كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي في مؤتمر المهجريين بالحزب

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 10:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-03-2014, 09:51 AM

الإمام الصادق المهدي
<aالإمام الصادق المهدي
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 280

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي في مؤتمر المهجريين بالحزب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حزب الأمة القومي
    الأمانة العامة- دائرة سودان المهجر
    المؤتمر الرابع للدائرة تحت شعار:
    (مهجر رائد لبناء وطن متحد)
    النادي العائلي الخرطوم في يوم الجمعة 1 أغسطس 2014م

    كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي
    أخي الرئيس
    أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي،
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد-
    أزف لكم التهنئة بالعيد وأرحب بكم في عاصمة الوطن وفي النادي العائلي الذي يستضيف مؤتمركم اليوم.
    وأخاطبكم كالعادة في نقاط محددة:
    أولاً: مسيرتنا التنظيمية: كان المؤتمر السابع تمريناً ديمقراطياً جيداً وانتهى بإجماع أعضائه على مخرجاته. ولكن شخصاً واحداً كان غائباً لدى عودته استقطب بعض الأعضاء الذين حضروا المؤتمر وحضروا الهيئة المركزية التي أعقبته أثار مسألة زيادة عضوية الهيئة المركزية عن 15% من عضوية المؤتمر، وهي زيادة طالب بها بعض الذين طعنوا فيها وهي لا تخالف الدستور الذي في ظله عقد المؤتمر والذي ينص على ألا تقل عضوية الهيئة عن 15% من عضوية المؤتمر، هذا الطعن غير المبرر أدى لتكوين ما سمى نفسه بالتيار العام والذي عاد معظم أعضائه إلى حزبهم وبعضهم التحق بالمؤتمر الوطني ويرجى أن تراجع القلة الباقية نفسها لا سيما بعد أن قدمت طعناً لدى مجلس الأحزاب ورُفض.
    الجماعة التي كونت لنفسها حزباً سياسياً باسم الإصلاح والتجديد بالتعاون مع المؤتمر الوطني في عام 2002م جماعة كانت مكلفة بالحوار مع المؤتمر الوطني وقدمت النتيجة لأجهزة الحزب، وقررت الأجهزة بالإجماع بحضورهم مواصلة الحوار لتحقيق نتائج أفضل ولكن لا مشاركة مع النظام إلا وفق حكومة قومية أو انتخابات حرة نزيهة، صدر القرار في فبراير 2001م ولكن جماعة منهم من وراء ظهر الحزب تعاونت مع المؤتمر الوطني ودعت لمؤتمر عشوائي بموجبه قرروا مشاركة حكومة نظام الإنقاذ، ولكنهم منذئذ تفرقوا أيدي سبأ بعضهم التحق بالمؤتمر الوطني وبعضهم عاد لحزبه والآخرون كونوا لأنفسهم أحزاب أمة بصفات مختلفة كل صفات أمة كذا وكذا هي شظايا من تلك الجماعة، الجماعة التي بقيت بعد هذا التشظي كونت حزيباً ودون أي إجراء جماعي حلت نفسها وتقدمت لحزب الأمة القومي تريد الالتحاق به فرحبنا بهم وكونت لجنة مشتركة لاستيعابهم، ولكن رئيسهم رفض قرار اللجنة المشتركة مشترطاً اتخاذ إجراءات استثنائية لاستيعابهم. رفض حزبنا هذه الشروط فعاد من عاد لحزبه وبقي آخرون خارج الحزب.
    منذئذٍ خلق رئيسهم مركز تآمر على الحزب منصرفاً عن العمل السياسي والوطني مركزاً على وظيفة واحدة هي إثارة الزوابع لقيادة حزب الأمة من خارجه، معتقداً أن ذلك هو السبيل الأنجع لإقناع القيادة، والفكرة أن أحل أجهزة الأمة وأعمل حاجة "سلك براني" على أساس الاستيعاب يكون بطريقة استثنائية باستخدام صلاحيات متوهمة، وأنا ليس لدي هذه الصلاحيات ولكن المهم أن استخدم هذه الصلاحيات المتوهمة، تتجاوز الضوابط المؤسسية لتحقيق مطالبه غير المشروعة والخارقة للمؤسسية والديمقراطية.
