|
جريمة باريس مسلسل آخر من حلقات إرهاب الإسلام السياسي والتطرف الديني
|
13يناير2015م -إن الأحداث الإرهابية التي ضربت مقر الصحيفة الباريسية "شارلي إبيدو" في يوم الأربعاء السابع من يناير الجاري، والتي راح ضحيتها عدد من الصحافيين وأشخاص أبرياء آخرون، تعتبر جريمة ضد الإنسانية وضد الحريات العامة والشخصية بكافة المعايير التي تخضع لها الطبيعة البشرية السوية، فالرسومات والمقالات التي اتخذها الإرهابيون ذريعة لتبرير فعلهم المدان والشنيع، هي في واقع الأمر لا تعبر إلا عن آراء كاتبيها، وينبغي أن تدحض وتُحارب بالحجة والرأي والمقارعة الفكرية، فالعنف والإرهاب لا يمكن أبدا أن يكونا أكثر قوة وتأثيرا من الحجج الفكرية، خاصة إذا كان أصحاب القضية يقفون بجانب ما يعتقدونه حقا تم المساس به من قبل آخرين.
إن هذه الجريمة العنيفة التي تمت بدم بارد في مواجهة أصحاب القلم والكلمة بصحيفة "شارلي إبيدو"، ليست حالة فردية ومعزولة، فهي إمتداد لكل ممارسات الإسلام السياسي والغلو والتطرف الديني، بدءاً بإنتهاك الحريات العامة والشخصية ومصادرة الديمقراطية وإقامة الدولة الدينية على أسنة الرماح وفوهات البنادق في السودان، ولا تقل بشاعة كذلك عن جرائم التعذيب والإغتصاب والقتل وفظاعات بيوت الأشباح وأقبية وسجون نظام الجبهة الإسلامية القومية وسياسات الإبادة الجماعية في إقليم دار فور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، وما يمارسه زبانية النظام من عنف غير مسبوق في مواجهة الطلاب والشباب والنساء.
كما لا تقل بشاعة عن جرائم داعش وجبهة النصرة والقاعدة وبوكو حرام وجماعة أبو سياف، وما يحدث في العراق وسوريا واليمن ومصر والصومال ومالي والجزائر وإفريقيا الوسطى وتونس وليبيا والسودان ونيجيريا والفلبين وأفغانستان والكاميرون، وما حدث في كينيا وتنزانيا وأوغندا وبريطانيا وأسبانيا وأمريكا، كل هذا العنف والإرهاب والتطرف الذي شمل معظم دول العالم، قاسمه المشترك هو الإسلام السياسي الأمر الذي سوف يؤدي إلى ردات فعل تراكمية تغذي التطرف المضاد ليغرق العالم كله في عنف شامل قد يقضي على الحضارة البشرية برمتها.
إننا في الجبهة السودانية للتغيير ندين ونشجب الإعتداء الغاشم والجريمة النكراء التي حدثت بفرنسا بلا تحفظ، إلا أن الإدانات العاطفية وحدها لا تكفي، فقد آن الأوان لمحاربة التطرف والغلو الديني والإسلام السياسي، وذلك بعمل جبهة قطرية وإقليمية وعالمية واسعة، واعتبار المعركة ضد التطرف والغلو والإرهاب معركة الإنسانية كلها، لأن الأمن والسلام والرخاء والتقدم لا يتحقق ولا يستقيم دون هزيمة هذه التنظيمات الإرهابية، وهزيمة الأنظمة في الدول الحاضنة والراعية والممولة لها. عزاؤنا الحار لأسر وأصدقاء صحافيين "شارلي إبيدو" وكل شهداء وضحايا الإرهاب والتطرف في العالم.
الجبهة السودانية للتغيير
|
|
|
|
|
|