|
نداء السودان محطة أعلانات المعارضة .... العرض لازال مستمر
|
تقرير / منى البشير اضافت المعارضة السودانية مادة اعلانية جديدة للبث من خلال المحطة التى ترعاها منذ وقت طويل وأسمت المادة هذة المرة (نداء السودان) وقعت عليه قوى الأجماع الوطنى وحزب الأمة ومنظمات المجتمع المدنى ، مثل كل السودانيين كنت اتمنى ان تنجح المعارضة منذ البداية فى تنفيذ ولو بند واحد من بنود اعلاناتها الكثيرة والتى دلقت فيها حبرا كثيرا واستخدمت اوراقا اكثر ، ولكن عودتنا المعارضة وبعض الموقعين ان كل اعلان معارض تعقبه هرولة للمصالحة مع الحكومة وبالتالى (يبل الشعب السودانى الاعلان ويشرب مويتو) ليبلع بها الهزيمة وخيبات الأمل . بحسب مراقبين فأن (نداء السودان) لايختلف عن غيره من مواثيق سابقة وقعتها المعارضة فى بحرى والخرطوم وكمبالا واديس ابابا اختلفت المسميات والمضمون واحد ، لكن عيب المعارضة انها تظن ان ذاكرة المواطن ذاكرة سمكة تنسى اعلاناتها الكثيرة السابقة ليسوق لها اعلان جديد بذات المضامين القديمة . تاسس أعلان نداء السودان الجديد على بناء دولة المواطنة والديمقراطية وقد وقع فيه مني اركو مناوي عن الجبهة الثورية والامام الصادق المهدي عن حزب الامة وفاروق ابوعيسى عن قوى الاجماع الوطني ودكتور امين مكي مدني عن منظمات المجتمع المدني واتفقت القوى السياسية الموقعه على النداء على العمل من اجل تفكيك نظام دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن والمواطنه المتساوية عبر النضال الجماهيري اليومي وصولا للانتفاضة الشعبية واضعين قاعدة صلبة تنطلق منها مسارات تامين الحقوق للشعب السوداني في التحرر من الشمولية والعنف والافقار نحو ديمقراطية راسخة وسلام عادل وتنمية متوازنه .
تعهد للشعب السودانى بحسب تقارير صحفية فقد تعهدت القوى الموقعه على اولوية انهاء الحروب والنزاعات وبناء السلام على اساس عادل وشامل بجانب الالتزام بالحل الشامل بوقف العدائيات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وحل المليشيات الحكومية وحماية المدنيين من القصف الجوي والقتل والتشريد بالاضافة الى ايلاء الازمات الانسانية الاولوية القصوى والتاكيد على خصوصية قضايا المناطق المتاثرة بالحروب (المواطنة المتساوية , الحكم اللامركزي , الحدود, الارض توزيع الموارد والسلطة , المحاسبة والعدالة , العدالة الانتقالية , التعويضات الفردية والجماعية )واهمية وضع معالجات لها ضمن ترتيبات الحل الشامل . واقر المجتمعون ضرورة مخاطبة المجتمع الدولي والمنظمات الاقليمية المعنية بقضايا الحروب والاوضاع الانسانية والعمل من اجل تنفيذ قراراتها ذات الصلة خاصة القرار مجلس السلم والامن الافريقي بالرقم 456. واكدت الوثيقة على الغاء كافة القوانين والتشريعات المقيدة للحريات وان تطلق الحريات وفق القانون الدولي الانساني ووصفت الوثيقة العملية الانتخابية التى اعلنتها الحكومة بانها عملية شكلية يريد ان يزيف بها الارادة الوطنية واكتساب شرعية لا يمتلكها وعلية نعلن مقاطعة الانتخابات المعلنه والعمل المشترك على تحويلها الى عمل جماهيري مقاوم بعزلها كليا وبرفض ما يترتب عليها بحسب الوثيقة التى اقرت تشكيل حكومة انتقالية قومية للاضلاع بمهام الفترة الانتقالية وتنفيذ برنامج عمل متفق عليه وعقد مؤتمر دستوري جامع في نهاية الفترة الانتقالية وكتابة الدستور الدائم . بحسب مراقبين فان الاعلان عاليه يفتقد لحلقة مهمة جدا هى التوقيت الزمنى فالمعارضة لم تحدد سقفا زمنيا لأنجاز البنود التى اوردتها فى وثيقة نداء السودان وهذا هو القاسم المشترك الاقوى بين اعلان السودان والاعلانات