    ومنذ بداية عام 2014م قررت أجهزت حزبنا الدعوة للهيئة المركزية وتقرر أن تدعى في مايو من نفس العام، وتكونت لجنة عليا للدعوة للهيئة المركزية التي وجهها رئيسها، كل أجهزة الحزب شاركت في اللجنة العليا وعقد اجتماع الهيئة المركزية في مايو 2014م. الأمين العام السابق لأسباب رآها قاطع اجتماع الهيئة التي اختارته، وقبل اجتماعها بيومين اجتمع بي مؤكداً التزامه برئاستي والتضحية من أجلي وغيرها من عبارات الوفاء، قلت له يا أخي الأمر أهون من ذلك عليك أن تحترم الهيئة التي اختارتك وتحضر وتخاطبها موضحاً أنك لم تستطع تكوين أمانة عامة وفاقية وتذكر العوائق وتطلب أن تمنح الثقة لمواصلة عملك أو اختيار شخص آخر.
    قال إنه سوف يفكر في هذه النصيحة، ولكنه رفضها ما أدى إلى إجماع الهيئة المركزية، حتى الذين كانوا يؤيدونه، على إعفائه وانتخاب الأمينة الجديدة الأستاذة سارة نقد الله.
    أذكر هذه الحقائق لأؤكد أن كل الذين خالفوا الجماعة لم يُظلموا بل ظلموا وصدقوني لا يستطيع أحد أن يغالط في أن كل القرارات كانت ديمقراطية ومؤسسية وهم لأسباب رأوها فعلوا ما فعلوا، هداهم الله سواء السبيل.
    كان اجتماع الهيئة المركزية رائعاً وانتهى إلى قراراته بالإجماع بصورة أدهشتنا جميعاً نحن أنفسنا مع أن التوقعات كانت خطيرة جداً لعل التفسير الأقرب للصواب هو قوله تعالى: (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)[1] أو بالتعبير السوداني: النية زاملة سيدها.
    أمامنا الآن لتكملة الهيكل التنظيمي تكوين أمانة عامة وفاقية تركز عليها السيدة الأمينة حالياً وانتخاب رئيس للمكتب السياسي يرجى أن يكون بالتراضي ولكن إذا استحال فسوف يكون بالانتخاب المفتوح. وأكثر المهام للأمانة العامة أهمية الإسراع بعقد المؤتمرات الفئوية والقاعدية التي سوف تكون قمتها المؤتمر العام، وكما هو معلوم هنالك قواعد هم: الطلاب، والشباب، والمرأة، والفئات، والمهجر مفوضون لاختيار قيادتهم التي سوف تعينها الأمينة مساعدة لها، يرجى أن يعقدوا مؤتمراتهم وأن تعقد المؤتمرات الولائية التي سوف ترفد المؤتمر العام الثامن، وقبل المؤتمر العام الثامن سوف تنظم ورشة للنظر في أية مراجعات مطلوبة في الدستور والبرنامج.
    ثانياً: أرجو أن يوفق مؤتمركم لقيام عضويته بالمهام العشر الآتية:
    - تقديم مقترحات إن وجدت للبرنامج وأية تعديلات في الدستور مشاركة في الورشة المذكورة.
    - رؤية حول مشاركتكم في القرار السياسي.
    - مقترحات حول علاقاتنا بالدول المستضيفة لكم.
    - مقترحات حول عمل استثماري للحزب.
    - مقترحات حول ما يمكن عمله للبقعة الجديدة والمقبرة النموذجية.
    - بحث مشاكل سودان المهجر وما يرجى أن يساهم فيه حزبنا.
    - الاهتمام بالاستفادة من أجهزة الإعلام في الخارج.
    - تكوين مركز لإعلام المهجريين وإصدار جريدة الكترونية والتصدي للمناقشات عبر أجهزة التواصل الاجتماعي للقيام بدور تنويري ودور دفاعي، هنالك ناس يتكلمون وليس لديهم معرفة وغير متابعين فيرجى أن ينورهم هذا المجهود.
    - تزويدنا بقائمة بكل الأشخاص المؤهلين في الخارج لا سيما المنتمين للحزب وعناوينهم ووظائفهم.
    - الاستفادة من أدبياتنا الفكرية لاستمالة الآخرين لا سيما في مناخ التصحر الفكري الحالي والاستقطاب السياسي لصالح الأجندة الوطنية.
