أوراق جنوبية‏ ... قرنق .. قصـــــة السودان الجديد التي لم تكتمل.. وأشياء أخرى .. آدم سعيد كباوا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2010, 06:56 PM

سيف الدين حسن العوض
<aسيف الدين حسن العوض
تاريخ التسجيل: 02-13-2007
مجموع المشاركات: 3403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أوراق جنوبية‏ ... قرنق .. قصـــــة السودان الجديد التي لم تكتمل.. وأشياء أخرى .. آدم سعيد كباوا

    أرسل الي الصديق العزيز آدم سعيد كباوا وهو من ابناء جنوب الوطن الحبيب وهو زميل دراسة وايضا رفيق درب طويل باوراق من كنانته
    سنحاول نشرها تباعا عسى ولعل تسهم في وحدة جاذبة لوطننا الحبيب الذي هو كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمي والسهر
    وانا لا اقول هذا الكلام لاستدر عطف الناس للحفاظ على السودان الواحد الموحد ان شاء الله ولكنها الحقيقة التي لايختلف فيها اثنان او ينتطح فبها عنزان
                  

08-19-2010, 07:01 PM

سيف الدين حسن العوض
<aسيف الدين حسن العوض
تاريخ التسجيل: 02-13-2007
مجموع المشاركات: 3403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق جنوبية‏ ... قرنق .. قصـــــة السودان الجديد التي لم تكتمل.. وأشياء أخرى .. آدم سعيد ك (Re: سيف الدين حسن العوض)

    قرنق...قصـــــة السودان الجديد التي لم تكتمل.....وبداية لرواية الشهيد....(1) لم يبق إلا القلــــــــم... ســأل والدته: هل كانت جدتي من المؤسسين للحركة الشعبية لتحرير السودان .....ومن واضعي منفستو الحركة والبيان الأول.....في الأذل.. ؟ مندهشة ردت: لاتمزح يا بني حبوبة جينب واجورو تشردت بفعل الحرب وماتت....قبل السلام بسنتين تقريبا ...كيف تؤسس وهي لاتعرف من العلم إلا الفاتحة ومن القريش إلى الناس.....؟ وحكايات علي دينار ...وشجر ماباي...والزراعة وتربيتنا...وتقديس كدو... قال : نعم هذه حقيقة لكن ما أعرف عنها حسها الثوري ... (توسعت مساحة الدهشة... )..... أليست هي بنت أحد رجالات المهدية ..؟ قالت: نعم...ولكن المرأة كانت دورها تابع... وكانت في زمن المهدي هي... ( لم يتركها تكمل الجملة ..) :أليست هذه كلماتها..؟ سودان بلدنا يايمة .... سودان بلدنا يايابا.... نبني بلدنا سوا.... سوا...... أولولاد بلندا يايمة ماشين تلاتة ياسادة... أولاد بلادنا ياسادة دايرين حرية وسيادة... سودان بلدنا يايمة...سودان بلدنا ياسادة... قالت: ماعلاقة هذه الكلملت بالحركة الشعبية وجون قرنق والسودان الجديد..؟ سكت طويلا لأكثر من خمسة أعوام.....يتأمل... ينتظر تحقق واحدة من النبوءات الكثيرة ...قونديانق.... السود سيسود..أرض الميعات ......خلقنا لنحكم لالنحكم ...مملكة ربع قرن .....والبعث المتمدن...والحضارة الجديدة...والدولة الحضارية...والسودان الجديد... مرة.. مرات .... ومرات ... حلم (بضم اللام) بهذه الرؤيا...وتفرس في معانيه.. والله باكر ياحليوة..... لما أولادنا الســــمر يبقو أفراحنا البنمسح بيها أحزان الزمن.. نمشي في كل الدروب الواسعة ديك... والروكيب الصغيرة تبقى أكبر من مدن... يتأمل بعمق في خطوط الجمال على الوجه الأسمر التي تغطي شارع القصر في قلب الخرطوم.... يجهد نفسه في تفسير ظواهر...اللون الإســـــــم..... وعمق جمال الإســـــم...الولاء للإســــــم.... يضع بخط أنيق على الورقة كلمة واحدة ... قصــــة ... ثم بحث عن العنوان... عنوان الحكايــــــة..... قصـــة قرنق رواية الشهيد...
                  

08-31-2010, 10:49 AM

سيف الدين حسن العوض
<aسيف الدين حسن العوض
تاريخ التسجيل: 02-13-2007
مجموع المشاركات: 3403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق جنوبية‏ ... قرنق .. قصـــــة السودان الجديد التي لم تكتمل.. وأشياء أخرى .. آدم سعيد ك (Re: سيف الدين حسن العوض)

    التحية لك يا اخ آدم سعيد
                  

08-31-2010, 11:19 AM

سيف الدين حسن العوض
<aسيف الدين حسن العوض
تاريخ التسجيل: 02-13-2007
مجموع المشاركات: 3403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أوراق جنوبية‏ ... قرنق .. قصـــــة السودان الجديد التي لم تكتمل.. وأشياء أخرى .. آدم سعيد ك (Re: سيف الدين حسن العوض)

    قرنق...قصـــــة السودان الجديد التي لم تكتمل.....وبداية لرواية الشهيد....(1)
    لم يبق إلا القلــــــــم...

