|
|
 من حلتنا, جمهورية الدافوري ... بقلم:هيثم محمد الامين
|
في تمام الساعة السادسة تماما يبدأ نشاطنا الرياضي في إحدي باحات ذلك الحي الشعبي المتواضع الذي نقطنه و دائما ما تكون شجرة (الخبير) العريقة هي نقطة التقاءنا الأول ثم نقوم جميعا بالتوجه الي تلك المنطقة التي تقع خلف مسجد الحي الاوحد الذي اطلق عليه اهل الحي إسم الزاكرين و الذي أُطلق عليه انا مسجد المسيطرين نسبة لتلك السيطرة الباديه و نسبة لوجود بعض الصراعات الداخلية و التكتلات الحزبية بين اعضاء اللجنه المسيره لإدارة خدمات المسجد مما اضفي نوعا من السيطرة العرقيه و التي ادت الي هجرة بعض اهل الحي إلي مساجد اخري اكثر طمأنينة و اريحيه.
و بما انني الاقرب الي ساحة الدافوري نسبة لظروف سكني المجاور لساحة الدافوري فتجدني اول الوافدين الي تلك الساحة المطله علي ذلك الخور العريق خور ابوعنحه و الذي سمي بهذا الاسم تيمنا بذلك القائد الانصاري حمدان ابوعنجه الذي كان احد قواد الثورة المهدية و الذي شاءت الاقدار ان وفد بجيشه في إحدي الحملات العسكرية الي ذلك الخور العريق و الذي سمي بعد ذلك بإسمه فذهب حمدان ابوعنجه و بقي خور ابوعنجه عريقا كما هو مزارا لكل المؤرخين و الباحثين.
و باعتباري اول المتواجدين في الساحة ابدأ بترقب كل الوافدين الواحد تلو الاخر و بل انني استطيع ان اميز كل واحد فيهم من علي البعد ليس لأنهم مميزين بل لأنها نفس الازياء الرياضية التي لا علاقة لها بالرياضة و لكن ماذا نفعل انها ظروف رياضة الحي الشعبي, و في اقل من عشره ثواني استطيع ان اعرف من هم القادمون ذلك النحيف القصير الذي يرتدي فانله زرقاء و شورت قصير لونه برتقالي تبدو عليه ملامح اتساخ واضحه ولا يرتدي شراب, انه( علاء الدين شُلضم) رقيب في الشرطه السودانيه حدثت له عملية اغماء كامله عندما تعرض لضربة مروحه في اثناء قيامه بتأدية واجباته الوطنيه في العمل... و من خلفه مباشرة(عديله) و كلمة عديل بالدارجه السودانيه تطلق تفسيرا لزواج رجلان من اخوات من اسرة واحده فتبقي صلة القرابه بين الزوجان الرجال عدايل , و ها هو عديله الملقب ب ( عماد دوده) قادما خلفه و هو يرتدي فانله انترميلان ذلك الفريق الايطالي العريق و الذي منذ ان ارتداها عماد دوده لم يستطيع ذلك الفريق تحقيق اي انتصار علي مستوي الدوري او الكاس و لم يستطع انترميلان تحقيق اي بطوله خارجيه إلا بعد قدوم مورينهو الذي من حسن حظه كان ان تمزقت الفانله التي كان يرتديها عماد دوده... و بجوار عماد دوده صديقه و توأم روحه الوحيد القبطان (عوض كنافه) و الذي لم استطيع ان اميزه من علي البعد نسبة لعدم وجود ملامح مميزة له و لكنني ربطتها بانه اذا كان مع عماد دوده احد فلا بد من ان يكون عوض كنافه ذلك الرجل الهادئ الطباع و الذي لا تستطيع ان تراه في الليل إلا عندما يضحك او يبتسم و ذلك نسبة لظروف امنيه خاصته و هو عسكري في القوات المسلحه السودانية...