السابقة ، اذا ان ترك الباب الزمنى مفتوحا على مصراعيه يجعل المعارضة مستمتعة باطالة العرض حتى ان احد ظرفاء الفيس بوك اسماها (معارضة سمحة المهلة ) فى اشارة الى عدم اسراعها فى تنفيذ ماتوقعه وما تتفق عليه ، وبالتالى المعارضة فى نظر الشعب السودانى ليست سوى شخوص يسافرون ويلتقون ويتسامرون وفى منتصف السمر يوقعون اعلانا وكفى . نداء السودان اليوم يضع المعارضة ليس فى مواجهة الحكومة ولكن فى مواجهة الشعب السودانى ، فالمعارضة اليوم فى يدها ان تكون او لا تكون بالنسبة لهذا الشعب الذى تتحدث وتسافر وتتفسح فى العواصم الغربية والشرقية باسمه . السيد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة القومى احد الموقعين على الاعلان قال : لكي يتحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي الكامل ..اتفقنا على مظله محددة الاهداف, توجهها هيئه, هذه الهيئه ستكون قادرة على التنسيق ان شاءالله في كل التفاصيل , وكذلك اتفقنا على ان نكتب مذكرة واحدة تمثل رأي الشعب السوداني كله للسيد ثامبو أمبيكي بالصورة التي يمكن أن يقوم عليها حوار ممكن, وهذه ايضا سنوقعها أيضا ونرسلها اليه واعتقد ان الظروف كلها مواتيه لتحقيق مطالب الشعب السوداني المشروعه, وشكر المهدى اثيوبيا وقال : أنهم أتاحوا هذه الفرصه وهى ليست لدعم أي عمل عدائي , انما لدعم الشعب السوداني لكي يحقق السلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل, والسودان لعب نفس الدور مع الشعب الاثيوبي في الماضي وهي تبادل منافع من أجل الشعوب. انتقاد قابل الشارع السودانى اعلان نداء السودان ببرود واضح قد يصل حد الازدراء ، كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعى بالمداخلات المقللة من الاعلان ، والمتهكمة عليه ، لكن الملفت ان تقليل الاعلان جاء من رموز المعارضة نفسها انظر الى الاستاذ محمد ضياء الدين الناطق الرسمى باسم حزب البعث ، وعضو تحالف المعارضة يقول : أي وحدة لأية معارضة سياسية ﻻبد أن تتأسس على رؤية مشتركة تقوم علي الآتي ..برنامج حد أدنى واضح ومتفق عليه يمثل المرجعية السياسية لأطراف الاتفاق ، اﻻتفاق على آلية إنجاز التغيير ، اﻻتفاق على ضوابط تنظيمية وإدارية واضحة وملزمة لأطراف التوافق السياسي ، الإلتزام بتقاليد العمل الجبهوي واﻻنضباط السياسي والتنظيمي للخط المجاز. ويؤكد ضياء فى صفحته على الفيس بوك أن وحدة المعارضة الجبهوية في إطار برنامج الحد الأدنى تعتبر وسيلة وليست غاية، بالتالي فإن وحدة المعارضة ليست حاصل جمع القوى السياسية وغير السياسية تحت عنوان الوحدة بدون توافر الشروط الموضوعية لقيامها. وتساءل ضياء : ما الجديد فى اديس ابابا ماهي الإضافة النوعية التي تشكل رافعة جديدة للعمل المعارض عسكري أم مدني.؟ وخلص قائلا : بصراحة ﻻ جديد، إلا إذا إعتبرنا أن الجديد هو حاصل جمع المعارضات تحت عنوان جديد دون أن تتوفر فيه مقومات الوحدة الحقيقية والعملية في ميدان المنازلة الشعبية في الشارع ولا في سوح القتال، والأيام القليلة المقبلة سوف توضح ذلك. واضاف : بدون عمل جاد في الشارع هدفه وغايته إسقاط النظام الدكتاتوري عبر الإرادة الحرة لشعبنا وقواه الوطنية الحية، وقطع الطريق أمام البدائل الزائفة لن يكون لما تم في أديس أو في باريس أو الخرطوم أي معنى حقيقي في تغيير الواقع وستتحول لمجرد توافقات فوقية ولقاءات للذكرى ﻻ أكثر . أما حزب المؤتمر الشعبى بقيادة الترابى فقد قلل من الاتفاق وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر، إن ما تقوم به المعارضة خارج البلاد شأن يخصها ولا يهم السودانيين، وأعلن رفض