    الآن كما تعلمون السودان فيه كثير من المناطق غرقت بسبب السيول والأمطار وهناك كثير من الخراب حصل، أرجو قبل أن تسافروا أن تكونوا مجموعة تزوروا هذه المناطق وتبحثوا ماذا تعلمون لمساعدتهم، وعن طريق الأجهزة في البلدان التي تستضيفكم كيفية خطاب الجهات الخيرية والجهات الإنسانية للمساعدة في هذا الموضوع، واعتقد أن من المهم جداً وقد انعقد هذا المؤتمر في هذه المناسبة ألا تتركوا هذا الموضوع دون الاهتمام والمتابعة وتقديم شيء للناس واستنهاض الجهات المعنية للمساعدة، وأعتقد أنه من المهم جداً ان تفكروا في تكوين جمعية طوعية للأغراض الإنسانية تكون فيها تعاون ما بينكم وبين هيئة شئون الأنصار وتكون قادرة على أن تكون دائماً مستعدة في هذه الظروف، أظنكم تعلمون أن في عام 88م كنا دعونا لمؤتمر دولي وفي ذلك الوقت الدنيا لبت دعوتنا وأتى البنك الدولي وانعقد المؤتمر ووضع برنامجا، هذا البرنامج كان ممكن أن يؤمن السودان ضد كل هذه الكوارث بالنسبة للمجاري المختلفة وبالنسبة لحماية للمدن.. الخ، وكان المبلغ الذي تم تخصيصه حوالي نصف مليار دولار وكانت الفكرة أن هذا سيعمل حماية للسودان للمدن الكبيرة والمناطق المختلفة من آثار الأمطار والسيول مستقبلاً، ولكن هذا جزء من الأشياء التي أطيح بها مع الديمقراطية، طبعاً هؤلاء الجماعة جاءوا منذ البداية مركبين شارات وإشارات عزلتهم ولذلك هذه الفكرة راحت وغيرها، مثلاً كانت لدينا فكرة مهمة جداً وهي الاتفاق مع اليابان لعمل مهم جداً في السودان مفاده أن يأتوا بوفد فني يعمل مسح لكل إمكانات السودان وبعدها نجري شراكة نحن وهم تشمل كل شيء هذا كانت فكرة مهمة جداً وكبيرة جداً، وحينما جئنا راجعين قدمت تنويراً لمجلس الوزراء حولها، وعندما وقع الانقلاب بعد ذلك قال لي المرحوم عمر نور الدائم هذا هو سبب الانقلاب، قلت له لماذا يا عمر، قال لي السبب أن هذا العمل سينقل المستقبل الاستراتيجي للسودان للشرق والجماعة الآخرون لا يرضون بهذا، على كل حال كان هذا هو تفسيره هو أن الانقلاب سببه الحيلولة دون هذه العلاقة الإستراتيجية مع اليابان، الله أعلم ولكن المهم هذا أيضاً من الأشياء التي راحت ومنها كباري وأشياء من هذا النوع متفق عليها مع اليابان طبعاً في النهاية بنوا بعض الكباري مثل كبري النيل الأبيض الجديد، ولكن هذه بنوها بأنه باعوا الأراضي وعملوا أشياء غلط مثل الإنسان الذي يأكل من رأس ماله، هذا كان غلط ولكن اليابان كانت ستعمل كبري بستة قنوات ثلاث ماشي وثلاث راجع، هذه كلها جزء من الأشياء التي أكلها "الدودو".
    إن لسودان المهجر أهمية خاصة في المصير الوطني بل يمثل عرقاً حياً للسودان وطوق نجاة لكثير من أهله وإذا استقام أمر السودان العاثر حالياً فإن له دوراً تنموياً فريداً. مثلما كان في الطرفة التي تقول: جاء أحد الأجانب هنا متنكراً يسأل أحد الناس مرتبك كم وصرفك كم؟ ووجد هناك فرق بين المرتب والصرف كبير جداً ويسأل كيف تستطيع أن تغطي الفرق ما بين المرتب الصغير هذا والصرف الكبير، فيقول له: الله كريم، فظن أن "الله كريم" هذه جمعية فقال والله توجد جمعية اسمها الله كريم في السودان يعتمد عليها الناس، وطبعا الفرق جاء من تحويلاتكم للأهل وهذا السبب الذي عمل النجدة.