    ســأل والدته:
    هل كانت جدتي من المؤسسين للحركة الشعبية لتحرير السودان .....ومن واضعي منفستو الحركة والبيان الأول.....في الأذل.. ؟
    مندهشة ردت: لاتمزح يا بني حبوبة جينب واجورو تشردت بفعل الحرب وماتت....قبل السلام بسنتين تقريبا ...كيف تؤسس وهي لاتعرف من العلم إلا الفاتحة ومن القريش إلى الناس.....؟ وحكايات علي دينار ...وشجر ماباي...والزراعة وتربيتنا...وتقديس كدو...
    قال : نعم هذه حقيقة لكن ما أعرف عنها حسها الثوري ...
    (توسعت مساحة الدهشة... ).....
    أليست هي بنت أحد رجالات المهدية ..؟
    قالت: نعم...ولكن المرأة كانت دورها تابع... وكانت في زمن المهدي هي...
    ( لم يتركها تكمل الجملة ..)
    :أليست هذه كلماتها..؟
    سودان بلدنا يايمة .... سودان بلدنا يايابا....
    نبني بلدنا سوا.... سوا......
    أولولاد بلندا يايمة ماشين تلاتة ياسادة...
    أولاد بلادنا ياسادة دايرين حرية وسيادة...
    سودان بلدنا يايمة...سودان بلدنا ياسادة...
    قالت: ماعلاقة هذه الكلملت بالحركة الشعبية وجون قرنق والسودان الجديد..؟
    سكت طويلا لأكثر من خمسة أعوام.....يتأمل...
    ينتظر تحقق واحدة من النبوءات الكثيرة ...قونديانق.... السود سيسود..أرض الميعات ......خلقنا لنحكم لالنحكم ...مملكة ربع قرن .....والبعث المتمدن...والحضارة الجديدة...والدولة الحضارية...والسودان الجديد...
    مرة.. مرات .... ومرات ... حلم (بضم اللام) بهذه الرؤيا...وتفرس في معانيه..
    والله باكر ياحليوة.....
    لما أولادنا الســــمر يبقو أفراحنا البنمسح بيها أحزان الزمن..
    نمشي في كل الدروب الواسعة ديك...
    والروكيب الصغيرة تبقى أكبر من مدن...

