكهربائية المغناطيسية( الكهرومغناطيسية): وهي القوة التي تربط الذرات بعضها ببعض في داخل جزيئات المادة مما يعطي للمواد المختلفة صفاتها الطبيعية والكيميائية, ولولا هذه القوة لكان الكون مليئا بذرات العناصر فقط ولما كانت هناك جزيئات أو مركبات, ومن ثم ما كانت هناك حياة علي الاطلاق. وهذه القوة هي التي تؤدي إلي حدوث الاشعاع الكهرومغناطيسي علي هيئة فوتونات الضوء أو مايعرف باسم الكم الضوئي. (PhotonsorphotonQuantum) وتنطلق الفوتونات بسرعة الضوء لتؤثر في جميع الجسيمات التي تحمل شحنات كهربية ومن ثم فهي تؤثر في جميع التفاعلات الكيميائية وفي العديد من العمليات الفيزيائية وتبلغ قوتها137/1 من القوة النووية الشديدة. (4) قوة الجاذبية: وهي علي المدي القصير تعتبر أضعف القوي المعروفة لنا, وتساوي10 ــ39 من القوة النووية الشديدة, ولكن علي المدي الطويل تصبح القوة العظمي في الكون, نظرا لطبيعتها التراكمية فتمسك بكافة أجرام السماء, وبمختلف تجمعاتها, ولولا هذا الرباط الحاكم الذي أودعه الله( تعالي) في الأرض وفي أجرام السماء ما كانت الأرض ولا كانت السماء ولو زال هذا الرباط لانفرط عقد الكون وانهارت مكوناته. ولايزال أهل العلم يبحثون عن موجات الجاذبية المنتشرة في أرجاء الكون كله, منطلقة بسرعة الضوء دون أن تري, ويفترض وجود هذه القوة علي هيئة جسيمات خاصة في داخل الذرة لم تكتشف بعد يطلق عليها اسم الجسيم الجاذب أو( الجرافيتون) (Graviton) وعلي ذلك فإن الجاذبية هي أربطة الكون. والجاذبية مرتبطة بكتل الأجرام وبمواقعها بالنسبة لبعضها البعض, فكلما تقاربت أجرام السماء, وزادت كتلها, زادت قوي الجذب بينها, والعكس صحيح, ولذلك يبدو أثر الجاذبية أوضح مايكون بين أجرام السماء التي يمسك الأكبر فيها بالأصغر بواسطة قوي الجاذبية, ومع دوران الأجرام حول نفسها تنشأ القوة الطاردة( النابذة) المركزية التي تدفع بالاجرام الصغيرة بعيدا عن الأجرام الأكبر التي تجذبها حتي تتساوي القوتان المتضادتان: قوة الجذب إلي الداخل, وقوة الطرد إلي الخارج فتتحدد بذلك مدارات كافة أجرام السماء التي يسبح فيها كل جرم سماوي دون أدني تعارض أو اصطدام. هذه القوي الأربع هي الدعائم الخفية التي يقوم عليها بناء السماوات والأرض, وقد أدركها العلماء من خلال آثارها الظاهرة والخفية في كل أشياء الكون المدركة. توحيد القوي المعروفة في الكون المدرك كما تم توحيد قوتي الكهرباء والمغناطيسية في شكل قوة واحدة هي القوة الكهرومغناطيسية, يحاول العلماء جمع تلك القوة مع القوة النووية الضعيفة باسم القوة الكهربائية الضعيفة (TheElectroweakForce) حيث لا يمكن فصل هاتين القوتين في درجات الحرارة العليا التي بدأ بها الكون, كذلك يحاول العلماء جمع القوة الكهربائية الضعيفة والقوة النووية الشديدة في قوة واحدة وذلك في عدد من النظريات التي تعرف باسم نظريات المجال الواحد أو النظريات الموحدة الكبر يTheGrandUnifiedTheorie)) ثم جمع كل ذلك مع قوة الجاذبية فيما يسمي باسم الجاذبية العظمي (Supergravity) التي يعتقد العلماء بأنها كانت القوة الوحيدة السائدة في درجات الحرارة العليا عند بدء خلق الكون, ثم تمايزت إلي القوي الأربع المعروفة لنا اليوم, والتي ينظر إليها علي أنها أوجه أربعة لتلك القوة الكونية الواحدة التي تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه, فالكون يبدو كنسيج شديد التلاحم والترابط, ورباطه هذه القوة العظمي الواحدة التي تنتشر في كافة أرجائه, وفي جميع مكوناته وأجزائه وجزيئاته, وهذه القوة الواحدة تظهر لنا في هيئة العديد من صور الطاقة, والطاقة هي الوحدة الأساسية في الكون, والمادة مظهر من مظاهرها, وهي من غير الطاقة لا وجود لها, فالكون عبارة عن المادة والطاقة ينتشران في كل من المكان والزمان بنسب وتركيزات متفاوتة فينتج عنها ذلك النسيج المحكم المحبوك في كل جزئية من جزئياته. الجاذبية العامة من الثوابت العلمية أن الجاذبية العامة هي سنة من سنن الله في الكون أودعها ربنا تبارك وتعالي كافة أجزاء الكون ليربط تلك الاجزاء بها, وينص قانون هذه السنة الكونية بأن قوة التجاذب بين أي كتلتين في الوجود تتناسب تناسبا طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما, وعكسيا مع مربع المسافة الفاصلة بينهما, ومعني ذلك أن قوة الجاذبية تزداد بازدياد كل من الكتلتين المتجاذبتين, وتنقص بنقصهما, بينما تزداد هذه القوة بنقص المسافة الفاصلة بين الكتلتين, وتتناقص بتزايدها, ولما كان لأغلب أجرام السماء كتل مذهلة في ضخامتها فإن الجاذبية العامة هي الرباط الحقيقي لتلك الكتل علي الرغم من ضخامة المسافات الفاصلة بينها, وهذه القوة الخفية( غير المرئية) تمثل النسيج الحقيقي الذي يربط كافة أجزاء الكون كما هو الحال بين الأرض والسماء وهي القوة الرافعة للسماوات باذن الله بغير عمد مرئية. وهي نفس القوة التي تحكم تكور الأرض وتكور كافة أجرام السماء وتكور الكون كله, كما تحكم عملية تخلق النجوم بتكدس أجزاء من الدخان الكوني علي بعضها البعض, بكتلات محسوبة بدقة فائقة, وتخلق كافة أجرام السماء الأخري, كما تحكم دوران الأجرام السماوية كل حول محوره, وتحكم جرية في مداره, بل في أكثر من مدار واحد له, وهذه المدارات العديدة لاتصطدم فيها أجرام السماء رغم تداخلاتها وتعارضاتها الكثيرة, ويبقي الجرم السماوي في مداره المحدد بتعادل دقيق بين كل من قوي الجذب إلي الداخل بفعل الجاذبية وبين قوي الطرد إلي الخارج بفعل القوة الطاردة( النابذة) المركزية. وقوة الجاذبية العامة تعمل علي تحدب الكون أي تكوره وتجبر كافة صور المادة والطاقة علي التحرك في السماء في خطوط منحنية( العروج), وتمسك بالأغلفة الغازية والمائية والحياتية للأرض, وتحدد سرعة الإفلات من سطحها, وبتحديد تلك السرعة يمكن إطلاق كل من الصواريخ والأقمار الصناعية. والجاذبية الكمية (QuantumGravity) تجمع كافة القوانين المتعلقة بالجاذبية, مع الأخذ في الحسبان جميع التأثيرات الكمية علي اعتبار أن إحداثيات الكون تتبع نموذجا مشابها للاحداثيات الأرضية, وأن ابعاد الكون تتبع نموذجا مشابها للأرض بأبعادها الثلاثة بالاضافة إلي كل من الزمان والمكان كبعد رابع.