    طبعاً السودان العاثر الآن سودان طارد، حوالي 90% من الناس الذين خرجوا وهم 11 مليون الذين ذكرهم الأخ بشرى والسيدة سارة، تقريباً 90% منهم في "العهد المبارك هذا"، وطبعاً أسمي الأشياء بالأضداد لأن الفكرة ذاتها أسمت نفسها "إنقاذ" فصار الاسم "إنقاذ" لكن الفعل "إجهاض"، "إجهاز"، يعني ممكن نجد له كثير من هذه العبارات. السودان الآن طارد والسودان الآن دامٍ ينزف والنزيف لم يعد بين حركات ودولة فقط، بل تحول الآن إلى تمدد بين القبائل هناك الآن أكثر من عشرة جبهات اقتتال في داخل القبائل، يعني الحقيقة نحن الآن في حالة صعبة ومثلما انتم ترون من ناحية العنف ولأن كثيرا من الأشياء صارت معتادة في بعض المدن كنيالا وغيرها انتقلت الآن إلى العاصمة وفيها ما فيها للأسف من تصفية حسابات واغتيالات شخصية وعنف جديد على السودان لم يكن موجوداً.
    أقول: إذا استقام أمر السودان العاثر حالياً فإن لسودان المهجر دوراً تنموياً فريداً فنحن نقدر الأموال السودانية الموجودة في الخارج بمبالغ كبيرة جداً وكنت قدرتها ب 60 مليار دولار، لكن على أي حال مهما تفاوتت الأرقام هي مبالغ كبيرة جداً، كثير جداً من الناس يقولون للحكومة أنتم غير قادرين أن تقنعوا السودانيين أن يستثمروا في السودان، فكيف تريدوننا أن نستثمر في السودان؟
    ثالثاً: المسيرة الفكرية: الدعوة المهدية تمثل خلفيتنا الفكرية، وقد كانت أول مراجعة في الفكر المهدوي هي التي قام بها الإمام المهدي فنقل الفكرة من شخص غاب قبل 14 قرن وسيعود مهدياً أو شخص يأتي آخر الزمان، إلى وظيفة إحياء الدين، ويلغي إلزامية اجتهادات البشر، ويفصل بين الثوابت في العقائد والشعائر، والمتحركات في المعاملات باعتبار أن شأن هذه هو الحركة المستمرة على قاعدة "لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال". وطبعاً لازم الجندر يدخل رجال ونساء. الموقف الفقهي الصحيح في فهم الدين هو معرفة الواجب اجتهاداً والإحاطة بالواقع والتزاوج بينهما، وهذا كلام قاله ابن القيم، وكلاهما أي الواقع والاجتهاد متحركان، فالاجتهاد متحرك والواقع متحرك. المراجعة الثانية هي التي أجراها الإمام عبد الرحمن وبموجبها نستصحب العصر الحديث، لا نكفر من خالفنا، ونعيد تأويل مفهوم الجهاد ومفهوم الزهد، قال الإمام عبد الرحمن الزهد في الدنيا لا بمعنى مقاطعتها بل أن تجعلها في يدك لا في قلبك، كثير من الناس يقول إن الأنصار فقراء لأنهم يدعون في الراتب: "ولا تجعل في قلوبنا ركوناً لشيء من الدنيا يا أرحم الراحمين" ولئلا يفلسوا فإنهم لا يقولونها، ولكنه قال إننا نهتم بالدنيا ولكننا فقط لا نضعها في قلبنا لكيلا تسيطر علينا بل نضعها في يدنا لكي نسيطر عليها، وحول الجهاد جعل الهيكل الجديد لمفهوم الجهاد واسع تهذيباً للنفس وجهاداً بالكلمة وبالمال وبالفكر ولا يصير قتالاً إلا دفاعاً عن النفس. والمراجعة الراهنة تقوم على المقاصد وهي التي نقوم بها الآن في تفسير القرآن، وعلى الإنسانية في بيان السيرة النبوية، وعلى التخلي عن الفقه الصوري الذي يقوم على فقط القياس والإجماع لفقه يستخدم العقل، والمنفعة، والتجربة، والمقاصد، والإلهام، والسياسة الشرعية. مراجعة تستصحب ما في الفكر اللبرالي، والقومي، والأفريقي، والاشتراكي، والعولمة من حقائق ومنافع على نحو ما شرحنا في الأدبيات الفكرية. مثلاً كتبي: نحو مرجعية إسلامية متجددة، ونحو ثورة ثقافية، وجدلية الأصل والعصر، وأيها الجيل، وهلم جراً. وطبعاً هناك غيري ممن كتبوا مثل الكتاب الذي كتبه الأمير عبد المحمود أبو حول الحوار وغيره لدينا آخرون أي عندنا مكتبة كاملة ترفد هذا العمل.