    يتأمل بعمق في خطوط الجمال على الوجه الأسمر التي تغطي شارع القصر في قلب الخرطوم....
    يجهد نفسه في تفسير ظواهر...اللون الإســـــــم..... وعمق جمال الإســـــم...الولاء للإســــــم....
    يضع بخط أنيق على الورقة كلمة واحدة ... قصــــة ...
    ثم بحث عن العنوان...
    عنوان الحكايــــــة..... قصـــة قرنق رواية الشهيد...
    حبكته هنا فقيرة جدا ..... لســـانه و رسمه الإبداعي غاية في الضعف .. يتكئ على مفردات ذات مدلول مناطقي ضيقة لا يروق لبعض أهل الدهن ...
    في أحرف كلماته رسم لصور وخطوط الألوان متداخلة غير واضحة ربما تهتك حقيقة الجمال المعهودة....ربما لتأثره بالأدب ( الإفريقي) الشفاهي ........
    خاله لوتولي إسمه علي كرات عندما يجن الليل يلتفون حوله :
    الأطفال : أحكي لينا حكاية نيام نيام ..لا حكاية زية...لا ..لا حكاية لاتولي...أحكي ياخال أحكي...
    لوتولي : كويس ..كويس..حسنا ..حسنا..
    يتحركون يمنة ويسرى ...يدنون إليه حتى يلامس أجسادهم جسم لوتولي...
    لوتولي: حكاية ...
    الأطفال : نعم ...نعم...
    تعيش زية مع أمها في بين جدتها...
    حيث الأرض والطبيعة تزرع الفرح والجمال في جنبات المنطقة.....
    السهول الخضراء مد البصر...تغطيها السحب طول العام ...
    الصغار يمرحون خلف الأغنام ....
    على ضافاف سوبيري تكون ذروة الجمال....حين ترسم الطبيعة لوحة الغروب على سطح النيل ....
    زية موضع إعجاب ...فارعة الطول.... كشجرة الأبنوس....أسنانها لنق لنق زي بيسا(فضة..)
    ترسم خطوط الوشم على وجهها عنوانا....وقصة تحكي جمال إنتمائها ...
    إقدامها ونشاطها في البيت وبين أخواتها هي الجمال في العادة ... البنت الكسولة شينة ...وقبيحة...
    مع صياح الديك في الصباح الباكر تصحو وتنشط....
    تنظف المساحة غير المحدودة من الحوش... تجمع نفط الشجر ..وتشعل فيها النار...
    تمشي تجيب الموية من سوبيري.
    .تعد الفطور..
    تتجه للعب واللهو مع أقرانها وقريناتها ..نط الحبل ...وأريكة ...وباروت باروت..و سمبيلو....... عند الظهيرة تحت الأشجار الظليلة...
    الكل معجب بزية ..
    تحت القمر تقفز برشاقة على إيقاع الطبل الشجي...كي تكي تكي...تيكا تيكي تيكي...تيك تيك...كي تيكي تيكي .. تلف حول نفسها بميوعة هادئة..... تميل ميلا خفيفا إلى اليسار وخطوة...وبعد خطوة ونص تكرر نفس الحركة ..وتميل إلى اليمين....
    تتحرك إلى الأمام في حركة تنساب جمالا وإبداعا بين الصبايا....
    تضرب بخفة على الأرض .....تتهادى...
    تقف كالطود... تهز أردافها...فيهتز صدرها ..وما يتقدم الصدر ...
    ترفع كلتا يديها مفتوحتين تستسلم للحياة ..والجمال..
    بحركة فاتنة أخرى ا تهتز ..فتهتز المؤخرة. في سفور....
    ثم تطلق لوجهها إشراقا...وتزغرد كالبلبل...
    في مقابلها ينطلق شاب...ينط..وينط... كتقريب تتفل..بخيلاء..
    بكبرياء كتفيه إلى الأمام يقف أمام زية كحصان شد لجامه فجأة...
    يومئ برأسه إلى الأمام...ويطلق همهمات الرضى بالجمال...ويجلجل...صرخة الأبطال..
    الكل يريد أن يرقص مع زية...الكل ..زية ...زية..
    تتهادى بين الجميع في فرح طفولي بتنورته التي تعلو ركبتيها قليلا...
    أوغر صدر القرينات ميل الشباب ...زية... زية..زية...وكدن كيدا عظيما...
    جئنا باكرا بتثاقل...يبكينا...يلطمن الخدود..يىشققنا الجيوب..يرسمنا حزن الخبيث على وجوههن..
    الأم متحفزة : زية وين إتـأخرتن اليوم شديد في النقارة..؟
    البنات: زية قعدت على الحجر الملعون ....
    شيدت الأم كوخا..يحمي زية من الوحوش..ويقيها المطر...
    تاتيها الأم تبكي وترجزعند الباب ...:
    فتوات لي بكامو..الفتيات يبكونك..
    سبياني لي بكامو....الصبيان يبكونك..
    آه..يا زية يابنت.. ..وا أسفاه عليك زية ياإبنتي..
    ترد زية مطمئنة :
    يايمة كل شيئ من الله...
    يايمة كل شيئ من الله ...
    أه يا يمة يا يمة.... أه يايمـــــة ...يا يمــــــة....
    تفتح الباب تلقائيا...
    وهكذا دائما ...وبين زمن وآخر ...تتردد الأم على إبنتها يعتصر قلبها ألما...
    بعد محاولات كثيرة إستطاع المرفعين (الذئب) محاكاة و تقليد الأم وصوتها....وتفترس زية..
    الأطفال : ليه ..لماذا...ما كويس ... ؟ مسكينة زية الجميلة...
    جمعت الأم عظامها ....هرسته في فندق .... نثرته في النيل فخرجت زية أجمل مما كانت....