وعلي الرغم من كونها القوة السائدة في الكون( بإذن الله) فإنها لاتزال سرا من أسرار الكون, وكل النظريات التي وضعت من أجل تفسيرها قد وقفت دون ذلك لعجزها عن تفسير كيفية نشأة هذه القوة, وكيفية عملها, وإن كانت هناك فروض تنادي بأن جاذبية الأرض ناتجة عن دورانها حول محورها, وأن مجالها المغناطيسي ناتج عن دوران لب الأرض السائل والذي يتكون أساسا من الحديد والنيكل المنصهرين حول لبها الصلب والذي له نفس التركيب الكيميائي تقريبا, وكذلك الحال بالنسبة لبقية أجرام السماء. موجات الجاذبية منذ العقدين الأولين من القرن العشرين تنادي العلماء بوجود موجات للجاذبية من الإشعاع التجاذبي تسري في كافة أجزاء الكون, وذلك علي أساس أنه بتحرك جسيمات مشحونة بالكهرباء مثل الإليكترونات والبروتونات الموجودة في ذرات العناصر والمركبات فإن هذه الجسيمات تكون مصحوبة في حركتها باشعاعات من الموجات الكهرومغناطيسية, وقياسا علي ذلك فإن الجسيمات غير المشحونة( مثل النيوترونات) تكون مصحوبة في حركتها بموجات الجاذبية, ويعكف علماء الفيزياء اليوم علي محاولة قياس تلك الأمواج, والبحث عن حاملها من جسيمات أولية في بناء المادة يحتمل وجوده في داخل ذرات العناصر والمركبات, واقترحوا له اسم الجاذب أو الجرافيتون وتوقعوا أنه يتحرك بسرعة الضوء, وانطلاقا من ذلك تصوروا أن موجات الجاذبية تسبح في الكون لتربط كافة أجزائه برباط وثيق من نواة الذرة إلي المجرة العظمي وتجمعاتها إلي كل الكون, وأن هذه الموجات التجاذبية هي من السنن الأولي التي أودعها الله تعالي مادة الكون وكل المكان والزمان!! وهنا تجب التفرقة بين قوة الجاذبية (TheGravitationalForce) وموجات الجاذبية (TheGravitationalWaves), فبينما الأولي تمثل قوة الجذب للمادة الداخلة في تركيب جسم ماحين تتبادل الجذب مع جسم آخر, فإن الثانية هي أثر لقوة الجاذبية, وقد أشارت نظرية النسبية العامة إلي موجات الجاذبية الكونية علي أنها رابط بين المكان والزمان علي هيئة موجات تؤثر في حقول الجاذبية في الكون كما تؤثر علي الأجرام السماوية التي تقابلها وقد بذلت محاولات كثيرة لاستكشاف موجات الجاذبية القادمة إلينا من خارج مجموعتنا الشمسية ولكنها لم تكلل بعد بالنجاح. والجاذبية وموجاتها التي قامت بها السماوات والأرض منذ بدء خلقهما, ستكون سببا في هدم هذا البناء عندما يأذن الله( تعالي) بتوقف عملية توسع الكون فتبدأ الجاذبية وموجاتها في العمل علي انكماش الكون وإعادة جمع كافة مكوناته علي هيئة جرم واحد شبيه بالجرم الابتدائي الذي بدأ به خلق الكون وسبحان القائل: يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين (الأنبياء:104) نظرية الخيوط العظمي وتماسك الكون في محاولة لجمع القوي الأربع المعروفة في الكون( القوة النووية الشديدة والقوة النووية الضعيفة, والقوة الكهرومغناطيسية, وقوة الجاذبية) في صورة واحدة للقوة اقترح علماء الفيزياء مايعرف باسم نظرية الخيوط العظمي (TheTheoryOfSuperstrings) والتي تفترض أن الوحدات البانية للبنات الأولية للمادة من مثل الكواركات والفوتونات, والإليكترونات وغيرها) تتكون من خيوط طولية في حدود10 ــ35 من المتر, تلتف حول ذواتها علي هيئة الزنبرك المتناهي في ضآلة الحجم, فتبدو كما لو كانت نقاطا أو جسيمات, وهي ليست كذلك, وتفيد النظرية في التغلب علي الصعوبات التي تواجهها الدراسات النظرية في التعامل مع مثل تلك الأبعاد شديدة التضاؤل حيث تتضح الحاجة إلي فيزياء كمية غير موجودة حاليا, ويمكن تمثيل حركة الجسيمات في هذه الحالة بموجات تتحرك بطول الخيط, كذلك يمكن تمثيل انشطار تلك الجسيمات واندماجها مع بعضها البعض بانقسام تلك الخيوط والتحامها. وتقترح النظرية وجود مادة خفية (ShadowMatter) يمكنها أن تتعامل مع المادة العادية عبر الجاذبية لتجعل من كل شيء في الكون( من نواة الذرة إلي المجرة العظمي وتجمعاتها المختلفة إلي كل السماء) بناء شديد الإحكام, قوي الترابط, وقد تكون هذه المادة الخفية هي مايسمي باسم المادة الداكنة (DarkMatter) والتي يمكن أن تعوض الكتل الناقصة في حسابات الجزء المدرك من الكون, وقد تكون من القوي الرابطة له. وتفسر النظرية جميع العلاقات المعروفة بين اللبنات الأولية للمادة, وبين كافة القوي المعروفة في الجزء المدرك من الكون. وتفترض النظرية أن اللبنات الأولية للمادة ماهي إلا طرق مختلفة لتذبذب تلك الخيوط العظمي في كون ذي أحد عشربعدا, ومن ثم واذا كانت النظرية النسبية قد تحدثت عن كون منحن, منحنية فيه الابعاد المكانية الثلاثة( الطول, العرض, والارتفاع) في بعد رابع هو الزمن, فإن نظرية الخيوط العظمي تتعامل مع كون ذي أحد عشر بعدا منها سبعة أبعاد مطوية علي هيئة لفائف الخيوط العظمي التي لم يتمكن العلماء بعد من إدراكها وسبحان القائل: الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها والله قد أنزل هذه الحقيقة الكونية علي خاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم) من قبل أربعة عشر قرنا, ولا يمكن لعاقل أن ينسبها إلي مصدر غير الله الخالق. الأهرام 2001/09/17
*** المصدر :- مكنون الاعجاز العلمي ،، بقلم الدكتور:- زغـلول النجـار الأهرام 2001/09/17
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
(عدل بواسطة عزالدين عباس الفحل on 08-17-2010, 07:36 PM) (عدل بواسطة عزالدين عباس الفحل on 08-17-2010, 08:28 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )(2) ، سورة الرعد ،
المادة رقم ( 1 )
( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )(2) ، سورة الرعد ،
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها... بقلم الدكتور: زغـلول النجـار
يستهل ربنا( تبارك وتعالي) سورة الرعد بقوله( عز من قائل):-
بسم الله الرحمن الرحيم
( المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لايؤمنون ). ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) (1 )،(2) ، سورة الرعد ، وفي هاتين الآيتين الكريمتين يؤكد ربنا( تبارك وتعالي) أن الوحي بالقرآن الكريم إلي خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم) هو الحق المطلق, المنزل من الله( تعالي), والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وإن كان أكثر الناس لايؤمنون به. والإيمان بالوحي من ركائز الإيمان بالله, ودعائم الإسلام( أي التسليم له تعالي بالطاعة في العبادة) لأن الذي يؤمن بأن الوحي هو كلام الله الخالق يسلم بمحتوي هذا الوحي من أمور الغيب وضوابط السلوك من مثل قواعد العقيدة, وتفاصيل العبادة, ودستور الأخلاق وفقه المعاملات, ومايصاحب ذلك من قصص الأمم السابقة( الذي جاء للعظة والاعتبار), وخطاب للنفس الإنسانية من خالقها وبارئها يهزها من الأعماق هزا, ويرقي بها إلي معارج الله العليا...!! وأول أسس العقيدة الصحيحة هو التوحيد الخالص لله تعالي بغير شريك ولاشبيه ولامنازع, والإيمان بما أنزل من غيب[ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله( بغير تفريق ولاتمييز), وبالقدر خيره وشره( بكل الرضي والتسليم), وبالبعث والحساب والجنة والنار, وبالخلود في حياة قادمة( بغير أدني شك أو ريبة]. وهذا الإيمان الصحيح يستتبع الخضوع الكامل لله( تعالي) بالعبادة والطاعة, وحسن القيام بواجب الاستخلاف في الأرض في غير استعلاء ولاتجبر, والسعي الحثيث لإقامة عدل الله( تعالي) فيها, وكل ذلك من صميم رسالة الإنسان في هذه الحياة, ومن ضرورات تحقيق النجاح فيها: والقرآن الكريم الذي أوحاه ربنا( تبارك وتعالي) إلي خاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم), وتعهد بحفظه كلمة كلمة, وحرفا حرفا, فحفظ علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد, وإلي أن يرث الله( تعالي) الأرض ومن عليها يستدل علي صفائه الرباني, وعلي وحدانية الخالق العظيم, وطلاقة قدرته, وكمال علمه وحكمته بآياته الكريمة ذاتها, ومالها من جمال, وكمال, وصدق, كما يستدل علي ذلك أيضا بعدد من آيات الله الكونية الكبري وفي مقدمتها رفع السماوات بغير عمد يراها الناس...!!! وهو من الأمور الظاهرة للعيان, والشاهدة علي أن للكون إلها خالقا, قادرا, حكيما, عليما, أبدع هذا الكون بعلمه, وحكمته وقدرته, وهو قادر علي إفنائه, وعلي إعادة خلقه من جديد. وعلي الرغم من ذلك فإن أكثر الناس غافلون عن كل هذه الحقائق, ومضيعون أعمارهم في شقاق, ونفاق, وعناد, من أجل الخروج علي منهج الله, واتباع الشهوات المحرمة, والمتع الخاطئة المدمرة, والاستعلاء الكاذب في الأرض, والولوغ في الظلم, وإفساد الحياة..!!! وأغلب المنكرين لدين الله الحق الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين) ينطلقون من غفلتهم هذه لينكروا البعث, والحساب, والجنة, والنار, والخلود في حياة قادمة انطلاقا من كفرهم بالله الخالق, وبملائكته, وكتبه, ورسله, ولايجدون في رفع السماء بغير عمد يرونها آية من الآيات المادية الملموسة التي نشهد له( تعالي) بطلاقة القدرة, وكمال الحكمة, ودقة التدبير..!!! وتستمر الآيات القرآنية في نفس السورة باستعراض عدد غير قليل من آيات الله في الكون لعلها توقظ أصحاب العقول الغافلة, والضمائر الميتة إن كانت لديهم بقية من القدرة علي التفكير السليم, أو التعقل الراجح. فإن أصروا علي كفرهم بالله, وإنكارهم لرسالته الخاتمة, وماتضمنته من أمور غيبية, وفي مقدمتها قضية البعث, فليس من جزاء لهم أقل من الخلود في النار, والاغلال في أعناقهم, إمعانا في إذلالهم جزاء كفرهم وإنكارهم لآيات الله الخالق المقروءة في رسالته الخاتمة والمنظورة في كونه البديع..!!! ورفع السماوات بغير عمد يراها الناس مع ضخامة أبعادها, وتعاظم أجرامها عددا وحجما وكتلة, هو من أوضح الأدلة علي أن هذا الكون الشاسع الاتساع, الدقيق البناء, المحكم الحركة والمنضبط في كل أمر من أموره لايمكن أن يكون نتاج المصادفة المحضة, أو أن يكون قد أوجد نفسه بنفسه, بل لابد له من موجد عظيم له من صفات الكمال والجمال والجلال والقدرة مايغاير صفات خلقه قاطبة: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشوري:11]
***
المادة رقم ( 1 )
*** المصدر :- مكنون الاعجاز العلمي ،، بقلم الدكتور:- زغـلول النجـار الأهرام 2001/09/17
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )(2) ، سورة الرعد ،
المادة رقم ( 2 )
( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )(2) ، سورة الرعد ،
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها... بقلم الدكتور: زغـلول النجـار
يستهل ربنا( تبارك وتعالي) سورة الرعد بقوله( عز من قائل):-
بسم الله الرحمن الرحيم
( المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لايؤمنون ). ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) (1 )،(2) ، سورة الرعد ،
من أجل ذلك يؤكد القرآن الكريم حقيقة رفع السماوات بغير عمد يراها الناس, وإبقاءها سقفا مرفوعا, وحفظها من الوقوع علي الأرض ومن الزوال إلا بإذن الله, وذلك في عدد من آيات أخري من كتابه العزيز يقول فيها ربنا( تبارك وتعالي): [1] خلق السماوات بغير عمد ترونها.. (لقمان:10) [2] وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون. (الأنبياء:32) [3] ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم (الحج:65) [4] ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره. (الروم:25) [5] إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا (فاطر:41) [6] والسقف المرفوع (الطور:5) [7] والسماء رفعها ووضع الميزان ( الرحمن:7) [8] ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها (النازعات:28,27) [9] أفلا ينظرون إلي الابل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت ( الغاشية:18,17) [10] والسماء ومابناها (الشمس:5) فكيف رفعت السماوات بغير عمد يراها الناس؟ وهل معني الآية الكريمة ان السماء لها عمد غير مرئية أم ليس لها عمد علي الإطلاق؟ هذا ماسوف نفصله في السطور التالية بإذن الله( تعالي) وقبل الدخول في ذلك لابد لنا من شرح لفظ( عمد) في اللغة العربية وفي القرآن الكريم. لفظة( العمد) في اللغة العربية ثبات كواكب المجموعة الشمسية بالتعادل بين قوة الجاذبية والقوة الطاردة المركزية يقال:( عمد) للشيء بمعني قصد له أي( تعمده), و(العمد) و(التعمد) هو قصد الشيء بالنية وهو ضد كل من السهو والخطأ, و(العمد) علي الشيء الاستناد إليه, ويقال:( عمد) الشيء( فانعمد) أي أقامه( بعماد)( يعتمد) عليه, و(عمدت) الشيء إذا أسندته, و(عمدت) الحائط مثله, و(العمود) ماتقام أو تعتمد عليه الخيمة من خشب أو نحوه ويعرف باسم( عمود البيت), وجمعه في القلة( أعمدة), وفي الكثرة( عمد) بفتحتين و(عمد) بضمتين, و(عمود) القوم و(عميدهم) السيد الذي( يعمده) الناس, و(العمدة) بالضم ما( يعتمد) عليه وجمعه( عمد), و(العماد) بالكسر ما( يعتمد) أو هو الأبنية الرفيعة( تذكر وتؤنت) والواحدة( عمادة) ويقال:( اعتمد) علي الشيء بمعني اتكأ عليه, و(اعتمد) عليه في كذا اتكل عليه, وفلان رفيع( العماد) أي هو رفيع عند الاعتماد عليه, ويقال: سطع( عمود) الصبح أي ابتدأ طلوع نوره تشبيها( للعمود) والقلب( العميد) الذي يعمده الحزن, والجسد( العميد) الذي يعمده السقم, وقد( عمد) توجع من حزن أو غضب أو سقم, و(عمد) البعير توجع من عقر ظهره. لفظة( العمد) في القرآن الكريم وردت لفظة( عمد) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع علي النحو التالي: [1] الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها (الرعد:2) [2] خلق السماوات بغير عمد ترونها.. (لقمان:10) [3] نار الله الموقدة. التي تطلع علي الأفئدة. إنها عليهم مؤصدة. في عمد ممدة (الهمزة:6 ــ9) ووردت لفظة( عماد) في موضع واحد يقول فيه ربنا( تبارك وتعالي): ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد. (الفجر:6 ـ8) وجاء الفعل( تعمد) ومشتقاتها في كتاب الله الكريم في ثلاثة مواضع علي النحو التالي: [1] وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ماتعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما (الأحزاب:5) [2] ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما (النساء:93) [3] ومن قتله منكم متعمدا.. (المائدة:95) آراء المفسرين تعددت آراء المفسرين في شرح قوله( تعالي): الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها..( الرعد:2) وقوله( عز من قائل): خلق السماوات بغير عمد ترونها.. (لقمان:10) فقال ابن كثير( يرحمه الله): السماء علي الأرض مثل القبة, يعني بلا عمد, وهذا هو اللائق بالسياق, والظاهر من قوله تعالي( ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه) فعلي ذلك يكون قوله:( ترونها) تأكيدا لنفي ذلك, أي هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها, وهذا هو الأكمل في القدرة.
***
المادة رقم ( 2 )
*** المصدر :- مكنون الاعجاز العلمي ،، بقلم الدكتور:- زغـلول النجـار الأهرام 2001/09/17
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :- " طَهورُ إناء أحدكم إذا وَلَغَ فيه الكَلَب أن يغسله سَبعَ مرَّات أولاهن بالتراب "
الكَلَب والجراثيم والتراب
الكَلَب والجراثيم والتراب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :- " طَهورُ إناء أحدكم إذا وَلَغَ فيه الكَلَب أن يغسله سَبعَ مرَّات أولاهن بالتراب " . وعن ابن المغَفَّل قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقتل الكلاب ثم قال :- " ما بالهم و بال الكلاب " ، ثم رخص في الكَلَب الصيد والكَلَب الغنم و قال :- " إذا ولغ الكَلَب في الإناء فاغسلوه سبع مرات و عفِّروه الثامنة في التراب . صحيح مسلم في الطهارة 279 - 280 ولغ الكَلَب في الإناء : إذا شرب منه بطرف لسانه . عفِّروه : أي دلكوه . ثبت علمياً أن الكَلَب ناقل لبعض الأمراض الخطرة ، إذ تعيش في أمعائه دودة تدعى المكورة تخرج بيوضها مع برازه ، و عندما يلحس دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه ، ثم نتقل منه إلى الأواني و الصحون و أيدي أصحابه ، و منها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم ، فتنحل قشرة البيوض و تخرج منها الأجنة التي تتسرب إلى الدم و البلغم ، و تنتقل بهما إلى جميع أنحاء الجسم ، و بخاصة إلى الكبد لأنه المصفاة الرئيسية في الجسم ... ثم تنمو في العضو الذي تدخل إليه و تشكل كيساً مملوءً بالأجنة الأبناء ، و بسائل صافٍ كماء الينبوع . و قد يكبر الكيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين ، و يسمى المرض : داء الكيسة المائية ، و تكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض فيه ، و أخطرها ما كان في الدماغ أو في عضلة القلب ، و لم يكن له علاج سوى العملية الجراحية ... و ثَمَّة داء آخر خطر ينقله الكَلَب و هو داء الكَلَب الذي تسببه حمة راشحة يصاب بها الكَلَب أولاً ، ثم تنتقل منه إلى الإنسان عن طريق لُعاب الكَلَب بالعض أو بلحسه جرحاً في جسم الإنسان ... إذن فمنافع الكَلَب تخص بعض البشر ، أما ضرره فيعم الجميع ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتل الكلاب ، ثم رخّص في الكَلَب الصيد و الحرث و الماشية نظراً للحاجة إليها . و في زمن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن داء الكيسة المائية معروفاً بالطبع ، و لم يعرف أن مصدره الكلاب ، أما داء الكَلَب فكانوا يسمون الكَلَب المصاب به : الكَلَب العقور . وقام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم ، و كانوا يتوقعون أن يجدوا فيه كثيراً من الجراثيم الضارة ، و ذلك لأن كثيراً من البشر يموتون بالأمراض الانتانية الجرثومية ، و لكنهم لم يجدوا في التراب أثراً لتلك الجراثيم الضارة المؤذية ... فاستنتجوا من ذلك أن للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة ، و لولا ذلك لانتشر خطرها و استفحل أمرها ، و قد سبقهم النبي صلى الله عليه و سلم إلى تقرير هذه الحقيقة بهذه الأحاديث النبوية الشريفة [ الحقائق الطبية في الإسلام ، باختصار ] .
