|
رئيس الحزب الناصري د.جمال ادريس في حواره مع الجريدة: الترابي يريد حماية الانقاذ لانها تجربته الشخصي
|
رئيس الحزب الناصري د.جمال ادريس في حواره مع الجريدة: الشعبي والامة كانا عقبة في طريق تحالف القوي الوطنية الترابي يريد حماية الانقاذ لانها تجربته الشخصية ذهاب الامة والشعبي يمايز الصفوف من اجل اسقاط النظام احداث مصر عجلت بالتحالف بين احزاب اليمين الديني بالسودان الحوار بين المؤتمر الوطني وحزبي الامة والشعبي خلفه اياد خارجية الدولة المدنية هي الخيار الوحيد الذي سيحفظ استقرار السودان الحوار مع الحركة الشعبية لن يفضي لحلول تنهي الحرب مقدمة الدعوة للحوار التي اطلقها حزب المؤتمر الوطني عبر خطاب رئيس الجمهورية علي الرغم من اثارتها الكثير من الجدل حينها الا انها اثارت جدلا اكثر بعد ان استجاب حزبي الامة القومي بقيادة الصادق المهدي وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور الترابي الذين انخرطا في التفاوض الجدي مع النظام وطلبا من تحالف قوي الاجماع الوطني المعارض التفاوض من اجل حل مشاكل السودان ، لكن قوي الاجماع الوطني لديها راي اخر تدافع عنه بقوة وهي حسب تصريحات قادتها لا تثق في الحزب الحاكم ان ينفذ أي اتفاق يتم معه اضافة الي انه لم يهيئ الاجواء للتفاوض ويحاول تجزئة قضايا الوطن من خلال التفاوض الثنائي مع بعض القوي السياسية التي يعتقد انها من الممكن ان تتحالف معه في الفترة المقبلة ولعل التصريحات التي اطلقتها قيادات الشعبي والامة القومي خاصة تصريح الدكتور الترابي بعدم امكانية قيام الدوله المدنية عكست حجم الاختلاف الكبير الذي كان يعتمل في التحالف (الجريدة ) جلست الي الدكتور جمال ادريس رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري حول هذه القضايا فخرجت منه بالحصيلة الاتية: هل تعتقد بأن هناك تغييرا سيحدث من خلال التفاوض الذي دعي اليه الرئيس البشير في خطابه الاخير؟ بعد أن استحكمت الازمة علي النظام وفي محاولته لايجاد مخرج يحافظ علي بقائه طرح المؤتمر الوطني دعوة الحوار بعد ان ظل يعاني من عدة ازمات (ازمة ضغوط خارجية وشعبية ومن المعارضة ورفض الشعب للنظام وازمة داخل النظام والازمة الاقتصادية المستفحلة والحروب الدائرة في دارفور وجبال النوبةوالنيل الازرق) وهي ازمات تحيط بالنظام من كل الاتجاهات ولو كان النظام جادا في الحوار كان عليه ان يتخذ خطوات عملية تهيئ للحوار من اطلاق حريات التعبير والتنظيم والعمل السياسي والصحافة والاعلام واطلاق سراح المعتقلين والمحكومين سياسيا واطلاق وعود بالاستعداد لوقف اطلاق النار والحديث عن شهداء وجرحي انتفاضة سبتمبر الاخيرة واهمية التحقيق فيها ومعرفة من الذي ارتكب جريمة القتل. ووقف اطلاق النار كمقدمة لوقف الحرب وان يطرح النظام ما يقنع انه سيصل بالحوار الي وضع انتقالي ولو طرحت كل هذه النقاط كان من الممكن ان تكون هناك جدية لكن لان المؤتمر الوطني معروف انه لا عهد له ولا زمة وكل الامر هو محاولة لاصلاح النظام وليس السودان وبالتالي نؤكد لا سبيل لاحداث تغيير حقيقي الا بازالة وازاحة المؤتمر الوطني من السلطة بمواصلة الضغط الشعبي المتمثل في الاعتصامات والاضرابات والمظاهرات لان اي حوار لابد ان يكون محكوم بميزان القوي لاي طرف وحتي لو كان هنالك حوار محتمل لابد ان تكون لدي المعارضة كروت ولانها لاتملك كروت غير الشارع لابد من تغيير ميزان القوي بالعمل في الشارع وقبل الحديث عن اي حوار يجب ان نمضي في تغيير ميزان القوي بتصعيد العمل في الشارع. مع هذه الاشتراطات هنالك اطراف من تحالف قوي الاجماع الوطني استجابت للحوار(حزب الامة والمؤتمر الشعبي) هل هذا خروج عن التحالف ؟ تحالف قوي الاجماع كان الهدف من قيامه توحيد الرؤي لكل القوي المعارضة حول كيفية التغييرومابعد التغيير ولكن تبقي لكل حزب اجندته الخاصة التي تتفق او تختلف مع طريقة التغيير ومداه وكانت هناك تناقضات نعتبر انها ثانوية بالنسبة لهدف اسقاط النظام وكنا نعتقد ان التناقض الاساسي بين قوي المعارضة والنظام. لكن القوي الاصلاحية ( اليمين)هذا هو ديدنها لا تستطيع ان تكمل الشوط الي نهايته وشاهدنا حزب الامة منذ سنوات طويلة في سعيه للحوار مع النظام بدا بالجهاد المدني والاجندة الوطنية..الخ وكل عام هنالك مسمي جديد للحوار بين الامة والنظام ولم يجني من جبوتي غير التخزيل والاضعاف في حواره مع النظام وواضح ان السيد الصادق المهدي يتخوف من التغيير الراديكالي او الثوري لخشيته من الا تكون لديه مكانة مثل التي سيجدها في التسوية او الحوار وهذا سر استجابته للحوار وهذا هو التفسير لموقف حزب الامة الاخير وطرحه لاقناع القوي السياسية في لقاءات ثنائية ومحاولته عقد ورشة لتوحيد رؤية قوي الاجماع التي رفضت الدعوة الا بتلبية الشروط التي ذكرتها كمتطلبات للحوار اما المؤتمرالشعبي بعد المفاصلة كان في عزلة وجاء الي المعارضة ليتقوي بها في صراعه مع الفرع الاخر في السلطة وانا لم اصدق في يوم من الايام ان الشعبي يسعي لاسقاط النظام بل كان يستفيد من المعارضة حتي يحدث التغيير للقفز في السلطة خاصة ان الترابي يري انه هو من صنع النظام وهو الاولي به والاحق باستعادته واكثر من مرة صرح بأن البديل لهذا النظام هو اسلامي. ووجوده في المعارضة كان تكتيك لا اكثر ولا اقل. وبعد سقوط حكم الاخوان في مصر اعلن الترابي صراحة ان ما حدث في مصر جعلهم يعيدوا الحسابات من مسالة تغيير النظام والتحالف مع قوي المعارضة كما يسميها الترابي العلمانية او الليبرالية . والدليل علي ذلك انه في انتفاضة سبتمبر اختفت كل قيادات وعضوية الشعبي من حركة الانتفاضة وموقفهم كان غير مؤيد للانتفاضة لاعتبار انها بداية ثورة شعبية لو تطورت ستطيح بالحركة الاسلامية كلها في السلطة وخارجها . • هل تعتقدوا في قوي الاجماع الوطني ان المؤتمر الشعبي والامة تحصلوا علي وعود من الوطني قبل خطاب الرئيس ؟ • اكيد الشعبي والترابي تحديدا لم ياتي للقاء البشير الا بعد تفاهمات ووعود وهو ما اكده سيد الخطيب في لقاءه بقناة النيل الازرق وهناك سيناريو لاعادة الترابي والشعبي الي السلطة وهنالك جهات اقليمية(قطر) و امريكا والتنظيم العالمي للاخوان المسلمين التقت رغبتهم في المحافظة علي النظام الحالي مع بعض الاصلاحات مثل الحكومة القومية والدستور والانتخابات وكل هذا في اطار النظام وليس في اطار تغيير جذري واعتقد ان هناك جهات رتبت لهذا الحوار داخلية وخارجية ولعل زيارة كارتر كانت واحدة من هذه الترتيبات التي تساهم في دخول الترابي الي السلطة وخطة الحوار في الاصل خطة امريكية للحفاظ علي المشروع الذي اقتربت بوادر ذهاب ريحه الي الابد وهناك ترتيبات من المفترض ان يشارك فيها الترابي ويلعب فيها دور اساسي مثل الحوار حول الحريات و الدستور والانتخابات وقضية المحكمة الجنائية وتوحيد الحركة الاسلامية والترابي مطروح له ان يلعب الدور الاكبر لمصلحة النظام وتوجهاته وبقاء الحركة الاسلامية علي راس السلطة. • ماذا سيحدث في قوي الاجماع بعد ان ذهب الامة والشعبي للحوار مع النظام بهذه الكيفية وهل سيكون هناك عمل معارض بنفس الزخم السابق ؟ • انا اعتقد ان زخم العمل المعارض سيزيد لانه سيكون اكثر تجانسا لانهم كانوا يعطلون عمل التحالف في كثير من القضايا مثلا حزب الامة بخطه الثابت للحوار مع النظام وحديثه المتكرر عن اصلاح المعارضة. والشعبي كان يرفض قضايا اساسية اتفقت عليها كل القوي الاخري.علي كل حال هي قوي يمينية اصلاحية تريد اصلاح النظام وليس اسقاطه. والان هذه فرصة لفرز واصطفاف قوي الاجماع في تحالف نوعي يستطيع ان ينطلق بما يحقق مطالب الشعب السوداني في الثورة وكل شعارات شباب الانتفاضة كانت تهتف الثورة خيار الشعب ونحن مع الشعب لاقامة البديل الديمقراطي الذي يحقق دولة الحرية والعدالة الاجتماعية والسلام والمساواة وهي الدولة المدنية الديمقراطية . • علي زكر الدولة المدنية التي تتحدث عنها قال الدكتور الترابي ان الدولة المدنية لايمكن تحقيقها في السودان وهو يتوجه للحوار مع النظام هل هذا تناقض في برامجكم في التحالف ؟ • قبل الحديث عن الموقف من الدولة المدنية اعلق علي موقف الترابي من العفو حينما قال عفا الله عما سلف وهو حر في ان يعفو حقه هو للنظام. لكن غير مصرح له ان يتحدث عن الشعب السوداني الذي له تار وغبينة في الحق العام والخاص مع النظام. والترابي حينما يتحدث عن العفو يريد ان تشمله دعوة العفو نفسه لانه هو عراب النظام والذي اوجده. وفي تعريف الترابي للدولة المدنية هو يصر ان يعرفها بتعريف من عنده هو وليس كما تعرفها العلوم السياسية وهو يقول انها تعني ابعاد الدين عن الحكم وكما قال ايضا تعني عدم وضع اعتبار للاخلاق في العمل السياسي فانا اساله هل في كل هذه التجربة منذ انقلاب 89 الي اليوم هل كان هناك علاقة بين الحكم القائم والدين وهل هناك علاقة بين الاخلاق والعمل السياسي للنظام القائم الآن بما فيها العشرية الاولي التي كان الترابي هو الحاكم بامره. فالدين كان شعارات زائفة للتمكين وعبارة عن وسيلة للتجارة وخداع الناس البسطاء وكل السودانيين عرفوا ووقفوا علي التجربة وشاهدوا ثمرة تجارة الدين في اعضاء الحركة الاسلامية تجلب ارباح اكثر من تجارة السلاح والمخدرات. وهو في اصراره علي هذا الحديث يعني انه لم يتغير ولم يتطور ولم يعتبر من الذي حدث باسم الدين والمشروع الاسلامي وهو يريد ان يعيد الانقاذ وان ينقذ الانقاذ الاولي بالانقاذ الثانية ويحافظ علي التوجه الاسلامي ونحن نعتقد ان الدولة المدنية هي المشروع الوطني الذي يجب ان يتوافق عليه السودانيين بعد كل هذه التجارب التي مر بها السودان منذ العام 83 شريعة نميري وشريعة الترابي والبشير ولا مجال ليأتونا مرة اخري بالحديث باسم الدين او اقامة الدين وعليهم ان يقيموا الدين في انفسهم اولا قبل ان يتحدثوا عن اقامته في حياة الناس الذين هم اصلا مسلمين حسني الاسلام ولا يحتاجون الي وصاية من احد فالسودانيين معروفين باسلامهم المتسامح والمستقيم والدولة المدنية التي ندعو لها ليست ضد الدين ولكن نرفض ان يستغل فيها الدين تحت اي زريعة كانت لان الذي ياتي ليحكم باسم الدين سيتحول الي مستبد بالتاكيد لانه سيعتبر اي معارضة او نقد له هي معارضة للدين لذلك نحن نرفض ان ياتي احد الي الحكم وهو يتحدث عن مشروع ديني فالاسلام يمكن ان يدخل في القوانين وهو من قبل الاستقلال وبعده كان من المكونات الاساسية للثقافة الشعبية ومكون