    عادت ...ورجعت زية زينة البنات....وسكت لوتولي عن الكلام..
    الأطفال: وبعدين..وبعدين أكمل يا خال..أكمل يا خال..
    لوتولي: الزمن متأخر ..أمشو نومو خلاص...
    الأطفال: والباقي..والباقي..؟
    لوتولي : أنا مسافر بكرة واندربو مكان العمل عندما أرجع نكمل حكاية زية الجميلة.........
    ال مسكين وبسيط هذا القلم يحشد كثير مفاهيم بإحساس الجمال في نفسه ..يكتب ويترنم...
    التدافع الأمين في سبيل الحياة وصناعة الحياة....ولغة البسطاء... وأنغام الروح ...
    يضع نفسه حقل.....من خلال دفتر ذاكرته ...
    أيام كثيرة مرت يبحث بذاجة الطفل وبراءة الصبي عن الصـــــدق العميق في شوارع منطقته الفقيرة وملاعــــــب اللهو في العصريات ووقت الأصيل.....
    بين أهازيج تلك الالعاب المختلطة في دونكي وموارد المياه حين يقف إثنان من الصبية أو الإثنتان يرمي الثالث نفسه بين يديهما بجمالية السقوط الى الوراء مطمئنا ....لا تردد ولاخوف..بل بالفرح الغامر ...يرمي بجسده ....فتعلو الأصوات والكلمات البسيطة ولكنها تعبر عن حال الأحياء الفقيرة التي تتنفس في الطرقات ...ويردد أطفالها صدى الفقر والعوذ :
    بناتي (بنات) في جوبا جميلين في ووسا (وجه).
    بناتي في واوو جميلين في سلبة (المؤخرة)...
    ماتكون (لاتستقر)في جوبا ياولد...
    حبة موية مافي...(لاقطرة ماء)
    ولا حبة ريحة مافي ..( لا عبير ولاطيب..)
    ولا لا لا لا ...أيه ...ولا ...لا مافي أيه....
    ....يغرق بعفوية ...ويذوب بأحاسيسه البريئة في كل صيحة نغم ويسبح ..ويغدو..ويمرح......
    في داخل هذه البيوت المتراصة بإنتظام والأكواخ المخروطية من القش ...
    حيث تختفي بداخلها جمال الأمومة وسموها....وفتنة الإفريقية ...
    من نوافذها الضيقة تخرج ما تشنف الأنوف من رائحة الأطعمة الإفريقية (اللذيذة) الرهيبة في مذاقها ...و غبار والأدخنة من المعامل البلدية...
    صور عجيبة ذهبت وإختفت.....
    يحاول اليوم مسكها أو التمسك بها حيث هو بعيد عن مراتع الصبى .... هنا حيث مباني الجالوص....والرقيطاء..... والأسمنت ..و..البرسيم ولكن الصورة لا تستقر تهرب....
    إجتهادات لبنى الزوجة التي تسهر في إعادة الصورة القديمة ..بكيموت .. وكجيك.....
    تجتهد في تعريف الأبناء بالأصل والتراب واللسان ... وقصص المساء...
    هيهات لأن القادم المستقبل من الأيام (عجيب)...!
    لايعرف لماذا حشر البرسيم أنفه هنا......؟
    في عصرية أمبدة يتفرجون في وجه السابلة من المندوكرات والجلابة ...
    الافق و الفضاء كلها مندوكورو... وجلاليب في كل مكان..مندوكرات دب(كثير..)
    في تعجب وإنبهار : لا حول ولاقوة إلا بالله هؤلاء كلهم شيوخ ومولانات ..ماشاء الله... قالها من دهشة الوصول الأول..
    إستغرب عندما شاهد في التلفاز في الداخلية عجوز بجلابية ناصعة البياض على محياه إبتسامة يترنم :
    قالوا قالوا علي شقي ومجنون ...
    صحيح مجنون وانتو جنوني يا حلوين ...
    انتو لي قلبي زاد عمرو...
    وليهو المنية والسلوى ...
    جنوني عيون...
    عيون لو شافا عطشان السنين يروى...
    ليه ما اجن ؟
    الليل البشيل الناس ...
    بشيلو هموم ...
    اقاسي مرارة الوحده ...
    واغالب دمعة المحروم ...
    اتعذب سنين ما ضقتا طعم النوم ...
    صحيح شقي ومجنون ...
    ومغن آخر عمامته ميزة من حيث الحجم يصيح يتمايل من الطرب :
    سألوني عن حبي انكرتا ما أقريت
    شافوهو متخبي في عيون تقول ياريت
    ياريت ياريت ياريت ياريت ياريت
    لوكان حبيبي أباح واعلن عن هواه صرح
    كان الفؤاد ارتاح وانا كنت ليهو مشيت
    ياريت ياريت ياريت ياريت ياريت
    حاولتا اكتب ليك واصور الاحســـاس
    وأقول كلام في الريد زي النجوم والماس
    تعبتا تعبتا القى حرووف ما سمعو بيها الناس
    سبتا الكلام وبديت تاني اقول
    ياريت ياريت ياريت ياريت ياريت
    ياريتني اقدر ابوح واقليهو ياعمري انتا الحبيب الروح
    لكني خايف اقول يبعد مني يروح
    عشان كدا استكفيت وكفاية اني هويت
    لما الحنين فاض بي تاني اقول
    ياريت
    بعد سكون نفسه في الخرطوم ... دخل وسط الخرطوم في ميدان الأمم المتحدة وسوق الزنك...وركب بصات أبو رجيلة من الداخلية جنوب الخرطوم ...إلى قلب الخرطوم...حيث المسجد العتيق ...وزار المتخف القومي..وحديقة الحيوانات ...وركب الساقية في ملاهي المقرن...