و من خلف عوض كنافه بمسافه ليست ببعيده حتي يخيل اليك ان الرجل الذي يسير من خلف عماد دوده و صديقه عوض كنافه ربما يحاول ان يتجسس علي معالم الحوار الذي يدور بينهم و الذي محوره زواج عوض في العيد القادم و الترتيبات و الي ما ذلك إنه( نزار ود النعيم), شاب عريض المنكبين و تبدو عليه ملامح قسوة ليست بحقيقيه و لكنها طبيعة ود النعيم القاسية تلك المنطقه الريفيه التي تبعد خمسون كيلو متر من مدينة ود مدني الجميله, فمدينة ودالنعيم هي تلك المنطقة التي وفد منها نزار و بالرغم من كل معالم القسوة التي تبدو في ملامحه إلا انه يتميز بطيبة قلب و تسامح مما مكنه من تحمل كل الدعابات القاسية التي تطلق عليه بطيب خاطر مع العلم انه من اكثر المهتمين بالازياء الرياضيه و تراه يرتدي افخم الاحذيه الرياضية و لكن للأسف يعتبر من افشل الذين يلعبون كرة القدم ليس في حينا المتواضع بل في العالم و هو السبب الرئيسي في إلحاق الاصابات و الأذي بجميع لاعبي الدافوري ..نسامحه و ننعته بالغبي و هو يعمل سائق في إحدي شركات الادوية الطبية في الخرطوم,,,
و في اثناء عملية الاستكشاف التي اقوم بها بنظري علي الوافدين فإذا بي افاجأ بذلك الرجل المندس وسط اللاعبين ذلك الرجل الكبير اشيب الرأس في الحقيقه و لكنه اسود الرأس امام الجميع و يعتبر من اكبر معارضي قانون الصيدلة و السموم الذي قضي بعدم استيراد و ايقاف التعامل الفوري مع كل الشركات المنتجه لأنواع صبغات الشعر المختلفه لما تسببه من اضرار بصحة الانسان , إنه( جيمك الكرواتي) صاحب الضحكه المجلجله و الذي استطاع ان يتفوق في اخر استفتاء أُقيم لاصحاب الضحكات المزعجة و الغير محترمة في الحي بنسبة 70% مقابل 20 % لاقرب منافسيه استاذ بكري و الذي كان هو صاحب اللقب لثلاث مواسم سابقة
و اذا اردنا ان نصف ملامح جيمك الكرواتي فانه رجل قصير نوعا ما نحيف بعض الشئ مع وجود نتوء بارز في منطقة بطنه يحاول جاهدا ان يقنع الجميع بان هذا النتوء يسمي كرشة نسبة لتحسن اوضاعه المعيشيه بعد ان التحق بالعمل في احدي شركات الاسمنت , و الكرشة هي تكور في منطقة البطن يحدث نسبة لزيادة الوزن و لكن الجميع متيقن تماما بانه مصاب بمرض الاستسغاء لذلك تجد الجميع يتعامل معه ببعض الحنو و التعاطف تقديرا لحالته الصحيه, مع العلم بانه صاحب لسان سليط , و نعود مره اخري لملامح جيمك الكرواتي فهو شاحب الوجه بطيئ الخطوات لذلك تجده يمشي في الصفوف الخلفيه فهو لا يستطيع مجاراة سرعة الشباب في السير, و تبدو عليه علامات الكبر واضحه حتي في رعشة صوته عندما يتحدث مع عدم نطق صحيح للحروف لذلك ننعته بجيمي الالجن, و السبب الرئيسي في اندساس جيمك وسط الشباب انه يقوم بعملية تسول كبري من اجل الحصول علي سيجارة,,,
و بجوار جيمك الكرواتي يسير بخطوات متزنه و تبدو عليه ملامح راحه و رطوبه ليست ببعيدة مع وجود ابتسامة خفيفه اعتبرها مجامله منه لحديث ما كان يثرثر به جيمك كثير الثرثرة إنه( ُبُني), الاخ الاصغر للسيد رئيس جمهورية الدافوري( حاتم )و الكفيل الاول لجيمك الكرواتي مع العلم بان جيمك قد اسر إلي في يوم من الايام بانه لا يقل بشيئ عن بني و انه لا كفيل له إلا الله و ان ُبني هو من فرض نفسه عليه و الحديث ما زال لجيمك " اااخ لو كنت املك سيارة لما قيل الذي قيل" ,, و ُبني في عنفوان شبابه يرتدي فانلة زين عالم جميل عنوانا او كسبا اعلاميا لشركة زين التي يعمل بها و يعتبر من اميز لاعبي الدافوري و هو صاحب تسديدات يسارية قوية جدا,,,
و فجأة و بدون اي مقدمات لاحت في الافق ملامح( احمد كلنجه) او احمد كليك كما يحلو ليوسف مناداته ,احمد كلنجه يحمل ملامح سودانية تبدو ظاهرة و فيه تجسيد لشعار السودان للسود, متوسط الطول نحيف القوام خفيف الشعر حتي تستطيع ان تجزم بان لا شعر له , وهو لا يرتدي ملابس رياضية عادةً و هو الوحيد الذي له الحق في ان يلعب باي شي حتي لو كان ذلك الشي بنطلون و قميص و في بعض الاحيان يخيل الي ان احمد كلنجه هو رئيس جمهورية الدافوري الحقيقي و حاتم عبارة عن رئيس صوري فقط و ذلك نسبة لتنفيذ بعض الاجندة الخفيه و التي من اهم اهدافها حفظ الاستقرار في جمهورية الدافوري, فاحمد كلنجة يتميز بقلة الكلام و قد تجدة في بعض الاحيان يميل إلي الضحك بصورة هستيرية و غير متزنة و مع ذلك فهو لاعب كرة قدم مميز و يعتبر من افضل المدافعين و يتميز عن عماد دوده بسرعة الانقضاض و الارتقاء و التشريك,,,
و للحكاية بقية ...
|
|
 
|
|
|
|
حسبو عكاشة
مرتضى احمد عبد القادر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست