|
سقوط الأقنعة وانهيار أكذوبة الحوار
|
التاريخ 20 مايو 2014
كشفت التطورات السياسية الاخيرة منذ إطلاق النار على طلاب جامعة الخرطوم واغتيال الشهيد علي ابكر في مارس 2013 ثم مهاجمة طلاب الداخليات و تشريدهم و اعتقال ثلاثة من النشطاء الطلابيين (معمر موسى، محمد صلاح، تاج السر جعفر) و الهجمة الامنية على الناشطين السياسيين في العمل السياسي و التي توجها النظام باعتقال الامام الصادق المهدي قبل عدة ايام اثر انتقاده لمليشيا قوات الدعم السريع، عن الوجه الحقيقي للنظام الذي حاول ستره بالدعوات الفوقية غير الجادة للحوار الوطني في مواصلة مستمرة للنهج القمعي الذي ظل النظام يدير به البلاد منذ مجيئه للحكم. هذا المسلك القمعي الذي لم يتوقف يوما وظل يشهد عليه تصاعد جرائم مليشيات النظام في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة حتى في قمة دعوات النظام للحوار الوطني على لسان رئيسه البشير. والذي يكشف ليس فقط عن زيف دعوة الحوار بل عن تعدد وتصارع مراكز القوى داخل النظام المتهاوي، واتى اعتقال السيد الصادق المهدي برغم من موقفه الموافق على الحوار مع النظام بعد انتقاده لجرائم مليشيات النظام المقاتلة في دارفور كدليل قاطع على سطوة هذه المراكز الامنية التي لم تتحمل ان يتم المساس بحصونها القمعية وادواتها الاجرامية. كما ان استمرار هذه الجيوب الأمنية في خلق مليشيات خاصة واستيعابها داخل مؤسسات الدولة هي استراتيجية لحماية مصالحهم الخاصة والذاتية برغم ما فيه من اهانة شديدة للمؤسسات الرسمية العاجزة مثل اجهزة الجيش والشرطة التي يفترض بها ان تكون مؤسسات قومية شاملة تحمي البلاد وليس النظام. ووجود هذه الجيوش القطاع الخاص (مثل مليشيات حميدتي وقوات الدعم السريع ومثيلاتها) تهدد باصطدام عنيف مع اجهزة الدولة الرسمية التاريخية مثل الجيش الامر الذي ستكون عواقبه وخيمة بانتقال صراع مراكز القوى داخل النظام ليأخذ شكلا مسلحا ونقل هذه القوات واعادة نشرها في الخرطوم يكشف النية المبيتة لدى الجيوب الامنية للنظام لاستعمالها في حسم صراعاتهم الداخلية. اننا نرفض بشدة استمرار تدخل الاجهزة الأمنية وسيطرتها المستمرة على المشهد السياسي في البلاد وإن استمرار النظام في التمسك بخيار استعمال المليشيات القبلية وغير النظامية يكشف عن اصراره على المضي بالبلاد في طريق الانهيار الشامل مما يضعنا جميعاً في مفترق طرق حقيقي اما ان ننهض لإسقاط هذا النظام او نسلم البلاد لهاوية التشظي. وكذلك نشير لاستراتيجية جهاز الأمن ببث الاشاعات الكاذبة بغرض احباط الروح الجماهيرية ونشر جوء من التهيب والتوتر الأمني الذي يتيح لميليشياته مواصلة ارتكاب انتهاكاتها. اننا اذ نطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين نؤكد على ان حريتهم لن تأتي منحة من النظام وينبغي العمل على استعادة حريتهم وحرية الوطن عبر اعادة اصطفاف الحركة الجماهيرية والسياسية لمقاومة عسف النظام الحاكم والاطاحة به. التغيير الان ... حق، واجب وضرورة حركة التغيير الان
--
|
|
|
|
|
|