    يوم الخميس دخل سينما كلوزيزم التي كانت تعج بصيحات المشاهدين عند مشاهد الضرب......وتصمت إلا من صوت المغنية الهندبة ....
    ذهب إلى معر ض الخرطوم الدولي وزار أقرباءه في أم درمان ..و...
    تأكد له أن الجلابية ملبس لأهل هذا البلد وليس زي مقدس للإمام أ والشيخ ..أورجل الدين ..
    وصدمة أخرى عند مرور كارو يحمل حشائش خضراء ...
    :أهذه الخضراء كــــــــاوال الذي يطبخ منها ملاح كـاوال نسمع بها في الجنوب ..و....أنها من أحسن الأطعمة...أم هي الخضرة والملوخيةعندكم شكلها كدا...؟
    تبسم مضيفه قال: لا بل هذه برسيم تستخدم علف للأغنام...لأن البلاد هنا مافيها قش إلا البرسيم..
    الكاوال أكلة لأهل دارفور في الغرب لايختلف عن بعض أكلات في منطقته..مثل كوندو ..وترجوجوك...اوفرندا..باسيقو..
    في وسط المدينة البارات و الخمارات منتشرة مفتوحة ......
    صورتها بعيدة عن صور السرايا والأنداية ( الهانات ).... في رجال مافي التي تزدحم بالرجال....
    تحتج على إسمها (رجال مافي).....
    كيف والرجال يرقصون ويترنمون حول ناليكي... ونيكواه .. وجنتي ....
    المراقص الليلية...وفرقة ياي ليوسف فتاكي تخط بهدوء في أمسيات المنطقة معني الحضور....والحضرة الموسيقية:
    فرقة ياي جاء كلاسي وي يا أخواني..
    تسيدت فرقة ياي في الميدان...إخوتي
    تعال نالابو جلوة...تعالو نمرح ونرقص
    رئيس نميري طلب نينا...الرئيس نميري طلبنا...
    أنيتا..كلو نتــــا...أنيتا ...أنيتا كلو نيتا..(النداء لكل ...النداء..)
    يايا يا يا ..
    يايا أمباري (أمس) دي ..بالأمس كانت جمالا
    أيتا وين ...؟..أين كنت
    أمباري أنا نادي أيتا ...إفتقدتك بالأمس - المساء
    أنت وين أمبارح أنا سكران..إفتقدتك عزيزتي..كنت بالعشق ثملا..
    إيتا وين أمبارح أنا فرحان...تملئني السرور بالأمس...
    عواصف وعدم إستقرا تحت هذي الغطاء من الهدوء و وخلف هذا السكوت....يجري في داخله.... يبحث ... ويفرس بين كواكب الشارع ونجوم الحياة خلف فكرة الإنتماء يلهث... رجال مافي ينفث في الطرقات شعارات وإبداعات....
    المنطقة مزيج من الكل وتداخل رقيق من الثقافات والساخافات ...والروح والجسد والإنسان..
    أحيانا يجلس عند ظل نفسه عندما تحرقه شمس المعرفة والتعارف ..أو الصداقة الكذبة.....وحين يجلس القرفصاء يتأمل سكون الروح...وجمال النفس ويبحث عن النفيس.......
    و مازال يلهث ....عن المعاني وظلال المعاني ....وظلال الظلال...
    الأحداث في مخيلته تتوسع ...وتكبر في نفسه....وتكبر همته ...
    أهل تقصي أثر مسار الأمور والأحوال ينفع الوقوف عـنده وقراءته ..وهل له ظلال ..أم هي حكاية الحكواتي وغناء من وعثاء اليوم المضن... وتنتهي عند صفحات المذكرة اليومية..؟
    و أيمكن للحقيقة أن تصبح رواية من الجمال المعروف ..؟
    أم أنا من يصنع الجمال لذاتي وأنثره ...فيتلقفه أهل جمال الروح...؟
    وهل ... ..وهل الرواية تنفع أن يكون مقالا في صحف العسس...؟
    و لماذا يرسم لوحة سريالية وذات أكثر من وجه..؟
    يصيح بأعلى صوته في وسط منزله:
    يا ري ي ءآ نقوون ميمديا..(لقد بلغ التعب منا مبلغ والله الميسر...)
    وفي الأوراق وبين.. الأوراق المتناثرة والمشتتة.. من الحكاية تراه اليوم منهمكا...هل بلغ به التعب مبلغ الجمود... بعد كل هذي الجري....؟
    أم وقفة مع الزمن العجيب اللزج...فالعمر يتحرك منحنيا...و منتهيا ...؟
    يحقق من مضامين جديدة زرعت في أرض قبل و من قبل دخول الناس...وبعد أيام دخول الإبل ....
    زبلت الأفكار ثم رويت ...
    وتعرت المدن وإرتحل البقارة ثم إخضرت الأرض...قمحا ووعدا ..
    وجرفت الحواضر وإحتمى الناس بالجبال ثم إشتدت عودهم ....جيوش ..أحرار ...بنائون جدد..
    وزبلت..وإهترعت الأعلام.. ....ورويت ...!
    و يكتب يوسف التني كلام العلم الأول :
    في فؤاد ترعاه العناية ..
    مالي مال تأريخ القبيلة..
    نحن أمة واحدة وأصيلة..
    علمونا جديدة وقبيلة...
    عندي وطني بقضا لي حاجة ..
    كيف أبيعه لخواجة..بغنى بلده..
    ويحيجني حاجة في هواكي..ياوطني العزيز..
    أثمرت الفكرة وتوهجت وما تزال... وقد تخبؤ...
    أثمرت لسان جديد تسرب ... يزيل ويجدد بهدوء أصول الفكرة و الكلمات القديمة ...
    ويحفر كلمات عميقة...
    يتغير وجه المدينة... والإنسان و....
