وبالرغم من أن حكومة جنوب السودان كانت قد أوصت في العام 2011 بضرور نقل العاصمة إلى منطقة (رامشيل) خلال فترة تتراوح ما بين ثلاث وست سنوات، وذلك بعد أن تقدم أعيان ومثقفو قبيلة الباريا، المقيمة في جوبا، بطلب رسمي للحكومة لنقل العاصمة بعد تكرار حالات التعدي المتكررة على أراضيهم بشكل غير قانوني.
وقال وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة آنذاك برنابا مريال بنجامين "تلتزم الحكومة بقرار المجتمع المحلي الرافض لوجود العاصمة في جوبا، إلى جانب كثرة مشكلات الأراضي في المدينة خاصة للمستثمرين".
وتابع "نقل العاصمة إلى رامشيل قد يستغرق من ثلاث إلى ست سنوات، والأمر لن يتم بين ليلة وضحاها".
وخلال تلك الفترة لم تستطع الحكومة المركزية أن تلتزم بقرارها نسبة لصعوبات وعقبات مالية اعترضت مشروع بناء المدينة الجديدة، بحسب مراقبين.
ومع مرور الوقت بدأت مجموعات المنطقة الاستوائية تعقد مؤتمرات سنوية تطالب فيها بضرورة اعتماد الفيدرالية كنظام للحكم في جنوب السودان، مما زاد من تعقيد الأوضاع، وربطت الحكومة تلك الأصوات بمسألة وجود العاصمة في مدينة جوبا.
ولوح وقتذاك حاكم ولاية غرب بحر الغزال العميد رزق زكريا حسن بمقترح يقضي بنقل العاصمة إلى مدينة واو بولايته، مؤكدا ترحيبه التام بالحكومة المركزية.
ووجد المقترح ردود أفعال متباينة، حيث حظي بالقبول من قبل سكان الولاية الذين خرجوا في مسيرات تؤيد المقترح، فيما حظي بمعارضة شديدة من قبل المتمردين الذين يتزعمهم ريك مشار نائب الرئيس سلفاكير ميارديت السابق.
والتقت مجموعة من ممثلي تنظيمات المجتمع المدني الداعمة لمقترح نقل العاصمة إلى مدينة واو، السبت، برئيس البرلمان القومي (على مستوى الدولة) مناسي ماقوك، حيث تباحثوا معه حول المذكرة التي قدموها للبرلمان القومي.
وقال الأمين العام لمنظمة (قوبيا) التي ترعى المقترح، برجوك مدواك، إن "رئيس المجلس رحب بالمذكرة وعبر عن امتنانه لآراء الشباب"، كما أكد على "أن البرلمان القومي يمثل الشعب ويحترم آراءه"، مبينا أن رئيس البرلمان وعدهم بمناقشة المقترح.
كما وجدت الفكرة تأييدا كبيرا من قبل أعضاء برلمان غرب بحر الغزال، بحسب رئيس المجلس التشريعي بالولاية أندريا ميار.
وقال رئيس المجلس التشريعي بغرب بحر الغزال، أندريا ميار، إن "نقل العاصمة إلى غرب بحر الغزال به الكثير من الفوائد".
وأضاف "بالرغم من عدم تأكيد المقترح بشكل رسمي، إلا أن ذلك يمثل عنصرا إيجابيا".
من جانبه يرى الكاتب الصحفي والمحلل بجنوب السودان، كور متيوك، أن "العلة لا تكمن في ترحيل العاصمة بقدر ما تتمثل في مخاطبة جذور المشكلة التي تقود إلى المطالبة بذلك".
ومضى متيوك قائلا "من الأسباب التي جعلت الحكومة تفكر في نقل العاصمة إلى رامشيل هي المطالبات المتكررة بنقلها، واستجابت الحكومة على الفور (نظريا) دون أن تدرس كيفية تنفيذ مشروعها المقترح، أو حتى التفكير في كيفية معالجة مخاوف سكان جوبا".
وختم بالقول، إن "بقاء جوبا كعاصمة هي واحدة من أكبر تحدياتنا لبناء أمة ووطن يسع الجميع".