|
حزب الأمة القومي الأمانة العامة بيان مهم حول إغراق الشهيد الطيب صالح
|
بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم الأحد 18 يناير الجاري وارينا الثرى بمقابر أحمد شرفي جثمان فقيد الحركة الطالبية وفقيد حزب الأمة وكيان الأنصار وفقيد كردفان، وفقيد البلاد الشهيد المجاهد والمناضل الطيب صالح، ذلكم الشاب الصلد قوي الشكيمة والبيان، الصخرة التي تكسرت لديها أمواج الطغيان، وذلك بعد أن تأكد بعد الفحص المعملي تطابق الحمض النووي بين الجثمان الذي عثر عليه وبين والدته، (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
لقد ظل الشهيد وهو قيادي في تنظيم الطلاب الأنصار حزب الأمة شوكة في خاصرة طلاب المؤتمر الوطني بجامعة شرق النيل الذين طالما هددوه للتنحي عن رئاسة رابطة شمال كردفان، وهي رابطة إقليمية يعوّل تنظيمهم على تمييعها وابتعادها عن قضايا أهل الإقليم، وقد بلغت بهم القسوة والبلطجية درجة محاولة اغتياله والتعدي عليه ضرباً بالساطور على رأسه في 16 نوفمبر 2013م وقد سلمه الله من تلك المحاولة، ففتح بلاغاً ضد مجموعة منهم (فتح البلاغ بقسم شرطة الصافية في يوم 17 نوفمبر 2013م، البلاغ رقم 3891 تحت المادة 139 من القانون الجنائي أذى جسيم ضد عمر خاطر وآخرين). وصار الطيب صالح أحد أهم القادة الطالبيين الموضوعين على قائمة الاستهداف من قبل جهاز الأمن وطلاب المؤتمر الوطني بجامعة شرق النيل، مما حدا به أن يعلن غير مرة، ويثبت في صفحته بالفيسبوك وفي مخاطباته، عن استعداده للموت في سبيل قضية وطنه مؤكداً أنها قبره الذي لا يندثر. وحينما اختفى في يوم السبت 20 ديسمبر الماضي طارت الشكوك حول اغتياله، وحينما عثر على الجثمان الذي ثبت بالتحليل المعملي أنه جثمانه في يوم السبت الثالث من يناير الجاري كنا أقرب لليقين من أنها عملية اغتيال مدبرة لأن الجثة لم تكن منتفخة مثلما الغرقى في العادة.
لهذا فإننا وقد اطلعنا على ما جاء في تقرير الطبيب الشرعي حول سبب الوفاة، والذي قال إنه بناء على التشريح ثبت أن السبب هو الغرق لأن المياه وصلت الترقوة، نقول:
· هناك ملابسات متعلقة بالحادث وغرابة الرواية المذكورة حول غرقه تشكك حول أيادي أدت لإغراقه عمداً. فإذا تم ربط ذلك مع استهدافه والبلاغ الذي دونه قبلها بشهر تقريباً تظل شكوكنا قائمة حول أيادي السلطة الغاشمة والوالغة دائما في الدم الطالبي، وهذا لن يتأتى إلا بتعامل مهني من الشرطة، بعيداً عن أية تأثيرات سلطوية تزوِّر أو تخفي الحقائق.
· إننا نطالب الشرطة بالتعامل مع الحادثة كجريمة قتل خاصة في ظل البلاغ المفتوح، وعليها إجراء التحريات اللازمة وتوجيه الاتهام طبقاً للحيثيات المتوفرة، فبالرغم من تقرير الطب الشرعي، هناك الملاحظات المذكورة حول شكل الجثمان تدل على أنه لقى حتفه (إغراقاً) وليس (غرقاً).
· وستظل اللجنة القانونية التي كونها حزبنا تطالب بالتحقيق وبالقصاص وتتابع القضية حتى منتهاها.
إننا نعلم أن البلاد ليست بلاد حكم قانون، بل لقد توجهت في ظل التعديلات الدستورية الأخيرة لتصير إقطاعية محتلة لنعامة المك، جهاز الأمن، ليفعل في شعب السودان ما يشاء، فها هو الآن بلا حياء يسعى ليحل حزبنا الذي حرر آباؤه البلاد من الاحتلال الأول في القرن التاسع عشر، وحررها مؤسسوه من الاحتلال الثنائي مع حلفائهم في الجبهة الاستقلالية في القرن العشرين، ألا خاب وخابت مساعيه.. إننا نؤكد أننا سوف نحررها من احتلالهم الغشوم في القرن الحادي والعشرين، وأن دماء الطيب صالح وغيره من شهداء الحركة الطالبية وشهداء الوطن لن تضيع هدراً، والمطرودة ملحوقة، وما ضاع حقٌ قام عنه مطالب.
والله أكبر ولله الحمد.
سارة نقد الله
الأمينة العامة
حزب الأمة القومي
أم درمان في 22 يناير 2015م
|
|
|
|
|
|