    تقوم لغة تجديدي و جديدة في المقام... عن مفاهيم الزمن والمكان...وجدلية الأحسن والأفضل..
    المدينة تستوعب بإحترام وبخبث القادمين الجدد....وتنشأ هوامش مفيدة وغير مفيدة ...
    وتلفظ..وتبكي...وتترنح...وتترنح الكلمات والمفاهيم.. وتسكر المدينة ..وتقتل..وتفسخ ...ويقام الحدود..
    ويظل يلهث ..ويلهث ..وفي يده قلمه.. لايتركه...
    قالت وقد أشاحت بوجهها بعد أن أعيتها عناده الجميل: لم يبق لك إلا قلمك ..إن لم يكن القلم لما بقيت..
    كثيرون لا يحبونك...ولكن يريدونك لانك صاحب قلم محترم..
    قالتها بين نبرات صوتها التحدي والتهديد والوعيد...وعمقت في الكلام
    قالت : القديم يتشظي ويحترق خلفك وأمامك بحر الظلمات فلا خلاص لك إلا أن تكفكف بنطالك وتركب معنا.... إن قبلت جعلناك ملك لهؤلاء المدمنيين بالحريق....
    قالت وهي لاتدري أن صاحبها يتكئ على الذي لايموت لايبالي.. .. تبسم..!
    رد بهدوء وقد رسم على شفاه بسمة رقيقة:أنا فوق هذه التفاصيل...
    ++ ++ ++ ++ ++ ++ ++++ +++
    شــــاهد..شـــــــــــــهيد..
    الشهيد في اللغة أعمق من الشاهد المتفرج و المسجل والمؤرخ ...
    أعمق من( الماشين )في الركب رافعين الدبلان والدمورية...مكتوب عليها إباد إباد لعرش السادة...
    قال الكمساري وهو يشير بهدوء بأصبعه إليهم
    : حصل زيادة في تعريفة المواصلات من الثورة إلى ميدان الشهداء بتعريفة..
    الطالبان : ( بعنف) يعني إثنين ندفع كم...؟
    الكمساري : خمس قروش بس..
    إحتج الطالبان ..فإحتج كل الركاب قبلهما وبعدهما ...
    هاجت الحافلة وماجت...دلف السائق إلى نقطة شرطة ود نوباوي بهدوء..
    تحت حماس إحتجاج الركاب ... مالو نمشي النقطة ..حرامية ..تزيدو التعريفة على كيفكم مافي نظام أصلا أنتم قايلين البلد سايبة...إنتو حرامية ..
    الكمساري :معليش نمشي للبوليس..
    تقدم الطالبان الركب..بعد خطوات لم يجدوا الشهود.... واللافتات المكتوبة....فتراجعا عن الإستشهاد..
    لأن الشهيد إنفعال بالشعار... والفناء بين مفردات الشعار...و الذوبان في أعمدة أوتاده.....
    والشهيد إنفعال بالقصة والرواية والرســـــــم...الوطن المستقبل...الوطن نحن..
    فالمحطة عنده ليست كلها موقف بزمن ثابت وشخوص محددة بل المحطةأحداث وحركات متأرجحة..
    والموقف تزاحم محترم وغير محترم أحيانا و طويل...
    تمتد لربع قرن من الزمان ....
    المسرح يمتلئ بالناقوس...
    والطبل النقارة ...النحاس....ترتفع أصواتها بشدة...تصم الآذان..
    قوة إنفعال الضارب والطارق في جبينه يكاد يذوب في العصاء..وبين شدة الوبر...
    العرق يتصبب..ويغطي وجهه...
    ..هه..هه..هه..طريقنا الصحيح..
    الفلاح عندنا ..والمجد عبرنا..
    هه هه ..الموت للآخر..الموت للذباب..
    أغاريد العذارى...وصوت الرجال...وأزيز الأرجل والأقدام على الأرض.. تغطي الفضاء.. الغبار ..إنفعال ...التحفز...التحفز..
    الأبرياء ..والأطهار ..والشرفاء ..والأنقياء والأشرار..والقتلى ..والقتلى(بتحريك التاء..وسكون التاء..)
    الكل يمتطي صهوة جياده .....يقول الصلاح ..والفلاح هنا.. ويمني السابلة بالصباح الجديد.....والفردوس..
    تتداخل أصوات المزياع بالوعيد...أحرار ..عملاء ...شرفاء ...كذابين...لصوص السلطة ..متمردين....
    وضع يديه على أذنيه ...أين جوكوبي..أين جانبي كوكوين ...أين صوت يوسف فتاكي....والشفيع... وبازرعة..ووردي..
    يدخل (اللسان )...ويثبت الفؤاد هنا وهناك...البعث المدني ...المدينة الجديدة.....
    يسقط ...ويسقطون ...ويموت...ويموتون .......الكل مسرور بالطريق وللطريق...لماذا...؟
    أراد أن يكتب الشعار بإسمه....ودمه ...هنا وهناك الدم واحد والإســـم واحد....والطريق ...واحد..
    في المسرح ..... العابدين بقيثارته المشحون بإنفعالات الإيمان ..
    أخي أنت حر وراء السدود ..
    أخي أنت حــــر بتلك القيــــــــــــود....
    إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك قــــــــــــــيد العبيد..
    أخي هل تراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح ...
    فمن للضحايا يواسي الجراح...
    أخي ستبيد جيوش الظلام ويشرق في الكون فجر جديد.
    أخي إنني ما سئمت الكفاح..ولا أنا ألقيت عن كاهلي السلاح..
    ..و.....و.......و
    فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين
    .وبوب مارلي يشعل القلوب ثورة الحرية:


    Oh my Little darlin', don't she'd no tears
    No woman no cry
    Little sister, don't she'd no tears
    No woman no cry
    Said I remember when we used to sit
    In the government yard in Trenchtown
    Oba, ob-serving the hypocrites
    As they would mingle with the good people we meet
    Good friends we have had, oh good friends we've lost along the way
    In this bright future you can't forget your past
    So dry your tears I say
    No woman, no cry
    Oh my Little sister, don't she'd no tears
    No woman, no cry

    ووردي يكرر كلمات العقد السادس العظيمة:
    اسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب ايمانا وبشرا
    وعلى الغابة والصحراء يلتف وشاحا
    وبأيدينا توهجت ضياء وسلاحا
    فتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا
    سندق الصخر ..
    حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا
    ونرود المجد..
    حتى يحفظ الدهر لنا إسما وذكرا
    بسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني
    الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني
    والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي
    + + + + +
    يا ثوار إفريقية يا صناع المجد....
    للحرية الغالية حطمناه القيد...
    هيا حي الثورة..ياثــــــــــــوار
    لإفريقية مد الأيدي ...أيدي شباب
    الكل صادق في إيمانه.....
    الصادق الحفيد .....الصادق الكاروري..والصادق الحزبي....والصادق سعيد..
    ليس مصادفة الكل يرقد على الإجابة الفلسفية ويمسك بأسباب جريان الماء... وإيمانه الصادق بمنظوره في توجيه النفوس .....
    أخوه الصغير الصادق رفض دراسة الفلسفة في المغرب وكلية الرباط للشرطة و والقانون في سوريا..
    إرتفع فوق رؤسهم بالصبر بالقرب من والده يحرسه....
    الكل صادق بإيمانه...وبقضيته..
    رحل أحمد محجوب في فجر الشفق ونسيم الصبا كان هواه ترنيمة الجنوب....شهيد لهذه القصة.....
    ذا اليوم الذي فقد صغيرته قونداليزا... وقف مع نفســـه ...بالصبر والمصابرة ......
    أكرمه الله من بعد بالصبوحة...ملئت حياتهما بهجة وسرور.. فسماها ضحى....بعد أيام ضنك وتشرد بعد أن أصاب المشروع الجفاف ...يقول عن المشروع:
    المشروع إجاب لأسئلة الإنسان عن كيف ..و لماذا...؟و...وعد الناس بالحياة الرغدة.... كل ذلك كان مبررا لأضع أسهمي من الساعات والأيام ...في هذا المشروع ...
    يقول وقد إمتلئت عيناه دمعات رقيقة :
    دخلت فيها بصدق الباحث.. ..وعملت في كل مراحله من موظف صغير..بإداراته المختلفة....من التخطيط ..والمتابعة..وإدارة الفرع...والنظافة والحراثة.. سهرت الليالي في مواقع الحراسة ....كادت أن تثمر...
    (توقف يسترجع دفء ذلك الزمن والحماس,وإخلاص العاملين معه ثم واصل الحديث بصوت يحمل الأسى والأسف..)
    : ولكن إختلف أعضاء مجلس الإدارة في الأولويات ..أزيح المؤسس بقوة..وعنف..... جففت موارد المياه النقية في ليلة من ليالي رمضان...صبرنا وقد إعتقدت أن الأمر بسيط....لأن المشروع كبير...وأكبر من إختلاف في شأن الأولويات....
    يواصل في سرد القصة:
    في صفر ...وجدت نفسي في شوارع الخرطوم مطارد بإحتياجات الأبناء ....أحيانا وشماتة المقربين ثم أن المالكين الجدد يحتاجون الى القلم....القلم هو ما خرجت به من المشروع...وقد عشت أياما صعبا ..إلى أن جاءت الصغيرة فسميتها ضحى..