[/ ] *** المصدر :- المصدر :- " الأربعون العلمية ، " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم 2001/09/17 عزالدين عباس الفحل ابوظبي
(عدل بواسطة عزالدين عباس الفحل on 08-23-2010, 06:34 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بسم الله الرحمن الرحيم ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )
عرش بلقيس
عرش بلقيس
قال تعالى : - ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )
قصة سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ وموضوع نقل العرش لم يكن إلا ضربا من ضروب السحر فكيف يتمكن مخلوق من إحضار عرش ملكة سبأ في ذلك العصر من على بعد آلاف الكيلو مترات في جزء من ثانية أي قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه ؟ ولكن العلم الحديث يخبرنا بأن هذا لا يتحتم أن يكون سحرا ! فحدوثه ممكن من الناحية العلمية أو على الأقل من الناحية النظرية بالنسبة لمقدرتنا في القرن العشرين . أما كيف يحدث ذلك فهذا هو موضوعـنا .. الطاقة والمادة صورتان مختلفتان لشيءٍ واحد , فالمادة يمكن أن تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة وذلك حسب المعادلة المشهورة وقد نجح الإنسان في تحويل المادة إلى طاقة وذلك في المفاعلات الذرية التي تولد لنا الكهرباء ولو أن تحكمه في هذا التحويل لا يزال يمر بأدوار تحسين وتطوير , وكذلك فقد نجح الإنسان - ولو بدرجة أقل بكثير - من تحويل الطاقة إلى مادة وذلك في معجلات الجسيمات ( Particle accelerator ) ولو أن ذلك مازال يتم حتى الآن على مستوى الجسيمات .
فتحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة أمر ممكن علميا وعمليا فالمادة والطاقة قرينان , ولا يعطل حدوث هذا التحول على نطاق واسع إلا صعوبة حدوثه والتحكم فيه تحت الظروف والإمكانيات العلمية والعملية الحالية , ولا شك أن التوصل إلى الطرق العلمية والوسائل العملية المناسبة لتحويل الطاقة إلى مادة والمادة إلى طاقة في سهولة ويسر يستدعي تقدما علميا وفنيا هائلين . فمستوى مقدرتنا العلمية والعملية حاليا في هذا الصدد ليس إلا كمستوى طفل يتعلم القرأة فإذا تمكن الإنسان في يوم من الأيام من التحويل السهل الميسور بين المادة والطاقة فسوف ينتج عن ذلك تغيرات جذرية بل وثورات ضخمة في نمط الحياة اليومي وأحد الأسباب أن الطاقة ممكن إرسالها بسرعة الضوء على موجات ميكرونية إلى أي مكان نريد , ثم نعود فنحولها إلى مادة ! وبذلك نستطيع أن نرسل أي جهاز أو حتى منزلا بأكمله إلى أي بقعة نختارها على الأرض أو حتى على القمر أو المريخ في خلال ثوان أو دقائق معدودة . والصعوبة الأساسية التي يراها الفيزيائيون لتحقيق هذا الحلم هي في ترتيب جزئيات أو ذرات المادة في الصورة الأصلية تماما , كل ذرة في مكانها الأول الذي شغلته قبل تحويلها إلى طاقة لتقوم بوظيفتها الأصلية . وهناك صعوبة أخرى هامة يعاني منها العلم الآن وهي كفاءة والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الحالية والتي لاتزيد على 60% وذلك لتبدد أكثرها في الجو كل هذا كان عرضا سريعا لموقف العلم وإمكانياته الحالية في تحويل المادة إلى طاقة والعكس .. فلنعد الآن لموضوع نقل عرش الملكة بلقيس , فالتفسير المنطقي لما قام به الذي عنده علم من الكتاب - سواء أكان انسي أو جني - حسب علمنا الحالي أنه قام أولا بتحويل عرش ملكة سبأ إلى نوع من الطاقة ليس من الضروري أن يكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة , ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية أو الضوئية يمكن إرسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية . والخطوة الثانية هي أنه قام بإرسال هذه الطاقة من سبأ إلى ملك سليمان , ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضوء أي 300000 كم - ثانية فزمن وصولها عند سليمان ثلاثة آلاف كيلوا مترا .. والخطوة الثالثة والأخيرة أنه حول هذه الطاقة عند وصولها إلى مادة مرة أخرى في نفس الصورة التي كانت عليها أي أن كل جزئ وكل ذرة رجعت إلى مكانها الأول !. إن إنسان القرن العشرين ليعجز عن القيام بما قام به هذا الذي عنده علم من الكتاب منذ أكثر من ألفي عام . فمقدرة الإنسان الحالي لا تتعدى محاولة تفسير فهم ماحدث . فما نجح فيه إنسان القرن العشرين هو تحويل جزء من مادة العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم إلى طاقة بواسطة الانشطار في ذرات هذه العناصر . أما التفاعلات النووية الأخري التي تتم بتلاحم ذرات العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهليوم والتي تولد طاقات الشمس والنجوم فلم يستطع الإنسان حتى الآن التحكم فيها . وحتى إذا نجح الإنسان في التحكم في طاقة التلاحم الذري , لا تزال الطاقة المتولدة في صورة بدائية يصعب إرسالها مسافات طويلة بدون تبديد الشطر الأكبر منها . فتحويل المادة إلى موجات ميكرونية يتم حاليا بالطريقة البشرية في صورة بدائية تستلزم تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانيكية ثم إلى طاقة كهربائية وأخيرا إرسالها على موجات ميكرونية . ولهذا السبب نجد أن الشطر الأكبر من المادة التي بدأنا بها تبددت خلال هذه التحويلات ولا يبقى إلا جزء صغير نستطيع إرساله عن طريق الموجات الميكرونية . فكفاءة تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانية ثم إلى طاقة كهربائية لن يزيد عن عشرين في المائة 20 % حتى إذا تجاوزنا عن الضعف التكنولوجي الحالي في تحويل اليورانيوم إلى طاقة فالذي يتحول إلى طاقة هو جزء صغير من كتلة اليورانيوم أما الشطر الأكبر فيظل في الوقود النووي يشع طاقته على مدى آلاف وملايين السنيين متحولا إلى عناصر أخرى تنتهى بالرصاص . وليس هذا بمنتهى القصد ! ففي الطرف الأخر يجب التقاط وتجميع هذه الموجات ثم إعادة تحويلها إلى طاقة ثم إلى مادة كل جزئ وكل ذرة وكل جسيم إلى نفس المكان