اساسي من القيم الحارسة للمجتمع وما زال. والشريعة كانت تدخل كمصدر من مصادر التشريع ولا احد يدعي الحكم باسم الدين لان السلطة مدنية لانها تدير حياة الناس ومعاشهم وفق ضوابط ولوائح بشرية وفقها يحاسب الناس وتقيم اعمالهم فلا مجال لحديث عن دولة دينية يتحدث الساعين اليها بشعارات القوي الامين او استخلاف المومنين او المجددين المجتهدين والمعيار هو الخطأ والصواب لما يقدمه الحاكم بما يصلح معاش الناس وحقوقهم والحفاظ علي البلد وسيادتها ومواردها. • هل تعتقد ان مشروع الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة يمكن تحقيقه في الواقع السوداني؟ • بعد التجارب التي مر بها الشعب السوداني ووعي قطاعات كبيرة من الشعب السوداني بزيف الشعارات الدينية المرفوعة من كل الاطراف لا يمكن ان يقبل الشعب السوداني مرة اخري ان يتسلط عليه احد باسم الدين او الشريعة لذلك الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة هي التي تحقق المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات والعدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة والمتوازنة بكل مناطق السودان ومشروع الدولة المدنية هو مشروع الحرية والتنوير والحداثة والتقدم . • هل تعتقد ان يتم اتفاق يفضي الي حكومة تشكل من احزاب المؤتمر الشعبي والامة القومي والاتحادي الديمقراطي مع النظام ؟ • الحزب الاتحادي اصلا موجود في السلطة والمؤتمر الشعبي اعتقد انه سيصل الي تفاهم مع المؤتمر الوطني لانقاذ الحركة الاسلامية او محاولة انقاذ المشروع الاسلامي في السودان اما حزب الامة القومي لان الامام الصادق متردد من الممكن في اي لحظة ان يتراجع او يتردد وهذا احتمال ولكن وفق السيناريو المطروح من بعض الجهات مثل بريطانيا والمانيا ايضا بالاضافة الي السيناريو الامريكي الذي يتحدث عن الاغلبية الكافية فمعهد السلام الامريكي وفي ورقة طرحها المبعوث الامريكي السابق ليمان تحدثت عن الاغلبية الكافية المقصود بها الاحزاب الثلاثة والمؤتمرالوطني واقناع الجبهة الثورية بالحوار. وفق تطورات هذه المسارات يمكن ان يدخل اذا وجد ما يتطلع اليه ويحفظ ماء وجهه وانا ادعو في هذه اللحظة لتنسيق او تحالف يجمع اليسار ويسار الوسط والقوي الديمقراطية والجبهة الثورية والحركات الشبابية والنسوية لمواجهة الاصطفاف اليميني الديني القادم بين هذه الاطراف الذي بدأ يلوح في الافق. • انت تحدثت عن تحالف مع الجبهة الثورية فما هي رؤيتكم للحوار الذي تجريه الان منفردا مع النظام لحل قضايا المنطقتين ؟ • الحوار يتم بناء علي قرار مجلس الامن 2046 بين النظام وقطاع الشمال والحركة الشعبية كما التزمت لقوي الاجماع والجبهة الثورية هي مع الحل الشامل والنظام يصر علي الحوار حول المنطقتين ليكرس النظرة الجهوية وحالة التفتيت التي ادخل فيها السودان للمحافظة علي السلطة ولذلك لا اعتقد بنجاح المفاوضات باصرار المؤتمر الوطني للحديث عن المنطقتين واصرار الحركة الشعبية علي الحل الشامل والمؤتمر الوطني لو كان جادا في دعوته للحوار كنا رأينا موقف جديد كاستعداده بالقبول بمنبر واحد للتفاوض كمرحلة أولية لايقاف الحرب ثم الحوار الشامل اذا كان جادا وصادقا في مبادرة الحوار التي طرحها لكنه لن يفعل ونحن متاكدين ان المؤتمر الوطني لا جديد له سوي تكتيكات سياسية اعتاد عليها من اجل الاحتفاظ بالسلطة لاطول فترة ممكنة لذلك ذهابه الان هو الحل الوحيد لكل مشاكل السودان.
|
|
|
|
|
|