رغم ربع قرن من حكم الفساد والاستبداد وسوء الإدارة الذي حاول جاهداً إغلاق كافة منافذ الضوء ونوافذ التقدم الي المستقبل وانتهاك حقوق أهل السودان الاجتماعية والاقتصادية والمدنية، وعمل على رهن حاضر شعبنا ومستقبله لعقليات موغلة في التخلف والرجعية. وشرد أهل بلادنا بين المنافي القسرية خارج الوطن ومنافي العوز والحوجة داخل الوطن، وسخر اليات عنفه وبطشه العسكريين لتشريد وقتل الأمنين في قراهم وبواديهم بين أطراف البلاد المترامية حتى أضحت سكناهم بين كهوف الجبال ومعسكرات النزوح إتقاءاً لقنابل طائرات جيش النظام العمياء وهجمات ميلشياته الحاقدة، رغم كل هذا فإن جذوة المقاومة فينا لا تزال متقدة، نرعى جمرها بنار الأمل في مستقبل أفضل يستحقه وطننا وأهله ونحرس مشاعلها بسواعد العمل من اجل هذا المستقبل.
إن السلطة السياسية هي أداة مدنية لخدمة مصالح الناس والتعبير عن أرادتهم تحت رقابتهم المباشرة، ورفضنا لبقاء هذا النظام على سدة الحكم هو رفض مبدئي وجذري ينبع من هذه الرؤية المبدئية بما يختلف جذرياً مع طبيعة هذا النظام وتاريخ فعاله على مدى الربع قرن الأخيرة. وهذا الذي يجعلنا نرفض بشكل قطعي ومبدئي أي جهود للتسوية أو الحوار او الحلول الوسط مع هذا النظام وخصوصاً بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي كشفت عن توجه النظام في التأطير لحكم الفرد ومركزة السلطة في يد الجنرال البشير عبر عسكرة المؤسسة السياسية والسيطرة عليها بميليشياته الموزعة بين جيش النظام وجهاز امنه. وهذا يجعل معركتنا المدنية المباشرة ضد ألة البطش الأمنية والعسكرية التي تسعى للسيطرة على الدولة وبل تتسع أكثر لتشمل كل جسم يسعى صراحة أو ضمناً لدعم استمرارية بقاء هذه المؤسسة بأي شكل من الأشكال او يدعم سيطرتها على حياة الناس في السودان بأي صورة من الصورة حتى تلك الصور التي تحاول التقنع بلبوس الممارسة الديموقراطية كانتخابات الدم الصورية التي يزمع قيامها لتثبيت دعائم حكم البشير.
إن أدواتنا في هذه المعركة ستبقى هي نفس الأدوات المدنية للنضال السلمي بما يتفق مع مبادئنا المعلنة لصياغة شكل السودان الذي نريد ويضمنا جميعا وليس ذاك الذي تحاول أن تفرضه علينا الثكنات العسكرية والأفكار القمعية القابعة في عصور الظلام والتخلف.
لا وساطة ولا ضغوط يمكنها ان تدفع بنا للحوار مع آلة البطش ونظامها الحاكم، ونؤكد على أن أي حوار سياسي ينبغي ان يتم في وضع سياسي طبيعي تتساوى فيه موازين القوة السياسية بين جميع الأطراف السياسية بما يتطلب إيقافا للحرب وضمان لمدنية العملية السياسية ووضع مدني ديموقراطي يضمن حرية تداول الآراء ونقاشها في كافة أنحاء الوطن بما فيها المناطق المتأثرة بالحرب ومطالب أهلها. ان هدفنا الأول من العمل المشترك المقاوم هو العمل على أسقاط النظام ونعلن عبر هذه الشراكة عن رفضنا القاطع لكافة صفقات المحاصصة والتسوية السياسية التي تعطلنا عن هذا الهدف.
ان الموقع الطبيعي لكافة القوى المدنية ذا المصلحة الحقيقية في التغيير، هو الآن في الشارع لممارسة دورها وواجبها في نزع كافة أقنعة الشرعية عن سلطة جهاز البطش الحاكم عبر كافة سبل النضال المدني، وإننا ندعو كافة هذه القوى في الريف والمدن، بمختلف فئاتها وأشكالها الأهلية والمطلبية والنقابية للتنسيق والعمل المشترك على أساس المبادئ سابقة الذكر. وكما إن الطبيعة المبدئية لهذا العمل المقاوم المشترك تقتضي بالضرورة استبعاد كافة القوى التي دعمت استمرار هذا النظام أو شاركت في صناعة أدوات قمعه وبطشه العسكري والسياسي او حملت ضمن تاريخها وصمة انتهاك للحقوق المدنية وحقوق الإنسان سواء بالمشاركة المباشرة او بالصمت عن إدانة هذه الانتهاكات والتقاعس عن مقاومتها بشكل صريح.
مقاومتنا مستمرة وحتما ستنتصر
حركة التغيير الآن حركة قرفنا الخرطوم 31 يناير 2015
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة