|
غندور لـاليوم التالي: أفشلنا محاولة لنسف التفاوض
|
أديس أبابا - عادل الباز
انطلقت الجولة السابعة من المفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والمعروفة اختصاراً بـ (المنطقتين) عصر أمس (الأربعاء) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ووصل وفدا الطرفين إلى مقر المحادثات بجانب الوسطاء الأفارقة والمبعوث الأمريكي دونالد بوث وفؤاد حكمت ممثل الاتحاد الأوروبي وحضور كثيف من المراقبين ومسؤولي الأمم المتحدة.
وشدد رئيس فريق الوساطة الأفريقية في المفاوضات بين الحكومة السودانية وقطاع الشمال بالحركة الشعبية حول (المنطقتين)، على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، بينما تمسك قطاع الشمال بأن يشمل الحوار جميع قضايا السودان بما فيها دارفور.
وعلمت (اليوم التالي) من مصادرها أن لجنة مفاوضات المنطقتين (5+5)، ستجتمع اليوم (الخميس) لوضع خارطة طريق المفاوضات، وتوقعت المصادر أن تستمر المفاوضات (8) أيام أو أكثر. وقال عبدول محمد عضو الآلية الأفريقية لـ(اليوم التالي) إن المفاوضات صعبة واستدرك أن "الوصول لاتفاق ليس مستحيلا". ورصدت (اليوم التالي) تحركات لصديق ودعة بين قيادات دارفور، التقى خلالها بمني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، ونقلت مصادر انتظار المجتمعين لوصول آلية الحوار الوطني (7+7)، ونبهت لوجود ثلاثة من أعضائها مسبقا في مقر المفاوضات بينهم غندور وأحمد أبو القاسم.
وقال إبراهيم غندور رئيس وفد الحكومة في مفاوضات النيل الأزرق وجنوب كردفان لـ(اليوم التالي) إن الوفد الحكومي أفشل محاولة كانت تستهدف نسف المفاوضات، وأوضح أن الوفد الحكومي يدخل الجولة الحالية بقلب مفتوح للتوصل إلى اتفاق سلام، خاصة وأن مواطني المنطقتين ينتظرون الخروج بنتائج تنهي معاناتهم. واستعرض غندور التطورات السياسية التي وصفها بالإيجابية في الساحة السودانية على خلفية الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس عمر البشير.
وأوضح غندور في لقاء تشاوري سبق انطلاقة المفاوضات أن وفد الحكومة يشارك في جولة التفاوض وفقاً للتفويض الممنوح من قبل مجلس الأمن الدولي عبر القرار (2046).
ورفض رئيس وفد الحكومة في تصريحات صحفية أي حديث عن توسيع منبر التفاوض ليشمل دافور، وذلك رداً على تصريحات رئيس وفد الحركة الشعبية بضرورة التفاوض حول المنطقتين إضافة إلى دارفور وكل قضايا السودان.
وأعرب ثامبو أمبيكي رئيس فريق الوساطة الأفريقية في الجلسة الافتتاحية عن سعادة الوساطة بعودة الطرفين لاستئناف التفاوض حول المنطقتين، مشيراً إلى الحراك السياسي الذي انتظم السودان خلال الفترة الأخيرة. وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة المواطنين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مشيراً للرغبة الأكيدة لدى الأطراف السودانية في تحقيق السلام والاستقرار.
واستعرض أمبيكي نتائج زياراته الأخيرة إلى الخرطوم ولقاءاته بالرئيس عمر البشير والقوى السياسية المختلفة والآلية التنسيقية للحوار الوطني (7+7).
وتمسك رئيس وفد قطاع الشمال بالحركة الشعبية ياسر عرمان، بضرورة أن يكون الحوار شاملاً لكل قضايا السودان بما في ذلك دارفور، وألا ينحصر في المنطقتين. وسمى عرمان الجولة الحالية بـ (الفرصة النهائية) للخروج من أزمات السودان. ودعا إلى تجميد الانتخابات لتجرى تحت إشراف حكومة انتقالية تضم كل الأحزاب، وتمسك بضرورة الوصول إلى سلام شامل ووقف الحرب في المنطقتين ودارفور ووقف شامل لإطلاق النار، ورؤية واضحة لتنفيذ مقررات الاتحاد الأفريقي، كما تمسك بالتقاء كل القوى السياسية السودانية في أديس أبابا، دون عزل أي حزب بجانب مشاركة الجبهة الثورية، رغم ترحيبه بآلية الحوار (7+7).
وقال عرمان إنهم كونوا لجنة عليا برئاسة مني أركو مناوي للتنسيق بين منبري الحركة الشعبية والحكومة ومنبر وقف الحرب في دارفور المزمع انطلاق عمله في يوم 22 نوفمبر الجاري.
وقال عبدالرحمن أبو مدين عضو الوفد الحكومي المفاوض في تصريحات صحفية، إن هناك علاقة مباشرة بين التفاوض والحوار مع الحركات المسلحة لتصب النتائج في تقدم عملية الحوار. وشدد على أن الوصول إلى اتفاق حول الترتيبات الأمنية سيكون الدافع لإنجاح المهمة وترتيب وجهات النظر. ورأى أبومدين أن الرغبة متوفرة لدى الأطراف كافة لإنهاء الصراع والوصول إلى تسوية سياسية شاملة تعبر بالبلاد من مرحلة الاحتقان وتصل بها إلى توافق وطني يجمع الأطراف السياسية وحاملي السلاح.
وكان وفد الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي الرئيس الجنوب أفريقي السابق، قد استبق المحادثات الحالية بجولات ماكوكية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، مهدت لاستئناف المحادثات التي توقفت منذ نهاية أبريل الماضي. وفي السياق عقد المبعوث الأمريكي أمس لقاء استبق بداية المحادثات مع وفد المتمردين في فندق راديس بأديس أبابا واللجنة التنسيقية بقيادة مناوي.
|
|
|
|
|
|