    هذه النظرة المتطورة مكنتنا من المساهمة في بناء جسور بين أطراف الاستقطابات الفكرية الحادة التي توشك أن تمزق عوالمنا العربية الأفريقية الإسلامية. وهذا يعني ضرورة الاجتهاد واليقظة والتجدد، فالتجدد قضية مهمة جداً مثلما قال العقاد:
    ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجا و في كل يوم ذو الجهالة يلحد
    دعينا كممثلين لحزب الأمة إلى ملتقى نظمه مركز القدس للدراسات السياسية وحضر الدعوة كل الطيف الفكري السياسي في المنطقة من أقصى حزب النور في اليمين إلى أقصى الحزب الشيوعي في اليسار وكان لطرحنا قبولاً عاماً، هذه المدرسة الفكرية يرجى أن نلم بحقائقها وبأدبياتها وأن نساهم بها في احتواء المواجهات الإسلامية العلمانية وهي في مصر حادة جداً، والملية بين المسلمين والأديان الأخرى، والقومية بين قوميات الأكثرية والمجموعات القومية الأخرى، والسنية والشيعية، وداخل نطاق السنة بين السلفية والأخوانية، والفجوة الاجتماعية بين قلة ثرية وكثرة فقيرة. هذه التقاطعات إذا لم تجد هندسة فكرية توجب مراجعات لتحقيق درجة أعلى من الوفاق فإنها سوف تشعل المنطقة في فوضى تفسح المجال لتمدد أجندات الغلاة والغزاة. يستغرب الناس أن أجندات الغلاة صارت كثيرة جدا الآن، هذه الأجندات حقيقة متمددة لأن هناك قضايا موجودة ولا تجد حلاً فدائما عندما تكون هناك قضايا ولا توجد لها حلول تجد هذه الأشياء الغريبة وتقدم مرافعات خاطئة عن قضية حقيقة، كل هؤلاء لديهم قضايا حقيقية لكنهم يقدموا مرافعة غلط وقضايا صحيحة "بلد ما فيها تمساح يقدل فيها الورل".
    إن ما يحدث في منطقتنا ذات الموقع المهم في العالم يمكن أن يدفع بالعالم كله للاقتتال، إن ما يحدث اليوم في غزة إذ يظهر عجزاً عربياً إنما ينخر في شرعية النظم العربية، كما أنه إذ يستفز المشاعر الشعبية سوف يفتح أوسع أبواب التجنيد للغلاة. في 2004 عندما كان سيعاد انتخاب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، قال سير مايكل روبرت وهو السفير البريطاني في ايطاليا قال أكثر الناس سرورا بفوزه ستكون القاعدة لأنه هو أنشط وأكثر صول تجنيد بكفاءة لديهم لأنه في الطرف الآخر، ومثلما يقول الناس حقيقة الأضداد أنداد. قال الجنرال الأمريكي مايكل فلين: نحن مهتمون بالقضاء على حماس، ولكن إذا بقيت المظالم كما هي فسوف تأتي حركات أكثر تشدداً، ومع استمرار المظالم اغتالت إسرائيل عباس الموسوي زعيم حزب الله فجاء من هو أكفأ منه: حسن نصر الله، واغتالت أحمد الجعبري فخلفه من هو أكفأ منه: محمد ضيف، وهو الذي رفع بقيادته لكتائب القسام رفع مستوى أداء التصدي في غزة في الحرب الحالية، بقدر فداحة الظلم تكون ردود الفعل وفي النهاية لا سلام بلا عدالة. سلام على غزة وأهلها في الصامدين، وللشهداء الرحمة وللجرحى عاجل الشفاء إن شاء الله.