الأصلي , وكفاءة تجميع هذه الأشعة الآن وتحويلها إلى طاقة كهربائية في نفس الصورة التي ارسلت بها قد لا تزيد عن 50 % أي أنه ما تبقى من المادة الأصلية حتى الآن بعد تحويلها من مادة إلى طاقة وإرسالها عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية المكرونية واستقبالها وتحويلها مرة أخرى إلى طاقة هو 10 % وذلك قبل أن نقوم بالخطوة النهائية وهي تحويل هذه الطاقة إلى مادة وهذه الخطوة الأخيرة - أي تحويل هذه الطاقة إلى مادة في صورتها الأولى - هو ما يعجز عنه حتى الآن إنسان القرن العشرين ولذلك فنحن لا ندري كفاءة إتمام هذه الخطوة الأخيرة وإذا فرضنا أنه تحت أفضل الظروف تمكن الإنسان من تحويل 50 % من هذه الطاقة المتبقية إلى مادة فالذي سوف نحصل عليه هو أقل من 5% من المادة التي بدأنا بها ومعنى ذلك أننا إذا بدأنا بعرش الملكة بلقيس وحولناه بطريقة ما إلى طاقة وأرسلنا هذه الطاقة على موجات ميكرونية , ثم استقبلنا هذه الموجات وحولناها إلى طاقة مرة أخرى أو إلى مادة فلن نجد لدينا أكثر من 5% من عرش الملكة بلقيس وأما الباقي فقد تبدد خلال هذه التحويلات العديدة نظرا للكفاءات الرديئة لهذه العمليات , وهذه الــ 5% من المادة الأصلية لن تكفي لبناء جزء صغير من عرشها مثل رجل أو يد كرسي عرش الملكة . إن الآيات القرأنية لا تحدد شخصية هذا الذي كان ( عنده علم من الكتاب ) هل كان انسيا أم جنيا ! وقد ذكر في كثير من التفاسير أن الذي قام بنقل عرش بلقيس هو من الإنس ويدعى آصف بن برخياء , ونحن نرجح أن الذي قام بهذا العمل هو عفريت آخر من الجن , فاحتمال وجود إنسان في هذا العصر على هذه الدرجة الرفيعة من العلم والمعرفة هو إحتمال جد ضئيل . فقد نجح هذا الجني في تحويل عرش بلقيس إلى طاقة ثم إرساله مسافة آلاف الكيلو مترات ثم إعادة تحويله إلى صورته الأصلية من مادة تماما كما كان في أقل من ثانية , أو حتى في عدة ثوان إذا اعتبرنا عرض الجني الأول الذي أبدى استعداده لإحضار العرش قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من كرسية . فمستوى معرفة وقدرة أي من الجنيين الأول والثاني منذ نيف وألفي عام لأرفع بكثير من مستوى المعرفة والقدرة الفنية والعلمية التي وصل إليها إنسان القرن العشرين . المصدر " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د . يحيى المحجر *** المصدر :- مكنون الاعجاز العلمي .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بسم الله الرحمن الرحيم ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )
عرش بلقيس
عرش بلقيس
قال تعالى : - ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )
قصة سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ وموضوع نقل العرش لم يكن إلا ضربا من ضروب السحر فكيف يتمكن مخلوق من إحضار عرش ملكة سبأ في ذلك العصر من على بعد آلاف الكيلو مترات في جزء من ثانية أي قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه ؟ ولكن العلم الحديث يخبرنا بأن هذا لا يتحتم أن يكون سحرا ! فحدوثه ممكن من الناحية العلمية أو على الأقل من الناحية النظرية بالنسبة لمقدرتنا في القرن العشرين . أما كيف يحدث ذلك فهذا هو موضوعـنا .. الطاقة والمادة صورتان مختلفتان لشيءٍ واحد , فالمادة يمكن أن تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة وذلك حسب المعادلة المشهورة وقد نجح الإنسان في تحويل المادة إلى طاقة وذلك في المفاعلات الذرية التي تولد لنا الكهرباء ولو أن تحكمه في هذا التحويل لا يزال يمر بأدوار تحسين وتطوير , وكذلك فقد نجح الإنسان - ولو بدرجة أقل بكثير - من تحويل الطاقة إلى مادة وذلك في معجلات الجسيمات ( Particle accelerator ) ولو أن ذلك مازال يتم حتى الآن على مستوى الجسيمات .
فتحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة أمر ممكن علميا وعمليا فالمادة والطاقة قرينان , ولا يعطل حدوث هذا التحول على نطاق واسع إلا صعوبة حدوثه والتحكم فيه تحت الظروف والإمكانيات العلمية والعملية الحالية , ولا شك أن التوصل إلى الطرق العلمية والوسائل العملية المناسبة لتحويل الطاقة إلى مادة والمادة إلى طاقة في سهولة ويسر يستدعي تقدما علميا وفنيا هائلين . فمستوى مقدرتنا العلمية والعملية حاليا في هذا الصدد ليس إلا كمستوى طفل يتعلم القرأة فإذا تمكن الإنسان في يوم من الأيام من التحويل السهل الميسور بين المادة والطاقة فسوف ينتج عن ذلك تغيرات جذرية بل وثورات ضخمة في نمط الحياة اليومي وأحد الأسباب أن الطاقة ممكن إرسالها بسرعة الضوء على موجات ميكرونية إلى أي مكان نريد , ثم نعود فنحولها إلى مادة ! وبذلك نستطيع أن نرسل أي جهاز أو حتى منزلا بأكمله إلى أي بقعة نختارها على الأرض أو حتى على القمر أو المريخ في خلال ثوان أو دقائق معدودة . والصعوبة الأساسية التي يراها الفيزيائيون لتحقيق هذا الحلم هي في ترتيب جزئيات أو ذرات المادة في الصورة الأصلية تماما , كل ذرة في مكانها الأول الذي شغلته قبل تحويلها إلى طاقة لتقوم بوظيفتها الأصلية . وهناك صعوبة أخرى هامة يعاني منها العلم الآن وهي كفاءة والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الحالية والتي لاتزيد على 60% وذلك لتبدد أكثرها في الجو كل هذا كان عرضا سريعا لموقف العلم وإمكانياته الحالية في تحويل المادة إلى طاقة والعكس .. فلنعد الآن لموضوع نقل عرش الملكة بلقيس , فالتفسير المنطقي لما قام به الذي عنده علم من الكتاب - سواء أكان انسي أو جني - حسب علمنا الحالي أنه قام أولا بتحويل عرش ملكة سبأ إلى نوع من الطاقة ليس من الضروري أن يكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة , ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية أو الضوئية يمكن إرسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية . والخطوة الثانية هي أنه قام بإرسال هذه الطاقة من سبأ إلى ملك سليمان , ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضوء أي 300000 كم - ثانية فزمن وصولها عند سليمان ثلاثة آلاف كيلوا مترا .. والخطوة الثالثة والأخيرة أنه حول هذه الطاقة عند وصولها إلى مادة مرة أخرى في نفس الصورة التي كانت عليها أي أن كل جزئ وكل ذرة رجعت إلى مكانها الأول !. إن إنسان القرن العشرين ليعجز عن القيام بما قام به هذا الذي عنده علم من الكتاب منذ أكثر من ألفي عام . فمقدرة الإنسان الحالي لا تتعدى محاولة تفسير فهم ماحدث . فما نجح فيه إنسان القرن العشرين هو تحويل جزء من مادة العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم إلى طاقة بواسطة الانشطار في ذرات هذه العناصر . أما التفاعلات النووية الأخري التي تتم بتلاحم ذرات العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهليوم والتي تولد طاقات الشمس والنجوم فلم يستطع الإنسان حتى الآن التحكم فيها . وحتى إذا نجح الإنسان في التحكم في طاقة التلاحم الذري , لا تزال الطاقة المتولدة في صورة بدائية يصعب إرسالها مسافات طويلة بدون تبديد الشطر الأكبر منها . فتحويل المادة إلى موجات ميكرونية يتم حاليا بالطريقة البشرية في صورة بدائية تستلزم تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانيكية ثم إلى طاقة كهربائية وأخيرا إرسالها على موجات ميكرونية . ولهذا السبب نجد أن الشطر الأكبر من المادة التي بدأنا بها تبددت خلال هذه التحويلات ولا يبقى إلا جزء صغير نستطيع إرساله عن طريق الموجات الميكرونية . فكفاءة تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانية ثم إلى طاقة كهربائية لن يزيد عن عشرين في المائة 20 % حتى إذا تجاوزنا عن الضعف التكنولوجي الحالي في تحويل اليورانيوم إلى طاقة فالذي يتحول إلى طاقة هو جزء صغير من كتلة اليورانيوم أما الشطر الأكبر فيظل في الوقود النووي يشع طاقته على مدى آلاف وملايين السنيين متحولا إلى عناصر أخرى تنتهى بالرصاص . وليس هذا بمنتهى القصد ! ففي الطرف الأخر يجب التقاط وتجميع هذه الموجات ثم إعادة تحويلها إلى طاقة ثم إلى مادة كل جزئ وكل ذرة وكل جسيم إلى نفس المكان الأصلي , وكفاءة تجميع هذه الأشعة الآن وتحويلها إلى طاقة كهربائية في نفس الصورة التي ارسلت بها قد لا تزيد عن 50 % أي أنه ما تبقى من المادة الأصلية حتى الآن بعد تحويلها من مادة إلى طاقة وإرسالها عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية المكرونية واستقبالها وتحويلها مرة أخرى إلى طاقة هو 10 % وذلك قبل أن نقوم بالخطوة النهائية وهي تحويل هذه الطاقة إلى مادة وهذه الخطوة الأخيرة - أي تحويل هذه الطاقة إلى مادة في صورتها الأولى - هو ما يعجز عنه حتى الآن إنسان القرن العشرين ولذلك فنحن لا ندري كفاءة إتمام هذه الخطوة الأخيرة وإذا فرضنا أنه تحت أفضل الظروف تمكن الإنسان من تحويل 50 % من هذه الطاقة المتبقية إلى مادة فالذي سوف نحصل عليه هو أقل من 5% من المادة التي بدأنا بها ومعنى ذلك أننا إذا بدأنا بعرش الملكة بلقيس وحولناه بطريقة ما إلى طاقة وأرسلنا هذه الطاقة على موجات ميكرونية , ثم استقبلنا هذه الموجات وحولناها إلى طاقة مرة أخرى أو إلى مادة فلن نجد لدينا أكثر من 5% من عرش الملكة بلقيس وأما الباقي فقد تبدد خلال هذه التحويلات العديدة نظرا للكفاءات الرديئة لهذه العمليات , وهذه الــ 5% من المادة الأصلية لن تكفي لبناء جزء صغير من عرشها مثل رجل أو يد كرسي عرش الملكة . إن الآيات القرأنية لا تحدد شخصية هذا الذي كان ( عنده علم من الكتاب ) هل كان انسيا أم جنيا ! وقد ذكر في كثير من التفاسير أن الذي قام بنقل عرش بلقيس هو من الإنس ويدعى آصف بن برخياء , ونحن نرجح أن الذي قام بهذا العمل هو عفريت آخر من الجن , فاحتمال وجود إنسان في هذا العصر على هذه الدرجة الرفيعة من العلم والمعرفة هو إحتمال جد ضئيل . فقد نجح هذا الجني في تحويل عرش بلقيس إلى طاقة ثم إرساله مسافة آلاف الكيلو مترات ثم إعادة تحويله إلى صورته الأصلية من مادة تماما كما كان في أقل من ثانية , أو حتى في عدة ثوان إذا اعتبرنا عرض الجني الأول الذي أبدى استعداده لإحضار العرش قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من كرسية . فمستوى معرفة وقدرة أي من الجنيين الأول والثاني منذ نيف وألفي عام لأرفع بكثير من مستوى المعرفة والقدرة الفنية والعلمية التي وصل إليها إنسان القرن العشرين . المصدر " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د . يحيى المحجر *** المصدر :- مكنون الاعجاز العلمي .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاعــــــجــــاز فـــــي الـــقــران الــكــريــــم ،،، وروائـــع الاعـجـاز ال (Re: عزالدين عباس الفحل)
|
بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) ،
وقال تعالي :-
( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) ،
وقال تعالي :-
( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ،
وقال تعالي :-
( وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ،
المادة وقرين المادة
المادة وقرين المادة
نحن نعلم أن العزيز الحكيم خلق الإنسان وجعل منه زوجين ذكرا وأنثى قال تعالى :- ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) حتى يكون للإنسان رفيق وحتى ليزداد التعارف والمودة بين خلقه . ولم يقتصر هذا النظام على الإنسان فقط بل تعداه ليشمل مملكة الحيوان فقد جاء فيهما قال تعالى :- ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) ، وقول الله تعالى :- ( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ، وكذلك مملكة النبات قال تعالى : - ( وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ، فالإنسان والشطر الأكبر من فصائل الحيوان والنبات خلقوا جميعا في صورة الذكر والأنثى , هذا ما يخبرنا به القرآن وهو ما تعلمناه في علوم الأحياء .