المؤتمر الشعبي لما أسماها بمحاولات الوصاية التي قال إن المجتمع الدولي يمارسها ضد السودان، واكد عمر ان الإعلان في مقدمته هو أقرب للسرد التاريخي ويتكلم عن قضايا إنسانية وعن حروب ونزاعات وعن قضايا المعيشة وعن سيادة حكم القانون وهذه أبجديات موجودة في كل أدبيات المعارضة ، والاعتراض الأساسي في قضايا الحوار والحل السياسي فنحن لم نشعر أصلاً أن هنالك أملا أو رجاءً في هذه القوى المُوقعة عليه أن تنضمّ لمسيرة الحوار. وقال فى حوار مع الراى العام : نحن كانت لدينا تجربة وحاولنا في لجنة (7+7) أن نلتقي بقوى الإجماع الوطني فرفضوا لقاءنا تماماً وكا ننتظر أن يهيئ لنا أمبيكي لقاءً مع الجبهة الثورية في أديس لكن هناك جهات نعرفها عرقلت هذا اللقاء، وواضح أنه أصبح هناك معسكران الآن.. والمعسكر المُوقع على هذا الإعلان هو أقرب إلى معسكر اليسار. ونحن ما كنا نريد هذا الاصطفاف بين يساريّين وإسلاميّين ولكن هذا النداء قنَّن فكرة الإصطفاف الأيدلوجي وأصبحت هناك مجموعة أقرب لليسار وتتكلم بشكل واضح عن فصل الدِّين عن الدولة.. ردود فعل الحكومة السودانية قابلت نداء السودان باجراءات احترازية لجهة علمها بمستوى المعارضة ، ورفضت الحكومة اعلان نداء السودان ، ووصفه البروفسير ابراهيم غندورنائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد الرئيس ، بأنه "حلف غير مقدس" مصيره الرفض والركل من السودانيين . وصوب نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن إنتقادات لاذعة لاتفاق المعارضة وأعلن حملة تصعيدية شرسة في مواجهة موقعي الاتفاق، وأمر ولاة الولايات بفتح معسكرات الدفاع الشعبي وإعلان التعبئة والاستنفار، واصفا النداء بأنه (خيانة للوطن) وهاجم حسبو اثناء مخاطبته احتفالات الدفاع الشعبي الخميس المنصرم اتفاق(نداء السودان)، ووصفه بأنه وثيقة لـ (خيانة السودان) ، فيما استخف وزير الدولة بوزارة الدفاع الفريق يحيى محمد خير بوثيقة نداء السودان وقال مخاطباً قوى المعارضة التي وقعتها (انتو اعملو التجمعات والنداءات ونحن كل يوم نعمل لواء) . من جانبه قال القيادي بالحزب عبد الملك البرير، إن "نداء السودان" يهدف لتلقي الجبهة الثورية والمعارضة الأموال من الخارج، وأضاف "المعارضون أصبحوا لعبة في أيدي الدول الغربية" ولوحت الحكومة بإخضاع المهدي وابو عيسى للمساءلة القانونية حسب القانون الجنائى للبلاد ، وقال أمين الأمانة العدلية بالمؤتمر الوطني الفاضل حاج سليمان، إن نداء السودان الموقع بين الجبهة الثورية والصادق المهدي وتحالف المعارضة، لا يقوم على رؤية أو هدف يحقق المصلحة الوطنية. وقطع حاج سليمان بأن المهدي وأبوعيسى سيخضعان للمساءلة القانونية. ، وقال حاج سليمان للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن اتفاق المعارضة والحركات المسلحة هو محاولة لإظهار الوجود ولفت الانتباه، مضيفاً أن الإعلان وراؤه عمل خارجي تتبناه دول تعمل ضد مصلحة السودان. المعارضة رفضت تهديدات الحزب الحاكم وقال رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى لـ"سودان تربيون" بعد وصول وفد قوى المعارضة الخرطوم قادما من أديس أبابا، مساء الجمعة، إنهم جاهزون لأية إجراءات قانونية تتخذها الحكومة. وتابع "سنترافع عن موقفنا في ساحات المحاكم لنبين للناس أن (نداء السودان) عزز وحدة الوطن لأنه ضم المنطقتين ودارفور وكل أنحاء البلاد". وأكد أبوعيسى أن الاتفاق الذي وقعته قوى المعارضة "سيعيد هيكلة الوطن عبر مؤتمر دستوري". وزاد "توافقنا على ذهاب دولة الحزب الواحد وقيام دولة القانون وإيقاف الحرب.. وهذه هي لغة العصر".
|
|
|
|
|
|