|
العالم في مواجهة العنف ضد النساء(1-2)
|
الخرطوم:حسين سعد
بمشاركة أكثر من 120 دولة تشمل ممثلين حكوميين ومنظمات غير حكومية وشخصيات دينية وخبراء عسكريين وقانونيين وجمعيات خيرية وأفرادا من المجتمع المدني،اختتمت في العاصمة البريطانية لندن الجمعة الماضية الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي التي بحث علي مدي أربعة ايام العنف ضد النساء، وإصدار بروتوكول عالمي ضد العنف.وتعتبر هذه القمة التي عقدت تحت رعاية وزير الخارجية البريطاني،وليم هيغ والمبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،الممثلة انجلينا جولي.تعتبر أكبر اجتماع من نوعه تشارك فيها حكومات ومنظمات المجتمع المدني وخبراء المؤسسات القضائية إلى جانب وسائل الإعلام وضحايا هذه الجرائم البشعة.
ايقاظ الضمائر:
وشارك في المؤتمر العالمي الذي يهدف إلى (إيقاظ الضمائر) حول إنتشار هذه الآفة ومكافحة انعدام المحاسبة إضافة إلى إطلاق العنان لمبادرة تترجم أعمالا ملموسة على الأرض.حوالي(48) وزير خارجية، إضافة إلى عدد من الضحايا والشهود والفاعلين على الأرض على غرار الطبيب النسائي الكونغولي دنيس موكزيغي الذي يعالج نساء تعرضن للاغتصاب في جمهورية الكونغو الديمقراطية.وجاء المؤتمر تحت شعار (القمة الدولية لإنهاء العنف الجنسي في الصراعات)، وهي حملة مدتها عامان بدأها كل من وزير الخارجية البريطانى وليام هيغ وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا للاجئين الممثلة انجلينا جولي ، لنشر الوعي بهذه القضية، ومنذ ذلك الوقت صادقت 141 دولة على (إعلان الالتزام بإنهاء العنف الجنسي في الصراعات)
لا إفلات من العقاب :
وقال وزير الخارجية البريطانى وليام هيج الأربعاء الماضي في اليوم الثانى من قمة انهاء العنف الجنسى فى حالات الصراع ستشهد إطلاق أول بروتوكول دولى للتحقيق فى حالات الاغتصاب فى مناطق الحروب لتحقيق العدالة للناجين.ويهدف هذا البروتوكول الدولي الجديد إلى توحيد الأدلة اللازمة للقضية لعرضها أمام المحكمة، مما يؤدى إلى مزيد من الادانات فى قضايا الاغتصاب، ويقترح البروتوكول أيضا تحميل القادة المسؤولية قانونا عن سلوك جنودهم، وبالتالى يجعل من الصعب الافلات من عقوبة الاغتصاب. ويساعد البرتوكول على تعزيز الملاحقات القضائية بتهمة الاغتصاب أثناء النزاعات، ويشجع البلدان على تعزيز قوانينها المحلية بحيث تتم محاكمة المسؤولين عن العنف الجنسي سواء داخل أو خارج البلدان التي ارتكبوا فيها جرائمهم المروعة على حد سواء، وسيشمل أيضا إدخال القوانين التي تدعم أهداف وغايات للمحكمة الجنائية الدولية.ومن جانبها قالت وزيرة شؤون الجاليات فى بريطانيا البارونة سعيدة وارسى هذه القمة تعنينى ومهمة جدا لأنها تحدد خطوات عملية للقضاء على الاغتصاب بالحروب. بينما قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها الثلاثاء الماضي ان المؤتمر يهدف إلى انهاء ثقافة الإفلات من العقاب على ارتكاب العنف الجنسي في النزاعات، وذلك من خلال إطلاق بروتوكول دولي جديد يتضمن معايير دولية للتوثيق والتحقيق في العنف الجنسي في مناطق النزاعات وإمداد الناجين بالمزيد من المساعدة.وتعكس الأرقام الواقع المخيف فحسب الأمم المتحدة تغتصب 36 امرأة وفتاة يوميا في الكونغو الديمقراطية حيث يقدر عدد النساء اللاتي عانين من العنف الجنسي منذ 1998 بأكثر من 200 ألف. واغتصبت ما بين 250 و500 ألف امرأة أثناء الإبادة في رواندا عام 1994، وأكثر من 60 ألفا أثناء النزاع في سيراليون، و20 ألفا على الأقل في نزاع البوسنة في مطلع التسعينيات.
المحاسبة :
وفي نهاية المؤتمر وقّع رؤساء الوفود المشاركة ومن ضمنها المملكة على بيان القمة الختامي الذي أشار إلى عزم الدول على إنهاء استخدام الاغتصاب في الصراعات حول العالم، ويؤكد أن منعه في الصراع أمر حيوي لأجل السلام والأمن والتنمية المستدامة، ويشيد بكل من عملوا طوال سنوات عديدة وخصوصا ضحايا هذه الجرائم الذين أصبحوا مناصرين أقوياء للفت الانتباه لهذه القضية، ويؤكد وقوف الدول إلى جانبهم، وتوفير الدعم الذي يحتاجون، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم أو المسؤولين عنها بكافة السبل المتاحة، ويدعو كل شخص إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية للمطالبة بتغيير نظرة العالم لهذه الجرائم واستجابته لدى وقوعها ؛ لإنهاء واحدة من أكثر أنواع الجرائم ظلما في زمننا. ويرسل البيان رسائل مهمة من أهمها رسالته إلى ضحايا هذه الجرائم أن المجتمع الدولي لم ينسهم، وإلى مرتكبي هذه الجرائم البشعة أنهم لن يفروا من العقاب.