وبالإضافة إلى ذلك نرى في الآية التالية شمولا أكبر وأعم قال تعالى : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فكلمة " شيء " هنا فهمها من قبلنا ويفهمها أكثرنا على أنها تشمل الإنسان والحيوان والنبات فقد جميع القرآن ذكرهم في هذه الآية وأخبرنا بأنه جعل من كل المخلوقات الحية زوجين . وقد يكون الأمر كذلك , ولكنا إذا أمعنا النظر لوجدنا أن كلمة " شيء " فيها شمول أكثر من النبات والحيوان والإنسان , أنها تشمل الجماد أيضا . فهل في الجماد زوجان ؟ من أجل الإجابة على هذا السؤال نحتاج لنزهة قصيرة في فيزياء الجسيمات . في النصف الأول من القرن العشرين كان أحد الفيزيائين الإنجليز – واسمه ديراك Dirak - يقوم بأبحاث على معادلات الالكترونات , والالكترونات كما نعلم هي الجسيمات السالبة الشحنة التي تدور حول نواه الذرة , وفي أثناء قيامه بهذه الأبحاث اكتشف أن المعادلات لها حلين وليس حل واحد . وأي واحد منا تعامل مع معادلات الدرجة الثانية يستطيع أن يدرك بسهوله هذا الموقف . فمعادلات الدرجة الثانية تحتوي على مربع كمية مجهولة , والكمية المربعة دائما موجبة , فحاصل ضرب 2x2 يعطى 4 كذلك حاصل ضرب -2 x -2 يعطى أيضا نفس النتيجة . ومعنى ذلك أن الجذر التربيعي لــ 4 هو أما 2 أو - 2 . وقد كانت معادلات ديراك أكثر تعقيدا من هذا المثال ولكن المبدأ هو نفسه , فقد حصل على مجموعتين من المعادلات إحداهما للاكترونات السالبة الشحنة والأخرى لجسم مجهول ذو شحنة موجبة . وقد قام ديراك ببعض المحاولات الغير ناجحة لتفسير سر هذا الجسيم المجهول , فقد كان يؤمن بوجوده , ولكن الفيزيائيون تجاهلوا بعد ذلك فكرة وجود جسيم موجب الشحنة ممكن أن يكون قرينا للالكترونات تماما كما يتجاهل المهندس الذي يتعامل مع معادلات الدرجة الثانية الحلول التي تعطى أطوالا أو كتلا سالبة . وبعد عدة سنوات من أعمال ديراك النظرية وفي أوائل الثلاثينات اكتشف أثار هذا الجسيم المجهول في جهاز يسمى بغرفة الضباب ( cloud chambre ) , وعند دراسة تأثير المجال المغناطيسي على هذه الآثار اكتشف أن كتلة ذلك الجسيم تساوي كتلة الالكترون وانه يحمل شحنة موجبة ومساوية لشحنة الالكترون وعندئذ سمى هذا الجسيم بقرين الالكترون ( Antielectron ) أو بالبوزترون ( Positron ) ومن ثم بدأ البحث عن قرائن الجسيمات الأخرى فمعنى وجود قرين للالكترون وجود قرائن للجسيمات الأخرى , وفعلا بدأ اكتشاف هذه القرائن الواحد يلي الآخر وبدأ تقسيمها إلى أنواع لن ندخل في تفاصيلها وسوف نكتفي بذكر نتيجتها النهائية وهي وجود قرين لكل جسيم بل ولكل جسم . حصل العالم باول ديفيز في عام 1995 على) جائزة عالمية قدرها مليون دولار لبحوثه التي تدعم العلاقة ما بين العلم والدين وقد أصدر العديد من المؤلفات وأبرزها : الله والفيزياء الحديثة .. إن حقائق علم الفيزياء الحديثة تعمق في النفس البشرية الإيمان بالله واليوم الأخر والغيب ) . وإكتشاف قرين المادة يخبرنا باحتمال وجود عالم آخر يناظر عالمنا المادي ويتكون من قرائن الجسيمات أي من قرين المادة . أي هو هذا العالم الذي يتكون من قرين المادة ؟ هذا هو السؤال الذي لم يستطع أحد الإجابة عليه , فالأرض تتكون أساسا من مادة وليس من قرائن المادة , أما قرائن المادة التي يتم إنتاجها في الأشعة الكونية ( cosmic rays ) أو في معجلات الجسيمات ( Particle accelerator ) لا تعيش مدة طويلة في الأجواء الأرضية , فبمجرد أن تنخفض سرعتها بعض الشيء تحتم عليها أن تواجه مصيرها المؤلم الذي لا تستطيع الفرار منه وهو المحق أو الإبادة بواسطة المادة المقابلة لها التي تملأ أجواء الأرض . فعندما يتقابل الجسيم مع قرينه أو المادة مع قرينها يبدد كل منهما الآخر ويختفي الاثنان في شيء يشبه الإنفجار متحولين كليهما إلى طاقة معظمها في صورة أشعة جاما . وأحد الألغاز التي حيرت الفيزيائيين هو مقدار القرائن الداخلة في بناء هذا الكون فهل تعتبر الأرض نموذجا مصغرا لبقية الكون ؟ أي هل تزيد نسبة المادة في الكون كله عن نسبة قرائنها كما هو الحال في الأرض ؟ قد نستطيع الجزم بأن نسبة قرائن المادة في مجرتها نسبة ضئيلة وإلا تبددت أكثر المواد الموجودة بين النجوم ولسجلت مراصدنا كميات أكبر بكثير من أشعة جاما . ولكن من يدرينا أن الأمر لا يختلف عن ذلك في المجرات الأخرى النائية التي تقع في أطراف الكون النائية , فربما وجدت مجرات بأكملها تسمى بقرائن المجرات وتتكون من قرائن النجوم وإذا سلمنا بوجود قرينا للمجرة وجدنا أنفسنا أمام سؤال آخر محير وهو : ما الذي يمنع المجرة وقرينها من الاقتراب من بعضها ومن ثم التبدد والزوال ؟ هل هو الفراغ الكوني الهائل والمسافات الشاسعة التي أوجدها العلي القدير لتفصل بين المجرات وقرائنها ؟ وهل تقدم لنا هذه النظرية تفسيرا جديدا لقوله العزيز الحكيم : ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فتبدد المجرات وقرائنها وزوالها بهذه الطريقة قد يتم في لحظات ويكون نتيجته كمية هائلة من الطاقة فتبدو السماء وكأنها وردة كالدهان قال تعالى : (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) ونحن لا نستطيع تصور انشقاق السماء كيف ستنشق ؟ وأي جزء منها سيبدو منشقا ؟ ولكن إذا حدث وتبددت مجرتنا مع قرينتها فذلك يعني تبدد كل مستوى المجرة الذي نراه نحن من داخلها وكأنه يقسم الكون إلى قسمين فتبدوا المساء منشقة وعندئذ تنكر النجوم وتنطمس فكل نجم يتبدد عندنا يقترب من قرين النجم قال تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ) وإذا تبددت النجوم بهده الطريقة وتحولت كتلتها إلى طاقة فعندئذ تتلاشى تلك القوى التي تجذب الكواكب إلى النجوم في مساراتها فتتعثر الكواكب وتنتثر قال تعالى : ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ) ونتج عن ذلك اضطرابات هائلة على كوكبنا الأرض قال تعالى : (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) وقال تعالى : (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) وقال تعالى : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) .. سورة الإنفطار إنها علامات الساعة التي أخبرنا الخالق البارئ بها وقد يقدم لنا موضوع فيزياء الجسيمات وقرائنها تفسيرا لها فزوال المادة وقرينها أصبح حقيقة علمية تحدث يوميا في معجلات الجسيمات التي تحول الطاقة إلى مادة . وإذا عدنا إلى الآية الكريمة : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) لوجدنا أن إجابتنا ستكون بالإيجاب على سؤال وجود الجماد أو المادة في صورة زوجين المادة وقرينها , فالخلاق الكريم لم يخلق الإنسان والحيوان والنبات فقط في صورة زوجين بل جعل من كل شيء زوجين حتى من الجماد والمادة وهذا هو تفسير الشمول التام الذي نراه في الآية : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة الذريات . ومما يذكر أن الفيزيائي المسلم - محمد عبد السلام الباكستاني الجنسية الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979 والذي قام بأبحاث هامة في موضوع الجسيمات وقرائنها وكان له الفضل في وضع النظرية التي جمعت بين قوتين رئيسيتين من القوى الأربع المؤثرة في هذا الكون وهما القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة صرح بعد حصوله على الجائزة أن الآية القرآنية : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) كانت بمثابة إحساس خفي وإلهام قوي له وذلك أثناء أبحاثه على قرائن الجسيمات المادية . فقد فهم هذه الآية فهما شاملا يطوي بني كلماتها حقيقة وجود قرائن للمادة كحقيقة وجود أزواج أو قرائن في مملكة النبات والحيوان الإنسان . من كتاب " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د : يحيى المحجري
*** المصدر :- مكنون الاعجاز العلمي .
عزالدين عباس الفحل ابوظبي
| |
|
|
|
|
|
|
|