    رابعاً: المسيرة السياسية: منذ نداء الوطن في عام 2000م تخلينا عن إطاحة النظام الراهن بالقوة والسبب الأهم هو أن ذلك النهج يتطلب الاستعانة بدولة أو دول أخرى دعمها مرتبط بمصالحها، والسبب الثاني هو أن العمل المسلح يقفل الباب أمام العمل السياسي والمدني فإذا أتيح هامش حرية في الداخل يفضل الأخير. منذ عام2000م كنا نعمل بأجندة الجهاد المدني ولكن عطل نتائجها أنها تزامنت مع مباركة الأسرة الدولية لمعادلة سلام في السودان أدت في النهاية لاتفاقية السلام في عام 2005م. عملية السلام ثم اتفاقية السلام ألحقت الحركة الشعبية بالنظام ومنحته مباركة دولية استمرت حتى عام 2011م، كما أن استغلال إيرادات البترول أخرج النظام من الضائقة المالية التي صحبته في العشر سنين الأولى من عمره.
    انقطاع موارد بترول الجنوب منذ عام 2011م، واندلاع حرب جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق منذ عام 2011م بسبب عدم الوفاء باستحقاقات اتفاقية السلام، واستمرار الحرب الأهلية في دارفور 12 عاماَ بسبب عدم موافقة النظام على استحقاقات السلام في محادثات أبوجا عام 2006م، وتراكم قرارات مجلس الأمن ضد النظام السوداني بسبب سياساته في دارفور عوامل جعلت النظام يواجه حصاراً أمنياً بسبب تعدد جبهات القتال، واقتصادياً بسبب ضعف الموارد، ودولياً بسبب قرارات مجلس الأمن والعقوبات الاقتصادية. هذه العوامل تفسر استجابة النظام لأجندة ظلت مطروحة منذ أكثر من عشرة أعوام.
    غلبنا حسن النية وتجاوبنا أكثر من غيرنا مع هذه الاستجابة لأنها انتقلت إلى ميداننا. وكان موقفنا من المتحفظين أننا سوف نحقق عبر الحوار الأجندة الوطنية وهي السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل وحينئذ سوف نخاطب المتحفظين على الحوار بثماره. ولكن النظام خذلنا وتصرف باستخفاف باستحقاقات الحوار، لذلك راجعنا الموقف لنؤكد أن الحل السياسي المنشود يتطلب ثلاث عوامل هي: الشمول بدل الانتقاء، والربط بعملية السلام، وتوافر استحقاقات الحريات العامة، غير ممكن أن نقول يوجد حوار والذين يقيمون بأمر الحوار ليس لهم حرية الرأي والكلام في القضايا المهمة، وقلنا إن قومية الحكم تتطلب تشريع قانون يحدد الأهداف والوسائل والإجراءات، وقومية السلام تتطلب تشريع قانون يتكون بموجبه مجلس قومي للسلام يحدد القانون تكوينه وصلاحياته.
    نحن ماضون في الدعوة لميثاق بعنوان: "التنوع المتحد" وعاملون على تأييد كل القوى السياسية المدنية والمسلحة لهذا الميثاق الذي سوف يحقق أهدافه بوسائل سياسية، والنظام أمامه أن يتجاوب مع هذه الاستحقاقات أو أن يرفضها ويتحول الحوار إلى عملية جمع شمل للمؤتمر الوطني والمنشقين منه، وترسيخاً لهذه الرجعة بعد الطلاق سوف يجرون انتخابات على سنة نظم الطغيان في الشرق الأوسط التي فيها الحزب الحاكم هو الخصم والحكم. الديمقراطية ليست مجرد صناديق بل وجود قيم: سلام وحرية وأجهزة دولة نزيهة أما إجراء انتخابات والحزب الحاكم مسلح بكل وسائل التمكين فمن شأنه تعميق الأزمات لا المساهمة في حلها.
    إذا حدث هذا فإنه لن يحل أزمات النظام بل سيخلق استقطاباً حاداً فيه يرجع النظام للمربع الأول مع اختلاف تام في الظروف، ومع بروز كل الدلائل على أن تجربة النظام المشهودة كانت فاشلة تماماً. صار الفساد في السودان بنيوياً وليس مسألة معزولة بياناته:
    - التمكين أدى لمعاملات بالمحسوبية لمؤيدي النظام فانعدمت النزاهة.
    - الأجر الصحيح هو الذي يكفل لصاحبه ما يغطي مصروفاته الضرورية ويناسب قيمة عمله في السوق اليوم، والفرق بين المرتبات والأجور خاصة في الخدمة المدنية كبير ما يفسد ذمة أصحاب الأجور والمرتبات.
    - المصالح والوزارات لا تستلم مخصصاتها كما في الميزانية ما يجعلهم يلجأون للتجنيب.
    - وغياب المساءلة يسمح باستمرار التجاوزات.
    كما صار العنف بنيوياً بياناته:
    - أسس النظام سلطانه على العنف.
    - كثرت الحركات المسلحة.
    - تسلحت القبائل وصارت تتبع أجندات قبلية.
    - صار كثيرون يأخذون القانون في أيديهم أو يمارسون انتقامات فردية.
    لذلك صارت التجربة السودانية مضرب المثل للفشل، بل حوكم الأخوان المسلمون في حكم مصر غالباً على أساس حيثيات التجربة السودانية. يقولون نحن غير مستعدين أن ننتظر إلى يفعلوا فينا ما فعل في السودان، هذا تكرر كثير جداً من الأخوة من غير الأخوان المسلمين في مصر.
    لا أعتقد أن العناصر الواعية في المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والإصلاح الآن ممكن أن تحاول تكرار تجربة فاشلة في ظروف موجبة أكثر للفشل، على آية حال على النظام اختيار الأجندة الوطنية أو العودة للمربع الأول وتحمل التعبات. أما نحن فمع اختيار الحل السياسي لا ندخل فيه إلا إذا توافرت استحقاقاته.
    خامساً: الاستقطاب الإقليمي والدولي: الموقف من الأخوان المسلمين أدى إلى جبهة تحتضنهم، تواجه جبهة تسعى لاجتثاثهم، هذا الاستقطاب يمكن أن يدفع كافة العناصر ذات المرجعية الأخوانية في السودان نحو معسكر الاحتضان، إذا حدث هذا فإنه يمكن أن ينقل الحرب الباردة الإقليمية إلى السودان مثلما هو الحال الآن في ليبيا.
    نحن أصحاب مرجعية إسلامية غير أخوانية بل تستصحب إيجابيات العلمانية ومع ذلك نعتقد أن هذا الاستقطاب سوف يدمر المنطقة لأنه لا سبيل لأية جهة أن تستأصل الأخرى، إذا استحال الاستئصال فالنتيجة التدمير المتبادل.
    نحن الآن نخطط لمؤتمرات إقليمية ودولية في إطار أوسع من الحكومة لبحث ما ينبغي عمله في وجه هذا الاستقطاب الحاد الذي أطلق حرباً باردة وفي ليبيا صارت ساخنة.
    وأنتم باعتباركم في وجه العاصفة ماذا ترون؟ نريدكم أن تناقشوا هذا الموضوع، أرجو أن تهتموا بهذا الأمر وتساهموا بتوصيات مسببة لما ينبغي أن يكون عليه موقفنا فالحرب الباردة والساخنة سوف تعبر حدودنا، فماذا نعمل؟
    الاستقطاب الحالي في المنطقة لن يقف في حدود إقليمنا بل سوف يجر إليه الطيف الدولي. لذلك الموضوع خطير لازم أن يناقشه الناس لأن هذا الاستقطاب الحاد سيعبر الحدود وسيعبر أيضاً المنطقة إلى العالم.
    سادساً: أنتم مواطنون مؤهلون بمعارف وتجارب ثرية فأرجو أن تبحثوا وتصدروا توصيات حول الموقف السياسي والموقف الإقليمي.
    هذه المواضيع نريدكم أن تعملوا فيها رأيكم وعطائكم لأنها مواضيع خطيرة جداً، وسيأتي لنا موضوع الاستقطاب الداخلي والاستقطاب الإقليمي وغيرها من القضايا، كلها ستأتي لنا وانتم بصفتكم في وجه العاصفة لأنكم في الخارج والبلدان هذه كلها ستدخل في هذا الاستقطاب أرجو أن تدلوا فيها برأيكم:

    رَأْي الجَمَاعَةِ لا تَشْقى البِـلاد به رَغْمَ الخِلافِ وَرَأْي الفْردِ يُشْقِيهـا

    هذا وبالله التوفيق.

    ملحوظة: أعد الحبيب الإمام الصادق المهدي كلمة مكتوبة وأضاف عليها شفاهة، وقام المكتب الخاص للحبيب الإمام الصادق المهدي بإضافة ما قيل شفاهة على الأصل المكتوب.

    سورة الليل الآية (92)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de