|
تحليل إخباري – الصراع في ولاية البحر الأحمر
|
بور تسودان – جكسا للرصد
18 ديسمبر 2013
إثر تزايد شائعة تقديم الولاة لاستقالاتهم, وبعد الظهور المفاجئ والاحتفالي لنائب رئيس المؤتمر الوطني السابق (محمد طاهر حسين) الذي كان قد تم اتهامه في قضية أخلاقية حوكم على إثرها في الخرطوم بالجلد والغرامة وعدم مزاولة أي نشاط عام, بدأت الأوساط في البحر الأحمر تتناول خبرا بإطلاق بعض المنتسبين للحزب الحاكم من أبناء المنطقة حملة لترشيح محمد طاهر حسين واليا للولاية, والحملة تجد مساندة مقدرة خصوصا من أنصار الرجل الذين يعتقدون إن ما حدث للرجل كانت قضية قامت الأجهزة الأمنية بفبركتها لإقصائه نهائيا من الساحة السياسية, بينما تتزايد التساؤلات حول ما إذا كان الحزب الحاكم يمكن أن يعيد الرجل إلي الأضواء والتكليف بعد كل الذي حدث وما إذا كان ذلك سيؤثر على قواعد الحزب ويطعن في قيم الحزب ومبادئه التي يظهرها للعوام.
وعلى ضوء هذه التساؤلات أكد مصدر هام جدا من قيادات أمانة الحزب بالولاية و مقرب جدا من القرار (فضل حجب اسمه) إن الحزب لم يستدعي الرجل نهائيا ولم ينو ذلك, و إن ما تم ليس حكم بالبراءة وأكد إن الرجل حضر بنفسه ربما بإيعاز من البعض في الولاية وبدأ مع من أسماهم (بالمطبلين وسماسرة الوكالات) بإطلاق شائعات ببراءته وترشحه وما إلي ذلك, وأضاف إنهم لا يرون في الأفق إمكانية أن يقوم الرئيس بإعفاء الوالي, وحتى لو تم إعفائه فمؤسسات الحزب بالولاية هي من يحدد البديل وليس الاحتفالات العبثية, ثم استدرك وقال نسبة للجهود التنموية المشهودة التي شهدتها الولاية في عهد الوالي أيلا.
في ذات الوقت الذي ينقسم فيه الرأي في الولاية لثلاث اتجاهات, أهمها وأكثرها انتشارا يري إن حملة ترشيح حسين المشهور بكنية (البلدوزر) هي بإيعاز منه شخصيا للانتقام من أصدقاء الأمس الذين ترفعوا عن مساندته في قضيته الأخيرة, ولمعرفته بأنه سيتم التخلص منه مرة أخرى إذا أمنوا بقائهم لدورة أخرى مجددا, كما يريد توجيه رسالة للمركز أيضا من خلال الأجواء الاحتفالية التي يصرف عليها ببذخ مريب يشير فيها إلى أنه الرجل الأقوى وانه كان الزراع الحقيقي خلف أي عمل في الولاية أو (الصندوق الأسود) كما يطلق على نفسه – وانه لا يمكن أن يتم تجاوزه بأي حال.
بينما يرى الاتجاه الثاني بان الذي قام باستدعاء حسين هو الوالي طاهر أيلا بنفسه, بعد أن وضع استقالته أمام الرئيس مرغما أسوة ببقية الولاة, و إن حكومة الولاية هي من يقوم بهذا الصرف ألبذخي للضغط على المركز وتخويفه بالعودة لذات التهديدات الانفصالية التي سبق أن أطلقتها بواسطة البلدوزر وبواسطة عضو المجلس التشريعي في الولاية (علي بالعيد),وان الوالي سيعيد حسين حتما إلي ذات القبر مرة أخرى في حال لم يتقرر إعفاءه من جملة تعديلات الولاة المرتقبة, وهذا الاتجاه يضع أيضا زيارة الرئيس أفورقي - التي فرضها أيلا على البشير – في ذات السياق.
أما الاتجاه الثالث فهم المعارضون للنظام يرون إن الأمر كله مجرد ملعوب من النظام وذلك بإقصاء الكوادر في ظروف معينة وإعادتها للأضواء في ظروف أخرى, وأحد المعارضين قال إن عودة حسين هي تأكيد لانتصار جناح نافع عل جناح علي عثمان فقط ولا تهم إنسان المنطقة من قريب أو بعيد, سيما وان كثيرون من مواطني البحر الأحمر يعتقدون إن الذي حدث لحسين هو مؤامرة قام بها العميد أمن ياسر الطيب مدير أمن الولاية السابق والمحسوب على النائب السابق عثمان طه, وعلى كل فقد يشاهد المراقبون قريبا مباراة ساخنة بين أصدقاء الأمس, وربما يستبق الرئيس هذا الوميض الذي تحت الرماد ويبطش بالجمل والجمال.
|
|
|
|
|
|