    يتفاءل بضحى وشقيقاتها وشقيقهم ...كل خير ...
    يلتجئ إلى لسانهم وكفهم في التضرع ساعة العسر...(اللهم يسر لبابا ..أكتب له في كل خطوة سلامة ..وفي كل جهد فلاح...)
    الله لايخيب الظن الحسـن أبدا ...
    كون كوج...كون كوج... تمهل ..تمهل..توقف توقف...تريث..(أعطي للعقل فرصة)..
    كوميض البرق دخل جون قرنق الخرطوم ...إستقبله بالدموع ...
    بكى على أشقائه قيندو..و لادو بلي ..و عبيدي ..وعمه آدم ..
    وأمه أم لادو التي إستقبلت السلام بعيد عن مسقط رأسها في تركاكا...
    وحزن كثيرا على الأب والوالد سيدي لأنه لم يشاهد بداية قصة المدينة الجديدة بعينيه....
    دخل جون قرنق الخرطوم....
    .تحت أنغام وأغاريد الجماهير التي خرجت من ألهامش ...وبعينيه دمعة ...
    ارض الخير افريقيا مكاني..زمن النور و العزة زماني
    فيها جدودي... جباهم عالية.... جباهم عالية..جباهم عااالية
    مواكب ما بتتراجع تاني
    اقيف قدامها و اقول للدنيا انا سوداني
    انا افريقي انا سوداني
    انا بلدي..بلد الخير و الطيبة
    ارض و خزاين..فيها جناين
    نجومه عيون للخير بتعاين
    قمره بيضوي ما بغيب ابداً داايماً باين
    نوره بيهدي ليالي حبيبة
    عليها اغني و اقول للدنيا انا سودااني
    انا افريقي انا سوداني
    شمسك طلعت و اشرق نورها بقت شمسين
    شمس العزة و نورها الاكبر
    هلت شااامخة زي تاريخي قوية و رااسخة
    ملت الدنيا و خيرنا بيكتر
    خيرنا بيكتر خيرنا بيكتر
    شمس ايماني بأوطاني
    دا الخلاني اقول للدنيا انا سودااني
    انا افريقي..انا سوداني
    تنهد أسفا ( والدمع ينهمر من عينيه...)لماذا ترتفع هذه الكلمات الموءودة والأنغام القديمة الأصيلة الآن .. ....وقد تربى هو والآخرين من أبناء جيله على كلمات..في أدغال الجنوب وطابور الصباح على الكلمات ...وأنغام ؟
    كــــــــــــل اجزائه لنا وطن اذ نباهي به ونفتتن
    نتغنى بحسنه ابدا دونه لا يروقنا حسن
    حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا شجن
    نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن
    خير هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يمتحن
    بسخاء بجرأة بقوى لا يني جهدها ولا تهن
    تستــــهين الخطوب عن جلــــد تلك تنــهال وهي تتزن
    أيها الناس نحن من نفر عمروا الارض حيث ما قطنوا
    يذكر المجــــــد كلما ذكروا وهــــو يعتز حـــــين يقترن
    حكمــوا العدل في الورى زمنا اترى هل يعود ذا الزمن
    ردد الدهـــر حســـن سيرتهم ما بـــها حطــــة ولا درن
    نزحوا لا ليظلموا احدا لا ولا لاضطهاد من امنوا
    وكثيرون في صدورهم تتنزى الاحقاد والاحن
    دوحة العرب اصلها كرم والى العرب تنسب الفطن
    اليوم يوم مشهود...كل العالم موجود... والساعة رقم إختلطت المشاعر فيها ....
    إزدان القصرالجمهوري الواقع على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق بأبهة ألوان الزخارف ...بألوان الفرح ..ونسق الجلوس وخطوات أداء القسم ...الساقي يجول بكؤس الفرح وحبات حلوى وداع الحرب ...
    كاميرات التلفزيونات العالمية تنقل الأحداث على الهواء مباشرة ...
    بين الحضور الجار والجار الجنب ..ورئيس إفريقية..ورئيس العالم....
    تشابكت الأيدي...أغاريد الفرح...والصباح..والبسمة والضحكة ...وحمامات السلام...
    تسمر هو أمام التلفاز في قاعة بيته الضيقة بين أطفاله في يده ضحىى....يروي الدمع خديه...حوله الأطفال يسترجع خطوات السفر الطويل والمدن الخربة لسنوات وسنوات بين أيام التعب والسفر على طائرات الشحن... و..و قصص الجامعة...والمظاهرات..والبيان العسكري الأول للإنقاذ ..وزواجه...وجوبا ..ومنقلا وبور وليريا وملكال والرنك وواو ..وبرامج الموت..وأفراح القتل...وكلمات مرحوم دوت ويونس ..ورحيل جمعة كريبا...أغاني الموت المقدس..وقدسية الكلمة...وفيوضات التيجانية...ومولانا أفريقا...
    أفاق على ترانيم الأستقلال الأول من الجنوب ليوسف فتاكي .... يترنم بها الأطفال :
    ياي بلدنا وكلنا أخوان ...سوداني وطننا..ياي
    ياي ...ياي بلدنا..ياي
    يا جماعة أمسكو بلد كويسي يي...
    يا جماعة أنا بقى حرية...
    هيا يابنات تعال نكرجو لوبيا في بلدنا..
    ياي ..ياي بلدنا ياي..
    ياي بلدنا مندو ..كلو ..وكاكوا...ياي
    سوداني وطننا...ياي..ياي
    لحظات رائعة وفاصلة في تأريخ السودان (الآن)تتشبس بلوحات من الوعد الجميل في الزاكرة تأبى أن تنمحي..لأنها الحقيقة ...وتوقع بالغد......تعجز حجاب الرحيل ..أو جنة الموت....وغيبوبة ميط أبول الفارهة التي رآن على قلوب الكثير ......أن تحل مكان زخرفة الفرح ..لأنها الأصل ..
    دخل قرنق القصر الجمهوري....و...و...و....ولكن...طويت الصفحات سريعا..
    فقط واحد وعشرين عاما في الغابات والأحراش و واحد وعشرين يوما... بين ترحاب ورحلات الفرح وكلمات المستقبل والحلم المجمل ....
    بعدها بساعات قليلة تناقلت وسائل الإعلام رحلة الغياب العاصفة ..
    ترجل الرمز ليخط بمداد دمـه معنى أن تتفرد بإسم القضية. وتذوب فيها شهيدا....
    وما زال صدى آخر كلماته تتردد..
    : حكومة توك...(حكومة واحدة).... وحكومة كوا ارو (ليستا أثنتين- مختلفين-)...حكومة توك..
    ذهب أيضا لأنه أراد أن يكون شهيد لهذه.....
    أهي لعنة الخرطوم التي تصيب التأريخ سأل نفسه...؟
    حكى أنه في سالف الأزمان دخل رجل إفريقي عظيم بجيشه من تجاه الفتيحاب الخرطوم فاتحا.....
    بعده لم يمكث طويلا .....رحل من الدنيا .....غاب الرمز والإلهام.....
    أضاع رجاله الشعار... والشعيرة ....إحترق العلم وتشظي البلد.....
    تعب الأحفاد في جمع الكلماته المقدسة......
    ولم يبق من الجمال الذي جاء تحت لواءه رجالا وعلى كل ضامر... رجال أشداء مفتولي الزراعين من قدير وأمادي وأنزارا...وسواكن ..وبور ..
    إهترئت اللافات الدمور ...الزرقاء ..والبيضاء ..وكل الألوان الميسرة...
    زبلت أشجار الفكرة ....
    بقيت الأسماء...الأمير ...الشيخ..الإمام ...فقه المرأة ...النكاح... ترانيم العصـــــــــــــر....وأوراد الكبار ....
    تشتت أحفاده...فإنتهى الدعوة ورسمهم في القيادة .....وذهب ريحهم.....وإنتهت قصتهم إلى كتب التأريخ ..ومزارات شريفة....وجماعت تقول:والله جدي الكبير وعد بقصر بعد الموت...
    وآخر يقول :الخليفة العظيم بشر الملكة فكتوريا بزوج أمين وأمير ...وتقي وقوي إن قبل جدنا الأول ذلك ..
    ويقول ثالثهم: الإنقاذ سرق الحكم من أسرتنا لذلك لا تؤمن به ولو تصالحنا معه.....
    وجاء الزمن التجديدي دخل قرنق الخرطوم يحمل لواء إعادة قراءة التأريخ السوداني ..الأصل..الثقافة السودانية.. التدين السوداني .....من أجل المدينة الجديدة.....وبناء السودان الجديد بالهوية الجامعة والإجتماع.... والإدارة...والمساواة.....
    حضور مشهد ...من كبرياء التأريخ التي تعترف بإيمان الكل... وصدق الكل ...ونجاح الكل..
    هي الدنيا... جد وهزل وبحث مضن ....وجمال اللقاء...هي الدنيا أخذ وعطاء..وطعم يسر بعد طول عســــر في الأوهال والمستنقعات....
    رفع جون قرتق يداه ..وقد رسم النجاح خطوطه في جبينه ... مخاطبا العالم من مجلس الروعة في هذه المدينة الساحرة نيفاشا:
    : أنقذ المؤتمر الوطني السودان .. وأنجزت الحركة الشعبية الفكرة......
    حط رحاله في الخرطوم ..وبصبابته أزال العرق عن جبينه ..وبمنديل أبيض أزال من وجه السودان روح الحرب ..دعا الجميع للمصالحة والعفو ....
    لم يمكث بعده طويلا...إرتحل ...
    ترك غنائم كبيرة وكثيرة و صدى صوتة وحيوية كلماته تمشي بين الأتباع والمعجبين....وأحلام الفكرة الجميلة التي تحتاج إلى تفسير في الأرض......
    يترقب صاحب القلم ...الزمن الجاي .....
    حوله أبنائه وبناته يداعب الصغيرة ليتيسيا ...وفي يده الرضيع لومورو ....
    يقلب صحائف نيفاشا.. يقرأ تفاسير الأحلام بعد رحيل الملهم المفسر...وتغييب وتهميش إبن سيرين..وتضاءل دوره في تفسير الأحلام.....
    يشفق من تكرار قصة التأريخ وجدلية تفسير الظواهر ...
    يتأمل... ينتظر.....هل ينكسر القلم....فيقع برأسه ويكسر عنقه......؟
    ومازال في يده القلم....
    يومئ برأسه إلى الأعلى والأسفل....يحدق في الأفق ملييا.....
    الغبار...صــــــوت المطر ....رائحة المطر.... ضوء المطر...زخات المطــــر
    ينهمر المطر ...يمتلئ الحوش بالمياه......تنتشر الطين في كل مكان....ســــوء تصريف مياه الخريف... .علاجات الملاريا ..الناموسيات...ومصاريف المدرسة....و...و
    يضع يديه في فيه كمن يريد إسكات الصوت الطالع....
    يعض أصبعه ....
    نواصل البقية إن بقيت في العمر.....ساعة للتأمل....


    آدم ســـــــــعيد كباوا
    مركز أمين جلة للبحوث
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de