حماية النساء :
وفي كلمته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة الماضي، أمام القمة أنه قد حان الوقت لطرح هذه الجريمة في كتاب التاريخ الذي تنتمي إليه.وأضاف كيري أنه قد حان الوقت لنا في عصر نرى فيه ما يكفي من الفوضى، وفشلنا ما زلنا كدول، لصياغة مبدأ جديد يحمي النساء، والبنات، والرجال والأطفال، من جرائم لا يمكنهم البوح بها. ودعا كيري الحكومات، إلى إنهاء ثقاقة الإفلات من العقوبات في جرائم الاغتصاب بمناطق الحرب،وقال كيري إن هذا المؤتمر هو الأكبر من نوعه على مر التاريخ، على وشك أن يرغم العالم على وقف تجاهله،فهناك دور حقيقي وحيوي في هذا الصراع على الحكومات أن تقوم به.
وتضمن خطاب كيري رسالة إلى أولئك الذي يعتقدون أن العنف الجنسي في الحرب، أمر راسخ من الصعب محوه، بقوله: انظروا على ما تم عمله بالفعل بواسطة العالم المتحضر عندما تحرك ضميره، مشيراً إلى الجهود الدولية للتخلص من الأسلحة الكيماوية والنووية، كمثال على قدرة العالم على قدرة العالم على التغيير بعد اختبار الرعب الناجم عن الأعمال البشرية.
انجلينا وبيتر :
وفي الخرطوم نظمت السفارة البريطانية الاربعاءالماضي احتفالاً،بالقمة العالمية التي إحتضنتها مدينة الضباب خاطبها السفير البريطاني بيتر بمشاركة عدد من الناشطيين والناشطات السودانيين والمحاميين والصحفيين وغيرهم حيث كان هناك الدكتور فاروق محمد ابراهيم رئيس الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات والمهندس صديق يوسف رئيس اللجنة السوداني للتضامن مع اسر الشهداء والجرحي والمعتقليين والقانوني حافظ اسماعيل وعددا من القيادات في منظمات المجتمع المدني،والهبت فرقة عقد الجلاد حماس الحضور الذين تجاوبوا معها إغنياتها بالتصفيق والرقص. وخاطبت الممثلة المشهورة انجيلنا جولي المشاركين في الاحتفالية عبر خطاب متلفز ودعت الجميع الي العمل من اجل ايقاف العنف فورا،
وكانت انجلينا حضرت الي القمة في لندن بصحبة خطيبها براد بت، ألقت كلمة الافتتاح وقالت في كلمتها إنها أسطورة القول بأن الاغتصاب أمر محتم كجزء من الصراع ...ليس هناك أمر حتمي بهذا الشأن، إنها آلة الحرب المسلطة على المدنيين، ليس هناك ما يمكن فعله بموضوع الجنس، كل شي يمكن فعله بالقوة. بينما دعا السفير بيتر الخرطوم الي التوقيع علي المعاهدة وإعلان لندن.واوضح السفير ان الاولوية لبلاده في الوقت الحالي هي ايقاف الحرب في جنوب كردفان ودارفور والنيل الازرق.وشارك في الاحتفال الذي هو واحد من عشرات المناشط التي تقوم بها سفارات بريطانيا في العالم نشطاء ومهتمون بقضايا النزاع المسلح.وقالت تقارير اعلامية ان الخرطوم رفضت منح انجلينا تاشيرة دخول للسودان الذي تشهد مناطق واسعة نزاعات خاصة في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المئات من حالات الاغتصاب والعنف الجنسي من قبل المسلحين ضد النساء.
جرائم حرب:
وكان الدكتور بندر بن محمد العيبان رئيس هيئة حقوق الانسان رأس قد ترأس وفد المملكة العربية السعودية المشارك في مؤتمر القمة الدولي لمكافحة العنف.وأوضح الدكتور العيبان أن الهدف من المؤتمر هو تحسين التحقيقات وتوثيق حالات الاعتداءات على الأعراض في أوقات النزاع المسلّح ، وتقديم المزيد من الدعم والمساعدة والتعويض للناجين، وخاصة النساء والأطفال الناجين من ذلك ، وضمان الرد السريع والرادع، وتعزيز نظم الأمن والعدالة، والتعاون الاستراتيجي الدولي لمكافحة هذا النوع من الجرائم.وأكد خلال المؤتمر أن الشريعة الإسلامية تصدت لهذا النوع من الجرائم غير الإنسانية التي تنتهك كافة القيم الأخلاقية والقوانين الدولية والشرائع السماوية والقوانين الدولية.وأوضح أن مشاركة المملكة في هذه القمة تأتي انطلاقا من ثوابت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة بما فيها التدابير التشريعية لكفالة حقوق المرأة وحمايتها من العنف، وتعاون المجتمع الدولي لحماية المدنيين وخاصة في أوقات النزاعات المسلحة، مشددًا على ضرورة معاملة هذه الجرائم على أنها جرائم حرب وجرائم ترتكب ضد الإنسانية ، ومحاسبة ومعاقبة مرتكبيها نظرا لما تتعرض له النساء في مناطق النزاع من استغلال وانتهاك لكرامتهن.وأشار العيبان الي أن مايحدث في سوريا ومناطق النزاعات حول العالم من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وخاصة ماتتعرض له النساء من اغتصاب وهتك للأعراض كسلاح عقاب.وشدد العيبان على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي قرارات وأفعال حازمة حول هذه الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت، مؤكدا حرص المملكة العربية السعودية على التعاون مع المجتمع الدولي في هذا الإطار . لافتاً النظر إلى أن هؤلاء النساء يتحملن الآلام لحماية أنفسهن وشرفهن وكرامتهن، ويسجلن أروع الصفحات في تاريخ سجل النضال ضد الأنظمة الغاشمة وقوات الاحتلال،(يتبع)
|
|
|
|
|
|