|
صلاح قوش:التقيت الرئيس بعد خروجي وماييننا من الاسرار
|
صلاح قوش لـ " أفريقيا اليوم" فضلت الصمت لا اريد أن أنكأ الجراح (1) التقيت الرئيس بعد خروجي وماييننا من الاسرار. التغيير الحقيقي سيظهر في مرحلة مابعد الانتخابات. انسحاب قادة اساسيين مع ترك...ة مثقلة خلفهم يمكن وصفة باسوأ خاتمة لهم. سيتبين قريبا اذا كان الوطني وقيادته جادين في احداث نقلة حقيقية. ستكون كارثة اذا اصر من خرجوا على ادارة الصراع من خلف الكواليس. التعديلات الاخيرة جيدة وتعكس روح قبول طرح التغيير والاصلاح. اخطاري للصادق المهدي بانقلاب كذب وفبركة من أشخاص معروفين. خياراتي مفتوحة وسأظل فاعلا في المجتمع والقضية الوطنية. تربطني علاقات اجتماعية بود ابراهيم وليس لي أي علاقة بما قام به. زرت الترابي وشكرت الميرغني على مجهوده لاطلاق سراحي. الخرطوم – أفريقيا اليوم: صباح موسى لوهلة كنت زاهدة في كتابة تقديم عن مضيفي وأجواء الحوار، وأهمّيّته في هذا التوقيت، إذ يكفي أن تنطق بالاسم لتستدعي الصورة الذهنيّة في مخيلة الكلّ معنى وأهميّة الجلوس إليه.. نعم؛ صلاح قوش وكفى.. لعلّها العبارات الوحيدة المتاحة في سياق التقديم، كونه أحد أهم الشخصيات المفتاحيّة والأساسيّة في سودان ما بعد الإنقاذ، يزيد من الزخم والهالة المنبعثة من الاسم أنّه وقف على سدّة واحدة من أهم مفاصل العمل الوطني في حقبة مهمة من تاريخ البلاد، ممسكا بكل الملفات المهمّة في العمل الأمني والاستخباري.. خروجه من الجهاز شكل علامة استفهام بارزة، تماماً مثلما كان اعتقاله قبل الإفراج عنه لاحقاً، لغزاً محيّراً يصرّ حتى اللحظة على عدم الخوض فيه كثيراً.. الرجل بدا متحفظا معنا في هذا الجانب، وظل محافظا على سمت الشخصية الأمنية الكاتمة للأمور، ولكنه نجح في أن يطرح نفسه من منظور سياسي، بما يملكه من لديه رؤية وتحليل للقضايا.. أراد أن يبدأ صفحة جديدة لا ينكأ فيها جراحا - على حد تعبيره - من أجل سلامة الوطن الكبير، وبعيدا عن أي مرارات شخصية. قوش الذي تمنيت حواره كثيراً من قبل كانت فرصتي معه في (أفريقيا اليوم)، لأقف معه على ملفات كبيرة وكثيرة، وكان تحقيق الفرصة صعبا، بعد محاولات مريرة وصعبة إلى أن تحقق الهدف بموافقة رجل بقامة قوش على الحوار الذي تجوّل وتحوّل بينه بثقة العالم الملم بكل التفاصيل.. رغم بعده عن الدهاليز، إلا أنّه يبدو متابعاً بدقّة لكلّ التفاصيل.. كأنّه مازال يحتفظ بمهامه السابقة في قلب المنظومة الحاكمة؛ طوراً في مركز الظهير المتقدّم، تارةً (قشاش) في قلب الدفاع، صانعاً للألعاب إن دعا الحال، مهاجماً صريحاً في مقام، وحارساً مؤتمناً على أسرار البلاد.. لن أسهب؛ فقط هي دعوة إلى حوار مختلف مع شخص مختلف. ** * من الملاحظ أنّك بعيد عن الساحة بعد خروجك من المعتقل.. ماذا تفعل؟ - أنا لم أختف عن الساحة.. أنا موجود... * أقصد أنّك بعدت عن الإعلام ولم يكن لك أي ظهور ملحوظ؟ - نعم أنا ابتعدت عن الإعلام، لأنّ الفترة الماضية خرجت من السجن بعد ادعاءات باطلة ومكايدات، وتجاوزت هذه المسألة، وكانت فترة ضروريّة حتّى تهدأ النفوس، وخرجت وأعلنت عفوي عن الناس كلّهم، ولذلك أي تصريحات كانت ستوتّر العلاقة، وقصدت عدم الحديث، وأيضا قصدت اختفاء الأجندة الشخصيّة في العلاقات السياسيّة بين الناس، ليبقى الخلاف على القضايا، وأن لا تكون هناك أي قضايا شخصيّة، ولا الناس تفتكر أنّ لديّ غبينة على أحد، لذلك كان الصمت مهماً.. ثانياً؛ طبيعة تربيتنا كانت تقتضي ألا يتحدّث الإنسان عن قضايا أتيحت له بحكم موقعه، فينبغي أن يحافظ على سريّتها، وكانت عندي فرصة للاطلاع عليها، وهناك أسرار لم تر النور، لأنّني مؤتمن عليها.. سوف يستمرّ هذا الأمر في كل القضايا بصفة مهنيّة، وسأظلّ وفيّاً لهذا الأمر؛ بعهد المهنة، وعهد الالتزام.. والإعلام - خاصّة في السودان- يميل نحو الإثارة، وإثارة القضايا الحسّاسة، وهذا في غير مصلحة البلد، ولذلك كان بعدي عن الأضواء، وهذا ليس بعداً عن العمل السياسي، أو الدور الوطني، فلم نتوان في أن نقوم بواجباتنا تجاه بلدنا وتجاه مواطنينا مهما كلفنا ذلك، وسنستمر في عطائنا السياسي وسط المجتمع السوداني. * هل مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني؟ - نعم مازلت عضوا بالمؤتمر الوطني، وإن كانت هنالك قلّة لا ترغب في وجودي بالمؤتمر الوطني، ولكن المؤتمر الوطني ليس ملكاً لأحد، هو ملك لكلّ هذا القطاع العريض الذي انضمّ له، وهناك عدد منهم أفسد البيئة في العلاقات بين عضويته، وأصبحت المكايدات والإقصاء، والآن أصبح هناك صراع بين بعض قياداته على السلطة، بعيداً حتّى عن الأجندة الوطنية، وأصبح الحوار هناك – بينهم - ليس همّه القضيّة الوطنيّة، ولكن همّه الأكبر الأجندة الخاصّة، كما أصبح التعامل بين عدد محدود على قمّة قيادته فيه الكره والبغض، فيه الحب والكره، فيه الإقصاء والتقريب والاستلطاف والبُغض، وبه العطاء والحرمان، ولذلك غابت القضيّة الوطنيّة، وأصبحت هنالك مجموعات التعامل بينها ليس بالموضوعيّة، فالبيئة السياسية الموجودة حتى داخل المؤتمر الوطني تحتاج إلى إصلاح، وهذا هو الإصلاح الحقيقي، وإن لم يتم هذا الإصلاح فليست هنالك أي قيمة كبيرة للإصلاح المطروح، وأعتقد أن على المؤتمر الوطني أن يفتح هذا الباب فيما بينه ومع الآخرين، وهذه قضية أساسية، يجب أن تتم في جو صحي. * هل أنت عضو بالمكتب القيادي؟ - لا.. أنا لست عضواً بالمكتب القيادي، وهم يتحاشون حتّى أن يدعوني في الورش لأقول رأيي، ولكنني محتفظ بعضويتي من طرف واحد. * لمحنا قوش في فاعليات البرلمان؟ - أحضر في البرلمان كعضو، فأنا أدعى للهيئة البرلمانية، وأحضر كعضو عادي ليس إلا، وهذا كلّه شحذ وفبركة مبنية على دوافع كلها تعتقد أنه يمكن أن أمثل خطرا على وجودهم داخل الحزب هذا كل ما في الأمر. * هل ستظلّ على هذه الحالة أم لديك خيارات أخرى؟ - خياراتي مفتوحة، فأنا لم أترك العمل السياسي، وسأظلّ عضوا فاعلاً في المجتمع في القضية الوطنية. * "مقاطعة"... هل معنى ذلك أنك ما زلت تفضل الإصلاح من داخل المؤتمر الوطني رغم ما حدث لك؟ - صحيح أفضل الإصلاح من الداخل وسأظلّ عضواً فيه، إلى أن يستحيل أن يكون لي أي عطاء داخل هذه المؤسسة، وتغلق أمامي كل الأبواب فالخيارات مفتوحة، ولكني مازلت عضواً ملتزماً. * وكيف رأيت التعديلات الأخيرة.. هل تعتبرها تغييراً؟ - التعديلات الأخيرة جيّدة في تقديري، وهي تعكس روح قبول طرح التغيير والإصلاح، لكن القضية ليست تغيير الأشخاص. * "مقاطعة"... عندما نتحدث عن تغيير أشخاص في حجم شيخ علي ود. نافع ألا ترى في هذا تغييراً؟ - صحيح هذا يعكس القابليّة لتغيير كبير، وطالما هنالك قابليّة في تغيير كبير في تقديري، أيّاً كانت الدوافع، هنالك عدد من الأغراض والتحليلات، والقراءة والشواهد التي تفسر لماذا تمّ ذلك؟ وأيّاً كانت هذه الدوافع، وأياً كانت هذه الأسباب، ولكنها خطوة. * إذاً، تراها خطوة؟ - أراها خطوة مهمة تؤكد القابليّة والاستعداد للتغيير، وإن لم تتغيّر المفاهيم والسياسات، فتغيير الأشخاص لم يفد كثيراً، وقبل ذلك إن لم تتغيّر البيئة التي تربط العلاقات بين الناس داخل الحزب الحاكم والحكومة أيضاً، فتغيير الأشخاص لن يفيدها كثيرا، فما تمّ من تغيير له أسباب متعددة.. الظاهر والشاهد فيه أنه جاء في مرحلة تواجه البلاد فيها مشكلات كبيرة؛ في أوضاعها الاقتصادية، واختراقات أمنية، وتدهور في علاقاتنا الإقليميّة والدوليّة، وفي بيئة طفحت على السطح بتباين في وجهات النظر، لمعالجة بعض هذه القضايا، وكذلك الأصوات المتعدّدة داخل الحزب التي تدعو للتغيير في مرحلة كهذه، بانسحاب قادة أساسيّين في الإنقاذ، تاركين خلفهم هذه التركة الثقيلة، يمكن أن يوصف بأنّه أسوأ خاتمة لهم في كابينة القيادة، ولذلك، من الواضح جدا أن إقبال القيادة على هذا التغيير لا يمكن أن يتم دون التطرق لقيادة مرحلة ما بعد الانتخابات، أي أن التغيير الذي تمّ مرحليّ؛ مدّته عام واحد، والتغيير الحقيقي سوف يظهر في فترة ما بعد الانتخابات، وهنالك احتمالان أحدهما أن يستمر الرئيس لدورة جديدة، أو تقديم خيار جديد.. * ........ - أعتقد أن هذا الأمر تمّ حسمه، وما تمّ هو تمهيد لإنفاذه وإخراجه.. من الواضح أيضا أن نواب الرئيس الاثنين لمسا رغبة الرئيس في تغييره ولذلك نفذا له هذه الرغبة، وقطعا لما نشاهده من سلوك لهما بعد إنفاذ التعديلات فالراجح إنّها لم تكن خاتمة لدورهما السياسي، واذا كان ذلك كذلك فإنّهما على أعتاب الصعود إلى أعلى، وربّما حاول كل منهما توظيف الذي تمّ من أجل ذلك.. بماذا نفسر وجودهم في المجلس الوطني وفي المكتب القيادي، إذا كانوا هم الذين صمموا برنامج التغيير؟ أنا كمهندس أعرف أنّ مصمم أي برنامج لا يكون جزءاً من تشغيله، ولكنهم مازالوا يحاولون التأثير على تنفيذ هذا البرنامج، وإصرارهم على ذلك وهم خارج التوصيف الرسمي للقيادة ربما أضعف قدرتهم في القضايا اليوميّة، مما سيصرف نشاطهم لتصفية الحسابات، ومعلوم أن تصميم التشكيلة الجديدة سيكون له فعل ورد فعل، ولكنها كانت في حسبانهم، ولكن مجريات الأحداث ربما ولدت ظروفا جديدة تجاوزت حساباتهم، تؤدّي إلى تغيير ما تمّ الاتفاق عليه فيما بينهم، أو فيما بين جزء منهم دون الطرف الآخر.. هذا العراك سيؤدي إلى مزيد من إفساد البيئة ويعجل بالتخبط والانهيار، نصيحتي لهم أن يبتعدوا ويتركوا البدائل الجديدة لتقوم بدورها كاملا دون مؤثرات قديمة. * البعض يحلل ما حدث بأنه كان هناك صراع داخليا بين شيخ علي ود. نافع مما أدى إلى هذا التغيير. كيف تقرأه أنت؟ - وجود صراع هذه واضحة لرجل الشارع العادي، وأقول إن هنالك اختلافا في وجهات النظر، وخلافا في طريقة العمل، والسياسات غير متوافق عليها، وهناك تضارب في طريقة العمل، ليس صراعا شخصيا، لكن في طريقة إدارة العمل، وهذا أدى إلى توتر، تطور إلى تبعات ظاهرة للعيان، وهذه التبعات تقاس بآليات معروفة، أنا لست أبرئ نفسي من ذلك، فقد كنت داخل هذه المنظومة، لي وعلي ما لهم وما عليهم، ولذلك علينا أن نعمل على ترميم الوضع. * هل ترى أن خروج الاثنين معا يفسر أن الرئيس كانت له اليد العليا في ما حدث؟ - تداخلت كل هذه العوامل وأدت إلى هذا التغيير، وتقديري أن الرئيس البشير وهو ألمح أكثر من مرة أنه يريد تغييرا كبيرا، وهما شعرا أن الرئيس راغب في ذلك، ولذلك نفذا للرئيس رغبته. * هل تم الاتصال بك وقت تشكيل الحكومة؟ - نعم تم اتصال... ولكني لا أعلم إن كان الشخص الذي اتصل بي مكلفا بذلك، أم كان اجتهادا منه. * "مقاطعة": هل هذا الشخص نافذ؟ - لا أتحدث عن أشخاص.. أنا في النهاية قدّرت أنّ ذلك كان اجتهاداً منه، وأنا أرى أنه في أجواء فقدان الثقة، لا توجد مساحات مشتركة، ولذلك فضلت أن أشارك بطريقة أخرى في العمل العام. * بعد خروجك من المعتقل هل التقيت الرئيس؟ - نعم قابلته.. * فيم تحدثتم؟ - هذه أمور يجب ألا يسأل عنها فلها أسرارها. * "مقاطعة": فقط نريد أن تطلعنا على أجواء اللقاء هل كان إيجابيا؟ - لها أسرارها. * هناك خطى متسارعة للإصلاح من داخل الحزب، فبعد التشكيل هناك وثيقة تمت إجازتها يقولون إنّها فتح كبير. ما رأيك في هذه الوثيقة؟ - الوثائق موجودة.. الكلام المكتوب النظري في الأوراق، إن لم تكن هنالك إرادة سياسية حقيقية لإنفاذه فليس له قيمة، المؤتمر الوطني الآن يخالف النظام الأساسي حتى في اختيار نائب الرئيس، والذي يفرض على الرئيس أن يعيّن من الأعضاء المنتخبين، وحدث نقاش حول ذلك، وسعوا لمحاولة تعديل أو تغيير هذا البند من النظام الأساسي، لكن تمّ تجاوزه، ولذلك الأصل ليس في الأوراق المكتوبة، لكن في الإرادة السياسيّة لإنفاذ المبادئ المكتوبة، وهذا تحدّ، وسوف يظهر قريباً؛ إذا كان المؤتمر الوطني وقيادته جادّون في إحداث نقلة حقيقية لإقامة مؤسسات حقيقيّة تدير الحزب؟ هذا تحد سيظهر قريبا. * رأيك في موضوع فصل د. غازي ورفاقه؟ - غازي اضطر اضطرارا للخروج، وكان واضحا جدا أن هيئة الشورى عندما ناقشت قضية غازي لم تكن مرتاحة لفصله من الحزب، وكان هناك ناس يرون أن هذا خطأ، فلا يجب فصله من الحزب، فهو شخص كتب رأيه، صحيح أخطأ في الطريقة. * "مقاطعة": هل توافق من قالوا إن د. غازي أخطأ؟ - أخطأ في الطريقة... بخروج وثيقته في الإعلام فهذا ما أخذ عليه، ولكن هناك كثيرين تحدثوا في أنّ هذا ليس عقابه الفصل، وتقديري أنّه كانت هناك رغبة في التخلص من غازي من بعض قيادات الحزب، ووجدوا الفرصة وكان لهم ذلك. * وما رأيك في فكرة تكوين د. غازي لحزب جديد؟ - لا أعتقد أنّه كان لديه خيار آخر، فهو أجبر على ذلك، ولم يجد غير هذا الطريق. * أهو طريق موفق في نظرك؟ - في تقديري أنّه كان يجب أن يظلّ غازي داخل الحزب، ويحاول التغيير من الداخل، وإن كان ذلك صعباً، ولكن كان سيكون دوره أفعل، لأن هناك قطاعات كبيرة داخل الحزب تحمل نفس رؤى غازي ومقتنعة بها، وكان يمكن أن تتبلور هذه الرؤى، وفي الآخر تكون قيادة الإصلاح من داخل المؤسسات. * معنى ذلك أن خروج د. غازي لن يكون مؤثرا؟ - هذا يعتمد على سلوك الحزب في الفترة القادمة، فإذا واصل الحزب مسيرة الإصلاح وأخذها مأخذ الجد، يمكن أن يكون المؤتمر الوطني فاعلا، ولكن إذا أصر على نفس النهج القديم، فربما يقف كثيرون على الرصيف، وربما فكروا في الخروج، أو أن يذهبوا إلى غازي، إذا تم إصلاح حقيقي فلن يكون مشروع غازي مؤثرا. * وتوقعات قوش حول المسألة؟ - التحديات كبيرة على البلد، وتقديري إذا تحسنت البيئة فستكون هناك فرصة حقيقية، ووثيقة الإصلاح ترى النور. * "مقاطعة": تقصد الوثيقة التي تمت إجازتها؟ - نعم... لكن إذا استمرت البيئة القديمة، وأصرّ الذين خرجوا على إدارة الصراع من خلف الكواليس فستكون كارثة على هذا البلد. * هل ستكون ممن سيجلسون على الرصيف أو يمكن أن تخرج مع مجموعة د. غازي، أو....؟ - أعتقد أن هذا متروك للتطورات التي ستحدث في الفترة القادمة. * وهل يمكن أن نقول إن أفكار د. غازي في الإصلاح قريبة من أفكارك؟ - أفكار د. غازي ليست بعيدة عن كثيرين في المؤتمر الوطني، ود. غازي معروف عنه أنّه دائما يطرح أفكاراً، وهناك كثيرون في المؤتمر الوطني متّفقون معه، ولكن ليست هنالك طريقة أن ترى النور على أرض الواقع، ليس بالضرورة أن أتفق معه كل الاتفاق، وليس بالضرورة أن أختلف معه كل الاختلاف. * علاقة صلاح بود إبراهيم؟ - ود إبراهيم ليس لي أي علاقة بما قام به أصلاً، أنا حُشرت في ذلك حشراً، واسألي من كان سبباً، فليست لديّ علاقه به. * هل التقيتما بعد الخروج؟ - نعم التقينا في مناسبات اجتماعية فقد جاءني بعد الخروج وقال لي حمد الله على السلامة، ولكن لم تكن علاقتي به بها أجندة لترتيب عمل، أو نشاط سياسي مشترك، فقط زيارات اجتماعية ليس أكثر ولا أقل. هل زرت قادة الأحزاب السياسية الكبيرة؟ - نعم زرت حسن الترابي في إطار اجتماعي في عزاء شقيقه عبد الحليم وكان دفعتي، وزرت مولانا محمد عثمان الميرغني وشكرته على الجهد الذي بذله أثناء وجودي في المعتقل، وعلمت بتفاصيل كثيرة جدا عن مجهودات قام بها من أجل إطلاق سراحي، فشكرته على ذلك. * هل كانت جهود مولانا مؤثرة في إطلاق سراحك؟ - كانت جهودا في تقديري أيا كان أثرها ولكنها كانت جهودا بما أتيح له من علاقات وتواصل مع الرئيس ومع الحكومة، فشكرته على ذلك. * هل التقيت الصادق المهدي؟ - لم ألتقه. * وما صحة ما تردد من أنك أخبرت الصادق المهدي بالانقلاب الذي كنت تنوي قيادته وقلت له (تعال قودنا)؟ - "بصوت عال"... هذا كلّه هراء وكذب، آخر مرة قابلت الصادق المهدي عندما تركت المستشاريّة، وأتاني في البيت لكي يقول لي "حمداً لله على السلامة"، وتناقشنا حول أفكار أساسيّة، منها أن تنصلح البيئة السياسيّة بالسودان، وأن يقبل الناس بالآخر، نتفق على قضايا أساسيّة في البلد، ونختلف على تفاصيلها في البرامج، ويكون الخلاف بين الأحزاب في تفاصيل البرامج، لكن الثوابت الوطنية نتفق عليها، وهذا نفس كلام الرئيس وكلامنا، وقلت له إنّ كان هذا كلامك فهذا ما نسعى إليه.. إذن ليس هناك فرق كبير بينك وبين المؤتمر الوطني، فلماذا لا تنضم للمؤتمر الوطني؟، وإذا دخلت بهذه الأفكار فيمكن أن تكون رئيساً له بسهولة جداً. الذي تمّ بيني وبينه هو الذي ذكرته لك، ولم ألتقه بعدها حتّى الآن، وما أشيع أنّي أخطرته بانقلاب هذا كلّه كذب وفبركة منطلقه أجندة معروفة من أشخاص معروفين.
|
|
|
|
|
|